الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى أصناف وقواعد وأصول التربية


منتدى أصناف وقواعد وأصول التربية هنا تجد كل المواضيع العامة المتعلقة بالتربية السليمة و الصحيحة التي يحتاج إليها كل بيت وأسرة ومدرسة ومجتمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2017-03-16, 13:30 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 الفيلسوف طه عبد الرحمن يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي






الفيلسوف طه عبد الرحمن يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي في كتابه :
سؤال العنف بين الإئتمانية والحوارية








من هو طه عبد الرحمن ؟









طه عبد الرحمن (من مواليد عام 1944 بمدينة الجديدة المغربية)، فيلسوف معاصر، متخصص في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق. ويعد طه عبد الرحمن أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين في العالم الإسلامي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي.



تلقى طه عبد الرحمن دراسته الابتدائية بمدينة "الجديدة"،


ثم تابع دراسته الإعدادية بمدينة الدار البيضاء، ثم بـجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط حيث نال إجازة في الفلسفة،



واستكمل دراسته بـجامعة السوربون، حيث حصل منها على إجازة ثانية في الفلسفة ودكتوراه السلك الثالث عام 1972 برسالة في موضوع "اللغة والفلسفة: رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود"،


ثم دكتوراه الدولة عام 1985 عن أطروحته "رسالة في الاستدلال الحِجَاجي والطبيعي ونماذجه".



درَّس المنطق وفلسفة اللغة في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ 1970 إلى حين تقاعده 2005.


وهو عضو في "الجمعية العالمية للدراسات الحِجَاجية" وممثلها في المغرب، وعضو في "المركز الأوروبي للحِجَاج"، وهو رئيس "منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين" بالمغرب.



حصل على جائزة المغرب للكتاب مرتين، ثم على جائزة الإسيسكو في الفكر الإسلامي والفلسفة عام 2006.



تتميز ممارسته الفلسفية بالجمع بين "التحليل المنطقي" و"التشقيق اللغوي" والارتكاز إلى إمدادات التجربة الصوفية، وذلك في إطار العمل على تقديم مفاهيم متصلة بالتراث الإسلامي ومستندة إلى أهم مكتسبات الفكر الغربي المعاصر على مستوى "نظريات الخطاب" و"المنطق الحجاجي" و"فلسفة الأخلاق"، الأمر الذي جعله يأتي بطريقة في التفلسف يغلب عليها التوجه "التداولي" و"الأخلاقي".





يتبع









: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=904622
التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2017-10-31 في 17:26.
    رد مع اقتباس
قديم 2017-03-23, 13:11 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 الفيلسوف طه عبد الرحمن يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي


الفيلسوف طه عبد الرحمن يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي





بضع أسابيع تفصل بين تاريخ صدور كتاب "سؤال العنف بين الائتمانية والحوارية"، واطلاع الرأي العام على تصريحات صادرة عن مسؤول أمني كبير في الدولة، عبارة عن دعوة مفتوحة إلى المفكرين المغاربة لكي يساهموا في الشق النظري/ المعرفي من المواجهة المفتوحة ضد خطاب العنف والتطرف.




مؤلف الكتاب هو الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، وصدر على هامش فعاليات معرض الدار البيضاء للكتاب والنشر، عن المؤسسة العربية للفكر والإبداع، مقرها بيروت. (جاء العمل في 215 صفحة من الحجم المتوسط، ط 1، 2017)؛




أما صاحب التصريح، فهو عبد الحق الخيام، رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الذي صرّح مؤخراً، في ندوة الجهوية والسياسات الأمنية، بمقر مجلس جهة طنجة – تطوان - الحسيمة، بطنجة، أن المفكرين المغاربة لا زالوا "غائبين عن عمل المجتمع المدني"، قائلاً بالحرف:


"نحن نعالج الظاهرة من الناحية الأمنية لكنها ظاهرة تنبني على إيديولوجية، والأيديولوجية يجب مواجهتها من طرف المفكرين، الذين يجب أن يعودوا إلى الرسالة المنوطة بهم، وهي محاربة جميع الأفكار المتطرفة وتزرع الكراهية في نفوس شبابنا"،



مطالباً "المفكرين المغاربة بالمساهمة في محاربة جميع أنواع الجرائم وبالدرجة الأولى تلك المتعلق بالإرهاب والتطرف الديني".




لو صدر كتاب "سؤال العنف"، بعد تاريخ تصريحات المسؤول الأمني، لكان هيناً اختزال العمل في سياق التفاعل النظري مع مسؤولية المفكر في مواجهة العنف من جهة؛ والتفاعل النظري لنفس القلم مع دعوة المسؤول الأمني، والحال أن العمل صدر قبل تاريخ التصريحات سالفة الذكر، وهذه إشارة لا بد منها بخصوص سحب البساط عن بعض الاعتراضات التي قد تربط بشكل مؤامراتي بين صدور العمل ودعوة المسؤول الأمني، مع أنها دعوة مرجوة، بمعنى حتى لو صدرت عن صناع القرار الأمني، فإنها أشبه باعتراف، ولو متأخر، بدور المفكر في مواجهة هذه الظواهر؛ ولكن في زمن هيمنة "ثقافة المؤامرة"، يُصبح متوقعاً صدور مثل هذه القراءات والتأويلات.


على صعيد آخر، نحسب أن مضامين هذا العمل، ليست مفيدة فقط للمجال التداولي المغربي، ولكنها مفيدة لجميع المجالات التداولية المعنية بمواجهة التطرف والعنف والإرهاب، سواء كانت مجالات تداولية إسلامية أو غربية؛ بل نعتقد أن مضامين الباب الأول من العمل، والمُخصّص لتفكيك خطاب العنف، لم نقرأ لها مثيلاً في ما صدر من قراءات تفكيكية للظاهرة، بما في ذلك ما صدر عن العديد من المفكرين والباحثين، بله ما يصدر عن المؤسسات الدينية المحلية والإقليمية، وهي مؤسسات تتحمل مسؤولية أخلاقية وعلمية في انتشار وامتداد خطاب العنف، لاعتبارات عدة، أهمها قصور عملها على أفق فقهي/ معرفي ضيق، وهو الأفق الذي يُغذي من حيث لا يدري خطاب العنف، مادام عاجزاً عن سحب البساط عن مُسلمات ومقدمات هذا الخطاب، في شقها الفقهي [الشرعي] أو الفكري [المعرفي]،


وهذه إشارة سيُفصل فيها المؤلف في هذا العمل، ومردها نهل الكتاب من "الفلسفة الائتمانية"، التي تُفرق مثلاً، بين "الفقه الائتماري" و"الفقه الائتماني"، كما اشتغل على التعريف بهذه المفاهيم وغيرها، في ثلاثية "دين الحياء" التي صدرت في مطلع هذه السنة.






تفرعت محاور أحدث أعمال فيلسوف الأخلاق الأبرز في مجالنا التداولي، على تمهيد عنوانه:



"الفلسفة والعنف" (من ص 9 إلى ص 27)، متبوعاً بقسمين اثنين، وملحق، عبارة عن ضُميمة سبق أن حرّرها مباشرة بعد اعتداءات 16 ماي 2003 سيئة الذكر، تلك التي عصفت بالدار البيضاء، وتطرقت المقالة لمفهوم الانقتال (من ص 211 إلى ص 215)، وهو المفهوم الذي استخدمه المؤلف عوض الحديث عن مفهوم "الإرهابي" أو "الانتحاري" أو "الاستشهادي".




تفكيك مشاريع العنف، أو ما أصبح يُصطلح عليه في الآونة الأخيرة بمشاريع "التطرف العنيف"، هو محور القسم الأول، تحت عنوان: "واقع العنف: كيف نفهمه؟ وكيف نرفعه؟، (من ص 29 إلى ص 164) بينما تضمن القسم الثاني، وقفة نقدية تفاعلية جديدة لطه عبد الرحمن مع أحد رموز الفضاء الفلسفي الغربي، إيمانويل ليفيناس. (من ص 165 إلى ص 210).


قبل استعراض بعض الإشارات التي تضمنها هذا العمل، حري بنا التنبيه إلى أن "سؤال العنف"، يُعتبر هو الآخر، تطبيقاً لمضامين "النظرية الائتمانية"، أو قل "الفلسفة الائتمانية" سالفة الذكر، وذلك بعد التطبيقات الأولى التي اطلع عليها قراء أعمال المؤلف في الجزء الثاني والجزء الثالث من ثلاثية "دين الحياء".


يجب الإشارة أيضاً إلى أن القسم الأول، جاء في صيغة حوار مطول أجرته المؤسسة التي نشرت العمل مع المؤلف، والإحالة على الأستاذ عبد العزيز القاسم، مدير المؤسسة، وشريكه الأستاذ سليمان الصيخان، وهما فاعلان ثقافيان من المشرق، يُعتبران من أهم مُتتبعي أعمال طه عبد الرحمن في السعودية والخليج العربي، وليس صدفة أن تكون الأعمال الأخيرة لطه عبد الرحمن، منذ كتابه "سؤال المنهج" [2015]، تصدرها "المؤسسة العربية للفكر والإبداع"، ومعها أعمال موازية لباحثين من المنطقة، تروم تقريب مشروع طه عبد الرحمن للمتتبعين.


حُبّ التسلط واستبداد الإنسان
يتبع









التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2017-03-23, 13:19 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الفيلسوف طه عبد الرحمن يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي



حُبّ التسلط واستبداد الإنسان


في مطلع تمهيد الكتاب، يتوقف المؤلف عند أهم أسباب لجوء المسلم إلى العنف، ولخص ذلك في "حُب التسلط الذي استبد بالإنسان" (ص 11)، أو قل "حُب التسيّد"، كما نقرأ في كتابه "روح الدين"، الذي يُعتبر أولى لبنات نظرية "الفلسفة الائتمانية"، ولذلك أشرنا إلى أن "سؤال العنف" يأتي في سياق تطبيقات هذه النظرية، ولذلك أيضاً، يوظف طه عبد الرحمن في هذا الكتاب بعض تطبيقات هذه "الفلسفة الائتمانية"، متوسلاً في ذلك بمفاهيم ومعانٍ ضاربة جذورها في روح الثقافة الإسلامية والتجربة الإنسانية،


وقد أطلق على هذا الواقع الذي ينتشر فيه العنف اسم العالم القابيلي (نسبة إلى قابيل ابن آدم عليه السلام)؛ أما العالم المثالي الذي يخلو من العنف، فأطلق عليه اسم "العالم الهابيلي (نسبة إلى هابيل)، وينضبط العالم القابيلي بقانونين اثنين:


ــ أحدهما قانون الإحاطة، وصيغته كالتالي: "كل شيء سياسي"، أو قل "كل شيء سيادي"، مادام جوهر السياسة هو طلب السيادة، والمقصود بذلك أنه يمكن أن يتسيد على كل شيء، إن بالفعل أو بالقوة، وقد يكون هذا الشيء إما مادياً أو غير مادي؛


ــ والثاني، قانون الشمول، وصيغته كالتالي: "كل واحد سياسي"، أو قل "كل واحد سيادي"، والمراد أن كل فرد يمكن أن يتسيَّد على غيره، إن بالفعل أو بالقوة، سواء كان هذا الغير قريباً أو بعيداً. (ص 13).


وفي مقابل ذلك، ينضبط العالم الهابيلي بالقانونين التاليين:


أحدهما قانون عدم الإحاطة ("ليس كل شيء سياسياً"، أو قل "ليس كل شيء سيادياً)؛ والثاني قانون عدم الشمول ("ليس كل واحد سياسياً" أو قل "ليس كل واحد سيادياً") (ص 16).




عجز العلماء وعجز صناع القرار
يتبع








التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2017-03-23, 18:52 رقم المشاركة : 4
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الفيلسوف طه عبد الرحمن يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي


عجز العلماء وعجز صناع القرار




افتتح طه اللقاء الحواري بالتوقف عند مفهوم أسال الكثير من مداد الساحة الإقليمية والعالمية، أي مفهوم "الصحوة الإسلامية"، من خلال إشارة تُحيلنا على مصير أعماله السابقة والحالية أيضاً، أي التجاهل أو الحصار، مع أن بعضها تضمن عدة مفاتيح كان تأملها عند من يهمهم الأمر، كفيلاً لتجاوز عدة أعطاب وظواهر نعاينها اليوم.




فقد أكد المؤلف أنه حذر من تبعات العنف في مضامين أحد أعماله المرجعية التي تُصنف في خانة "فلسفة الدين"، والحديث عن كتابه الذي يحمل عنوان: "العمل الديني وتجديد العقل" والصادر في غضون سنة 1987، وتضمن العمل وقفات نقدية صريحة مع مفهوم "الصحوة الإسلامية"، بسبب "الأخطاء التي تقع فيها، مستعجلة الوصول إلى السلطة"، وها نحن [يُضيف طه] نرى اليوم أن هذه "الصحوة" شابها من الأخطاء ما أخرج بعض أهلها إلى القسوة وممارسة العنف". (ص 32)




في مضامين ثلاثية "دين الحياء"، يُفرق طه عبد الرحمن بين "الفقه الائتماري" والفقه الائتماني"، ومن استوعب الفوارق بين الفقهين، سيستوعب ما قصده "سؤال العنف" عندما اعتبر مؤلفه أن عجز العلماء لا علاقة له بقصور في العلم، أو أن عجز الولاة [صناع القرار] لا علاقة بقصور في القوة، وإنما مرده "تمسك العلماء والولاة في التعامل مع العنيف بالنموذج التقليدي في فهم الدين، فلا يشعر، حينها، بالفرق بينه وبينهم في هذا الفهم، حتى يُبالي بما يقولون ويؤولون، ولا يرى لهم فضلاً عليه، حتى يقتنع بآرائهم ويعمل بنصائحهم". (ص 69).




هذا "النموذج التقليدي لفهم الدين" عند طه عبد الرحمن، هو ما اصطلح عليه في معالم النظرية الائتمانية بـ"الفقه الائتماري"، أو "النموذج الأمري في صورته التقليدية"، والمراد به النموذج الذي يُقدم الاهتمام بعنصر الأوامر في جانبها القانوني، لا في جانبها الأخلاقي، على سواها من عناصر الإصلاح الكثيرة التي تتضمنها النصوص الدينية، ومن يرغب في التفصيل أكثر في الفوارق بين الفقهين، لا مفر له من التوقف ملياً عند مضامين الجزء الأول من "دين الحياء".




وهكذا، لمزيد تفصيل في تبعات الفقه الائتماري الذي تعج به الأدبيات الدينية في مجالنا التداولي الإسلامي، اعتبر طه عبد الرحمن أن الذي حصل بالنسبة للنموذج الأمري، هو أن "التشدد في العمل به استمر لزمن طويل، حتى بعد تغيُّر الأحوال واضمحلال الأسباب التي دعت إلى هذا التشدد في بعض المواطن، بل تواصل الكلام عن هذه الأسباب كما لو كانت لا تزال قائمة بين أظهر الناس، تسويغاً للاستمرار في التشدد الأمري عليهم، فأصبح الفرد يُمارس التشدد الوهمي، حتى تحول الأمر من الاهتمام بتصحيح الأعمال إلى الاهتمام بالأشكال والظواهر والجزئيات التي لا طائل تحتها"، (ص 70)



وواضح من المعني في هذا السياق، سواء تعلق الأمر بتيارات أو جماعات أو مؤسسات.


ليس هذا وحسب، فقد اتضح أن هذا النموذج الأمري "لم يبق محصوراً في إطار التعامل مع النصوص الشرعية، وإنما أثر في مختلف مناحي الحياة ووجوه التعامل بين الأفراد داخل المجتمع، بدءاً بعلاقة الأخ بأخيه وانتهاءً بعلاقة المسؤول بالمواطن؛ فلا ترى إلا آمراً ومأموراً، حتى في الأعمال العادية، ومعلوم أن العلاقة الأمرية علاقة تسلطية بامتياز، إذ لا تدَع للمأمور خياراً، ولا حواراً"،



وبناءً عليه، فـ"لا تفيد مواجهة العنيف بهذا النموذج الأمري، لأنه نشأ في أحضانه وتشبع بأمريته؛ ولا شك أن جيله أرسخ قدماً في هذه الأمرية من الأجيال التي سبقته، لأن كل جيل لاحق أضاف إلى أمرية الجيل السابق درجة، بحكم التراكم؛ وهكذا، تكون الحالة الأمرية قد بلغت مع العنيف المعاصر أوْجَها،


لذلك يتعين على العلماء، في نُصحهم له، أن يتصدوا لهذه الحالة الأمرية وليس التوسل ولا الظهور بها، لأن التصدي حقيق بأن يُحدث بينهم وبينه التفاوت الضروري الذي يُشعره بأنهم أهل لنصحه، وأنهم يعلمون ما لا يعلم، وأن فقههم يعلو على فقهه". (ص 71).




ويُسمي طه عبد الرحمن النموذج الذي يتأسس على هاتين الأولويتين الجديدتين في فهم الدين، من باب تجاوز أُفُق "النموذج التقليدي لفهم الدين"، والحديث عن أولوية القيم الأخلاقية وأولوية معرفة الله، باسم "النموذج الشاهدي"، نسبة إلى مفهوم "الشاهدية"،



ومعلوم أن مفهوم "الشاهدية" [الإلهية] من المفاهيم المحورية في "النظرية الائتمانية"، ويُفيد، كما نقرأ في كتابه "شرود ما بعد الدهرانية"، "صفة الشهادة التي يتجلى بها الحق سبحانه وتعالى على عباده، شاهداً لأفعالهم وأقوالهم، وشاهداً عليها بالحسن أو السوء، فالشهادة الإلهية، إذن، تجمع بين العلم والحكم أو المشاهدة الإلهية عبارة عن مراقبة ومحاكمة".



("شرود ما بعد الدهرانية، ص 16، أما التفصيل فيه، فنعاينه في الجزء الأول من "دين الحياء").




الجهل الزائد للمتدين العنيف
يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2017-03-28, 13:15 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 الفيلسوف طه عبد الرحمن يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي


الجهل الزائد للمتدين العنيف


يؤاخذ طه عبد الرحمن على الفاعل الديني العنيف [أو "الجهادي" بالاصطلاح البحثي المتداول أكثر]، الكثير من "الجهل الزائد"، ويتجلى ذلك في "كونه يعتقد أن قوته التي تورثه المشروعية تقوم في عنفه، وهذا الاعتقال باطل؛


فهناك مداخل للتغيير أو الإصلاح غير مدخل السلطة كالمداخل الاجتماعي يمكن أن يحصِّل، من جهتها، على القوة التي يحتاجها والتي تَمدُّه بالمشروعية". (ص 119)، مؤاخذاً عليه أيضاً، تبني اعتقاد فاسد مفاده أن "التغيير الذي يجب في حقه هو من جنس التغيير الذي يقوم به النظام؛ فالواجب في حق الخارج عن السلطة هو التغيير في العمق وهو الذي يُورثه القوة ويَصرف عنه صبغة العنف؛ والتغيير العميق عبارة عن التغيير الذي يُجدّد أخلاقية الإنسان، بينما التغيير الذي يقوم به النظام هو التغيير في السطح، والتغيير السطحي عبارة عن التغيير الذي يُجدد شرعية المواطنة". (ص 120).


تأسيساً على مقتضى "العالم القابيلي" و"العالم الهابيلي"، اعتبر المؤلف أن "العنيف، إذا كان لا يستطيع أن يخرج من عنفه إلى القوة، فذلك يرجع إلى كون الجهد الذي بنى عليه عنفه يضاد الجهد الذي تُبنى عليه القوة الجهادية، إذ أن القوة الجهادية، قوة هابيلية، وهي قوة روحية لها صفات ثلاث هي أضداد الصفات التي تكون للعنف القابيلي الذي هو عنف نفسي يوصف به العنيف؛


ــ إحداها أنها قوة ملكوتية في مقابل القوة المُلكية، من باب أن "القوة الملكوتية هي قدرة الروح على بذل أقصى الجهد في التحرر من سلطان الأشياء؛ أما القوة المُلكية فهي قدرة النفس على بذل أقصى الجهد في التسلط على الأشياء بالوجه المشروع"؛ (ص 122)


ــ والثانية أنها قوة ابتلائية في مقابل القوة الإهلاكية، من باب أن "القوة الابتلائية هي قدرة الروح على بذل أقصى الجهد في الصبر على الأذى، أما القوة الإهلاكية فهي قدرة النفس على بذل أقصى الجهد في الإيذاء"؛


ــ والثالثة أنها قوة سلامية في مقابل القوة الحربية، من باب أن "القوة السلامية هي قدرة الروح على بذل أقصى الجهد في المؤاخاة، أما القوة الحربية فهي قدرة النفس على بذل أقصى الجهد في المعاداة". (ص 123).




في نقد "الجهاديين"



يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2017-10-29 في 16:37.
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 11:03 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd