الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الإبداعات الأدبية الحصرية > القصة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2018-10-10, 21:24 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي من روّاد القصة العربية: محمود تيمور بين الرومانسية والواقعية١894-١٩٧٣



من روّاد القصة العربية: محمود تيمور بين الرومانسية والواقعية1894-1973
(ظ،)...في عودة المؤرخ الأدبي إلى المصادر والمراجع من كتب ودراسات ورسائل جامعية واستفادته من معلومات (الشابكة) وتعدّد مواقعها يلحظ إجماع النقّاد العرب على أن الأديب المصري (محمود تيمور ظ،ظ¨ظ©ظ¤ – ظ،ظ©ظ§ظ£). يُعدُّ أحد الروّاد الأوائل لفن القصة العربية ومن أشهر قصّاصي جيله في مصر، وقد عالجت أعماله القصصية موضوعات مختلفة تدور حول قضايا عصرية واجتماعية وعاطفية أو تراثية مستمدة من تاريخ العرب القديم أو تاريخ الفراعنة، حتى لقد زاد عدد ما أصدره من قصص وروايات ومسرحيات وكتب أخرى على خمسين عملاً، وكان لذيوع صيته أثر في كوكبة من الأدباء العرب في زمن دفع بعضهم للنسج على منوال أقاصيصه ومحاكاة أسلوبه.‏
كانت ولادة محمود في قصر والده (أحمد تيمور باشا) فنشأ في بيئة أسرية تجمع بين أمرين كان اجتماعهما غريباً في مثل هذه البيئة، الأول: الغنى والأرستقراطية والتقاليد الإقطاعية العريقة والثاني حيازة العلم والأدب والثقافة على الطريقة العربية المتوارثة، وتلقى تعليمه في المدارس الابتدائية والثانوية الملكية، وبسبب مرض شديد ألمّ به أقام في بيته واضطر للحصول على شهادة (البكالوريا) عن طريق التعلّم في المنزل لا المدرسة، ثم التحق بكلية الزراعة العليا لكنه لم يكمل تحصيله الدراسيّ فيها فقد أُصيب بحمّى التيفوئيد في سن العشرين من عمره ولزم السرير ثلاثة أشهر قضاها في القراءة والتأمل والتفكير وعندما ضعف جسمه واعتلّ سافر إلى الخارج للاستشفاء في (سويسرا) ثم بعد عودته أكبّ على قراءة الأدب الفرنسي وخاصة مؤلفات الكاتب (جي دي موباسان) رائد القصة الفرنسية وعلى قراءة أعمال كُتّاب القصة الكبار في الأدب الروسي أمثال (تشيكوف) (تورجنيف) (جو جول) إضافة إلى إحاطته بالأدب العربي في مختلف عصوره إحاطة وافية.‏
كان «درب سعادة» – وهو الحي الذي وُلد فيه محمود – يتميز بأصالته الشعبية فهو يجمع أناساً من طبقات مختلفة وطوائف متنوعة ويتألف سُكّانه من الصُنّاع والتُّجار وأرباب الحرف المتوارثة من كل فنّ وصنف، وقد تشرّبت أنفاسه بأساليب العيش في هذا المجتمع المصري الصميم، منذ يَفاعَته واختزنت ذاكرته أسراباً من صور الحياة الحافلة بالشخصيات الواقعية المتميزة بنَمْذَجَتها، وأعاد رسمها أبطالاً لقصصه عندما أصبح قاصاً معروفاً ومتمكناً، ثم ما لبثت أسرته أن انتقلت إلى (ضاحية عين شمس) فكان ريفها البالغ الجمال ينبوعاً لوجدانه المرهف يغذيه بألوان الشاعرية ويفجر في داخله ملكات الإبداع كما كان لشقيقه الأكبر الأديب (محمد تيمور) دور فعّال في تنشئته الثقافية لذلك اعتبره (محمود) بمنزلة أستاذ بارع له وخير موجّه لطاقاته ومواهبه فتأثر به واحتذى حذوه في كتابته لأقاصيصه الأولى.‏
(ظ¢)‏
لم يكن المرض بجائحة التيفوئيد هو مأساة تيمور الوحيدة (وكان مرضاً مُعدياً يؤدي إلى الموت على الغالب في تلك الأيام) لقد شكّل فقده لأخيه (محمد) – وكان في ريعان الشباب – مأساة أخرى صبغت حياته بحالة نفسية ضاغطة قوامها الكآبة والتشاؤم والسوداوية وكأن القدر كان يقف بالمرصاد له فها هو على موعد مع مأساة ثالثة أشدّ وطأة على نفسه من الاثنتين السابقتين زلزلت وجوده وهدّت كيانه حين فجعه الموت في ابنه وهو ما زال في العشرين من عمره ولقد تركت هذه الفاجعة في قلب أديبنا (محمود) حسرة لا تنقضي ومرارة لا تزول. وكان ملاذه الأوحد في كل تلك المحن الطاحنة هو اللجوء إلى الكتابة يهرع إليها ليضمد جراحه ويسلو أحزانه وهكذا انعكس ألمه المبّرح من جرّاء المصائب التي أحدقت به غزارةً وكثرةً في مؤلفاته ... وبمرور الزمن أخذت جراحه تندمل وهمومه تنزاح وأقبل مجدّداً على الاندماج بالواقع ونَفَضَ عن روحه غبار النظر إلى الحياة بمنظار أسود وعاد إلى الكتابة بنشاط وحيوية ودأب معتمداً على إمكاناته الإبداعية وتَتَبُّع خطا شقيقه الراحل محمد في فن القصة القصيرة.‏
انصرف محمود تيمور وشقيقه محمد تيمور (ظ،ظ¨ظ©ظ¢-ظ،ظ©ظ¢ظ،) إلى فنّ أدبي ناشئ في مصر حينذاك بعد أن استوعبا أركانه هو فن كتابة القصص القصيرة، ويبدو أنه كان عسيراً على شيوخ الأسرة التيمورية تقبّل هذين الشقيقين عن جادة الصواب و»اقتراف» هذه المعصية ألا وهي الكتابة القصصية، ذلك أن هذا الفن بزعم أكابر العائلة يُعالج قضايا خطيرة كمعالجته العواطف المشبوبة بما فيها من ميول جنسية تفسد بنية المجتمع كما يعالج المشاعر الوجدانية المضطرمة وما تنطوي عليه من نزوات طائشة وليس لائقاً بتيموريّ مهذّب متحفّظ أن يخوض في مثل هذه الموضوعات الرخيصة ويكتب قصصاً وحكايات عنها، وقد عاب محمود تيمور لاحقاً – وهو أحد أهم أدباء «المدرسة المصرية الحديثة» – «على أدباء مصريين – من أصحاب المدرسة القديمة – ينظرون إلى القصة بعين الاحتقار زاعمين أنه ليس ثمة فائدة منها إلا فائدة الفكاهة وتقطيع الأوقات، وفي هذا خطأ، فالقصة الراقية لها أثر فعّال في تنشيط الذهن وإكساب النفس المتعة والمعرفة».‏
(ظ£)‏
في مطلع حياته كان محمود يميل إلى الرومانسية لذلك قرأ بشغف قصص المنفلوطي المعرّبة مثل (ماجدولين) و(تحت ظلال الزيزفون) وأعجب بما فيها من أسلوب لغوي سلس جميل وأبكته أجواؤها الغرامية الحزينة، ولعل مرض أديبنا ثم موت شقيقه محمد وفجيعته هو (أي محمود) بموت ابنه في ريعان صباه وغير ذلك من العوامل والدوافع، كلُّ ذلك وسواه من الأسباب جعله ينحاز إلى الأدب الرومانسي فاستهواه الأدب المهجري بنزعته الرومانسية، وعلى الأخص لدى (جبران) في (الأجنحة المتكسرة) كما استهواه محمد حسنين هيكل في روايته (زينب) وهي رواية قائمةٌ محتوىً وشكلاً على بنيان رومانسي طافح بالأحداث التراجيدية والعواطف العارمة والدموع السخيّة.‏
اهتمّ (محمود) في الحين ذاته بقراءات جديدة عليه تجنح إلى الواقع وتنهل منه على الرغم من إغراقها أسلوبياً بالظاهرة اللفظية كقراءته لكتاب (حديث عيسى بن هشام ) لمحمد المويلحي ولغيره من الكتّاب المماثلين له وكان لأخيه (محمد) أثر بالغ عليه في مجموعته القصصية (ما تراه العيون) المستمدة حوادث أقاصيصها من وقائع الحياة فما كان من محمود إلا النسج على غرارها فأصدر مجموعته الأولى (الشيخ جمعة عام ظ،ظ©ظ¢ظ¥...) وانتهى الصراع بين الرومانسية والواقعية في نفس محمود إلى تغليب الواقعية بعد أن أضحى كاتباً له شهرة واسعة ومعجبون وقراء كُثر يفضّلون الأدب القصصي الواقعي على الرومانسي، وقد التقط الدكتور طه حسين هذا التحول لدى كاتبنا فقال مخاطباً إيّاه: «لا أكاد أصدّق أن كاتباً مصرياً وصل إلى الجماهير المثقفة وغير المثقفة مثلما وصلتَ إليها أنتَ، فلا تكاد تكتب ولا يكاد الناس يسمعون بعض ما تكتب حتى يصل إلى قلوبهم كما يصل الفاتح إلى المدينة التي يقهرها فيستأثر بها الاستئثار كلّه».‏
لم يتهيّأ هذا الإقبال على أدب محمود إلا لكونه يمتح موضوعات قصص من صميم الواقع ويصوغها صياغة فنية مشوّقة، فأبطاله ينتمون إلى الطبقة الوسطى والفقيرة فأكثر أقاصيصه عبارة عن لوحات ناطقة لأوضاع اجتماعية وإن غلب عليها شيء من التخيّل، ومن أشهر رواياته (سلوى في مهب الريح) وهي قصة تحليلية للجانب العابث من حياة الطبقة الارستقراطية تسمو الواقعية فيها لتصير التزاماً إنسانياً واجتماعياً وتسفّ حيناً آخر لتتحول إلى شكل تصويري مطابق للأصل.‏
نال محمود تيمور عدداً من الجوائز الأدبية القيمة في مصر، منها جائزة مجمع اللغة العربية وجائزة الدولة التقديرية ومثّل وطنه في مؤتمرات وندوات ثقافية عدة عُقدت في بعض البلدان العربية أهمها حضوره مؤتمر الأدباء العرب في دمشق عام ظ،ظ©ظ¥ظ¤. مات في (لوزان) بسويسرا عام ظ،ظ©ظ§ظ£، ونقل جثمانه إلى القاهرة ودُفن فيها ... رحمه الله.‏








: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=961292
    رد مع اقتباس
قديم 2018-10-10, 21:29 رقم المشاركة : 2
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: من روّاد القصة العربية: محمود تيمور بين الرومانسية والواقعية١894-١٩٧٣


القصة المغربية القصيرة

موقع القصة المغربية القصيرة هو موقع شخصي للكاتب المغربي محمد عزيز المصباحي يهتم بالقصة المغربية القصيرة. وقد اخترنا للتعريف بالمحتوى الأدبي ما كتبه صاحب الموقع مكتفين بالبحث عن سيرة الكتاب المذكورين فيه:
القصة القصيرة جنس أدبي سردي، قصير نسبيا. جنس كتابي حديث، مستقل بذاته وبلغته وبأشكاله وإيديولوجيته عما عداه، مرتبط ظهوره بظهور الصحافة والمطبعة. من أبرز علاماته المراوغة وتعدد الأشكال والأنماط لا يخضع لتعريف ولا لتقعيد.
ترتكز الحكاية داخل القصة القصيرة، غالبا، على شخصية واحدة أو على عدد محدود من الشخصيات ذات بعد نمطي، في موقف واحد، في لحظة أو لحظات معدودة، تستهدف إحداث تأثير مّا على القارئ، من خلال الوضعية الإشكالية التي توضع فيها الشخصية الرئيسية داخل الحكاية؛ وضعية ذهنية أو فيزيائية، لذلك فخروج القارئ من القصة بصدمة أو صفعة أو مس من الدهشة أو بفكرة مّا، يعدّ من الأهداف الجوهرية لأية قصة قصيرة.
القصة القصيرة لا تصور مجتمعا ولا تعبر عن مجتمع كما يعتقد الكثيرون ولاتهمها أية طبقة اجتماعية لأنها مشغولة دوما بالمأزق العويص الذي وضع فيه الفرد بدون علمه. إنها تعبير عن صوت فردي معزول ومتفرد قد تمثله شخصية تحمل ملامح فئة اجتماعية مغمورة ومهمّشة داخل مجتمع يطحن الأفراد والجماعات.
يفترض وجود القصة القصيرة وجود سمات أو بوادر حضارة كتابية، ووجود مواطن أو على الأقل مشروع وجود مواطن، متحرر من عدد من أنواع التبعيات؛ الإيديولوجية والثقافية والفنية القديمة، باعتباره ذاتـا فردية مستقلة ومتحررة، تدرك قيمة حريتها الباطنة في الشعور والتفكير والتعبير.
ازدهرت القصة القصيرة في أوروبا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وعرفت منظومتها الأولية على أيدي عدد كبير من الكتاب القصاصين العالميين.
عرفت النخبة المغربية القصة القصيرة خلال الثلاثينيات من القرن العشرين في صورة محاولات وترجمات ومعارضات لم تـتجاوز خلال مدة طويلة محاولة تلمس ملامح هذا الجنس الأدبي، الكتابي، الوافد على أدبنا العربي.
ولذلك ستـكون الستينيات من القرن الماضي هي الميلاد الفعلي للقصة المغربية القصيرة على أيدي قصاصين مغاربة استلهموا النمط القصصي الغربي ونسخته المصرية بالخصوص : عبد المجيد بن جلون، عبد الكريم غلاب، عبد السلام البقالي، محمد بيدي، خناثة بنونة، رفيقة الطبيعة، محمد عزيز الحبابي، عبد الجبار السحيمي، مبارك ربيع، إبراهيم بوعلو، محمد الصباغ، محمد زنيبر، محمد زفزاف، احمد المديني، محمد برادة، طه أبو يوسف، إدريس الخوري.
ومع مطلع الزمن السبعيني ستعرف القصة القصيرة في المغرب طفرة أساسية : ستدشن مرحلة جديدة من تاريخ القصةالقصيرة داخل صيرورتها التاريخية القصيرة، نتيجة ما عرفته هذه الفترة التاريخية من تضخم إيديولوجي وصراع سياسي حاد أكسب جل ّ الأدباء المغاربة وعيا فنيا وثقافيا بالأدب وبجدواه وفعاليته في معركة بحث الإنسان المغربي الحديث عن ذاته ووجوده ومستقبله، ومن ذلك وعي القصاصين بجوهر جنسهم القصصي وفنيته وتقنياته باعتباره أقرب الأجناس الأدبية إلى وجدان الفئات الاجتماعية المتوسطة، الحديثة العهد بالتعليم العصري والصحافة وصناعة الكتاب، في هذا المجال تبرز الأسماء التالية : إدريس الصغير، مصطفى يعلى، محمد غرناط، عز الدين التازي، محمد زفزاف، ادريس الخوري، مبارك ربيع، احمد المديني، حاضي بوشتة، محمد صوف، احمد زيادي، خناثة بنونة، رضوان احدادو، محمد شكري، محمد برادة، مصطفى المسناوي، محمد الهرادي، احمد بوزفور، محمد عزيز المصباحي، بشير جمكار، منير البوريمي، المهدي الودغيري، عبد الرحيم المودن، محمد الدغمومي، محمد بيدي، الأمين الخمليشي. وهي الطفرة التي ستخبو مع أفول الثمانينيات لتترك المجال مفتوحا على مصراعيه لحركات التجريب والحداثة والحساسية الجديدة، مؤسسة بذلك أفق جمالية جديدة خاصة بالقصة المغربية القصيرة، الحاملة لبصمات أعلامها المغاربة والعرب والغربيين من أمثال احمد بوزفور ويوسف ادريس وزكريا ثامر والمعلم الكبير كافكا..







    رد مع اقتباس
قديم 2018-10-10, 21:35 رقم المشاركة : 3
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: من روّاد القصة العربية: محمود تيمور بين الرومانسية والواقعية١894-١٩٧٣


في القصة القصيرة بالمغرب


خلال فترة الحماية الفرنسية بالمغرب، برزت لدى الحركة الوطنية كثير من المواهب و الإبداعات الفكرية و الأدبية منحت للمغاربة حماسا جديدا و آمالا كبيرة في المستقبل. و قد برزت القصة القصيرة بالمغرب إلى الوجود في العقد الرابع من القرن السابق، إذ أنها تعتبر من الأجناس الأدبية الجديدة، و فيما يلي السر في تأخر ظهور الفن القصصي بالمغرب.
لم يكن فن القصة القصيرة بالمشرق -الذي يعدّ المصدر الأوّل لنشأة القصة القصيرة بالمغرب- قد وصل إلى النضج الكافي و المستوى الجيّد القادر على التأثير...
و نذكر إلى جانب ذلك أن التعليم العربي الإسلامي هو الذي كان سائدا إلى ما بعد الحرب الأولى. وكان الأدباء يميلون كثيرا إلى الأدب العربي القديم، على حساب الفنون الأدبية الجديدة التي لم تحظى بالاهتمام، فلم تعرف إلاّ المحاولات الفاشلة في القصّة القصيرة.
و يضيف الأستاذ عبد الكريم غلاّب أنّ التخلّف الثّقافي و الكبت الإستعماري يعتبران من معوقات النشوء المبكر للفن القصصي، لأنّهما لم يتيحا مجالا لازدهار الأدب في المغرب...
و تجدر الإشارة إلى أن الفن القصصي بالمغرب اعتمد بداية على تقليد و نسخ سطحيين و سادجين لما أبدع بالمشرق العربي. و قد مرّ كتّابنا بمرحلة تجريبية مليئة بالأخطاء و العثرات، لينتقلوا بعد ذلك إلى أحضان الفنّ القصصي الصّحيح و المتماسك.
و قد كان للصحافة دور أساسي في تطور الأسلوب النثري عامّة، و في نشأة القصة القصيرة على وجه الخصوص. و تطرقت الصحف خلال الإستعمار الفرنسي إلى مواضيع اجتماعية و سياسية بأسلوب سهل بعيد عن التعقيد، قريب من أذهان الناس، و ذلك رغبة في إفهام القرّاء و تبليغهم الفكرة و الواقع. فكان من أهمّ الوسائل لاجتذاب القرّاء هو تقديم رواية مُسلسلة تسعى إلى تسليتهم... و إذا كانت هته القصص لا تتوفّر على خصائص الفن القصصي، فإنّها وجّهت الأنظار و المواهب و لعبت دورا في ظهور نوع جديد من الأجناس الأدبية: القصة القصيرة. و كان ذلك بداية ظهور ما يسمّى بـ "المقالة القصصيّة".
و من جهة أخرى، نذكر أن نشأة و تطوّر الفنّ القصصي بالمغرب هو نتيجة اللقاء المباشر و غير المباشر بالثّقافة المشرقية، بل بالثّقافة الغربيّة أيضا، حيث أنّ الأدب المغربي استفاد كثيرا من نماذج القصة الفرنسية و الإنجليزية؛ و ذلك هو ما يبرزه المستوى العالي للقصة المغربية المكتوبة بالفرنسية.


خصائص القصة القصيرة المغربية
أصبحت القصة القصيرة منذ أوائل هذا القرن فنّا له أصوله و قواعده و عناصره الفنّيّة و المضمونيّة و طرق التعبير التي تميّزه عن بقيّة الفنون الأدبيّة. و ذلك بمتابة السّمات العامّة التي يحرص عليها الأدباء من أجل خلق نصّ متكامل. لكنّ هذه المقاييس لم تكد تستقرّ يوما.. إذ هي دائمة التبدل لِما يضيفه كل مبدع من عناصر و أنواعا لم تكن موجودة فيه، لتجعل هذا الفنّ يعرف تطورا متزايدا.
و من المقاييس الأساسية و المفاهيم الدّقيقة التي استخلصها النقاد من قصص رواد هذا الفنّ:
أن تتّصل تفاصيل الخبر و أجزاؤه من أجل توفير الوحدة الفنّيّة للعمل القصصي.
أن يكون ذا بداية و وسط أو عقدة و نهاية أو لحظة تنوير.
الشخصيّات: عدم التفرقة بينها و بين الحدث، "لأنّ الحدث هو الشّخصية".
لحظة التنوير: النقطة التي تتجمع فيها و تنتهي إليها خيوط الحدث كلّها فيكسب الحدث معناه المحدّد.
نسيج القصّة: اللغة، الحوار، الوصف، السّرد و مختلف العناصر التي تتفاعل فيما بينها لكي تجسم الحدث و تحرّكه.
و لكن الأقصوصة المغربيّة ستعرف تطوّرا جرّاء تأثّرها و اتّصالها بالإنتاج القصصي الغربي. و ستظهر تقنيّة قصصية حديثة إذ سيطرأ تغيّر كبير على البناء القصصي و سيمسّ التجديد الأسلوب و طرق الأدباء من تداخل للأزمـنة و تعدّد مستويات الفهم و البناء، و استعمال أسلوب التّداعي و الحوار الدّاخلي و الإتّجاه إلى الرّمز بدلا من التصريح و التعبير المباشر. و يأتي هذا التّحوّل بتغيّر للمضمون ليواكب تحوّل البنيات الاجتماعيّة. ويمكن تلخيص التغيّرات التي شهدها فن القصة فيما يلي:
تحطيم الأقانيم الثلاثة: البداية، العقدة و النهاية.
الحدث أصبح مشتّتا و تركيبيا.
اقتراب لغة القصة من اللغة الشعرية ذات الايحاءات و الدّلالة القوية.
استبطان الشخصية من الدّاخل و وصف الجوّ أو الموقف، بدلا من السّرد التقليدي.
ارتباك التسلسل الزّمني






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 19:38 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd