منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - ما تأثير العلاقة أستاذ

ما تأثير العلاقة أستاذ – تلميذ
على العملية التعليمية التعلمية

إن تأثير العلاقة أستاذ – تلميذ واضحة و جلية... تتحسن التعلمات و تتطور داخل الفصل الدراسي كلما كانت العلاقة متينة و قوية, فالأبحاث أكدت أن التلاميذ بمختلف أعمارهم , الذين يتلقون دروسا في مستواهم و حسب ميولاتهم و اهتماماتهم هم أكثر انخراطا و التزاما و تحفيزا و يربطون علاقات جيدة ووطيدة داخل المؤسسة التعليمية ليس فقط مع أقرانهم و زملاءهم ولكن حتى مع الأساتذة و الطاقم الإداري.
• كيف يمكن للأستاذ أن يقوي علاقات إيجابية مع التلاميذ؟
• ما هي النتائج المنتظرة من خلال هذه العلاقات ؟
مجموعة من النقط التي يمكن إثارتها في هذا الجانب:

- يظهر على الأستاذ اللطف و الليونة: عندما يتبنى الأستاذ سلوكات معينة تحمل في ثناياها اللطف و الدفء في المعاملة , تحمل هم التلاميذ و انشغالاتهم , يبادر إلى دعمهم , يحاول جاهدا ضمان حمايتهم و تشجيعهم لتطوير التعلمات, أكيد أن مثل هذه السلوكات لا يمكن إلا أن تخلق لدا المتعلم دوافع المشاركة و الابتكار و التفكير النقدي و الاستقلال الذاتي , و رضا المتعلمين يتجلى من خلال مواظبتهم و التحصيل الجيد و النقط المتميزة.
- علاقات أستاذ- تلميذ الإيجابية لها و قع على العلاقات الاجتماعية: التلاميذ الذين يعيشون علاقات إيجابية مع أساتذتهم أكثر قابلية و استعداد لتأسيس علاقات مماثلة مع أشخاص آخرين سواء داخل الوسط المدرسي أو بالوسط العائلي أو المجتمعي..
- علاقات الأستاذ – التلميذ الإيجابية مهمة أكثر بالنسبة للتلاميذ الذين يعيشون ظروف اجتماعية قاسية : التلاميذ , المنحدرين من مناطق هامشية , و يعانون التهميش على المستوى العرقي, الاجتماعي و الاقتصادي و لهم صعوبة في التعلم.... هم أكثر تأثر
و استفادة من غيرهم بالعلاقات الإيجابية التي ينسجونها مع الأستاذ.
- وعي الأستاذ بالفوارق بين المتعلمين ضروري و مهم لتأسيس العلاقة الإيجابية, فالتلاميذ ميالون إلى الأساتذة الذين يعاملونهم كأفراد لهم خصوصيات مختلفة , و داخل الفصل الدراسي تراهم منخرطين كليا و بكل تلقائية, لأن طريقة الأستاذ و معاملته تساعدهم على التأقلم و الاندماج داخل الجو التربوي المدرسي...
علاقة أستاذ – تلميذ وسيلة من وسائل التفوق الدراسي: إذا طلب من أحدنا , ما هي ذكرياتك عن مرحلة التعليم الابتدائي , أكيد سيكون الجواب إما نقطة مميزة أو علاقة مع أحد الأساتذة ( المعلمين) , فالعلاقة بين الأستاذ و التلميذ هي محور التجربة المدرسية عند التلاميذ , الطفل و المراهق على حد سواء . يجب التأكيد على أنه ما يبقى , في كثير من الأحيان, عالقا و موشوما بذاكرة التلميذ تلك العلاقة المميزة مع أستاذه أكثر من نقطة الاستحقاق المدونة في بيان النتائج كيفما كانت رتبتها و هذه الملاحظة يجب التركيز عليها والاهتمام بها.
بما أن الأستاذ على اتصال دائم مع تلامذته , فلابد من بناء علاقات ود واحترام متبادل , يكون لها تأثير على التحصيل الدراسي و استيعاب محتويات الدروس التي يتلقونها, والكفايات و القيم التي نسعى إلى ترسيخها في أدهانهم .... إنها العلاقة الوجدانية /العاطفية التحفيزية للبدل و العطاء و الاجتهاد من طرف المتعلم , و قد تؤثر هذه العلاقة الإيجابية أستاذ – تلميذ على اختيارات التلاميذ و توجههم .
كل أستاذ أسندت له مهمة التدريس عليه أن يتسلح بالوسائل الضرورية المعرفية و المهنية وغيرها من الأدوات كالطرق البيداغوجيا الحديثة و أساليب التواصل الفعال ... التي تساعده على تطوير علاقته بالتلاميذ ليحبب لهم المدرسة و المادة...
" العلاقة الإيجابية أستاذ – تلميذ هي متغير دائم و لها انعكاسات على مستويات متعددة و هي جوهر مدى ارتباط التلميذ بمؤسسته" فريديركسن و رودز 20034 Fridriksen et Rhodes .
فالو و جانز Fallu et Janosz 2003 أكدا أكثر من مرة أن العلاقة الدافئة و الحميمية أستاذ – تلميذ تقلص من التسرب و الهذر المدرسيين . الأساسي هو أخد الوقت و الوسائل المناسبة لخلق هذه العلاقة المتينة و الإيجابية التي تبنى مع بداية الموسم الدراسي .
المعرفة الجيدة لواقع التلميذ الشخصي و العائلي و الاجتماعي تساعد الأستاذ على ضبط تفاعله و تساعده على دعم التلميذ بالطريقة الصحيحة..
مصاحبة التلاميذ و التعامل معهم خلال أنشطة أخرى خارج إطار الفصل الدراسي كالأنشطة الموازية و الخرجات و الرحلات و المسابقات الثقافية و الفنية و الرياضية و النوادي التربوية.... تعطي فرصة للأستاذ و التلميذ معا لمعرفة الواحد الآخر من خلال زوايا جديدة .... و الوقوف على مؤهلات و اهتمامات التلاميذ من شأنها أن تزيد علاقة أستاذ – تلميذ متانة و قوة .

26 أبريل 2020
ادريس مروان
المدير التربوي لمؤسسة جون بول سارتر
للتعليم المدرسي الخصوصي
مديرية وادي الذهب
أكاديمية جهة الداخلة وادي الذهب