منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى المواضيع العامة (https://www.profvb.com/vb/f368.html)
-   -   أين أخطأ بن كيران؟ (https://www.profvb.com/vb/t174463.html)

روبن هود 2017-03-16 20:37

أين أخطأ بن كيران؟
 

تتعدد قراءات حدث إعفاء عبد الإله بن كيران في سياق تجاذب سياسي كبير. لكن هذا لا يمنع من أن على العدالة والتنمية قراءة الحدث وسياقه قراءة سياسية داخلية معقلنة.

لا أريد الحديث عن الأسلوب التفاوضي لعبد الإله بن كيران ولا أتفق مع من يؤاخذونه عليه لأنني أحبذ لو كان الحزب قادرا على تشكيل الحكومة لوحده، إذ لا جدوى من التفاوض مع أحزاب فقيرة على مستوى الفكر السياسي، وغنية بالخارجين عن القانون الذين "يناضلون" في صفوفها، وهم ما بين متهرب من الضرائب ومهرب للعملة وإقطاعي.

الأحزاب الأخرى ليست محل دراسة وتحليل، وما يستحق الوقف عنده هو: أين أخطأ بن كيران؟

أعتقد أن عبد الإله بن كيران وقع في أخطاء استراتيجية أطرت أداءه السياسي وأثرت على تدبيره للحكومة. ويمكن إجمال تلك الأخطاء في ما يلي:

1. غياب العمق الديمقراطي، حيث كان رئيس الحكومة يردد دائما أن الملك عينه، وذلك يوحي أن الرجل لا يشعر بأي مسؤولية تجاه المواطنين بقدر ما هو مسؤول تجاه الملك. أما الثقافة الديمقراطية فكانت تحتم عليه التصريح بمسؤوليته تجاه الشعب أيضا. فالناخبون صوتوا عليه والملك اختاره كأمين عام للحزب الفائز، ولو لم يفز العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى لما وجد بن كيران نفسه في موقعه رئيسا للحكومة. فالملك اختار اختيارا إيجابيا ضمن الحدود الديمقراطية.

2. الإصطفاف في صف الملكية فقط، وتجدر الإشارة إلى أنه ليس عيبا أن يصطف في صف الملكية. لكن شكل الإصطفاف الذي اختاره بن كيران أوحى وكأن هناك صراعا بين الملكية وغيرها، وأن عليه أن يختار صف الملكية أو صف الشعب. وهذا الإصطفاف مثل عائقا أمام بن كيران لاستيعاب حقيقة مفادها أن الملكية لا تصطف في صف أحد، وبالتالي فليس من حق بن كيران على الملكية أن تتمسك به في كل الأحوال كما يتمسك هو بها. وكان من الأجدى أن يصطف في صف كليهما طالما ليس هناك صراع بينهما.

من جهة أخرى، الملكية لها نظامها، ولها ثوابتها، ولها مصالحها، ولها خطوطها الحمراء، وكل طرف يحترم هذه الأشياء بإمكانه تدبير الحكومة. أي أن الملكية لا تربط علاقات شخصية.

الحقيقة التي غابت عن العدالة والتنمية وأمينه العام هي أن ما حدث كان سيحدث مستقبلا حتى ولو نجح هذه المرة في تشكيل حكومته. فالأحزاب في المغرب لا تأتي لتبقى، بل لتقوم بمهام محددة، ولكل مرحلة حزبها الأصلح، ولا يضر النظام أن يضع ثقته في حزب مختلف حسب المرحلة.

3. من خلال ردود فعل المواطنين والتي تمكن من القيام باستمزاج إلى حد ما، يظهر أن هناك تضاربا في تلقي الحدث. و طبيعي أن يكون هناك مرحب به ومتأسف له. لكن السؤال الذي ينبغي طرحه هو: لماذا تتسع دائرة المرحبين بإعفاء الرجل وهو من رفض المساومة ووقف ضد الفساد كما يقول عنه المتعاطفون معه؟ هل المغاربة فاسدون ويكرهون من يحارب فسادهم؟

طبعا لا. لكن السبب هو سياسة بن كيران التي يراها الكثيرون لا شعبية. فالمواطن العادي والبسيط كان يشعر أن بن كيران ليس في صفه. وما يزكي هذا هو الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بخصوص ملفات كبرى مثل ملف إصلاح التقاعد وملف الإعلام السمعي البصري والمأذونيات وغير ذلك. وتلك الملفات تمت مقاربتها بشكل كانت له آثار قاسية على الموطن ولم تكن التعليلات ناجحة. فحين قيل أن الموظفين لن يتمكنوا من الحصول على تقاعدهم مستقبلا إلا إذا تم الإصلاح على الشكل الذي رآه بن كيران وحكومته، فإن الفرد المغربي البسيط الذي لم يداخل الدخن السياسي عقله وفطرته يجيب: لماذا أؤخذ بجريرة غيري؟ ولماذا لا يحاسب من أجرم؟

هذه الأخطاء الاستراتيجية ليست هي ما أدى إلى التطورات الأخيرة، بل هي ما سيطبع تجربة عبد الإله بن كيران ويصوغ صورة الحزب في ضمير جزء من الشعب المغربي.

بقلم: روبن هود

صانعة النهضة 2017-03-17 19:15

رد: أين أخطأ بن كيران؟
 
تحليل منطقي وواقعي أخي روبن هود،فأنت ما شاء الله متابع سياسي ماهر استطعت أن تقف على سلبيات وأخطاء بنكيران التي ساهمت بشكل أو بآخر في تأزيم العلاقات بين الأحزاب المتهافتتة وسببت البلوكاج ...

من الأخطاء التي أجدها قوية أنه كان عليه أن يوظف المعطلين الذين تم التوقيع على محضر توظيفهم من طرف الوزير الأول السابق عباس الفاسي حيث مبدأ استمرارية الدولة ،و كان بإمكان إخضاع هؤلاء المعطلين لتكوين يؤهلهم لولوج الوظيفة العمومية، و لم يكن أي داعي للدفع بالمعطلين للترافع أمام القضاء والقيام بسلسلة من الاعتصامات والإحتجاجات كالبت عليه الرأي العام .


كما أعتقد أنه مما زاد من تفاقم المشكلة أن بنكيران لجأ إلى جيوب المواطنين عن طريق الزيادة في الأسعار لحل الأزمة المالية عوض ابتكار الحلول و استقطاب الاستثمارات الدولية و تشجيع الاستثمار الوطني لرفع نسبة النمو للخروج من الأزمة.



صانعة النهضة 2017-03-17 19:17

رد: أين أخطأ بن كيران؟
 
وأعتقد من الأخطاء المسجلة عليه أنه أغلق باب الحوار مع الفرقاء الاجتماعيين النقابات ، و بالتالي تم فتح الباب أم المجهول و تأجيج الاحتقان الاجتماعي الذي ظهر على أشده في الأيام الأخيرة ...

صانعة النهضة 2017-03-18 10:39

رد: أين أخطأ بن كيران؟
 
أخي زكرياء...
مهما كانت أخطاء بنكيران وهما وصلت مداها فهي تبقى لا شيء مقارنة بتنحيته .
واللبيب يفهم جيدا أن إزاحة بنكيران من منصبه ليس بسبب أخطائه ،ولكن دوره قد انتهى من المسرحية ،وبمنعى أصح فقد انتهت مرحلته التي كانت حاسمة يوم هب الربيع العربي على دوالب السياسة في الدول العربية ...وبمجرد ما استقر الأمر ثانية انتهى دور بنكيران

هذه هي الحقيقة المؤلمة التي تكشف حجم الأكذوبة الديموقراطية ...فالتحكم كان وما زال وسيزداد قوة أكثر فأكثر ...

شكرا على الطرح


الشريف السلاوي 2017-03-18 21:06

رد: أين أخطأ بن كيران؟
 

روبن هود 2017-03-19 11:00

رد: أين أخطأ بن كيران؟
 
أختي صانعة النهضة.
هي سياسات لا شعبية كثيرة، ومهم جدا ما ذكرته حول ابتكار الحلول الاقتصادية والمالية بدل اللجوء إلى جيوب المواطنين.
الأحزاب لا تشارك من أجل تغيير نموذج الدولة أو مؤسساتها، بل تشارك لتدبير مرحلة ما.
على الحزب أن يقرأ المستقبل ويضع سيناريوهات مختلفة حتى لا يتفاجأ. منها سيناريو البلوكاج الثاني والعودة إلى المعارضة، وأي نوع من المعارضة سيكون؟

صانعة النهضة 2017-03-22 10:51

رد: أين أخطأ بن كيران؟
 
لماذا أعفي عبد الإله بنكيران؟


محسن اليزيدي
طنجة 24
أضيف في 16 مارس 2017 الساعة 17
:19


كتبتُ قبل شهرين على حائطي بالفيسبوك أن عبد الاله بنكيران لن يكون رئيسا للحكومة لعدة أسباب .. وكنتُ كتبتُ قبل ذلك وبُعيْد تعيينه رئيسا للحكومة للمرة الثانية أن الملك لا يريد بنكيران، وأن تعيينه إنما كان على مضض إذعانا ل"المنهجية الديموقراطية" وتشبّثا ب"روح الدستور"، تعكس هذا الصورة التي أرّخت

للحدث، وتنطق به ملامحُ الملك بوضوح..



الآن ثمة حقيقة لا يختلف حولها إثنان: تعيين بنكيران كان مناورة من الحُكم فرضها فوزُ حزب العدالة والتنمية المفاجئ في الانتخابات رغم حملات السلطة في الإعلام والتضييقات على الميدان .. لكن لِمَ لا يريد المخزن زعيمَ "الحزب الاسلامي" رئيسا للحكومة؟ في رأيي تطّرد الدواعي والأسباب الرئيسية في ما يلي:


- احتفاظ بنكيران بخطاب المعارضة، وعدم وضع رجليْه معا في مربع السلطة الضيق، واتخاذه لهجة احتجاجية أو متردّدة أو متحفّظة في بعض المواقف المطلوب فيها هو العكس، أي ركوب موجة السلطة بلا نقاش، والدفاع عن سياستها دفاعا كليا. فرغم أنه مَلَكي فهو يُعارض بعض توجهات السلطة وهي لا تريد ذلك، مثل واقعة قمع الأساتذة المتدربين، والعلاقة مع النظام الانقلابي في مصر ...


- التلميح لفئة واسعة من الشعب المغربي بأن بنكيران أساء تدبير المرحلة، وأنه هو المسؤول الأول عن أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية النازلة إلى الحضيض، في التعليم والصحة والإدارة والقضاء وفي شتى المجالات.


- تملصه من المسؤولية عندما لا يجد تبريرا لسياسة ما في تصريحاتٍ ظاهرُها الخضوع وباطنُها "لستُ أنا من يقرر ولست أنا المسؤول"، حفاظا على مستقبله ومستقبل حزبه السياسي، مثل عبارة "رئيس الدولة هو الملك" وتصريحات أخرى مشابهة .. بينما يريد النظام أن يظل راسخا في وعي الشعب أن الملك هو صاحبُ الفضل والخيرات والقرارات الكبرى النافعة، ويريد أن يقتصر دائما دورُ رئيسِ الحكومة وغيرِه على الدفاع عن القرارات الصعبة والاختيارات اللاشعبية للملك والنظام، وأن يتحمل مسؤوليتها وحده، ولا شيء غير ذلك.


- النظام ليس من السذاجة بحيث يمنح الفرصة لبنكيران الإسلامي لكسب الشعبية على طبق من ذهب، بناء على رغبته (النظام) في النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية المنذرة بالانفجار، والتنفيس عن الشعب في هذه المرحلة التاريخية العصيبة، واستعداده لفتح صنابير المال الحاصل من مداخيل الفوسفاط ودعم إمارات الخليج الحليفة المناهضة للإسلاميين، وربما دول أخرى.


- صعود نجم بنكيران، وظهوره بمظهر رجل الدولة القوي، التي تُزْري فصاحتُه وطلاقةُ لسانه بحالة "البُكم" المعروفة لدى الملك، وانتصاراته الدائمة في ساحة الجدل وميادين القرار والإعلام على الناطقين باسم أحزاب الإدارة ومؤسسات الدولة، وجُلّهم ضعيف "لا يكاد يُبين".





- شخصية بنكيران بعينها وعفويته، وجرأته "الزائدة" على الملك التي يراها المخزن خدشا في صورة الملك الأزلية لدى الشعب مثل "قلت للملك" وقال لي الملك"، بالإضافة لسقطاته المتكررة إزاءه مثل "واخا ديني الحبس أنا معك"، التي تُضمر - والحديث هنا بموضوعية - أن الملك شخص لا يحتكم إلى المنطق والعدل في قراراته، بل الى المزاج والهوى، فقد يزج بأحدهم في السجن في أي لحظة.




- مناورة من النظام لخلط أوراق حزب العدالة والتنمية المزعج رغم تنازلاته العديدة ورغم كل شيء، ومحاولة شق صفوفه سواء تشبثوا بعبد الإله بنكيران أم تخلوا عنه.





الساعة الآن 06:19

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd