2017-04-18, 13:22
|
رقم المشاركة : 5 |
إحصائية
العضو | | | رد: أزمة الثقافة في المغرب :كبوة أم انحدار؟ |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روبن هود
المثقفون متكلسون ويعيشون خارج الزمن. لماذا؟
لأن الثقافة بالنسبة إليهم إنجاز وليست التزاما.
في الوضعية الصحيحة، حين يحسب المرء على المثقفين، فإن ظهره ينوء تحت ثقل المسؤوليات والانتظارات التي ينبغي أن يضطلع بها، كقائد معنوي.
في الوضعية غير الصحيحة، حين يحسب على المثقفين، فقد انتهى تعبه، إن كان تعب في السابق، وبدأت مرحلة جني الثمار: دعوات إلى الندوات في الفنادق الراقية، حوارات في الإعلام مؤدى عنها، وغير ذلك من الأشياء التي تشبع الأنا. بارك الله فيك أخي روبن على البصمة الوازنة
يبدو أن مثقّفينا اليوم -إلا من رحم الله- قد تخلوا عن دورهم الريّادي في إصلاح المجتمع، والرُقيّ بأخلاقه، ودعم نهضته، والأخذ بأيدي أفراده لمعانقة التطوّر والسموّ نحو الأفضل، وهذا لا شكّ ما تقتضيه "الثقافة" التي بين جنْبيْه، إذْ لا قيمة لوعي وفكر لا يخدمان الواقع، ولا يسهران على تغيّيره نحو الأفضل، ويفضّلان الانطواء داخل أبراج النظريّات الفكريّة الباهتة الجافّة.
إذ الدور الأساس للمثقّف أن يكون مهيأ نفسيّا وعقليّا وعلميّا لبناء مجتمع راقٍ ومتطوّر، تسوده الأخلاق، وتذوب بين أفراده الفوارق والعُنصريّات، ويسوسه العدل، وتتلاشى فيه كلّ مظاهر الرّذيلة والانحراف،
من هنا فالمثقّف- صاحب قضيّة، يوظّف ما اكتسبه من علوم وخبرات لخدمة وطنه ودينه من خلال القيم والمبادئ العليا ...
ولكن حتى يقوم المثقف بهذا الدور المهمّ أن يتصالح مع موروثه الحضاري والتاريخي، وأن يتصالح مع قيم وثوابت دينه.
فإن لم يبن صرحٙ فكره ووعيه على مسلّمات ثابتة وقناعات راسخة سيكون من السهل أن ينقلب إلى هادم يهدم كلّ ثابت وراسخ، ليتحوّل رويدا رويدا إلى بوق من أبواق الغرب الحاقد على الإسلام والعروبة، والذي ينتهز -أي الغرب- أوّل فرصة ليظهر الإسلام والمسلمين في أبشع صورة، صورةِ القتامة والإرهاب وتاريخ الدّماء والقتل.. هكذا يتحوّل من وُلد ونشأ في أوساط المسلمين واستنشق هواء بلده وتغذّى من خيرات أرضها إلى خادم للغرب -من حيث يشعر أو لا يشعر- في تسويقه لصور بشعة عن حضارتنا وتاريخنا وموروثنا باسم الثورة على "القديم". | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |