انتابتني دهشة عجيبة وشعور غريب وحسرة كبيرة تجاه ردود فعل السلطات المحلية والمجالس المنتخبة في البوادي والحواضر جراء الخسائر المادية والبشرية التي خلفتها التساقطات المطرية لهذه السنة وما شهدته من استخفاف بعقول وأفئدة كافة المتضررين سواء السكان منهم أو الأساتذة أو الممرضين و الأطباء... الذين خربت طرقهم وقناطرهم وصعب -أواستحال- عليهم الالتحاق بمقرات عملهم، فعوض التعجيل بإصلاح ما تهدم وانهار يصمون الآذان بالميزانيات التي خصصت لهذه الطريق وتلك القنطرة...ولا تجد ترجمة لذلك على أرض الواقع إلا ما اعتبر ذرا للرماد في العيون من زيارات معاينة فلكلورية وخاطفة وتوزيع لمعونات انتهت صلاحية استعمال بعضها...والويل ثم الويل لمن سولت له نفسه زيارة المصالح المختصة من جماعة أوقيادة أو ولاية ...للاستفسار عن مصير ملف طريق من الطرق المنهارة إن كان موجودا في الأصل، فالإجابة الكلاسيكية التي يصرخ بها القائد أو الخليفة أو رئيس الجماعة أو...في وجه الزائر الغيور "قلنا لك إن الملف قيد الدراسة وبأن الميزانية التي رصدت لها هي كذا وكذا ألا تسمع؟ !!!ونحن ننتظر توقف المطر لمباشرة الأشغال" هذا إن تكرم وتفضل عليك بالإجابة وإلا فالباقي لا يخفى عليكم...
فعوض استنفار كافة الطاقات والإمكانيات للتعجيل بإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإصلاح ما يمكن إصلاحه ولو الاكتفاء بالترقيع كحل مؤقت(=دائم في المغرب) يتقنه المسئولون في بلدنا، يتعاملون مع الأمر ببرودة تامة وقساوة منقطعة النظير مع المتضررين.. ولو تعلق الأمر بمتضرر فقد الأهل والأحبة، فأية قلوب يملك هؤلاء؟ !!! ألا يعلمون أن منصبهم هذا لو دام لسابقهم ما وصل إليهم؟ !!! ألم يتعظوا بغيرهم؟ !!!وإلى متى سيضلون يخادعون هذا الشعب ويقهرونه بهذه العنتريات، أجهلِوا أن الضغط يولد الانفجار؟ !!! ومما زاد الطين بلة أنك تسمعهم يستغربون بكل وقاحة عن طول فترة هطول المطر وما خلفته من أضرار !!! وكل مفسد وقاسي القلب يلقي باللائمة على الآخر ونسي ما اقترفت يداه.
اللهم ول أمورنا خيارنا ولا تول أمورنا شرارنا...اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فأنت علينا قادر...اللهم أرنا آيات نقمتك في المنافقين وافضحهم على رؤوس الأشهاد ولا تجعلنا منهم..آمين آمين آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.