منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   مهنة الاطار الاداري (https://www.profvb.com/vb/f442.html)
-   -   عندما تختزل الإدارة التربوية بالابتدائي في شخص المدير لوحده (https://www.profvb.com/vb/t187707.html)

ادريس مروان 2020-05-16 13:58

عندما تختزل الإدارة التربوية بالابتدائي في شخص المدير لوحده
 

عندما تختزل الإدارة التربوية بالابتدائي في شخص المدير لوحده



مدير المدرسة له دور مركزي بين التلاميذ و المدرسين و مجالس الأقسام و الآباء و الجماعة المحلية و المجتمع المدني , له دور محوري في الرفع من جودة التعلمات و قيادة التلاميذ نحو النجاح , على المدير معرفة قراءة حاجيات محيط المؤسسة و إيصال نظرته للفريق الذي يشتغل معه داخل المجتمع المدرسي . و إذا قيل ليست هناك أغنيتان متشابهتان فأنا أقول, بعد تجربة أكثرمن 24 سنة من التجربة في الإدارة التربوية , ليست هناك مدرستان متشابهتان فكل مؤسسة تؤثر و تتأثر بمحيطها و روادها من التلاميذ , و في صلب كل قرار يتخذ هناك حضور التلميذ بحاجياته و متطلباته لبلوغه بر النجاح........ حقيقة أن الجانب الإداري يأخذ حيزا أوفر , لكن لتكون مديرا ناجحا عليك أن تكون بيداغوجيا و تربويا جيدا و يظهر ذلك جليا من خلال العمل اليومي للمدير داخل المؤسسة , لأن اتخاذ القرارات الإدارية دون استحضار الجانب البيداغوجي لا أظن ذلك عين الصواب ....... عليك كمدير استحضار التلميذ و جعله في قلب كل تفكير بيداغوجي أو نشاط تربوي ....فالتلميذ محور العملية التعليمية التعلمية. و اليوم وقد مرت أكثر من 24 سنة على تحمل تدبير شؤون المدرسة الابتدائية من مجموعة مدارس ابن زيدون أنامر بجبال آيت باعمران التابعة حاليا لنيابة سيدي إفني إلى مدرسة القدس نيابة مولاي رشيد سيدي عثمان مرورا بمجموعة مدارس اولاد علي نيابة قلعة السراغنة و مدرسة الجنرال الكتاني نيابة مولاي رشيد سيدي عثمان و مدرسة النور نيابة بوجدور بالصحراء المغربية و مدرسة سهام 2 نيابة المحمدية و حاليا مؤسسة جون بول سارتر للتعليم المدرسي الخصوصي مديرية إقليم وادي الذهب .
سمعت أحدهم يقول مرة رجل التعليم كالعطار قلت له نعم إن كان يستفيد من تنقلاته كالعطار , هذا الأخير يكتسب خبرة في التعامل مع ساكنة الدواوير , يعرف اختيار حاجياتهم و يلبي طلباتهم و يتواصل مع الجميع على اختلاف أعمارهم وأجناسهم و مراتبهم الاجتماعية .. و أساس كل تدبير إداري أو مؤسساتي هو التواصل.. أذكر في بدايات مزاولتي مهمة مدير كنت شديد التعصب للرأي لا أقبل الاختلاف , أتسرع في اتخاذ القرار, بعيدا كل البعد عن التريث و التبصر و المرونة....مرة بآيت باعمران مجموعة مدارس ابن زيدون أنامر بإحدى الفرعيات "اودينت" يعمل أربعة معلمين خلال شهر رمضان لسنة 1997 حسب جدول العطل المدرسية فعطلة عيد الفطر ستكون يوم أو يومان قبل العيد إلا أن المعلمين لم يطيقوا صبرا فأشاعوا بين صفوف أهل الدوار و أولهم شيخ القبيلة رحمه الله , أن هناك مذكرة وزارية تخبر أن العطلة تبدأ في 20 من رمضان و حتى يوهمونني أن الدراسة بالوحدة المدرسية - الفرعية- تسير بشكل عادي بعثوا إلي بكلمة كتب فيها " المرجو من السيد المدير موافاتنا بالطباشير الأبيض و الملون لأننا في أمس الحاجة إليه" علمت من خلال هذه الكلمة أنهم متغيبين عن عملهم..... الاجراء الذي اتخذته هو مراسلة مصلحة المظفين ( مصلحة الموارد البشرية حاليا) نيابة تيزنيت آنذاك , بعده الانقطاع عن العمل و تأجيل الترسيم بالنسبة لاثنين منهم , كان إجراء قاسيا , كان من الأفضل و الأجدر تنبيههم بعد استفسارهم و نصحهم نظرا لقلة تجربتهم و صغر سنهم و ابتعادهم أول مرة عن دفئ الوالدين و العائلة و حرمانهم من الوسائل الضرورية للحياة أقلها الماء و الكهرباء...... كان علي أن أحبب لهم مهنة التعليم و أن أجعلهم يحسون بفخر و هم يعملون بميدان التربية و التكوين و أنهم يعملون على جلب النفع ليس فقط للمتعلمين بل حتى للمجمع و يومنون بأن الإدارة التربوي تعمل مع الناس و ليس ضد الناس ......... المدير هو مدرس سابق له من التجربة ما يسمح له تدبير شؤون المؤسسة التعليمية , له رغبة في التغيير داخل المدرسة, يريد الالتزام لتخطي مهمة القسم و التدريس , ليلامس عن قرب التدبير الإداري و التربوي , له رغبة في ربط علاقات مع الجماعة و السلطة المحليتين, و المجتمع المدني , ترأس المجالس الثقنية بالمؤسسة و اجتماع مع جمعية الأمهات و الآباء, التدبير المالي و تدبير الموارد البشرية بالمؤسسة و التدبير البيداغوجي......
لرصد حاجيات التلميذ و متطلباته قصد بلوغ شاطئ النجاح و التفوق فذاك يتطلب خلق انسجام بين مكونات المجتمع المدرسي , ليس المهم الاطلاع على عمل كل مدرس بل المهم هو معرفة مدى انسجام جميع المستويات و الفريق المكون للمدرسين ....... و هذا دور المدير . هذا الانسجام يمر عبر رؤيا مدير المؤسسة التي تحدد بتشاور مع فريق المؤسسة و الفاعلين التربويين و جمعية أمهات آباء و أولياء التلاميذ و المجتمع المدني , تحدد حاجيات التلاميذ للنجاح و التفوق , و كذا تحديد مستلزمات الإدارة التربوية و المدرسين لبلوغ هذا الهدف و أظن أن هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه مدير المدرسة الذي يختزل في شخص واحد بالمدرسة الابتدائية و ذلك في غياب طاقم إداري يساعده في هذه المهمة, و هذا ما يدفع إلى الاعتماد على فريق من المدرسة و بالخصوص مجلس التدبير و جمعية الآباء. و من خلال ممارستي لهذه المهنة مند أواسط التسعينات , ألاحظ أنه بالرغم من أنني الرئيس المباشر بالمؤسسة , يصعب إلزام المدرسين على الانخراط الكلي في الأنشطة المبرمجة أو إرغامهم على الاقتناع بالرؤيا التي أحملها لنجاح المهمة التربوية بالمؤسسة , و بالمقابل أرى أن الاشراك و التشارك تجعل الطرف الآخر المدرسين و الآباء ينخرطون كليا و تلقائيا في جميع الأنشطة و تنفيذ ما يقترح لجلب النفع للمتعلمين و تلميع صورة المؤسسة ...... نعم لكل مؤسسة خصوصياتها و منظورها المحلي و لكن الاستشارة و التنسيق بين المؤسسات شيء محمود من شأنه تحسين المردودية بمؤسساتنا التعليمية و ينمي الخبرة الميدانية للمديرين , يجب أن نضمن أن كل ما نقوم به هو لصالح التلميذ يلبي حاجاته الخاصة.... يجب ألا نكتفي بالقول أريد أن تتمحور مدرستي حول الفن أو حول الرياضة او حول المسرح المدرسي .... و لكن علي أن أعي جيدا مدى أهمية هذا المحور على التلميذ و ما هي الخدمة التي سيقدمها له...... من ناحية أخرى أعتقد أن التدبير اليومي للمدرسة , بالرغم من خطة العمل اليومي أو الأسبوعي , فالعمل الطارئ و غير المنتظر يأتي بالدرجة الأولى و هناك حالات صادفتها مراراخلال ممارستي للمهمة : - البحث عن حل للاختلافات و عند تغيب أستاذ دون إذن سابق. - تلميذ أو تلميذة بالمستوى الأول لم يحضر أحد من أسرته لمرافقته للبيت فأول من يخبر هو المدير لإيجاد الحل. - عطب في الماء أو الكهرباء يتم إشعار المدير لإيجاد الحل. - حادثة مدرسية و الاجراءات الإدارية المصاحبة لها. - على الساعة الثامنة صباحا أحد الآباء أو الأمهات ينتظر أمام باب الإدارة يستفسر عن نتائج ابنه و هو في عجلة من أمره أو يطلب شهادة مدرسية لابنه انقطع عن الدراسة أكثر من سنة ... العلاقة التي تربط بين المدير و الآباء ليست بالسهلة , لأن الآباء لا يجدون أمامهم إلا المدير لصب جام غضبهم عن السياسة التعليمية أو حتى ظروف الحياة .... إنها جزء من معاناة مدير المدرسة الابتدائية الذي يجد نفسه مضطرا ليشرح للآباء التغيرات التي طرأت على التعليم .... إن تدبير الإصلاح من التحديات التي تواجه المدير لأنك ملزم على وضع تصوراتك و اقتراحاتك جانبا و الانصياع لتعليمات الوزارة . إنه تحد مزدوج أولا التغيير صعب تطبيقه بالرغم من التخطيط له , و التحدي الثاني طريقة تنزيلة غالبا ما تكون بخطوتين للأمام و ثلاثة خطوات , و كثيرا من الأحيان تكون المقاومة شديدة من طرف بعض رجال التعليم , و صعب كذلك تغير و تبدل الوزارة خطتها وسط الطريق ( أجرأت الميثاق الوطني للتربية والتكوين و البرنامج الاستعجالي...) و كم هو صعب على المدير إقناع و تبرير هذا التغيير للمدرسين و الآباء .. و المديرلا يتكلم إلا بمذكرة تخبره بذلك لم يشارك لا في أيام تكوينية ولا توضيحية.....الارتجال كان و لازال و سيبقى دون فائدة...... لست أدري اليوم لماذا لا نقيم أعمالنا و لا نراجع الطرق و الأهداف البيداغوجية ... أرى من الأهمية بما كان التقويم تم التقويم لنسير بإنجازاتنا نحو الأمام, التدبير الإداري رغبة جامحة لكل مدرس كما قالت "شانتال لاكري" و التي تأكد في نفس الوقت أن تسيير مدرسة تعليمية صعب في ظل الاكراهات الصادرة عن الوزارة و اللجن المدرسية ( هنا نتحدث عن التعليم بكندا) . أعتقد أننا عندما نعين مديرا بمدرسة معينة علينا أن نثق في قدراته و كفاءته و في إمكانية منحه استقلالية التدبير
ادريس مروان
المدير التربوي لمؤسسة جون بول سارتر
للتعليم المدرسي الخصوصي
مديرية وادي الذهب
أكاديمية جهة الداخلة وادي الذهب

خادم المنتدى 2020-05-17 10:21

رد: عندما تختزل الإدارة التربوية بالابتدائي في شخص المدير لوحده
 

شكرا جزيلا لك على ما تفضلت بتقاسمه معنا
==*.~~~)))))/////\\\\\(((((~~~.*==






الساعة الآن 11:25

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd