منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى المواضيع العامة (https://www.profvb.com/vb/f368.html)
-   -   الدولة المتغولة (https://www.profvb.com/vb/t171370.html)

روبن هود 2016-12-13 11:19

الدولة المتغولة
 


العلاقة بين المواطن والدولة تشبه العقد بين الطرفين، بمقتضاه تكون هناك واجبات وحقوق لكل طرف. لكن يختل هذا التوازن بين الأمرين حين تتغول الدولة ويتضخم داخلها الأشخاص الذاتيون على صفتها المعنوية. وذلك يحدث حين نرى أشخاصا في مناصب عليا يرون أن الدولة تتجسد فيهم، وأن مصلحة الدولة هي مصلحتهم، والقانون يتم تكييفه حسب واقعهم دون اعتبار لقاعدته الأخلاقية.

الدولة عندنا خطت خطوات كثيرة في ذلك الاتجاه، حين أعلنت فشلها أمام مهربي العملة والمتهربين من الضرائب وفشلها أمام قطاع الإعلام المرئي، وعجزها أمام كل الذين تبوءوا مواقع المسؤولية في قطاعات مختلفة وأفسدوها وقادوها نحو الفشل. أما أخطر الإجراءات التي اتخذتها الدولة، في شخص حكومتها، فهي رفع الدعم والقطع مع التوظيف في القطاع العمومي، وتغيير نظام التقاعد، والاتجاه نحو إنهاء مجانية التعليم في سلكين اثنين، رغم محاولة تأويل وتضليل الرأي العام بالقول أن الأمر يتعلق برسوم فقط، وكأن الرسوم ليست مالا يؤدى. وهذه القضايا الأربع كلها ترتبط بالمال والميزانية النفقات والفساد المالي وهدر الموارد واللاعقاب.

كان سيكون مفهوما لو تم تحويل كل ما توفره الدولة من جراء هذا نحو الخدمات التي تعد من مسؤولياتها والتزاماتها كما هو الشأن في دول أخرى، تستهلك فيها الفواتير والضرائب جزءا كبيرا من دخل الفرد، لكن في مقابل ذلك يتمتع الفرد بمستويات عالية من الخدمات، فيجد نفسه في الأخير يعيش حالة من التوازن.

نتيجة لذلك، يجد المواطن نفسه في وضع الخوف من الدولة ومؤسساتها: فهو غير متأكد من أنه سينال حقوقه إذا وقف أمام القانون في مواجهة صاحب السلطة السياسية أو المالية، وغير مطمئن إلى نيل فرصته حين تعرض الفرص، ولا يشعر أن الدولة تحميه. لهذا يصبح الشعور العام لدى المواطن هو عدم الإحساس بالأمن، لأن الدولة في تمثلاته صارت خصما.

أخطر وضعية يمكن أن يجد فيها شعب ما نفسه هي وضعية التضاد مع الدولة، يكون فيها هو خاضعا لسلطة القهر، وتفقد فيها الدولة مكانتها المعنوية والأخلاقية وتصبح كيانا متسلطا يتماهى مع طبقة محددة.

بقلم: روبن هود

global2017 2016-12-14 02:15

رد: الدولة المتغولة
 
up top

Abderrahman1 2016-12-14 09:25

رد: الدولة المتغولة
 
اتفق معك في تحليلك حول موضوع العلاقة بين الدولة و الفرد ...يبقى السؤال عن اي دولة نتحدث ..فالمسألة فارقة بين دولة مؤسسات و منظومة علاقات يحكمها دستور الأمة في اطار ربط المسؤولية بالمحاسبة بحيث كل من اتخد قرار كيفما كان نوعه فهو معرض للمحاسبة و التدقيق دفعا لكل أهواء و نزوات و شطط و مصالح خاصة .....و يكون للفرد وزن في المعادلة السياسية تملي على الجميع ضبط العلاقة بين الدولة و الفرد في مقاربة حكيمة و بعيدة النظر . اما الدولة التي يسيطر على مفاصيلها أفراد و لوبيات تأثث المسرح السياسي كفزاعة لتمرير ما تشاء من قرارات لا تخدم لا الدولة و لا الفرد بل تهب في اتجاح المصالح الضيقة و الحسابات الشخصية و الفئوية مما يجعل الفرد نكرة كثقل سياسي و بالتالي تضيع حقوقه و تضيع رهانات الدولة ....

اخي ربن هود انه موضوع شائك و مركب خصوص في الدول المتخلفة حيث يصعب الحديث عن مصطلح دولة حيث تكون المعادلة محسومة و الفرد مطبع على نسيان ان هناك دولة من اساس خصوصا في افريقا و العالم العربي ...


موضوع يعتبر موضوع الساعة في اطار ما يعرفه الشرق الاوسط و شمال افريقيا .

تحياتي
عبدالرحمان

روبن هود 2016-12-14 18:36

رد: الدولة المتغولة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة global2017 (المشاركة 861986)
up top

شكرا لك

روبن هود 2016-12-14 18:41

رد: الدولة المتغولة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abderrahman1 (المشاركة 861997)
اتفق معك في تحليلك حول موضوع العلاقة بين الدولة و الفرد ...يبقى السؤال عن اي دولة نتحدث ..فالمسألة فارقة بين دولة مؤسسات و منظومة علاقات يحكمها دستور الأمة في اطار ربط المسؤولية بالمحاسبة بحيث كل من اتخد قرار كيفما كان نوعه فهو معرض للمحاسبة و التدقيق دفعا لكل أهواء و نزوات و شطط و مصالح خاصة .....و يكون للفرد وزن في المعادلة السياسية تملي على الجميع ضبط العلاقة بين الدولة و الفرد في مقاربة حكيمة و بعيدة النظر . اما الدولة التي يسيطر على مفاصيلها أفراد و لوبيات تأثث المسرح السياسي كفزاعة لتمرير ما تشاء من قرارات لا تخدم لا الدولة و لا الفرد بل تهب في اتجاح المصالح الضيقة و الحسابات الشخصية و الفئوية مما يجعل الفرد نكرة كثقل سياسي و بالتالي تضيع حقوقه و تضيع رهانات الدولة ....

اخي ربن هود انه موضوع شائك و مركب خصوص في الدول المتخلفة حيث يصعب الحديث عن مصطلح دولة حيث تكون المعادلة محسومة و الفرد مطبع على نسيان ان هناك دولة من اساس خصوصا في افريقا و العالم العربي ...


موضوع يعتبر موضوع الساعة في اطار ما يعرفه الشرق الاوسط و شمال افريقيا .

تحياتي
عبدالرحمان


شكرا أخي عبد الرحمان على القراءة الوافية.
مبدئيا ينبغي أن تكون العلاقة بين الفرد والدولة كما سطرها الفكر السياسي، والدولة تعد شخصية معنوية. لكن على مستوى الواقع، وبالتحديد على المستوى العربي كما قلت في ردك الكريم، تغيب تلك العلاقة لتحل محلها علاقة استغلال وقهر.
النضال السياسي ينبغي أن يسير في اتجاه تصحيح العلاقة، لأن تأسيس دولة القانون يحل أغلب المشكلات.


الساعة الآن 00:38

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd