العنف المدرسي.. واقع مجـتمعي أم فشل تــــــربوي؟

http://hibapress.com/upload/2042017-6a790.jpg




إخوتي أخواتي آل الأستاذ الكرام

موضوع قديم ولكنه عاد يطغى على الواجهة مشكلا الخطورة على المجتمع بأسره ،إنها ظاهرة

العنف بالوسط المدرسي ، تلك الظاهرة التي باتت تؤرق بال جميع الفرقاء والشركاء والفاعلين في الحقل التربوي نتيجة تفشيها المخيف داخل مؤسساتنا التعليمية مما أثر وسيؤثر سلبا على مستقبل المنظومة ككل مما ينعكس على أمن المجتمع وسلامته ، بالإضافة إلى جعل المغرب يأخذ مكانته في أسفل سلم الترتيب العالمي أكثر مما هو عليه الحال .

العنف المدرسي... خطرر يهدد القيم والأخلاق

ورم يهدد تماسك المنظومة التربوية بقدر ما هي مهزوزة ومتآكلة ومنخورة ...


فهل لسيكولوجية الطفل المغربي دور في الجنوح إلى العنف ؟

وما دور الإختلالات النفسية والإجتماعية في انتشار الظاهرة ؟

وكيف يمكن وضع حد للظاهرة بطرق علمية وتربوية ناجعة؟؟؟

إخوتي...الكل صار يؤمن بضرورة ترسيخ السلوك المدني لدى المتعلم ، وإذكاء روح المواطنة في النفوس ، وزرع القيم الفاضلة في وجدانهم ...فكيف السبيل إلى ذلك؟

أنتظر آراءكم وأنتم الذين لكم الباع الطويل في الإحتكاك والتواصل مع التلميذ ...
لا تحرمونا الإستفادة من تجاربكم القيمة والإستمتاع بقلمكم الوازن

تقديري

صانعة النهضة/

كثيرمن المغاربة اتخذوا العنف كطريقة للتواصل وكخيار وحيد في معاملاتهم للآآخرين لربما لهم أسبابهم ومشاكلهم الإجتماعية والفقر ...،المهم يتجسد ذلك واضحا في حالات تعنيف الزوجة من ظرف زوجها ،وإذا كان الطفل يرى أمه تضرب كالبهيمة فبطريقة غير مباشرة سيكبر على ممارسة العنف تقليدا لأبيه .
والأحياء الشعبية خصوصا حيث تنتشر مثل هذه السلوكات -تعنيف الزوجة- ،نجد أن هذه الأحياء هي مرتعى للعنف بكل صوره وينقلها الأطغال من الحي إلى المدرسة .

أختى صانعة النهضة أصبح هذا الموضوع مخيف للغاية حيث بتنا نحتاط من التلاميذ ونخشى أساليب الزجر والعقوبة خوفا من انتقام هؤلاء الذين لا يخشون العواقب

العنف!
أصبحنا نسمع هذه الكلمة في يومياتنا كثيرا
في جرائدنا ' في تلفزاتنا ' في راديوهاتنا
العنف المجتمعي ' العنف ضد المرأة ' ووو ... تعددت المسميات والعنف واحد '
وفي الحقيقة العنف المدرسي هو الممارسة المعكوسة للتربية. فإذا كانت التربية هي الأساس 'هي البناء 'هي التنشئة والتكوين فالعنف ( والذي يختلف عن العقاب) هو الهدم بعينه 'بكل أبعاده النفسية الشخصية .
في حقل التربية والتعليم للعنف إتجاهات مختلفة 'فقد يحدث بين الطالب و الطالب او بين الطالب والمتعلم او بين المدير و الطالب وله أضراره النفسية و الفيزيائية '
اما بالنسبة لعنف الطلاب 'فأسوء موقف يحدث للاستاذ هو 'وقوفه أمام طالب يمارس العنف ضد من يمارس ' مكتوفي الأيدي و كل الصلاحيات و البدائل مسلوبة منه لحل الإشكاليات.
في رأيي هناك تلامذة لا ينفع معهم الحوار و لا اللاحوار ! وعلى ضوءه وجب وضع قوانين أكثر صرامة من المتواجدة الآن. يجب ان يكون هناك شروطا متوفرة في الطالب كي يستمر الطالب بقاءه داخل حيز المدرسة. بهذا لن يجبر المعلم على تحمل ما لا يتحمل داخل الصف .

بارك الله فيك غاليتي كوردية على التفاعل مع الموضوع
فبصمتك زادت الموضوع قيمة
حفظك الله ورعاك

تعد ظاهرة العنف المدرسي من بين المشاكل العويصة التي أصبحت تعاني منها المنظومة التربوية لبلادنا ،الأمر الذي لطالما أسفر عن ارتكاب مجموعة من الجرائم في حق تلاميذ وأساتذة ،مما يدفعنا للتساؤل عن ماهية الأسباب الكامنة وراء ظهور هذه الافة الخطيرة التي لا زالت تهدد مناعة الجسم التربوي الدولي والوطني .

ولو اطلعنا على آراء بعض المحللين نجدهم يعتبرون أن الأسباب الكامنة وراء ظهور العنف المدرسي يمكن حصرها في مجموعة من المؤثرات، والتي تتجلى أساسا في :


- المؤثرات الاجتماعية والمتمثلة أساسا في :
تعاظم ظاهرة الفقر داخل مجموعة من الأسر، الأمر الذي يجعل التلميذ يشعر بالنقص ومن ثمة الاحساس بالحقد بالنسبة لمن هو أحسن منه حالا مما يولد لديه أفكارا غريبة يمكن أن تؤدي به الى ارتكاب الجرم





- المؤثرات البسيكولوجية :
هناك مجموعة من التلاميذ الذين يشعرون بحالة من اللاتوازن البسيكولوجي ،الأمر الذي يخلق لديهم حالات من الارتباك البسيكولوجي يمكن أن يصل في بعض الأحيان الى حالة الانفصام في الشخصية ;


- المؤثرات الأسرية :

والمرتبطة بغياب التأطير التربوي لفائدة التلاميذ الذين هم في طور التكوين الأمر الذي يحدث قطيعة بين برامج التكوين الملقنة من طرف المؤطرين التربويين داخل المدارس والتفاعل والمراقبة الأسريين


- المؤثرات المرتبطة بالمحيط المدرسي :
مما يمكن تفسيره بانتشار مجموعة من مروجي المخدرات السجائر وما شابهها من المواد المحظورة بالمحيط التربوي،مما يجعل المتلقين ونتيجة لقلة خبرتهم عرضة لتعاطي هذه المواد السامة مما يجعل العنف بداخل الحجرات الدراسية أمرا متداولا باستمرار ;


- المؤثرات التربوية :

والتي يمكننا ربطها مباشرة بحالة الركود التي تمتاز بها الكراريس والمقررات الدراسية المغربية والتي لا تتلاءم البتة مع التطورات التي تعرفها الوسائل الحدثة للإعلام والتواصل والتلقين،الشيء الذي لطالما أدى الى ظهور حالة من الارتباك في صفوف الأطر التربوية وبالتالي انعكس على جودة تكوين نشأ المستقبل الخ ……


وانطلاقا من كل الأسباب السابق ذكرها، يمكننا الجزم بأنها ساهمت بشكل مباشر في ارتكاب التلاميذ لمجموعة من التصرفات اللاواعية التي مست في غالب الأحيان السلامة الجسدية للمتلقي وللملقن



ولعل أخوف ما نخافه أن تؤدي ظاهرة العنف المدرسي ببلادنا الى انحراف المؤسسات المدرسية عن الهدف الذي خلقت من أجله ، وبالتالي وللحد من هذه الظاهرة ذات الصفة العدوانية وجب التفكير في ماهية الحلول الكفيلة بالقضاء عليها بشكل علمي مدروس .


فهل تتمكن المنظومة التربوية من ذلك؟


أنتظر جوابكم وآراءكم إخوتي...