منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - مستشفى لعلاج السرطان ينبعث من رماد الغازات السامة بالريف

مستشفى لعلاج السرطان ينبعث من رماد الغازات السامة بالريف

http://t1.hespress.com/files/cancertetst_188876428.jpg

هسبريس - محمد الراجي

الجمعة 13 يناير 2017 - 07:00

مُضيّ حوالي قرن من الزمن على لجوء قوات الاستعمار الإسباني إلى استعمال الغازات السامّة في الريف شمال المغرب، عن طريق الطائرات الحربية لمواجهة جيش المقاومة الذي كان يقوده محمد بن عبد الكريم الخطابي، يَجري توقيع عريضة لمطالبة إسبانيا بإنشاء مستشفى لعلاج مرضى السرطان بالريف.

جاء هذا المطلب، حسب ما جاء في العريضة التي جرى إطلاقها على موقع "AVAAZ"والتي يروم أصحابها إلى الوصول إلى مليون توقيع، بسبب تفشّي الإصابة بالسرطان في منطقة الريف جرّاء الغازات السامة التي استعملتها إسبانيا في عشرينيات القرن الماضي.

واستنادا إلى المعطيات الواردة في العريضة، بناء على دراسات وأبحاث أجريت بشأن هذا الموضوع، فإنَّ نسبة المصابين بالسرطان في منطقة الريف شمال المملكة، بمختلف أنواعه، تمثل ما بين 60 إلى 80 في المائة من مجموع حالات السرطان في المغرب. وحسب الوثيقة ذاتها، فإنّ منطقة الريف تسجّل أعلى معدل للإصابة بالسرطان في العالم.

الناشط المدني محمد اليخلوفي، الذي أطلق العريضة، قالَ، في تصريح لهسبريس، إنّ هذه المبادرة تأتي "بعد تزايد تساقط الضحايا المصابين بهذا المرض"، مشيرا إلى أنَّ آخر ضحايا السرطان في الريف طفل لمْ يتعدَّ بعد السنة الثانية عشرة من العمر، توفيَ منذ أسبوع.

وتُطالبُ العريضة الدولة المغربية بالضغط على الجارة الشمالية للمملكة، لإرغامها على تقديم اعتذار رسمي لسكان منطقة الريف، استنادا إلى أنَّ الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالإبادة الجماعية ذات الصلة بالجرائم الدولية تُعالج عن طريق القنوات الرسمية بين الدول.

ويتمثّل المطلب الأساس للموقعين على العريضة في جبر الضرر الذي لحق الضحايا، بشكل جماعي، من خلال إنشاء مستشفى لعلاج السرطان وتجهيزه بالوسائل الحديثة، "خصوصا أنّ حجم التخريب في الريف كان مهولا"، تقول العريضة.

محمد اليخلوفي لا يُعلّق آمالا كبيرا على تدخّل الدولة المغربية للضغط على إسبانيا؛ لكنّه يؤكّد أنَّ عليها أن تتحمّل مسؤوليتها، "فإذا لمْ تقُم بالضغط على إسبانيا، فعليْها أن تبني مستشفى لعلاج مرضى السرطان في الريف"، يقول المتحدث، مشيرا إلى أنّ مركز الأنكولوجيا الموجود بالمنطقة يتوفر على جميع المقومات؛ "لكنه يعاني نقصا، إن لم أقل انعدام في الأطر الطبية، لأسباب غامضة، وهو عبارة عن مبنى شبح"، على حد قوله.

ويضطرُّ مرضى السرطان بالريف، حسب المتحدث ذاته، إلى التنقل إلى وجدة أو الرباط بحثا عن العلاج، مضيفا "غالبا ما يقضون أيّامَ حياتهم الأخيرة في المستشفى الجهوي ينتظرون ساعتهم، بسبب نقص الإمكانات".