منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   التربية الصحية (https://www.profvb.com/vb/f96.html)
-   -   ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة (https://www.profvb.com/vb/t180042.html)

صانعة النهضة 2018-02-11 17:14

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة


http://au.greekreporter.com/files/20...gy-300x200.jpg


إخوتي ...أخواتي آل الأستاذ الكرام ، نعلم أن الإسلام منهج حياة متكامل لجميع شؤون الإنسان: الاجتماعية، والأخلاقية، والاقتصادية، والسياسية، والعلمية، والفكرية، وغيرها.

وإذا كان الإنسان جسدا وروحا، فبالتأكيد سيكون لكل واحد منهما غذاؤه الذي يحافظ به على حياته، ونموّه، وبقائه.

لذا يهمني اليوم أن أخصص ملفا عن فن العيش السليم من خلال التعرف على قواعد العناية بالصحة مستفيدة من نظام الطعام في الإسلام علما أن القليل من علمائنا القدماء- رحمهم الله- من تناول جانب العناية بالجسد، وما يفيده وما يضره من الأغذية والأطعمة، وكيفية الأكل، وأوقاته، وكميته... إلخ، إلا النزر اليسير، كما في كتاب "الطب النبوي" ؛ لابن قيم الجوزية- رحمه الله- ذلك الكتاب القيم المستوعِب لكثير من الأمور الطبية؛ في صحة الجسم، وسلامته، وعلاجه من الأمراض والأسقام، يجمع أكثر ما ورد في ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة، مع الحكم عليها بالصحة، أو الحسن، أو الضعف، أو الوضع، وشرحها، وبيان معانيها في كثير من الأحيان، وذكر ما ورد عن الصحابة، والتابعين، والعلماء، والأطباء، والحكماء، وغيرهم، وهو كتاب نفيس في موضوعه، لم يؤلَّف مثلُه في فنه- بحسب اطلاعي المتواضع-

وكذلك كتاب "الطب النبوي"؛ لعبد الملك بن حبيب الأندلسي الألبيري

وكتاب "الأربعين الطبية"؛ لعبداللطيف بن يوسف البغدادي، الذي شرح فيه أربعين حديثًا من "سنن ابن ماجه" عن الطب، وهو كتاب لطيف جيد، فيه علمٌ مفيدٌ ونافعٌ ،

وكتاب "الرحمة في الطب والحكمة"؛ للحافظ السيوطي ، الذي قسَّمه على أبواب كثيرة تعدَّت المائة والتسعين بابًا، أغلبُها في علاج الأمراض، والأسقام، و العاهات، هذا كله في القديم.

وأما في عصرنا فقد أُلِّفَت كتبٌ كثيرةٌ جدًّا، أكثرها لم يأتِ بجديدٍ ذي فائدة، ومن أحسن، وأتقن، وأنفع، وأوسع هذه الكتب كتاب:

"الموسوعة الطبية الفقهية، الجامعة للأحكام الفقهية، في الصحة، والمرض، والممارسات الطبية"
من تأليف الدكتور أحمد محمد كنعان .

إذن إخوتي سيكون الملف بحول الله ملخصا لأهم القواعد الصحية التي تحفظ للإنسان صحته وجسمه من خلال نمط عيش سليم على اعتبار أن شؤون الصحة والمرض هي من أَمس أحوال الإنسان به، وألصقها بحياته اليومية، وأكثرها مواجهة له في جميع حالاته؛ وقد صح عنه- عليه الصلاة والسلام- قوله: ((المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير)) جزءٌ من حديث أخرجه الإمام مسلم في: "صحيحه" (1/ 2052/ كتاب القدر/ حديث رقم 2664)، وابن ماجه (1/ 31/ المقدمة/ رقم الحديث 194)، وأبو يعلي في مسنده (11/ 124/ رقم 6251)، كلهم عن أبي هريرة- رضي الله عنه.

ولما كانت الصحة والعافية من أجلِّ نِعَم الله على عباده، وأجزل عطاياه، وأوفر مِنَحِه، بل العافية المطلقة من أجلِّ النعم على الإطلاق، فحقيقٌ على من رُزِقَ حظًّا من التوفيق مراعاتها، وحفظها، وحمايتها مما يضادها؛

وقد صح عن النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- من حديث ابن عباس قوله: ((نعمتان مغبونٌ فيها كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ)) أخرجه البخاري (11/ رقاق/ 233/ رقم 6412)، والترمذي (4/ زهد/ 550/ رقم 2304)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (2/ زهد/ 1396/ رقم 4170)، كلهم عن ابن عباس- رضي الله عنه.

وقال- صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((من أصبح معافًى في جسده، آمنًا في سربه، عنده قوتُ يومه، فكأنما حِيزَت له الدنيا))أخرجه الترمذي (4/ كتاب الزهد/ رقم 2346)، وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجه (2/ كتاب الزهد/ 1347/ رقم 4141)، وابن حبان (2/ كتاب الرقاق/ 445- 446/ رقم 671)، والهيثمي في المجمع (10/ 292)، وأبو نعيم في: "الحلية" (5/ 249)، والخطيب في "تاريخه" (3/ 346)، في ترحمة محمد بن الهيثم أبو عيسى المخرمي، (رقم 1475)، والبخاري في: "الأدب المفرد" ص91؛ بعضهم عن سلمة بن عبيدالله بن محصن الأنصاري عن أبيه، وبعضهم عن أبي الدرداء- رضي الله عنهم. .

هكذا إذن إخوتي سنبدأ من أهم القواعد للعناية بالصحة ،فكونوا متتبعين ،ومتفاعلين
جعلها الله في موازين حسنات الجميع .


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...u-oSFzYnDXFkGr


يتبع مع القاعدة الأولى :
تجنب الإسراف في الطعام





6- وقال أحد الأطباء يوصِي أحدَ الملوك: لا تأكلْ من اللحم إلا فتيا، ولا تشرب الدواء إلا من علة، ولا تأكل الفاكهة إلا في نضجها، وأجد مضغ الطعام، وإذا أكلتَ نهارًا فلا بأسَ أن تنام، وإذا أكلت ليلاً، فلا تنم حتى تمشي ولو خمسين خطوة، ولا تأكلن حتى تجوع، ولا تأكلن طعامًا وفي معدتك طعامٌ، وإياك أن تأكل ما تعجز أسنانك عن مضغه، فتعجز معدتك عن هضمه.



7- وقال الإمام الشافعي- رحمه الله تعالى-: "أربعةٌ تُقَوِّي البدنَ، فذكر منها: أكل اللحم، وأربعةٌ توهن البدن، وذكر منها: الحامض، وكثرة شرب الماء على الرِّيق".



8- وقال طبيب المأمون أحد الخلفاء العباسيين المشاهير."عليك بخصالٍ من حفظها فهو جدير ألا يعتل إلا علة الموت: لا تأكل طعامًا تتعب أضراسُك في مضغه، فتعجز معدتك عن هضمه".

9- ومن جوامع كلمات أبقراط: "كل كثيرٍ فهو معادٍ للطبيعة".

10- قيل لجالينوس: مالَكَ لا تمرض؟ فقال: لأني لم أجمع بين طعامين رديئين، ولم أدخل طعامًا على طعامٍ، ولم أحبس في المعدة طعامًا تأذيتُ منه.

11- أربعةُ أشياءٍ تُمرِضُ الجسم ذكر منها: الأكل الكثير؛ لأنه يفسد المعدة، ويضعف الجسم، ويُولِّد الرياحَ الغليظة، والدواء العسرة.

يتبع






القاعدة الأولى: تجنُّب الإسراف في الطعام:
http://archive.aawsat.com/2012/08/09...at1.690036.jpg








قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ سورةالأعراف الآية31.
قال أهل العلم في تفسير هذه الآية الكريمة: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: "أحل الله الأكلَ، والشربَ، ما لم يكن سرفًا، أو مخيلة"تفسير الطبري .
قال أبو الليث السمرقندي في معنى الإسراف: "هو أن يأكل مما يحل له أكله فوق القصد، ومقدارِ الحاجة"تفسير السمرقندي بحرالعلوم ، وهو كذلك في اللغة: مجاوزة الحد والقصد،



وقال الإمام الماوردي في تفسير الآية: "لا تسرفوا في أكل ما زاد على الشبع؛ فإنه مُضِرٌّ؛ وقد جاء في حديث: ((أصل كل داء البردة))"كتاب النكت والعيون .
والبردة التخمة وهي: ثقل الطعام على المعدة ، قال الإمام القرطبي في "تفسيره": "الإسراف: الأكل بعد الشبع

وقال العلامة الطاهر بن عاشور في "تفسيره": "هو تجاوزُ الحد المتعارَف في الشيء

وقال الأستاذ رشيد رضا في "تفسير المنار": "الأصل في الإسراف تجاوز الحد في كل شيء بحسبه، والحدود منها طبيعي؛ كالجوع، والشبع، والظمأ، والرِّي، فلو لم يأكل الإنسان إلا إذا أحس بالجوع، ومتى شعر بالشبع كف، وإن كان يستلذُّ الاستزادة، ولو لم يشرب إلا إذا شعر بالظمأ، واكتفى بما يزيله ريًّا، فلم يزد عليه لاستلذاذ بَرَدِ الشراب، أو حلاوته- لم يكن مسرفًا في أكله وشربه، وكان طعامه وشرابه نافعًا له" "تفسير المنار" (8/ 384).،

وقال ابن عطية في "تفسيره": "مَنْ تلبَّس بفعلٍ مباح فإن مشى فيه على القصد، وأواسط الأمور فحسنٌ، وإن أفرط حتى دخل الضررُ حصل أيضًا من المسرفين وتوجَّه النهي عليه""تفسير ابن عطية" (2/ 393)
، وقال الإمام الرازي في "تفسيره" أيضًا في معنى: ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا ﴾: "أن يأكل ويشرب، ولا يتعدى إلى الحرام، ولا يُكثِر الإنفاق المستقبح، ولا يتناول مقدارًا كثيرًا يضره، ولا يحتاج إليه""تفسير الرازي" (7/ 14/ 66).،
وقال الإمام الزجاج في "معاني القرآن": "الإسراف أن يأكل مما لا يحل أكلُه مما حرَّم الله تعالى أن يؤكل شيءٌ منه، أو تأكل مما أحل لك فوق القصد، ومقدار الحاجة، فأعلمَ اللهُ- عز وجل- أنه لا يحب من أسرف"

، وقال الإمام البقاعي في "نظم الدرر": "من جملة السرف الأكل في جميع البطن

وقال الإمام الشوكاني في تفسيره "فتح القدير": "ومن الإسراف الأكل لا لحاجة، وفي وقت شبع،



فتحصَّل من كلامهم- رحمهم الله تعالى- أن النهي في الآية يتناوَل الزيادةَ على قدر الحاجة، من الطعام، مما يلحق الضرر بالبدن، وإن كان المأكولُ مباحًا، فالوعيد في الآية يشمله، واللهُ- جل وعلا- لا ينهى عن شيء إلا وفيه الضررُ المحقق للإنسان، إما عاجلاً في الدنيا، أو آجلاً في أخراه.
فكلُّ شيءٍ جاوَزَ حدَّه انقلب ضده.
وهذه الآية الكريمة- آية الأعراف- على قلة كلماتها إلا أنها قاعدةٌ وأصلٌ في حفظ الصحة لجسم الإنسان، فقد ذكرت كثيرٌ من كتب التفسير، وغيرها: أن الخليفة العباسي هارون الرشيد كان له طبيبٌ نصراني حاذق(ماهر)، فقال لعلي بن الحسين بن واقد



: "ليس في كتابكم من علم الطب شيء، والعلم علمان: علم الأديان، وعلم الأبدان، فقال علي بن الحسين: قد جمع الله الطبَّ كلَّه في نصف آية من كتابنا، فقال النصراني: وما هي؟ فقال علي بن الحسين: قوله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾، فقال النصراني: ولا يؤثَر عن رسولكم شيءٌ في الطب، فقال علي: جمع رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- في ألفاظٍ يسيرةٍ، فقال النصراني: وما هي؟ فقال علي بن الحسين: قوله- صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((المعِدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء، وأَعْطِ كلَّ بدن ما عودته))،

فقال النصراني: ما ترك كتابُكم، ولا رسولُكم لجالينوس طِبًّا[37]،



وقد ذكر ابن العربي في "أحكام القرآن" للعلماء قولين في حكم الأكل بما يزيد على قدر الحاجة، الأول: الحرمة، والثاني: الكراهة، وقال: هو الأصح لأن قدر الشبع يختلف باختلاف البلدان، والأزمان، والأسنان، والطعمان[38].
وأما الأضرارُ الناجمةُ عن الإسراف في الطعام، ومجاوزة حد الشبع، والاعتدال فيه- فكثيرةٌ جدًّا، ذكر منها حُجَّةُ الإسلام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" الكثير، كما أورد الإمامُ ابن رجب الحنبلي طرفًا منها في كتابه القَيِّم "جامع العلوم والحكم"، وهي منحصرةٌ في ثلاثة أنواع من الأضرار.
الأول: ضررٌ شرعيٌّ: وهو الوقوع فيما نهى الله ورسوله عنه، على قول من يقول بالحرمة فيمن أكل زيادةً على حاجته، وجاوز حد الشبع.
الثاني: ضررٌ يلحَقُ بالبدن، أو يؤثر فيه سلبًا، أو عضو من أعضائه.
الثالث: ضرر يلحَق بالقلب والعقل، أو يؤثر فيه سلبًا؛ فيعوقه عن بعض مهامِّه، أو عن القيام بها على الوجه الأكمل.


وإليك تفصيل ذلك:


النوع الأول من الأضرار:



الضرر الشرعي، وهو أن المجاوِز في أكله درجةَ الشبع، داخلٌ فيما نهى الله عنه، كما ورد ذلك في آية الأعراف؛ وأما نهي رسوله- صلَّى الله عليه وسلَّم- فقد روي عنه- عليه الصلاة والسلام- أنه قال: ((كلوا، واشربوا، وتصدقوا، والبسوا في غير مخيلة، ولا سرف؛ فإن الله- سبحانه- يحب أن يرى أثر نعمته على عبده))خرجه النسائي في "سننه" (5/ 79/ 2559)، وابن ماجه (2/ 1192/ رقم 3605)، والبيهقي في "الشعب" (4/ 136/ رقم 4571)
.
وروي عنه- عليه الصلاة والسلام- أن رجلاً تجشَّأ (صوت مع ريح يخرج من الفم )عنده: فقال له- عليه الصلاة والسلام-:



((كُفَّ عنا جشاءك، فإن أكثرهم شبعًا في الدنيا، أطولُهم جوعًا يوم القيامة))أخرجه الترمذي في "سننه" (4/ 649/ رقم 2478)،


وروي عنه- عليه الصلاة والسلام- أنه قال: ((إن من السرف أن تأكل كلَّ ما اشتهيت))نفس المرجع.


النوع الثاني من الأضرار:





الضرر الذي يلحق بالبدن، أو يؤثِّر فيه سلبًا، أو في عضو من أعضائه: وهذا أحد أهم مقاصد هذا البحث.
إن كثرة الطعام وتجاوز الحد إلى درجة الشبع يُفضِي إلى فساد الجسم، ويورثه الأسقام، ويكسل عن الصلاة؛ فقد روي عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ذلك، حيث قال: "إياكم والبطنة في الطعام والشراب؛ فإنها مفسدة للجسم، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما؛ فإنه أصلح للجسد، وأبعد عن السرف، وإن الله تعالى ليبغض العبد السمين، وأن الرجل لن يهلك حتى يؤْثر شهوته على دينه"نسبه السيوطي في "الدر المنثور" (3/ 445) إلى أبي نعيم.


، وقال الإمام الغزالي في "الإحياء": "إن في قلة الأكل صحةَ البدن، ودفعَ الأمراض؛ فإن سببها كثرة الأكل، وحصول فضلة الأخلاط في المعدة والعروق"



وقال الدكتور: أحمد محمد كنعان في كتابه القيم الجليل "الموسوعة الطبية الفقهية"، قد ثبت علميًّا أن السمنة الناتجة عن الإفراط في الطعام، تسبِّب مضاعفاتٍ خطيرةً: في القلبِ، والأوعية الدموية، وجهاز التنفس، وجهاز الهضم، وتزيد معدل الوفيات، وبما أن بعض الناس أكثرُ قابليةً من غيرهم للسمنة؛ فإنه يحسن بهم الالتزام بنظام غذائي محدد؛ للمحافظة على أوزانهم من أخطار السمنة" "الموسوعة الطبية الفقهية"؛ ص 664- 665، و"الطب الإسلامي: العقلي، والنفسي، والجسمي"؛ للدكتور محي الدين الحلبي، ص 191- 194.
.
وقد ذكر الإمامُ ابن القيم في كتابه القيم "الطب النبوي" في أنواع الأمراض الأكثر انتشارًا بين الناس هي مادية؛ سببها الرئيس الزيادة على القدر الذي يحتاج إليه البدن، مما يلحق الضرر به، وعن سفيان الثوري قال: "إن أردت أن يصح جسمُك، ويقل نومك؛ فأقل من الأكل" "جامع العلوم والحكم"؛ لابن رجب الحنبلي (2/ 472)
.
النوع الثالث من الأضرار التي تلحق بالبدن بسبب الإسراف في الطعام:
ما يلحق بالقلب، والعقل، أو يؤثر فيهما سلبًا فيعوقهما عن بعض مهامِّهما، أو عن القيام بهذه المهام على الوجه الأكمل.
اعلم أن القلب والبدن هما أشرف أعضاء البدن؛ إذ بهما يكون التمييز، والإدراك، ومعرفة الحق والباطل، والصواب والخطأ في الأشياء والمحسوسات، وأخطر الأمراض ما يصيب أحدهما مما يؤثر في البدن تأثيرًا بليغًا بيِّنًا، وإليك بعض ما ذكر أهلُ العلم من هذه الأضرار:


جاء في وصايا لقمان لابنه: "يا بني، إذا امتلأتِ المعدة؛ نامتِ الفكرة، وخرستِ الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة"الإحياء للغزالي .
وقال الغزاليُّ في بيان فوائد الجوعِ، وآفات الشبع، وهي عشر فوائد قيمة، ذكر في الفائدة الأولى منها: "أن الشبع يورث البلادة، ويعمي القلب، ويكثر البخار في الدماغ؛ فيثقل القلب بسببه عن الجريان في الأفكار، وعن سرعة الإدراك"



، وذكر في الفائدة الثانية: "أن الشبع يفسد رقَّة القلب وصفاءَه، الذي به يتهيَّأ لإدراك لذَّة المثابرة، والتأثُّر بالذكر"، وأورد عن أبي سليمان الداراني قوله: "إذا جاع القلب وعطش، صفا ورَقَّ، وإذا شبع عمي وغلظ



وقال- رحمه الله- في الفائدة الخامسة: "إن الإفراط في الشبع يزيدُ في قوة الشهوات، وهي منشأ المعاصي"، ونقل عن ذي النون المصريِّ قوله: ما شبعتُ قطُّ إلا عصَيتُ، أو هممتُ بمعصية".
ونقل عن أبي سليمان الداراني- مرةً أخرى- قوله: "إن الشبعَ يُدخِلُ على البدن ستَّ آفاتٍ، فذكر منها: فقد حلاوة المناجاة، وتعذر حفظ الحكمة، وثقل العبادة، وزيادة الشهوات".
وقال ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم": "إنَّ قلَّة الغذاء تُوجِبُ رقَّة القلب، وقوة الفَهم، وانكسار النفْس، وضعف الهوى والغضب، وكثرة الغذاء توجب ضد ذلك"



ونقل عن محمد بن واسع قوله: "من قلَّ طعمه فهم وأفهم، وصفا ورق، وإن كثرة الطعام ليثقل صاحبه عن كثير مما يريد"جامع العلوم والحكم"؛ لابن رجب الحنبلي


، ونقل عن عمرو بن قيس قوله: "إياكم والبطنةَ؛ فإنها تقسِّي القلب"

، وعن الحسن البصري أنه قال: "لا تسكن الحكمة معدةً ملأى



وعن أبي عمران الجوني أنه قال: "من أحب أن ينور له قلبه، فليُقِلَّ طعمَه"

، وعن إبراهيم بن أدهم قال: "من ضبط بطنه، ضبط دينه، ومن ملك جوعه، ملك الأخلاق الصالحة، وإن معصية الله بعيدةٌ من الجائع، قريبةٌ من الشبعان، والشبع يميت القلب، ومنه يكون الفرح، والمرح والضحك".
وقال الإمام القرطبي في "تفسيره": "إن في قلة الطعام منافعَ كثيرةً، منها: أن يكون الرجل أصح جسمًا، وأجود حفظًا، وأزكى فهمًا، وأقل نومًا، وأخف نفسًا، وفي كثرة الأكل كظُّ المعدة، ونتن التخمة، ويتولد منه الأمراض المختلفة"تفسير القرطبي" (7/ 192)..


هذا عن الهدي النبوي ...
فماذا يقول الطب الحديث عن الإسراف ؟
يتبع



صانعة النهضة 2018-02-11 17:18

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
أقوى أنشوده عن الإسراف والتبذير في الطعام





صانعة النهضة 2018-02-11 17:23

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
خطورة الإسراف في الأكل


إن خطورة الإسراف في الأكل لا تختص بالسمين فقط بل والنحيل كذلك.

مع الإسراف في الطعام تتراكم المواد الغذائية والفيتامينات والأملاح المعدنية في الأجسام، فيسبب تراكمها أمراضاً عجيبة وعديدة، حتى إن لم تسبب زيادة في الوزن، وإليك هذه الأمثلة :

- زيادة الكولسترول تسبب تصلب الشرايين.


- أما زيت الذرة فيتحد مع نوع من الكولسترول ليؤكسده ويحوله إلى دهون سامة تتلف الشرايين.


- زيادة الكالسيوم تسبب حصوات بالكلى.

- زيادة المنغنيز تسبب شللاً رعاشاً.


- زيادة اليود تؤدي إلى قصور وظائف الغدة الدرقية.

- زيادة فيتامين c تؤدي إلى حموضة بالدم، الفشل الكلوي، حصوات بالكلى، وترسيبات الأوكسالات.


- زيادة النحاس تسبب تليفاً في الكبد وقصوراً في وظائفه.زيادة الحديد تؤدي إلى زيادة النوبات القلبية وتلف الشرايين

- زيادة فيتامين أ تسبب صداعاً وهياج أعصاب وعدم قدرة على التركيز وزغللة في النظر، ويصبح الجلد جافاً خشناً يفقد ليونته، ويتضخم الكبد والغدد الليمفاوية.


- زيادة فيتامين d تؤدي إلى زيادة الكالسيوم المتأين الذي يسبب القيء، وزيادة التبول.


- زيادة الكروم تسبب تقرحات بالجهاز الهضمي، وقصوراً بالكبد والكليتين، وتلفاً بالجهاز العصبي.


- زيادة الفانديوم تسبب الاكتئاب والجنونزيادة الكوبالت تؤدي إلى ضمور عضلة القلب، وقصور الغدة الدرقية.


- زيادة السيلينيم تؤدي إلى قيء وإعياء وتساقط الشعر والتهاب الجلد وقصور الكبد واكتئاب.


الخلاصة الحذر الحذر من الإسراف في كل شيء

فاخر الكيالي



صانعة النهضة 2018-02-11 17:43

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
القاعدة الثانية:

الأكل على قدر حاجة الجسم من الطعام:




أساسُ هذه القاعدة هو قول النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((ما ملأ آدم وعاءً شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنفَسه))
أخرجه الإمام أحمد (4، 132)، والترمذي في "سننه" (4/ 590/ رقم 2380)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (2/ 1111/ رقم 3349)، والطبراني في "الكبير" (20/ 272- 273/ رقم 644، 645)، والحاكم في "المستدرك" (4/ 121).

هذا الحديث أصلٌ من أصولِ الطب النبوي الشريف، إذا أُضِيفَ إلى آية الأعراف في القاعدة الأولى.

قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم": "هذا الحديث أصلٌ جامع لأصول الطب كلها،

وقد روي أن ابن ماسَوَيه، الطبيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات؛ سلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارستانات (
المارستان: دار المَرْضَى، أو المستشفى، كما في "الصحاح" (ص 621) )، ودكاكين الصيادلة"[65]،

قال العلامة السِّندي في شرحه لهذا الحديث: "لأن البطن سببُ غالبِ أمراض البدن، ولقيمات تصغير لُقْمة"،

ونقل عن الغزالي قولَه: "ذكر هذا الحديث لبعض الفلاسفة من الأطباء فعجب منه، وقال: ما سمعتُ كلامًا في قلة الأكل أعظمَ من هذا، والله إنه لكلام حكيم"
"سنن ابن ماجه" (4/ 48/ رقم 3349)،.

وقال العلامةُ أحمد الساعاتي في "الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد"، خلق الله البطن؛ لكي يتقوَّم به الصلب، وامتلاؤه يُفضِي إلى مضار كثيرةٍ، منها: كثرة المرض غالبًا، والكسل؛ فيمنعه التعبُّد، ويكثر فيه مواد الفضول، فيكثر غضبه وشهوته، وأكلات جمع أكلة؛ وهي: اللقمة؛
مختار الصحاح" (ص20)، في أن معنى الأكلة هي اللقمة، وهذا مما يفسر بعض روايات الحديث عند ابن ماجه وابن حبان بلفظ (لقمة) بدل (أكلة).

أي: يكفيه هذا القدر، في سد الرَّمَق وإمساك القوة في إقامة صلبه- وهو ظهره- بما يحفظه من السقوط، ويتقوَّى على الطاعة، وهذا غاية ما اختير للأكل
،
وقال الإمام ابن القيم في "الطب النبوي" في تعليقه على هذا الحديث: "أخبر النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه يكفيه لقيماتٌ يقمن صلبَه؛ فلا تسقط قوته، ولا تضعف معها، وهذا من أنفع ما يكون للبدن والقلب، فإنَّ البطن إذا امتلأ من الطعام؛ ضاق عن الشراب، فإذا أورد عليه الشراب؛ ضاق عن النفس، وعرض له الكرب والتعَب؛ مما يسبب فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع، فامتلاء البَطْن من الطعام مُضِرٌّ للقلب والبدن، هذا إذا كان دائمًا، أو أكثريًّا، وأما إذا كان في بعض الأحيان فلا بأس، فالشبع المفرط يضعف القوى والبدن، وإن أخصبه، وإنما يقوى البدن بحسب ما يقبل من الغذاء، لا بحسب كثرته[69]،

ومن المعلوم أن الطعام ضروريٌّ؛ لقوام الحياة، فلا يستطيع الإنسان أن يعيش بلا طعام أو شراب، سوى أيام معدودة، وقد ذكرنا فيما سبق أن حاجة الجسم للطعام تتفاوتُ بحسب الأجسام، والأعمار، والأعمال، والبلاد، كما ذكر ابن العربي في "أحكام القرآن"، والاعتدال والوسطيَّة في تقدير حاجة الجسم من الطعام، هو الذي عناه- صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الآنف الذكر، وسبيل معرفة ثلث الطعام، وثلث الشراب، وثلث النفس، بيَّنها العلماء؛ فقد ذكر الإمام الغزاليُّ في "الإحياء": أن مقدار نصف مد من الطعام
مقدار المد بالوزن: يعادل 687 جرامًا
وهو يعادل رغيفًا وشيئًا، ويشبه أن يكون هذا مقدار ثلث البطن في حق الأكثرين، كما ذَكَرَه النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو فوق اللقيمات؛ لأن هذه الصيغة في الجمع للقلة، فهو لما دون العشرة، وقد كان ذلك عادة عمر- رضي الله عنه- إذ كان يأكل سبع لُقَمٍ، أو تسع لقم
"الإحياء"؛ للغزالي (3/ 89)..

وقال ابن القيم في "الطب النبوي" في تعليقه على حديث القاعدة:

ومراتبُ الغذاء ثلاثةٌ

أحدها
:مرتبة الحاجة
والثانية: مرتبة الكفاية
والثالثة: مرتبة الفضلة

فأخبر النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوتُه، ولا تضعف معها، فإن تجاوزها فيأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب[72].


ماذا يقول الطب الحديث عن إعطاء الجسم أكثر من حاجته ؟
يتبع


صانعة النهضة 2018-02-11 17:52

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 

الأكل على قدر حاجة الجسم من الطعام:

الإكثار في تناول الطعام من أكثر العادات الغذائية انتشاراً وأكثرها خطورة ، فمن الطبيعي في المناسبات والاحتفالات والأعياد أن تقوم بتناول الطعام بمعدل يزيد عن المعدل الذي تعودت عليه في نظامك الغذائي اليومي.

ولكن يبدو أن البعض قد عود نفسه على أكل كميات كبيرة من الطعام حتى يشعر بالشبع طوال الوقت، والنتيجة الحتمية لذلك هي السمنة التي تشكل عاملاً كبيراً في حدوث الكثير من الأمراض، وذلك لأن تناول كميات كبيرة من الطعام يمثل عبئاً ضاغطاً على الجهاز الهضمي وغيره من أعضاء الجسم حيث تؤدي كثرة الطعام إلى أن تعمل هذه الأجهزة بشكل زائد مما يؤدي إلى إضعافها.


- من العادات السيئة التي تسبب في مثل هذا الأكل الزائد وضع الأطعمة المغرية تحت نظرالإنسان سواء على طاولة المطبخ أوفي مكان آخر يسهل رؤيته والوصول إليه.

فوفقاً لدراسة أجريت بواسطة “بريان وانسينك” مدير جامعة كورنيل للغذاء في إيثاكا بنيويورك، فإن الموظفين حينما توضع على مكاتبهم أطباق الحلوى في شكل واضح فإنهم يذهبون إلى تناولها بنسبة 71% أكثر من هؤلاء الذين وضعت أمامهم أطباق غير معلوم ما بها.


https://www.xn--lgbbz3e9a.net/wp-con...od-400x310.jpg

وينصح وانسيك بعدم وضع الوجبات الخفيفة المغرية والغير صحية أمام نظرك، حيث يجب أن تحفظها بعيداً عن مستوى نظرك، بينما حاول أن تبقي على الفاكهة والخضروات أمام عينيك بشكل واضح.



- لذلك يستحسن الإمتناع عن تناول عبوات الوجبات الجاهزة في الخارج:


سواء في الطريق أو العملك مثل رقائق البطاطس أو المقرمشات أو الكعك أو الآيس كريم، فإنه من السهل جداً أن تأكل كميات كبيرة دون أن تشعر بذلك. وهذه هي الخطورة، . فإذا كنت في الخارج وشعرت بالجوع، يمكنك السيطرة على نفسك .


مع القاعدة الثالثة :
القاعدة الثالثة: الحميَّة أصلٌ من أمن أصول صحة جسم الإنسان:

يتبع



صانعة النهضة 2018-02-11 18:09

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
القاعدة الثالثة: الحميَّة أصلٌ من أمن أصول صحة جسم الإنسان:

يقصد بالحمية: احتماء الإنسان من الطعام، سواءٌ كان مريضًا أم سليمًا، وإن كانت تُطلَق في حق المريض أكثر"اللسان" (14/ 199)، و"بذل المجهود في حل أبي داود" (16/ 186) للسهارنفوري، و"تحفة ابن البيطار" ص61، و"الآداب الشرعية والمنح المرعية"؛ للمقدسي (2/ 370) و"فتح الباري"؛ لابن حجر (10/ 140).

والمعلوم أنَّ للطعام شهوةً ولذةً ينجذبُ بسببها الشَّرِه من الناس، والذي لا يَضبِط نفسَه عند رؤية الطعام اللذيذ، ذي النكهة العطرة، والإعداد الأنيق، والمنظر البديع.

وقد ورد عن النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه دخل ومعه علي بن أبي طالب بيتًا فيه دوالٍ (جمع دالية: وهي العذق من البُسْرِ يعلق، فإذا أرطب أكل، و(مه) كلمة كَفٍّ وزجر) معلَّقة، فجعل رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- يأكل، وعليٌّ معه يأكل، فقال رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- لعلي: ((مه مه، يا علي؛ فإنك ناقِهٌ"الطب النبوي"؛ لابن القيم (ص13) )) فجلس عليٌّ، والنبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- يأكل، فجيء لهم بسلق وشعير، فقال النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((يا علي، مِن هذا فَأَصِبْ؛ فإنه أوفق لك))،أخرجه الترمذي (4/ كتاب الطب/ 382/ رقم 2037)
قال الموفَّق البغدادي في شرحه لهذا الحديث في الأربعين الطبية المستخرج من سنن ابن ماجه:


في هذا الحديث الأمرُ بالحمية وأن الناقِهَ ينبغي له أن يحتفظ على نفسه، ولا يمرجها المرج: الخلط، انظر: "مختار الصحاح" (ص620). مرجَ الأصِحَّاء،

والناقه هو الذي خلص من المرض، وهو متحرك إلى الصحة الوثيقة، ولم تحصل له بعدُ صحةٌ تامة، وأعضاؤه ضعيفة، وكذلك هضمه، وأفعال أعضائه فهي سهلةُ القَبُولِ للآفات، وأيضًا فإنَّ الناقه إلى ما يزيد في جوهر أعضائه، ويكون مع ذلك سريعَ النُّفوذ: كالسَّلق والشعير مطبوخَينِ، والناقِهُ ضعيفُ الهضم. الأربعين الطبية"؛ للبغدادي (ص 38- 41).

وقال العلامةُ أحمد الساعاتي في "الفتح الرباني": فيه أن المريض في دَوْرِ النقاهة يشتهي الطعامَ والأكل، فلا يُعطَى كل ما تشتهيه نفسه، إلا ما كان خفيفًا على المعدة، فلا بأس به.

وقال عبدالملك بن حبيب في "الطب النبوي" فيما جاء في حمية المريض، فيما سمعه عن بعض الأطباء والحكماء:

رأس الطب الحمية، ثم قال: وقد حمى رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- وأمر بالحمية عمرَ بن الخطاب، وغيرَه من الصحابة، وبلغني أن عمر قال للحارث بن كلدة: ما الدواء؟ قال: الحمية، ثم فال أيضًا في تعليقه وشرحه لحديث علي السابق: وكانت عائشة- رضي الله عنها- تحمي المريض؛ أي: تأمره بالحمية"الطب النبوي"؛ لابن حبيب (ص 42- 43)، وقد سبق الإشارة إلى ما نسب لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- من قوله: ((المعدة بيت الداء والحمية هي الدواء)) في أول البحث


وقال الدكتور علي البار في شرحه وتعليقه على كتاب "الطب النبوي"؛ لعبدالملك بن حبيب: "الحمية من أنواع الطعام، أمرٌ يمارسه الأطباء يوميًّا، فمريضُ السُّكَّر لديه قائمةٌ طويلةٌ من الأطعمة الممنوع تناولها، وكذلك مريض ضغط الدم، ومريضُ الكُلَى، ومريض المعدة، والأمعاء، والمصاب بارتفاع الدهنيات في دمه له حمية خاصة، كما أن هناك الحميةَ العامةَ للتخفيف من آثار السمنة""الطب النبوي"؛ لعبدالملك بن حبيب، ص 46. ،

وذكر الإمام أبو حامد الغزالي في "الإحياء": أن هارون الرشيد الخليفة العباسي اجتمع عنده أربعةٌ من الأطباء، فطلب منهم أن يَصِفُوا له الدواءَ الذي لا داء فيه، فذكر الرابعُ منهم: ألا يأكل الإنسان حتى يشتهيَ الطعام، وأن يرفع يده وهو يشتهيه، إحياء علوم الدين" (3/ 87)، و"الآداب الشرعية والمنح المرعية"؛ .

وذكر الغزالي أيضًا في كتاب آداب الطعام في القسم الثالث فيما يستحب بعد الطعام: أنه يستحب الإمساك قبل الشبع
، وقال أيضًا: إن رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- والصحابة لم يكونوا يأكلون إلى تمام الشبع

، فالحمية من أنفع الأدوية قبل الداء؛ فتمنع حصوله، وإذا حصل؛ فتمنع تزايده، وانتشاره."راجع زاد المعاد"؛ لابن القيم (4/ 105)، و"الآداب الشرعية والمنح المرعية"؛ لابن مفلح (2/ 370)




فماذا يقول الطب الحديث عن أهمية الحمية ؟

يتبع

صانعة النهضة 2018-02-11 18:13

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
الحمية أو الغذاء الصحي


إنّ لاتبّاع نظام غذائي صحي أهمية كبيرة تعود على جميع أجزاء الجسم بالفائدة؛ فهو يسانده في أداء وظائفه المختلفة، ويساعد على حماية الخلايا من الأضرار البيئية وإصلاح التالف منها؛

حيث يساعد البروتين على إعادة بناء الأنسجة المصابة، ويقوم بتعزيز عمل جهاز المناعة،
في حين تُوفّر الكربوهيدرات والدهون الطاقة اللازمة للجسم،
وتدخل كل من الفيتامينات والمعادن في عمليات الجسم المختلفة؛
فعلى سبيل المثال يعمل فيتامين ج، وفيتامين أ، بالإضافة إلى فيتامين هـ (بالإنجليزية: Vitamin E) كمضادات أكسدة ضد السموم المختلفة،

وأما بالنسبة لعائلة فيتامين ب فهي تساعد الجسم على استخراج الطاقة من الغذاء، ويحافظ كل من الفسفور والكالسيوم على قوة العظام وصحتها، بالإضافة إلى الصوديوم والبوتاسيوم اللذين يقومان بمساعد الجسم على نقل الإشارات العصبية.


القاعدة الرابعة:
تنظيم أوقات الطعام، وتجنب الأكل بين وجبات الطعام بإدخال طعام على طعام:

يتبع

صانعة النهضة 2018-02-12 18:28

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
القاعدة الرابعة:

تنظيم أوقات الطعام، وتجنب الأكل بين وجبات الطعام بإدخال طعام على طعام:






وهذه القاعدة مما أهمله كثيرٌ من الناس، فالمتعارَفُ عليه عند الناس أن وجبات الطعام ثلاثٌٌ: إفطار، وغداء، وعشاء، والناس مختلفون في أي هذه الوجبات الثلاث هي الرئيسية؟



فأكثرهم يجعلها الغداء، وبعضهم يجعلها العشاء، والقليل منهم تكون وجبته الرئيسية هي الإفطار.
وتختلف مدة هضم الطعام في المعدة ما بين ساعتين، في الطعام اليسير المكوَّن من صِنفٍ، أو صِنفين من الأطعمة الخفيفة: كالفواكه، والعصائر، والحليب، وما شابهها.


وبعضٌ آخر تستغرق مدة هضمه من أربع إلى خمس ساعات، إذا حَوَى الطعام أصنافًا متعدِّدةً من المأكولات غير ما ذكرنا.


وقد تمتدُّ مدة الهضم إلى سبع ساعات، إذا كان الطعام يحتوي على شحومٍ، ومواد دهنية كثيرة (راجع: "الطب الإسلامي العقلي والنفسي والجسمي"؛ للدكتور محيي الدين العلي، ص 188-190، و"تحفة ابن البيطار" ص 61.)


، فعلى هذا ينبغي على الإنسان إذا أكل وجبةً متوسطةً، يستغرق هضمها ما بين أربع إلى ست ساعات، ألا يأكلَ طعامًا آخرَ في أثناء هضم الطعام الأول، بل ينبغي عليه أن يريحَ المعدة أيضًا، بعد عملية الهضم لمدةِ ساعتَينِ أو ثلاثًا؛ حتى تستعيدَ قوتها، ونشاطها، وترتاح من عناء الهضم الذي استغرق خمس أو ست ساعات متواصِلة.


لكن المُشاهَد في حياة كثيرٍ من الناس، أنه إذا تناول وجبةً صفتها كالذي ذكرته، ثم زار صديقًا، أو دُعِيَ إلى وليمةِ عُرْسٍ، أو عقيقة، أو مناسبة، فإنه لا يتردَّد في الأكل؛ إما شرهًا، أو استحياء، وهذا هو المُضِرُّ بجسم الإنسان وصحته.
فقد سُئِلَ الحارث بن كلدة عن الداء الدويِّ (أي: المرض العضال.) الذي قتل البرية وأهلك السباع في البرية، فقال: إدخال الطعام على الطعام قبل الانهضام،راجع: "جامع العلوم والحكم"؛ لابن رجب (2/ 469).


وسُئِلَ جالينوس: مالَكَ لا تمرضُ؟ فقال: لأني لم أدخل طعامًا على طعام،راجع: "الآداب الشرعية والمنح المرعية"؛ للمقدسي (2/ 390).


وأوصى أحد الأطباء المأمون الخليفةَ العباسي بخصالٍ مَنْ حفظها، وعمل بها، فهو جديرٌ ألا يمرض إلا مرض الموت، فذكر منها: لا تأكل طعامًا، وفي معدتك طعامٌ.

ومما قيل في ذلك شعرًا ما رُوِيَ عن الإمام الشافعي- رحمه الله تعالى- قوله "ديوان الإمام الشافعي- رحمه الله "، ص 74
:

ثَلاَثٌ هُنَّ مُهْلِكَةُ الأَنَامِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَدَاعِيَةُ الصَّحِيحِ إِلَى السِّقَامِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

دَوَامُ مُدَامَةٍ وَدَوَامُ وَطْءٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَإِدْخَالُ الطَّعَامِ عَلَى الطَّعَامِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif





واعلم أنه لم يردْ في الشرع الحكيمِ- لا في الكتاب ولا في السُّنَّة- تحديدُ عدد وجباتِ اليوم الواحد.


وقد أورد الإمام الغزالي- رحمه الله- تعالى بعض الأحاديث التي تحدِّدُ عدد الأكلات في اليوم والليلة، ولكنها أحاديث لم تثْبت عن رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- أو أنها أحاديث ضعيفة، كما أشار إلى ذلك الحافظ العراقي في تعليقه عليها،


وقد ذكر الإمام الغزالي- رحمه الله- أيضًا: أن عادة السلف أنهم كانوا لا يأكلون إلا أكلةً واحدة في اليوم، فالله أعلم بصحة ذلك، فإن كان صحيحًا، فربما يُعلل لشدة فقرهم وضيق الحال في تلك الأزمان، والله أعلم، وقيل لسهل التُّستَري: الرجل يأكل في اليوم مرة؟ قال: أكل الصِّدِّيقين، قيل: فمرَّتين، قال: أكل المؤمنين.منهاج اليقين شرح أدب الدنيا والدين" (2/ 557) لأويس وافا الأرزنجاني.



وقال الحكماءُ: الأصلح في كل يومَين وليلتين ثلاث أكلاتٍ وقت البرد، وقال بعضهم: في كل يوم وليلة أكلةٌ، وهي عند إفطار الصائم، ولا بأس بما تعوَّد عليه الناس من الغداء والعشاء، بكرة وعشيًّا، مع القدر اليسير من المطاعم.راجع: "الرحمة في الطب والحكمة"؛ للسيوطي، ص 20.

وقد ذكر لي أحدُ الفُضَلاء ممن درس في أمريكا، عندما كنت أُلقِي بعض الدروس العلمية عن هذا الموضوع، فقال: لقد أجرى الأمريكان تجربةً على قردَين تَوْءَمَيْن في تنظيم الوجبات، وأثر ذلك على صحة الحيوانات، حيث وُضِعَ هذان التوءَمان في قفصين متجاورَينِ لمدَّة خمس سنوات: أما أحدهما فكان يُكَبُّ له الطعامُ كبًّا، حتى يكون متوفرًا له في كل وقت وحين، يأكل منه متى شاء، وكيفما شاء، وأما الآخر فكان يوضع له ثلاث وجبات بقدرٍ معلوم، في زمن محدد مقدر: صباحًا، وظهرًا، وليلاً، وبعد نهاية المدة كان القرد الأول كجد أخيه شكلاً، ونشاطًا، وحيويةً، فقد انحنى ظهره، وسال لُعابُه على فمه، وضَعُفَت حركته، وقلَّ نشاطه، وأما الآخر فكان كثيرَ الحركةِ، معتدلَ الجسم، مفعمًا بالحيوية والنشاط، فقلتُ: إن في ذلك لذكرى، فقد يتعلم الإنسان شيئًا من تدبير أمور حياته ومعاشه من الحيوان.



فماذا يقول الطب الحديث اليوم ؟
يتبع


صانعة النهضة 2018-02-12 18:33

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 

اجتناب الأكل باستمرار ودون الإحساس بالجوع


اجتناب الأكل باستمرار ودون الإحساس بالجوع
مع توفر الأكل وتعدده ومع ظهور المواد المعلبة، أصبح الأكل يتم في أي وقت بل في كل وقت.

وهذه المعضلة هي التي ترهق الجهاز الهضمي، نظرا إلى إفراز الأنزيمات المتواصل، خصوصا في المعدة والأمعاء، وإفراز الصفراء من المرارة لاستحلاب الدهون.

ويؤدي هذا الوضع إلى توفر المركبات الكيماوية بكثرة، لتفوق الكمية التي يحتاج إليها الجسم لبناء الأنسجة البنيوية.

ويشتمل الأكل المتواصل على سكريات بكثرة، خصوصا إذا كان النظام الغذائي يفتقر إلى مواد تشتمل على ألياف خشبية للتخفيف من حدة الأثر على المعي الغليظ، كالخضر والفواكه والنشويات.

وإذا كان الأكل متواصلا لمدة تفوق عشر ساعات، فإن المعدة والأمعاء تتعرض للخطر. ولعل ما يشغل الناس حاليا هو ظهور أعراض بالجهاز الهضمي، وأصبح جلهم يشتكي من الغازات في الأمعاء وبعض الألم في المعدة والأمعاء.

وهناك بعض العادات الغذائية الخاطئة التي يظن أصحابها أنها ذات مزايا للجسم، بينما هي في الأصل مخربة لهذا الجسم.

ومن ضمن هذه العادات تناول وجبات خفيفة في أوقات ما بين الوجبات، بزعم تزويد الجسم بالطاقة، وغالبا ما تكون هذه الوجبات الخفيفة في العاشرة، مثلا، وبعد العصر، وربما تكون في أي وقت؛ وهذه الممارسة هي من أبشع ما يمكن أن نحذر منه في علم التغذية، ذلك أن الجسم في حالة الإحساس بالجوع، يعود إلى الزوائد المخزنة من سكريات وشحوم، فيتم هدم ما زاد على الحاجة، أما إذا زودناه بطاقة إضافية دون الإحساس بالجوع فلن يستطيع أن يستهلك الطاقة المخزنة، وبذلك لا يمكنه التخلص من هذه الزوائد. فالجسم ليس محركا بحيث يتوقف كلما نفد منه الوقود. وكل الأحياء تتكيف مع الظروف الصعبة بما في ذلك البكتيريا.

ولا داعي إلى التخوف من عدم تناول الطعام. وتناول الطعام باستمرار يعني بالنسبة إلينا في علم التغذية جعل المعدة في حالة إفراز مستمر للعصارة المعدية التي تؤثر بدورها على الأمعاء، فالمعدة تعمل على pH 2 بينما يعمل المعي الدقيق على pH 8.2، وكلما كانت الإفرازات المعدية بكثرة وباستمرار نقص نشاط الأنزيمات التي تعمل في المعي الدقيق لأنها لها pH أقصىOptimal pH تعمل جيدا كلما تحقق.

وإذا كان لا بد من هذه العادة، فإننا لا ننصح بأكثر من شرب الماء على حرارة عادية وليس باردا، أو أي شراب آخر ساخن، أو تناول بعض الفواكه الجافة مثل التمر أو التين، وربما يكون تناول الطعام بين الوجبات من التصرفات التي تعرقل التوازن الفايسيولوجي للجسم، وكلما توقف الجسم عن تناول الطاقة لمدة معينة سهل ضبط الوظائف والمفاعلات الكيماوية الداخلية، ليبقى الجسم سليما من كل خلل.

إن أحسن وأمثل وقت للأكل هو وقت الإحساس بالجوع، وليس كما هو معهود الآن لدى كل الناس في الصباح والزوال والمساء. فربما كان هذا الوقت من العوامل الأساسية لصحة الإنسان.

وقد كانت وجبة الفطور أو الوجبة الصباحية هي الوجبة الأساسية، لكن في العصر الحاضر أصبحت وجبة وسط النهار هي الوجبة الأساسية.

ويرتبط الأكل دون الإحساس بالجوع، وهي عادة تشبه العادة التي تكلمنا عنها سابقا، بفقدان الشهية وعدم الرغبة في الأكل في الصباح على الخصوص، لأنها لا تترك للجسم الوقت الذي يضبط فيه الخصائص الفايسيولوجية، وكل الناس يتبعون هذه العادة الغذائية السيئة، فقد يكون الشخص لا يحس بالجوع، ويجد نفسه أمام وجبة غداء أو عشاء، وهما الوجبتان اللتان يكثر فيهما الناس من الأكل، وتكونان كذلك متقاربتين، لأن وجبة الفطور تكون بعد وقت طويل، بالنظر إلى الساعات التي يخلد فيها الإنسان للنوم ليلا، وإلا كان الأكل في الليل كذلك.

والأكل بدون الإحساس بالجوع يحول دون استنفاد الجسم للمواد الاقتياتية، فتجعله يخزن الكثير منها حول الحزام، وحول الأعضاء، وتنتفخ شحمة المستقيم والبطن، فيختل توازن الجسم الفايسيولوجي، ويتشوه شكل الجسم، كأن يخرج البطن أو يتضخم الحزام أو يلتقي الفخذان.
وكل الأعراض الفايسيولوجية تترتب عن الزيادة في الوزن التي يسببها الأكل دون الإحساس بالجوع، وعدم الحركة، وكذا تناول بعض العقاقير.


ويحدد العلماء الوقت الذي يحتاج فيه الجسم إلى المغذيات في لحظة الإحساس بالجوع، وهو الناقوس الذي يضربه الجسم لما يستنفد كل المغذيات. ويستعمل الإحساس بالجوع كمؤشر أو كعلامة يمكن أن يضبط بها الشخص التوازن الغذائي من حيث الكمية.

وليس هناك ما يمكن أن نعتمد عليه من الناحية العلمية ليجعل هذا الضبط سهل المنال، بحيث يمكن أن يطبقه الناس في حياتهم اليومية، ولذلك بقي هذا الأمر بين أخذ ورد لأن الأجسام الحية ليست آلات تضبط بمعايير مادية.

وبما أن الأكل غريزة في الإنسان فإن ضبطه ليس بالأمر السهل، لكن علم التغذية الحديث تمكن من ضبط هذا الأكل بالصيام؛ وحتى يكون هذا العامل فاعلا، فإن الإسلام جعله مفروضا أو داخلا في إطار ما يصطلح عليه بالأحكام التكليفية. ويتشدد علم التغذية إزاء كثرة الأكل، والأكل في كل وقت مذموم في الشريعة الإسلامية التي ترغب في الزهد وتحبب في القناعة، وهي الضوابط التي يتم بها النظام الغذائي خشية السقوط في الإسراف فيكون الضرر.

ونلاحظ أن النظام النباتي نجح وأعطى نتائج هائلة لأنه نظام عقدي وليس نصائحي كما يفعل الطب الحديث.

وهناك من زعم أن الأكل يكون وقت كل صلاة، وهذا الزعم نعتبره جهلا ذريعا وتضليلا خطيرا لأن أوقات الصلاة يجب أن تكون بعيدة عن وقت الأكل، وهو العكس تماما لما زعمه بعض من تكلم في الموضوع. ولازلنا نحذر من هذه النصائح التي لا ترتكز على أساس علمي، وأصحابها ليسوا متخصصين في الميدان، فهناك أضرار ترتبت عن نصائح خاطئة ومتهورة، ونحن نصحح هذه الأخطاء لكي لا يقع هذا الضرر.

والقاعدة العامة في علم التغذية هي أن يتوقف الشخص عن الأكل، باستثناء الماء، لمدة ست ساعات بعد كل وجبة ثقيلة، يعني مشتملة على لحوم أو قطان أو ألبان. لكن تناول الفواكه، سواء كانت طرية أو جافة، لا يضر؛ وهي المواد الغذائية المسموح بها للذين يعملون بالتوقيت المستمر.

الدكتور : محمد فائد


القاعدة الخامسة: اختيار أفضل أنواع الطعام، وتجنُّب أردئه:
يتبع



ناصر الاسلام 2018-02-12 22:06

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
موضوع رائع
جزاك الله خيرا

صانعة النهضة 2018-02-14 16:43

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
القاعدة الخامسة: اختيار أفضل أنواع الطعام، وتجنُّب أردءه:


هذه القاعدة مما يهمله أيضًا كثيرٌ من الناس؛ لعدم معرفتهم بما يفيد من الطعام لجسم الإنسان وصحته، وإن كان طعامه أحيانًا ليس فيه مما في كثيرٍ من المطعومات من حلاوة طعم، أو نضارة منظر، أو شكل أو نكهة، أو رائحة تخلب العقل، وتُهيِّج الطبع،



ومن المعلوم لدى العُقَلاء أن الإسلام اعتبر الطعام والغذاء وسيلةً لا غايةً، فالغذاء والطعام وسيلةٌ ضروريةٌ لا بد منها لحياة الإنسان، والقصد منها بناءُ جسم الإنسان؛ لتعويضه ما يفقده؛ بسبب مجهوداته المختلفة، والمحافظة على نموه نموًّا سليمًا، ولحفظه من الأمراض التي تعترض حياة الإنسان، ثم إعطاء الجسم القدرة والقوة الكافية؛ للمحافظة على أجهزته وأعماله (من كتاب "الوجيز في الطب الإسلامي"؛ للدكتور هشام الخطيب، ص 79، بتصرف يسير).


وقد قسَّم الأطبَّاء علماءُ التغذية وظائفَ الطعام في جسم الإنسان إلى ثلاثِ وظائف رئيسيةٍ هي:

1-الحصول على الطاقة والحرارة.

2-بناء وتعويض أنسجة الجسم.

3- تنظيم أعمال الجسم الداخلية، والوقاية من الأمراض.
وهذه الحاجات لا يمكن سدُّها إلا عندما تتوفر في الغذاء عناصرُ رئيسية، وهي ستة أنواع:


يتبع





صانعة النهضة 2018-02-19 14:02

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
وهذه الحاجات لا يمكن سدُّها إلا عندما تتوفر في الغذاء عناصرُ رئيسية، وهي ستة أنواع:


1- الكربوهيدرات.
2- البروتينات.
3- الدهون.
4- الأملاح المعدنية.
5- الفيتامينات.
6- الماء.

وهذه العناصر الرئيسية في الطعام والغذاء، موجودة في الأنواع الآتية من الأطعمة:


1- الكربوهيدرات، موجودة في: السكريات، والنشويات.


2- البروتينات، موجودة في: الحبوب، واللحوم، والكبد، والعسل الأسود.


3- الدهون، وتوجد في: الشحم الأسود، والزبد، والسمن، والبيض، وزيت الزيتون، والسمسم.


4- الأملاح المعدنية، وتتوفَّر في: الحليب، ومشتقاته.


5- الفيتامينات، وتوجد في: الكبد، والكُلَى، والحليب، والقشدة والخضروات، والفواكه، لا سيما الطازج منها والطري.


6- الماء .راجع: "الوجيز في الطب الإسلامي"؛ للدكتور هشام الخطيب ص 79- 82، و"الموسوعة الطبية الفقهية"؛ للدكتور أحمد كنعان، ص 663، و"الغذاء يصنع المعجزات"؛ لمايلورد هاوزر، ترجمة أحمد قدامة،




وهذه العناصر الستة التي يجب أن تتوفر في أنواع الطعام والغذاء لسد حاجة الجسم، قد عرفها الأقدمون من علمائنا- رحمهم الله تعالى- فقد ذكر الإمام الغزاليُّ- رحمه الله تعالى- في أنواع الطعام فقال: أعلى الطعام مخُّ البُرِّ ،المخ: هو الخالص من كل شيء، راجع: "مختار الصحاح"، ص 617

فإن نُخِلَ، فهو غاية الترفُّه، وأوسطه شعيرٌ منخولٌ، وأدناه شعير لم ينخل، وأعلى الأدم اللحمُ والحلاوةُ، وأدناه الملح والخل، وأوسطه المزورات بالأدهان من غير لحم.راجع: "الإحياء"؛ للغزالي (3/ 91)، ومعنى المزورات: الحساء والشوربة، راجع: "الطب النبوي"؛ لابن القيم، ص 237

ولو تأمَّلنا طعامَ رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- لوجدناه يحتوي على جُلِّ ما سبق ذكره، قال ابن القيم في "زاد المعاد": كان- صلَّى الله عليه وسلَّم- يأكل ما جرت عادة أهل بلده، بأكله من اللحم، والفاكهة، والخبز، والتمر، وغيره، وكان يأكل الرُّطَبَ والبِطِّيخَ، وإذا عافت نفسُه شيئًا لم يأكلْه، ولم يحمِّلْها إياه على كُرْهٍ، وهذا أصلٌ عظيمٌ في حفظ الصحة،
راجع: "زاد المعاد"؛ لابن القيم (4/ 217)


وكان يحب الحلواء، والعسل، وهذه الثلاثة- أعني: اللحم، والعسل، والحلواء- من أفضل الأغذية، وأنفعها للبدن، والكبد، والأعضاء، وللاغتذاء بها نفعٌ عظيم في حفظ الصحة والقوة



، وكان يأكل الخبز مأدومًا، ما وجد له إدامًا، فتارةً يأكله باللحم، ويقول: ((هو سيد طعام أهل الدنيا والآخرة))،أخرجه ابن ماجه (2/ كتاب الأطعمة/ 1099/ رقم 3305)، والطبراني في "الأوسط" (7/ 320


وتارة بالبطيخ، وتارة بالتمر، وتارة بالخل راجع: "زاد المعاد"؛ لابن القيم (4/ 219).


ولو رجعنا إلى باب الأطعمة في بعض كتب السنة: كصحيحي البخاري، اجع: "فتح الباري بشرح صحيح الإمام البخاري" (9/ 427- 499)
ومسلم،"صحيح مسلم" (4/ 1568- 1633).
وسنن أبي داود، راجع: "سنن أبي داود" (3/ 340- 363).
والترمذي، "سنن الترمذي" (4/ 250- 285).
وسنن ابن ماجه،"سنن ابن ماجه" (2/ 1083- 1118


في نوع مطعومات ومآكل رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- لوجدنا ما ذكره ابن القيم- رحمه الله تعالى.


هيئة الجلوس للطعام

يتبع



صانعة النهضة 2018-02-20 13:10

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
هيئة الجلوس للطعام





هيئة الجلوس للطعام مما يساعد، أو يعيق في هضْم الطعام وأكله، وهو أدبٌ من الآداب الإسلامية التي راعاها الإسلام، ونبَّه عليها صفوةُ الخلق رسولُنا محمد- عليه الصلاة والسلام- وقد ذكر العلَّامة ابن القيم- رحمه الله تعالى- في كتابه القيم "الطب النبوي" فصلين مختصرين عن ذلك ،راجع: "الطب النبوي"؛ لابن القيم ص172- 184.


وأنا أورد هنا خلاصتهما:

قال ابن القيم- رحمه الله تعالى-: بابٌ في هديه- صلَّى الله عليه وسلَّم- في هيئة الجلوس للأكل.

صَحَّ عنه- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: ((لا آكل متكئًا))،أخرجه البخاري (9/ أطعمة/ 451/ رقم 5398- 5399)، وأبو داود (3/ أطعمة/ 348/ رقم 3769)



قال ابن القيم- رحمه الله تعالى-: وقد فُسِّر الاتكاءُ بالتربُّع، وفسر الاتكاءُ على الشيء: وهو الاعتمادُ عليه، وفسر الاتكاء على الجنب، والأنواع الثلاثة من الاتكاء، فنوعٌ منها يضرُّ بالأكل، وهو الاتكاء على الجنب، فإنه يمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئته، ويعوقه عن سرعة نفوذه إلى المعدة، ويضغط المعدة فلا يستحكم فتحها للغذاء، وأيضًا فإنها تميل، ولا تبقى منتصبةً فلا يصلُ إليها الغذاءُ بسهولةٍ.راجع: "زاد المعاد"؛ لابن القيم (4/ 220- 221)

وروي عنه- عليه الصلاة والسلام- أنه: "نهى أن يأكل الرجل وهو منبطحٌ على وجهة" أخرجه ابن ماجه (2/ كتاب الأطعمة/ 1118/ رقم 3370)، والانبطاح: الافتراش والانبساط، كما في "اللسان" (2/ 412)


، وقال ابن القيم- رحمه الله تعالى-: ويذكر عنه- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه كان يجلس للأكل متورِّكًا على ركبتَيْهِ، ويضع بطن قدمه اليُسرَى على ظهر قدمه اليمنى؛ تواضعًا لربه- عز وجل- وأدبًا بين يديه؛ لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعي الذي خلقها الله- سبحانه- عليه مع ما فيه من الهيئة الأدبية.

وأجود ما اغتذى عليه الإنسان إذا كانت أعضاؤه على وضعها الطبيعي، ولا يكون كذلك إلا إذا كان الإنسان منتصبًا الانتصابَ الطبيعي، وأردأ الجلسات للأكل الاتكاءُ على الجنب؛ لأن المرِّيء وأعضاءَ الازدراد تضيق عند هذه الهيئة، والمعدة لا تَبْقَى على وضعها الطبيعي؛ لأنها تنعصر مما يلي البطن بالأرض، ومما يلي الظهر بالحجاب الفاصل بين آلات الغذاء، وآلات النفس ،راجع: "زاد المعاد"؛ لابن القيم (4/ 221- 222).


وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح": حكى ابن الأثير في "النهاية": أن من فسَّر الاتكاء بالميل على أحد الشقَّين تأوَّله على مذهب الطب، بأنه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلاً، ولا يسيغه هنيئًا وربما تأذَّى به، وقال أيضًا: واختلف العلماء في عِلَّة الكراهة، وأقوى ما ورد في ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة، من طريق إبراهيم النخعي قال: "كانوا يكرهون أن يأكلوا اتِّكاءة؛ مخافةَ أن تعظم بطونهم" من كتاب "فتح الباري بشرح صحيح البخاري"؛ للحافظ ابن حجر (9/ 451- 452).





القاعدة السابعة (الأخيرة):
وصايا وتوجيهات عامةً في المأكل والمشرب؛ للعناية بالصحة، والوقاية من الأمراض.
يتبع




صانعة النهضة 2018-02-27 17:54

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
القاعدة السابعة (الأخيرة):
وصايا وتوجيهات عامةً في المأكل والمشرب؛ للعناية بالصحة، والوقاية من الأمراض.


هذه القاعدة عبارةٌ عن مجموعة أقوال متفرقة، قالها بعض الأطباء من المسلمين وغيرهم، وذكرها بعض العلماء والحكماء في حفْظ صحة جسم الإنسان، في المأكل والمشرب، أحببتُ أن أختم بها هذا البحث فتكون مسكَ الختام
(كما فعل ذلك العلامة ابن القيم، في نهاية كتاب "الطب النبوي"، حيث قال: وقد رأيت أن أختم الكلام بفصل مختصر عظيم النفع، في المحاذير والوصايا الكلية النافعة لتَتِمَّ منفعة الكتاب.)




ووضعتُها على شكل نقاطٍ متدرِّجةٍ، استخلصتُها من كتاب "الطب النبوي"؛ لابن القيم، وكتاب "إحياء علوم الدين"؛ للغزالي، وكتاب "الرحمة في الطب والحكمة؛ للسيوطي، وغيرها من كتب التفسير، والحديث، والأدب، وسوف أورد هذه الأقوال والفوائد بحسب تسلسل الكتب المذكورة:



1- قال أبقراط: "الإقلال من المضار خيرٌ من الإكثار من المنافع".

2- وقال أيضًا: "استديموا الصحة بترْك التكاسل عن التعب، وبترك الامتلاء من الطعام والشراب".


3- قال بعض الحكماء: "مَن أراد الصحة، فيجود الغذاء، وليأكل على نقاء، وليشرب على ظمأ، وليقلل من شرب الماء، وليتمدد بعد الغداء، ويتمشى بعد العشاء، ولا ينم حتى يعرض نفسه على الخلاء".


4- قال الحارث بن كلدة طبيب العرب المشهور: "من سرَّه البقاء ولا بقاء، فليباكر الغداء، وليعجل العشاء".


5- وقال أيضًا في مرض موته:

"لا تأكلوا من الفاكهة إلا في أوان نضجها، ولا يعالجن أحدكم ما احتمل بدنه الداء، وعليكم بتنظيف المعدة في كل شهر؛ فإنها مذيبةٌ للبلغم، مهلكة للمرة، منبتة للحم، وإذا تغدى أحدكم فلينم على إثر غدائه ساعةً، وإذا تعشَّى فليمشِ أربعين خطوة".


يتبع

صانعة النهضة 2018-04-17 19:29

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
12- الحميةُ المفرِطةُ مُضِرَّةٌ بالبدن، والحمية المعتدلة نافعة.

13- ومما يضر بالعقل: إدمان أكل البصل، والباقلا، والزيتون، والباذنجان. [118] الفوائد والكلمات المذكورة من 1- 13 من كتاب: "الطب النبوي"؛ لابن القيم (ص317- 324).





14- قال بعض الحكماء: أكبر الداء تقديرُ الدواء.

15- معالجة المريض نصفان: نصفٌ دواءٌ، ونصفٌ حميةٌ، فإن اجتمعا فكأنك بالمريض قد برأ وصَحَّ، وإلا فالحمية به أوْلَى، إذ لا ينفع دواءٌ مع ترك الحمية، ولقد تنفع الحمية مع ترك الدواء.

16- من الإسراف الأكلُ بعد الشبع، وهو محظورٌ .[119] الفوائد والكلمات المذكورة من 14- 16 راجع: "تفسير القرطبي" (7/ 192- 195).



17- قال أبو سليمان الداراني: من شبع دخل عليه ستُّ آفات، فذكر منها: ثقل العبادة، وزيادة الشهوات.

18- قال الإمام الغزالي- رحمه الله-: مما يستفيده الإنسانُ من قِلَّةِ الأكل: صحةُ البدن، ودفعُ الأمراض، فإن سببها كثرة الأكل، وحصول فضلة الأخلاط في المعدة والعروق، ثم المرض الذي يمنع العبادات، ويشوش القلب، ويمنع الذكر والفكر، وينغص العيش، ويحوج إلى الدواء والطبيب، وكل ذلك يحتاج إلى مُؤَنٍ ونفقات، لا يخلو الإنسان منها بعد التعب.

19- الجوع مفتاح الآخرة، وباب الزهد، والشبع مفتاح الدنيا، وباب الرغبة. [120] الفوائد والكلمات المذكورة من 17- 19 راجع: "الإحياء"؛ للغزالي (3/ 87- 88).





20- الاحتماء في حال الصحة خيرٌ من شرب الدواء في وقت المرض.




يتبع

صانعة النهضة 2018-04-17 19:32

رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة
 
21- قال الحكماء في كمية وعدد أكلات الإنسان: أن تكون في كل يومَين وليلتَين ثلاث أكلات، وقيل: في كل يوم وليلة أكلة واحدة عند إفطار الصائم.

22- ينبغي على الإنسان العاقل في أكله أن يتجنب كل شيء مُضِرٍّ، والحذر كل الحذر من أكل الطعام النَّيِّء، أو ما تعافُه النفس، ومن إدخال الطعام على الطعام قبل الهضم، ومن الشبع؛ فإن ذلك أسرع العلل، وربما يكون سببًا في الهلاك.



23- قال الأحنف بن قيسٍ: اختار الحكماءُ من كلام الحكمة أربعةَ آلاف كلمة، ثم اختاروا منها أربعمائة كلمة، ثم اختاروا منها أربعين كلمة، ثم اختاروا منها أربع كلمات، فذكر منها: لا تحمل معدتك ما لا تطيق.

24- اتَّفق الأطباء من الروم، والهند، والفرس، على أن الأمراض كلَّها متولِّدةٌ من ستة أشياء، فذكر منها: الأكل على الشبع. [121] الفوائد والكلمات المذكورة من 22- 26 راجع: "الرحمة في الطب والحكمة"؛ للسيوطي، ص 19- 21.





25- كان- عليه الصلاة والسلام- يشرب كل يوم قدح عسلٍ ممزوجًا بالماء على الريق، وهذه حكمة عجيبة في حفظ الصحة، لا يعقلها إلا العالمون .

[122] الفوائد والكلمات المذكورة برقم 27 راجع: "الأربعون الطبية المستخرجة من سنن ابن ماجه"؛ لعبداللطيف البغدادي الملقب بالموفَّق ص51.








انتهى بحول الله

خادم المنتدى 2020-04-13 20:25

ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة


http://au.greekreporter.com/files/20...gy-300x200.jpg


إخوتي ...أخواتي آل الأستاذ الكرام ، نعلم أن الإسلام منهج حياة متكامل لجميع شؤون الإنسان: الاجتماعية، والأخلاقية، والاقتصادية، والسياسية، والعلمية، والفكرية، وغيرها.

وإذا كان الإنسان جسدا وروحا، فبالتأكيد سيكون لكل واحد منهما غذاؤه الذي يحافظ به على حياته، ونموّه، وبقائه.

لذا يهمني اليوم أن أخصص ملفا عن فن العيش السليم من خلال التعرف على قواعد العناية بالصحة مستفيدة من نظام الطعام في الإسلام علما أن القليل من علمائنا القدماء- رحمهم الله- من تناول جانب العناية بالجسد، وما يفيده وما يضره من الأغذية والأطعمة، وكيفية الأكل، وأوقاته، وكميته... إلخ، إلا النزر اليسير، كما في كتاب "الطب النبوي" ؛ لابن قيم الجوزية- رحمه الله- ذلك الكتاب القيم المستوعِب لكثير من الأمور الطبية؛ في صحة الجسم، وسلامته، وعلاجه من الأمراض والأسقام، يجمع أكثر ما ورد في ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة، مع الحكم عليها بالصحة، أو الحسن، أو الضعف، أو الوضع، وشرحها، وبيان معانيها في كثير من الأحيان، وذكر ما ورد عن الصحابة، والتابعين، والعلماء، والأطباء، والحكماء، وغيرهم، وهو كتاب نفيس في موضوعه، لم يؤلَّف مثلُه في فنه- بحسب اطلاعي المتواضع-

وكذلك كتاب "الطب النبوي"؛ لعبد الملك بن حبيب الأندلسي الألبيري

وكتاب "الأربعين الطبية"؛ لعبداللطيف بن يوسف البغدادي، الذي شرح فيه أربعين حديثًا من "سنن ابن ماجه" عن الطب، وهو كتاب لطيف جيد، فيه علمٌ مفيدٌ ونافعٌ ،

وكتاب "الرحمة في الطب والحكمة"؛ للحافظ السيوطي ، الذي قسَّمه على أبواب كثيرة تعدَّت المائة والتسعين بابًا، أغلبُها في علاج الأمراض، والأسقام، و العاهات، هذا كله في القديم.

وأما في عصرنا فقد أُلِّفَت كتبٌ كثيرةٌ جدًّا، أكثرها لم يأتِ بجديدٍ ذي فائدة، ومن أحسن، وأتقن، وأنفع، وأوسع هذه الكتب كتاب:

"الموسوعة الطبية الفقهية، الجامعة للأحكام الفقهية، في الصحة، والمرض، والممارسات الطبية"
من تأليف الدكتور أحمد محمد كنعان .

إذن إخوتي سيكون الملف بحول الله ملخصا لأهم القواعد الصحية التي تحفظ للإنسان صحته وجسمه من خلال نمط عيش سليم على اعتبار أن شؤون الصحة والمرض هي من أَمس أحوال الإنسان به، وألصقها بحياته اليومية، وأكثرها مواجهة له في جميع حالاته؛ وقد صح عنه- عليه الصلاة والسلام- قوله: ((المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير)) جزءٌ من حديث أخرجه الإمام مسلم في: "صحيحه" (1/ 2052/ كتاب القدر/ حديث رقم 2664)، وابن ماجه (1/ 31/ المقدمة/ رقم الحديث 194)، وأبو يعلي في مسنده (11/ 124/ رقم 6251)، كلهم عن أبي هريرة- رضي الله عنه.

ولما كانت الصحة والعافية من أجلِّ نِعَم الله على عباده، وأجزل عطاياه، وأوفر مِنَحِه، بل العافية المطلقة من أجلِّ النعم على الإطلاق، فحقيقٌ على من رُزِقَ حظًّا من التوفيق مراعاتها، وحفظها، وحمايتها مما يضادها؛

وقد صح عن النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- من حديث ابن عباس قوله: ((نعمتان مغبونٌ فيها كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ)) أخرجه البخاري (11/ رقاق/ 233/ رقم 6412)، والترمذي (4/ زهد/ 550/ رقم 2304)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (2/ زهد/ 1396/ رقم 4170)، كلهم عن ابن عباس- رضي الله عنه.

وقال- صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((من أصبح معافًى في جسده، آمنًا في سربه، عنده قوتُ يومه، فكأنما حِيزَت له الدنيا))أخرجه الترمذي (4/ كتاب الزهد/ رقم 2346)، وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجه (2/ كتاب الزهد/ 1347/ رقم 4141)، وابن حبان (2/ كتاب الرقاق/ 445- 446/ رقم 671)، والهيثمي في المجمع (10/ 292)، وأبو نعيم في: "الحلية" (5/ 249)، والخطيب في "تاريخه" (3/ 346)، في ترحمة محمد بن الهيثم أبو عيسى المخرمي، (رقم 1475)، والبخاري في: "الأدب المفرد" ص91؛ بعضهم عن سلمة بن عبيدالله بن محصن الأنصاري عن أبيه، وبعضهم عن أبي الدرداء- رضي الله عنهم. .

هكذا إذن إخوتي سنبدأ من أهم القواعد للعناية بالصحة ،فكونوا متتبعين ،ومتفاعلين
جعلها الله في موازين حسنات الجميع .


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...u-oSFzYnDXFkGr


يتبع مع القاعدة الأولى :
تجنب الإسراف في الطعام





6- وقال أحد الأطباء يوصِي أحدَ الملوك: لا تأكلْ من اللحم إلا فتيا، ولا تشرب الدواء إلا من علة، ولا تأكل الفاكهة إلا في نضجها، وأجد مضغ الطعام، وإذا أكلتَ نهارًا فلا بأسَ أن تنام، وإذا أكلت ليلاً، فلا تنم حتى تمشي ولو خمسين خطوة، ولا تأكلن حتى تجوع، ولا تأكلن طعامًا وفي معدتك طعامٌ، وإياك أن تأكل ما تعجز أسنانك عن مضغه، فتعجز معدتك عن هضمه.



7- وقال الإمام الشافعي- رحمه الله تعالى-: "أربعةٌ تُقَوِّي البدنَ، فذكر منها: أكل اللحم، وأربعةٌ توهن البدن، وذكر منها: الحامض، وكثرة شرب الماء على الرِّيق".



8- وقال طبيب المأمون أحد الخلفاء العباسيين المشاهير."عليك بخصالٍ من حفظها فهو جدير ألا يعتل إلا علة الموت: لا تأكل طعامًا تتعب أضراسُك في مضغه، فتعجز معدتك عن هضمه".



9- ومن جوامع كلمات أبقراط: "كل كثيرٍ فهو معادٍ للطبيعة".



10- قيل لجالينوس: مالَكَ لا تمرض؟ فقال: لأني لم أجمع بين طعامين رديئين، ولم أدخل طعامًا على طعامٍ، ولم أحبس في المعدة طعامًا تأذيتُ منه.

11- أربعةُ أشياءٍ تُمرِضُ الجسم ذكر منها: الأكل الكثير؛ لأنه يفسد المعدة، ويضعف الجسم، ويُولِّد الرياحَ الغليظة، والدواء العسرة.

يتبع


الساعة الآن 05:09

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd