الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التواصل العام > منتدى التساؤلات والمشاكل والحلول > الشؤون التربوية


شجرة الشكر1الشكر
  • 1 Post By عبد العزيز قريش

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2018-10-21, 21:22 رقم المشاركة : 1
عبد العزيز قريش
أستـــــاذ(ة) مشارك
إحصائية العضو







عبد العزيز قريش غير متواجد حالياً


demande لوعي المهني عند المدرس



[SIZE="6"الوعي المهني عند المدرس
عبد العزيز قريش
باحث في علوم التربية

هذه هي قيمة المعلم، الذي ينظر إلى وجه تلميذه ويقول إنني أرى وراءه شخصاً ما، وإنني أريد أن أصل إلى ذلك الشخص ... أريد أن أؤثر فيه ... أن أشجعه وأثريه ... أريد أن أخرج ذلك الشخص الذي يقبع وراء ذلك الوجه ... وراء ذلك اللون ... وراء تلك اللغة ... وراء ذلك التقليد ... وراء تلك الثقافة ... إنني على ثقة بأنني أستطيع فعل ذلك.
مايا أنجيلو





ـ عتبة الدخول:
للورقة عتبة دخول، استقتها من ملمحين دلالين معجمين، يتساوقان مع معطيات الواقع التعليمي المعيش، الذي يطلب وعيا استباقيا بماهية التعليم، حتى يرفع عنه ظنون هذا الواقع، وبما ينشر معرفة ووعيا لدى مكونات المجتمع المغربي انقشاعا لكل التباس تحدثه منطوقات الكلام العام الساذج، الذي يرد على لسان البعض، وينساق من ورائه بعض المسؤولين! وبما يحقق من جهة أخرى كينونة أهل التعليم المستقلة والمستنيرة والفاعلة. منطوقات تؤسس لمنطق قد يبدو سليما في ظاهره، لا يترك فرصة لمناقشة احتمالية صوابه من خطئه إذا جاء على لسان مسؤول، يعطيه من السذاجة ما يقوي انطباعيته بالحكمة في عالم المعيش اليومي المخضب بعرق الجهد والمعاناة من أجل وجود غير دلالي، خبزي استهلاكي، فرجوي عبثي ... منتوجه عود على بدء!؟
ملمحان، استدعيا عتبة غليظة من البحث والتدقيق في الكائن من أجل الممكن، الذي يلمسه الوجود وجودا ممكنا إن اعتمد على فعلين رئيسيين متلازمين، بينهما سيرورة ممتدة من الأفعال الإجرائية، تتطلب إرادة قوية من الجميع. وهما فعلا الوعي والنقد. حتى يرفعا الملمح الأول، ويصادقا على الملمح الثاني، المعبرين عن:
ـ دلالة الملامة والعتاب الموجه إلى أهل التعليم من السياسي والمجتمع على حد سواء، المحملة مسؤولية تردي ناتج التعليم لأهل الميدان، مشاجب كل إخفاق سياسي وتدبيري وتسيير لهذا القطاع الأساس. وكأن المنظومة التربوية والتعليمية مكونة فقط من أهل الميدان. وأما باقي مكوناتها المباشرة وغير المباشرة فأسقطت من حساب البعض، الذين يحملون الآخرين أوزارهم ويزيدونهم حمل بعير ...
ـ دلالة الغلظة الواقعة في الكلام الكبير والرقيق في أهل التعليم من قبل العارفين بأهميتهم وموقعهم من الفعل التعليمي، ومن قبل الشيوخ المحققين الذين بنوا أدبيات تربوية لبها أهل التعليم لجلالة مهنتهم ونبل رسالتهم. معترفين بمقامهم في الأمم والحضارات. غير متنكرين لهم أو محمليهم أكثر من وزرهم. فهم السادة الذين يجب الاقتداء بهم من حيث إنصافهم لأهل التعليم ـ طبعا هنا لا يدخل في هذا المصطلح كل مريضة عليلة أو شاردة سقيمة ـ والدود عنهم.
من الدلالتين نمتاح ضرورة الوعي المهني عند المدرس، لأنه:
ـ مركز وأساس الفعل التعليمي المؤسساتي، وسر نجاحه أو فشله، بل ركن وجوده وقلبه النابض، الذي يحرك سكونه نحو الحياة والنبض والوجود. فموقعه فيه يعادل موقع المتعلم والمنهاج ومتطلبات الإنجاز بنفس الدرجة والقيمة والنوع أو أكثر. لذا ( عرفت أمم وبلدان كثيرة عظم شأن المعلم وسمو مهنته، فسعت إلى توفير وسائل الراحة وأسباب الحياة الكريمة له، وعملت على تحسين أوضاعه المادية، وخففت من أعبائه التدريسية، وسهلت له سبل الترقي الوظيفي والأكاديمي والمهني، وأحاطته بالعناية والرعاية، ووهبته مكانة اجتماعية مرموقة تليق به، وهيأت له ظروف عمل ملائمة ومريحة، مما أسهم في كثير من الأحيان في تطوير تلك الأمم والبلدان وتسريع تقدمها، وزيادة فاعلية المعلمين وكفايتهم وإنتاجهم، وضمان تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المرسومة ) . فانطلق من هذا نحو تحمل المسؤولية بقدر عال من الوعي والجد لأجل تبويئ مجتمعه مكانة راقية بين المجتمعات. وبذلك وعى مكانته وموقعه ومسؤولياته.
ـ معرفة ماهية المدرس، حيث معرفة الماهية تؤدي بالمدرس أن يعرف الكفايات والسمات والمواصفات والأخلاقيات التي تتطلبها هذه الماهية، والأدوار التي تقوم بها، والمهام المنوطة بها، والمسؤوليات الموكولة إليها. فيستعد للقيام بها لأنها تشكل ماهيته المهنية والمؤسساتية والإنسانية. وإلا، فعندما لا يعرف تلك الماهية يظل متسائلا عنها، وعن مهامه، وعن أدواره ومسؤولياته. بل يظل متسائلا عن واجباته وعن متطلبات هذا الواجب. فيرفض كل ما اعتقد أنه ليس داخلا في واجبه وإن كان واجبا عليه. فهو في ذلك فاقد للهوية المهنية التي تجيب عن سؤال الماهية: من أنا؟ بمعنى: من هو المدرس؟ وأكثر دقة من هو المدرس المغربي؟ فمن يفقد هويته يفقد وجوده، ومن يفقد وجوده، فهو ميت وإن كان حيا يرزق.
ـ معرفة موقعه في الفعل التعليمي التعلمي تؤدي به إلى تقدير هذا الموقع من خلال معرفة منظومة العلاقات الناتجة عن الموقع بمكوناته المباشرة وغير المباشرة. بما يفيد التواصل معها. وهو التواصل مع مكونات الفعل التعليمي التعلمي جزء يسير من المعرفة السوسيو تربوية أو المعرفة السوسيو مدرسية بالمفهوم الشامل، بما هو الفعل التعليمي التعلمي بعد من أبعاد الحقل التربوي الذي ( يعد وفق المنظور السوسيولوجي بنية فرعية داخل النسق المجتمعي العام ) . الذي يتطلب وعيا بالعلاقات البينية السائدة فيه محمولة على ثقافة مجتمعية معينة نحو المدرسة والمدرس.
وبما أن الثقافة المجتمعية فيها الكثير من الالتباسات والمناطق الضبابية بل المناطق السوداء نتيجة ممارسات البعض المرضية، وتوهمات البعض الآخر، وأخطاء البعض الثالث، التي معها ( أصبح رجل التعليم في مجتمعنا الحالي يمر بظروف صعبة ومزرية سواء الاجتماعية والثقافية أو... حيث أصبح نكتة المجتمع ومصدر سخريته، فأضحى من الواجب أن يعيد الاعتبار لنفسه بأن يكون قادرا على العطاء بدون حدود، ويؤمن بسمو الرسالة المنوطة به والتي تحملها بإرادته ورغبته وبكل حرية، فلابد أن يؤمن بأن التعليم ليس كباقي المهن، فلابد أن تكون مهمته التي يحيى لها ويعمل لرفعة شأنها ويحبها من كل قلبه ) ، ويتوجب عليه تحت سقف الضرورة الاجتماعية الدخول في تلك المناطق الملتبسة والضبابية والسوداء لبلورة رؤى أكثر جرأة في تناول القضايا المظلمة من خلال تجليتها ومقاربتها بما يرفع عنها اللبس والضباب والسواد. وذلك من خلال وعي المدرس المهني وما يتطلبه هذا الوعي من تقدير المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه. ومنه يأخذ الوعي المهني للمدرس مساحة واسعة وكبيرة في الدراسات الحديثة. حيث لم يعد توصيف مهام المدرس ودوره المهني، وذكر مواصفاته مبحثا جديدا في علم التربية بقدر ما هو مبحث من المدرسة التربوية التقليدية إن كرر نفس المقولات السابقة للتربويين الرواد. ولكي يتخذ جدته لابد من ربطه بمجموع التطورات الحاصلة في الحقول المعرفية المتدخلة في التربية ومستجدات مجتمع المعرفة والتقنيات والإعلاميات. فـ ( لاشك أن دور المعلم مر بمراحل وتطورات خلال الحقبات التاريخية التي تعاقبت عليه منذ عصر أرسطو وأفلاطون وفلاسفة اليونان وحتى عصر الذرة والحاسوب والأنترنيت. بمعنى آخر لقد تغير دور المعلم تغييرا ملحوظا من العصر الذي كان يعتمد على الورقة والقلم كوسيلة للتعلم والتعليم إلى العصر الذي يعتمد على الحاسوب والأنترنيت. هذا التغيير جاء انعكاسا لتطور الدراسات في مجال التربية وعلم النفس، وعلم النفس التعليمي بخاصة وما تمخضت عنه من نتائج وتوصيات، حيث كانت قديما تعتبر المعلم العنصر الأساسي في العملية التعليمية والمحور الرئيسي لها، ولكنها الآن تعتبر الطالب المحور الأساس وتبعا لذلك فقد تحول الاهتمام من المعلم الذي كان يستأثر بالعملية التعليمية إلى الطالب الذي تتمحور حوله العملية التعليمية وذلك عن طريق إشراكه في تحضير وشرح بعض أجزاء المادة الدراسية، واستخدام الوسائل التعليمية، والقيام بالتجارب المخبرية الميدانية بنفسه، والقيام بالدراسات المستقلة وتقييم أدائه أيضا، لم يحدث هذا التغيير بشكل مفاجئ ولكنه جاء بشكل متدرج ومر بعدة مراحل متداخلة ) . ومنه فالتوصيف لم يعد قائما على المقولات التقليدية بل على المقولات التطويرية.
فالمدرس لم يعد ملقن المتن التعليمي ومشيد المعمار المعرفي والمنهجي والفكري، وإنما ( تغير دور المعلم تغيرا دراميا من متحدث عن العلم إلى موجه إلى العلم ) . وأصبح بقدر كبير مشيدا للإنسان والحضارة والمستقبل. فدوره طلائعي في التنمية البشرية وفي بناء المستقبل. وبذلك يصبح الوعي المهني المدخل الأساس إلى التوجيه إلى العلم، وإلى ذلك البناء والتشييد الإنساني ومستتبعات ذلك ونتائجه. فترى ما هو الوعي المهني؟ وما مستلزماته؟ وبعض تجلياته ونتائجه؟
ـ في المصطلح:
ونجد فيه لغة وعى الأمر والموضوع ... و( وعاه يعيه حفظه وجمعه ) ، وكما هو الفهم. فأجد بذلك المدرس جمع مادة مهنته وحفظها وفهمها على الوجه الأصوب والأكمل، فوعاها بما تقوده إلى الأداء الواعي الفاعل. و( يبدو أن كلمة الوعي أخذت في الاستعمال على نحو مواكب لارتقاء حياتنا الفكرية والثقافية؛ فقد كانت هذه الكلمة تستخدم للجمع والحفظ، على نحو ما نجده في قوله سبحانه: " وتعيها أذن واعية " وقوله: " وجمع فأوعى ". وفي مرحلة لاحقة صارت الكلمة تستخدم بمعنى الفهم وسلامة الإدراك ) .
وأما اصطلاحا؛ يختلف تعريف الوعي من حقل معرفي إلى آخر، إلا أنه لا يعدم بقاء المعانم أو السيمات الأساسية في المدخل المعجمي قائمة في التعريف الاصطلاحي. فقد ( كان علماء النفس في الماضي يعرفون الوعي، بأنه: شعور الكائن الحي بنفسه، وما يحيط به. ومع تقدم العلم، وتعقد المصطلحات والمفاهيم أخذ مدلول الوعي ينحو نحو العمق والتفرغ والتوسع، ليدخل العديد من المجالات النفسية والاجتماعية والفكرية، وصار هناك كلام كثير عن تنمية الوعي وتجلياته، إلى جانب الحديث عن تنشئته وانقساماته، وعلاقته بالخبرة والثقافة والنظام العقلي؛ كما كثرت المجالات التي يضاف إليها الوعي؛ فهناك وعي الذات والوعي الاجتماعي والوعي الطبقي والسياسي ... ) . كما أنهم عرفوا الوعي بأنه ( حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي عن طريق منافذ الوعي التي تتمثل عادة بحواس الإنسان الخمس. كما يمثل الوعي عند العديد من علماء علم النفس الحالة العقلية التي يتميز بها الإنسان بملكات المحاكمة المنطقية، الذاتية (الإحساس بالذات) (subjectivity)، والإدراك الذات (self-awareness)، والحالة الشعورية (sentience) والحكمة أو العقلانية (sentience) والقدرة على الإدراك الحسي (perception) للعلاقة بين الكيان الشخصي والمحيط الطبيعي له ) . وعرفوه ب: ( توافر المهارات التي يحتاجها الفرد لإجراء التواصل مع المعلومات الضرورية لكي تمكنه من التعايش مع المجتمع ) . و ( أما كامبل Campbell فيرى الوعي يتطلب القدرة على الاستماع والقراءة والكتابة والتفكير المنطقي، أي أنها تجسد التعددية، فهي تشتمل على المعرفة الثقافية التي تمكن المتحدث أو الكاتب أو القارئ من إدراك واستخدام اللغة المناسبة للمواقف الاجتماعية المختلفة ... وأما هيل ريتش فقد عرف الوعي بأنه: عبارة عن الكفاية الظاهرة في مهارات الاتصال، والتي تمكن الفرد لكي يعمل باستقلالية وقوة في المجتمع ) .
ويبقى تعريف الوعي منوطا بالحقل الذي يوظف فيه من فلسفة واجتماع وسياسة واقتصاد وتربية ونفس ... ولا يدخل ذكر جميع تعاريف الوعي وفق هذه المجالات في نطاق هذه الورقة، بقدر ما يعنيها إيراد تعريف إجرائي للوعي المهني؛ حيث تحدده ب: " القدرة على التفكير المهني الواعي والمدرك والداري بمختلف مواضيع أنشطته المختلفة الصادرة عن ذات المدرس البيولوجية والنفسية والفيزيولوجية والفكرية، وعن ذاته المؤسساتية المهنية المحددة لهويته المهنية ومتطلباتها وواجباتها وحقوقها. والدراية تعني المعرفة المعمقة والمتينة، بل والخبيرة بالمعرفة الأكاديمية المتعلقة بموضوع اشتغالها، وبالسترجات والعمليات المعرفية والمهنية والتقنية والإجرائية التي يوظفها في أداء مهمته التدريسية والتربوية ".
ـ في أهمية الوعي عند المدرس:
يسمح الوعي المهني للمدرس بالفهم العميق والإدراك الحقيقي لمهنته. كما يمكنه من تشخيص الواقع التعليمي تشخيصا ملتزما بالعلمية والموضوعية والهدفية والغائية، ومن تحديد أولوياته، ورفع اللبس عنه، واكتشاف الزيف فيه من الحقيقة. ويمتاز اشتغاله المهني بالدقة والاحترافية والعلمية والضبط والتخطيط والتنظيم. والاستباقية في الرؤى والحلول للمشاكل. كما يمنحه اليقظة والتبصر تجاه اشتغاله المهني خاصة مع متعلميه في الحجرة الدراسية. كونه يمتاح منه القدرة على قراءة الأشياء والمواضيع والعلاقات والقضايا وتفسيرها، والقدرة على ممارسة النقد الذاتي البناء وبكل شجاعة ودون تــردد أو خوف. وتقدير الأفعال والإجراءات والأشياء تقديرا سليما وفق موقعها ودورها ونتائجها في سيرورة الأداء والإنتاج.
فالوعي يجعل المدرس مقتدرا ومقتحما للمجهول فضلا عن الممنوع، ويوغله في الشك بالمفهوم الديكارتي لكي يحلل الواقع ويقاربه بالأدوات العلمية والمنهجية، التي تؤدي به إلى فهمه الفهم الصحيح والموضوعي والواقعي. ولا يهابه أو يخافه، وصدق من قال: " الذين يخشون المجازفة ويهابون التغيير تبقى حياتهم كشيء خامل لا ينضج أبداً ... كطبيعة تسكن الصقيع بغير ما تعتريها فصول أخرى تتقلب فيها وجوه الحياة ". وبالوعي يبتعد المدرس عن الشعارات المضللة وعن الكلام العام المطلق الذي تخطف أضواؤه أبصار أصحاب النوايا الحسنة والأحاسيس الصادقة، ويبعده الوعي عن الببغاوية والترديد الساذج للمقولات دون افتحاصها بالتحليل والنقد. فالمدرس في ظل الوعي المهني متوقد الذكاء، فطن، مترقب، متوجس، حذق، لا يستغفل ولا يستغل بسهولة. فهو يصغي كثيرا ليستوعب ويدرك جيدا، ويكثر النقاش والحوار ليفهم. حتى ما إذا قام بمهمته قام بها عن علم ودراية وتبصر وفهم وقناعة ورؤية واضحة جلية البداية والنهاية والمعالم والنتائج وباستقلالية. فالوعي المهني للمدرس ينقله من السكونية إلى الحركة. ومن الظلمة المهنية إلى النور المهني. ويمنحه فكرا وعلما وثقافة ذات مستوى أعلى بكثير قياسا إلى ثقافة المجتمع ويكون استباقيا في رؤيته.
فوعي المدرس المهني منبثق من خطورة وظيفته في المجتمع وموقعه في النظام التعليمي. حيث ( إن تطور المناهج وترجمتها إلى واقع النشاط التربوي وتطوير الطرائق والأساليب التعليمية وأساليب التقويم إنما يعتمد على المعلمين من حيث كفايتهم ووعيهم بمهامهم وإخلاصهم في أدائها، لأن المعلم هو عصب العملية التربوية والعامل الرئيسي الذي يتوقف عليه نجاح التربية في بلوغ غاياتها وتحقيق دورها في تطور الحياة في عالمنا الجديد وهو القادر على تحقيق أهداف التعليم وترجمتها إلى واقع ملموس، فهو ركن أساسي من أركان العملية التعليمية، فهو الذي يعمل على تنمية القدرات والمهارات عند التلاميذ عن طريق تنظيم العملية التعليمية وضبطها، واستخدام تقنيات التعليم ووسائله، ومعرفة حاجات التلاميذ وطرائق تفكيرهم وتعلمهم. وهو عنصر أساسي في أي موقف تعليمي لأنه أكبر مدخلات العملية التعليمية وأخطرها بعد الطلبة، هذا بالإضافة إلى الدور الريادي الذي يلعبه المعلم فهو رائد اجتماعي يسهم في تطوير المجتمع وتقدمه عن طريق تربية النشء تربية صحيحة تتسم بحب الوطن والدفاع عنه والمحافظة على التراث الوطني والإنساني وتسليح التلاميذ بطرق التعلم الذاتي التي تمكنهم من متابعة اكتساب المعارف وتكوين القدرات والمهارات وغرس قيم العمل الجماعي في نفوسهم وتعويدهم على ممارسة الحياة الديمقراطية في حياتهم اليومية. وينظر علماء التنمية البشرية للمعلم على أنه يشكل المصدر الأول للبناء الحضاري والاقتصادي والاجتماعي للأمم، من خلال إسهاماته الحقيقية في بناء البشر والحجم الهائل الذي يضاف إلى مخزون المعرفة ) . فالوعي المهني للمدرس يجب أن يكون مادة تكوينية تستنبت في برامج التكوين الأساس للمدرسين، وتكون إحدى كفاياته المهنية.
ـ في تفريعات الوعي:
من الضرورة العلمية والمهنية أن يعلم المدرس بموضوع الوعي بصفة عامة، وبالوعي المهني بصفة خاصة، وبتفريعاته ومستلزماته وأهميته، ليموقع ذاته من الوعي وفيه. ومن ذلك كانت ضرورة معرفة بعض أنواع الوعي كـ:
ـ الوعي العفوي: هو وعي لا يتطلب منا مجهودا عقليا وفكريا كبيرا. يسمح لنا بممارسة أنشطتنا بتلقائية وعفوية.
ـ الوعي التأملي: هو وعي يستدعي صفاء ذهنيا وفكريا وعقليا قويا مركزا على موضوع اشتغاله، مستدعيا ملكات الفرد من ذكاء وذاكرة وإدراك وتخيل ...
ـ الوعي الحدسي: هو الوعي التوقعي المفاجئ الذي يأت بدون موعد، وبدون دليل واستدلال قطعي لإدراكنا لموضوع اشتغالنا. فهو بمثابة وحي آني يشرق في النفس فتدرك مجال اشتغالها دون أن تبرهن عن ذلك بالدليل والحجة.
ـ الوعي الأخلاقي: ويسمى كذلك الوعي المعياري نسبة إلى معايير أخلاقية تسمح بإصدار أحكام قيمة على موضوع اشتغالنا. وتنبثق من مرجعياتنا الدينية والقيم العالمية ومن تكويننا الشخصي وثقافتنا الخاصة والعامة. ومن مدخلات أخرى ليس المجال مجال ذكرها والتوسع فيها. فغالبا ما يرتبط هذا الوعي بشعورنا النفسي والأخلاقي والمهني بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا نحو موضوع الاشتغال في ارتباطه بمكوناته الداخلية والخارجية.
ـ من مفردات الوعي عند المدرس:
تتعدد مفردات الوعي عند المدرس وتتنوع، وتتكامل فيما بينها لتبلور وعيه المهني. ومن بينها نجد التالي:
ـ المفردة الأولى: التمكن الأكاديمي، حيث يوجب عليه ذلك في الحد الأدنى الاطلاع الواسع على الحقول المعرفية المتنوعة التي تدخل في صلب مهنته التدريسية أو التي تتقاطع معها وتتكامل، حتى يعي عن علم وإدراك ومعرفة ودراية موضوع ومجتمع مهنته، الذي يشتغل فيه ومعه ضمن رؤية شمولية في إطار رؤية ماكروية للمجتمع ككل. ويفيد التمكن الأكاديمي معرفة وعلم المدرس بمادته العلمية أو بمواده العلمية التي يدرسها للتلاميذ، وإتقان سترجات وطرق تدريسها، والتحكم فيها بقوة. ومعرفة ببنيتها ووظيفتها وإشكالاتها ومشاكلها. وربط مادته العلمية بواقع الحياة العلمية والمعيشية التي يحياها المتعلم بله المجتمع المدرسي.
والتمكن الأكاديمي للمدرس يتطلب منه كفاية التحليل والتركيب والتفسير لمكونات المادة العلمية ومفرداتها المصطلحية والمفاهيمية ومضامينها العلمية وحقائقها الواقعية ونظرياتها وتطبيقاتها ونتائجها العملية فضلا عن مسايرته المستمرة لأحدث الاكتشافات والتطورات العلمية الحديثة في مادته على الأقل إن لم نقل على مستوى الحقول المعرفية التي تشكل المدخل العملي لفعل التدريس. كما يتطلب منه أن يكون بحاثة يجري التجارب والدراسات على القضايا التي تصادفه أثناء قيامه بواجبه. خاصة على مستوى البحث التدخلي لعائده العملي والفعلي في حل المشاكل.
والتمكن الأكاديمي يتطلب تكوينا أساسا متينا ومتقنا وفاعلا ومتطورا ومرنا مبنيا على مكتسبات المدرس السابقة في مساره الدراسي والجامعي. يستجيب لمتطلبات مهنة التدريس ولمتغيراتها المتسارعة، ويساهم في بناء شخصية المدرس المهنية المستقلة الواعية بذاتها وبغيرها وبمهامها. كما يتطلب التكوين المستمر من خلال نظام تكويني فاعل مبدع، يتماشى وواقع الفعل التعليمي التعلمي في تغيراته وتطوراته. بل تكوين مستمر يغطي فراغات التكوين الأساس ويكملها، ويتعدى إلى الإبداع من خلال رصد الواقع وقضاياه والقيام بالبحث والدراسات الميدانية في أطر نظرية معينة موجهة. ولاستمرار التكوير الأكاديمي لابد من التكوين الذاتي الركيزة الأساس في تحريك وعي المدرس المهني وفي بقائه حيا، فعندما يتوقف المدرس عن التكوين الذاتي، فعليه أن يتوقف بالنتيجة عن التدريس لأن إدامة التكوين الذاتي عبر المستجدات والبحث العلمي والتعاطي مع الدراسات والكتب والتكنولوجيا والمعلوميات والتطورات المتجددة في الحقل التعليمي حياة، ودونها موت للمدرس بل للمدرسة عامة. فقد زعم المفكر نبيل علي في جرده لبعض مظاهر أزمتنا التربوية من منظور معلوماتي عزوفا عن مداومة التعليم قائلا: ( إن أساليبنا التربوية القائمة على التلقين، والتحفيظ، والضغط، والكبت، والقهر، وخنق المواهب تنفر صغارنا من العلم والتعليم، أما كبارنا فقد تولدت لديهم قناعة راسخة بعدم تقدير مجتمعاتهم للعلم والعلميين، والعلم بأصحابه مهان مهمل رغم حملات النفاق له إعلاميا وسياسيا ... يعد التعلم المستمر إحدى السمات الأساسية للتربية في عصر المعلومات ) . والتكوين الذاتي يقوم على التكوين الأساس والمستمر المنتظمين في الزمان والمكان، لأنهما مدخلان لحافزية المدرس على التكوين الأكاديمي. الذي لابد أن نجسره بالجامعة وبمراكز بحوثها، لنفتح الآفاق أمام المدرس، ونحفزه على التكوين الأكاديمي المتجدد. ونجعل من التكوين المستمر مدخلا للترقية المهنية مقابل جعل نشر البحوث والدراسات التي يقوم بها المدرس أوسمة شرف على صدر الوزارة ومؤسساتها المختلفة، تستحق منها التحفيز المادي والمعنوي والاستثمار في تطوير المنظومة التربوية والتكوينية.
ـ المفردة الثانية: التمكن المهني، ويعني حسن المدرس تبليغ المعرفة إلى المتعلم وسيطا معرفيا، بناء على أفكار متسلسلة ومتضامنة ومتكاملة ومنطقية البناء والمنهج في المتن التعليمي، تسمح للمتعلم بالتفكير بمختلف أنواعه وبالبحث العلمي ضمن أطر من التشجيع والتحفيز والاستمرار في التعلم. كما يعني فتح باب المناقشة أمام متعلميه وترحابه بوجهات النظر الأخرى بمعنى إلمامه بالتواصل وطرقه، في إطار إلمامه العام بطرق التدريس وكيفية توظيفها واستخدامها حسب مقتضيات ومتطلبات ومستلزمات التعلم وفق المواد الدراسية.
والتمكن المهني؛ يفيد تمكن المدرس من البيداغوجيات الحديثة التي توظف في الديداكتيك من البيداغوجيا الفارقية وبيداغوجيا الخطأ ... وكذلك التمكن من مجموعة من الكفايات الأساسية كما هي واردة في الأدبيات التربوية من قبيل أن يكون المدرس مسؤولا عن العلاقات وتقنيا وباحثا ومقوما وشخصا مصدرا، حيث مسؤولية العلاقات تستدعي تمكنه من التنظيم والتنشيط، والتقنية تتطلب منه أن يكون منتجا ومستعملا للتقنية، والبحث يستوجب أن يكون مجربا ومختبرا وإكلينيكيا، والتقويم يتطلب منه أن يكون مراقبا ومستشارا، والمصدرية تستدعي أن يكون خبيرا ومنهاجيا.
وكل كفاية وتفرعاتها ومتطلباتها تؤدي حتما إلى إتقان الفعل التعليمي من قبل المدرس. فمثلا: إكلينيكية المدرس تسمح له بتحليل الموارد، وتحليل التطبيقات، وإدارة المشاريع مقابل مختبريته التي تمكنه من خلق وإبداع وابتكار وضعيات التعلم، ومن إجراء الديداكتيك، وملاحظة المتعلمين ... وهذه الكفايات هي التي تجعل المدرس متمكنا مهنيا من التدريس وتخطيطه وتنفيذه وتقويمه ومعالجته واستثمار نتائجه. مقابل ( أن يكون المربي صبوراً، متفهماً لظروف الدارسين المادية والاجتماعية، ملماً إلماماً تاماً بمادة تدريسه، مثقفا، لديه خبرة في التدريس، منضبطا مخلصا ... لديه انتماء ورغبة في التدريس ... ذو أسلوب تربوي حديث، مواكب للمستجدات، يجيد المصطلحات، يأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية ... يشجعهم، ويعطي لهم الأمل ويحفزهم ) .
والتمكن المهني لا يوجد من تلقاء نفسه لدى المدرس وإنما لابد من التكوين الأساس المتين. ( وهذا معناه أنه ليس بإمكان أي فرد تحصل على قدر من المعرفة في ميدان تخصص معين مهما بلغ مستواه أن يعمل كمدرس إلا إذا توفر عنده الإعداد التربوي المهني الذي يعطيه المهارات الضرورية للعمل كمعلم ) . فـ ( التربية المهنية، هي التي تعطيه قدرا من المعرفة النظرية في الأصول والأسس التربوية، وكيفية تحويل هذه المعرفة إلى مهارات عملية يستخدمها المدرس في المواقف التعليمية الحقيقية ) . والتكوين الأساس هو المدخل الرئيس المؤهل للقادر التعليمي الذي يجيد فعله التدريسي. ويكسبه تلك الكفايات المهنية التي سيستخدمها في أداء مهامه. خاصة وأن فعله أصبح يمركز المتعلم ويستهدفه حيث ( أصبح دور المعلم يركز على إتاحة الفرص للطالب للمشاركة في العملية التعليمية والاعتماد على الذات في التعلم، والتركيز على إكسابه مهارات البحث الذاتي والتواصل والاتصال واتخاذ القرارات التربوية المتعلقة بتعلمه. لقد أصبح دور المعلم يركز على دمج الطالب بنشاطات تربوية منهجية ولا منهجية متنوعة تؤدي إلى بلورة مواهبه وتفجر طاقاته وتنمي قدراته وتعمل على تكامل شخصيته ككل. دورا يتيح للطالب فرصة التعرف على الوسائل التقنية والاتصالات وكيفية استخدامها في التعلم والتعليم. دورا يساعده على الرجوع إلى مصادر المعرفة المختلفة من مكتبات ومراكز تعليمية ووسائل إعلام واستخراج المعلومة اللازمة بأقل وقت وجهد وتكلفة. والأكثر من ذلك فقد أصبح دور المعلم يركز على إدماج الطالب في العملية التعليمية لا أن يلقنه المعلومات، دور يجعل من الطالب مبتكرا خلاقا قادرا على الإنتاج والإبداع، مؤهلا ومدربا مزودا بمهارات البحث الذاتي، قادرا على استخدام الحاسوب وشبكة الإنترنت العالمية، ذا شخصية قوية منسجمة جسميا وعقليا واجتماعيا ووجدانيا وثقافيا، وقادرا على مواجهة أعباء الحياة ومجابهة التحديات والوقوف أمام تحديات العصر بكل ثقة واعتداد ) . ولن يتأت هذا للمدرس إلا إذا انتقل من محور الفعل التعليمي كما هو قائم حاليا في المدرسة المغربية إلى الوساطة المعرفية والديداكتيكية والسوسيولوجية وفق ما تطرحه الدراسات المعرفية.
وقد ترجمت في شأن الكفايات المهنية للمدرس عجلة الثلاثين كفاية لـ: " André de PERETTI" كالتالي :
1ـ مصمم معارف/ قيم/مهارات/سلوك: *خبير: ـ يتعلم المعقد/ فهمه/ تعليمه ... ؛ ـ يحاضر ؛ ـ يفكر في تكوينه.
*ديداكتيكي: ـ يعطي نصيحة تتعلق بالطرق ؛ ـ يحدد الأهداف ؛ ـ يوجه بحث للتوثيق.
2 ـ باحث: *مشخص/ معالج: ـ يحلل المحتوى ؛ ـ يحلل التطبيقات ؛ ـ يوجه المشاريع ويقودها.
*رجل تجربة ( مجرب ): ـ يلاحظ التلاميذ ؛ ـ القيام بالديداكتيك ؛ ـ يخلق ويبدع مواقف التعلم.
3 ـ مسؤول عن العلاقات: *منظم: ـ ترشيد حصة ؛ ـ يكون مجموعات ؛ ـ إدارة العلاقات.
*منشط: ـ يوجه ويربي ؛ ـ الاشتغال في مجموعات ؛ ـ يدبر عقود دراسة.
4 ـ مقوم: *مراقب: ـ يضمن الأمن ؛ ـ حارس البرامج ؛ ـ يحصل الأعمال ويجمعها.
*مستشار: ـ يوجه العمل الفردي أو الذاتي ؛ ـ يضبط الاحتياجات ؛ يتوقع الانتظارات.
5 ـ تقني: *مخرج/منفذ: ـ تحديد متواليات العمل ؛ ـ ويخلق ويبتكر أدواته ؛ ـ إعداد خرجة أو تكوين.
*مستعمل/موظف: ـ استعمال الوسائل السمعية البصرية ؛ ـ استعمال تكنولوجيا المعلوميات والتواصل التربوي TICE ؛ ـ يستعمل الوسائل ويفعلها.
وقد أشار الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتقرير المجلس الأعلى للتعليم إلى بعض الكفايات المهنية المؤسسة لمهنة التدريس كالكفاية المعرفية والمنهجية والبيداغوجية والتواصلية والحقوقية والبحثية والتدبيرية ... وطالب بتجديد التكوين الأساس واختيار المدرسين على أساس المادة 134 والفقرة " أ " من المادة 135 . وأقر ذلك تقرير المجلس الأعلى بقوله في الكفايات المهنية عبر مداخلات الشركاء الاجتماعيين: ( تكون الكفايات المهنية مثلوثا أساسيا، قد يعتبر أهم مثلوث بالنسبة للممارسة التعليمية ـ التعلمية وهو: " المشاريع ـ الأفعال ـ الكفايات " "les projets – les actes – les compétences". المشاريع: هي التي تعطي معنى للأهداف والغايات التي يحددها المدرس لأفعاله " مشروعه الشخصي في إطار مشروع المؤسسة ". الأفعال: التصرفات كمدرس " مساعدة التلاميذ في تعلمهم وكذلك في تدبير المجموعة، والعمل في فريق مع الزملاء ... ". الكفايات: المعارف والتمثلاث والنظريات " الشخصية " الشيمات les schèmes المعبأة من أجل حل مشاكل في وضعية العمل ) . وحصر أهم مواصفات المدرس في الجانب المعرفي والمهني والإداري والأخلاقي .
ـ المفردة الثالثة: المواصفات الشخصية التي تجعل المدرس جذابا وقويا ومتزنا ومؤثرا في التلاميذ من قبيل: الصوت الواضح والمسموع أثناء التدريس، ونظافة وحسن المظهر واللباس اللائق، والبشاشة في وجه المجتمع المدرسي بما فيه مجتمع القسم، والاتزان في ردود الأفعال وفي التدخلات والمواقف والسلوكيات، منظم في حياته الخاصة والمهنية والاجتماعية، ويحب النظام في كل شيء، ويشربه للمتعلمين من خلال تنظيم الحجرة الدراسية. كما أنه محترم لثقافة المجتمع المدرسي وعاداته وتقاليده الحسنة، يقبل الرأي الآخر، ويناقش في هدوء تام وفي وضعية مريحة، يبتعد عن مواطن الشحن والاحتقان، يبدي تفهما للآخر ... فهو موسوم ب ( الدفء في المعاملة الشخصية، متفهم لغيره، معشري، يقدر المسؤولية، منظم في سلوكه وعلمه، له القدرة على استثارة غيره، ويتمتع بقدر طيب من المبادرة والإبداع ) .
فالمواصفات الشخصية سواء المؤسساتية التي يطلبها النظام التعليمي أو الخاصة التي يرتديها المدرس لنفسه تؤثر بقوة في المتعلم، والوعي بها يشكل رافدا مدعما للفعل المدرسي إيجابا أو سلبا وفق نوعية الوعي بها. ذلك أن ( المعلم يقوم بدور أساس في تنفيذ المنهاج من خلال عملية التدريس، وتجسيد فلسفة المنهج، فقد نادت الدراسات المعاصرة في مجال التربية العلمية، بضرورة مسايرة المعلم للتطورات الحادثة في مناهج العلوم، خاصة وأنه لا يقوم فقط بنقل المعرفة وشرحها، ولكنه يقوم أيضا بنقل موقفه منها، ونتائجها الشخصية ومعانيها الضمنية له ) . فكم من مدرس كره المادة الدراسية للمتعلم من خلال موقفه منها، كأن يعتبرها فائضا عن الحاجة كما هي التربية التشكيلية عند البعض أو كما هي التربية البدنية في المدرسة الابتدائية، والتربية الإسلامية في بعض الممارسات الصفية. في مقابل؛ كم فتح من مدرس آفاق المادة الدراسية أمام المتعلم بتحبيبها له انطلاقا من موقفه الإيجابي منها. لذا فالشخصية المتزنة والرزينة والمتوازنة للمدرس سبيل نجاحه في التدريس، حيث تمنحه سلطة معرفية تجذب المتعلم وتشده إليه وإلى التعلم.
هذا؛ وترتبط سلطة المدرس المعرفية بشخصيته وبكفاياته الأكاديمية والمهنية والأخلاقية وباجتماعيته وتواصله مع المتعلمين. والوعي بها هو وعي بالحياة اليومية للفعل التعليمي وللمتعلم وللنسق التربوي الذي يمارس فيه المدرس مهنته. إذ السلطة المعرفية هي المدخل الحقيقي للتعليم والتعلم من حيث كون المدرس قدوة المتعلم خاصة في صغره. يقتدي به في كل شيء.
ـ المفردة الرابعة: المنظومة الأخلاقية للمدرس، وهي مجموع المعايير السلوكية الرسمية وغير الرسمية التي يوظفها مرجعا أساسيا أثناء أدائه الوظيفي. وفيها نميز ما بين الأخلاق العامة كونه إنسانا أولا وقبل كل شيء، ثم الأخلاق المهنية التي تضعها المؤسسة، وهما بعدان من الأخلاق يتكاملان فيما بينهما، ويرميان إلى نفس النتيجة. وقد أصل المسلمون الأوائل هذه الأخلاق وعرفوها، وجمعوها في كتب أدب طلب العلم. ويطول المقال بسردها. لذا، سنذهب فقط إلى القول: أنه ( يتعين على المعلم أو الأستاذ أن يكون ملتزماً أخلاقياً لأنه القدوة الدائمة أمام طلابه. إنه نموذج حي ويتحرك، يشــــاهده الطـــــلاب والآبــــاء والزملاء، ويتأثرون مباشرة به. إنك إذ توظف المعلم فإنك توظف أخلاقه معه ) . ومنه؛ فوعي ذلك، يؤدي إلى الالتزام بالأخلاق. لأنه؛ في المسألة الأخلاقية لا يمكن الاكتفاء بمعرفة حجم ونوع آثار الأخلاق على التصرفات والسلوكيات، والتيقن بأنها ستخلق البيئة الأخلاقية في المدرسة وفضائها، وإنما تتطلب الوعي الذي يقود إلى الالتزام بها. بمعنى أن يصاحب المعرفة الخلقية ما نحققه من وعيها. وهو ما يستدعي الالتزام الخلقي على مستوى الفرد ( المدرس ) وعلى مستوى الجماعة ( المكونات البشرية للمدرسة بما فيها من متعلمين )، فيقبل المدرس في ظل وعيه بها وبتأثيرها وأثرها على تحمل المسئولية بشأن أخلاقياته فردا، وبشأن أخلاقيات المدرسة جماعة.
وأخلاق المدرس الحميدة هي الحصن الذي يحميه من الطيش والتيه، ومن التعاطي مع سفاسف الأمور. وتسمح له بغرس القيم في متعلميه، ومراعاة مشاعرهم وشعورهم ووجدانياتهم، وهي الضامن لمحبته ولتقديره من قبل متعلميه وأوليائهم والمجتمع، وهي التي تجعله تاج الرؤوس ومقصد النفوس ... وقد عدد بعضهم هذه الأخلاق في: الأمانة، والتواضع، والتفاؤل، والتقوى، والإيجابية، والصدق، والصبر، والورع، والإيخاء، واللطف، والمثابرة، والقيادة المقتدرة الرشيدة، والاستقرار النفسي، والإبداع، والعطف، والمرونة، والجد، والعدل، والشجاعة، والعفة، والابتعاد عن سوء الخلق الذي مصدره الشهوة والظلم والجهل والغضب. وهي كلها أخلاق تزين المدرس وتضفي عليه هيبة ووقارا واحتراما وتقديرا. وقد جمعها قول القائل: ( لذا وجب على المعلم أن يكون فعله مطابقا لقوله فليكن كما يجب أن يكون أبناؤه و ليفعل ما يلزم أن يفعلوه، و ليترك ما يلزم أن يتركوه و ليبدأ بإصلاح نفسه قبل إصلاح أبنائه. فإذا عظم قويت رغبتهم فيه. ولابد أن يكون المعلم مائلا إلى أبنائه محبا لهم، شفيقا عليهم، شغوفا بتكميلهم كالوالد الأحق بولده اقتداء بمعلم الأنام عليه الصلاة و السلام حيث قال: " إنما أنا لكم مثل الوالد لولده " يتبع اللين القلبي لطف الجانب و بشاشة الوجه ولين القول. قال بعض الحكماء " البشاشة مفتاح القلب " لأن المعلم ذو الوجه العبوس لا يكسب الناس، علما ولا أدبا بسبب نفورهم عنه وعدم ميلهم إلى جانبه ويؤثر ذلك على أخلاقهم فتنحل، قال تعالى: " ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك " و قال تعالى : " ولا تستوي الحسنة و السيئة ادفع بالتي هي أحسن " فيجب أن يكون المعلم حكيما متبصرا يضع الأمور في مواضعها عارفا كيف يأخذ المتعلمين حتى يبلغ بهم إلى الضالة المنشودة والغاية المقصودة عالما بوسائط التربية والتأديب ) . غير أن الإيمان بهذه الأخلاق في زمن العولمة وفي المجتمعات المتخلفة أمر يناقش عند البعض الذي يراها طوباويات لا يمكن تحقيقها في الواقع. وإن كان واقع المجتمعات المتقدمة يشي بخلاف ذلك!
وقد تعددت الدراسات في مجال الصفات والكفايات المتطلبة في المدرس، وأجمعت على أن البعد الأخلاقي للمدرس بعد قائم وأكيد في شخصيته كرهنا أم أحببنا، لأن بعد القيم الأخلاقية هو بعد إنساني ينشأ مع الإنسان منذ صغره عبر التنشئة الاجتماعية والتربية، بعيدا عن نوع وكم القيم الأخلاقية التي تستدخلها الإنسان في تكوين شخصيته. ولذلك عمل الدين الإسلامي كما الديانات السماوية، وحتى منظومة القيم الأخلاقية العالمية والكونية المصرح بها، على أن تكون هذه القيم إيجابية وحميدة، تظهر البعد الحسن والإيجابي في الإنسان. كما أن المدرسة من خلال المدرس تعمل على غرس هذه القيم الأخلاقية في المتعلم منذ أول يوم يلج فيه المؤسسة التعليمية. فنجاح المدرس في ذلك من نجاح وعيه بها والتزامه بتطبيقها في حياته الخاصة والعامة والمهنية، والعمل على الارتقاء بها إلى الأفضل.
ولأهمية المنظومة الأخلاقية للمدرس خاصة، ولمهنة التدريس عامة، خصصت الدول والمنظمات لها إعلانات ودساتير وقوانين، يحتكم إليها في أداء المهام التدريسية أو التدبيرية للمؤسسة التعليمية. فعلى سبيل المثال، فقد صدر في المغرب ميثاق أخلاق الموظف، كما صدر إعلان مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية لأخلاق مهنة التعليم سنة 1405هـ في مؤتمره العام الثامن، الذي انعقد في الدوحة بدولة قطر، والإعلان يتكون من عشرين بندا أو فصلا.
المفردة الخامسة: التمكن من التفكير الناقد، حيث لا تستقيم العملية التعليمية التعلمية إلا به. والنقد يسمح للمدرس بحل المشكلات اليومية التي تواجهه في الأداء الصفي، وعلى مختلف مستوياتها الموضوعية أو النوعية أو الكمية، مما يسمح له بإصدار الأحكام على المعلومات والمفاهيم والأفكار والتصورات والقوانين والنظريات المدرسة من حيث صحتها أو علتها أو صدقها أو كذبها أو عموميتها أو خصوصياتها أو قابلية تطبيقها أو عدمه ... ومن حيث اتساقها وانسجامها وتماسكها منطقيا وعقليا داخليا وأهميتها خارجيا، ومن حيث طريقة ومنهج أدائها وبنائها عند المتعلم، وغير ذلك من حيثيات قوة أو ضعف الموضوعات المطروحة. وهو الأداء الصفي بذلك النقد يطرح على نفسه وعلى موضوعه وعلى الآخر عدة أسئلة جوهرية كاشفة، لأن ( العقلية النقدية لا تقبل الأمور و الحوادث كما تروى لها ، و لا تسرع إلى تصديقها ، بل تعرضها على ميزان العقل ومحك التجربة لتتحقق من مدى صحتها أو خطئها . لذا ألح ديكارت في قاعدته المشهورة " البداهة "على ألا يسلم المرء بأمر أنه حق ما لم يتأكد بالبداهة أنه كذلك ) . الشيء الذي يعين المدرس على القراءة الفاحصة والكاشفة لممارسته الصفية ولمادة درسه المدرسي. والنقد هو الذي ينمي الوعي بالمسؤولية الملقاة على المدرس نحو التلاميذ، ونحو الفعل التعليمي التعلمي مقابل إدامة تساؤل المدرس حول فعله التدريسي بمجموعة من علامات الاستفهام بدء بالنجاح في المهمة إلى الفشل فيها، الأسباب والدواعي، الإيجابيات والسلبيات، النتائج، الآفاق، الجديد ... والنقد هو الذي يديم نمو الفكر والعقل لأنه منبع التساؤل، والتساؤل منبع البحث، والبحث منبع التطور، والتطور منبع النمو. وقد قال مصطفى السباعي في كتابه " هكذا علمتني الحياة ": لا ينمو العقل إلا بثلاث: ( إدامة التفكير، ومطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجارب الحياة ). واليقظة هنا أس الانبعاث من الركام الكمي المهمل بين الكائنات الحية المتقدمة. والتفكير الناقد أجده مفقودا في الممارسة الصفية، التي تنحو نحو التقليد والمألوف من الممارسات الفكرية والأدائية، ما جعل المؤسسة التعليمية تكرر نفسها مع ذاتها ونتائجها.
والتفكير الناقد هو المقتحم للمجهول، والمغامر في حقول التجريب، والناجح في التجديد والتطوير والإبداع. فهو المتصدي بقوة للفكر السلبي المسيطر على الممارسة التقليدية، والمحارب للوهم الساذج وللخرافة في الفكر التعليمي، والمنقذ من ظلال السياسات والبرامج والمناهج والكتب الخاطئة في التأسيس والمسار والتطبيق والنتائج. لذا، لابد للتربية الجديدة أن تتبناه وترعاه وتفعله في مفاصلها من خلال المدرس والمناهج، كما عليها ( أن تتصدى للروح السلبية بتنمية عادة التفكير الإيجابي، وقبول المخاطرة وتعميق مفهوم المشاركة، والتصدي للسلطة بأنواعها دون إشاعة الفوضى، فلا وجود في مجتمع المعلومات للقبول بالمسلمات، والاقتناع السلبي الذي هو نوع من الجبر. إنه عصر التجريب وقبول القضايا الخلافية، والتعليم من خلال التجربة والخطإ، والتعامل مع المحتمل والمجهول، والاحتفاء بالغموض واستئناس التعقد وعدم الاستسلام لوهم البساطة الظاهرة. إن علينا أن ننمي النزعة الإبستيمولوجية لدى إنسان الغد ـ كما طالبنا سيمور بابيرت ـ بحيث يدرك كيف تعمل آليات تفكيره، وذلك بجعله واعيا بأنماط التفكير المختلفة، وذا قدرة على التعامل مع العوامل الرمزية، بجانب العوامل المحسوسة دون أن يفقد الصلة التي تربط بينهما، فكما نعرف تتضخم أهمية الرموز والمجردات مع تقدم الفكر الإنساني، بصفتها وسائل لا غنى عنها في إدراك حقيقة الظواهر، وتنمية الفكر وتمثل المعارف والمفاهيم المعقدة ) .
وتبقى مفردات أخر مؤسسة للوعي المهني للمدرس كمفردة التمكن من الفكر المبدع والفكر القانوني التشريعي والحس الاجتماعي والقراءة المستقبلية لمآل التطور المجتمعي والإنساني ... وقد عبرت عن بعضها مداخلات الشركاء الاجتماعيين في دورة فبراير 2008 للمجلس الأعلى للتعليم في حديثها عن ماهية المدرس، حيث قالت: ( المدرس إنسان، ومن حيث هو إنسان فعليه الاتصاف بصفات الإنسانية المرتكزة أساسا على احترام الغير والرأي الآخر. المدرس مواطن، وعليه التحلي بروح المواطنة والشعور بالانتماء إلى الوطن وشعب بحيث يصبح ـ إذا لم يكن كذلك من قبل ـ مدافعا على رموز الوطن الدينية والوطنية والنظامية. المدرس موظف، يعرف الموظف حسب القانون الإداري بأنه شخص يعين ويرسم ويرقى في مراتب الوظيفة العمومية. إلا أن وظيفة التدريس لا تنحصر في هذه الخاصيات الثلاث للموظف ... ) . وهو الأمر الذي أقره تقريره حين الحديث عن الواجبات المهنية للمدرس والمكون التي تستند إلى: ( * الالتزام بالقوانين المنظمة للمهنة وبالقيم والقواعد المتعارف عليها مع إعطاء القدوة؛ * الالتزامات المهنية والبيداغوجية في إطار وضعية المهننة بين الاستقلالية والمسؤولية والمحاسبة؛ * الالتزام بالمشاركة في بلورة وتفعيل مشروع تنمية المؤسسة وفضائها وتنشيط الحياة المدرسية؛ * الالتزام بأخلاقيات وميثاق المهنة؛ * الانخراط الفعال في الارتقاء المطرد بجودة التربية والتكوين، وضمان المساواة وتكافؤ الفرص أمام جميع التلاميذ والطلبة والمتدربين في التعلم والتكوين والتربية والتقويم ) . ما يساهم في جودة أدائه، ويحسن ناتجه التدريسي، ويساهم في تجديد معتقداته واتجاهاته نحو طبيعة مهمته، وطبيعة رسالته وغاياتها ووسائلها. فيساهم في حركات الإصلاح والتجديد التربوي التي تشهدها منظومتنا التربوية عن دراية ووعي وعلم ومعرفة ولا يقاومها مقاومة مجانية اعتباطية؛ فضلا عن انخراطه في إصلاح المجتمع وتطوره ونموه في ألفية المعرفة.
ـ السعي إلى التحدي:
في ألفية المعرفة، يزداد وعي الشعوب والدول بدور المعرفة المحوري في التنمية البشرية والاقتصادية والحضارية كمصدر قوة وثراء ونماء، حيث ( المعرفة قوة والقوة أيضا معرفة ) . ( فالمعرفة التكنولوجية عموما، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بوجه خاص، هي مصدر القوة الأساسية التي ترتكز عليها عولمة هذه الأيام، المتمركزة حول الاقتصاد القائم على التكنولوجيا. أما المسار المنعكس لكون القوة معرفة فيقصد به أن القوة القادرة على توليد معرفة تساندها، وتوفر لها أدوات سيطرتها ) . وفي ظله يزداد الوعي يوما بعد يوم بأهمية دور المنظومات التربوية والتكوينية في هذه التنميات، لكونها الأساس في صنع بنيات مجتمع المعرفة والاقتصاد، مما يرفع التحدي أمامها، وبالتالي أمام هيئة التدريس. ونعلم يقينا أمام اختلالات المنظومة التربوية والتكوينية المغربية التي تشهد كغيرها من المنظومات التربوية العالمية تحولات تاريخية طبيعية وموضوعية، وتعرف منعطفا خطيرا وحاسما في وظيفتها، وفي أطروحاتها وغاياتها ووسائلها ومناهجها، وفي مستقبلها ومستقبل العنصر البشري والدولة والمجتمع تبعا ونتيجة. قلت نعلم يقينا أن ذلك يتطلب من أهل التربية والتكوين عامة والمدرس خاصة رفع التحدي الوازن والواعد والطموح أمام الرهانات المستقبلية للتربية والتكوين لكسبها وأمام متطلبات مجتمع المعرفة، الذي لم يعد يقبل بالسكون والتقليد والاستيراد، وإنما بالإبداع والابتكار والتطوير الذاتي. فـ ( لقد ولى إلى الأبد عصر البساطة والسكينة، وكتب على الإنسان ركوب الصعاب ) . لذلك؛ فـ ( هل نحن قادرون أن نمعن النظر في الرهانات التي يطرحها المستقبل، وما يكفي من العزيمة لمجابهة التحديات التي تنتظرنا؟ بيد أن معالجة المسألة تتطلب الإحاطة بمجموعة من المعطيات والمتغيرات والسياقات التي ينبغي استحضارها. فمن المهم معرفة ما هي التحديات التي سيواجهها المغرب في هذا القرن الجديد، ومعرفة الرهانات ذات الأولوية الكبرى التي ينبغي العمل على الفوز بها. وصحيح أنه ليس هناك ما يدعو إلى الإحباط في هذا القرن الجديد أكثر من رصيد مثقل بالجهل والأمية والتخلف. غير أن النزعة الإرادية ـ إن توفرت ـ بجعل المجتمع قادرا على أن يكون في مستوى ما ينتظره من رهانات وتحديات ... إن إطلالة القرن الجديد، تضعنا في مفترق الطرق وتجعلنا أمام خيارين، فإما أن نقتحم عالم الغد ونحن مؤهلون لكسب رهاناته، وإما أن نجد أنفسنا في خضمه ونحن مازلنا نتخبط في التخلف. والحال أن المجتمع لا يمكنه أن يتقدم أو يتطور إلا إذا كان في موقع يسمح له بذلك. إلا أن المجتمع الأمي يقف حاجزا منيعا أمام بناء المستقبل وتحقيق الطفرة المأمولة ... وعليه فإنه من العبث أن نتصور بناءا لهذا المستقبل ما لم نضع أنفسنا في اتجاه معالجة المسألة التعليمية بكاملها ) . والمعالجة لن تتم إلا إذا انخرط فيها المدرس بكليته. فهو لم يعد موظفا فقط وإنما خبيرا بوعيه. فالوعي هو الذي يضمن له ربح التحدي وكسب الرهانات. فهل سيرفع التحدي مهما كانت الحواجز والصعاب والعقبات؟ ومن ثمة يكون رائعا، فالرائعون كما قيل هم فقط " من يضيفون للحياة لمسات الجمال! وهم ناذرون كالألماس، فقط نشعر بهم ولا نرى أياديهم! " وبالله العون.
مسرد المراجع
• المراجع الورقة:
ـ الفيروزآبادي، القاموس المحيط، دار الجيل، بيروت، لبنان.
ـ د. يزيد عيسى سورطي، المشكلات التي تواجه المعلمين العرب وحلولها، المجلة العربية للتربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1418/1997، المجلد 17، العدد2.
ـ د. مصطفى محسن، رهانات تنموية: رؤى سوسيو تربوية وثقافية نقدية، سلسلة شرفات 33، منشورات الزمن.
ـ د. أفنان نظير دروزة، دور المعلم في عصر الإنترنت والتعليم عن بعد، المجلة العربية للتربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1420/1999، المجلد 19، العدد2.
ـ د. سعيد أحمد اليماني ود. نبيل عبد الواحد فضل، اتجاهات المعلم نحو مناهج العلوم بمملكة البحرين، مجلة العلوم الإنسانية، كلية الآداب، جامعة البحرين، شتاء 2003، العدد7.
ـ د. عبد الكريم بكار، تجديد الوعي، دار القلم، دمشق، سوريا، 1421/2000، ط1.
ـ د. موضي بنت ابراهيم الدبيان، تنمية اتجاهات الوعي المعلوماتي الرقمي لدى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتأثيرها على تطوير البحث العلمي، مجلة دراسات المعلومات، جمعية المكتبات والمعلومات السعودية، 1432/2011، العدد 10.
ـ ذة، بدرية المفرج وعفاف المطيرى ومحمد حمادة، الاتجاهات المعاصرة في إعداد المعلم وتنميته مهنيا، وزارة التربية، وحدة بحوث التجديد التربوي، دولة الكويت، 2006/2007.
ـ د. نبيل علي، العرب وعصر المعلومات، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1994، العدد 184.
ـ د. عمر بشير الطويبي، التدريس والصحة النفسية للتلميذ، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، مصراته، ليبيا، 1401/1992، ط1.
ـ اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين، الميثاق الوطني للتربية والتكوين، المملكة المغربية.
ـ المجلس الأعلى للتعليم، المملكة المغربية، حالة منظومة التربية والتكوين وآفاقها، هيئة ومهنة التدريس، 2008،الجزء 4.
ـ د. صديق عفيفي، أخلاق التعليم بين الطالب والمعلم، مركز طيبة للدراسات التربوية، السعودية.
ـ د. نبيل علي، العقل العربي ومجتمع المعرفة، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2009، الجزء1،العدد 369.
ـ د. العربي وافي، أي تعليم لمغرب الغد، منشورات مجلة علوم التربية ـ 1 ـ، المغرب، 2005، ط1.
• المراجع الرقمية:
ـ ذة. أم الزهراء شيماء، من أجل وعي ذات المدرس، http://www.profvb.com/vb/t107920.html#post597558
ـ http://ejabat.google.com/ejabat/thre...18da9e7d&pli=1
ـ رشا الشال، أخلاق المعلم مع طلابه، http://hosnimubarakschool.ahlamontada.net/t423-topic
ـ رياض الزعبي، التفكير الناقد،http://www.moe.gov.jo/school/hamza/tfkiphath.htm

][/SIZE]






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=961435
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 04:50 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd