2017-08-24, 19:00
|
رقم المشاركة : 9 |
إحصائية
العضو | | | رد: ملف عن مدينة سبتة المسلمة: أقدم احتلال في التاريخ! | * سبتة إبان الاحتلال الإسباني: وتعود بداية سقوط المدينة تحت الاحتلال الأوربي النصراني - كما ذكرنا آنفًا - إلى تضعضع إمارة بني الأحمر في غرناطة في القرن الخامس عشر الميلادي، حين بدأ الخلاف يدب بين أمراء المسلمين في الأندلس، "وصاح فوق كلِّ غصن ديكٌ" بتعبير لسان الدين بن الخطيب في وصف حالة هذا التهارج والاقتتال بين الأمراء، فانتهز زعماء قشتالة - إسبانيا حاليًّا - والبرتغال الفرصة للقضاء على الوجود الإسلامي في هذه البقاع الإسلامية، فيما سُمي بحروب أو حركة الاسترداد[36]، وكانت غرناطة آخرَ هذه القلاع التي سقطت عام 1492م، والمعروف تاريخيًّا أنه بعد سقوط الأندلس، أطلق بابا الفاتيكان يدَ إسبانيا في الساحل المتوسطي للمغرب، والبرتغال في الساحل الأطلسي. وعلى حين سقطت سبتة في يد البرتغاليين عام 1415م، بقيت مليلية تقاوم جيوش الإسبان حتى سقطت عام 1497م، في إطار خطة عامة للإسبان والبرتغاليين لمحاصرة أقاليم الغرب الإسلامي واحتلال أراضيه، ومن ثَم تحويلها إلى النصرانية؛ عملاً بوصية الملكة " إزابيلا " الكاثوليكية المذهب، والتي نصت على ضرورة قيام الكاثوليك بغزو بلاد المغرب، وتحويل المسلمين المغاربة إلى الدين النصراني، ورفع عَلَم الصليب المسيحي عليه بدلاً من أعلام الهلال الإسلامي، وظلت سبتة تحت الاحتلال البرتغالي إلى أن دخلت تحت التاج الإسباني ولم تخرج إلى اليوم[37]. خلاصة: إذًا تغيَّرت السيادة على المدينة بين القوى المحلية، وسادتْها حالةٌ من عدم الاستقرار إلى أن احتلَّها البرتغاليون عام 1415 بقيادة الأمير هنري البحار، الذي كان يهدف إلى القضاء على نفوذ المسلمين في المنطقة ونشر النصرانية. وأصبحت المدينة إسبانية عندما تولى فليب الثاني ملك إسبانيا عرشَ البرتغال عام 1580، وبعد اعتراف إسبانيا باستقلال البرتغال تنازلت الأخيرة بمقتضى معاهدة لشبونة 1668 عن سبتة لإسبانيا. *سبتة، أبرز المحطات الجهادية لاسترجاعها من براثين الغزو الصليبي الإسباني: وقد قام المغرب بعدة محاولات لاستعادة المدينة من قبضة الاحتلال الأجنبي والغزو الصليبي النصراني - الإسباني، لعل أبرزها:
* خلال القرنين 17 و18م: قام المولى إسماعيل (1083 - 1140هـ/ 1672 - 1727م) بمحاولة محاصرة واستعادة مدينة سبتة في القرن السادس عشر الميلادي.
* وكذلك محاولة المولى محمد بن عبدالله (1171 - 1205هـ/ 1757 - 1790م) عام 1774م محاصرة واستعادة مدينة مليلية؛ لكن للأسف لم يفلح المسلمون في تخليصها من يد الإسبان.
* وإبان الاحتلال الفرنسي - الإسباني للمغرب، قاد البطلُ المجاهد المغربي محمد بن عبدالكريم الخطابي - رحمه الله - بين عامي 1921 و1926م ثورةً ضدَّ الإسبان في الشمال المغربي، لكن إسبانيا تصدَّت لها بالتحالف مع دول أوربية أخرى بعد أن أشعلتْ ثورتُه شرارةَ الجهاد في المدينتين. وحاول الجنرال فرانكو دغدغة المشاعر القومية لسكان سبتة ومليلية لدعمه في حربه ضد حكومة الجبهة الشعبية، إذ وعدهم بمنحهم الاستقلال إذا ما تولى السلطة في إسبانيا، واستطاع بذلك تَجنيد الآلاف منهم في الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936م دون أن يفي بوعده لهم.
وهكذا ظلَّ هذان الثغران المسلمان وباقي الجزر المغربية يدفعان الثمن باستمرار في كل مرة، مرة لموقعهما الجغرافي على الواجهة بين أوربا وإفريقيا، ومرَّة لوقوفهما مع الجنرال فرانكو، وثالثة بسبب زحف المسلمين من سبتة نحو شبه الجزيرة الأيبيرية.
* ولم يتوقف المغرب عن المطالبة بوحدته الترابية، سواء في عهد الحماية أو بعد استرجاع سيادته واستقلاله (خطاب الملك محمد الخامس بطنجة سنة 1947، موقف المغرب في مؤتمر باندونغ في إبريل 1955 ووثائق المؤتمر، اجتماع مجموعة المغرب العربي بطنجة في مارس 1958، تصريح الملك الحسن الثاني في مؤتمر عدم الانحياز ببلغراد في شتنبر 1961...)، ومنذ حصول المغرب على استقلاله ظلَّت قضية سبتة ومليلية والجزر المحاذية - من أهم عوامل تأرجح العلاقات المغربية الإسبانية بين الهدوء والتوتر الذي اتخذ أحيانًا شكل أزمات حادة (جزيرة ليلى صيف 2004، زيارة ملك إسبانيا للمدينتين في نوفمبر 2007...)[38].
* وذهب التحرك المغربي في هذا الملف إلى أن تناوله الملك الحسن الثاني مع بريطانيا في يوليو 1987، وأوضح بأن التنازل لإسبانيا عن جبل طارق يسهل التنازل الإسباني عن المدينتين والجزر التي تحتلها في الشمال المغربي. وخلاصة القول: لن ينفع الإسبانَ هذا العنادُ والإصرار على اعتبار سبتة ومليلية والجزر التابعة لها أجزاء من التراب الإسباني؛ فالتاريخ والجغرافيا أكبر شاهد على مغربيتها، وليكن في علمهم: ما ضاع حق -مهما تقادم - وراءه طالب! يتبع
| التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |