2010-03-11, 16:18
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: حكم تمني الموت | بارك الله فيك أختي و أحسن إليك و جزاك الله كل خير. وهنا حديث آخر مع الشرح للشيخ محمد ناصر الدين الألباني: ــ اللهم بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي و توفني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم و أسألك خشيتك في الغيب و الشهادة و أسألك كلمة الإخلاص في الرضا و الغضب و أسألك القصد في الفقر و الغنى و أسألك نعيما لا ينفد و أسألك قرة عين لا تنقطع و أسألك الرضا بالقضاء و أسألك برد العيش بعد الموت و أسألك لذة النظر إلى وجهك و الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة و لا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان و اجعلنا هداة مهتدين . تخريج السيوطي
(ن ك) عن عمار بن ياسر. تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1301 في صحيح الجامع. الشـــــرح :
( اللّهم بعلمك الغيب ) الباء للاستعطاف والتذلل أي أنشدك بحق علمك ما خفي على خلقك مما استأثرت به ( وقدرتك على الخلق ) أي جميع المخلوقات من إنس وجن وملك وغيرها ( أحيني ما علمت الحياة خيراً لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي ) عبر بما في الحياة لاتصافه بالحياة حالاً وبإذا الشرطية في الوفاة لانعدامها حال التمني أي إذا آل الحال أن تكون الوفاة بهذا الوصف فتوفني ( اللّهم وأسألك خشيتك ) عطف على محذوف واللّهم معترضة ( في الغيب والشهادة ) أي في السر والعلانية أو المشهد والمغيب فإن خشية اللّه رأس كل خير والشأن في الخشية في الغيب لمدحه تعالى من يخافه بالغيب ( وأسألك كلمة الإخلاص ) أي النطق بالحق ( في الرضا والغضب ) أي في حالتي رضا الخلق مني وغضبهم علي فيما أقوله فلا أداهن ولا أنافق أو في حالتي رضاي وغضبي بحيث لا تلجئني شدّة الغضب إلا النطق بخلاف الحق ككثير من الناس إذا اشتد غضبه أخرجه من الحق إلى الباطل ( وأسألك القصد ) أي التوسط ( في الغنى والفقر ) وهو الذي ليس معه إسراف ولا تقصير فإن الغنى يبسط اليد ويطفىء النفس والفقر يكاد أن يكون كفراً فالتوسط هو المحبوب المطلوب ( وأسألك نعيماً لا ينفد ) أي لا ينقضي وذلك ليس إلا نعيم الآخرة ( وأسألك قرة عين ) بكثرة النسل المستمر بعدي أو بالمحافظة على الصلاة لقوله وجعلت قرة عيني في الصلاة ( لا تنقطع ) بل تستمر ما بقيت الدنيا وقيل أراد قرّة عينه أي بدوام ذكره وكمال محبته والأنس به . قال بعضهم : من قرت عينه باللّه قرت به كل عين ( وأسألك الرضا بالقضاء ) أي بما قدرته لي في الأزل لأتلقاه بوجه منبسط وخاطر منشرح وأعلم أن كل قضاء قضيته خير فلي فيه خير . قال العارف الشاذلي : البلاء كله مجموع في ثلاث خوف الخلق وهم الرزق والرضا عن النفس والعافية والخير مجموع في ثلاث الثقة باللّه في كل شيء والرضا عن اللّه في كل شيء واتقاء شرور الناس ما أمكن ( وأسألك برد العيش بعد الموت ) برفع الروح إلى منازل السعداء ومقامات المقربين والعيش في هذه الدار لا يبرد لأحد بل محشو بالغصص والنكد والكدر ممحوق بالآلام الباطنة والأسقام الظاهرة ( وأسألك لذة النظر إلى وجهك ) أي الفوز بالتجلي الذاتي الأبدي الذي لا حجاب بعده ولا مستقر للكمل دونه وهو الكمال الحقيقي قيد النظر باللذة لأن النظر إلى اللّه إما نظر هيبة وجلال في عرصات القيامة أو نظر لطف وجمال في الجنة إيذاناً بأن المسؤول هذا ( والشوق إلى لقائك ) قال ابن القيم : جمع في هذا الدعاء بين أطيب ما في الدنيا وهو الشوق إلى لقائه وأطيب ما في الآخرة وهو النظر إليه ولما كان كلامه موقوفاً على عدم ما يضر في الدنيا ويفتن في الدين قال ( في غير ضراء مضرة ) قال الطيبي : متعلق الظرف مشكل ولعله يتصل بالقرينة الأخيرة وهي الشوق إلى لقائك . سأل شوقاً إليه في الدنيا بحيث يكون في ضراء غير مضرة أي شوقاً لا يؤثر في سلوكي وإن ضرني مضرة ما ، قال : إذا قلت أهدى الهجر لي حلل البلا * تقولين لولا الهجر لم يطب الحب وإن قلت كربي دائم قلت إنما * يعد محباً من يدوم له كرب ويجوز اتصاله بقوله أحيني إلى آخره . ومعنى ضراء مضرة : الضر الذي لا يصبر عليه ( ولا فتنة مضلة ) أي موقعة [ ص 147 ] في الحيرة مفضية إلى الهلاك . وقال القونوي : الضراء المضرة حصول الحجاب بعد التجلي والتجلي بصفة تستلزم سدل الحجب والفتنة المضلة كل شبهة توجب الخلل أو تنقص في العلم والشهود ( اللّهم زينا بزينة الإيمان ) وهي زينة الباطن ولا معول إلا عليها لأن الزينة زينتين زينة البدن وزينة القلب وهي أعظمها قدراً وإذا حصلت حصلت زينة البدن على أكمل وجه في العقبى ولما كان كمال العبد في كونه عالماً بالحق متبعاً له معلماً لغيره قال ( واجعلنا هداة مهتدين ) وصف الهداة بالمهتدين لأن الهادي إذا لم يكن مهتدياً في نفسه لم يصلح كونه هادياً لغيره لأنه يوقع الناس في الضلال من حيث لا يشعر وهذا الحديث أفرد بالشرح .
*** ( ن ك ) وأحمد ( عن عمار بن ياسر ) قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدعو به . | التوقيع | إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر | |
| |