هناك ابتدا المشوار '
حيث لا شجر يحجب الأنوار
من الشمس المتلألئة هناك'
كدمعة في عيني السماء.
هناك في العلياء '
على مر السحاب
مطر محتمل
أكبر دفئا من الأمل.
والجبل
كمعبد نار
أضواءه حمراء
كحزننا صفراء...
و بركان في طيه
يحمص لنا أرغفة الأشواق.
منذ أن ابتدا الميلاد ها هنا
منذ أن حمل الكنوز
بداخله و الغنى
و الوشاح الأخضر حول جيده
يتوسد أحضانه الدرية
و الحكمة العميقة
و الأساطير العتيقة...
ذاك الجبل الشامخ كالحب
الثائر كالحياة '
بالنور أشعلنا
نحن المشتعلين أصلا
و الشعاع المؤدي إلينا'
التقى به القلب قبلا..
فمنذ عصور
نفر من نور لنور
كي لا تستيقظ بواعث الليل
و يملأ المكان الويل...
وحين ترى رقاد السهول '
كفُرُشٍ أثرية
تسألني في ذهول :
لماذا سواد الليل
سريع السير هكذا؟
لماذا القمر
وشيك القدوم هكذا؟
_يا صاحبي أودع النور
في أنفاسك '
قد لا أكون هنا حين
يحين الليل.
يكفي النور المتدفق
في عينيك
و النهر في كفيك..!
هل الشمس تتوحش وهي
خالدة في خلدنا؟
كم كان طويلاً عمر الهوى
كم كان النسيان عاثر الخطى..!
هيا يا صاحبي'
فلنجعل الجبل سوراً لنا '
فما هَمَّني و الجغرافيا تقف
عند مقلتيك..!
بقلم:كوردية