منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيدة سعد (المشاركة 83355)

عقاب شجرة

دق جرس الاستراحة ، فخرجت مسرعة أتدافع مع زملائي وأتسابق معهم نحو أشجار حديقة المدرسية الخلفية .
ناديت صديقتي زينب أدعوها للحاق بي في اتجاه شجرة الخوخ الكبيرة ، فثمارها اللذيذة تغرينا بالبحث عن سبل جنيها والاستمتاع بمذاقها الحلو .
- "زينب ، انظري ! لقد سبقنا الأولاد وجنواْ ما دنا من ثمار الخوخ في الأغصان ."
- "نعم يا أحلام ، لقدد لاحظت ذلك . لم يتركوا ثمرة واحدة نستطيع الوصول إليها ، فكل ما تبقى من الثمار في الأغصان بعيد المنال ."
- "كيف نصل إذن إليها ؟"
طفنا بجذع الشجرة نبحث كيف نعتلي أغصانها لكننا لم نفلح .
-"لدي فكرة يا زينب ."
-"أخبريني بسرعة! فيم تفكرين ؟؟"
- "لنبحث عن الأحجار و لنقذف بها الأغصان ، هكذا تتساقط ثمار الخوخ اللذيذة فتلتهمها ونستمتع بطعهما الشهي !!!"
- "فكرة ذكية يا أحلام .أنت ذكية ! إليك بهذا الحجر، اقذفيه أنت ، فأنت بارعة في التسديد ."
-"وهل تظنين أن هذا الحجر الصغير سيفي بالغرض يا زينب ؟؟؟ لنبحث عن حجر أكبر منه !"
لم يستغرق البحث وقتاً طويلاً إذ سرعان ما وجدنا ضالتنا .
حملت الحجر وسددت به ضربة قوية إلى أعلى الشجرة .اختفى الحجر بين الأغصان وانتظرنا تساقط ثمار الخوخ ، لكنها لم تسقط ولا الحجر أيضاً سقط فقد علق بين الأغصان !!!
أعدت الكرة مرات ومرات ، وفي كل مرة تفشل المحاولة .
عجزنا عن الوصول إلى ثمار الخوخ فخطرت ببالي فكرة جديدة !!!
-"زينب ، هل تريدين حقاً تناول الخوخ اللذيذ ؟؟؟"

-"وهل تشكين في ذلك يا أحلام ؟؟ طبعاً أنا في شوق كبير إليه بل أتمنى لو أستطيع الحصول على كل هذه الثمار التي في أعلى الشجرة ."
-"استعدي إذن للمغامرة !!"
-" المغامرة ؟ ماذا تدبِّرين يا أحلام ؟؟؟ إياك أن تفكري في أمر خطير!!!"
-"لا تخافي ! الخطة سهلة :سأقوم بحملك فوق كتفي ، قومي فقط بجر الغصن إلى الأسفل لنكسره هكذا نستطيع الاستمتاع بكل ثماره ."
-"ما أدهاك يا أحلام أنت فعلاً عبقرية. اتفقنا .هيا احمليني !"
حملت زينب فوق كتفي واستحملت ثقل جسدها البدين حباً في ثمار الخوخ اللذيذة . طالت يد زينب بعض الأوراق ،سحبتْها فمال الغصن في اتجاهها .
فجأة لم أدر ما الذي حدث ، فقد أحسست بارتطام جسم ما على رأسي . عرفت بعد ذلك أنه الحجر الذي رميت به نحو الشجرة أول مرة !!!
من شدة الألم ،فقدت توازني فوقعت زينب على الأرض كالبطيخة الكبيرة . أفلتتِ الغصن فعاد إلى مكانه وتساقطت علينا كل الأحجار التي كانت عالقة بين الأغصان .
صرنا نبكي كالصغار وأدركنا ساعتها أن شجرة الخوخ عاقبتنا على أفعالنا المشينة وأنها أذاقتنا من الألم الذي سببناه لها ولأغصانها المسكينة .
مذ ذاك اليوم أقلعنا عن الجري نحو أشجار الحديقة الخلفية للمدرسة وقررنا ألاّ نعمد أبداً إلى تكسير غصن شجرة لأنها حتماً تتألم كما نتألم نحن .
02/03/2010

بوركت أنامل مبدعتنا الفريدة، حكاية تربوية رائعة. أسلوب شيق، حبكة رائعة ترسم معالم مغزى أصيل.
تحيتي.