منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أخبار التربية والتعليم (https://www.profvb.com/vb/f13.html)
-   -   طنجة جمعية الأمل لأطفال التوحد تنظم يوما تحسيسيا: هل التوحـد مـرض عضـوي أم نفسـي؟ (https://www.profvb.com/vb/t22147.html)

ابن خلدون 2010-03-16 15:45

طنجة جمعية الأمل لأطفال التوحد تنظم يوما تحسيسيا: هل التوحـد مـرض عضـوي أم نفسـي؟
 
جمعية الأمل لأطفال التوحد تنظم يوما تحسيسيا: هل التوحـد مـرض عضـوي أم نفسـي؟
أمام غياب تشخيص عضوي للتوحد بقي الجانب النفسي أنجع السبل لمعالجته، ذلك أن التوحد يعتبر من الإعاقات الصعبة التي تعرف علميا بأنها خلل وظيفي في المخ يؤدي إلى الاضطرابات السلوكية المعيقة للنمو الطبيعي للطفل، ولم يتوصل العلم بعد لتحديد أسبابه، كما لا يمكن تصنيفه بمرض نفسي أو عقلي، وتظهر عوارضه خلال السنوات الأولى من عمر الطفل بقصور وتأخر في النمو الاجتماعي والإدراكي والتواصلي مع الآخرين، مع تكرار ملحوظ للنشاط والحركات. وقد أرجعها الباحثون الأخصائيون في هذا المجال إلى احتمال وجود عدة عوامل فيزيولوجية أو جينية قد تؤدي إلى التوحد.



http://www.lejournaldetanger.com/ar/...ssociation.jpg
وللتعريف بالتوحد، نظمت جمعية الأمل لأطفال التوحد بطنجة يوم الأحد 7 مارس الجاري بقاعة نادي كرة المضرب بالسواني، يوما تحسيسيا قام بتنشيطه كل من الدكتور عبد الله الورديني أخصائي في الطب النفسي للأطفال والآنسة لوموس ميلين أخصائية كلينيكية للأطفال.
في بداية هذا اللقاء التحسيسي الذي حضره عدد من آباء وأمهات أطفال التوحد، ألقت السيدة إيمان الشعباوي رئيسة جمعية الأمل لأطفال التوحد، كلمة شكرت في بدايتها الحضور على تلبيتهم الدعوة، معبرة عن فخرها بأنها أم لطفل انطوائي جعلها وباقي أمهات أطفال التوحد يجتمعن في محاولة لتحدي الإعاقة من خلال الجمعية التي أحدثت سنة 2009 بعد مخاض عسير.
بعدها تدخل كل من الدكتور عبد الله الورديني، والآنسة لوموس ميلين، حيث قدما تعريفا للتوحد، وسبل علاجه من خلال عرض لتاريخ التوحد والذي يرجع اكتشاف أول حالة منه سنة 1943 من طرف الأخصائي النفساني الأمريكي الدكتور كاستير، حيث اهتم بهذا النوع من الأطفال وسمى هذا المرض بـ \"اللوتسيم L\'autisme\" وهي كلمة إغريقية، وكانت هناك محاولات من قبل سنة 1938 من طرف أحد الأطباء الألمان، وهو (لوساندرو اسينيكر) الذي درس حالة واحدة لطفل له أعراض التوحد، لكنه يتميز بخاصيات وكفاءات خارجة عن العادية من ناحية التفكير والمعرفة، حيث تم تشخيصه من الناحية الكلينيكية.
وانطلاقا من هذه الدراسات بدأ الاهتمام بالطفل التوحدي أو الانطوائي، وفي الأربعينيات إلى السبعينيات كان هناك اهتمام لدى الأخصائيين النفسانيين، ولا سيما أطباء التحليل النفسي، والذي كانت له إيجابيات وسلبيات، حيث ظهرت أسماء معروفة على الصعيد العالمي قدمت دراسات مهمة بشأن التوحد في تفسير ومحاولة معرفة مصدره، ومن سلبيات هذا التحليل تحميل المسؤولية للأم، بعد ذلك اعترف التحليل النفسي بهذا الخطأ. وفي بداية السبعينيات فتحت أبواب لأبحاث أخرى فيما كان يسمى بـ \"المجال العصبي\"، حيث بدأت دراسات أعطت في المجال السلوكي المعرفي إمكانيات علاجه، وما بين السبعينيات والثمانينيات طغى في الولايات المتحدة الأمريكية الهاجس التربوي إلى جانب الهاجس الاقتصادي، حيث كان الأطباء والأخصائيون يؤمنون بدور الأسرة في هذا المجال. ونظرا لغلاء تكاليف العلاج، تمت المطالبة بضرورة انفتاح الأسر والمهنيين وكذلك الدولة على الجمعيات، نظرا للدور الذي لعبته في إسماع صوت الطفل التوحدي، وفي توعية الأسرة بشكل كبير، وخاصة في مجال التأطير، كما تمت المطالبة بضرورة تكوين ممرضين أخصائيين في مجال التوحد. وبعد أن استعرضا التوحد من الناحية الطبية، والذي تظهر عوارضه في السنة الأولى من ولادة الطفل بعدم قدرته على التواصل والإحساس والاستئناس، أبرزا أن الطفل في هذه الفترة من عمره يطلب الأنس، ومن بين الأشخاص المطلوبين الأم، نظرا لارتباطها القوي القريب من طفلها الذي يكتشف من خلال تقاسيم وجهها عالما يستجيب له الطفل العادي بشكل طبيعي، بينما تبقى هذه الوظيفة لدى الطفل التوحدي ضعيفة. وتعتبر هذه من الأعراض الأولية للتوحد، أما الأعراض الأخرى يعتبرها الأخصائيون ثانوية كالاضطرابات السلوكية، وهي رد فعل بالإحساس بالقلق، ويبقى هاجس الأسرة هو تمدرس الطفل التوحدي، فالمدرسة كمؤسسة تساعد الطفل على اكتساب القدرة الاجتماعية، فهي بالنسبة للأخصائيين وسيلة وليست هدفا لعلاج الطفل التوحدي ، بل تأتي لتزكية قدرة الطفل على الانسجام والاستئناس بالأطفال الآخرين، فالتعليم لا ينحصر في المدرسة بل يمكن أن يكون في جميع الفضاءات.
وخلصت المداخلتان إلى ضرورة أن يتم تشخيص التوحد مبكرا لكي يسهل العلاج، وأن تنجز دراسة سلوك المراهق التوحدي وخاصة سلوكه الجنسي، والاهتمام به بخلق مراكز خاصة. وأكدت المداخلات على العمل الجماعي في هذا المجال، والاستفادة من أغلاط غيرنا تجنبا لمضيعة الوقت، وإهدار الطاقات المادية والتي تكلف ما بين 150 إلى 400 درهم لحصة التمريض، إذا علمنا أن الطفل يحتاج إلى 30 حصة في الشهر، واعتبار التوحد مرضا مركبا تتداخل فيه أسباب عديدة، منها العامل النفسيوالبيولوجي والوراثي، وتجهل لحد الآن أسبابه.
مصطفى الحراق

http://www.lejournaldetanger.com/images/logo_ar.jpg



الساعة الآن 15:16

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd