2017-03-07, 10:53
|
رقم المشاركة : 5 |
إحصائية
العضو | | | رد: بين مطرقة الإقصاء وسندان الاحتواء | - امتلاكه لقاعدة شعبية من المتعاطفين والتي توجد ضمن الشرائح الشعبية، خاصة في الحواضر المغربية والتي لم تتراجع كثيرا، بالرغم من سياسة بن كيران اللاشعبية؛ بل تزايدت بسبب المظلومية السياسية التي توارى خلفها بن كيران في مواجهة خصومه؛ - اكتساحه للعديد من عموديات المدن كان على رأسها عمودية مجلس العاصمة الاقتصادية التي كانت تعدّ معقلا إستراتيجيا لليسار كالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفاس التي كانت معقل حزب الاستقلال؛ - رئاسته لبعض الجهات ضمن التقسيم الجهوي الجديد للمملكة كترؤسه لمجلسي جهة الرباط- القنيطرة، وجهة وواد النون –كلميم؛ ومن ثمّ، فقد تعرض عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المعين والأمين العام الذي مددت ولايته على رأس حزب العدالة والتنمية، بمجرد مباشرته لتشكيل الحكومة إلى نسف حريته في المبادرة السياسية نتيجة عزله سياسيا بعدما سارع حزب الأصالة والمعاصرة، الحزب الثاني في نتائج الانتخابات التشريعيةلـ7 أكتوبر 2016، إلى التموقع في المعارضة، لتتم محاصرته بتحالف ثلاثي جمع بين حزب التجمع الوطني للأحرار بزعامة رئيسه الجديد المقرب من القصر عزيز أخنوش، وحزب الحركة الشعبية، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؛ وهو ما فرض عليه الرضوخ لانتظارية تفاوضية خاصة، وشروطا أجبرته على فك الارتباط مع أحد حلفائه الوازنين المتمثل في حزب الاستقلال، والقبول بتقلد أحد قياديي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ترؤس مجلس النواب بدون موافقته في مفارقة ديمقراطية غير مسبوقة. وقد أدى هذا الوضع إلى التقليل من زخم الفوز الانتخابي الذي حصل عليه حزب العدالة والتنمية وقلص من حريته في التحكم في أية تشكيلة حكومية، خاصة بعد الخطاب الملكي بداكار الذي شدد على أن "المغرب يحتاج لحكومة جادة ومسؤولة؛ غير أن الحكومة المقبلة لا ينبغي أن تكون مسألة حسابية، تتعلق بإرضاء رغبات أحزاب سياسية، وتكوين أغلبية عددية، وكأن الأمر يتعلق بتقسيم غنيمة انتخابية. بل الحكومة هي برنامج واضح، وأولويات محددة، للقضايا الداخلية والخارجية، وعلى رأسها إفريقيا. حكومة قادرة على تجاوز الصعوبات التي خلفتها السنوات الماضية، في ما يخص الوفاء بالتزامات المغرب مع شركائه. الحكومة هي هيكلة فعالة ومنسجمة، تتلاءم مع البرنامج والأسبقيات. وهي كفاءات مؤهلة، باختصاصات قطاعية مضبوطة. وسأحرص على أن يتم تشكيل الحكومة المقبلة، طبقا لهذه المعايير، ووفق منهجية صارمة. ولن أتسامح مع أي محاولة للخروج عنها". وهكذا، وجد رئيس الحكومة المعين ملكيا والذي حصل حزبه على المرتبة الأولى في الانتخابات فاقدا لأي هامش للمناورة أو التفاوض بحرية، إذ بالرغم من أن مجموع مقاعد هذا التحالف الرباعي الذي يقوده أخنوش لا يتجاوز 103 مقاعد داخل البرلمان مقابل 126 مقعدا برلمانيا حصل عليها حزب "العدالة والتنمية"، فإنه أصبح هو الذي يدير المفاوضات من خلال محاولاته فرض شروطه على رئيس الحكومة المعين، طالبا منه كل مرة تقديم تنازلات، وهو ما استجاب له رئيس الحكومة المعين، الذي أدرك أن محاوره لا يتحرك من تلقاء نفسه وإنما بإيعاز من القصر الذي جاء به. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |