منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى علوم التربية وعلم النفس التربوي (https://www.profvb.com/vb/f208.html)
-   -   العقاب البدني بالوسط المدرسي.. مُقاربات متعدّدة ورفضٌ موحّد (https://www.profvb.com/vb/t180972.html)

خادم المنتدى 2018-06-05 08:50

العقاب البدني بالوسط المدرسي.. مُقاربات متعدّدة ورفضٌ موحّد
 
https://www.youtube.com/watch?time_c...&v=n4YHyLiziSs

العقاب البدني بالوسط المدرسي.. مُقاربات متعدّدة ورفضٌ موحّد


خادم المنتدى 2018-06-05 09:00

رد: العقاب البدني بالوسط المدرسي.. مُقاربات متعدّدة ورفضٌ موحّد
 
"الفلقة" و"العقوبة" .. تعنيف تلاميذ المدارس يوحد رفض تربويين


https://s3.eu-west-3.amazonaws.com/a...31c2ac8923.jpg
"أضربه من أجل مصلحته"، عبارة تتداولها فئة عريضة من المدرّسين والمدرّسات كلما أثير النقاش حول مظاهر تعنيف التلاميذ بالوسط المدرسي. ويعتبر أغلب رجال ونساء التعليم اللجوء إلى العقاب البدني في حق المتعلمين أمرا لا مفرّ منه لأسباب عدّة، رغم أن العنف سلوك مرفوض مهما كانت مسوّغاته، خاصة إذا تعلّق الأمر بطفل أو مراهق قصدَ الفضاء المدرسي لكي يبني شخصيته بطرق ووسائل تربوية.
ويأخذ العقاب البدني داخل الوسط المدرسي أشكالا مختلفة، أبرزها توجيه ضربات خفيفة على راحة يد التلميذ باستعمال العصا؛ فيما يجتهد آخرون في تنويع طرق المعاقبة، كأن يستعمل المدرّس أنبوبا مطاطيا أو سلكا كهربائيا للضرب على اليد أو مقدمات الأصابع أو أسفل القدم (الفلقة)، بيد أن بعض رجال التعليم لا يستعملون أي أداة للعقاب، فيلجؤون بذلك إلى الصفع على الخد والقفا، أو الشد والجذب من الشعر، أو الضرب بقبضة اليد على الرأس أو أي مكان آخر من جسم المتعلم.
ويلجأ بعض المدرّسين الرافضين لثقافة التعنيف المؤلم أساليب أخرى لردع التلاميذ أو تقويم سلوكهم، كأن يولّي التلميذ وجهه شطر أحد جدران الحجرة الدراسية، واقفا على رجل ورافعا أخرى، مع وضع الكفّين على القفا، أو أن يأمره الأستاذ بتكرار كتابة درس أو جزء منه مرّات عديدة، وهو ما يُعرف في الوسط المدرسي بـ"العُقُوبَة"، وهي أساليب تختلف حسب المستويات التعليمية، ونوع المادة الدراسية، وسنّ التلميذ، وبعض العوامل الاجتماعية والتربوية الأخرى.
من دواعي العقاب البدني
متى يلجأ الأستاذ إلى العقاب البدني؟ سؤال طُرح على إبراهيم حسني، بصفته أستاذا بإحدى المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بأزيلال، فأشار إلى أن "العنف ممنوع سواء كان لفظيا أو جسديا أو رمزيا تجاه كل من الأستاذ والتلميذ".
وأضاف المتحدث ذاته أن "المدرّس يلج الفضاء التعليمي وهو مُثقل بحمولة معينة، أو في حالة توتر وعصبية نتيجة مشاكل الحياة اليومية التي نعاني منها جميعا، وهي الوضعية التي يكون عليها التلميذ أيضا، خاصة في مرحلة المراهقة وإثبات الذات؛ وحين يحدث أمر ما بين الطرفين يظهر التفاعل بينها على شكل عنف".
وبعدما رفض إبراهيم حسني العنف، سواء من طرف الأستاذ أو التلميذ، أكّد أن "الظاهرة تتميّز بالشمول والتركيب، وبالتالي فإن الحلول المعتمدة على المقاربة الأمنية الزجرية ستؤول إلى الفشل، لأن الظواهر المركبة تحتاج حلا تتداخل فيه عدة أطراف، كالأسرة والمجتمع والمدرسة والفاعلين التربويين والإعلاميين، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أيضا".
من آثار العقاب البدني
أما ابراهيم الخرمودي، بصفته مفتشا تربويا بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة، فأكّد، في حديثه عن النتائج المرتبطة بالعقاب البدني، أن "بعض المدرّسين يعتبرون العقاب البدني إجراء إيجابيا لتحسين التعلمات، وإن كان في بعض الحالات يُجبر المتعلمين على الحفظ الميكانيكي، والانضباط داخل الصف، فإنه مجرد حلّ مرتبط بفترة زمنية معيّنة".
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "الحديث عن هذا الموضوع يفرض استحضار الغاية من التربية، وهي تكوين شخصية المتعلم في كل أبعادها، وبالتالي فإن اللجوء إلى العنف والعقاب البدني يُصبح آلة هدامة لشخصية التلميذ، إذ يسمّم العلاقة مع المدرّس ويساهم في تشنّجها، كما يترك ندوبا وآثارا سلبية خطيرة تحدّ من إبداع وفعالية وابتكار التلميذ، ويتحول إلى شحنات سلبية تزداد حدّتها مع مرور الوقت، باحثة لها عن الفرصة الملائمة للتفريغ".
وعن التجليات التي تظهر عليها النتائج السلبية المذكورة، أوضح إبراهيم الخرمودي أن "متتبعي الشأن التعليمي يعاينون ظواهر خطيرة في الوسط المدرسي مرتبطة بالموضوع، من بينها الغش وتخريب ممتلكات المؤسسات، أو تتخذ صورا أخرى على شكل ردود فعل سلبية ضد الزملاء أو الأساتذة".
وزارة التربية والعقاب البدني
وعن العقاب البدني من المنظور القانوني والإداري، أوضح محمد قزيري، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة، أن "الوزارة تعتبر العنف بالوسط المدرسي سلوكا منبوذا، وقد أصدرت مذكرات سنوات 2014 و2015 و2017 في شأن القرارات التأديبية، والتصدي للعنف بالموسط المدرسي، وكلها تدعو إلى القطع النهائي مع العقوبات البدنية في حق التلاميذ والتلميذات".
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "العنف، سواء الممارس في حق التلميذات والتلاميذ، أو في حق الأطر الإدارية والتربوية العاملة بالمؤسسات التعليمية، سلوك سلبي ومرفوض بكل المقاييس التربوية والأخلاقية والنفسية والاجتماعية، ويتعين التصدي الحازم له بمختلف التدابير المتاحة، تربوية كانت أم إدارية أم أمنية أم غيرها، تبعا لمستوى الفعل العنفي المرتكب".
وقال قزيري: "القطاع الذي نشتغل فيه يهتمّ أساسا بالجانب التربوي للمتعلمين، والتربية الحديثة تمنع بشكل قاطع استعمال العنف في حقهم، وبالتالي يتعيّن القطع النهائي مع العقوبات البدنية التي تتخذ، في بعض الحالات، في حق التلاميذ، وعدم اللجوء إلى هذه الممارسات من أي طرف كان، بالنظر إلى عدم جدواها في تحقيق الانضباط الصفي، وفي ضبط السلوكات، واعتبارا للآثار السلبية النفسية والتربوية التي تحدثها لدى المتمدرسين".
زجر..وعقوبات بديلة
من جانبه أكّد مصطفى خليد، بصفته مفتشا تربويا بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة، على أن "العنف أو العقاب البدني الذي يمارس داخل المؤسسات التعليمية عموما أمر مرفوض، لاعتبارات مرتبطة بالنتائج التي يخلّفها على عدّة مستويات، خاصة من الناحية النفسية أو الجسدية".
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "بالنظر إلى النتائج السلبية التي يخلّفها العنف بالوسط المدرسي بشكل عام، والعقاب البدني بشكل خاص، فقد استوجبت الضرورة أن نبحث عن حلول بديلة، مع استحضار النظرة الشمولية الضرورية لمقاربة تلك الظاهرة، انطلاقا من جانب التوعية والتحسيس والتأطير".
وشدّد مصطفى خليد على ضرورة "البحث عن عقوبات بيداغوجية بديلة، دون إغفال الجوانب الزجرية تجاه الحالات الشاذة، إذ يُشكّل التراخي في الحسم مع بعض الحالات تجاوزا وهدرا وتشويشا على العملية التعليمية التعلّمية، ويتسبّب في حرمان باقي التلاميذ من ممارسة حقهم في التعلم".
من بدائل العقاب البدني
أما جبير مجاهد، رئيس المركز الإستراتيجي للدراسات والأبحاث التعليمية والتربوية بخريبكة، فيرى أن "العقاب البدني خلق جدلا واسعا داخل وخارج الأوساط التعليمية، وانقسم بذلك المتدخلون إلى قسمين، أحدهما يدعم الطرح ويدافع عنه، والثاني يرفضه ويستنكره، غير أن أغلب المتتبعين للشأن التربوي يرفضون اعتماد العقاب البدني داخل المؤسسات التعليمية، لما له من آثار سلبية على المستويات النفسية والاجتماعية والجسدية أيضا".
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المدافعين عن العقاب البدني يربطونه بسهولة اتخاذ ذلك القرار، وفعاليته السريع في ضبط التلاميذ، لكن في الآونة الأخيرة يكاد الجميع يتّفق على رفض هذا العقاب"، وزاد: "من المفروض أن يتم اعتماد بعض التدابير والإجراءات كبديل عن استعمال العنف داخل الفضاء التعليمي".
وعن بدائل العقاب البدني التي ينبغي توظيفها في العملية التعليمية، أشار مجاهد إلى "إعادة النظر في المجالس الانضباطية، واعتماد أسلوب الثواب عوض العقاب، باعتباره وسيلة استباقية تغنينا عن التعنيف، نظرا لكون أغلب مظاهر الشغب تأتي نتيجة شرود التلميذ وخروجه عن الدرس"، مضيفا أن "من المطلوب أيضا تفعيل الأدوار التي تضطلع بها الأندية التربوية، كالأندية السينمائية والبيئية والرياضية مثلا، والتي تساهم بشكل كبير في امتصاص حركية التلاميذ داخل الفضاء المدرسي".
-************************************-



الساعة الآن 17:02

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd