منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - نيابة جرادة : إحصاءات خادعة لدروس محو الأمية منجزة على الورق !!!

نيابة جرادة : إحصاءات خادعة لدروس محو الأمية منجزة على الورق !!!
بواسطة: ابو عادل
بتاريخ : الإثنين 08-03-2010 11:19 مساء

صدرت عن كتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي مذكرة موجهة إلى مديري الأكاديميات ونواب قطاع التعليم المدرسي بتاريخ 09/10/2010 في موضوع انطلاق الموسم 09/10 لبرامج محاربة الأمية والتربية غير النظامية تؤكد أن حكومة صاحب الجلالة تتوخى أن يكون موسما تربويا متميزا وتدعو إلى التنسيق مع السادة الولاة والعمال من اجل تفعيل ادوار اللجن الإقليمية لمحاربة الأمية والمحدثة على صعيد المجالس الإدارية للأكاديميات بما يمكن كل العاملين والمتدخلين بالتوصل بأشطر الدعم ...

فإذا كانت الدولة تولي اهتماما خاصا بهذا المجال وتضع لنفسها كهدف تقليص النسبة العامة للامية إلى اقل من 20 % في أفق 2010 فان ما يقع على الواقع لن يحقق الهدف وبالتالي فمحو الأمية لا يتعدى الإنجاز على الورق ، فبعض المؤسسات التعليمية أغلقت الأبواب في وجه المستفيدين الذين أصبحوا مجرد أسماء على الورق تزين الإحصائيات وترفع من نسبتها ، فلا تعدو أكثر من معطيات كاذبة وخادعة يتم إنجازها بالشكل الذي يوحي بان العملية تسير بطريقة طبيعية بينما لا شيء على ارض الواقع .

وزارة التربية الوطنية التي تطمح إلى إنجاح هكذا مشروع ، تتوهم أن هناك عملية محو الأمية بينما الواقع الحقيقي شيء آخر يدعو إلى الحسرة والألم . فما يتم إنجازه على الورق يختلف كلية عن الواقع إذ أن هذه الدروس لا تنجز وبالتالي تصبح عملية وهمية لاستخلاص التعويضات المخصصة لمحو الأمية .

تعتبر العديد من المؤسسات التعليمية منخرطة في عملية محو الأمية ، وبالتالي يتم اختيار أساتذة يجتهدون في جمع أسماء المستفيدين من اجل تعبئة اللوائح لتقديمها إلى الجهات المعنية ، وكأن الأمر يتعلق بعملية حقيقية ، وتكلف إدارة المؤسسة بالعمل على تتبع العملية حتى تمر في أحسن الظروف ، لكن يظهر أن هناك من يلجأ إلى المخادعة من خلال تعبئة الوثائق للإيحاء بأن العملية تسير على ما يرام في حين ليس هناك دروس تعطى ، فتتحول العملية إلى عملية لهدر المال العام ، إذ الاستمرار في تعبئة الوثائق يكون الهدف من ورائه استخلاص التعويضات التي تخصص لهذه العملية وتتحول عملية محو الأمية إلى عملية اقتسام الكعكة بين بعض الأطراف المشاركة .

فمثلا مدرسة أبي بكر الصديق بحاسي بلال التي تعتبر من بين المدارس التي تنخرط في عملية محو الأمية لا نجد بها أي اثر لتلك الدروس رغم أن هناك أستاذ لتقديم الدروس يستفيد من تعويضات عن " عمله " و "أسماء مستفيدين " وإدارة تشرف على العملية ، لكن على صعيد الوثائق التي تنجر بانتظام يخيل وكان العملية حقيقية ، إذ انه منذ إنجاز التسجيلات مع بداية السنة الدراسية ، توقف العملية بأيام معدودة لكن تستمر قائمة على صعيد الورق !!! .

المشكل الكبير عندما يكون المسؤولون على علم بما يقع ويغمضون عيونهم عن هذا التلاعب ويحرصون فقط على جمع الإحصاءات لنقلها إلى الجهات المركزية مما يعتبر مخادعة للجهات المركزية ، ومن السهل الوقوف على هذا الواقع من خلال جولة على هذه المؤسسات لتأكد من الحقيقية الصادمة التي تغيب على المسؤولين الذين يقبعون في مكاتبهم في انتظار الإحصاءات الوهمية ، التي تقدم صورة عن مجهود غير حقيقي في محاربة الأمية في حين أن النسبة تزداد أكثر، والأموال الطائلة تذهب سدى . ولهذا وزارة التربية الوطنية أمام مسؤولية جسيمة لإنجاح المشروع من خلال توفير جميع شروط إنجاحه والحفاظ على المال العام الذي أصبح يستنزف بالتحايل والمخادعة .

عن السند