بعد تسعة أيام، تم بتاريخ الخميس 25 مارس 2010 الإعلان عن تعليق الإضراب المفتوح عن العمل الذي خاضته النقابات التعليمية بإقليم طاطا من أجل الاستجابة لملفها المطلبي الموحد الذي يضم عددا من المطالب الأساسية التي تهم نساء و رجال التعليم بطاطا،و على رأس هذه المطالب ملف التعويض عن العمل بالمناطق النائية و الصعبة،و هو الإضراب الذي عرف نجاحا باهرا بلغت نسبة الانخراط فيه إلى أزيد من 95./. ،و قد توج بمسيرة شعبية عظيمة شارك فيها حوالي 4000 متظاهر(ة) من تلاميذ و أساتذة وآباء و أولياء التلاميذ و عدد من ممثلي بعض الهيئات السياسية

و النقابية و الحقوقية و الجمعوية،و قد تميزت هذه المسيرة بالأساس بالمشاركة المهمـــة لنســــاء

و رجال التعليم الذين وفدوا من مختلف المناطق من الإقليــــم..

و قد تم تعليق الإضراب المفتوح و رفع المعتصم على اثر اللقاء الذي عقدته النقابات التعليمية بطاطا مع وزارة التربية الوطنية،ممثلة في مدير الموارد البشرية و رئيس قسم الاتصال بالوزارة،

و بحضور ممثلي المكاتب الوطنية للنقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية(ممثلين اثنين عن كل مركزية نقابية) و قد حضر عن الأمانة الوطنية للجامعة الوطنية للتعليم(ا م ش) الأخوة عبد الرزاق الإدريسي و مولود محبـــوب.

لقد وصلت اللجنة المشتركة إلى إقليم طاطا يوم الأربعاء 24 مارس 2010،ليتم في البداية عقد لقاءات بين ممثلي المركزيات النقابية و فروعها بطاطا،هكذا نظم بمقر الاتحاد المغربي للشغل بالإقليم لقاء ضم مجموعة من مناضلات و مناضلي الجامعة الوطنية للتعليم،أطره الأخ عبد الرزاق الإدريسي الذي عبر عن مطلق تضامنه مع نضالات الشغيلة التعليمية بالإقليم،و عبر عن اعتزازه بها،كما تحدث كذلك في إطار رده على مداخلات المناضلات و المناضلين عن عدد من الملفات العالقة في إطار الحوار مع الوزارة الوصية،و أكد بالخصوص على موقف الاتحاد النقابي للموظفين القاضي بالمطالبة بتعميم التعويض عن العمل بالمناطق الصعبة و النائية على كافة الموظفين(ات) دون تمييز أو إقصـــاء.

بعد ذلك و في حدود الساعة الثامنة ليلا تمت انطلاقة أشغال الحوار بين ممثلي فروع النقابات الخمس بالإقليم وبين ممثلي الوزارة،بحضور أعضاء المكاتب الوطنية،في بدايته رحب رئيس اللجنة بالحضور و أعطى الكلمة لممثلي الفروع النقابية،الذين جددوا في البداية إدانتهم لتحرشات مدير الأكاديمية و سلوكاته غير المقبولة التي هدف بها إلى تكسير الإضراب،و طالبوا فيها باعتذاره عما صرح به لأحد الجرائد الوطنية،و هو ما تم،حيث أكد سحبه لذاك التصريح و اعتذر عنه..ليفتح النقاش بعد ذلك في النقطة الجوهرية في اللقاء و المتمثلة في مطلب تعميم التعويض عن العمل بالمناطق الصعبة و النائية على كل العاملين بقطاع التعليم بالإقليم،و قد رافعت النقابات في هذا الشأن و بينت الأسباب الموضوعية التي جعلت من مطلبها هذا مطلبا عادلا و مشروعا (بعد الإقليم و عزلته-انعدام البنيات الأساسية-الظروف الجغرافية-واقع التهميش الذي يعيشه-غلاء المعيشة-غياب الخدمات الأساسية...) و قد أقرت الوزارة بهذه الحقيقة و أكدت على أنها ستعمل على إدراج كل العاملين بالإقليم ضمن المناطق التي ستستفيد من التعويض المذكور،و هي الصيغة الأخيرة التي تم الخلوص إليها بعد حوالي 07 ساعات من النقاش الحاد و من المشاورات الداخلية..ليتم الانتقال إلى محاور أخرى تتعلق بالخصاص في الموارد البشرية و البنايات و التجهيزات و الخدمات الاجتماعية و غيرها (انظر المحضر المشترك)..و طوال الليل تابع المناضلون(ات) المرابطون(ات) أمام مقر النيابة أشغال اللقاء بترقب بالغ،كما تابعه عبر الاتصال عدد كبير من نساء و رجال التعليم بمختلف جماعات الإقليم الذين قضوا ليلة بيضاء في انتظار ما سيسفر عنه اللقــــــــــــاء...

و قد تم رفع الجلسة الأولى حوالي الساعة الخامسة صباحا، ليستأنف الحوار يوم الخميس 25 مارس 2010 حوالي التاسعة و النصف صباحا، تم فيه مواصلة النقاش و التوافق على صياغة المحضر،

و قد تم تضمينه عدة نقط، فيما تشبثت الإدارة بموقفها تجاه بعض الملاحظات أو الإضافات التي أكدت عليها النقابات و قبلت أخرى...و قد لعب الإخوة ممثلي المركزيات النقابية دورا مهما في إنجاح هذا اللقاء،و أغنوا بتجربتهم عددا من النقط المتداولة،و ساهموا بايجابية في حسم عدد من الخلافات التي طرحت أثناء النقاش...و في حدود الساعة الثالثة و النصف بعد الزوال تم توقيع المحضر المشترك،و أصدرت على إثره النقابات التعليمية بالإقليم بيانا تعلن فيه عن تعليق الإضراب( اتخذ قرار التعليق في إشارة واضحة إلى الاستعداد الدائم للدخول فيه من جديد و في كل الأشكال النضالية المشروعة من أجل حمل الوزارة على الوفاء بالتزاماتها) و دعت فيه إلى استئناف الدراسة يوم الجمعة 26 مارس 2010،و حيت من خلاله نساء و رجال التعليم على صمودهم البطولي وإنجاحهم بشكل غير مسبوق الإضراب المفتوح،كما أدانت فيه التعتيم الإعلامي المقصود الذي مارسته وسائل الإعلام السمعية البصرية إزاء معركتنا التاريخيـــة...