منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى النقاش والحوار الهادف (https://www.profvb.com/vb/f65.html)
-   -   من يحقق الأمن؟ الوسطية أم التطرف؟ (https://www.profvb.com/vb/t173678.html)

صانعة النهضة 2017-02-19 17:41

من يحقق الأمن؟ الوسطية أم التطرف؟
 


من يحقق الأمن؟ الوسطية أم التطرف؟

(إطلالةعلى الحقل الديني بالمغرب )






إخوتي ...أخواتي آل الأستاذ الكرام ...
من الملاحظ أن جل من أصبح يكتب في شأن الحقل الديني بالمغرب لا علاقة لهم به لا من قريب ولا من بعيد، أي إن الأقلام التي كتبت عن الحقل الديني أكثر أصحابها ليسوا من أهل العلم ولا الوعظ ولا الإرشاد ولا هم أعضاء في المجالس العلمية ولا المندوبيات الجهوية أو الإقليمية التابعة لوزارة الأوقاف.


لأن في الغالب الأعم أن أهل التخصص هم الأكثر أهلا للحديث بدقة وموضوعية في موضوع يعنيهم ويشغل بالهم، وقد دأبوا على التفكير والانشغال بكيفية تطويره وتجويده بعد تقييمه وتقويمه.



ولكن للأسف الشديد أن هذه الفئة المؤهلة أكثر للكتابة والحديث عن حقلها الذي هو ديدنها ومجال اشتغالها لا تكتب ولا تتحدث في الموضوع.

ولا شك أن عدم حديثها أو كتابتها تركت فراغا أو مكانا شاغرا استغله أعداء الدين وأعداء القيم وأطلقوا العنان لأقلامهم المأجورة من أجل إظهار التدين في البلاد على أنه هزيل ويقتصر على مجموعات صغيرة محافظة هنا وهناك، وأن الحقل الديني ملغوم بالإرهاب والتطرف، وهو مجال يعشش فيه الإسلام السياسي الذي يستغل المنابر للدعايات الانتخابية وغرس فكر التطرف والكراهية.

- فما علاقة الدين بالأمن ؟
- وما رأيكم في هؤلاء الذين يتحدثون عن الحقل الديني في المغرب ويسمونه بكونه يؤسس للإرهاب أو يعرف انفلاتاتا أو يستغل لتمرير التطرف ونشره هل هم على صواب ؟
- هل لديهم حججا وأدلة واستبيانات علمية تبرر ترهاتهم وادعاءاتهم؟

ألا تعتقدون أنهم يزرعون فكرا متطرفا دخيلا قد يؤدي في آخر المطاف إلى أن يتحول إلى فكر طائفي إذا ما وجد من يؤمنون به؟؟؟

هذه إخوتي بعض التساؤلات أضعها بين أيديكم كأرضية للنقاش الحر والهادف

وكل أملي ألا تحرموني آراءكم الوازنة وأفكاركم الثاقبة

دمتم في رعاية الله


صانعة النهضة 2017-02-20 09:22

رد: من يحقق الأمن؟ الوسطية أم التطرف؟
 


المتتبع للشأن المغربي اليوم يجد أنه من أغرب ما ابتلي به الإعلام بالمغرب في قضايا الإرهاب تمكن منطق لدى البعض يعتبر كل حديث عن الأسباب التي تنتج الإرهاب والتطرف سقوطا في تبريرهما ! بالرغم من أن معالجة المخاطر والاختلالات والأخطاء تنطلق جميعها من بحث أسبابها، وإلا كان مصير الجهود التي تبذل في سبيل مواجهة تلك المخاطر والاختلالات دون معالجة تلك الأسباب هو الضياع.

لكن الغريب في هذا المنطق أنه في الوقت الذي يصادر الحق في إرجاع تنامي الإرهاب وفكر التطرف إلى مسببات تهم السياسات العمومية والأوضاع السوسيو اقتصادية للمواطنين والفوضى المصاحبة لانتشار تكنلوجيا المعلومات الحديثة وخاصة الأنترنيت، لا يتردد في البحث عن أسباب التطرف والإرهاب في حالات معزولة تتعلق بكلمة أو صورة أو مصطلح أو عبارة عابرة في المقررات الدراسية وخاصة المتعلقة بالتربية الإسلامية! وتقام لذلك “مندبة” إعلامية كبيرة تأخذ أبعادا حساسة بسبب المعالجات التي تبحث عن الإثارة الإعلامية من جهة و التي تروم الاستهداف السياسي من جهة ثانية
.


لحد الساعة ليس هناك أي دراسة علمية محترمة تربط بين انتشار التطرف وفكر الإرهاب في أوساط الشباب وبين المقررات الدراسية في المغرب، ورغم أن جميع الحالات التي تمت معالجها في إطار محاربة الإرهاب والتطرف لم تثبت علاقة تطرفها وإرهابها بالمقررات الدراسية، فإن إصرار البعض على ربط بعض مضامين مادة التربية الإسلامية بالإرهاب والضغط من أجل غربلة تلك المقررات من المفاهيم والمصطلحات والعبارات والأسماء بشكل أقرب إلى إفراغها من مضامينها الدينية، أمر غير مقبول ويطرح شكوكا مقلقة حول أهدافها ومراميها الحقيقية.

صانعة النهضة 2017-02-20 10:47

رد: من يحقق الأمن؟ الوسطية أم التطرف؟
 
لابدمن تبيين علاقة الدين بالأمن ليعلم كل المعادين للدين والذين يجعلون منه فوبيا يخوفون بها الناس كفزاعة مرعبة ...ليعلم هؤلاء بأنهم فقط ينعمون في هذه البلاد بالأمن والطمأنينة لأنها بلاد إسلامية تغلغل الإسلام فيها منذ القرن الثاني الهجري،فما علاقة الأمن بالدين إذن؟

يعتبر الأمن أهم ركيزة أساس في بناء المجتمعات، فلا أمن بدون استقرار، ولا حضارة بلا أمن، ولا يتحقق هذا الأمن إلا في حالة شعور الفرد والجماعة بالطمأنينة والسكينة وأنه لا يوجد شيء ما يهدد هذا الاستقرار وهذا الأمن.


وحفاظا على حياة الناس وأمنهم عملت جميع المجتمعات على رعاية قواعد السلوك العام لدى الناس في المجتمع، ونلاحظ أن الدين هو الوحيد الذي يستطيع ضبط السلوك العام وتوفير مناخ موحد تسري عليه نفس القواعد وتضبطه نفس القوانين التي يقبل عليها الإنسان حبا وكرامة ورغبة، لعلمه أن من خلال هذا الانضباط السلوكي فهو يتقرب إلى الله وأن له أجرا على ذلك.


و أصل الأصول في هذا السلوك أو المنهج هو أن الإسلام لا يكره الناس على الإيمان أي يطمح ليكون اعتناق الإنسان لتعاليمه مؤسسا عن قناعة ويقين دون إكراه أو إجبار، وهذا يحقق إلى أبعد حد الارتباط بالنظام العام الذي يشرعه الإسلام، ولا اختلاف في ذلك بين السر والعلن، بين الخلوة وأمام الملأ.






صانعة النهضة 2017-02-20 10:48

رد: من يحقق الأمن؟ الوسطية أم التطرف؟
 
إن كل القيم المجتمعية التي تحقق الأمن يؤصل لها الإسلام تأصيلا شرعيا واضحا، كقيمة التعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان...
فالتعاون على البر والتقوى يشكل مساحة عريضة تشمل كل ما من شأنه أن يوفر الرخاء ويقوي الاقتصاد وينشر التسامح وحب الخير ومساعدة الآخرين والعناية بالفقير واليتيم والمعدم والصدق في القول والإخلاص في العمل، وإصلاح ذات البين والإبداع في كل الصيغ التي تحقق التقوى والبر وهي مجال واسع لا حد له.

وفي المقابل يشكل الأمر بعدم التعاون على الإثم والعدوان مساحة إضافية تحدد الخطوط الحمراء التي لا يحق بأي وجه من الوجوه تخطيها حتى لا يفتح أي باب يمكن أن يكون مدخلا لما يخل بالأمن والاستقرار الذي يعيشه المجتمع.

صانعة النهضة 2017-02-20 10:52

رد: من يحقق الأمن؟ الوسطية أم التطرف؟
 
وتحقيقا لهذه الأبعاد نجد أي شعيرة من شعائر الإسلام وإلا وتعمل على تحقيق مقاصد جمة كلها تصب في بوثقة واحدة وهي تقوية الصلة بالله والخوف منه مما يعطي البعد الإيماني التعبدي الرحب الذي يحقق المجتمع الذي يستحق التنعم بخيرات الله مصداقا لقول الله تعالى :( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لأنزلنا عليهم بركات من السماء والأرض) سورة الأعراف الآية 96



و المحمي من الخوف والجوع، والمنعم والمكرم بنعمة الأمن والاستقراركماورد في قوله تعالى" ( ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).سورة النحلالآية 112



فلا مناص إذن أمام المجتمع الذي يطمح ليعم فيه الأمن والرخاء من أن يعمل على إعطاء القيمة الحقيقية للدين وللحقل الديني لكونه الضامن الأساس في ضبط الناس وإفشاء السلم والقيم الحقيقية التي من شأنها أن تشكل صمام الأمان والحزام الوقائي الذي يحمي المجتمع من أن تقع فيه انفلاتات أو يتفشى فيه فكر متطرف إرهابي.


الساعة الآن 17:00

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd