2010-03-16, 22:16
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | شرفات : شكرا أستاذة اللغة الفرنسية! | شرفات : شكرا أستاذة اللغة الفرنسية! الاتحاد الاشتراكي الاتحاد الاشتراكي : 16 - 03 - 2010 مراهقا كان المدعو سعيد عاهد لا يزال، تلميذا بإعدادية بوشعيب الدكالي بالجديدة. أستاذة اللغة الفرنسية، المسنة والقصيرة القامة، تحلق بنا في رحاب لغة موليير الرحبة. بعدها، سأكتشف أنها محافظة على طهرانية لسانها أكثر مما يطاق. لكن هذا ليس مهما، المهم أنها جعلتنا، مبدئيا على الأقل وليس جميعنا بالطبع، نتقن كتابة الإنشاء ونتقن الصرف بما في ذلك «الماضي البسيط» بدون خطأ. مثلما دفعتنا إلى الإدمان على القراءة، لنكتشف الكتاب والشعراء الكلاسيكيين في نفس وقت اكتشافنا لرواد التحديث.
منحتني نقطة 9/10 في مادة الإنشاء بعد اختبار كان موضوعه: «صف مدينتك في حوالي ثلاثين سطرا». لكنها علقت قائلة: بقدر ما توفقت في توظيف لغة فرنسية واصفة دقيقة ومنتقاة مع الانتباه إلى عدم ارتكاب أخطاء واحترام علامات التنقيط، بقدر ما أصدرت حكم قيمة لا أوافقك إياه بتاتا.
أجل، كنت قد كتبت، في سياق التنميق اللغوي للحصول على أعلى نقطة في القسم، بأن الجديدة مشروع دوار حضري:
citadin Un projet de Douar
أضافت أنها غير متفقة مع توصيف تلميذها ل «جديدته» التي ليست، بكل تأكيد،»مازاغانها». قرأت، وهي لا تكلم صاحب السروال القصير، المدعو سعيد، مباشرة، بل توجه الكلام إلى الحاصل على النقطة الثانية، قرأت مقطعا من «الذاكرة الموشومة» الذي كان الخطيبي قد أصدر طبعتها الأولى في سنة 1971.
ثم قالت:
- «هل مدينة تلد كاتبا من هذا العيار، يتلاعب بالفرنسية أفضل من أبنائها، يهب كلماتها الحياة، أهذه المدينة مجرد مشروع دوار حضري؟» .
انتهت من الحديث عن الخطيبي، لغته وبعض من سيرته وما كتب عنها ومن احتفى بها، ثم التفتت اتجاهي ومدت يدها مهدية إياي نسخة من الطبعة الأولى للرواية السيرة الذاتية بغلافها الأخضر، أهدتني إياها ولم تمت.
تلك النسخة التي ما زلت أحتفظ بها، رغم غلافها الممزق وصفرة صفحاتها، زودت بها ابني البكر حين استشارني في اقتراح نص مكتوب مغربي باللغة الفرنسية عليه ليقرأه، مؤكدا له:
- «Ça s›appelle revient!»
منذ ذاك، لم تعد جديدتي مسقط رأسي مجرد «مشروع دوار حضري»، بل استحالت حاضرة، ومعها جارتها أزمور، حاضرة أيام كانت فاس مجرد «قرية».
ومنذ ذاك، قررت أنني سأهاجر في اللسان وأنتفض ضد هويتى اللغوية الوائدة، ليكون أول كتاب أنشره باللغة الفرنسية، وهو ما حدث بالفعل بفضل الأستاذة المسنة وعبد الكبير الخطيبي مع ديوان حمل عنوان:
Un semblant de (dé)raison | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=91557 |
| |