منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى النقاش والحوار الهادف (https://www.profvb.com/vb/f65.html)
-   -   حكم الاحتفال بالمولد النبوي (https://www.profvb.com/vb/t171349.html)

دكتورة سحر 2016-12-11 08:25

حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 
المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به، لا مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون من أهل العلم أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم، فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه، ولما تركه النبي صلى الله عليه وسلم، ولعَلَّمه أمته، أو فعله بنفسه، ولفعله أصحابه، وخلفاؤه رضي الله عنهم، فلما تركوا ذلك عَلِمْنا يقيناً أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، في أحاديث أخرى تدل على ذلك.

وبهذا يعلم أن الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك، كلها من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر، وعيد الأضحى، ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.

وليس حب النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالموالد وإقامتها، وإنما حبه صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب الصادق، كما قال الله عز وجل: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[1]، فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع.

ولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله وبالاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، وبالدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمها والذب عنها، والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الله سبحانه وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكون بالتأسي به، بأقواله وأعماله، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه.

وأما كونه يعذب أو لا يعذب هذا شيء آخر، هذا إلى الله جل وعلا، فالبدع والمعاصي من أسباب العذاب، لكن قد يعذب الإنسان بسبب معصيته وقد يعفو الله عنه؛ إما لجهله، وإما لأنه قلد من فعل ذلك ظناً منه أنه مصيب، أو لأعمال صالحة قدمها صارت سبباً لعفو الله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء والمؤمنين أو الأفراط.

فالحاصل: أن المعاصي والبدع من أسباب العذاب، وصاحبها تحت مشيئة الله جل وعلا إذا لم تكن بدعته مكفرة، أما إذا كانت بدعته مكفرة من الشرك الأكبر فصاحبها مخلد في النار - والعياذ بالله -، لكن هذه البدعة إذا لم يكن فيها شرك أكبر وإنما هي صلوات مبتدعة، واحتفالات مبتدعة، وليس فيها شرك، فهذه تحت مشيئة الله كالمعاصي؛ لقول الله سبحانه في سورة النساء: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء[2].

وأما الأشخاص الذين يجعلون لأنفسهم عيداً لميلادهم فعملهم منكر وبدعة كما تقدم. وهكذا إحداث أعياد لأمهاتهم أو لآبائهم أو مشايخهم، كله بدعة يجب تركه والحذر منه.

وأما ما أحدثه الفاطميون المعروفون، فإن ذلك كان في مصر والمغرب في القرن الرابع والخامس.

وقد أحدثوا موالد للرسول صلى الله عليه وسلم، وللحسن والحسين، وللسيدة فاطمة، ولحاكمهم، ثم وقع بعد ذلك الاحتفالات بالموالد بعدهم من الشيعة وغيرهم، وهي بدعة بلا شك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المعلم المرشد، وأصحابه أفضل الناس بعد الأنبياء، وقد بلغ البلاغ المبين، ولم يحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام، ولا أرشد إلى ذلك، ولا احتفل به أصحابه أفضل الناس، وأحب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة الثلاثة.
شامل صور صور العام الجديد 2017 اغلفة فيس بوك happy new year 2017 صور متحركة لراس السنة 2017 صور كرسماس 2017 صور انستقرام تهنئة براس السنة 2017 عروض الالعاب النارية في احتفالات راس السنة 2017 صور برج خليفة في ليلة راس السنة 2017 كفرات فيس بوك لراس السنة 2017 صور افكار زينة راس السنة 2017 رمزيات الكريسماس 2017 خلفيات الكريسماس 2017 صور رومانسية لراس السنة 2017 صور تويتر لراس السنة 2017 صور هدايا حب لراس السنة 2017 كروت معايدة للسنة الجديدة 2017 بطاقات تهنئة راس السنة الميلادية 2017 خلفيات اطفال راس السنة 2017 غلافات فيس بوك للكريسماس 2017 صور كاريكاتير راس السنة 2017 صور التقويم الميلادي لسنة 2017 صور عيد الكرسمس 2017 صور راس السنة للفيس بوك 2017 صور مضحكة عن الكريسماس خلفيات هابي نيو يير 2017 صور هابي نيو يير صور شجرة الكريسماس 2017 اجمل صور هابي نيو يير 2017 صور فيس بوك للسنة الجديدة 2017 احتفالات راس السنة في دبي 2017 صور عيد راس السنه 2017 كاريكاتيرات مضحكة عن السنة الجديدة 2017 صور احتفالات راس السنة 2017 صور كل عام وانتم بخير صور سنة 2017 صور بابا نويل 2017 اغلفة فيس بوك السنة الميلادية 2017 صور 2017.

فعلم أنه بدعة، ووسيلة إلى الشرك والغلو في الأنبياء وفي الصالحين، فإنهم قد يعظمونهم بالغلو والمدائح التي فيها الشرك بالله، الشرك الأكبر، كوصفهم لهم بأنهم يعلمون الغيب، أو أنهم يدعون من دون الله، أو يستغاث بهم، وما أشبه ذلك. فيقعون في هذا الاحتفال في أنواع من الشرك وهم لا يشعرون، أو قد يشعرون.

فالواجب ترك ذلك، وليس الاحتفالات بالمولد دليلاً على حب المحتفلين بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى اتباعهم له، وإنما الدليل والبرهان على ذلك هو اتباعهم لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، هذا هو الدليل على حب الله ورسوله الحب الصادق، كما قال عز وجل: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[3].

فمن كان يحب الله ورسوله فعليه باتباع الحق، بأداء أوامر الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، والمسارعة إلى مراضي الله، والحذر من كل ما يغضب الله عز وجل، هذا هو الدليل، وهذا هو البرهان، وهذا هو ما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان.

أما الاحتفال بالموالد للنبي صلى الله عليه وسلم، أو للشيخ عبد القادر الجيلاني، أو للبدوي، أو لفلان وفلان فكله بدعة، وكله منكر يجب تركه؛ لأن الخير في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع أصحابه والسلف الصالح، والشر في الابتداع والاختراع ومخالفة ما عليه السلف الصالح، هذا هو الذي يجب وهذا هو الذي نفتي به، وهذا هو الحق الذي عليه سلف الأمة، ولا عبرة لمن خالف ذلك وتأول ذلك، فإنما هُدم الدين في كثير من البلدان، والتبس أمره على الناس بسبب التأويل والتساهل، وإظهار البدع، وإماتة السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان.

ناصر الاسلام 2016-12-11 11:28

رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 
معك حق يا دكتورة

حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله وبالاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، وبالدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمها والذب عنها، والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الله سبحانه وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكون بالتأسي به، بأقواله وأعماله، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه.


أم علاء وعمر 2016-12-11 14:46

رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 
انها ذكرى لسيد البشر
محمد صَل الله عليه و على آله و صحبه و سلم
و ان كان الاحتفال بالذكرى بدعة
فان احياء سننه عليه الصلاة و سلم و الصلاة عليه في هذه الأيام
يكون فيها خير إن شاء الله

شكرًا على تقاسم المعلومات

روبن هود 2016-12-11 20:16

رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 
كان اليهود يصومون عاشوراء لأنه يوم عظيم في تاريخهم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلمين أحق بموسى من اليهود. والرسول كان يصوم الاثنين لأنه اليوم الذي ولد فيه.
ما يستفاد أن يوم المولد يوم ليس كباقي الأيام بل هو يوم من الله فيه علينا ببعثة الرسول. فكيف يمكن القول أن ذلك اليوم مثله مثل سائر الأيام وهو يوم مفصلي في تاريخ البشرية؟
من جهة أخرى، البدعة ابتكار واختراع عبادة أو طريقة في التعبد ليس لها أصل في الشرع. ونحن نرى أن الثاني عشر من ربيع الأول ليس فيه صلاة ولا أذكار معينة مبتدعة. ولو كان الأمر كذلك لاتفقنا أنها بدعة.
أخيرا، من السهل أن نصف بالبدعة أي شيء لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الأهم هو أن ننقح الأمر حتى لا نقع في التساهل والتشديد معا.
ولو كان الأمر ينبني فقط على أن ما لم يكن في عهد النبي فهو بدعة بهذه البساطة، فمن حقنا التساؤل: هل يجوز الاستماع إلى قراءة القرآن على الأقراص المدمجة والاستماع إلى القرآن عبادة؟ وهل يجوز استعمال مكبر الصوت في خطبة الجمعة؟

صانعة النهضة 2016-12-11 22:42

رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 
حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي


بقلم: عبد الله المومني





http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/65235_large.jpg




بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
انقسم العلماء في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلى فريقين متعارضين، الأول يقول ببدعيته، والثاني يحكم أن هذا الاحتفال مباح، ومأجور مقيمه. ولكل من الفريقين دفوعات وأدلة يستند إليها.

أولا: أدلة القائلين ببدعية الاحتفال بذكرى المولد النبوي


أفتى ثلة من أجلة العلماء بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي، من جملتهم شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام الشاطبي، وابن الحاج المالكي، والشيخ ابن باز، وغيرهم من الأئمة رحمهم الله. ويستندون في ذلك الحكم إلى مجموعة من الأدلة نجملها في النقاط التالية:



1- أن الاحتفال بالمولد لا أصل له في الكتاب والسنة، ولم يقمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا أحد في القرون الثلاثة الفاضلة. قال العلامة الفاكهاني: "ولا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة" [1]. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنّ هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف ـ رضي الله عنهم ـ أحقّ به منّا، فإنّهم كانوا أشدّ محبّة لرسول الله (صلّى الله عليه وسلم) وتعظيماً له منّا، وهم على الخير أحرص" [2].


2- ويتفرع عن الدليل الأول حجة المانعين الثانية القائلين فيها أن المولد بدعة محدثة، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة- رضوان الله على الجميع- ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حباً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومتابعة لشرعه ممن بعدهم" [3].



3- أن إقامة المولد تشبه بدين النصارى، الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح عليه السلام، وقد نهينا عن التشبه بهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ومن تشبه بقوم فهو منهم" [4].



4- أن الفرح بهذا وإظهار السرور، فيه قدح في محبة العبد لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يفرح فيه. ويقول ابن الحاج: "ثم العجب العجيب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام كما تقدم في هذا الشهر الكريم وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عز وجل وفجعت الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير وانفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به" [5].



5- اشتمال هذه الموالد على كثير من الكبائر وعظائم الأمور والتي يجد فيها أصحاب الشهوات بغيتهم مثل: الطرب والغناء الماجنين واختلاط الرجال بالنساء، وتناول المحرمات. قال العلامة سيدي محمد البناني في معرض حديثه عن إبطال الإيصاء بالمعصية: "أَوْ يُوصِيَ بِإِقَامَةِ مَوْلِدٍ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَقَعُ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ مِنْ اخْتِلَاطِ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ وَالنَّظَرِ لِلْمُحَرَّمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْمُنْكَرِ" [6].





6- تخصيص المولد بيوم للاحتفال به بدعة، يقول صالح الفوزان: "إن عموم الدليل يقتضي أن تكون جميع الأيام بالنسبة للاحتفال سواسية، فتخصيص يوم واحد في جميع البلاد بالاحتفال بدعة، وإن لم يكن أصل العمل بدعة" [7].



7- أن الاحتفال بالمولد هو من الغلو في الدين، إذ يرفع بعض المحتفلون رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مرتبة الألوهية[8].



8- أن العبادات مبنية على التوقيف من الشارع، ولا مجال فيها للاجتهاد.






ثانيا: ردود مجيزي الاحتفال بالمولد النبوي وأدلتهم


أجاز جمهور من أكابر العلماء الاحتفال بذكرى المولد النبوي، ومن بينهم شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني، والحافظ السيوطي، والحافظ السخاوي، وابن عاشر المالكي، وابن مرزوق، والشيخ سعيد حوى، والشيخ يوسف القرضاوي، وغيرهم من علماء الأمة. ويجيبون على أدلة المانعين بما يلي:





1- ترك النبي لا يدل على التحريم؛ فإنه من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل جميع المندوبات والمباحات، لذلك تحريم كل ما تركه لا يعد مقبولا وسائغا، حيث لا يحق لأحد أن يحرم على نفسه أو على غيره "إلا بدليل صحيح واضح، وإلا فهو معتد ومبتدع ومتنطع" [9] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه" يؤيد هذا، إذ لم يقل: وإذا تركت شيئا فاتركوه، وهذا دليل على أن ما تركه النبي ولم يفعله يبقى على أصله؛ وهو الإباحة؛ ولو قلنا بحرمة كل متروكات النبي لضيقنا دائرة الإباحة ووسعنا دائرة التحريم، وهذا عين المشقة ورأس الحرج الذي نفاهما الله عن هذا الدين القائم على التيسير.
ولذلك يقول المستشار فيصل مولوي: "إن ذلك (أي الاحتفال بالمولد النبوي) جائز شرعاً ولو لم يكن له أصل بمعنى أنّه لم يحتفل به الصحابة والتابعون ولا تابعو التابعين من أهل الفقه في الدين وهم خير القرون" [10].





2- ولا يصح الاستدلال بعدم احتفال الصحابة رضي الله عنهم بالمولد النبوي على عدم جواز ذلك، لأنهم رضي الله عنهم عاشوا تلك الأحداث بالفعل كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي: "وكانوا يحيون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الرسول صلى الله عليه وسلم حياً في ضمائرهم، لم يغب عن وعيهم، كان سعد بن أبي وقاص يقول: كنا نروي أبناءنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفِّظهم السورة من القرآن، بأن يحكوا للأولاد ماذا حدث في غزوة بدر وفي غزوة أحد، وفي غزوة الخندق وفي غزوة خيبر، فكانوا يحكون لهم ماذا حدث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكونوا إذن في حاجة إلى تذكّر هذه الأشياء" [11].
وترك السلف (في القرون الثلاثة الفاضلة) لم يكن مقترناً بتحريم الاحتفال أو كراهيّته فغاية ما هناك أنّهم لم يفعلوا، وقد أمر الله بما في هذه الآية: وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ [12]. ولم يقل في حق النبي: (وما تركه فانتهوا عنه) فكيف الحال في حقّ السلف؟!



3- أما الزعم أنها بدعة محدثة وضلالة، فالعلم قائم أن البدعة هو إحداث أمر في الدين لا أصل له في الشرع، أو التعبد لله بغير الطريقة النبوية. وليس في إقامة المولد شيء من هذا، قال الحافظ السيوطي: "هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف" . والصحيح أن تسمى سنة حسنة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء" [13]. ولقد سن الصحابة والخلفاء الراشدون من الأعمال ما لا خلاف حولها كصلاة تراويح رمضان، وكذاك الصحابي الذي يروي الحديث خبره: فقد أخرج البخاري رضي الله عنه في صحيحه عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: "كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف قال: من المتكلم أي ِأنّ النبيّ لما انتهى من صلاته سأل من المتكلم من الذي قال حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه فقال المتكلم أنا، قال صلى الله عليه وسلم: رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونَها أيهم يكتبها أول" . ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ" . وفي لفظ آخر: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ" . نفهم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ليس منه" أن المحدث إنما يكون ردًا أي مردودًا إذا كان على خلاف الشريعة، وأن المحدث الموافق للشريعة ليس مردودًا.





4- ثم "إنّ هذا الاحتفال ليس نوعا من العبادات التي يشرّعها الله، ولكنّه من أنواع العادات والأعراف التي يخترعها النّاس، ثمّ يأتي الشّرع بإباحتها إذا لم يكن فيها حرام، أو بمنعها إذا اشتملت على محرّمات. وبما أن ذكرى المولد في الأصل تذكير بسيرة الرّسول (صلَى الله عليه وسلَم) وأخلاقه فهي مباحة وفيها من الأجر إن شاء الله ما لا يخفى" [14].



5- أما القول بأن هذه الاحتفالات هي نوع من عبادة الأشخاص، كقول محمد حامد الفقي: "والمواليد والذكريات التي ملأت البلاد باسم الأولياء هي نوع من العبادة لهم وتعظيمهم" [15]، فمردود لأن العنصر المقوّم لصدق العبادة على العمل هو الاعتقاد بألوهية المعظّم له أو ربوبيّته، أو كونه مالك لمصير المعظّم المحتفل، وأن بيده عاجله وآجله، ومنافعه ومضارّه ولا أقل بيده مفاتيح المغفرة والشفاعة.


وأمّا إذا خلا التعظيم عن هذه العناصر، واحتفل بذكرى رجل ضحّى بنفسه ونفيسه في طريق هداية المحتفلين، فلا يعدّ ذلك عبادة له، وإن أقيمت له عشرات الاحتفالات، وألقيت فيها القصائد والخطب. ومن المعلوم أن المحتفلين المسلمين يعتقدون أن النبي الكريم عبد الله ورسوله، فلأجل تكريمه يقيمون الاحتفال أداءً لشكر النعمة.



6- أما القول في أن في الاحتفال تشبه بالنصارى فهو ظني يقول ابن تيمية: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس إمّا مضاهاة للنصارى في ميلاد المسيح (عليه السلام)، وإمّا محبّة للنبي وتعظيماً له والله لقد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع" [16] نلاحظ أن شيخ الإسلام غير متأكد من أن الناس يقلدون النصارى بإحيائهم المولد، وذكر أنهم مثابون على المحبة والاجتهاد، لأن الأساس الذي ينبني عليه عمل المسلم هو الكتاب والسنة وحكم الشريعة، فلا تكون المضاهاة مانعة عن إتباع الكتاب والسنّة، وإن افترضنا أن أول من احتفل، احتفل تقليدا للنصارى إلا أن المحتفلين في هذه القرون براء من هذه التهمة.





7- أما تخصيص يوم بالاحتفال، يكون بدعة إذا اعتقد المحتفل وادّعى ورود الشرع به، أو حثّه على هذا التخصيص، فإن غاب هذا الاعتقاد انتفى الحكم ببدعية الاحتفال، ومعلوم أن جميع مجيزي الاحتفال بالمولد متفقون على جوازه في سائر الأيام. يقول سعيد حوى: "إن أصل الاجتماع على صفحة من السيرة أو على قصيدة في مدح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جائز ونرجو أن يكون أهله مأجورين، فأن يخصص للسيرة شهر يتحدث عنها فيه بلغة الشعر والحب فلا حرج. ألا ترى لو أن مدرسة فيها طلاب خصصت لكل نوع من أنواع الثقافة شهرا بعينه فهل هي آثمة، ما نظن أن الأمر يخرج عن ذلك" [17].





8- وقول ابن الحاج وغيره أن "هذه الاحتفالات مشتملة على أمور محرّمة في الغالب، كاختلاط النساء بالرجال" . لا يبيح تعميم الحكم على الاحتفالات البريئة من هذه المنكرات، ويذكر صاحب المعيار فتوى لابن عباد يقول فيها: "قال بعض الفضلاء: ...وما أنكر من أنكر ما يقع في هذا الزمان من الاجتماع (لإقامة المولد) في المكاتب للأطفال، إلا خيفة المناكر، واختلاط النساء والرجال، فأما إذا أمن ذلك، فلا شك في حسن ما يفعل من الاجتماع وذكر محاسنه، والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في سائر البقاع،... ولا يجوز تعظيم نبي الله تعالى إلا بما يرضيه ويرضي الله تعالى" [18].





9- ومن أدلة الإباحة القول بانعقاد الإجماع على جواز الاحتفال بالمولد النبوي، حيث أن أول إحياء للمولد كان في القرن الرابع، ولم يعترض أحد من العلماء حتى القرن السابع، وجاءت الأخبار بحضور جم غفير من الفقهاء إلى هذه الاحتفالات، ذكر ابن خلكان طرفاً من وصف الاحتفال بالمولد. فقال: "إن أهل البلاد كانوا سمعوا بحسن اعتقاده فيه (أي اعتقاد ملك إربل في المولد) فكان في كل سنة يصل إليه من البلاد القريبة من اربل مثل بغداد، والموصل، والجزيرة، وسنجار، ونصيبين، وبلاد العجم، وتلك النواحي، خلق كثير من الفقهاء، والصوفية، والوعاظ، والقراء، والشعراء" [19].





10- واستدل أيضا بأدلة عامة أخرى كثيرة منها ما في صحيح مسلم حين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام الاثنين فقال: "ذاك يوم ولدت فيه" . وما ذكره السيوطي فيما رواه البيهقي عن أنس من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على نفسه، كل ذلك شكرانا لنعمة النبوة.






خلاصة


بعد عرض أدلة الفريقين يتبين أن ليس هناك دليل خاص يمنع من الاحتفال بالمولد النبوي، وأن جميع الأدلة العامة التي يقدمها المعارضون مردود عليها، ونخلص إلى القول بأنه: إذا خلا الاجتماع على إقامة المولد النبوي من المنكرات، فلا حرج فيه. بل فيه من الفوائد الكثيرة والجليلة ما يجعل مقيميه ممن يحيون ما أميت من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذلك بذكر مناقبه صلى الله عليه وسلم وشمائله، ومدحه والصلاة عليه، وإظهار شكر هذه النعمة العظيمة، وهذه الرحمة المسداة. فلا حرج إذن في أن يعتمد شهر المولد كشهر تهيج فيه عواطف المحبة نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا حرج في أن يعتمد شهر المولد كشهر يكثر فيه الحديث عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.






[1]المورد في عمل المولد، ص 20-21. [2] اقتضاء الصراط المستقيم، ص 293-294. [3] رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي، ج1 ص 57. [4] أخرجه أحمد (2/50، رقم 5114)، والحكيم (1/375)، والبيهقى فى شعب الإيمان (2/75، رقم 1199)، والطبرانى كما فى مجمع الزوائد (5/267) قال الهيثمى: فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وثقه ابن المدينى وأبو حاتم وغيرهما، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات .وأخرجه أيضًا: عبد بن حميد (ص 267، رقم 848)، وابن أبى شيبة (6/471، رقم 33016)، والطبرانى فى الشاميين (1/135، رقم 216). [5] المدخل 2/15. [6] حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، ج 19 / ص 390. [7] صالح الفوزان، البدعة، ص17. [8] انظر رسالة الاحتفال بالمولد بين الاتباع والابتداع لمحمد بن سعد بن شقير، رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي: ج2 / ص921. [9] أحمد الريسوني، الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية: 85. [10] المستشار فيصل مولوي، نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث. [11] موقع الدكتور يوسف القرضاوي، http://www.qaradawi.net/site/topics/...0&parent_id=17 [12] الحشر، الآية 7. [13] رواه الطيالسى، وأحمد، ومسلم، والترمذى، والنسائى، وابن ماجه، والدارمى، وأبو عوانة، وابن حبان عن جرير. [14] المستشار فيصل مولوي، انظر موقع إسلام اون لاين: http://www.islamonline.net/servlet/S...#ixzz0fcv82hxl [15] محمد حامد الفقي في تعليقه على فتح المجيد: 154. [16] ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم، ص293. [17] من كتاب السيرة بلغة الحب والشعر للشيخ سعيد حوى رحمه الله. [18] المعيار المعرب للونشريسي، ج11 / ص279. [19] وفيات الأعيان، ج5 / ص117


yassine 13 2016-12-12 10:00

رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روبن هود (المشاركة 861736)
كان اليهود يصومون عاشوراء لأنه يوم عظيم في تاريخهم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلمين أحق بموسى من اليهود. والرسول كان يصوم الاثنين لأنه اليوم الذي ولد فيه.
وهل نحن نصوم كل اثنين كما احتفل صاحب المولد ؟

ما يستفاد أن يوم المولد يوم ليس كباقي الأيام بل هو يوم من الله فيه علينا ببعثة الرسول. فكيف يمكن القول أن ذلك اليوم مثله مثل سائر الأيام وهو يوم مفصلي في تاريخ البشرية؟

عفوا .. أعتقد أن تعقيبك هذا اجحاف في حق النبي عليه الصلاة والسلام وقلبا للحقائق !!
ولا أظن أن تخصيص يوم للاحتفال بمولده واغفال بقية الايام هو ما يجعل الله راضيا عنا .

من جهة أخرى، البدعة ابتكار واختراع عبادة أو طريقة في التعبد ليس لها أصل في الشرع. ونحن نرى أن الثاني عشر من ربيع الأول ليس فيه صلاة ولا أذكار معينة مبتدعة. ولو كان الأمر كذلك لاتفقنا أنها بدعة.
كل زيادة أو نقص في فعل تعبدي قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو احياء لبدعة واماتة لسنة
أخيرا، من السهل أن نصف بالبدعة أي شيء لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الأهم هو أن ننقح الأمر حتى لا نقع في التساهل والتشديد معا.
ولو كان الأمر ينبني فقط على أن ما لم يكن في عهد النبي فهو بدعة بهذه البساطة، فمن حقنا التساؤل: هل يجوز الاستماع إلى قراءة القرآن على الأقراص المدمجة والاستماع إلى القرآن عبادة؟ وهل يجوز استعمال مكبر الصوت في خطبة الجمعة؟

هذه وسائل تدخل في باب المصالح المرسلة ، ولا تدخل في حكم البدعة .
والمسلم الذي يشهد أن محمدا رسول الله ، ملزم بمقتضى الشهادة الالتزام بأقواله وافعاله وتقريراته .ويضع سيرته نصب عينيه في كل وقت وحين .
ومن زاد أو نقص فاليراجع ايمانه .

نسأل الله أن يكفينا شر الابتداع

صانعة النهضة 2016-12-12 10:12

رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 
الاحتفاء الناضج والنافع بهذه الذكرى،

* تظلنا ذكرى مولد خير الأنام، إمام الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، والأمة المسلمة في حال سيئة ووضع مشين، فهي مفرقة الصف ممزقة الكلمة، مقاليدها بيد أعدائها من اليهود والنصارى يشمتون بها، ويذيقونها ألوان الذل والهوان، وكل ذلك لا يرضي الله ولا رسوله.

لقد انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه بعد أن أدى الأمانة وبلغ الرسالة وكشف الغمة ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده.

لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته مقالة الناصح الأمين: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا،: كتاب الله وسنتي، عضوا عليها بالنواجذ» غير أننا ما حفظنا الأمانة، ولا رعينا النصيحة، فكانت النتيجة هي هذا التيه وهذا الضياع الذي يبتلعنا كالتنين، ويمزق أشلاء جسدنا في صحراء الحياة، لتفترسها قطعان الكلاب والذئاب، وتنهشها الخنازير، وتنعق حولها الغربان.

* تعود هذه الذكرى الطيبة لتحرك وجداننا الخامل وعقلنا الراكد، لتبعث فينا مكامن الأمل نحو المستقبل، لنشمر عن سواعد الجد ونزيح عن كياتنا الذي أثقلته عهود الانكسار، طبقات الران، وتنفض عنه ركام الغبار، لنعود من رحلة التيه والغربة، إلى ذاتنا التي غيبنا عنها كيد الكائدين ومكر الماكرين. * إن من قدر هذه الأمة أنها تتأبى على الإبادة والفناء الحضاري، إنها قد تتراخى، وتتعرض للضعف والتخدير، ولكنها لا تموت بحال من الأحوال.

إن من شأن هذه الذكرى الغالية أن تنفث في روع هذه الأمة روح الانبعاث وتؤجج فيها جذوة المجالدة والتحدي لأشد المخاطر وأعتى الأعاصير، إنها أشبه بطائر الفنيق الأسطوري الذي ينهض من بين ثنايا الرماد، فيتجدد فيه نبض الحياة، والتطلع إلى التحليق في أعالي السماء.

* إن من مقتضيات الاحتفاء الناضج والنافع بهذه الذكرى، أن نستحضر الأوضاع التي كانت سائدة في دنيا الناس حينما بزغ على العالمين نور هذا النبي الأمين. وأسوق هنا وصفا لتلك الحالة وتصويرا لتلك الأوضاع بريشة أحد العلماء الربانيين العالم، المؤرخ والأديب الكبير الشيخ أبي الحسن الحسني الندوي في كتابه الفريد: “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟” يقول رحمه الله: متحدثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل وحين بعثته:

«رأى مجتمعا هو الصورة المصغرة للعالم، كل شيء فيه في غير محله، قد أصبح فيه الذئب راعيا والخصم الجائر قاضيا، وأصبح المجرم فيه سعيدا حظيا، والصالح محروما شقيا، لا أنكر في هذا المجتمع من المعروف، ولا أعرف من المنكر، ورأى عادات فاسدة تستعجل فناء البشرية وتسوقها إلى هوة الهلاك.

رأى معاقرة الخمر إلى حد الإدمان والخلاعة والفجور إلى حد الاستهتار، وتعاطي الربا إلى حد الاغتصاب واستلاب الأموال،

ورأى الطمع وشهوة المال إلى حد الجشع والنهامة، ورأى القسوة والظلم إلى حد الوأد وقتل الأولاد.

* رأى ملوكا اتخذوا بلاد الله دولا وعباد الله خولا. ورأى أحبارا ورهبانا أصبحوا أربابا من دون الله، ياكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله.

* رأى المواهب البشرية ضائعة أو زائغة لم ينتفع بها ولم توجه التوجيه الصحيح، فعادت وبالا على أصحابها وعلى الإنسانية، فقد تحولت الشجاعة فتكا وهمجية والجود تبذرا وإسرافا، والأنفة حمية جاهلية والذكاء شطارة وخديعة، والعقل وسيلة لابتكار الجنايات، والإبداع في إرضاء الشهوات.

رأى أفراد البشر والهيئات البشرية كخامات لم تحظ بصانع حاذق ينتفع بها في هيكل الحضارة، وكألواح الخشب لم تسعد بنجار يركب منها سفينة تشق بحر الحياة.

* رأى الأمم قطعانا من الغنم ليس لها راع، والسياسة كجمل هائج حبله على غاربه، والسلطان كسيف في يد سكران يجرح به نفسه ويجرح به أولاده وإخوانه.» اهـ.

* لقد استطاع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، مكلوءا بعناية ربه سبحانه وتعالى مؤيدا بوحيه وإمداده، استطاع أن يصنع خميرة الخير، التي ربت، فكان منها ترياق للبشرية مما ترسب في كيانها من سموم، استطاع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أن يصنع كتيبة الإصلاح التي حررت الإنسان من ذل العبودية ومخازي التحلل والفساد. فماذا عسى أمته فاعلة في إخراج عالم اليوم وقد عاد أدراجه ليتلبس بنفس الصفات والأوضاع التي سادت العالم، يوم بعث رحمة للناس كافة.؟؟
فهل الأمة المسلمة اليوم قادرة على حمل أمانة الإصلاح ورسالة البناء من جديد في ظل هذه الظروف ؟؟؟





صانعة النهضة 2016-12-12 10:15

رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 
* إن الأمة المسلمة قادرة على حمل أمانة الإصلاح ورسالة البناء من جديد، ولكن شريطة أن تعود إلى ذاتها وتتصالح مع جوهرها. ولن تتحقق العودة إلى الذات والتصالح مع الجوهر إلا عبر التأسي والاقتداء بهذا النبي الكريم والرسول الأمين، عليه الصلاة والسلام.
ولن يتحقق مطلب التأسي إلا بعد حصول المعرفة الدقيقة الواعية بسيرة الرسول العظيم، صلى الله عليه وسلم. ومن خصائص هذه الأمة وميزتها على سائر الأمم، أن سيرة نبيها محفوظة بدقائقها وتفاصيلها منذ الميلاد حتى الوفاة، فكأن الذي يطالعها يرى شريطا مشخصا صادقا، ينطق بما حفلت به حياته عليه الصلاة والسلام من معاني السمو وملاحم الجهاد اليومي التي صاغ من خلالها ذلك الجيل الفريد الذي لم يعرف له التاريخ مثيلا على مدى أزمانه المتطاولة جيل صنع الأمجاد، وجسد معاني الحق والخير والجمال في أروع صورها وأعلى مستوياتها، فبات لأجل ذلك نموذجا أسمى للاقتداء، إن طريق الأمة لاسترجاع مكانتها في هذا العالم الذي تتخطفه الشياطين، إنما هو تصحيح علاقتها بالله عز وجل، التي لن تتم إلا من خلال تصحيح علاقة المحبة بهذا النبي الكريم، الذي يخاطبه ربه الكريم بقوله: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول، فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين﴾ (آل عمران: 31، 32).

إن طريق العز لهذه الأمة، يمر حتما عبر المحبة لهذا النبي الكريم، وعبر اتخاذه إسوة تؤتسى ومثالا يحتذى، غير أنه لا سبيل إلى بلوغ هذا، المطلب العزيز، إلا بالاطلاع على سيرة هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، بنية الاتباع والاقتداء، إلا بالتعرف على كل تصرفاته وأحواله، شابا طاهرا نقيا، ورسولا نبيا، وزوجا رحيما ووالدا حانيا وعابدا تقيا، خاشعا باكيا، وقائدا سياسيا ذكيا، وقائدا عسكريا، بلغ الغاية في الشجاعة،

فأين نحن من هذه المعرفة الشاملة بسيرة هذا النبي الطاهر.؟!
أين شبابنا ورجالنا ونساؤنا من ذلك النبع الصافي؟

إن محاولات رعناء ومؤامرات سوداء حيكت ودبرت بالليل والنهار، لإبعاد الأمة عن ذلك النبع الصافي الذي يمثل الحقيقة والطهر، وللزج بها بالمقابل في مستنقعات أفكار ومذاهب وشخصيات، تمجد القذارة، وتروج للخنا وتسعى إلى استكمال سلخ الإنسان من فطرته وآدميته، لتدمجه في فصيلة القرود والخنازير والكلاب.

* أما الطريق الأول، فهو طريق الطعن في النبي الكريم للنيل من قداسته في نفوس المسلمين، وذلك بإغراء السفهاء وحثالة الناس، بالتطاول على مقامه الكريم عليه الصلاة والسلام بالسب والشتم والافتراء، وقد شارك في هذه المهمة القذرة ألسنة حداد من الغرب، تنفث أحقاد الصليبيين واليهود، المتراكمة عبر الحقب والعهود، كما يشارك فيها بكل نذالة، شرذمة من مرضى االقلوب، من بني جلدتنا، من اللقطاء فكريا وثقافيا، ممن استحكمت العقد من كياناتهم الخائرة المهزوزة، فوظفوا أقلامهم الخرقاء في ممارسة الزور والبهتان، والانتقاص من السنة الشريفة والسيرة الطاهرة، عبر تشويه من نقلوها من الصحابة الكرام والعلماء الأعلام. فهذا يشكك في أبي هريرة الصحابي الجليل رضي الله عنه وذاك يطعن في البخاري (رضي الله عنه) أمير المؤمنين في الحديث، رحمه الله تعالى، وهذه تجند شعرها الرخيص للنيل من الرسول صلى الله عليه وسلم، من خلال الطعن في حديثه الشريف، إلى غير ذلك من صور البغي والعدوان على حرمة هذا الدين، ومن نقلوه إلينا بكل صدق وأمانة.

* أما الطريق الثاني في محاولة إبعاد الأجيال الناشئة عن هذا الرسول الكريم والنبي الأمين عليه الصلاة والسلام، فهو طريق نصب البدائل التافهة والنماذج الرخيصة في حياة الشباب، واتخاذ أشد الأساليب مكرا لإغرائهم بحبها والتعلق بها، وجعل تقمصها والتشبه بها منتهى الآمال وأقصى المطلوب.

* فبعد أن عملت دوائر الإعلام على إقناع الشباب بأن أغلى قيمة في هذه الدنيا، إنما هو المتاع المادي وما يتعلق به من شهرة زائفة، وبعد أن شوهت مفاهيم قيم سامية حفظت عبر القرون، عكفت على إحلال مفاهيم وتصورات بديلة، نضرب مثالا على ذلك مفهوم البطولة، فبعد أن كان سائدا في الأذهان، أنها تتعلق بالنجدة والفروسية الحقة في ميادين الجهاد، واسترخاص الأرواح في سبيل الله، حتى تصان كرامة الإنسان وفطرته، أريد لهذه البطولة أن تقترن في أذهان الشباب بإنجازات تافهة تختزل في عطاءات تشتغل فيها الأجسام دون الأرواح. وتقتصر الحوافز فيها على مطالب الدنيا دون مطالب الآخرة.

لقد عمل الإعلام الماكر على صناعة رموز هجينة وهيأ لها الشروط والأسباب لتملأ على الشباب فكرهم وتستغرق وجدانهم، وتحجب عن أبصارهم وبصائرهم الرموز الحقة والنماذج الأصيلة.

فالرموز التي ينبغي أن تتعلق بها الأحلام، وتنفق في التعلق بها والاحتذاء بها الشهور والأعوام، هي رموز الفن الهابط، من غناء رخيص وتمثيل ماجن.

* ولقد انضم إلى الإعلام في تنفيذ فصول هذه المؤامرة الرهيبة، منظومات التعليم في أغلب البلاد الإسلامية، وذلك بتضييق المساحة التي تتعلق بتدريس سيرة الرسول الكريم، أو بتغييبها كلية..، وهذا وأيم الحق، هو عين القتل والإبادة في حق الأمة المسلمة.

* إن من حقنا أن نطالب باستماتة، في حصول ناشئتنا على قسطها الكامل من معرفة دينها بما فيه سيرة نبيها التي تمثل النموذج العملي التطبيقي له، في ظل حرمانها من ذلك، وإلى أن يتحقق ذلك، ستظل الأجيال الناشئة في خطر من أمرها معرضة للجوائح، قابلة للتحريف والتذويب في بوتقة الشر التي صاغها الغرب بإحكام وترعاها زعيمة الفوضى العالمية، وعدوة الحق والشعوب أمريكا المتغطرسة الممعنة في البطش والطغيان.

* يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿بل تقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون﴾ (الأنبياء: 18). إنه من حسن الحظ أن هذا الفضاء الإعلامي الشاسع الذي يسبح في سديم من الفساد، قد اخترقته قنوات فضائية نافعة تبشر بقيم الخير والصلاح، وإن من واجب كل مسلم أن يتجه إلى الانتفاع بها وأن يدعو إلى ذلك، فهناك من هذه الفضائيات ما يخصص مساحة هامة للإسلام ولسيرة خير الأنام..

* وعلى الآباء والأمهات أن يتعهدوا أبناءهم في مرحلة الطفولة الأولى، فيرووا لهم سيرة نبيهم، وعلى الأسر أن تعقد مجالس لتدارس هذه السيرة العطرة ليتفيأوا ظلالها ويقتبسوا أنوارها وينشأواعلى قيمها وأخلاقها.


بالتوفيق 2016-12-12 10:45

رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 
السلام عليكم

لقد أدرجت السنة الماضية موضوعا مفصلا عنوانه:

ذكرى المولد النبوي الشريف: اجتهادات و فتاوى أخرى

الرابط:

http://www.profvb.com/vb/t135749.html

أتمنى الرجوع إليه

خالد السوسي 2017-01-06 08:50

رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 


بارك الله فيكم و نفع بكم و زادكم من فضله

الفرح به صلى الله عليه وسلم يكون باتباع هديه وامتثال أمره دعوة وعملا وليس كما يفعله اولئك المحتفلون من أعمال تخالف الشريعة مخالفة واضحة من غناء و رقص وطواف بالقبور و الاضرحة ودعاء أهلها و الذبح لها و أمداح فيها غلو بله شرك واضح

و سبحان الله ما أحدث الناس أمرا محدثا إلا تركوا من السنن بقدر ما أحدثوه ...فواقع المحتفلين بالمولد خير شاهد على ذلك
فالكثير منهم من أبعد الناس عن تطبيق سنته في حياتهم ويرون أنهم متى أقاموا الاحتفال في هذه الليلة فقد قاموا بما يجب عليهم اتجاه النبي صلى الله عليه وسلم وأن غيرهم ممن لا يقيمها مقصر في حق النبي صلى الله عليه وسلم أشبه ما يكون بالجفاة والمقصرين في حق النبي صلى الله عليه وسلم
والواقع أن العكس هو الصحيح فأهل الموالد هم أكثر الناس هجرا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وتركا لهديه
وجهلوا أن الفرح بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما هو فرح بما جاء به وذلك لا يكون إلا بالاتبا وبه يظهر أثر الحب الحقيقي قال تعالى:
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم


قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله:

"هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادَّعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، ولهذا قال: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ} أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول كما قال بعض الحكماء العلماء: ليس الشأن أن تحب إنما الشأن أن تُحَب. قال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قوم أنّهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية"

**************************
تقديري وامتناني

خالد السوسي 2017-01-06 09:00

رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 


مسألة فقهية مهمة لكل مسلم ومسلمة :

عند الاختلاف في مسألة ما يجب علينا جميعا الرجوع الى الكتاب والسنة و ما كان عليه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ففهمهم وفقههم و علمهم أكبر و أعظم من فهمنا و فقهنا و علمنا.


إذا علمنا هذه المسألة
و علمنا أن أمرا ما فيه خلاف واضح فيجب على المسلم اتباع الحق والدليل واقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عنهم ولا يجوز له تتبع زلات العلماء والأخذ بها.

و الناظر لتاريخ المولد يعلم علم يقين أن
العلماء من أهل القرون الثلاثة الفاضلة المشهود لها بالخيرية بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف عن أحد منهم أنه فعل المولد ولا أنه أرشد إليه أو رغب فيه

وهذا إجماع منهم على أنه ليس من الدين وإنما حدث شيء من الخلاف في ذلك في العصور المتأخرة حين كثرت البدع وانتصر لبعضها من هو منسوب إلى العلم ومعلوم أن مثل هذا الخلاف الحادث لا يعتد به.





خالد السوسي 2017-01-06 09:04

رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي
 
مسألة مهمة :


الاحتفال بالمولد إما أن يكون خيرا أو شرا.

فإن كان خيرا: فإما أن النبي صلى الله عليه وسلم وأهل القرون المفضلة علموه أو جهلوه.

فإن كانوا علموا هذا الخير.. فلماذا أعرضوا عنهم كلهم وهم أحرص منا على الخير وأشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم منا
؟؟؟

وإن قيل إنهم جهلوه وعلمه من بعدهم... فهذا اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه بالجهل بالدين والخيروهذا أمر خطير لا يقوله شخص يؤمن بالله واليوم الاخر.


فظهر بذلك أن عمل المولد ليس من الخير في شيء بل هو عكس ذلك.




الساعة الآن 02:35

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd