الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي > مدرسة القرآن والسنة > تفسير



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2017-08-23, 15:36 رقم المشاركة : 1
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي تفسير سورة الزخرف



* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق
{ حـمۤ } * { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } * { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ } * { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ٱلأَوَّلِينَ } * { وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ }

يقول تعالى: { حـمۤ * وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } أي البيِّن الواضح الجلي، المنزل بلغة العرب التي هي أفصح اللغات، ولهذا قال تعالى { إِنَّا جَعَلْنَاهُ } أي أنزلناه { قُرْآناً عَرَبِيّاً } أي بلغة العرب، فصيحاً واضحاً { لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي تفهمونه وتتدبرونه، كما قال عزّ وجل
{ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }
[الشعراء: 195] وقوله تعالى: { وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } بيّن شرفه في الملأ الأعلى، ليشرّفه ويعظمه ويطيعه أهل الأرض، فقال تعالى { وَإِنَّهُ } أي القرآن { فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ } أي اللوح المحفوظ { لَدَيْنَا } أي عندنا { لَعَلِيٌّ } أي ذو مكانة عظيمة، وشرف وفضل { حَكِيمٌ } أي محكم بريء من اللبس والزيغ، وهذا كله تنبيه على شرفه وفضله، كما قال تبارك وتعالى:
{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ }
[الواقعة: 77-79]، وقال تعالى:
{ فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ }
[عبس: 13-16]، ولهذا استنبط العلماء من هاتين الآيتين، أن المحدث لا يمس المصحف، لأن الملائكة يعظمون المصاحف، المشتملة على القرآن في الملأ الأعلى، فأهل الأرض بذلك أولى وأحرى، لأنه نزل عليهم، وخطابه متوجه إليهم، فهم أحق أن يقابلوه بالإكرام والتعظيم، والانقياد له بالقبول والتسليم، لقوله تعالى: { وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } ، وقوله عزّ وجلّ: { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ }؟ اختلف المفسرون في معناها فقيل معناها: أتحسبون أن نصفح عنكم فلا نعذبكم، ولم تفعلوا ما أمرتم به، قاله ابن عباس واختاره ابن جرير، وقال قتادة: والله لو أن هذا القرآن رفع حين ردته أوائل هذه الأمة لهلكوا، ولكن الله تعالى عاد بعائدته ورحمته فكرره عليهم، ودعاهم إليه عشرين سنة أو ما شاء الله من ذلك، وقول قتادة لطيف المعنى جداً، وحاصله أنه يقول في معناه: أنه تعالى من لطفه ورحمته بخلقه لا يترك دعاءهم إلى الخير، وإلى الذكر الحكيم وهو (القرآن) وإن كانوا مسرفين معرضين عنه، بل أمر به ليهتدي به من قدّر هدايته، وتقوم الحجة على من كتب شقاوته، ثم قال جلّ وعلا مسلياً لنبيّه صلى الله عليه وسلم في تكذيب من كذبه من قومه: { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ٱلأَوَّلِينَ } أي في شِيَع الأولين { وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي يكذبونه ويسخرون به، { فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً } أي فأهلكنا المكذبين بالرسل، وقد كانوا أشد بطشاً من هؤلاء المكذبين لك يا محمد، كقوله عزّ وجلّ:
{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً }
[غافر: 82] والآيات في ذلك كثيرة جداً. وقوله جلّ جلاله { وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ } قال مجاهد: سنتهم، وقال قتادة: عقوبتهم، وقال غيرهما: عبرتهم: أي جعلناهم عبرة لمن بعدهم من المكذبين أن يصيبهم ما أصابهم، كقوله تعالى:
{ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِّلآخِرِينَ }
[الزخرف: 56]، وكقوله جلَّت عظمته:
{ سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ }
[غافر: 85]، وقوله:
{ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً }
[الأحزاب: 62، الفتح: 23].






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=948116
التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2017-08-23, 15:45 رقم المشاركة : 2
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير سورة الزخرف


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق
{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ وَظ±لأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ظ±لْعَزِيزُ ظ±لْعَلِيمُ } * { ظ±لَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ظ±لأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَظ±لَّذِي نَزَّلَ مِنَ ظ±لسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } * { وَظ±لَّذِي خَلَقَ ظ±لأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ظ±لْفُلْكِ وَظ±لأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ } * { لِتَسْتَوُواْ عَلَىظ° ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا ظ±سْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ظ±لَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـظ°ذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } * { وَإِنَّآ إِلَىظ° رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ }

يقول تعالى: ولئن سألت يا محمد، هؤلاء المشركون بالله العابدين معه غيره { مَّنْ خَلَقَ ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ وَظ±لأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ظ±لْعَزِيزُ ظ±لْعَلِيمُ } أي ليعترفن بأن الخالق لذلك هو الله وحده، وهم مع هذا يعبدون معه غيره، من الأصنام والأنداد، ثم قال تعالى: { ظ±لَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ظ±لأَرْضَ مَهْداً } أي فراشاً قراراً ثابتة، تسيرون عليها وتقومون وتنامون، مع أنها مخلوقة على تيار الماء، لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد، { وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } أي طرقاً بين الجبال والأودية { لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي في سيركم من بلد إلى بلد، وقطر إلى قطر، { وَظ±لَّذِي نَزَّلَ مِنَ ظ±لسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ } أي بحسب الكفاية لزروعكم وثماركم، وشربكم لأنفسكم ولأنعامكم، { فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً } أي أرضاً ميتة، فلما جاءها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، ثم نبَّه تعالى بإحياء الأرض على إحياء الأجساد يوم المعاد بعد موتها فقال: { كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }. ثم قال عزّ وجلّ: { وَظ±لَّذِي خَلَقَ ظ±لأَزْوَاجَ كُلَّهَا } أي مما تنبت الأرض من سائر الأصناف، من نبات وزروع وثمار وغير ذلك، ومن الحيوانات على اختلاف أجناسها، وأصنافها، { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ظ±لْفُلْكِ } أي السفن { وَظ±لأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ } أي ذللها لكم وسخَّرها ويسّرها، لأكلكم لحومها وشربكم ألبانها وركوبكم ظهورها، ولهذا قال جلّ وعلا { لِتَسْتَوُواْ عَلَىظ° ظُهُورِهِ } أي لتستووا متمكنين مرتفقين { عَلَىظ° ظُهُورِهِ } أي على ظهور هذا الجنس، { ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ } أي فيما سخر لكم { إِذَا ظ±سْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ظ±لَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـظ°ذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } أي مقاومين، ولولا تسخير الله لنا هذا ما قدرنا عليه. قال ابن عباس: { مُقْرِنِينَ } أي مطيقين، { وَإِنَّآ إِلَىظ° رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } أي لصائرون إليه بعد مماتنا، وإليه سيرنا الأكبر، وهذا من باب التنبيه بسير الدنيا على سير الآخرة، كما نبه بالزاد الدنيوي على الزاد الأخروي في قوله تعالى:
{ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ظ±لزَّادِ ظ±لتَّقْوَىظ° }
[البقرة: 197] وباللباس الدنيوي على الأخروي في قوله تعالى:
{ وَرِيشاً وَلِبَاسُ ظ±لتَّقْوَىظ° ذظ°لِكَ خَيْرٌ }
[الأعراف: 26].

(ذكر الأحاديث الواردة عند ركوب الدابة)

(حديث علي بن أبي طالب): عن علي بن ربيعة قال: " رأيت علياً رضي الله عنه أتي بدابة، فلما وضع رجله في الركاب قال: باسم الله، فلما استوى عليها قال: الحمد لله { سُبْحَانَ ظ±لَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـظ°ذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّآ إِلَىظ° رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } ، ثم حمد الله تعالى ثلاثاً وكبّر ثلاثاً، ثم قال سبحانك لا إلظ°ه إلا أنت قد ظلمت نفسي، فاغفر لي، ثم ضحك، فقلت له: مما ضحكت يا أمير المؤمنين؟ فقال رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ما فعلت، ثم ضحك، فقلت: مم ضحكت يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " يعجب الرب تبارك وتعالى من عبده إذا قال: رب اغفر لي، ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري " ".

(حديث عبد الله بن عمر): روى الإمام أحمد، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركب راحلته كبر ثلاثاً ثم قال: { سُبْحَانَ ظ±لَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـظ°ذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّآ إِلَىظ° رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } ، ثم يقول: " اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوّن علينا السفر، واطوِ لنا البعد، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم أصبحنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا ". وكان صلى الله عليه وسلم إذا رجع إلى أهله قال: " آيبون تائبون إن شاء الله، عابدون لربنا حامدون " ".





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2017-08-23, 15:52 رقم المشاركة : 3
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير سورة الزخرف


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق
{ وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ ظ±لإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ } * { أَمِ ظ±تَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِظ±لْبَنِينَ } * { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـظ°نِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ظ±لْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي ظ±لْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } * { وَجَعَلُواْ ظ±لْمَلاَئِكَةَ ظ±لَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ظ±لرَّحْمَـظ°نِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ظ±لرَّحْمَـظ°نُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }

يقول تعالى مخبراً عن المشركين فيما افتروه وكذبوه، في جعلهم بعض الأنعام لطواغيتهم، وبعضها لله تعالى، وكذلك جعلوا له من الأولاد أخسهما وأردأهما وهو البنات، كما قال تعالى:
{ أَلَكُمُ ظ±لذَّكَرُ وَلَهُ ظ±لأُنْثَىظ° * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىظ° }
[النجم: 21-22]، وقال جلّ وعلا هظ°هنا: { وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ ظ±لإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ } ، ثم قال جلّ وعلا: { أَمِ ظ±تَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِظ±لْبَنِينَ }؟ وهذا إنكار عليهم غاية الإنكار، ثم ذكر تمام الإنكار فقال جلَّت عظمته: { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـظ°نِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } أي إذا بشر أحد هؤلاء بما جعلوه لله من البنات، يأنف من ذلك غاية الأنفة، وتعلوه كآبة من سوء ما بُشِّرَ به، ويتوارى من القوم من خجله، من ذلك، يقول تبارك وتعالى: فكيف تأنفون أنتم من ذلك، وتنسبونه إلى الله عزّ وجلّ؟ ثم قال سبحانه وتعالى: { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ظ±لْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي ظ±لْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } أي المرأة ناقصة يكمل نقصها بلبس الحلي، منذ تكون طفلة، وإذا خاصمت فهي عاجزة عَيِيّة، أَوَ من يكون هكذا ينسب إلى جناب الله العظيم؟ فالأنثى ناقصة الظاهر والباطن في الصورة والمعنى، فيكمل نقص مظاهرها وصورتها بلبس الحلي، ليجبر ما فيها من نقص، كما قال بعض شعراء العرب:وما الحلي إلا زينة من نقيصة يتمِّم من حسن إذا الحسن قَصَّراوأما إذا كان الجمال مُوَفَّراً كحسنك لم يحتج إلى أن يُزَوّراوأما نقص معناها فإنها ضعيفة عاجزة عن الانتصار، كما قال بعض العرب وقد بشر ببنت: " ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء، وبرها سرقة ". وقوله تبارك وتعالى: { وَجَعَلُواْ ظ±لْمَلاَئِكَةَ ظ±لَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ظ±لرَّحْمَـظ°نِ إِنَاثاً } أي اعتقدوا فيهم ذلك فأنكر عليهم تعالى قولهم ذلك فقال: { أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ }؟ أي شاهدوه وقد خلقهم الله إناثاً؟ { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ } أي بذلك { وَيُسْأَلُونَ } عن ذلك يوم القيامة، وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد، { وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ظ±لرَّحْمَـظ°نُ مَا عَبَدْنَاهُمْ } أي لو أراد الله لحال بيننا وبين عبادة هذه الأصنام، التي هي على صور الملائكة بنات الله، فإنه عالمٌ بذلك وهو يقرنا عليه، فجمعوا بين أنواع كثيرة من الخطأ: (أحدها): جعلهم لله تعالى ولداً، تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علواً كبيراً، (الثاني): دعواهم أنه اصطفى البنات على البنين، فجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمظ°ن إناثاً، (الثالث): عبادتهم لهم مع ذلك كله بلا دليل ولا برهان بل بمجرد الآراء والأهواء، والتقليد للأسلاف والكبراء، والخبط في الجاهلية الجهلاء، (الرابع): احتجاجهم بتقديرهم على ذلك قدراً، وقد جهلوا في هذا الاحتجاج جهلاً كبيراً، فإنه منذ بعث الرسل وأنزل الكتب يأمر بعبادته وحده لا شريك له وينهى عن عبادة ما سواه، قال تعالى:
{ وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ظ±لرَّحْمَـظ°نِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }
[الزخرف: 45] وقال جلّ وعلا في هذه الآية: { مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } أي بصحة ما قالوه واحتجوا به { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } أي يكذبون ويتقولون، وقال مجاهد: يعني ما يعلمون قدرة الله تبارك وتعالى على ذلك.





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2017-08-23, 15:57 رقم المشاركة : 4
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير سورة الزخرف


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق
{ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ } * { بَلْ قَالُوغ¤اْ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىظ° أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىظ° ءَاثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } * { وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىظ° أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىظ° ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } * { قَظ°لَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىظ° مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قَالُوغ¤اْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } * { فَظ±نتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَظ±نظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ظ±لْمُكَذِّبِينَ }

يقول تعالى منكراً على المشركين في عبادتهم غير الله، بلا برهان ولا دليل ولا حجة { أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ } أي من قبل شركهم، { فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ } أي ليس الأمر كذلك، كقوله عزّ وجلّ
{ أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ }
[الروم: 35] أي لم يكن ذلك، ثم قال تعالى: { بَلْ قَالُوغ¤اْ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىظ° أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىظ° آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } أي ليس لهم مستند فيما هم فيه من الشرك، سوى تقليد الآباء والأجداد بأنهم كانوا على { أُمَّةٍ } والمراد بها الدين هظ°هنا، وفي قوله تبارك وتعالى:
{ إِنَّ هَـظ°ذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }
[الأنبياء: 92]، وقولهم { وَإِنَّا عَلَىظ° آثَارِهِم } أي وراءهم { مُّهْتَدُونَ } دعوى منهم بلا دليل. ثم بين جلّ وعلا أن مقالة هؤلاء قد سبقهم إليها أشباههم ونظراؤهم من الأمم السالفة المكذبة للرسل تشابهت قلوبهم فقالوا مثل مقالتهم
{ كَذَلِكَ مَآ أَتَى ظ±لَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ }
[الذاريات: 52] وهكذا قال هظ°هنا: { وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىظ° أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىظ° آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }. ثم قال عزّ وجلّ { قَظ°لَ } أي يا محمد لهؤلاء المشركين { أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىظ° مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قَالُوغ¤اْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } أي ولو علموا وتيقنوا صحة ما جئتهم به لما انقادوا لذلك لسوء قصدهم ومكابرتهم للحق وأهله. قال الله تعالى { فَظ±نتَقَمْنَا مِنْهُمْ } أي من الأمم المكذبة بأنواع من العذاب كما فصله تبارك وتعالى في قصصهم { فَظ±نظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ظ±لْمُكَذِّبِينَ } أي كيف بادوا وهلكوا، وكيف نجَّى الله المؤمنين.





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2017-08-23, 16:06 رقم المشاركة : 5
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير سورة الزخرف


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ } * { إِلاَّ ظ±لَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } * { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { بَلْ مَتَّعْتُ هَـظ°ؤُلاَءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىظ° جَآءَهُمُ ظ±لْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } * { وَلَمَّا جَآءَهُمُ ظ±لْحَقُّ قَالُواْ هَـظ°ذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـظ°ذَا ظ±لْقُرْآنُ عَلَىظ° رَجُلٍ مِّنَ ظ±لْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } * { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ظ±لْحَيَاةِ ظ±لدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } * { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ظ±لنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِظ±لرَّحْمَـظ°نِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } * { وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ } * { وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ظ±لْحَيَاةِ ظ±لدُّنْيَا وَظ±لآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ }

يقول تعالى مخبراً عن عبده ورسوله وخليله إمام الحنفاء، ووالد الأنبياء، الذي تنتسب إليه قريش في نسبها ومذهبها، أنه تبرأ من أبيه وقومه في عبادتهم الأوثان فقال: { إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ ظ±لَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ } أي هذه الكلمة وهي
{ لاَ إِلَـظ°هَ إِلاَّ ظ±للَّهُ }
[الصافات: 35] أي جعلها دائمة في ذريته، يقتدي به فيها من هداه الله تعالى، من ذرية إبراهيم عليه الصلاة والسلام { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } أي إليها، قال عكرمة ومجاهد { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ } يعني لا إلظ°ه إلا الله، لا يزال في ذريته من يقولها، وقال ابن زيد: كلمة الإسلام، وهو يرجع إلى ما قاله الجماعة، ثم قال جلّ وعلا: { بَلْ مَتَّعْتُ هَـظ°ؤُلاَءِ } يعني المشركين { وَآبَآءَهُمْ } فتطاول عليهم العمر في ضلالهم { حَتَّىظ° جَآءَهُمُ ظ±لْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } أي بَيِّنُ الرسالة والنذارة. { وَلَمَّا جَآءَهُمُ ظ±لْحَقُّ قَالُواْ هَـظ°ذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ } أي كابروه وعاندوه كفراً وحسداً وبغياً، { وَقَالُواْ } أي كالمعترضين على الذي أنزله تعالى وتقدس، { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـظ°ذَا ظ±لْقُرْآنُ عَلَىظ° رَجُلٍ مِّنَ ظ±لْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } أي هلاّ كان إنزال هذا القرآن على رجل عظيم كبير في أعينهم؟ { مِّنَ ظ±لْقَرْيَتَيْنِ } يعنون مكّة والطائف، وقد ذكر غير واحد من السلف أنهم أرادوا بذلك (الوليد بن المغيرة) و(عروة بن مسعود الثقفي)، وعن مجاهد: يعنون (عتبة بن ربيعة) بمكّة و(ابن عبد ياليل) بالطائف، وقال السدي: عنوا بذلك (الوليد بن المغيرة) و(كنانة بن عمرو الثقفي)، والظاهر أن مرادهم رجل كبير من أي البلدتين كان، قال تعالى رداً عليهم في هذا الاعتراض: { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ }؟ أي ليس الأمر مردوداً إليهم، بل إلى الله عزّ وجلّ والله أعلم حيث يجعل رسالاته، فإنه لا ينزلها إلا على أزكى الخلق قلباً ونفساً، وأشرفهم بيتاً، وأطهرهم أصلاً. ثم قال عزّ وجلّ مبيناً أنه قد فاوت بين خلقه، فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق والعقول والفهوم، وغير ذلك من القوى الظاهرة والباطنة فقال: { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ظ±لْحَيَاةِ ظ±لدُّنْيَا } الآية.

وقوله جلَّت عظمته: { لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً } أي ليسخّر بعضُهم بعضاً في الأعمال، لاحتياج هذا إلى هذا وهذا إلى هذا، ثم قال عزّ وجلّ: { وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } أي رحمة الله بخلقه، خير لهم مما بأيديهم من الأموال ومتاع الحياة الدنيا، ثم قال سبحانه وتعالى { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ظ±لنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } أي لولا أن يعتقد كثير من الناس الجهلة، أن إعطاءنا المال دليل على محبتنا لمن أعطيناه، فيجتمعوا على الكفر لأجل المال { لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِظ±لرَّحْمَـظ°نِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ } أي سلالم ودرجاً من فضة { عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } أي يصعدون { وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً } أي أغلاقاً على أبوابهم { وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ } أي جميع ذلك يكون فضة { وَزُخْرُفاً } أي وذهباً، قاله ابن عباس والسدي، { وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ظ±لْحَيَاةِ ظ±لدُّنْيَا } أي إنما ذلك من الدنيا الفانية، الزائلة الحقيرة عند الله تعالى، أي يعجل لهم بحسناتهم التي يعملونها في الدنيا مآكل ومشارب، ليوافوا الآخرة وليس لهم عند الله تبارك وتعالى حسنة يجزيهم بها.

ثم قال سبحانه وتعالى: { وَظ±لآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } أي هي لهم خاصة لا يشاركهم فيها أحد غيرهم، ولهذا " لما قال عمر بن الخطّاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه على رمال حصير، قد أثر بجنبه، فابتدرت عيناه بالبكاء، وقال: يا رسول الله! هذا كسرى وقيصر فيما هم فيه، وأنت صفوة الله من خلقه؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً فجلس وقال: " أوفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ " ثم قال صلى الله عليه وسلم: " أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا " " ، وفي رواية: " أما ترى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " ، وفي " الصحيحين " " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها، فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة " وإنما خوَّلهم الله تعالى في الدنيا لحقارتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء أبداً " ".





التوقيع

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 12:11 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd