الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الثقافة والفنون والعلوم الإنسانية > الفكر و التاريخ و الحضارة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-02-18, 20:37 رقم المشاركة : 1
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

a3 فتنة ابن الأشعث



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،،، أما بعد ففي قصص منسبقنا عبرة ومزدجر ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيزالرحيم ) يسمع الناس بالفتن وخطرها وسوء عاقبتها ، ولكن كما قيل بالمثال يتضحالمقال . من الفتن التي هزت الأمة الإسلامية ، وكادت تطيح بالخلافة زمن بني أمية ؛فتنة عبد الرحمن بن الأشعثوكان ابتداؤها سنة إحدى وثمانين . قال الحافظ ابن كثير : وكان سبب هذه الفتنة أن ابن الأشعث كان الحجاج يبغضه ، وكان هو يفهم ذلك ، ويضمرللحجاج السوء وزوال الملك عنه ، ثم إن الحجاج بن يوسف نائب الخليفة عبد الملك بنمروان على العراق جهز جيشا من البصرة والكوفة وغيرهما لقتال رتبيل الكافر ملك الترك، الذي آذى أهل الإسلام وقتل فئاما منهم ، وأمر الحجاج على ذلك الجيش ابن الأشعث ،مع أنه كان يبغضه كما تقدم ، حتى إنه كان يقول : ما رأيته قط حتى هممت بقتله ودخلابن الأشعث يوما على الحجاج وعنده عامر الشعبي ، فقال الحجاج انظر إلى مشيته !! والله لقد هممت أن أضرب عنقه فأخبر الشعبي ابن الأشعث بما قال الحجاج ، فقال ابنالأشعث : وأنا والله لأجهدن أن أزيله عن سلطانه إن طال ببي البقاء . فسار ذلك الجيشبإمرة ابن الأشعث ، حتى وطئ أرض ( رتبـيل ) ، ففتح مدنا كثيرة ، وغنم أموالا كثيرة، وسبى خلقا من الكفار ، ورتبيل ملك الكفار يهرب منهم من مدينة لأخرى . ثم إن ابنالأشعث رأى لأصحابه أن يوقفوا القتال ، حتى يتقووا إلى العام المقبل ، ولتستقرالأمور في البلاد التي فتحوها . فكتب إليه الحجاج يأمره بالاستمرار في القتال ،ويذمه ويعيره بالنكول عن الحرب ، فغضب ابن الأشعث ، ثم سعى في تأليب الناس علىالحجاج . وقام والد ابن الأشعث _ وكان شاعرا خطيبا ، فقال : إن مثل الحجاج في هذاالأمر ومثلنا كما قال القائل : ( احمل عبدك على الفرس ، فإن هلك هلك ، وإن نجا فلك ) ، إنكم إن ظفرتم كان ذلك زيادة في سلطان الحجاج ، وإن هلكتم كنتم الأعداء البغضاء . ثم قال : اخلعوا عدو الله الحجاج ، ولم يذكر خلع الخليفة ، اخلعوا عدو اللهالحجاج وبايعوا لأميركم عبد الرحمن بن الأشعث ، فإني أشهدكم أني أول خالع للحجاج . فقال الناس من كل جانب : خلعنا عدو الله الحجاج _ وكانوا يبغضونه _ ووثبوا إلى ابنالأشعث فبايعوه ، ولم يذكروا خلع الخليفة . وبعد بيعة الفتنة تلك تبدلت الأمور ،ووقع ما لم يكن في الحسبان ، فقد انصرف ابن الأشعث عن قتال الترك الكفرة !! وساربجيشه المفتون مقبلا إلى الحجاج ليقاتله ويأخذ منه العراق ، فلما توسطوا في الطريق، قالوا : إن خلعنا للحجاج خلع لابن مروان ، فخلعوا أمير المؤمنين عبد الملك بنمروان ، وجددوا البيعة لابن الأشعث ، فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى اللهعليه وسلم وخلع أئمة الضلالة وجهاد الملحدين .
فلما بلغ الحجاج ما صنعوا منخلعه وخلع أمير المؤمنين ، كتب إلى الخليفة بذلك يعلمه ، ويستعجله في بعثه الجنودإليه ، فانزعج الخليفة واهتم
وسعى الناصحون المصلحون في درء الفتنة .
فكتبالمهلب بن أبي صفرة إلى ابن الأشعث يحذره ، وينهاه عن الخروج على إمامه وقال :
إنك با ابن الأشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل ، أبق على أمة محمد صلى الله عليهوسلم ، الله الله !! انظر لنفسك فلا تههلكها ، ودماء المسلمين فلار تسفكها ،والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تنكثها ، فإن قلت أخاف الناس على نفسي ، فالله أحقأن تخافه من الناس ، فلا تعرضها لله في سفك دم أو استحلال محرم ، والسلام عليك
ثم أخذ الخليفة عبد الملك في تجهيز الجنود في نصرة الحجاج في قتاله الخارجينعلى الجماعة ، وجعل المفتونون يلتفون على ابن الأشعث من كل جانب ، حتى قيل إنه سارمعه ثلاثة وثلاثون ألف فارس ومائة وعشرون ألف راجل !!!
حتى دخلوا البصرة ، فخطبابن الأشعث وبايعم ، وبايعوه على خلع الخليفة ونائبه الحجاج بن يوسف ، وقال لهم ابنالأشعث :
ليس الحجاج بشيء ، ولكن اذهبوا بنا إلى عبد الملك الخليفة لنقاتله ،ووافقه على خلعهما جميع من بالبصرة من الفقهاء والقراء والشيوخ والشباب .
قالالحافظ ابن كثير : وتفاقم الأمر وكثر متابع ابن الأشعث على ذلك ، واشتد الحالوتفرقت الكلمة جدا ، وعظم الخطب واتسع الخرق ا.هـ
ثم التقى جيش الخليفة وجيش ابنالأشعث ، فقال القراء الذين خلعوا البيعة : أيها الناس قاتلوا عن دينكم ودنياكم .
وقال عامر الشعبي _ وكان من الأئمة ، لكن ابن الأشعث فتنه _ قال : قاتلوهم علىجورهم ، واستـغلالهم الضعفاء !! وإماتتهم الصلاة .
ثم بدأ القتال ، ما بين كروفر ، يقتتل الناس كل يوم قتالا شديدا ، حتى أصيب من رؤوس الناس خلق كثير،
واستمر هذا الحال مدة طويلة ، ثم كتب الخليفة إلى ابن الأشعث ومن معه يقول :
إن كان يرضيكم مني عزل الحاج خلعته ، وأبقيت عليكم أعطياتكم ، وليـخير ابنالأشعث أي بلد شاء يكون عليه أميرا ما عاش وعشت .
فلما بلغ ذلك ابن الأشعث خطبالناس وندبهم إلى قبول ما عرضه عليهم أمير المؤمنين من عزل الحجاج وإبقاء الأعطيات، فثار الناس من كل جانب ، وقالوا: والله لا نقبل ذلك ، نحن أكثر عددا وعدة !!
ثم جددوا خلع الخليفة عبد الملك واتفقوا على ذلك كلهم ، واستمر القنال بينالفئتين مائة يوم وثلاثة أيام على ما قاله ابن الأثير .
وصبر جيش الخليفةبقيادة الحجاج ، بالحرب ، فأمر بالحملة على كتيبة القراء الذين خلعوا الخليفة ، لأنالناس كانوا تبع لهم ، وهم الذين يحرضونهم على القتال ، والناس يفتدون بهم
فحملجيش الحجاج عليهم ـ، فقتل منهم خلقا كثيرا ، وبعدها انهزم ابن الأشعث ومن معه ،فلحقهم جيش الحجاج يقتلون ويأسرون ، وهرب ابن الأشعث ومعه جمع قليل من الناس، فأرسلالحجاج خلفه جيشا كثيفا ليقتلوه ويأسروه
ففر ابن الأشعث حتى دخل هو ومن معه إلىبلاد رتبيل الكافر ملك الترك !!! فأكرمه وأنزله عنده وأمنه وعظمه كيدا للمسلمين
هرب ابن الأشعث بعد أن أثار فتنة أهلك الحرث والنسل فقتل من أتباعه من قتل ،وأسر كثير منهم ، فقتلهم الحجاج بن يوسف ، وهرب من بقي منهم .
ومنهم عامرالشعبي الإمام الثقة ، فأمر الحجاج أن يؤتى بالشعبي فجيء به حتى دخل على الحجاج .
قال الشعبي : فسلمت عليه بالإمرة ، ثم قلت :
أيها الأمير ، إن الناس قدأمروني أن أعتذر إليك بغير ما يعلم الله أنه الحق ، ووالله لا أقول في هذا المقامإلا الحق ، قد والله تمردنا عليك وحرضنا ، وجهدنا كل الجهد ، فما كنا بالأتقياءالبررة ، ولا بالأشقياء الفجرة ، لقد نصرك الله علينا ، وأظفرك بنا ، فإن سطوتفبذنوبنا ، وما جرت إليك أيدينا ، وإن عفوت عنا فبحلمك ، وبعد فالحجة لك علينا .
فقال الحجاج لما رأى اعترافه وإقراره : أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل علينايقطر سيفه من دمائنا ، ثم يقول ما فعلت ولا شهدت ، قد أمنت عندنا يا شعبي .
ثمقال الحجاج : يا شعبي كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي ؟ وكان الحجاج يكرمه قبل دخولهفي الفتنة .
فقال الشعبي مخبرا عن حاله بعد مفارقته للجماعة : أصلح الله الأمـير؛ قد اكتحـلت بعدك السـهر !! واستـوعرت السـهول !! واستجلـست الخوف !! واستحليتالهم !! وفقدت صالح الإخوان !! ولم أجد من الأمير خلفا !!
فقال الحجاج : انصرفيا شعبي ، فانصرف آمنا .
ثم شرع الحجاج في تتبع أصحاب ابن الأشعث ، فقتلهم مثنىوفرادى !!! حتى قيل إنه قتل منهم بين يديه مائة ألف وثلاثين ألفا !!! منهم محمد بنسعد بن أبي وقاص ، وجماعات من السادات ، حتى كان آخرهم سعيد بن جبير رحمه الله .
وكان ممن تبع ابن الأشعث طائفة من الأعيان منهم مسلم بن يسار وأبو الجوزاء ،وأبو المنهال الرياحي ومالك بن دينار والحسن البصريرحمه الله
وذلك أنه قيللابن الأشعث : إن أردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتلوا حول هودج عائشة فأخرج الحسنالبصري معك ، فأخرجه
وكان ممن خرج أيضا سعيد بن جبير وابن أبي ليلى الفقيهوطلحة بن مصرف وعطاء بن السائب ، وغيرهم
قال أيوب : فما منهم من أحد صرع مع ابنالأشعث إلا رغب عن مصرعه ، ولا نجا أحد منهم إلا حمد الله أن سلمه !!!
ثم إنالحجاج كتب إلى رتبيل ملك الترك الذي لجأ إليه ابن الأشعث ، أرسل إليه يقول : واللهالذي لا إله إلا هو ، لئن لم تبعث إلي بابن الأشعث لأبعثن إليك بألف ألف مقاتلولأخربنها
فلما تحقق الوعيد من الحجاج استشار في ذلك بعض الأمراء فأشار عليهبتسليم ابن الأشعث قبل أن يخرب الحجاج دياره ، ويأخذ عامة أمصاره ، فعند ذلك غدررتبيل بابن الأشعث فقبض عليه وعلى ثلاثين من أتباعه ، فقيدهم بالأصفاد وبعثهم معرسل الحجاج إليه
فلما كانوا ببعض الطريق بمكان يقال له ( الرخج ) صعد ابنالأشعث وهو مقيد بالحديد إلى سطح قصر ، ومعه رجل موكل به لئلا يفر فألقى ابن الأشعثبنفسه من ذلك القصر ، وسقط معه الموكل به فماتا جميعا ، فعمد الرسول إلى رأس ابنالأشعث فاختزه ، وقتل من معه من أصحابه ، وبعث برؤوسهم إلى الحجاج فأمر فطيف برأسابن الأشعث في العراق ، ثم بعثه إلى أمير المؤمنين عبد الملك فطيف به في الشام ، ثمبعث به إلى ألأخيه عبد العزيز بمصر فطيف برأسه هناك ، ثم دفن .
قال الحافظ ابنكثير : والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالإمارة : كيف يعمدون إلى خليفة قدبويع له بالإمارة على المسلمين من سنين ، فيعزلونه وهو من صليبة قريش ، ويبايعونلرجل هندي بيعة لم يتفق عليها أهل الحل والعقد !!!
ولهذا لما كانت هذه زلةوفلتة نشأ بسببها شر كثير ، هلك فيه خلق كثير ، فإنا لله وإنا إليه إليه راجعونا.هـ
ذكر ابن الأثير في تاريخه : أن رجلا من الأنصار جاء إلى عمر بن عبد العزيزفقال : أنا ابن فلان بن فلان ، قتل جدي يوم بدر ، وقتل جدي فلان يوم أحد ، وجعليذكر مناقب سلفه ، فنظر عمر إلى جليسه فقال : هذه المناقب والله ، لا يوم الجماجمويوم راهط ، من الخروج وحمل السلاح على المسلمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ربالعالمين
إن فتنة ابن الأشعث كانت فتنة عظيمة فرقت الكلمة ، وقتل فيها أكثر منمائة ألف مسلم ، وفي هذه الحادثة فوائد منها :
أولها : أن للفتن في أول نشوئهالذة وحلاوة تستهوي كثيرا من الناس ، إلا من عصمه الله ونجاه ، وقد خرج كثير منالقراء مع ابن الأشعث ، فضلا عن عامة الناس ، كان كلامهم في أول الفتن قويا ومهيجا، تكلم متكلموهم ، وأبدع خطباؤهم ، في التحريض على قتال جند الخليفة .
قال أبوالبختري : أيها الناس قاتلوهم على دينكم ودنياكم ، فوالله لئن ظهروا عليكم ليفسدنعليكم دينكم ، وليلن على دنياكم .
قوال عامر الشعبي : أيها الناس قاتلوهم ، ولايأخذكم حرج من قتالهم ، والله ما أعلم على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أعمل بجور منهم
وقال سعيد بن جبير نحو ذلك
ووالله لو كانوا يعلمون ما ستـؤول الأمور إليهلما قالوا ما قالوا ، ولكنها الفتن تعمى فيها الأبصار .
ثانيا : إذا وقعت الفتنفإن ضحاياها الأبرار والفجار ، قال الله تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموامنكم خاصة )
ذكر ابن الأثر في تاريخه أن الحجاج لما غلب جيش ابن الأشعث أخذيبايع الناس وكان ظالما ، وكان لا يبايع أحدا إلا قال له اشهد على نفسك أنك كفرت ،يعني بنقضك البيعة وحملك السلاح ، فإن قال نعم بايعه ، وإلا قتله .
فأتاه رجلمن خثعم كان معتزلا للناس كلهم ، فسأله الحجاج عن حاله فأخبره باعتزاله ، قالالحجاج ، بل أنت متربص بنا ، أتشهد أنك كافر ؟
قال الرجل : بئس الرجل أنا أعبدالله ثمانين سنة ، ثم أشهد على نفسي بالكفر
قال الحجاج : أقتلك إذا ؟
قالالرجل : وإن قتلتني
فقتله الحجاج ، ولم يبق أحد من أهل الشام والعراق إلا رحمه، وحزن لقتله ثالثا : إذا ولت الفتنة مدبرة عند ذلك يندم من دخل فيها لما يراه منالفساد والشرر الذي نتج عنها ، واستمع إلى أهلها وقد جيئ بهم حتى أوقفوا بين يديالحججاج بن يوسف هاهو فيروز بن الحصين أسر فأتي به إلى الحجاج فقال له : أبا عثمان !! ما أخرجك مع هؤلاء ، فوالله ما لحمك من لحومهم ولا دمك من دمائهم فقال : أيهاالأمير فتنة عمت ، فأمر به الحجاج فضربت عنقه ثم دعا الحجاج بعمر بن موسى فجيء بهموثقا ، فعنفه الحجاج ، فاعتذر ، وقال أصلح الله الأمير !! كانت فتنة شملت البروالفاجر ، فدخلنا فيها ، فقد أمكنك الله منا ، فإن عفوت فبفضلك ، وإن عاقبت ظلمتمذنبين فقال الحجاج : أما إنها شملت البر والفاجر ، فقد كذبت ، ولكنها شملت الفاجروعوفي منها الأبرار ، وأما إقرارك فعسى أن ينفعك . فرجى له الناس السلامة ، لكنالحجاج أمر به فضربت عنقهثم دعا الحجاج بالهلضام بن نعيم فقال : ما أخرجك مع ابنالأشعث ؟ وما الذي أملت ؟ فقال الرجل : أملت أن يملك ابن الأشعث فيوليني العراق ،كما ولاك عبد الملك فقتله الحجاج ثم دعا بأعشى همدان وقد تبع ابن الأشعث ، وعملالشعر في التحريض على قتال الخليفة ، فلما دخل على الحجاج أنشد يعتذر : أبى اللهإلا أن يتمم نوره *** ويطفئ نار الفاسقين فتخمدافقتلاهم قتلى ضلال وفتنة *** وجيشهمأمسى ذليلا ممردافما لبث الحجاج أن سل سيفه *** فولى جيشــنا وتبددادنود أميرالمؤمنين وخيله *** وسلطانه أمسى عزيزا مؤيداليهنأ أمير المؤمنين ظهوره *** على أمةكانوا سعاة وحسدانزلوا يشتكون البغي من أمرائهم *** وكانوا هم أبغى البغاةوأعندافقال الحجاج : والله يا عدو الله لا نحمدك ، وقد قلت في الفتنة ما قلت ،وحرضت الناس علينا ، فصربت عنقه وأحلق بأصحابه . رابعا : إذا وقعت الفتنة سعى أهلهافي استدراج بعض الخواص إليهم ليحتجوا بهم عند العامة ، وقد قيل لابن الأشعث : إذاأردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتلوا حول هودج عائشة فأخرج الحسن البصري معك ،فأخرجه . وخرج مع ابن الأشعث بعض الأئمة ، كسعيد بن جبير ، ومالك بن دينار وغيرهما، ففتن الناس والمعصوم من عصمه الله . ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذبالله من الفتن ويأمر بذلك في كل صلاة ، لأن بعضها يجعل الحليم حيرانا ، ذلك أن أهلالفتنة يزينون فعلهم بكثرة موافقيهم . فابن الأشعث قاتل معه أكثير من مائة وخمسينألفا ، وتبعه جماعة من السادات ، لكن فعلهم لم يكن مرضيا ، إذ هو خلاف النصوصالآمرة بالجماعة والصبر الناهية عن الخروج والفرقة والمنازعة . قال أيوب : ما منهممن أحد صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه ، ولا نجا من نجا منهم إلا حمد اللهوسلمه . قال الإمام ابن بطة العكبري في التحذير والاغترار بالكثرة : والناس فيزماننا أسراب كالطير يتبع بعضهم بعضا !! لو ظهر فيهم من يدعي النبوة _ مع علمهم بأنرسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء _ أو من يدعي الربوبية لوجد على ذلكأتباعا وأشياعا . خامسـأ : أن عاقبة الفتن وخيمة ، ومآل أهلها الخسران ، فهاهو ابنالأشعث خرج على جيش إسلامي مجادا في سبيل الله ، ثم صار رأسا في الفتنة ، فترك قتالالكفار وهجم على أهل الإسلام !! وقتل بسببه جمع كثير ، واضطربت الأمور وكثر الشر ،ثم آلت به الحال أن يلجأ إلى ملك الكفار الذي كان يقاتله بالأمس ، ففرح به الكافروأكرمه إغاظة للمسلمين. وهكذا الفتن تقود صاحبها إلا ما لا يريد . وليت ابن الأشعثوقف عند هذا لكان هينا ، وما هو وربي بهين لقد غدر به الملك الكافر وأرسله موثقاإلى الحجاج ، فأسقط في يده ، فلما كان ببعض الطريق ، صعد قصرا فألقى نفسه ، فمات ،فمن كان يظن أن نهايته تكون كذلك . سـادسـا : لقد ألبس ابن الأشعث فتنته هذه لباسالشرع ، وأوهمهم أنها إنكار للمنكر ونصرة للدين ، لكن الباطن خلاف ذلك ، قد ذكر ابنالأثير أن الحجاج كان يبغض ابن الأشعث ، ويقول : ما رأيته قط إلا وأردت قتله ، وهويعلم ذلك ، وكان يهدد ويقول : وأنا والله لأجهدن أن أزيل الحجاج عن سلطانه إن طالبي البقاء . ونص ابن كثير على أن سبب تلك الفتنة كره ابن الأشعث للحجاج ، ثم جمعحوله من يبغضون الحجاج ، فانظروا كيف استغل كره الناس ليثأر منه وينكد عليه !!
ولهذا فمن دعا إلى مفارقة الجاعة وإثارة الفتنة فهو صاحب هوى مريض قلب ، مخالفللسنة ، وإن ظهر فعله ذلك في صورة إنكار للمنكر سابعا : إذا وقعت الفتنة ، فإن أولمن يصطلي بنارها من أوقدها ، فتنقلب الأمور عليهم ، ويتسلط الجهال من أتباعهم حتىيكون الأمر والنهي عليهم . وقد كتب الخليفة إلى ابن الأشعث عزل الحجاج وتوليتهمكانه ، وبقاء أعطيات الناس ، فمال إلى ذلك ابن الأشعث ، فخطب الناس وقال : اقبلواما عرض عليكم ، وأنت أعزاء أقوياء ، فوثب الجهال من كل مكان يقولون : لا والله لانقبل نحن أكثر منهم عددا وعدة ، وأعادوا خلع الخليفة ثانية ، وبايعوا ابن الأشعث ،فانصاع لأمرهم ووافقهم حتى آل أمره إلى ما آل إليه . ثامنا : من فارق الجماعة ودخلفي الفتنة فهو في غربة ووحشة ، ومآله أن يتخلى عنه أحبابه وأعوانه . هاهو الشعبييصف حاله بعد أن خلع البيعة ودخل مع ابن الأشعث ، فقدت صالح الإخوان ولم أجد منالأمير خلفا . من أجل ذلك كان الأئمة يحرصون على الاجتماع زمن الفتن يقول حنبل : اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله _ يعني الإمام أحمد بن حنبلرحمه الله _ يقولون له : إن الأمر تفاقم وفشا _ يعنون إظهار القول بخلق القرآن ،ولا نرضى بإمرته ولا سلطانه ، فناظهرهم الإمام أحمد في ذلك وقال : عليكم بالإنكارفي قلوبكم ، ولا تخلعوا يدا من طاعة ، لا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكمودماء المسلمين معكم ، وانظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح بر ويسترح منفاجر . وقال لهم : ليس هذا _ يعني نزع أيديهم من طاعتهم _ صوابا ، هذا خلاف الآثارا.هـالإمام أحمد يقول هذا ، وقد آذاه السلطان وجلده وسجنه ، ثم منعه من لقيا الناس، لكن أهل السنة أهل عدل واجتماع ومتابعة للنصوص يرجون ما عند الله تعالى
وآخرها : أن هذه الفتنة تدل على أهمية التمسك بالآداب الشرعية زمن الفتن ، فمنتلك الآداب : الحذر من الفتن وعدم الاستشراف لها واعتزال أهلها . ومنها الحلموالرفق ، فلا تعجل في قبول الأخبار ، والأفكار والآراء ، والحكم على الناس تخطئةوتصويبا ، فما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه . ومنها لزومجماعة المسلمين وإمامهم والحذر من التفرق ، لقول حذيفة رضي الله عنه لما ذكر لهالنبي صلى الله عليه وسلم الفتن ، قال فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟
فقال : تلزمجماعة المسلمين وإمامهم ومنها الالتفاف حول علماء السنة أهل التوحيد ، والحذر منالتفرق عليم ومنازعتهم ، والصدور عن آرائهم والاستجابة لنصحهم ووالله ، وتالله ،وبالله : إن أول باب يلج الرجل منه إلى الفتنة الطعن بالعلماء ، والاستبداد بالرأيدونهم . ومن رأيتموه يقدح في علمائنا فاعلموا أنه مفتون ، فإن من علامة أهل البدعالوقيعة في أهل السنة ومنها أن الفتن إذا وقعت فما كل ما يعلم يقال ، وليت بعضالناس يتركون الأمور العظام للعلماء الكبار حفاظا على اجتماع الكلمة ، لأن مردالناس في آخر أمرهم للعلماء ، فمن كان عنده رأي فليعرضه عليهم ( وإذا جاءهم أمر منالأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذينيستنبطونه منهم )
للشيخ سلطان العيد







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=77103
    رد مع اقتباس
قديم 2010-03-27, 14:17 رقم المشاركة : 2
ابوحمزة
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية ابوحمزة

 

إحصائية العضو








ابوحمزة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فتنة ابن الأشعث





التوقيع









    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 15:16 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd