توقفت كثيرا٠٠ رافقت طويلا حرفك في رحلته صوب الضمير٠٠ حاولت التماس آلاف الأعذار خشية أن أبدو ناقما٠٠ لأتفاذى محكمة الزمن٠٠ محكمتنا نحن ٠٠هل وحدها حبة لقاح جديرة بكل حبنا لفصل الربيع٠٠؟ هل وحده فض بكارة امرأة وسط صخب الزغاريد والطبول يكفي ليجعل منها أمّا ومني أنا رجلا قبل أن أصبح أبا؟٠٠ كلما وقفت على مشهد معين ظهر بطله في حلة استجداء٠٠ ظهر شاحب الوجه قاتمة ألوانه٠٠ يسترحم شفقتي ويلقي بثقل الجريمة بين أحضان المجتمع٠٠ أتابع أنا تجربة التقاط الشهادات٠٠ أتيه بين دروب المرافعات٠٠ تعجز بديهيتي عن فك كل هذا الحصار٠٠ أراوغ ضجر الواقع بصمت عنيد٠٠ تزداد بؤرة القضية توهجا٠٠ حين أكتشف قسطي من التورط٠٠ حين يسألني ضميري٠٠ هل كان من الضروري أن أقرأك حتى لاأنساك٠
حرفك سيدي رسالة فصيحة أصابت القلب٠٠ بعثت بذاخلي من الشعور ما كنت أجهله٠٠ دام تألقك سيدي٠٠ دامت أمانتك وإخلاصك لهذه اللغة الأم٠
تحياتي بلا حدود

ليس بالسهل المرور من هنا والنص ينزف ألما.. خدشت المشاعر وارتعش الفؤاد لهذه الكلمات النارية
المتكلم يطرح تساؤلا ثم عتابا لما آلت إليه حياته الضحية, ضحية ماض بسيط.. لا يجب أن ننخدع هنا بعبارة " بسيط " فهي قد تعني " وضيع " زمن لم تتخذ فيه المسؤولية..
ينتقل المتكلم بعد ذلك لمخاطبة المجتمع, بعد أن عرى على سلوكاته اتجاه اللقيط, ليلتمس منه " قبوله " كفرد عادي لا يجب طرحه على الرصيف كالقمامة
معاناة المتكلم ذكرتني بالشاعرالذي قال
هذا ما جناه علي أبي...
أخي ميمون بو جنان, تحيتي لهذا القلم الذي نزف هنا ألما وأناقة
آلمنا , أذهلنا, أمتعنا و ألجم حروفنا