الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي > مدرسة القرآن والسنة > تفسير


شجرة الشكر3الشكر
  • 1 Post By أم سهام
  • 1 Post By أم سهام
  • 1 Post By أم سهام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2017-07-10, 16:19 رقم المشاركة : 1
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي تفسير سورة لقمان



* تفسير صفوة التفاسير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق

{ الۤـمۤ } * { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } * { هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } * { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ } * { خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } * { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

اللغَة:

{ ٱلْحَكِيمِ } المحكم الذي لا خلل فيه ولا تناقض { يُوقِنُونَ } اليقين: التصديق الجازم { لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ } الباطل الملهي عن الخير والعبادة { وَقْراً } ثِقلاً وصمماً يمنع من السماع { عَمَدٍ } جمع عِماد وهو الدعامة التي يرتكز عليها الشيء { رَوَاسِيَ } جبالاً وثوابت، ورست السفينة: إِذا ثبتت واستقرت { تَمِيدَ } تتحرك وتضطرب { وَبَثَّ } نشر وفرَّق.

سَبَبُ النّزول:
روي أن " النضر بن الحارث " كان يشتري المغنِّيات، فلا يظفر بأحدٍ يريد الإِسلام إِلا انطلق به إِلى قينته " المغنية " فيقول لها: أطعميه، واسقيه الخمر، وغنّيه، ويقول: هذا خيرٌ مما يدعوك إِليه محمد، من الصلاة والصيام، وأن تقاتل بين يديه فأنزل الله { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ.. } الآية.

التفسِير:
{ الۤـمۤ } الحروف المقطعة للتنبيه على إِعجاز القرآن، وللإِشارة إِلى أن هذا الكتاب المعجز الذي أفحم العلماء والأدباء والفصحاء والبلغاء منظوم من أمثال هذه الحروف الهجائية " ألف، لام، ميم " وهي في متناول أيدي الناطقين بالعربية، وهم عاجزون ان يؤلفوا منها كتاباً مثل هذا الكتاب بعد التحدي والإِفحام، وهذا من أ ظهر الدلائل وأوضح البراهين على أنه تنزيل الحكيم العليم { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ } أي هذه آيات الكتاب البديع، الذي فاق كل كتاب في بيانه، وتشريعه، وأحكامه { ٱلْحَكِيمِ } أي ذي الحكمة الفائقة، والعجائب الرائقة، الناطق بالحكمة والبيان، والإِشارة بالبعيد عن القريب " تلك " للإِيذان ببعد منزلته في الفضل والشرف { هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ } أي هداية ورحمة للمحسنين الذين أحسنوا العمل في الدنيا، وإِنما خُصوا بالذكر لأنهم هم المنتفعون بما فيه، ثم وضح تعالى صفاتهم فقال { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } أي يؤدونها على الوجه الأكمل بأركانها وخشوعها وآدابها { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } أي يدفعونها إلى مستحقيها طيبةً بها نفوسهم ابتغاء مرضاة الله { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } أي يصدّقون بالدار الآخرة ويعتقدون بها اعتقاداً جازماً لا يخالطه شك ولا ارتياب، وكرَّر الضمير " هم " للتأكيد وإِفادة الحصر { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ } أي أولئك الموصوفون بتلك الصفات الجليلة على نور وبصيرة، ومنهج واضح سديد، من الله العزيز الحميد { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } أي هم الفائزون السعداء في الدنيا والآخرة قال أبو حيان: وكرر الإِشارة { وَأُوْلَـٰئِكَ } تنبيهاً على عظم قدرهم وفضلهم، ولما ذكر تعالى حال السعداء، الذين أهتدوا بكتاب الله وانتفعوا بسماعه، عطف عليهم بذكر حال الأشقياء، الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله، وأقبلوا على استماع الغناء والمزامير فقال { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ } أي ومن الناس من يشتري ما يُلهي عن طاعة الله، ويَصُد عن سبيله، مما لا خير ولا فائدة فيه قال الزمخشري: واللهو كل باطلٍ ألهى عن الخير، نحو السمر بالأساطير، والتحدث بالخرافات المضحكة، وفضول الكلام وما لا ينبغي، وروى ابن جرير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سئل عن الآية فقال: والله الذي لا إِله إِلا هو - يكررها ثلاثاً - إٍنما هو الغناء، وقال الحسن البصري: نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير { لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي ليُضل الناس عن طريق الهدى، ويُبعدهم عن دينه القويم، بغير حجة ولا برهان { وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً } أي ويتخذ آيات الكتاب المجيد سخرية واستهزاءً، وهذا أدخل في القبح، وأعرقُ في الضلال { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي لهم عذاب شديد مع الذلة والهوان { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا } أي وإِذا قرئت عليه آيات القرآن { وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } أي أعرض وأدبر متكبراً عنها كأنه لم يسمعها، شأن المتكبر الذي لا يلتفت إِلى الكلام، ويجعل نفسه كأنها غافلة { كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وَقْراً } أي كأن في أذنيه ثقلاً وصمماً يمنعانه عن استماع آيات الله { فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي أنذره يا محمد بعذاب مؤلمٍ، مفرطٍ في الشدة والإِيلام، ووضع البشارة مكان الإِنذار تهكم وسخرية قال في البحر: تضمنت هذه الآية ذمَّ المشتري من وجوه: التولية عن الحكمة، ثم الاستكبار عن الحق، ثم عدم الالتفات إِلى سماع الآيات، ثم الإِيغال في الإِعراض مشبهاً حال من لم يسمعها، لكونه لا يلقي لها بالاً ولا يلتفت إِليها، ثم التهكم به بالبشارة بأشد العذاب.
. ولما ذكر ما وعد به الكفار من العذاب الأليم، ذكر ما وعد به المؤمنين من جنات النعيم فقال { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي جمعوا بين الإِيمان والعمل الصالح، وبين حسن النيّة وإِخلاص العمل { لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ } أي لهم على إِيمانهم واستقامتهم على شريعة الله جناتُ الخلد يتنعمون فيها بأنواع الملاذّ، من المآكل والمشارب والملابس، والنساء والحور العين، وسائر ما أكرمهم الله به من الفضل والإِنعام، مما لا عينٌ رأتْ ولا أذُنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر { خَالِدِينَ فِيهَا } أي دائمين في تلك الجنات، لا يخرجون منها أبداً، ولا يبغون عنها حولاً { وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً } أي وعداً من الله قاطعاً، كائناً لا محالة، لا خلف فيه لأن الله لا يخلف الميعاد { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } أي هو تعالى العزيز الذي لا يغلبه شيء ليمنعه عن إِنجاز وعده، الحكيم الذي لا يفعل إِلا ما تقتضيه الحكمة والمصلحة.. ثم نبّه تعالى إِلى دلائل قدرته، وآثار عظمته وجلاله لإِقامة البراهين على وحدانيته فقال { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } أي خلق السماوات في سعتها وعظمتها وإِحكامها بدون دعائم ترتكز عليها، حال كونكم تشاهدونها كذلك واقفة من غير أن تستند على شيء، ولا تمسكها إِلا قدرة الله العليّ الكبير { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ } أي جعل فيها جبالاً ثوابت لئلا تتحرك وتضطرب بكم فتهلككم بأن تقلبكم عن ظهرها، أو تهدم بيوتكم بتزلزلها قال الإِمام الفخر: واعلم أن الأرض ثباتُها بسبب ثقلها، وإِلا كانت تزول عن موضعها بسبب المياه والرياح، ولو خلقها تعالى مثل الرمل لما كانت تثبتُ للزراعة، كما نرى الأراضي الرملية ينتقل الرمل الذي فيها من موضع إلى موضع، فهذه هي حكمة إِرسائها بالجبال، فسبحان الكبير المتعال { وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } أي ونشر وفرَّق في أرجاء الأرض من كل أنواع الحيوانات والدواب من مأكول ومركوب، مما لا يعلم عدد أشكالها وألوانها إِلا الذي خلقها { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } أي وأنزلنا لحفظكم وحفظ دوابكم المطر من السحاب { فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } أي فأنبتنا في الأرض من كل نوعٍ من النبات، ومن كل صنفٍ من الأغذية والأدوية { كَرِيمٍ } أي كثير المنافع، بديع الخلق والتكوين { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ } أي هذا الذي تشاهدونه وتعاينونه أيها المشركون هو من مخلوقات الله، فانظروا في السماوات والأرض، والإِنسان، والنبات، والحيوان، وسائر ما خلق الله ثم تفكروا في آثار قدرته، وبديع صنعته { فَأَرُونِي } ثم أخبروني { مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } أي أيَّ شيءٍ خلقته آلهتكم التي عبدتموها من دون الله من الأوثان والأصنام؟ وهو سؤال على جهة التهكم والسخرية بهم وبآلهتهم المزعومة، ثم أضرب عن تبكيتهم إلى التسجيل عليهم بالضلال الواضح فقال { بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي بل المشركون في خسران ظاهر، وضلالٍ واضح ما بعده ضلال، لأنهم وضعوا العبادة في غير موضعها، وعبدوا ما لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يضر، فهم أضل من الحيوان الأعجم، لأن من عبد صنماً جامداً ، وترك خالقاً عظيماً مدبراً، يكون أحطَّ شأناً من الحيوان.

البَلاَغَة:

تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البلاغة والبديع نوجزها فيما يلي:

1- وضع المصدر للمبالغة { هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ }.

2- الإِشارة بالبعيد { تِلْكَ آيَاتُ } عن القريب { هَـٰذِهِ } لبيان علو الرتبة ورفعة القدر والشأن.

3- الإِطناب بتكرار الضمير واسم الإِشارة { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ } لزيادة الثناء عليهم والتكريم لهم، كما أن الجملة تفيد الحصر أي هم المفلحون لا غيرهم.

4- الاستعارة التصريحية { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ } شبّه حالهم بحال من يشتري سلعة وهو خاسر فيها، واستعار لفظ يشتري لمعنى يستبدل بطريق الاستعارة التصريحية.

5- التشبيه المرسل المجمل { كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وَقْراً } ذكرت أداة التشبيه وحذف الشبه فهو تشبيه " مرسل مجمل ".

6- أسلوب التهكم { فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } لأن البشارة إنما تكون في الخير، واستعمالها في الشر سخرية وتهكم.

7- الالتفات من الغيبة إلى التكلم { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ } بعد قوله { خَلْقُ } ، { وَأَلْقَىٰ } ، { وَبَثَّ } وكلها بضمير الغائب، ثم التفت فقال { وَأَنزَلْنَا } تعظيماً لشأن الرحمن، وتوفيةً لمقام الامتنان، وهذا من المحسنات البديعية.

8- إِطلاق المصدر على اسم المفعول مبالغة { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ } أي مخلوقة.

9- الاستفهام للتوبيخ والتبكيت { مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ }؟

10- وضع الظاهر موضع الضمير لزيادة التوبيخ، وللتسجيل عليهم بغاية الظلم والجهل { بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } وكان الأصل أن يقال: بل هم في ضلالٍ مبين.

11- مراعاة الفواصل في الحرف الأخير مثل { عَذَابٍ أَلِيمٍ } ، { جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ } ، { زَوْجٍ كَرِيمٍ } ، { ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } ويسمى هذا النوع في علم البديع " سجعاً " وأفضله ما تساوت فقره، وكان سليماً من التكلف، خالياً من التكرار، وهو كثير في القرآن الكريم في نهاية الآيات الكريمة.

فَائِدَة:

وصفُ الكتاب بالحكمة في هذه السورة { ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } مناسبٌ لجو السورة الكريمة لأن موضوع الحكمة قد تكرر فيها { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ } فناسب أن يختار هذا الوصف من أوصاف الكتاب المجيد، على طريقة القرآن في التنسيق بين الألفاظ والمواضيع.







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=942165
التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2017-07-12, 15:37 رقم المشاركة : 2
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير سورة لقمان


* تفسير صفوة التفاسير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ظ±لْحِكْمَةَ أَنِ ظ±شْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ظ±للَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } * { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يظ°بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِظ±للَّهِ إِنَّ ظ±لشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } * { وَوَصَّيْنَا ظ±لإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىظ° وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ ظ±شْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ ظ±لْمَصِيرُ } * { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىظ° أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ظ±لدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَظ±تَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { يظ°بُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ أَوْ فِي ظ±لأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ظ±للَّهُ إِنَّ ظ±للَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } * { يظ°بُنَيَّ أَقِمِ ظ±لصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِظ±لْمَعْرُوفِ وَظ±نْهَ عَنِ ظ±لْمُنْكَرِ وَظ±صْبِرْ عَلَىظ° مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ظ±لأُمُورِ } * { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي ظ±لأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ ظ±للَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } * { وَظ±قْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَظ±غْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ظ±لأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ظ±لْحَمِيرِ }

المنَاسَبَة:
لمّا بيَّن تعالى فساد اعتقاد المشركين، بسبب عنادهم وإِشراكهم من لا يخلق شيئاَ بمن هو خالق كل شيء، ذكر هنا وصايا " لقمان " الحكيم، وهي وصايا ثمينة في غاية الحكمة والدعوة إِلى طريق الرشاد، وقد جاءت هذه الوصايا مبدوءةً بالتحذير من الشرك الذي هو أقبح الذنوب، وأعظم الجرائم عند الله.

اللغَة:

{ ظ±لْحِكْمَةَ } الإِصابة في القول العمل، وأصلها وضع الشيء في موضعه قال في اللسان: أحكم الأمر أتقنه ويُقال للرجل إِذا كان حكيماً: قد أحكمته التجارب، والحكيم: المتقن للأمور { يَعِظُهُ } ينصحه ويذكره، والعظةُ والموعظة: النصح والإِرشاد { وَهْناً } الوهن: الضعف ومنه
{*وَهَنَ ظ±لْعَظْمُ مِنِّي*}
[مريم: 4] أي ضعف { فِصَالُهُ } الفصال: الفطام وهو لفظ يستعمل في الرضاع خاصة، وأما الفصل فهو أعم، وفصلت المرأة ولدها أي فطمته وتركت إرضاعه { أَنَابَ } رجع، والمنيب الراجع إِلى ربه بالتوبة والاستغفار { تُصَعِّرْ } الصَّعر: بفتحتين في الأصل داءٌ يصيب البعير فيلوي منه عنقه ثم استعمل في ميل العنق كبراً وافتخاراً قال عمرو التغلبي:
وكنَّا إِذا الجبَّار صعَّر خدَّه
***
أقمنا له من ميله فتقومّ
{ مَرَحاً } فرحاً وبطراً وخيلاء { مُخْتَالٍ } متبختر في مشيته { ظ±قْصِدْ } توسَّط، والقصد: التوسط بين الإِسراع والبطء { ظ±غْضُضْ } غضَّ الصوت خفضه قال جرير:
فغُضَّ الطرف إِنك من نمير
***
فلا كعباً بلغت ولا كلابا

التفسِيْر:
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ظ±لْحِكْمَةَ } أي والله لقد أعطينا لقمان الحكمة وهي الإصابة في القول، والسَّداد في الرأي، والنطق بما يوافق الحق، قال مجاهد: الحكمة: الفقه والعقل، والإِصابة في القول، ولم يكن نبياً إِنما كان حكيماً { أَنِ ظ±شْكُرْ للَّهِ } أي وقلنا له: أشكر الله على إِنعامه وإِفضاله عليك حيث خصَّك بالحكمة وجعلها على لسانك قال القرطبي: والصحيح الذي عليه الجمهور أن " لقمان " كان حكيماً ولم يكن نبياً وفي الحديث " لم يكن لقمان نبياً، ولكن كان عبداً كثير التفكر، حسن اليقين، أحبَّ الله تعالى فأحبَّه، فمنَّ عليه بالحكمة " { وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } أي ومن يشكر ربه فثواب شكره راجع لنفسه، وفائدته إنما تعود عليه، لأن الله تعالى لا ينفعه شكر من شكر، ولا يضره كفر من كفر ولهذا قال بعده { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ظ±للَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } أي ومن جحد نعمة الله فإِنما أساء إلى نفسه، لأن الله مستغنٍ عن العباد، محمودٌ على كل حال، مستحقٌ للحمد لذاته وصفاته قال الرازي: المعنى أن الله غير محتاج إِلى شكر حتى يتضرَّر بكفر الكافر، فهو في نفسه محمود سواء شكره الناس أم لم يشكروه، ثم ذكر تعالى بعض نصائح لقمان لابنه وبدأ بالتحذير له من الشرك، الذي هو نهاية القبح والشناعة فقال { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يظ°بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِظ±للَّهِ } أي واذكر لقومك موعظة لقمان الحكيم لولده، حين قال له واعظاً ناصحاً مرشداً: يا بني كن عاقلاً ولا تشرك بالله أحداً، بشراً أو صنماً أو ولداً { إِنَّ ظ±لشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } أي إِن الشرك قبيح، وظلم صارخ لأنه وضعٌ للشيء في غير موضعه، فمن سوَّى بين الخالق والمخلوق، وبين الإِله والصنم فهو - بلا شك - أحمق الناس، وأبعدهم عن منطق العقل والحكمة، وحري به أن يوصف بالظلم ويجعل في عداد البهائم { وَوَصَّيْنَا ظ±لإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ } أي أمرناه بالإِحسان إِليهما لا سيما الوالدة { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىظ° وَهْنٍ } أي حملته جنيناً في بطنها وهي تزداد كل يوم ضعفاً على ضعف، من حين الحمل إِلى حين الولادة، لأن الحمل كلما ازداد وعظم، إِزدادت به ثقلاً وضعفاً { وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ } أي وفطامه في تمام عامين { أَنِ ظ±شْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } أي وقلنا له: اشكر ربك على نعمة الإِيمان والإِحسان، واشكر والديك على نعمة التربية { إِلَيَّ ظ±لْمَصِيرُ } أي إِليَّ المرجع والمآب فأجازي المحسن على إِحسانه، والمسيء على إِساءته قال ابن جزي: وقوله { أَنِ ظ±شْكُرْ } تفسيرٌ للوصية، واعترض بينها وبين تفسيرها بقوله { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىظ° وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ } ليبيّن ما تكابده الأم بالولد مما يوجب عظيم حقها، ولذلك كان حقها أعظم من حق الأب { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىظ° أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا } أي وإِن بذلا جهدهما، وأقصى ما في وسعهما، ليحملاك على الكفر والإِشراك بالله فلا تطعهما، إِذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق { وَصَاحِبْهُمَا فِي ظ±لدُّنْيَا مَعْرُوفاً } أي وصاحبهما في الحياة الدنيا بالمعروف والإِحسان إليهما - ولو كان مشركين - لأن كفرهما بالله لا يستدعي ضياع المتاعب التي تحمَّلاها في تربية الولد، ولا التنكر بالجميل { وَظ±تَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } أي واسلك طريق من رجع إلى الله بالتوحيد والطاعة والعمل الصالح { ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي مرجع الخلق إِلى الله فيجازيهم على أعمالهم، والحكمةُ من ذكر الوصية بالوالدين - ضمن وصايا لقمان - تأكيد ما أفادته الآية الأولى من تقبيح أمر الشرك { إِنَّ ظ±لشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } فكأنه تعالى يقول: مع أننا وصينا الإِنسان بوالديه، وأمرناه بالإِحسان إِليهما والعطف عليهما، وألزمناه طاعتهما بسبب حقهما العظيم عليه، مع كل هذا فقد نهيناه عن طاعتهما في حالة الشرك والعصيان، لأن الإِشراك بالله من أعظم الذنوب، وهو في نهاية القبح والشناعة.
. ثم رجع الكلام إِلى وصايا لقمان فقال تعالى { يظ°بُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ } أي يا ولدي إِن الخطيئة والمعصية مهما كانت صغيرة حتى ولو كانت وزن حبة الخردل في الصغر { فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ أَوْ فِي ظ±لأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ظ±للَّهُ } أي فتكن تلك السيئة - مع كونها في أقصى غايات الصغر - في أخفى مكان وأحرزه، كجوف الصخرة الصماء، أو في أعلى مكان في السماء أو في الأرض يحضرها الله سبحانه ويحاسب عليها، والغرض التمثيلُ بأن الله لا تخفى عليه خافية من أعمال العباد { إِنَّ ظ±للَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } أي هو سبحانه لطيف بالعباد خبير أي عالم ببواطن الأمور { يظ°بُنَيَّ أَقِمِ ظ±لصَّلاَةَ } أي حافظ على الصلاة في أوقاتها وبخشوعها وآدابها { وَأْمُرْ بِظ±لْمَعْرُوفِ وَظ±نْهَ عَنِ ظ±لْمُنْكَرِ } أي وأمر الناس بكل خير وفضيلة، وأنههم عن كل شر ورذيلة { وَظ±صْبِرْ عَلَىظ° مَآ أَصَابَكَ } أي اصبر على المحن والبلايا، لأنَّ الداعي إِلى الحق معرَّض لإِيصال الأذى إِليه قال أبو حيان: لما نهاه أولاً عن الشرك، وأخبره ثانياً بعلمه تعالى وباهر قدرته، أمره بما يتوسل به إِلى الله من الطاعات، فبدأ بأشرفها وهي الصلاة، ثم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم بالصبر على ما يصيبه من المحن بسبب الأمر بالمعروف، فكثيراً ما يُؤذى فاعل ذلك { إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ظ±لأُمُورِ } أي إِن ذلك المذكور مما عزمه الله وأمر به قال ابن عباس: من حقيقة الإِيمان الصبر على المكاره وقال الرازي: معناه إِن ذلك من الأمور الواجبة المعزومة أي المقطوعة، فالمصدر بمعنى المفعول { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } أي لا تمل وجهك عنهم تكبراً عليهم قال القرطبي: أي لا تمل خدك للناس كبراً عليهم وإِعجاباً، وتحقيراً لهم، وهو قول ابن عباس { وَلاَ تَمْشِ فِي ظ±لأَرْضِ مَرَحاً } أي لا تمش متبختراً متكبراً { إِنَّ ظ±للَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } تعليلٌ للنهي أي لأن الله يكره المتكبر الذي يرى العظمة لنفسه، ويتكبر على عباد الله، المتبختر في مشيته، والفخور الذي يفتخر على غيره، ثم لما نهاه عن الخُلُق الذميم، أمره بالخُلُق الكريم فقال { وَظ±قْصِدْ فِي مَشْيِكَ } أي توسَّط في مشيتك واعتدل فيها بين الإِسراع والبطء { وَظ±غْضُضْ مِن صَوْتِكَ } أي اخفض من صوتك فلا ترفعه عالياً فإِنه قبيح لا يجمل بالعاقل { إِنَّ أَنكَرَ ظ±لأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ظ±لْحَمِيرِ } أي إِن أوحش الأصوات صوتُ الحمير فمن رفع صوته كان مماثلاً لهم، وأتى بالمنكر القبيح قال الحسن: كان المشركون يتفاخرون برفع الأصوات فرد عليهم بأنه لو كان خيراً لفضلتهم به الحمير، وقال قتادة: أقبح الأصوات صوت الحمير، أوله زفير وآخره شهيق.

البَلاَغَة:

تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البلاغة والبديع نوجزها فيما يلي:

1- الطباق بين { شْكُرْ.. وكَفَرَ }.

2- صيغة المبالغة { غَنِيٌّ حَمِيدٌ } وكذلك { لَطِيفٌ خَبِيرٌ } و { فَخُورٍ } لأن فعيل وفعول من صيغ المبالغة ومعناه كثير الحمد وكثير الفخر.

3- ذكر الخاص بعد العام { بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ } وذلك لزيادة العناية والاهتمام بالخاص.

4- تقديم ما حقه التأخير لإِفادة الحصر مثل { إِلَيَّ ظ±لْمَصِيرُ } { إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } أي لا إِلى غيري.

5- التمثيل { إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ } مثَّل ذلك لسعة علم الله وإِحاطته بجميع الأشياء صغيرها وكبيرها، جليلها وحقيرها فإِنه تعالى يعلم أصغر الأشياء في أخفى الأمكنة.

6- التتميم { فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ } تَّمم خفاءها في نفسها بخفاء مكانها وهذا من البديع.

7- المقابلة { وَأْمُرْ بِظ±لْمَعْرُوفِ } ثم قال { وَظ±نْهَ عَنِ ظ±لْمُنْكَرِ } فقابل بين اللفظين.

8- الاستعارة التمثيلية { إِنَّ أَنكَرَ ظ±لأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ظ±لْحَمِيرِ } شبَّه الرافعين أصواتهم بالحمير، وأصواتهم بالنهيق، ولم يذكر أداة التشبيه بل أخرجه مخرج الاستعارة للمبالغة في الذم، والتنفير عن رفع الصوت.

تنبيه:
حين أمر تعالى بشكر الوالدين قدَّم شكره تعالى على شكرهما فقال { أَنِ ظ±شْكُرْ لِي } ثم أردفه بقوله { وَلِوَالِدَيْكَ } وذلك لإِشعارنا بأن حق الله أعظم من حق الوالدين، لأنه سبحانه هو السبب الحقيقي في خلق الإِنسان، والوالدان سبب في الصورة والظاهر، ولهذا حرَّم تعالى طاعتهما على الإِنسان إِذا أرادا إِجباره على الكفر.






التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2017-07-12, 16:13 رقم المشاركة : 3
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير سورة لقمان


* تفسير صفوة التفاسير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق

{ أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ظ±للَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ وَمَا فِي ظ±لأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ظ±لنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ظ±للَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ظ±تَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ظ±للَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ظ±لشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىظ° عَذَابِ ظ±لسَّعِيرِ } * { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ظ±للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ظ±سْتَمْسَكَ بِظ±لْعُرْوَةِ ظ±لْوُثْقَىظ° وَإِلَىظ° ظ±للَّهِ عَاقِبَةُ ظ±لأَمُورِ } * { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوغ¤اْ إِنَّ ظ±للَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ظ±لصُّدُورِ } * { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىظ° عَذَابٍ غَلِيظٍ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ وَظ±لأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ظ±للَّهُ قُلِ ظ±لْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { لِلَّهِ مَا فِي ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ وَظ±لأَرْضِ إِنَّ ظ±للَّهَ هُوَ ظ±لْغَنِيُّ ظ±لْحَمِيدُ } * { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ظ±لأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَظ±لْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ظ±للَّهِ إِنَّ ظ±للَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ ظ±للَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ظ±للَّهَ يُولِجُ ظ±لْلَّيْلَ فِي ظ±لنَّهَارِ وَيُولِجُ ظ±لنَّهَارَ فِي ظ±لْلَّيْلِ وَسَخَّرَ ظ±لشَّمْسَ وَظ±لْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيغ¤ إِلَىظ° أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ظ±للَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ظ±للَّهَ هُوَ ظ±لْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ظ±لْبَاطِلُ وَأَنَّ ظ±للَّهَ هُوَ ظ±لْعَلِيُّ ظ±لْكَبِيرُ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ظ±لْفُلْكَ تَجْرِي فِي ظ±لْبَحْرِ بِنِعْمَتِ ظ±للَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } * { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَظ±لظُّلَلِ دَعَوُاْ ظ±للَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ظ±لدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ظ±لْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ } * { يظ°أَيُّهَا ظ±لنَّاسُ ظ±تَّقُواْ رَبَّكُمْ وَظ±خْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ ظ±للَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ظ±لْحَيَاةُ ظ±لدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِظ±للَّهِ ظ±لْغَرُورُ } * { إِنَّ ظ±للَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ظ±لسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ظ±لْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ظ±لأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ظ±للَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ }


المنَاسَبَة:
لما حذَّر تعالى من الشرك، وأكده بوصايا لقمان الحكيم في الإِيمان ومكارم الأخلاق، ذكر هنا الأدلة الساطعة، والبراهين القاطعة على وحدانيته تعالى، ونبّه بالصنعة على الصانع، وما له من نعمٍ لا تُحصى من تسخير السماوات بما فيها من الشمس، والقمر، والنجوم، والسحاب، وتسخير الأرض وما فيها من الحيوان، والنبات، والمعادن، والبحار، وغير ذلك من الأدلة الشاهدة بوحدانيته، وختم السورة الكريمة ببيان " المغيبات الخمس ".

اللغَة:
{ أَسْبَغَ } أتم وأكمل يقال: سبغت النعمة سبوغاً إِذا تمت { ظ±سْتَمْسَكَ } تمسك وتعلق واعتصم { نَفِدَتْ } فنيت وفرغت { يُولِجُ } يدخل والإِيلاج: الإِدخال ومنه
{*حَتَّىظ° يَلِجَ ظ±لْجَمَلُ فِي سَمِّ ظ±لْخِيَاطِ*}
[الأعراف: 40] { ظ±لْفُلْكَ } السفن { كَظ±لظُّلَلِ } الظلل: جمع ظلَّة وهي كل ما أظلَّك من جبل أو سحاب { خَتَّارٍ } الختَّار: الغدار، والختر: أسوء الغدر قال الشاعر:
فإِنك لو رأيت أبا عمير
***
ملأت يديك من غدر وختر
{ ظ±لْغَرُورُ } ما يغرُّ ويخدع من شيطان وغيره، وغرَّه الأمل: خدعه.

التفسِير:

{ أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ظ±للَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ وَمَا فِي ظ±لأَرْضِ } أي ألم تعلموا أيها الناس أن الله العظيم الجليل سخر لكم ما في السماوات من شمس وقمر ونجوم لتنتفعوا بها، وسخَّر لكم ما في الأرض من جبالٍ وأشجار وثمارٍ وأنهار وغير ذلك مما لا تُحصى { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } أي وأتمَّ عليكم أيها الناس نعمه العديدة، الظاهرة المرئية كنعمة السمع والبصر والصحة والإِسلام، والباطنة الخفية كالقلب والعقل والفهم والمعرفة وما أشبه ذلك قال البيضاوي: أي أسبغ عليكم نعمه المحسوسة والمعقولة، ما تعرفونه وما لا تعرفونه { وَمِنَ ظ±لنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ظ±للَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } أي ومن الناس فريق جاحدون يخاصمون ويجادلون في توحيد الله وصفاته بغير علم ولا فهم، ولا حجة ولا برهان، ولا كتاب منزل من عند الله قال القرطبي: نزلت في يهودي جاء إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد: أخبرني عن ربك من أيّ شيء هو؟ فجاءت صاعقةٌ فأخذته، والمنيرُ: الواضح البيّن المنقذ من ظلمة الجهل والضلال { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ظ±تَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ظ±للَّهُ } أي وإِذا قيل لهؤلاء المجادلين بالباطل اتبعوا ما أنزل الله على رسوله، وصدّقوا به فإِنه يفرق بين الحق والباطل، والهدى والضلال { قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا } أي قالوا نسير على طريقة آبائنا ونقتدي بهم في عبادة الأوثان والأصنام { أَوَلَوْ كَانَ ظ±لشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىظ° عَذَابِ ظ±لسَّعِيرِ } الاستفهام للإِنكار والتوبيخ أي أيتبعونهم ولو كانوا ضالين، حتى ولو كان الشيطان يدعوهم إلى النار المستعرة ذات العذاب الشديد؟ { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ظ±للَّهِ } أي ومن يقبل على طاعة الله وينقاد لأوامره، ويخلص قصده وعبادته لله { وَهُوَ مُحْسِنٌ } أي وهو مؤمن موحد قال القرطبي: لأن العبادة من غير احسانٍ ولا معرفة القلب لا تنفع، ونظير الآية{*وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ظ±لصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ*}
[طه: 112] فلا بدَّ من الإِيمان والإِحسان { فَقَدِ ظ±سْتَمْسَكَ بِظ±لْعُرْوَةِ ظ±لْوُثْقَىظ° } أي تمسك بحبلٍ لا انقطاع له، وتعلق بأوثق ما يتعلق به من الأسباب قال صاحب الكشاف: هاذ من باب التمثيل، مثلت حال المتوكل بحال من تدلى من شاهق فاحتاط لنفسه بأن استمسك بأوثق عروة، من حبلٍ متين مأمونٍ انقطاعه وقال الرازي: أوثق العرى جانب الله، لأن كل ما عداه هالك منقطع، وهو باقٍ لا انقطاع له { وَإِلَىظ° ظ±للَّهِ عَاقِبَةُ ظ±لأَمُورِ } أي إِلى الله وحده - لا إِلى أحدٍ سواه - مرجع ومصير الأمور كلها فيجازي العامل عليها أحسن الجزاء { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم أي لا يهمنك يا محمد كفر من كفر، ولا ضلال من ضلَّ، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات، فإِنا سننتقم منهم إِن عاجلاً أو آجلاً { إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوغ¤اْ } أي إِلينا رجوعهم، فنخبرهم بأعمالهم التي عملوها في الدنيا { إِنَّ ظ±للَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ظ±لصُّدُورِ } أي عليم بما في قلوبهم من المكر والكفر والتكذيب فيجازيهم عليها { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً } أي نبقيهم في الدنيا مدة قليلة يتمتعون بها { ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىظ° عَذَابٍ غَلِيظٍ } أي ثم نلجئهم في الآخرة إِلى عذاب شديد هو عذاب النار، الفظيع الشاق على النفس، ثم لما بيَّن تعالى استحقاقهم للعذاب، بيَّن تناقضهم في الدنيا وهو اعترافهم بأن الله خالق السماوات والأرض، ومع هذا يعبدون معه شركاء يعترفون أنها ملك له وأنها مخلوقاته فقال { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ وَظ±لأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ظ±للَّهُ } أي ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين من كفار مكة من خلق السماوات والأرض؟ ليقولن - لغاية وضوح الأمر - الله خلقهن فقد اضطروا إِلى الاعتراف به { قُلِ ظ±لْحَمْدُ لِلَّهِ } أي قل لهم: الحمد لله على ظهور الحجة عليكم، وعلى أن دلائل الإِيمان ظاهرة للعيان { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي بل أكثر هؤلاء المشركين لا يفكّرون ولا يتدبرون فلذلك لا يعلمون، ثم قال تعالى { لِلَّهِ مَا فِي ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ وَظ±لأَرْضِ } أي له جلَّ وعلا ما في الكائنات ملكاً وخلقاً وتدبيراً { إِنَّ ظ±للَّهَ هُوَ ظ±لْغَنِيُّ ظ±لْحَمِيدُ } أي المستغني عن خلقه وعن عبادتهم، المحمود في صنعه وآلائه { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ظ±لأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ } أي ولو أنَّ جميع أشجار الأرض جعلت أقلاماً { وَظ±لْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ } أي وجعل البحر بسعته حبراً ومداداً وأمده سبعة أبحر معه فكتبت بها كلمات الله الدالة على عظمته وصفاته وجلاله { مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ظ±للَّهِ } أي لانتهت وفنيت تلك الأقلام والبحار وما انتهت كلمات الله، لأن الأشجار والبحار متناهية، وكلمات الله غير متناهية قال القرطبي: لما ذكر تعالى أنه سخر لهم ما في السماوات وما في الأرض، وأنه أسبغ النعم، نبّه على أن الأشجار لو كانت أقلاماً، والبحار لو كانت مداداً، فكتب بها عجائب صنع الله، الدالة على قدرته ووحدانيته لم تنفد تلك العجائب وقال ابن الجوزي: وفي الكلام محذوف تقديره: فكتب بهذه الأقلام وهذه البحور كلمات الله، لتكسرت الأقلام ونفدت البحور ولم تنفد كلمات الله أي لم تنقطع { إِنَّ ظ±للَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أي غالب لا يعجزه شيء، حكيم لا يخرج عن علمه وحكمته أمر { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } أي ما خلقكم أيها الناس ابتداءً، ولا بعثكم بعد الموت انتهاءً إِلا كخلق نفس واحدة وبعثها، لأنه إِذا أراد شيئاً قال له كن فيكون، قال الصاوي: المعنى أن الله لا يصعب عليه شيء، بل خلق العالم وبعثه برُمته كخلق نفسٍ واحدةٍ وبعثها { إِنَّ ظ±للَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } أي سميع لأقوال العباد، بصير بأعمالهم، ثم أشار تعالى إلى دلائل قدرته في الآفاق فقال { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ظ±للَّهَ يُولِجُ ظ±لْلَّيْلَ فِي ظ±لنَّهَارِ وَيُولِجُ ظ±لنَّهَارَ فِي ظ±لْلَّيْلِ } أي ألم تعلم أيها المخاطب علماً قوياً جارياً مجرى الرؤية، أن الله العظيم الجليل يدخل ظلمة الليل على ضوء النهار، ويدخل ضوء النهار على ظلمة الليل، ويزيد في هذا ويُنقص من هذا حسب الحكمة الأزلية { وَسَخَّرَ ظ±لشَّمْسَ وَظ±لْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيغ¤ إِلَىظ° أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي ذلّلهما بالطلوع والأفول تقديراً للآجال، وإِتماماً للمنافع، كلٌ منهما يسير في فلكه إِلى غاية محدودة هي يوم القيامة { وَأَنَّ ظ±للَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } أي وأنه تعالى عالم بأحوالكم وأعمالكم لا تخفى عليه خافية، فإِن من شاهد مثل ذلك الصنع الرائق، والتدبير الفائق، لا يكاد يغفل عن كون صانعه جل وعلا محيطاً بكل أعماله { ذَلِكَ بِأَنَّ ظ±للَّهَ هُوَ ظ±لْحَقُّ } أي ذلك الذي شاهدتموه من عجائب الصنع وباهر القدرة، لتتأكدوا أن الله هو الإِله الحق الذي يجب أن يعبد وحده { وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ظ±لْبَاطِلُ } أي وأن كل ما يعبدون من دون الله من الأوثان والأصنام باطل لا حقيقة له كما قال لبيد " ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل " فالجميع خلقه وعبيده، ولا يملك أحدٌ منهم تحريك ذرةٍ إِلا بإِذنه { وَأَنَّ ظ±للَّهَ هُوَ ظ±لْعَلِيُّ ظ±لْكَبِيرُ } أي وأنه تعالى هو العليُّ في صفاته، الكبير في ذاته { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ظ±لْفُلْكَ تَجْرِي فِي ظ±لْبَحْرِ بِنِعْمَةِ ظ±للَّهِ } تذكيرٌ بنعمة أُخرى أي ألم تر أيها العاقل أن السفن العظيمة تسير في البحر بقدرة الله، وبتسخيره ولطفه بالناس وإِحسانه إِليهم، لتهيئة أسباب الحياة قال ابن كثير: يخبر تعالى أنه هو الذي سخَّر البحر لتجري فيه الفلك بأمره أي بلطفه وتسخيره، فإِنه لولا ما جعل في الماء من قوةٍ يحمل بها السفن ما جرت، ولهذا قال بعده { لِيُرِيَكُمْ مِّنْ آيَاتِهِ } أي ليريكم عجائب صنعه، ودلائل قدرته ووحدانيته { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } أي إِن في تسخير هذه السفن وما تحمله من الطعام والأرزاق والتجارات، لآيات باهرة، وعبراً جليلة لكل عبد منيب، صبَّار في الضراء، شكور في الرخاء.
ولفظة " صبَّار " و " شكور " مبالغة في الصبر والشكر { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَظ±لظُّلَلِ } أي وإِذا علا المشركين وغطّاهم وهم في البحر موج كثيف كالجبال { دَعَوُاْ ظ±للَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ظ±لدِّينَ } أي أخلصوا دعاءهم لله حين علموا أنه لا منجي لهم غيره فلا يدعون لخلاصهم سواه { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ظ±لْبَرِّ } أي فلما أنقذهم من شدائد البحر، وأخرجهم إِلى شاطئ النجاة في البر { فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } في الآية حذف تقديره فمنهم مقتصد، ومنهم جاحد، ودلَّ عليه قوله { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ } والمقتصد: المتوسط في العمل قال ابن كثير: وهذا من باب الإِنكار على من شاهد تلك الأهوال، والأمور العظام، ورأى الآيات الباهرة في البحر، ثم بعدما أنعم الله عليه بالخلاص كان ينبغي أن يقابل ذلك بالعمل التام، والمبادرة إِلى الخيرات، والدؤوب في العبادات، فمن اقتصد بعد ذلك كان مقصراً { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ } أي وما يكذب بآياتنا إِلا كل غدَّار، مبالغ في كفران نعم الله تعالى { يظ°أَيُّهَا ظ±لنَّاسُ ظ±تَّقُواْ رَبَّكُمْ } أي اتقوا ربكم بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه { وَظ±خْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ } أي وخافوا يوماً رهيباً عصيباً لا ينفع والد فيه ولده، ولا يدفع عنه مضرةً، أو يقضي عنه شيئاَ مما تحمَّله { وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً } أي ولا ولدٌ يغني أو يدفع عن والده شيئاً، أو يقضي عنه شيئاً من جنايته ومظالمه قال الطبري: المعنى لا يغني ولا تنفع عنده الشفاعة والوسائل، إلا وسيلة من صالح الأعمال التي أسلفها في الدنيا { إِنَّ وَعْدَ ظ±للَّهِ حَقٌّ } أي وعده بالثواب والعقاب، والبعث والجزاء حقٌ لا يتخلف { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ظ±لْحَيَاةُ ظ±لدُّنْيَا } أي لا تخدعكم الحياة الدنيا بمفاتنها ولذاتها فتركنوا إِليها { وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِظ±للَّهِ ظ±لْغَرُورُ } أي ولا يخدعنكم الشيطان الماكر الذي يغر الخلق ويمنيهم بأباطيله ويلهيهم عن الآخرة { إِنَّ ظ±للَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ظ±لسَّاعَةِ } هذه هي مفاتح الغيب التي اختص الله بعلمها وهي خمس كما جاء في الحديث الصحيح " مفاتح الغيب خمسٌ لا يعلمهن إِلا الله وتلا الآية " أي عنده تعالى معرفة وقت قيام الساعة التي تقوم فيها القيامة { وَيُنَزِّلُ ظ±لْغَيْثَ } أي وعنده معرفة وقت نزول المطر ومحل نزوله { وَيَعْلَمُ مَا فِي ظ±لأَرْحَامِ } أي من ذكرٍ أو أنثى، شقي أو سعيد { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً } أي ما يدري أحد ماذا يحدث له في غد، وماذا يفعل من خير أو شر { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } أي كما لا يدري أحدٌ أين يموت، ولا في أي مكانٍ يُقبر { إِنَّ ظ±للَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ } أي مبالغ في العلم، يعلم كل الأمور، خبير بظواهر الأشياء وبواطنها.


البَلاَغَة:

تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:

1- الطباق بين قوله { ظَاهِرَةً.. وَبَاطِنَةً } وكذلك بين لفظ { ظ±لْحَقُّ.. وظ±لْبَاطِلُ }.

2- الإِنكار والتوبيخ مع الحذف { أَوَلَوْ كَانَ ظ±لشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ } أي أيتبعونهم ولو كان الشيطان الخ.

3- المجاز المرسل { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ } أطلق الجزء وأراد الكل ففيه مجاز مرسل.

4- التشبيه التمثيلي { فَقَدِ ظ±سْتَمْسَكَ بِظ±لْعُرْوَةِ ظ±لْوُثْقَىظ° } شبه من تمسك بالإِسلام بمن أراد أن يرقى إِلى شاهق جبل فتمسك بأوثق جبل، وحذف أداة التشبيه للمبالغة.

5- المقابلة بين { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ظ±للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } وبين { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } الآية.

6- الاستعارة { عَذَابٍ غَلِيظٍ } استعار الغلظ للشدة لأنه إِنما يكون للاجرام فاستعير للمعنى.

7- تقديم ما حقه التأخير لإِفادة الحصر { وَإِلَىظ° ظ±للَّهِ عَاقِبَةُ ظ±لأَمُورِ } أي إليه لا إلى أحدٍ غيره.

8- صيغ المبالغة في التالي { صَبَّارٍ شَكُورٍ } و { خَتَّارٍ كَفُورٍ } و { عَلَيمٌ خَبِيرٌ } و { سَمِيعٌ بَصِيرٌ } كما أنَّ فيها توافق الفواصل وهو من المحسنات البديعية ويسمى بالسجع.






التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2017-08-26, 17:37 رقم المشاركة : 4
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: تفسير سورة لقمان





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 21:27 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd