منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - الإدريسي: الدولة تروض الريف .. واتهام "ولاد سبْنيول" مرفوض

الإدريسي: الدولة تروض الريف .. واتهام "ولاد سبْنيول" مرفوض

http://t1.hespress.com/files/2016/10..._369337948.jpg

هسبريس من الرباط

الأربعاء 15 فبراير 2017 - 09:00

عزا الدكتور علي الإدريسي، أستاذ فلسفة التاريخ ودبلوماسي سابق، الحراك الاجتماعي والشعبي، الذي تجدد في مدينة الحسيمة وغيرها من مناطق الريف، إلى تراكم العلاقات بين الريف وبين الدولة، مبرزا أن "ريافة" يطلبون الشغل والكرامة والحرية.

وأورد الإدريسي، الذي حل ضيفا على مركز هسبريس للدراسات والإعلام، بأن تراكم علاقات الريف مع الإدارتين المحلية والمركزية يعتبر تراكما كبيرا؛ لأن "الدولة تحاول، منذ أحداث 1958 إلى اليوم ولو بدرجة أقل، ترويض هؤلاء السكان"، وفق تعبيره.
ويشرح مؤلف كتاب "الخطابي.. التاريخ المحاصر"، في حلقة جديدة من برنامج "ضيف هسبريس"، بأن "الزيارات الملكية إلى الريف كثيرة، والسكان استقبلوه هناك بحفاوة بالغة، وكان يتجول في أرجاء المنطقة"، قبل أن يتساءل قائلا: "ماذا ينقص الريف؟"

يجيب الإدريسي عن سؤاله بالتأكيد على أن "ما ينقص سكان الريف هو إقامة المشاريع التنموية الحقيقية، وما ينقصه أيضا الشغل والعيش الكريم، مشيرا في هذا الصدد إلى غياب تنمية منتجة للشغل بالمنطقة، وبأن السكان يعيشون نوعا من الحصار"
زاد المتحدث بأن أبناء الريف يواجهون، عدا التهميش الاقتصادي بدليل عدم توفر مصنع واحد في مدينة الحسيمة مثلا، اتهاماتٍ بالرغبة في الانفصال، أو أوصافا من قبيل "ولاد سبليون"، مشددا على أن "هذه الاتهامات مرفوضة، لأن "ريافة" هم من حاربوا الإسبان".

ويردف بأن "ما يضحك ألما أنه بعدما دشن الملك محمد السادس الطريق الساحلية بدأت الأحجار تتساقط، لتقول وزارة التجهيز والنقل إنها ستدرس الموضوع، بينما الأجدر أن تكون الدراسة قبل تدشين الطريق"، مشيرا في الوقت نفسه إلى "تأخر العمل بتثنية الطريق بين تازة وبين الحسيمة".
وسجل أستاذ فلسفة التاريخ "غياب مسؤولين يفهمون في "النفسية الاجتماعية" لسكان منطقة الريف، فيقترفون بذلك ممارسات وتجاوزات تؤدي إلى الاحتقان الاجتماعي وسط السكان"، واصفا أغلب أبناء الريف بأنهم "دغريون" لا يتقنون المناورات، و"خصك تكون معاهم كود".

واسترسل بأن "الإنسان الريفي إذا ما شعر بالمسؤول يتواصل معه وينفتح على مشاكله، فإنه يتغلب على قهره وهمومه، بدليل أنه مر على إقليم الحسيمة ولاة وعمال لم تقع في عهدهم أية مشاكل أو احتجاجات في المنطقة؛ لأنهم كانوا منفتحين على الناس".

وأكمل الإدريسي بأن "المسؤول الذي ينغلق على نفسه أو الذي تتحكم فيه أحكام مسبقة هو من يتحمل مسؤولية تحريك الشارع بالريف في اتجاهه السلبي"، متابعا بأن "هناك من يعتقد بوجود لوبي يفسد العلاقة الجديدة بين الملك وبين ساكنة الريف".
وطرح ضيف هسبريس أسئلة في هذا السياق، من قبيل: "بماذا يمكن تفسير أنه، منذ أكتوبر 2015 عندما أعطى الملك انطلاقة "منارة الريف" لتنمية المنطقة، لم يحدث شيء يذكر؟"، مستدلا بتصريحات رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة الذي قال إن 13 وزارة معنية بالمنارة؛ لكنها لم تقدم شيئا.

وجوابا عن سؤال يتعلق برفع بعض المحتجين أعلام الريف في حراك الحسيمة الأخير، اعتبر الإدريسي بأن "طول مدة الانتظار وعدم الوفاء بالوعود يؤديان ببعض المحتجين إلى ذلك"، موردا بأن "أعلام الريف كانت وقتها وطنية، فتحت تلك الرايات كان يحارب المجاهدون الأحرار لتحرير وطنهم".

ولم يفت الإدريسي الإشارة في حديثه إلى أن "حرب التحرير الريفية لا تمتلك متحفا خاصا بها، وبأن لا أحد من الأحزاب تبنى ملف الغازات الكيماوية الإسبانية ضد السكان"، قبل أن يتوقف عند رفات الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي، إذ اعتبر عودة رفاته من مصر إلى البلاد مسؤولية الدولة بالأساس؛ لأن "الرجل كان رمزا وطنيا، وليس رمزا قبليا".