منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

الانهيار الذي يعرفه العدالة والتنمية سيحول الحزب إلى مجرد رقم صغير في الحقل السياسي، وقد بدأ هذا الوضع منذ زمن ليس باليسير، لكنه الآن يتأكد مع المتغيرات الأخيرة التي عرفها الحزب.

آخر المنعرجات على طريق الانهيار يتمثل في انكشاف واقع مفاده أن الحزب ليس حزب مؤسسات كما كان يقال دائما. أما التجلي الأخير لهذا الواقع، فهو المطالبة بالتمديد لولاية أخرى للسيد عبد الإله بن كيران.

التبريرات والتسويغات لا تعدم من لدن من ينادون بالتمديد، وأهم تبرير أن السيد بن كيران رجل المرحلة، والوطن يحتاج إليه. وبغض النظر عن الخلاف حول هذا المبرر، يبقى أنه ينطوي على قدر من الخطورة.

من جهة أولى، لم يحدث في التاريخ السياسي المغربي أن مصلحة الوطن كانت متوقفة على فرد من السياسيين مهما على قدره، لأننا لا نملك ذلك النوع من السياسيين بالغي التأثير والكاريزما الحقيقية، وثانيا لأن النظام المغربي لا يترك التمدد السياسي على عواهنه، بل يرسم له طريقا ومحددات وضوابط حتى يبقى متحكما فيه فلا يسمح لشخص أن يصير مرادفا لمصلحة الوطن.

من جهة ثانية، يمثل تمديد الولاية استمرارا لممارسات سياسية كان المغاربة يطالبون بتغييرها. أما إعادة إنتاجها فيطيل من عمر الأزمة السياسية العميقة ويقضي على الطموحات المشروعة بواقع سياسي مختلف.

ينبغي الانتباه إلى أمرين اثنين:

أولهما أن النجاح المفترض لشخص ما لا يسوغ الاتقلاب على التداول كقيمة ديمقراطية. ففي البلدان الديمقراطية، لا يتم التمديد للرؤساء حتى ولو كانوا ناجحين. وهم بهذا يضمنون استمرار القيم الديمقراطية ويرفعون العتبة أمام من يترشحون لإعطاء أفضل ما يمكنهم إعطاؤه.

ثانيهما أن على حزب العدالة والتنمية أن يستوعب أنه الآن في مرحلة جديدة، غير مرحلة عبد الإله بن كيران، وبالتالي فليس هناك أي مبرر لربط الوطن ومصلحته بشخص رئيس الحكومة السابق، لأنه حتى في حالة الربط بينهما، فإن بن كيران لن يكون مسؤولا أمام الشعب حسب العرف السياسي الديمقراطي، لأنه غير مكلف بمنصب عمومي.

أفضل ما ينبغي أن يفعله الحزب هو إحياء مؤسساته، وإعطاء الدليل على أنه حزب يسير بغض النظر عمن يوجد على رأسه.

بقلم: روبن هود