منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أخبار التربية والتعليم (https://www.profvb.com/vb/f13.html)
-   -   نحن و التعليم العمومي الحسين وبا (https://www.profvb.com/vb/t23822.html)

ابن خلدون 2010-03-26 22:14

نحن و التعليم العمومي الحسين وبا
 
نحن و التعليم العمومي
قضيتنا مع إصلاح منظومتنا التربوية لا من حيث جانبها السياسي و لا الزماني و لا المقارباتي و لا المواطناتي أجدها تختلف اختلافا شاسعا مع باقي الأمم و شعوب هذا الكون .

ذلك أن دولا لما أرادت أن تنهض بشعوبها و تركب عجلة التقدم و الديمقراطية فإنها وضعت نصب عينيها مراجعة و إصلاح نظامها التعليمي و لنأخذ على سبيل الإشارة اليابان التي أصبحت قوة اقتصادية عالمية تنافس الصادرات الأمريكية و الأوروبية على حد سواء.

ترى لماذا تعطلت آليات إصلاح نظامنا التعليمي؟ و لماذا تألقت دول عديدة- عربية و عجمية- في هذا الباب؟

لعل أول جواب يتبادر إلى الذهن هو: من نحن؟ و من هؤلاء؟ بمعنى هل ظروفنا السياسية و الاقتصادية ووضعنا الدولي يسمح لنا أن نتحرك لإصلاح ميداننا التربوي تماما كما فعل الغرب؟

بالمقابل علينا أن نعترف أن إرادتهم و طموحاتهم المبنية على غيرتهم الوطنية كانت حجر الأساس الذي وضعت فوقه أوراش إصلاح النظام التعليمي ومن ثم إصلاح باقي المؤسسات باعتبار أن قضية التعليم كانت ولا زالت تشكل قاطرة كل تنمية مستدامة إذ لا يمكننا أن نتخيل أن دولة ما أو مجتمعا ما صار يضرب به المثل في النماء و التطور والازدهار دون أن يكون نظامه التعليمي والتربوي قد خطا خطوات وازنة في درب التحديث و الانفتاح و التجديد و من هنا يمكن القول - أن المزايدات السياسية و الثقافية : الأعراف ,اللغة و الطقوس, بالإضافة إلى تلاشي حس المواطنة و تضارب التصورات و المقاربات واحتدام الرأي و عدم استقراره على تصنيف الأولويات و الاستراتيجيات في تبني منظومة تعليمية واضحة و هادفة و منسجمة - كانت أكبر العوامل وراء فشل كل إصلاح نتوخاه بشكل عام و رهان النهوض بمدرستنا الوطنية بشكل خاص.

ناهيك عن عدم الارتقاء لا بالبنيات التحتية للمؤسسات ولا بتجهيز و توسيع فظاءاتها الداخلية والخارجية و لا بتحسين الوضعية الاجتماعية للمدرسين و المدرسات

ولا حتى بالنهوض بالمتعلم المغربي الذي اعتبر في الميثاق الوطني للتربية و التكوين قطب العملية التدريسية و محور المبادرات التربوية الحيوية و دينامو الأوراش و المشاريع و الأنشطة التي ينظمها تلاميذ قسمه أو تخلقها تعاونية مؤسسته بصفة عامة .

إذ ماذا أعطينا و ماذا أنجونا لهذا الأخير حتى ننتظر منه كل هذه التألقات و كل هذا النجاح ؟ أليست المؤسسات التعليمية على حالها منذ زمن بعيد؟.

إن الإصلاح لا يتوقف عند المراهنة على الجانب المعرفي و المعلوماتي فحسب بل يتعداه للوصول إلى الجوانب الاجتماعية و النفسية و الصحية و الوجدانية كمرتكزات أساسية تساهم إلى حد بعيد إما في تشكيل شخصية متعلم حازم و فاعل و مبادر و نشيط و منفتح و إما في خلق متعلم متهاون و متدبدب و منطو على نفسه .

من هنا وجب التنبيه إلى: أن ظاهره الهذر المدرسي التي أصبحت مخيمة على نظامنا التعليمي و تراجع عطاءات و نشاطات المؤسسة العمومية إلى ما يلي :

* إلزامية القيام بفضاءات المؤسسات التعليمية و تأهيلها تأهيلا يتماشى و التحولات التي تعرفها المدارس و النظريات البيداغوجية و التكنولوجية الحديثة .

* ضرورة تحفيز شغيلة القطاع مع الاستمرار على تكوينها تكوينا رصينا ومندمجا.
* الارتقاء بوضعية المتعلم المغربي بالشكل الذي أقرته المعاهدة الدولية لحقوق الطفل و التي اعترفت بلادنا بمبادئها السامية و وقعت عليها عام 1993م.
* إلغاء المادة 9 من القانون الأساسي والتي تنص على القيام بكل أنواع النشاطات و الاجتماعات التربوية و غيرها خارج أوقات العمل مما يجبرنا على السؤال التالي: ما هي الضمانات القانونية المعدة في هذا الباب للمنشط التربوي أو غيره من المتطوعين لتقديم أو السهر على نشاط معين؟

* توسيع مجالس التدبير إخضاع رئاسته الفعلية للانتخاب حتى نحد من سلطات المدير من جهة ونخلق المنافسة الشريفة بينه و بين الفاعلين التربويين ,إذ كم من مدرس يفوق مديره سواء من حيث التراكم المعرفي أو التقني أو التواصلي أو من حيث التصورات و حصر و ضبط الأولويات و الحاجات الضرورية.

أعتقد أن شهامة المؤسسة التربوية و تألقها لا يقاس بمقدار عدد الناجحين و الناجحات فيها و لا بالبطولات التي أحرزت عليها في وقت ما ولكن بما تحييه اليوم من أنشطة متنوعة وتسطره من برامج على المدى المتوسطي و البعيد فضلا على ما توقعه من اتفاقات شراكة مع المؤسسات و المراكز و الشركات و الفاعلين الاجتماعيين و الجمعويين الموجودين بمحيطها المحلي على أساس أن يكزن المتعلم محور هذه المبادرات وهذه الدينامية المتميزة وقائدا لكل المشاورات والأوراش و لم لا لكل الملتقيات والصعوبات ؟

ترى إلى متى سنظل نبخس الدور الذي يمكن أن يقوم به المتعلم؟ بعبارة أخرى إلى متى سنغير أرائنا و أحكامنا الجاهزة نحو هذا الكائن المدهش و الذي يتطور باستمرار؟

ثم إلى متى ستظل غيرتنا على إصلاح نظامنا التعليمي محدودة و مرهونة بالظروف الاقتصادية و السياسية التي تجتازها البلاد؟؟؟؟
· نشر من قبل الحسين وبا في Mar:21 Wednesday - 24 March 2010

عن مجلة المدرس الالكترونية


الساعة الآن 17:38

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd