الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-02-01, 09:27 رقم المشاركة : 1
بلابل السلام
بروفســــــــور
إحصائية العضو







بلابل السلام غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المرتبة الأولى في مسابقة القرآن الكريم والتجو

افتراضي يوم تُقلّبُ وجوهُهُم في النار



يوم تُقلّبُ وجوهُهُم في النار

الدكتور عثمان قدري مكانسي


- قرأ الإمام اليوم في صلاة العشاء من سورة الأحزاب قوله " إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64)" قلت في نفسي : ما أشد اللعن وأسوأه ! إنه الطرد من الرحمة ، ومن الطاردُ ؟ إنه ملك الملوك يفعل مايشاء ، ولا رادّ لما يشاء ، ومن طُرد من رحمة الله فليس له من مأوى سوى النار – والعياذ بالله تعالى من ناره – وتوقف معي عند كلمة " أعدّ " تجد المصير المخيف لهؤلاء في جهنم . ألا ترى أن الإنسان حين يشترى داراً يهيئها لمدة قد تطول العمر الدنيويّ كله ، و يسعى أن تحوي كل صنوف الراحة ويرتبها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ؟ لكنّ الإعداد الإلهيّ للكافر في النار يتضمن ما يستحقه الكافر من عذاب وتنكيل وإهانة وويلات ، وإعداد الله غير الإعداد البشري - ولا تصح المقارنة بين الخالق والمخلوق - فقد باع الكافر الذي ظلم نفسه بالجحود والنكران آجله بعاجله ، فليس له في الآخرة إلا النار يخلد فيها أبد الآبدين – نسأل الله العافية من سوء المصير – " خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (65) " والسعير نار تلظّى بما لا يتخيله متخيل . يقول علماء الجيولوجيا : إن حرارة الغليان في باطن الأرض يفوق عشرين ألف درجة ، والأرض كوكب الحياة ، فماذا تقول بملايين الدرجات في ظاهر الشمس ناهيك عن باطنها ! ولا ننس أن هذا كله يمثل الحياة الدنيا ، فكيف بنار جهنم المسعّرة ؟ .
- ولعل الإنسان يجد في الدنيا من يساعده ويسانده ، ويدافع عنه إذا لزم الأمر ، فهل لهؤلاء من ناصر هناك والقاضي إذ ذاك رب العالمين ؟! ومن الذي يشفع لهم ،والله يقول " منْ ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ؟" ومن يجرؤ أن يكون وليّ الكافرين والجميع خائفون وجـِلون يسألون الله العفو والغفران والنجاة من النار والفوز بالجنة ؟
- فلما وصل الإمام إلى قوله تعالى " يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (66)" قارنت بين صورتين متشابهتين ، إنهما صورتا الشواء تتماثلان ظاهراً وتختلفان حقيقة . وترى نفسك جالساً أمام كانون النار المتوهّجة تقلب اللحم المشويّ لذيذ الطعم والرائحة ، مبتسماً تضاحك جليسك الذي يثبت اللحم على السفـّود ، ويعطيكه لتصفّه مع مثيله على النار ، وتسمع أزيز النار حين يقع عليها شيء من الدهن فتفوح رائحة الشواء الشهيّة ، فتزداد رغبة فيه ويسيل لعابك فتتناول منه ما يُسكّن قرمك قبل التمتع بأكله مع الحاضرين . وشتان شتان بين هذه الصورة وصورة الكافر بين يدي الزبانية في نار جهنّم يقلّبون وجهه على جمر نارها ، وهو يصرخ مستغيثاً مسترحماً ولا من سامع ، ولا من راحم . " كلما نضِجَت جلودُهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب " فهو المشويّ في النار لا عليها ! والشيّ مستمر لا ينتهي ، خالد لا ينفد .
- إن الكافر هو الذي يحترق ، وما الذي يشوى هنا ؟ إنه الجسم كله ، وذكرتِ الآية ُ الوجهَ لأنه الذي كان متجهماً مستكبراً ، كل ما فيه ينبئ عن نفسية الكافر المعاند من جبين مقطِّب ، وأنف شامخ ، وعينين لامزتين غاضبتين ، وصفحة معرضة ، ولسان بذيء ... ينبئ عن قلب مربدّ أسود .... ألا يستحق الكافر بعد هذا أن يُقلّب وجهه في النار؟ ولكن النار التي يقلب المسكين فيها أعظم وأدْوَم .
- ويتمنّى الكفار لو كانوا في الدنيا طائعين لله والرسول ، ولكن هيهات هيهات ،
ليتَ .... وهل تنفع شيئاً ليتُ ؟؟ !!
- لماذا ؟ والتمنّي سلاح المضيّع ، وآفة الآفات .. كان الهدى أمامه فأباه ، والضياء بين عينيه فأغمضهما ، والفوز بين يديه فعافه . فهو من ظلم نفسه ، لم يظلمه أحد .
- وترى الخاسر الضعيف يحمّل غيره وزر فشله ، ويعزو إلى سواه جريرته " وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) " لا شك أن السادة الكبراء يأمرون ويفرضون ما يريدون ، لكنّ المستجيب لغطرستهم والمؤتمر بأمرهم ضعفاء النفوس والإيمان ، من يتصف بالجبن والخور ، ويؤثر السلامة ويرضى بالدنيّة ، وهم – في الحقيقة – جزء من تركيبة الفساد ، وبهم يرمي الظالم ويعربد ، إنهم جميعاً من نسيج واحد . ولهذا دمجهم الله تعالى جميعا في الخطيئة " إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين "
- يعترف ضعفاء النفوس أنهم كانوا ضالين ، لقد عرف الظلمة في أتباعهم ضلالهم فاستغلوه ، وأمروهم فأطاعوهم ، فضلوا عن السبيل القويم وأضلوا ..
وكما يدعو المؤمن لأخيه المؤمن بالهداية والدرجات الرفيعة في الدارين لأنه السبب في دخول الجنة ورضى الله تعالى عنه ويسأل الله أن يرفعهما جميعاً في عليين يدعو الضال على الضالّ ويسأل الله أن يزيده عذاباً لأنه السبب المباشر في المآل الرهيب " رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) " ... قارن أخي بين علاقة كل من الطرفين بمن معه ، فالمؤمن يدعو لأخيه بالخير ، والكافر يدعو لقرينه بالشر ، والبون بين هذا وذاك شاسع وكبير ......ويجيب الله تعالى في سورة الأعراف " قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ( 38)"
وكل يستحق ما يناسب نيته واعتقاده وعمله . .. نسأل الله الهداية وحسن الختام
أبو حسان
الخميس 21-01- 2010








: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=69253
التوقيع


    رد مع اقتباس
قديم 2010-02-13, 16:07 رقم المشاركة : 2
مشتاقة للنقاب
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية مشتاقة للنقاب

 

إحصائية العضو








مشتاقة للنقاب غير متواجد حالياً


وسام المركز الثاتي في دورة إتقان و حفظ جزء عم

وسام المركز الثالث بأكاديمية الأستاذ

افتراضي رد: يوم تُقلّبُ وجوهُهُم في النار


- قرأ الإمام اليوم في صلاة العشاء من سورة الأحزاب قوله " إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64)"

قلت في نفسي : ما أشد اللعن وأسوأه ! إنه الطرد من الرحمة ، ومن الطاردُ ؟ إنه ملك الملوك يفعل مايشاء ، ولا رادّ لما يشاء ، ومن طُرد من رحمة الله فليس له من مأوى سوى النار – والعياذ بالله تعالى من ناره –

وتوقف معي عند كلمة " أعدّ " تجد المصير المخيف لهؤلاء في جهنم . ألا ترى أن الإنسان حين يشترى داراً يهيئها لمدة قد تطول العمر الدنيويّ كله ، و يسعى أن تحوي كل صنوف الراحة ويرتبها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ؟ لكنّ الإعداد الإلهيّ للكافر في النار يتضمن ما يستحقه الكافر من عذاب وتنكيل وإهانة وويلات ، وإعداد الله غير الإعداد البشري - ولا تصح المقارنة بين الخالق والمخلوق - فقد باع الكافر الذي ظلم نفسه بالجحود والنكران آجله بعاجله ، فليس له في الآخرة إلا النار يخلد فيها أبد الآبدين – نسأل الله العافية من سوء المصير – " خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (65) " والسعير نار تلظّى بما لا يتخيله متخيل .

يقول علماء الجيولوجيا :

إن حرارة الغليان في باطن الأرض يفوق عشرين ألف درجة ، والأرض كوكب الحياة ، فماذا تقول بملايين الدرجات في ظاهر الشمس ناهيك عن باطنها ! ولا ننس أن هذا كله يمثل الحياة الدنيا ، فكيف بنار جهنم المسعّرة ؟ .
- ولعل الإنسان يجد في الدنيا من يساعده ويسانده ، ويدافع عنه إذا لزم الأمر ، فهل لهؤلاء من ناصر هناك والقاضي إذ ذاك رب العالمين ؟! ومن الذي يشفع لهم ،والله يقول " منْ ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ؟" ومن يجرؤ أن يكون وليّ الكافرين والجميع خائفون وجـِلون يسألون الله العفو والغفران والنجاة من النار والفوز بالجنة ؟
- فلما وصل الإمام إلى قوله تعالى " يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (66)" قارنت بين صورتين متشابهتين ، إنهما صورتا الشواء تتماثلان ظاهراً وتختلفان حقيقة . وترى نفسك جالساً أمام كانون النار المتوهّجة تقلب اللحم المشويّ لذيذ الطعم والرائحة ، مبتسماً تضاحك جليسك الذي يثبت اللحم على السفـّود ، ويعطيكه لتصفّه مع مثيله على النار ، وتسمع أزيز النار حين يقع عليها شيء من الدهن فتفوح رائحة الشواء الشهيّة ، فتزداد رغبة فيه ويسيل لعابك فتتناول منه ما يُسكّن قرمك قبل التمتع بأكله مع الحاضرين . وشتان شتان بين هذه الصورة وصورة الكافر بين يدي الزبانية في نار جهنّم يقلّبون وجهه على جمر نارها ، وهو يصرخ مستغيثاً مسترحماً ولا من سامع ، ولا من راحم . " كلما نضِجَت جلودُهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب " فهو المشويّ في النار لا عليها ! والشيّ مستمر لا ينتهي ، خالد لا ينفد .


- إن الكافر هو الذي يحترق ، وما الذي يشوى هنا ؟ إنه الجسم كله ، وذكرتِ الآية ُ الوجهَ لأنه الذي كان متجهماً مستكبراً ، كل ما فيه ينبئ عن نفسية الكافر المعاند من جبين مقطِّب ، وأنف شامخ ، وعينين لامزتين غاضبتين ، وصفحة معرضة ، ولسان بذيء ... ينبئ عن قلب مربدّ أسود .... ألا يستحق الكافر بعد هذا أن يُقلّب وجهه في النار؟ ولكن النار التي يقلب المسكين فيها أعظم وأدْوَم .
- ويتمنّى الكفار لو كانوا في الدنيا طائعين لله والرسول ، ولكن هيهات هيهات ،
ليتَ .... وهل تنفع شيئاً ليتُ ؟؟ !!
- لماذا ؟ والتمنّي سلاح المضيّع ، وآفة الآفات .. كان الهدى أمامه فأباه ، والضياء بين عينيه فأغمضهما ، والفوز بين يديه فعافه . فهو من ظلم نفسه ، لم يظلمه أحد .
- وترى الخاسر الضعيف
يحمّل غيره وزر فشله ، ويعزو إلى سواه جريرته " وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) " لا شك أن السادة الكبراء يأمرون ويفرضون ما يريدون ، لكنّ المستجيب لغطرستهم والمؤتمر بأمرهم ضعفاء النفوس والإيمان ، من يتصف بالجبن والخور ، ويؤثر السلامة ويرضى بالدنيّة ، وهم – في الحقيقة – جزء من تركيبة الفساد ، وبهم يرمي الظالم ويعربد ، إنهم جميعاً من نسيج واحد . ولهذا دمجهم الله تعالى جميعا في الخطيئة " إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين "
- يعترف ضعفاء النفوس أنهم كانوا ضالين ، لقد عرف الظلمة في أتباعهم ضلالهم فاستغلوه ، وأمروهم فأطاعوهم ، فضلوا عن السبيل القويم وأضلوا ..
وكما يدعو المؤمن لأخيه المؤمن بالهداية والدرجات الرفيعة في الدارين لأنه السبب في دخول الجنة ورضى الله تعالى عنه ويسأل الله أن يرفعهما جميعاً في عليين يدعو الضال على الضالّ ويسأل الله أن يزيده عذاباً لأنه السبب المباشر في المآل الرهيب " رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) " ...

قارن أخي بين علاقة كل من الطرفين بمن معه ، فالمؤمن يدعو لأخيه بالخير ، والكافر يدعو لقرينه بالشر ، والبون بين هذا وذاك شاسع وكبير ......ويجيب الله تعالى في سورة الأعراف " قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ( 38)"
وكل يستحق ما يناسب نيته واعتقاده وعمله . .. نسأل الله الهداية وحسن الختام



*******************


جزاك الله خيرا أختي الفاضلة بلابل السلام وبارك فيك
تقبلي مروري





التوقيع

http://www.tvquran.com
*********

يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

*********
( يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته.. ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته.. قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال ـ وأنت على الذنب ـ أعظم من الذنب.. وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب.. وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب.. وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك ـ وأنت على الذنب ـ ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب ).
*********
لاتنسونا من صـــــــالح دعائكم الطيب بظهر الغيب
    رد مع اقتباس
قديم 2010-02-13, 21:03 رقم المشاركة : 3
عمر أبو صهيب
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية عمر أبو صهيب

 

إحصائية العضو








عمر أبو صهيب غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام منضم مسابقة المقدم

الوسام الذهبي

وسام المشاركة

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المركز الاول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام المركز الثاني في مسابقة استوقفتني آية

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: يوم تُقلّبُ وجوهُهُم في النار


جزاك الله خيرا بلابل السلام على الموعظة التي تهز القلوب نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه






التوقيع






    رد مع اقتباس
قديم 2010-02-14, 07:29 رقم المشاركة : 4
بلابل السلام
بروفســــــــور
إحصائية العضو







بلابل السلام غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المرتبة الأولى في مسابقة القرآن الكريم والتجو

افتراضي رد: يوم تُقلّبُ وجوهُهُم في النار


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الزهراء مشاهدة المشاركة
- قرأ الإمام اليوم في صلاة العشاء من سورة الأحزاب قوله " إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64)"

قلت في نفسي : ما أشد اللعن وأسوأه ! إنه الطرد من الرحمة ، ومن الطاردُ ؟ إنه ملك الملوك يفعل مايشاء ، ولا رادّ لما يشاء ، ومن طُرد من رحمة الله فليس له من مأوى سوى النار – والعياذ بالله تعالى من ناره –

وتوقف معي عند كلمة " أعدّ " تجد المصير المخيف لهؤلاء في جهنم . ألا ترى أن الإنسان حين يشترى داراً يهيئها لمدة قد تطول العمر الدنيويّ كله ، و يسعى أن تحوي كل صنوف الراحة ويرتبها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ؟ لكنّ الإعداد الإلهيّ للكافر في النار يتضمن ما يستحقه الكافر من عذاب وتنكيل وإهانة وويلات ، وإعداد الله غير الإعداد البشري - ولا تصح المقارنة بين الخالق والمخلوق - فقد باع الكافر الذي ظلم نفسه بالجحود والنكران آجله بعاجله ، فليس له في الآخرة إلا النار يخلد فيها أبد الآبدين – نسأل الله العافية من سوء المصير – " خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (65) " والسعير نار تلظّى بما لا يتخيله متخيل .

يقول علماء الجيولوجيا :

إن حرارة الغليان في باطن الأرض يفوق عشرين ألف درجة ، والأرض كوكب الحياة ، فماذا تقول بملايين الدرجات في ظاهر الشمس ناهيك عن باطنها ! ولا ننس أن هذا كله يمثل الحياة الدنيا ، فكيف بنار جهنم المسعّرة ؟ .
- ولعل الإنسان يجد في الدنيا من يساعده ويسانده ، ويدافع عنه إذا لزم الأمر ، فهل لهؤلاء من ناصر هناك والقاضي إذ ذاك رب العالمين ؟! ومن الذي يشفع لهم ،والله يقول " منْ ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ؟" ومن يجرؤ أن يكون وليّ الكافرين والجميع خائفون وجـِلون يسألون الله العفو والغفران والنجاة من النار والفوز بالجنة ؟
- فلما وصل الإمام إلى قوله تعالى " يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (66)" قارنت بين صورتين متشابهتين ، إنهما صورتا الشواء تتماثلان ظاهراً وتختلفان حقيقة . وترى نفسك جالساً أمام كانون النار المتوهّجة تقلب اللحم المشويّ لذيذ الطعم والرائحة ، مبتسماً تضاحك جليسك الذي يثبت اللحم على السفـّود ، ويعطيكه لتصفّه مع مثيله على النار ، وتسمع أزيز النار حين يقع عليها شيء من الدهن فتفوح رائحة الشواء الشهيّة ، فتزداد رغبة فيه ويسيل لعابك فتتناول منه ما يُسكّن قرمك قبل التمتع بأكله مع الحاضرين . وشتان شتان بين هذه الصورة وصورة الكافر بين يدي الزبانية في نار جهنّم يقلّبون وجهه على جمر نارها ، وهو يصرخ مستغيثاً مسترحماً ولا من سامع ، ولا من راحم . " كلما نضِجَت جلودُهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب " فهو المشويّ في النار لا عليها ! والشيّ مستمر لا ينتهي ، خالد لا ينفد .


- إن الكافر هو الذي يحترق ، وما الذي يشوى هنا ؟ إنه الجسم كله ، وذكرتِ الآية ُ الوجهَ لأنه الذي كان متجهماً مستكبراً ، كل ما فيه ينبئ عن نفسية الكافر المعاند من جبين مقطِّب ، وأنف شامخ ، وعينين لامزتين غاضبتين ، وصفحة معرضة ، ولسان بذيء ... ينبئ عن قلب مربدّ أسود .... ألا يستحق الكافر بعد هذا أن يُقلّب وجهه في النار؟ ولكن النار التي يقلب المسكين فيها أعظم وأدْوَم .
- ويتمنّى الكفار لو كانوا في الدنيا طائعين لله والرسول ، ولكن هيهات هيهات ،
ليتَ .... وهل تنفع شيئاً ليتُ ؟؟ !!
- لماذا ؟ والتمنّي سلاح المضيّع ، وآفة الآفات .. كان الهدى أمامه فأباه ، والضياء بين عينيه فأغمضهما ، والفوز بين يديه فعافه . فهو من ظلم نفسه ، لم يظلمه أحد .
- وترى الخاسر الضعيف يحمّل غيره وزر فشله ، ويعزو إلى سواه جريرته " وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) " لا شك أن السادة الكبراء يأمرون ويفرضون ما يريدون ، لكنّ المستجيب لغطرستهم والمؤتمر بأمرهم ضعفاء النفوس والإيمان ، من يتصف بالجبن والخور ، ويؤثر السلامة ويرضى بالدنيّة ، وهم – في الحقيقة – جزء من تركيبة الفساد ، وبهم يرمي الظالم ويعربد ، إنهم جميعاً من نسيج واحد . ولهذا دمجهم الله تعالى جميعا في الخطيئة " إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين "
- يعترف ضعفاء النفوس أنهم كانوا ضالين ، لقد عرف الظلمة في أتباعهم ضلالهم فاستغلوه ، وأمروهم فأطاعوهم ، فضلوا عن السبيل القويم وأضلوا ..
وكما يدعو المؤمن لأخيه المؤمن بالهداية والدرجات الرفيعة في الدارين لأنه السبب في دخول الجنة ورضى الله تعالى عنه ويسأل الله أن يرفعهما جميعاً في عليين يدعو الضال على الضالّ ويسأل الله أن يزيده عذاباً لأنه السبب المباشر في المآل الرهيب " رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) " ...

قارن أخي بين علاقة كل من الطرفين بمن معه ، فالمؤمن يدعو لأخيه بالخير ، والكافر يدعو لقرينه بالشر ، والبون بين هذا وذاك شاسع وكبير ......ويجيب الله تعالى في سورة الأعراف " قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ( 38)"
وكل يستحق ما يناسب نيته واعتقاده وعمله . .. نسأل الله الهداية وحسن الختام



*******************


جزاك الله خيرا أختي الفاضلة بلابل السلام وبارك فيك
تقبلي مروري

جزاك الله خير الجزاء زهراء المنتدى
وشكرا على إعادة الاخراج





التوقيع


    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 20:45 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd