صعوبات تعرقل مشروع : ((دفتر التتبع الفردي للتلميذ))يثير العديد من الأساتذة وكذا آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسات التعليمية بنيابة إنزكان آيت ملول، مسألة اعتماد مديرية التربية غير النظامية لـ" دفتر التتبع الفردي للتلميذ" والذي سيلازم المتعلم طيلة مساره الدراسي بالأسلاك التعليمية الثلاث تفعيلا لمقتضيات البرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم في شقه المتعلق بمعالجة ظاهرة الهـدر المدرسي في أفق 2012.
ويتوخى هذا الدفتر، حسب الدليل المرفق به، تطوير الحياة المدرسية للتلاميذ والرصد المبكر لكل صعوبة أو عامل يحول دون متابعة التلاميذ للدراسة بشكل ناجح، وإيجاد حلول لها قصد الاحتفاظ بهم داخل المنظومة ودعم تمدرسهم.

وباعتبار المدرس الحلقة الأهم في إنجاح الأهداف المسطرة لهذا الدفتر، فإننا نسجل وجود ثغرات عدة في صيغة تنزيل هذه الوثيقة التربوية، يمكننا إجمالها –اختصارا- في الملاحظات التي أثارها العديد من المتتبعين والمهتمين بالشأن التربوي والتعليمي تجاه هذا المشروع والقائمين على إنجازه.
إن التأخر المسجل في تزويد المؤسسات التعليمية "بدفتر التتبع الفردي للتلميذ"، وتعميمه على جميع الأسلاك، ضرب في الصميم جودة القيمة العلمية التي تحملها عملية التتبع الفردي للتلميذ،نظرا للكثير من الصفحات الفارغة التي لم تعبأ في أوانها خلال السنوات الدراسية الفارطة، والفترتين السابقتين من الموسم الدراسي الحالي.
ورغم أن التوجهات الجديدة التي يستهدفها البرنامج الاستعجالي عبر هذا المشروع تتلخص في ترسيخ ثقافة الإنصاف وتراكم المعلومات، فإن التساؤلات حول منهجية مسك هذا الدفتر من طرف خلايا اليقظة والمدرسين بالمؤسسات التعليمية، و تعبئة "البطاقة التعريفية للتلميذ" ذات الصبغة الإدارية الصرفة، والمعلومات السوسيوتربوية المرتبطة بطبيب الصحة المدرسية (الإصابة بالأمراض المزمنة، ضعف البصر والسمع) وبمرشد الخدمة الاجتماعية Assistant de service social (التعامل مع الحالات المستعصية، الدعم الاجتماعي)، تظل أسئلة مفتوحة لا يجيب عنها الدليل المرفق بهذا الدفتر، وكالعادة فهي كلها مهام إضافية موكولة للمدرس سيتعامل معها بما يملكه من أقلام وطباشير.
كما أن المتابعة الفردية والدقيقة للتلاميذ تتطلب فصولا دراسية مخففة، بحيث لا تتجاوز في حدودها القصوى العشرين 20 تلميذا في الفوج، وهذا غير متاح في ظل الاكتظاظ المهول الذي يبلغ معدلات الأربعين 40 تلميذا في معظم المؤسسات التعليمية بالإقليم خصوصا وعلى صعيد الجهة عموما.
وإذا كانت الحاجة تفرض ضرورة وجود هذا الدفتر لمواكبة المسار الدراسي للتلميذ فإنه لابد من خلق إطار مكلف به من طرف الوزارة الوصية (مشروع الأستاذ المرشد، والأستاذ المساعد) حتى لا يعهد به مرة أخرى للمدرس باعتباره إطارا مستهلكا ومثقلا بتعدد المهام الإدارية التي تشغله عن رسالته الأولى في الإعداد الجيد والمستمر للدروس والإجابة عن تساؤلات وحاجيات المتعلم. وكما هو معمول به في الوظيفة العمومية، فإن إضافة أتعاب جديدة على كاهل الموظف (المدرس) يقتضي حتما تخصيص تعويض يناسبها، خصوصا أن الأستاذ متابع بإجراء حصص "الدعم المكثف" لمصلحة التلاميذ المتعثرين في الفترات البينية.
وهكذا فإن الوزارة الوصية، وهي الداعية إلى تبني بيداغوجية المشروع، تتحمل المسؤولية الكبرى في فشل الكثير من مشاريعها الطموحة بفعل التطبيق القسري لكثير منها ووضعها بالقوة أمام المدرسين، وحرق مراحل أساسية في تنفيذها من ضبط للموارد والوسائل وتكوين مستمر وإعداد للأطر وتمحيص للإجراءات وتقاسم المهام وضبط الأطراف المتدخّلة ومتابعة آنية ومراقبة بعدية.
وفي هذا الصدد، فإننا نسجل غياب موقف من النقابات التعليمية تجاه مثل هذه المستجدات التربوية المبتورة الأصول والمآلات (برنامج جيني صرفت من أجله ميزانية ضخمة لكنه فشل في إضافة أي جديد للعملية التعليمية بسبب غياب الأطر الزمنية والبشرية لأجرأته)، فانحصار الجهد النضالي في مطالب ذات بعد اجتماعي، والتغاضي عن ما سواها من المخططات التي تبدو في ظاهرها خدمةً للعملية التعليمية، يجعلنا قاصرين عن إدراك جوهر تداعياتها السلبية على العملية التعليمية برمتها.
إن الغرض من هذا المشروع التربوي لن يتحقق مطلقا، إلا إذا صرنا متمكنين من الطرائق التربوية الملائمة التي تقوم على مبدأ التطابق الفعلي بين مضمون القول والممارسة الفعلية. وفي ظل هذا الوضع القائم، أجمع عدد من الأساتذة والآباء أن "دفتر التتبع الفردي للتلميذ" لن يضيف أي جديد للعملية التعليمية بالنظر لجوانب القصور التي تم رصدها في صيغة تنزيله إضافة لوجود اعتراضات للإشراف عليه من لدن باقي الفئات المتدخلة في الشأن التربوي، وهذا يقتضي منا كإداريين ورؤساء المؤسسات التعليمية ومدرسين وأطباء الصحة المدرسية وآباء وأولياء التلاميذ وشركاء المجتمع المدني وكافة المتدخلين في الحقل التربوي أن تتظافر جهودنا حتى نجعل مشاريعنا قادرةً على بلوغ أهدافها.

هذا مجرد كلام في كلام
الفصل الساحة الواقع الملعب القسم التلاميذ :هي المحك
هي
الكلمة الفيصل