منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   القصة (https://www.profvb.com/vb/f214.html)
-   -   على رسلك يا أحمد... (https://www.profvb.com/vb/t181212.html)

a.khouya 2018-08-08 12:06

على رسلك يا أحمد...
 
تمنطقت بحزام جلدي ، كان ملقى على الأرض بجوار الباب الخشبي المهترئ ،ولفّته حول خصرها النّحيل لفّا...
وقف الحمار قرب الصخرة المجاورة للحضيرة ،وأكأنه مأمور على فعل ذلك ....
ركبت الأم المطيّة بسولة،وتوجهت الى الغابة لجمع حطب التدفئة ...
تفاجأت بإبنها يتبعها وهو يجرّ نعاله وأسماله الرثة ويلهث.
ـ الى أين يا ابني؟
ـ ذاهب معك لجلب الحطب، يا أمّي...
ـ عد إلى البيت ،فالحمار هزيل ،ولا يقوى على حملنا معا! .
فأصرّ الطفل على مساعدة أمّه ،فانصاعت لرغبته ....
وفرة الحطب ،ساعدت الأم وطفلها على جمع حمولة تكفي لأيام ..
في غفلة من أمّه، تسلّق الطفل شجرة زيتون لجلب أحد الفروع اليابسة،وفجأة
تكسّر تحت قدميه،فالتصق بجدع الشجرة وصاح:
ـ أمّي ..أمّي ..النجدة !
ـ جاءت الأم مهرولة قائلة :على رسلك يا أحمد ، لا تخف ...فإنك لا تبعد عن الأرض بأكثر من شبر!
فارتمى الطفل الى عنق أمّه وابتسم ضاحكا ،وقال :
ـ كنت أريد فقط أن تضمّيني الى صدرك كما عهدتك،وأتدثر بعطر شعرك المُخضّب بالحناء والقرنفل ..!
........................

تحية لأمهاتنا رمز النضال والعطف والحنان ،ورحم الله من رحلن الى دار البقاء...
دمتم بخير

بقلم أحمد خوية 08/08/2018

a.khouya 2018-08-08 12:13

رد: على رسلك يا أحمد...
 
حتى أكسّر هذا الجمود الذي خيّم على منتدانا الحبيب ...

تقبلوا منّي هذه المساهمة البسيطة وهي عبارة عن قصة قصيرة ، راجيا أن تلقى استحسانكم ..
دمتم بخير ...


a.khouya 2018-08-08 20:55

رد: على رسلك يا أحمد...
 
القصة تصور جانبا من جوانب الحياة ...
تصوير مكثف يساير العصر من سرعة وتركيز...
وكما هو معلوم أساس المتعة عند القارئ هو عنصر التشويق مع سلاسة في السرد ....
ـ فعنصر التشويق الأساسي في النص :صراع داخلي وهو ما كان يدور في أعماق الشخصية ـ الطفل ـ أكثر من مساعدة أمه بل عبق حضنها وأشياء أخرى....

ملاحظة:
إذا لم تعجبكم قصتي سأحذفها ولا ضير ....هههه أمزح فقط.
تحياتي


a.khouya 2018-08-08 23:44

رد: على رسلك يا أحمد...
 
قد يقول قائل ما سبب وجود شجرة الزيتون دون غيرها في القصة ؟
الجواب بسيط :
جل مساهماتي الأدبية تجد شجرة الزيتون ،لأنها من الأشجار المباركة والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم سبع مرات، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته بأن يأكلوا من زيتها ويدهنوا به، وقد ثبت علمياً فوائد أكل زيت الزيتون، والدهان به.


قال تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
صدق الله العظيم...
هذا من جهة ،ومن جهة ثانية لأني أستظل بظلها ،أين ما وليّت وجهي أجدها أمامي ......
=إلتصق الطفل بشجرة زيتون واحتضنها بكلتا يديه ،ثم إنتقل من حضن الزيتونة الى حضن أمّه =


مع تحيات أحمد خوية



Abderrahman1 2018-08-09 00:14

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a.khouya (المشاركة 960252)
القصة تصور جانب من جوانب الحياة ...تصوير مكثف يساير العصر من سرعة وتركيز...وكما هو معلوم أساس المتعة عند القارئ هو عنصر التشويق مع سلاسة في السرد ....
ـ فعنصر التشويق الأساسي في النص :صراع داخلي وهو ما كان يدور في أعماق الشخصية ـ الطفل ـ أكثر من مساعدة أمه بل عبق حضنها وأشياء أخرى....

ملاحظة:
إذا لم تعجبكم قصتي سأحذفها ولا ضير ....هههه أمزح فقط.
تحياتي


انها قصة مرئية المشاهد ...بل حتى الطيب ..انها كتابة تخاطب كل الحواس و تشعرنا بالمصداقية و الصفاء ...
عجيب عنصر التوازي بين كيانين محملان بالعطاء و البركة و الظلال ...شجرة الزيتون و الام ..!
قصة نابضة يقيم انسانية راقية يجب الحفاظ عليها من خلال اعمال ابداعية تجدد الروابط الاصيلة لان راحتي الام و حضنها احساس لا يوصف ..!!
استمعت فعلا بجماليات القصة و يبدو انها البداية فقط ....ههه !
تحياتي

a.khouya 2018-08-09 12:47

رد: على رسلك يا أحمد...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abderrahman1 (المشاركة 960258)
انها قصة مرئية المشاهد ...بل حتى الطيب ..انها كتابة تخاطب كل الحواس و تشعرنا بالمصداقية و الصفاء ...
عجيب عنصر التوازي بين كيانين محملان بالعطاء و البركة و الظلال ...شجرة الزيتون و الام ..!
قصة نابضة يقيم انسانية راقية يجب الحفاظ عليها من خلال اعمال ابداعية تجدد الروابط الاصيلة لان راحتي الام و حضنها احساس لا يوصف ..!!
استمعت فعلا بجماليات القصة و يبدو انها البداية فقط ....ههه !
تحياتي

فعلا أستاذي العزيز ،القصة مشاهدها مرئية الى حد بعيد ... إعتمدت في بناء القصة مجموعة احداث مرتبة ترتيبا زمنيا مستعملا السرد والحوار لبلوغ الذروة ثم الحدث النازل فالحل وذلك بأسلوب بسيط ...


دائما لك إضافات منيرة تزيد مطروحاتي بهجة ولمعان ..
جزيل الشكر أستاذي عبد الرحمان

تقديري الكبير



الشريف السلاوي 2018-08-10 11:22

رد: على رسلك يا أحمد...
 
القصة من بنات أفكارك أخي أحمد و قد أصبحت ملكا لنا نتمتع بقراءتها و نتقاسم معانيها مع الأصدقاء .
تحية لأمهاتنا رمز النضال والعطف والحنان ،ورحم الله من رحلن الى دار البقاء...

a.khouya 2018-08-10 16:05

رد: على رسلك يا أحمد...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف السلاوي (المشاركة 960269)
القصة من بنات أفكارك أخي أحمد و قد أصبحت ملكا لنا نتمتع بقراءتها و نتقاسم معانيها مع الأصدقاء .
تحية لأمهاتنا رمز النضال والعطف والحنان ،ورحم الله من رحلن الى دار البقاء...

مرحبا بالأستاذ العزيز الشريف السلاوي.
كل ما أساهم به فهو ملك لكم دون شك ...
لكن أين الصنارة والسمك ؟
إطلالة جميلة ، بارك الله فيكم .

تقديري

خادم المنتدى 2018-08-10 23:03

رد: على رسلك يا أحمد...
 
شكرا جزيلا أخي الفاضل على هذا التقاسم الراااائع..

كوردية 2018-08-11 14:05

رد: على رسلك يا أحمد...
 
كأنها احدى حكاويك الواقعية التي عشتها بنفسك ' فوثقتها هنا بطريقة سردية مباشرة جعلتنا نعيشه و نتخيله نحن أيضا... وكأننا نعيش او نشاهد ملفات ذاكرتك و تاريخك فاحسستنا بشوقك لها هذا الشوق القديم الذي لا يزول لتلك المخلوقة الربانية التي غرست فينا حبها دون ادنى مجهود ' وكيف لا وهي المصدر ؟ ! يربط بيننا و بينها لحمة المكان و الزمان و الدم !
فنفرح حين تحضننا ' كفرح التفاحة حين تسقط أرضا ' لعودتها للأرض... كأن المياه تعود لمجاريها الطبيعية و الفرع لأصله ...
هي ليست اسما ملصوقا ببطاقة هويتنا ' لكنها الهوية !
طاهرة كروح الأرض و عبق التراب ' فنتيمم بطهرها و نتشذى بعبيرها ...
نسألها ' تلبي ... تسمع الآه قبل ان نتفوه بها و تخبي ...
تمن علينا بواسع عطفها ولو كان للتضحية حدود ' فتضحيتها دون حدود ' ولو كان الآخرون جحيم ( حسب فلسفة سارتر) فهي جنة النعيم !.. ومن أقدر على كل ذلك من أمهاتنا... ؟ ومن يستطيع التخلي عن كل هذا التجلي ؟
لطالما بكينا وراءها حين كنا صغارا ' على امل ان تصطحبنا معها ' بحجة ان نرى ذاك المكان ولكن ربما كنا نتحجج لكي تكون قريبة من الوجدان...
يا شيخ الحكائين :
يا سليل الزيتون و الحضن الحنون :
تحياتي للطفل الذي له نصيب الأسد في القصة...
دامت هدهدة روحه بين أحضانها ...

a.khouya 2018-08-11 16:17

رد: على رسلك يا أحمد...
 

هي ليست اسما ملصوقا ببطاقة هويتنا ' لكنها الهوية !
طاهرة كروح الأرض و عبق التراب ' فنتيمم بطهرها و نتشذى بعبيرها ...
نسألها ' تلبي ... تسمع الآه قبل ان نتفوه بها و تخبي ...
كلام جميل وراق في حق الأم..
بورك فيك سيدتي ....
القصة ،مأخوذة من مزيج ممّا التقطته كاميرا الذاكرة من أحداث عبر السنين
والأعوام ...وبما أنني ترعرعت بالبادية ، فإنني أترجم ما سجلت الذاكرة ..
وأنقله إليكم بأسلوب بسيط سلس وكأنك تعيش الحدث ..


جزاك الله خيرا سيدتي على إغناء الموضوع بردك الجميل

تقديري

خادم المنتدى 2018-08-26 18:02

رد: على رسلك يا أحمد...
 
جميل ما تخططه أناملك الذهبية..
رااااائع ما تقاسمنا من إبداعاتك الراقية..


واصل بنفس الألق و التميز
بوركت و بوركت كب جهودك



تحياتيــ العطرة
***===~~~)))))(((((~~~===***

a.khouya 2018-08-27 18:28

رد: على رسلك يا أحمد...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خادم المنتدى (المشاركة 960670)
جميل ما تخططه أناملك الذهبية..
رااااائع ما تقاسمنا من إبداعاتك الراقية..


واصل بنفس الألق و التميز
بوركت و بوركت كب جهودك



تحياتيــ العطرة
***===~~~)))))(((((~~~===***

شكرا على الكلمة الطيبة ...جزاك الله خيرا عميما

.................................................. ................


الساعة الآن 20:16

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd