2020-05-28, 12:21
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | عدم تكافؤ الفرص أخطار تهدد التلاميذ الذين يجدون صعوبات التعلم خلال الحجر الصحي | عدم تكافؤ الفرص
أخطار تهدد التلاميذ الذين يجدون صعوبات التعلم
خلال الحجر الصحي
أفرغت الحجرات الدراسية و أوصدت المدارس أبوابها و لكنها ظلت تشتغل عن بعد , لم تتوقف مند 16 مارس 2020 , مواصلة تفعيل الاستمرارية البيداغوجية بواسطة التعلم عن بعد إلى متم الموسم الدراسي الحالي 2019/2020 من أجل استكمال المقررات الدراسية , إلغاء الاختبارات الاشهادية السادس ابتدائي و الثالثة ثانوي إعدادي مع إجراء اختبارات الباكالوريا و الأولى باكالوريا كما
جاء على لسان السيد الوزير .
فمند أن أعلن تعليق الدراسة حضوريا بسبب جائحة كورونا فيروس COVID19 , شمر المدرسون على ساعد الجد و التفاني و التضحية كما هو معهود فيهم , من أجل إنجاح عملية تمرير الدروس عن بعد .
و لكن هل يستفيد الجميع أي جميع التلاميذ و على قدم المساواة من عملية التعليم عن بعد؟
من المعلوم أن القناة أو الوسيلة الوحيدة لهذه العملية هي الوسائل الرقمية الالكترونية , بحيث أصبح التزود بها شيء ضروري داخل كل بيت , سواء الحاسوب أو الهاتف النقال أو اللوحة الالكترونية و كذا الربط بشبكة الانترنيت ( الاشتراك الشهري أو البطاقة اليومية).
المتعلمون الصغار خاصة بالتعليم الأولي و السلك الابتدائي يعتمدون أكثر على أولياء أمورهم من أمهات و آباء لمسايرة التعلم عن بعد , هؤلاء لهم دور المصاحبة و المواكبة لكل الواجبات التي يتوصل بها الأطفال من أساتذتهم بواسطة الوسيلة الالكترونية المعتمدة , علما أنه ليس جميع الآباء
و الأمهات يمتلكون نفس القدرات المعرفية و حتى المهارية لهذه الوسائل الالكترونية لتعويض الأستاذ بالمنزل.
إن تمديد فترة الحجر الصحي الأول و الثاني قد يمثل خطرا كبيرا على التلاميذ خاصة أولئك الذين يجدون صعوبة في التعلم و ينحدرون من أوساط اجتماعية ضعيفة و هشة , و هنا نعود للأبحاث المنبثقة عن علم النفس , علم الاجتماع و علوم التربية التي تؤكد مدى تأثير الجانب السوسيو- اقتصادي للأسرة على تعلم الأطفال.
*الشروط المادية و القدرة على التعامل مع مصادر المعرفة:
يوجد مسبقا فرق و هوة بين التلاميذ فيما يتعلق بالتفوق و التحصيل الدراسيين , بين الأطفال المنحدرين من الأوساط الاجتماعية الهشة و أولئك المنحدرين من أوساط راقية و متوسطة, فترة الحجر الصحي ستزيد من هذه الهوة , و يمكن القول كذلك إن التعايش مع الحجر الصحي و حالة الطوارئ هي مرتبطة أساسا بالشروط المادية للحياة. و حتى لا تكون مؤسساتنا التعليمية بطلة في عدم تساوي فرص النجاح بالنسبة لمجموع المتمدرسين , ندعو دائما إلى تكافئ الفرص و دمقرطة التعليم و تبني طرق بيداغوجية تساعد على ذلك.
بالوسط الشعبي أو الهامشي , الأطفال لهم مساحات ضيقة بالشقة أو دور الكراء و كثرة أفراد الأسرة مما يجعل التعلم عن بعد شبه مستحيل و التلاميذ يعانون من العمل في هدوء , بعكس تلاميذ الأوساط الراقية والمتوسطة فالسكن رحب و به حديقة و مساحة خاصةّ, التلاميذ يجدون فيها متنفسا ليس فقط للتعليم عن بعد في هدوء تام و لكن حتى مكانا للعب و الاستراحة.
هي نقطة مهمة لأن الأنشطة البدنية تساعد على تنمية و تطوير الوظائف المساعدة على التفكير
و التخطيط و تحديد الاستراتجيات و هذه الوظائف مهمة للأنشطة المدرسية سواء أكانت حضورية
أو عن بعد.
نعلم أن الاكراهات المادية , كما تؤكد ذلك أعمال بيير بودريه Pierre Boudrieu فالتطبيقات واللغة و القيم التي هي من مهام النظام التعليمي التربوي , تتماشى و تتناسب مع الأسر والمنحدرة من وسط سوسيو-اقتصادي مريح أكثر من الأسر الهشة و التي تعيش ظروف صعبة.
إن أولياء التلاميذ المتواجدين في أسفل الهرم السوسيو – اقتصادي يجدون صعوبات في تتبع العمل المدرسي لأطفالهم , و هذا لا يدل على أنهم أقل كفاءة و لكن ينقصهم الاحتكاك مع الثقافة المدرسية مما يصعب مسايرة الواجبات المدرسية لأبنائهم خلال التعليم الحضوري و ما بالك التعليم عن بعد إبان فترات الحجر الصحي.
يجب أن نميز بين هم مواكبة تمدرس التلاميذ عن بعد و الذي يشغل بال جميع الأمهات و الآباء لأن الكل واع بأهمية التمدرس و الشواهد و الدبلومات من أجل مستقبل أطفالهم ... و لكن يجب التأكيد على أن نجاح هذه المواكبة و المصاحبة مرتبط أساسا بالمستوى المعيشي للأسر.
استنتاج معروف لدى الباحثين في الميدان التربوي و هي مخلفات العطلة الصيفية, فخلال السنة الدراسية جميع التلاميذ و من مختلف الأوساط الاجتماعية يسجلون نفس التحصيل الدراسي و في كثير من الأحيان نتائج متقاربة,خلال العطلة الصيفية تبدأ الهوة في الاتساع و الكفايات المدرسية,أطفال الهرم السوسيو- اقتصادي المريح , تستمر في التقدم و التطور و تنمو من الناحية المعرفية
و المهارية بينما المنحى الخاص بمستوى التلاميذ, المنحدرين من أوساط هشة , يبقى جامدا و قد ينحدر ويتراجع. و قد أوضحت الأبحاث أن تقدم و تحسين القراءة للمستويين الأول و الثاني ابتدائي – خلال العطلة الصيفية- يرتبط بالمستوى الاجتماعي للتلاميذ.
و هناك دراسة أنجزت على فوج من التلاميذ و تم تتبعهم من المرحلة الابتدائية إلى سن 21 أبانت الفوارق التي تظهر خلال العطلة الصيفية خاصة فترة سنوات المدرسة الابتدائية و توضح جليا تفاوت في النجاح الدراسي حسب السلم السوسيو –اقتصادي مما يؤثر على المرحلة الثانوية الإعدادية
و التأهيلية و كذا التوجيه إلى إحدى الشعب الجامعية و الدراسات العليا.
فالعطلة الصيفية لا تدوم إلا شهرين و نلاحظ النتائج التي يخلفها على مستوى تمدرس التلاميذ و هذا ما يجعلنا في تخوف كبير على الوضعية الحالية بعد تعليق الدراسة وتعويض الدروس الحضورية بأخرى عن بعد , والتي ستدوم أكثر من خمسة أشهر من 16 مارس إلى شهر شتنبر 2020 لا أحد منا يتنبأ بالمخلفات السلبية على تمدرس التلاميذ .
يجب أن نؤمن أن لا شيء يعوض المدرسة و ما لم ينجز في المدرسة وسط القسم و بحضور المدرس - وخاصة بالسلك الابتدائي- لا يمكن تعويضه بالبيت و الأسرة , فالكفايات المعرفية لا تمرر و لا ترسخ إلا بطرق بيداغوجية و ديداكتيكية خاصة .
فإذا كنا نبحث عن بيئة تربوية حاضنة للإبداع و الابتكار , فمن المدرسة يكون الانطلاق نحو التميز
و التفوق بالاحتكاك و المنافسة و التشجيع و المناقشة و المسابقات التنافسية و العمل الجماعي من أجل تعزيز الثقة بين صفوف المتعلمات و المتعلمين .
في المرحلة الأولى من الحجر الصحي لتفادي انتشار وباء كوفيد 19 COVID اتخذت تدابير استعجالية واحترازية لكن مع الوقت و مع التمديد الأول و الثاني وجب اتخاذ إجراءات و تدابير أخرى.
هناك مجموعة من التساؤلات تطرح و التي لها علاقة بتمديد الحجر الصحي و استمرار تعليق الدراسة إلى شتنبر 2020 و تعويضها بأخرى عن بعد , و من هذه الأسئلة التي تتبادر إلى ذهني شخصيا : هل هذه الخلية أو اللجنة العلمية ل COVID19 يوجد من بين أعضائها طبيب نفساني يحذر و يخطط لتجنب المخاطر و الانعكاسات الوخيمة على الحالة النفسية للآباء و الأطفال خلال فترة الحجر الصحي وما ينتج عن البقاء داخل أربعة جدران مدة تزيد عن خمسة أشهر .
لاحظنا أن الإعلام يحث الآباء على التعامل مع هذه المرحلة بكل إيجابية و أن الحجر الصحي هو فرصة للتواجد وسط حضن الأسرة و القضاء مع الأطفال وقت أطول , وهي مناسبة لمشاركة الأطفال تمدرسهم ومشاركة الزوجة في التدبير اليومي للبيت, و كما قيل آنفا فنجاح التعامل مع المرحلة هو رهين بالمستوى المعيشي للأسر و مدى استعداد الآباء للبقاء بالمنزل أكثر الأوقات.
يلاحظ خلال التعليم عن بعد عدم التساوي و التكافؤ فيما يخص امتلاك الوسائل التعليمية الرقمية المعتمدة خلال التعلم عن بعد, مثلا أسرة لها أربعة أطفال في مستويات مختلفة و لا تتوفر إلا على هاتف محمول واحد فلنتصور الإزعاج و المشاكل التي تنجم داخل هذه الأسرة و الأمثلة كثيرة في هذا الباب .كلما ازداد التمديد ازدادت المشاكل و الصعوبات, و التأخر الدراسي قد يصعب استدراكه.
فتسريع وثيرة عدم المساواة الاجتماعية هي من أخطار الحجر الصحي , هذه النقطة مهمة ما دامت الدراسات و الأبحاث على مستوى اللامساواة داخل المجتمع تنتج عنه مخلفات سلبية على الصحة الجسمية و العقلية.... كثيرمن الناس فقدوا مورد الرزق , الهشاشة تزداد في التوسع و في هذا السياق يجب التركيز على الإجراءات و الوسائل المساعدة للتخفيف من معانات المتضررين من جائحة كورونا فيروس COVID19 .
الأربعاء 27 ماي 2020
ادريس مروان
المدير التربوي لمؤسسة جون بول سارتر
للتعليم المدرسي الخصوصي
مديرية وادي الذهب
أكاديمية جهة الداخلة – وادي الذهب | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=973479 آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2020-05-28 في 23:45. |
| |