منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - العدس بعيون مزارعين: قلة الأمطار و"فرار" اليد العاملة

العدس بعيون مزارعين: قلة الأمطار و"فرار" اليد العاملة

http://t1.hespress.com/files/2016/10..._347607162.jpg

هسبريس ـ أيوب التومي

الأربعاء 26 أكتوبر 2016 - 05:00

لم يكن أحد ليتصور أن ارتفاع أسعار العدس، الذي يتوسط موائد فئة كبيرة من المغاربة، سيثير مثل الضجة التي اجتاحت العالمين الافتراضي والواقعي، أو يتسبب في لم شمل الحكومة من جديد بعد أن انفض جمعها باستقالة جزء كبير من مكوناتها.

الارتفاع في ثمن العدس اعتبره العديد من الفلاحين، الذين قابلتهم هسبريس خلال قافلة تحسيس نظمها المجمع الشريف للفوسفاط بإقليم الجديدة، مرتبطا بأسباب داخلية في الأساس.

عبد الله، وهو فلاح ينتمي إلى منطقة أولاد حسين التابعة لإقليم الجديدة، أعاد غلاء ثمن العدس في الأسواق المغربية إلى "ضعف الموسم الفلاحي الماضي، الذي عرف شحا في التساقطات المطرية، ما انعكس بشكل كبير على مردودية المنتج، كحال باقي الزراعات الأخرى"، وفق تعبيره.

وبالمبرر نفسه علل الأمر حمادي، الذي يمتهن الفلاحة على أرضه الواقعة بجهة الدار البيضاء سطات، مضيفا: "الناس زرعت العدس، خاصة أولئك الذين يتوفرون على أراض بوريّة .. لكن الشتَا مَا جَاتش، دَاكشّي علَاش ولّا قليل، وطلع في الثمن"، مؤكدا أن هذا النوع من الزراعات يتطلب وفرة في التساقطات، إلى جانب دعمه بتقنية الري بالتنقيط التي تعد "مكلفة"، بحسبه.

ومن الأسباب التي عددها الفلاحون، في تصريحات لهسبريس، إشكالية تضاؤل اليد العاملة التي بإمكانها جمع المحصول من العدس، كما أشار إلى ذلك إبراهيم، واحد من الفلاحين الذين خبروا جيدا أحوال الفلاحة بالمنطقة؛ قائلا: "تناقص عدد الأفراد الذين كانوا يشتغلون في لمّ محصول العدس، نظرا لصعوبة العملية التي تتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا يمتد طول النهار".

وزاد المتحدث ذاته: "العاملون في الحقول يفضلون الاشتغال في جمع محاصيل زراعية أخرى، كالبطاطس التي لا تتطلب وقتا طويلا"، واستطرد قائلا: "في حقل العدس لا بد من الاعتماد على اليد العاملة .. فطبيعة المحصول لا يمكن معها توظيف آلات فلاحية، نظرا لقصره وسهولة اندثاره"، قبل أن يزيد: "لذلك لم يعد الفلاحون يزرعون العدس بشكل كبير كما في السابق".