منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الأزياء والأناقة (https://www.profvb.com/vb/f226.html)
-   -   الرجال بالمغرب يطالبون بالمساواة في حقوق الأناقة بداية عروض خجولة تحتاج إلى دعاية وجرأة (https://www.profvb.com/vb/t180105.html)

خادم المنتدى 2018-02-18 21:06

الرجال بالمغرب يطالبون بالمساواة في حقوق الأناقة بداية عروض خجولة تحتاج إلى دعاية وجرأة
 
  1. الرجال بالمغرب يطالبون بالمساواة في حقوق الأناقة
  2. بداية عروض خجولة تحتاج إلى دعاية وجرأة
  • الرباط: لطيفة العروسني
    يدرك مصممو الأزياء أكثر من غيرهم، أنه لا مجال لشطحات الخيال فيما يتعلق بتصميم الملابس التقليدية الموجهة للرجال، سواء على مستوى الألوان أو القصات أو الخياطة والتطريز، لذلك يبتعدون عنها ولا يحاولون الابتكار فيها بشكل جريء، كما هو الحال بالنسبة للملابس النسائية. إلا أن هذا لا يعني أن اللباس التقليدي الرجالي المغربي، يخلو من مظاهر الرفاهية والأناقة، حتى وإن كانت لهذه الأناقة حدود وخطوط حمراء ينبغي عدم تجاوزها. وأجمع المصممون أن الرجل متطلب وحذر ولا يحب المبالغة التي تحاكي البهرجة. كما توصلوا إلى نتيجة مهمة، وهي أنه لا يميل إلى الإنفاق أكثر من اللازم على قطع لا يستغلها سوى في المناسبات، وهذا يجعل التعامل معه أصعب من التعامل مع المرأة. فهذه الأخيرة أكثر تقبلا للجديد حتى وإن كان غريبا وجريئا، فالمهم، بالنسبة لها، أن تكون مختلفة عن الأخريات وتلفت الأنظار. وهنا تكمن أوجه الاختلاف بينهما.
  • ومع ذلك، يعرف مجال الأزياء التقليدية الرجالية رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة بفضل الشباب الذي أصبح يقبل عليه، خصوصا وأنه دخل الألفية على يد مصممين شباب أيضا عرفوا كيف يلمسون وترا حساسا ويغطون ثغرة في السوق، عندما أضفوا عليه تفاصيل مريحة أدخلت الزي التقليدي إلى مناسبات أكبر، بما فيها الأيام العادية، عوض الجينز. إذا سنحت لك زيارة إلى المغرب ووجدت نفسك في أحد الأحياء العتيقة، فلا بد أنك ستلاحظ محلات عديدة متراصة خاصة ببيع الملابس التقليدية الرجالية، وهي محلات أنشئت عندما كان هذا اللباس هو الوحيد الذي يرتديه الرجل المغربي، أي قبل أن تدخل إلى خزانته البدلات الأوروبية وبنطلونات الجينز والقمصان وغيرها. بيد أنه ليس لزاما عليك أن تتوجه إلى هذه الأحياء إذا كانت النية شراء قطعة أو أكثر، لأنه هناك محلات عديدة تنتشر في المراكز التجارية الكبرى. وهذا يدل على عودة الاهتمام بالزي «البلدي» كما يطلق عليه المغاربة، باعتباره زيا وطنيا يرمز إلى التشبت بالأصالة ، ويحيل في نفس الوقت على النخوة والمكانة الرفيعة، إلى الواجهة.
  • والجميل في الأمر أن ميزاته القديمة لم تغب، بل أكدها المصممون الشباب حتى عندما أخضعوه للتجديد. ومن هنا، وبالرغم من إغراءات الموضة، وما تطرحه من خيارات واسعة أمام الشباب المتهافت على الماركات العالمية ، يبقى للزي المغربي تقدير خاص في نظر الجميع، يمكن للرجل ارتداؤه في المناسبات الكبيرة مثل الأعراس والأعياد، كما يمكن الاستفادة منه في الأيام العادية، حسب تطريزات ونوع قماشه. ولجعله لباسا عمليا للاستعمال اليومي، تم طرحه قبل فترة على شكل قمصان قصيرة مستوحاة من الـ «قفطان». وهذا في الغالب يكون قصيرا إلى الركبة ومصنوعا من قماش قطني، ومزينا من الأمام والجوانب بشغل يدوي تقليدي، لكنه مناسب جدا للتنسيق مع بنطلون جينز.
  • كما أقبل على اقتنائها عدد كبير من الأجانب، كزي عصري يحمل في نفس الوقت بصمة تقليدية مغربية. إلا أن هذا التطوير وقف عند هذا الحد، ولم يذهب المصممون إلى أبعد من ذلك لخدمة الرجل كما فعلوا مع المرأة، حتى أنه لم ينظم في المغرب أي عرض أزياء خاص بالملابس الرجالية التقليدية حتى الآن، واقتصرت العروض على مشاركات خجولة في عروض الأزياء النسائية. والسبب في هذا ليس هو الزي نفسه، بل لأن المجتمع لم يتقبل بعد فكرة أن يتبختر الرجل بالقفطان والجلباب فوق منصات العروض، علما بأنها أزياء رجالية في الأصل استعارتها المرأة منذ زمن، ثم استحوذت عليها بعد أن تنازل لها عنها طواعية. يقول المصمم قاسم الساهل من «دار أم الغيث» للخياطة الراقية، إن عدم اهتمام المصممين بالأزياء التقليدية الرجالية بنفس درجة اهتمامهم بالأزياء النسائية، يعود إلى أسباب تجارية محضة. فالمرأة مستعدة لتقبل أي تشكيلة من الأزياء يقترحها المصممون مهما كانت جرأتها، لأنها في الأصل تبحث عن الجرأة والتميز، وهذه الرغبة تحفز المصممين على الابتكار والتجديد والدخول في منافسات لإرضائهن، على العكس من الرجال الذين يتميزون بالتحفظ ويصعب إقناعهم بارتداء تصميمات مبتكرة ، لذلك يبقى مجال الأزياء الرجالية محدودا، وإذا ما طرح المصمم تشكيلة مبتكرة، فإنه يجد صعوبة في تسويقها.
  • الأناقة الرجالية، حسب رأي الساهل، تقتصر على ألوان محددة. فغالبية الرجال يفضلون الألوان المحايدة مثل الأبيض والأسود والرمادي والبيج، بينما عدد قليل منهم يقبل ارتداء ألوان فاتحة مثل الفستقي والبرتقالي والأصفر، وهؤلاء يطلق عليهم «الذواقة».
  • ويضيق نطاق الابتكار فيما يخص التصميمات. فالجلباب بقي على حاله ولم يتغير، ونفس الشيء بالنسبة لـ«الجابادور»، وهو زي يتكون من قطعتين، قفطان قصير وسروال فضفاض، ثم «السلهام» أو البرنس، وهو رداء واسع وطويل يوضع على الكتف، يرمز إلى الفروسية ويغني عن المعطف. الشغل اليدوي الذي تزين به هذه الأزياء، أيضا يقتصر على أنواع محددة، أشهرها «البرشمان»، وهو عبارة عن خيوط حريرية رفيعة من نفس لون القماش، توضع على الياقة والفتحة الأمامية والأكمام، وتوجد أنواع أخرى من الخياطة، مثل «كراكور» و«الدبانة» و«غلالة» و«عقدة التاج».
  • ويضيف الساهل أن الرجال يشترطون أن تكون الخياطة رفيعة جدا وغير بارزة حتى لا تشبه الملابس النسائية، وأكثر ما يكرهونه هو الأقمشة البراقة، لذلك تجد أن الأقمشة المستعملة في الأزياء التقليدية الرجالية لم تتغير، وتتمحور حول الصوف مثل «المليفة»، «الحبة»، و«البزيوي»، أو الأقمشة الخفيفة المصنوعة من القطن التي يُفضل ارتداؤها في الجو الحار.
  • وأورد الساهل سببا آخر لمحدودية انتشار الملابس التقليدية الرجالية، مفاده أن الرجل يحسن التدبير أكثر من المرأة، فهو لا يريد استثمار أموال كبيرة في شراء ملابس لن يرتديها إلا في المناسبات والأعياد، لذلك فهو يفضل شراء بذلة عصرية يرتديها في العمل وفي المناسبات أيضا، مشيرا إلى أنه حتى في حفلات الزفاف، قلما يرتدي المدعوون الزي التقليدي، لأنه لباس خاص بالعريس، على العكس من حفلات الأعراس النسائية، التي تتحول إلى عروض للأزياء تحتد فيها المنافسة بين المدعوات لاستعراض أجمل القفاطين، لا يهمهن التضارب مع العروس أو أم العروس.
  • لكن ورغم كل هذا الأدلة، التي ساقها الساهل لتبرير عدم الاهتمام الكافي بالرجل من طرف المصممين المغاربة، اعترف في الأخير أنه عليهم الاشتغال بجدية على هذا المجال، لأنه لولا الدعاية والعروض المتواصلة لما نجح الزي التقليدي النسائي وعاد بقوة إلى الظهور، فلماذا لا يقومون بنفس الشيء بالنسبة للرجال من باب المساواة في حقوق الأناقة؟
  • بدورها، قالت المصممة نادية التازي، عضو «فيدرالية الخياطة الراقية المغربية»، إن أعضاء الفيدرالية يفكرون جديا في تقديم عروض موسمية خاصة بالخياطة التقليدية الراقية الرجالية، خصوصا بعد أن أكدت أن لها سوقا، بدليل انتعاشها في السنوات الأخيرة. وترد عدم مواكبتها للأزياء النسائية بتأخر عملية التسويق والدعاية، حيث لم يتعاطى المصممون لهذا المجال بالشكل الذي يجذب إليه جمهورا أوسع. تقول «أي مجال قابل للابتكار والتجديد، مهما كانت درجة التحفظ عليه، واللباس التقليدي تتوفر فيه مواصفات الأناقة والعملية في الوقت ذاته». وتنفي نادية أن يكون زيا للمناسبات فقط، فعدد كبير من الرجال يفضلون ارتداء الألبسة التقليدية في المنزل، عوض ارتداء بدلة رياضية على سبيل المثال أو بنطلون جينز، فهو لباس يرمز إلى النخوة والأصالة والذوق الرفيع.
  • وأوضحت أن غالبية المصممين، يصممون ألبسة تقليدية للرجال والنساء، إلا أن عروضهم تقتصر على الأزياء النسائية، وأحيانا تقدم تشكيلة محدودة في بداية العرض، من باب المجاملة للرجل لا أقل ولا أكثر.
  • وبخصوص الطابع المحافظ للرجل المغربي، وافقت أنه يميل إلى البساطة وعدم الميل للاستعراض والبهرجة، وهذا يعني أنه يتمتع بذوق رفيع ولا يعني أنه يرفض الابتكار والتجديد.


الساعة الآن 13:56

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd