منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

"منتهى رحلة الباحث" (قصة قصيرة)

ـ يا صديقي. السعادة ليست في ذلك الجبل الذي تظنه سيعصمك من الماء. عليك أن تستمع إلى صوت الصمت.. اسبح داخل نفسك، واكتشفها. إذا انقلب إليك البصر خاسئا، فتأكد أنك وضعت خطوتك الأولى.

ـ كيف أفعل، ونفسي مغلقة لا أملك مفتاحها؟

ـ كل يملك مفتاحه. أنا جبت مختلف البلدان حين كنت أبحث عن مفتاحي.. رأيت بلدانا يقود الأعمى فيها صاحب العينين.

ـ أليس هذا مدعاةً لأن أبكى حسرةً على ما فعله الإنسان بالإنسان؟

ـ لا تبك. بدل ذلك، أوقظ الإنسان بداخلك. هناك أناس على أهبة حين يرقد الباقون. في إحدى المرات، رأيت واحدا منهم يحفر. سألته: لم الحفرة؟ أجابني: إذا لم يغرس فيها شيء أدفن فيها.

ـ قرأت بعض الأشياء مثل الذي تقول. هل يمكن أن يفكر الإنسان في الحياة والموت معا؟

ـ ما المانع إذا كان النهر يأخذ مجريين ويبقى ماؤه عذبا فراتا؟ تفكيرك في الموت يعطي معنى لحياتك، وتفكيرك في الحياة يعطي وزنا للقدر المحتوم. وحتى وإن سبق السيف العذل، إن كانت بيدك فسيلة فاغرسها.

ـ أتتوقع أني سأجدها؟

ـ لا أدري ربما. الفرق بيننا أنك لم تعرف الطريق إليها وأنا عرفت. أما أن أجدها، فذلك دونه طريق قد يطول وقد يطول أكثر؟ إنما حتما ليس طريقا قصيرا. هكذا يا صديقي تعلمت ممن سبقوني. تصور أحدهم وهب نصف ما يملك لتجهيز جيش، وأحد منهم رقد مكان النبي فداء.. الكثير من الكلام لم يقل، وأنا محطتي اقتربت وعلي أن أنزل.

ـ أنزل معك وأصحبك؟

ـ ليس لك ذلك. صاحب من هو معك دوما، ذلك آمن لك. أما أنا فقد أطيل بك الطريق، والحال أن طريقك قد يكون أقصر فتصل قبلي..

بقلم: روبن هود