رسالة للسيد حصاد وزير التربية الوطنية في شأن توقيت الدراسة ليوم الجمعة
السيد الوزير:
الأكيد أن الهم الديني أمر مشرف ولكن ليس فيه من عسر وليس فيه تهميش الصغار لفائدة الكبار.
اسمحوا لي بقدر ما تعلمونه عني من صراحة ومباشرة منذ كنتم وزيرا للداخلية، أن أضعكم أمام خطئ لا يليق لا بالدين ولا بالتربية ولا بأهم ما في الكتاب منذ مبتدئه اقرأ، علما أنه مهما بلغ بنا الوضع التربوي من تأزم فنحن دائما من أمة اقرأ، وقد لا نكون في حاجة لعلوم تربوية أكثر من التي بإمكاننا أن ننتجها للبشرية لولا كبوات حصان حضارتنا...
السيد الوزير:
إذا كان الطفل هو مركز كل عملية تربوية سواء تعليمية أو تعلمية - ولو أني أؤكد أن التطور العلمي أبان عن لا صحة هذا المبدأ المعتمد في العالم لفرنكوفوني اساسا والذي للاسف تكرسه رؤية 2030 - وخاصة إذا اعتبرنا التوجه البيئي الجديد... فإن خروج الطفل (وفق السن الحقوقي) على الساعة السابعة مساء غير ملائم على جميع المستويات بحيث:
- قد يحتاج نصف ساعة إلى ساعة ليصل إلى المنزل حسب المسافة، أي 45 دقيقة كمعدل حسابي
- قد يستريح ويرتب أدواته ويتهيئ للدراسة بعد تناوله وجبة العشاء أكثرمن ساعة.
وإذا اعتبرنا فقط الجهاز الهضمي وحده فأكيد لن يكون مستعدا للنوم سوى بعد ثلاثة ساعات.
- للمراجعة والاستعداد للغد يلزمه زمن لن يقل عن ساعة.
- لترتيب مكتبته وملابسه وإعداد محفظته للغد ثمة أيضا وقت وطبعا هناك زمن للنوم...؟؟؟
فأما إذا اعتبرنا الادراك والنظام الخلوي العقلي بما يليق وطاقته الادراكية والاستعابية فهو في حاجة إلى الالتحاق بالفراش على الساعة العاشرة كأبعد تقدير... وطبعا هذا أمر مستحيل وفق استعمال الزمن المعني.
السيد الوزير:
ليست هي في تخمة الدراسة في المدرسة ولا في العنف الزمني المحاصر للطفل بما يجعل قاعة الفصل سجنا، كما أنها ليست في التقنين الآلي للزمن الدراسي... ولكم أن تلاحظوا الدول المتقدمة في الصفوف التربوية عالميا وخاصة السكوندينافية منها أنها توظف الزمن بقدر نصف ما توظفه المملكة المغربية.
فالزمن التدريسي يتوقف على ذكاء الرؤية التربوية والتي تفتقر إليها رؤية 2030 وإنكم تعلمون أني أرفضها جملة وتفصيلا... وإذ أذكركم فلأني أريد أن أحملكم مسؤولية التربية الدينية التي ليست هي كما في زمن الجمعة الذي تفترحونه وليست في برامج التربية الاسلامية المقترحة وليست في صياح المؤذنين في أبواق اشبه بتسواق البداوة القديمة...
السيد الوزير
أرجوا ان تتفهموا الأأمر وأن تعيدوا النظر في خياراتكم هذه لتجعلوا الجمعة يوما محبوبا سيكوتربويا لدى الأطفال بتخفيف زمن الدراسة بحيث صباحا يمكن أن تبتدأ الدراسة ابتداء من الساعة الثامنة إلى الحاديةعشرة ومساء من الثالثة إلى السادسة كأبعد تقدير.
ولعلها فرصة لأدعوكم لإعادة التفكير في الزمن الدراسي، لأن المذكرة اليومية لم تعد كما قبل زمن المعلوميات، بما تعنيه هذه من مرافقة للمتعلمين تغنيهم عن التضخم الزمني الممل الذي قد يفقد جمالية التعلم... كما أدهوكم لإعادة النظر في المقاربة الأمنية التربوية إذا أنتم استفذتم من مهمتكم السابقة كوزير للداخلية. وشكرا