منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

في مؤسسات نيابة طنجة أصيلة سينمائيـون
«في مؤسستنا سينمائي»، شعار جميل جسدته مبادرة فنية وتربوية جريئة من توقيع المنتدى الثقافي لطنجة ونيابة طنجة أصيلة، وذلك على هامش فعاليات الدورة 11 للمهرجان الوطني للفيلم، خلال الفترة الممتدة ما بين 25 و29 يناير 2010، مبادرة عانق فيها الفعل السينمائي أحلام و تطلعات تلاميذ و تلميذات المؤسسات التعليمية، في غفلة عن رتابة الدروس وضوابط الفصل وإكراهات الحضور والغياب..

http://www.lejournaldetanger.com/ar/...aba-cinema.jpg
هكذا، وعلى امتداد خمسة أيام من المتعة والمعرفة السينمائية الهادفة، واللقاءات الحميمية بين المبدعين السينمائيين، تحولت فضاءات بعض المؤسسات التعليمية بنيابة طنجة أصيلة إلى محطات للاحتفاء والتلاقي بين الفن السابع و التربية، وذلك من خلال العديد من الأنشطة السينمائية التي مكنت تلاميذ هذه المؤسسات من التعرف عن كثب على فسيفساء من التجارب السينمائية التي أبدعها سينمائيون مغاربة شباب..
ضيوف طنجة السينمائيون، الذين ضاقت بهم ردهات وطقوس المهرجان، تمكنوا من خلال برنامج ثقافي مكثف وغني بالمفاجآت، من خلق تواصل حقيقي وتلقائي بين عشاق السينما من المتمدرسين، عبر لقاءات مفتوحة جمعت بين المكاشفة و التوجيه والتواطؤ الجميل من أجل اقتسام هموم وإكراهات هذا الفن الرائع ..
لحظات اللقاء كذلك أعطيت فيها الكلمة للمعرفة و التقنية السينمائية، وذلك من خلال تنظيم أوراش في تقنيات التصوير السينمائي أطرها، بشكل تطوعي وبحرفية عالية، المخرج المتميز محمد زين الدين..
مبادرة تحمل مثل هذه الأهداف لا يمكن أن يغيب عنها استحضار جانب الفرجة السينمائية التي ترجمتها برمجة عدد من الأشرطة السينمائية مثل شريط «واش عقلتي على عادل» للمخرج محمد زين الدين و شريط «المرأة الشابة والمدرسة» للمخرج محمد نظيف وشريط «ليلة العرض للمخرج محمد العبداوي».. هؤلاء المخرجون لم يكتفوا بوضع افلامهم رهن إشارة المؤسسات التعليمية التي شملها هذا البرنامج، بل أصروا بكل تلقائية على تنشيط أفلامهم والإنصات إلى الأسئلة الذكية التي طرحها التلاميذ بعد متابعتهم الدقيقة للأشرطة
لائحة طويلة من مبدعي الفيلم المغربي ساهمت في صناعة هذا اللقاء الأثير بين الفن والتربية: عز العرب الكغاط، محمد خيي، رشيد الولي، هشام الولي، محمد نظيف، بنعيسى الجيراري، عهد بنسودة، المحجوب الراجي، أمين الناجي، عزيز حطاب، رفيق بوبكري، حميد الزوغي... لهؤلاء نقول الف شكر و تحية، بمساهمتكم في هذه المبادرة قد أكدتم أن دور الفنان يمتد إلى خارج «البلاتو»، وأن صناعة الأمل تبدأ من زرع حب الفن لدى الناشئة، ومن الأكيد أن مثل هذه المبادرات تشكل رهانا كبيرا على نشر ثقافة الصورة في الوسط التلاميذي،باعتبارها وسيلة فعالة لنقل مفاهيم المعرفة وترسيخ قيم المواطنة، كما من شانها أن تخلق دافعا قويا لتشجيع وتوسيع قاعدة الأندية السينمائية بالمؤسسات التعليمية، وليس من باب المبالغة إذا أكدنا، في هذا السياق، على أن مستقبل السينما المغربية بات مرتبطا بالانفتاح على هذه العينة الواسعة من جمهور الفرجة السينمائية..ولن يتأتى ذلك إلا عبر وضع تصور متكامل ، مدعوم بانخراط حقيقي للمركز السينمائي المغربي من اجل تطوير هذه المبادرة.
الجريدة

http://www.lejournaldetanger.com/images/logo_ar.jpg