منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى النقاش والحوار الهادف (https://www.profvb.com/vb/f65.html)
-   -   مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟ (https://www.profvb.com/vb/t169367.html)

صانعة النهضة 2016-02-16 10:14

مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟





ما إن أصدر صاحب الجلالة أمره بمراجعة مناهج وبرامج التربية الإسلامية حتى تنفس اليساريون والعلمانيون المغاربة الصعداء ،وكأن فتح أمامهم باب التغيير الذي انتظروه طويلا ...
قبل أن تقوم الوزارتين المعنيتين بمسألة المراجعة وهما وزارة التربية الوطنية والتعليم ووزارة الأوقاف حتى بدأ العلمانيون ينزلون بدائلهم في هذا التغيير وهذه المراجعة مقترحين إياها على الجمهور المغربي لكسب مزيد من التعاطف وهو أسلوب ذكي للضغط على صناع القرار السياسي والقرار التربوي في بلدنا.


كل شيئ عندهم جاهز لأنهم تهيئوا للحرب منذ زمن بعيد.الحرب ليس على المناهج الدراسية كما ستلاحظون من خلال البدائل التي طرحوها والأفكار المسمومة والمدسوسة التي تظهر عمق حقدهم الدفين على الإسلام والقرآن الكريم .


الغريب أن هؤلاء المفكرين (الذين أشربوا فكرا مناهضا للإسلام ومعاديا له) لم يدركوا بعد أن هناك فرق بين الإصلاح البيداغوجي الذي دعا إليه الملك وبين الإصلاح الديني الذي لا علاقة لهم به ولكنهم يأملون في إصلاح ديني مبني على قواعد العلمانية .


فمن البدائل التي طرحوها تهم الإصلاح الديني وهو غير مطروح وما هو مطروح هو الإصلاح البيداغوجي لا غير أما ما دونه فلا شأن لهم فيه وهم أصحاب فكر وليس أصحاب علم شرعي.



هكذا تدعو بعض اقتراحات هؤلاء إلى تجريد الدين من سر وجوده وجعله مجرد موقف سياسي،أو إرث مضى عبر التاريخ وانتهى اليوم ونحن في زمن التحضر والإنفتاح .



أتمنى أن يعي المهتمون بشأن المراجعة وتغيير مناهج التربية الإسلامية في المدارس المغربية هذا السم الزاحف من بني علمان على حرب الإسلام ولعل مثل هذه الإقتراحات العلمانية من شأنها نشوب مزيد من التطرف الفكري لأن الذين يدعون أنهم يحاربون التطرف يظهر أنهم يحاربون نصوص القرآن فهل نحارب التطرف الديني بمزيد من التطرف العلماني ؟
أم ماذا؟


يتبع




صانعة النهضة 2016-02-16 10:58

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
إخوتي ...أخواتي ،وقبل أن أضعكم أمام بعض الإقتراحات والأفكار التي طرحها العلمانيون المهتمون بالشأن التربوي في بلدنا لا بأس أن أشير إلى أن هناك تطرف خطير في فهم الدين الإسلامي في العالم ليس سببه نصوص القرآن كما يدعي البعض جهلا منهم أو تجاهلا ،ولكن الصورة النمطية التي رسمها الإعلام العالمي والتي تعتبر النافدة التي ينظر منها معظم الناس اليوم إلى العالم من حولهم هي التي باتت تكرس دور الصور النمطية في تشكيل الوعي الجمعي والفردي بفعل قوة الإعلام الذي يعتبر اليوم أكبر منتج للصور النمطية وأكبر مغذ لها.


فالإعلام من خلال تحديد صور نمطية معينة باتت تسيطر على الفكر وتوجه الرأي العام في التعامل مع مختلف القضايا، بل وتسهم في تشكيل المواقف و التوجهات لدى الأشخاص والجماعات بشكل تحكمي إلى حد بعيد.





فمثلا من خلال فحص النقاش العمومي الذي تحتضنه وسائل الإعلام، خاصة على الشبكة العنكبوتية، نجد أن "محاكمة" النصوص الدينية وخاصة القرآنية منها، تعاني من انتشار صور نمطية تنتهي عمليا في خندق "داعش" وأخواتها، حين تؤكد بكل قوة أن القرآن مصدر الإرهاب والتطرف، وليس الفهم السيئ للدين والقرآن.

من هنا نلمس تأثر العلمانيين المغاربة بمثل هذه الصور النمطية التي يطرحها الإعلام العالمي لنصوص القرآن من خلال سلوكات المتطرفين المحسوبين على الإسلام ،بينما الإسلام منهم براء .


وها هو اليوم قد تم تحويل المعركة من استهداف "داعش" وأخواتها، واستهداف الفهم السيئ للدين وتأويل نصوصه الباطل، إلى استهداف الدين نفسه، واستهداف نصوصه المقدسة.

من هنا وحتى نزيل اللبس الحاصل لابد وأن نطرح سؤالا جوهريا :
ما دوافع مرجعية تغيير وتعديل مناهج التربية الدينية ؟


هل هي مواجهة الغلو والتشدد والتكفير والعنف؟

أم التطوير والتجديد في إطار ثوابتنا الدينية المعروفة؟
أم تطوير في إطار الحداثة والإنفتاح على الآخروالإفتتان به وبحضارته وفكره؟؟؟









صانعة النهضة 2016-02-16 11:08

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
فقط من باب التذكير ولا غير التذكير...أقول :

خيار محاربة الدين ونصوصه تحت غطاء محاربة التطرف والإرهاب، خيار فاشل،
وأن الجهود التي تبدل في سبيل ذلك تصب في مصلحة الإرهاب في نهاية المطاف.

إننا حقا في حاجة إلى تعديل يرتكز على القرآن الكريم كمنهج للمتعلم المغربي ،وتثبيت العقيدة الإسلامية، والإقتداء بالهدي النبوي حتى يتم تحقيق أهداف التربية الدينية ومقاصدها النبيلة، وحتى تبقى وعاء جامعا لوحدة الوطن، وحصنا من كل الموبقات والمخدرات ومن الانحلال والجحود والتطرف والإقصاء.


صانعة النهضة 2016-02-16 11:12

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
وموازاة مع مراجعة المناهج والمقررات الدينية من أجل محاربة التطرف وإنجاح التعديل لابد للإنتباه إلى ما هو اجتماعي ويتعلق برعاية الأسرومهمتها الصعبة في زمن العولمة .

كما يجب إعادة النظر في ما يقدم للأسرة وللمتعلم إعلاميا فيجب إعطاء الأولوية لمراجعة مضامين الإعلام العمومي التي تقتحم بيوت المغاربة مسوقة لنماذج تناقض القيم التي يتربى عليها المغاربة ويتلقونها في المدرسة، مما يحدث عندهم تناقضا وانفصاما تكون نتيجته الغلو أو الانحلال"،


صانعة النهضة 2016-02-16 11:21

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
والآن إخوتي سأطرح عليكم اقتراحا صدر عن المفكر المشهود له بالعلمانية بخصوص مراجعة مناهج ومقررات التعليم للتربية الدينية ،أتمنى حقا لو نفتح ورشا للمناقشة والحوار بكل عقلانية وعلمية وواقعية ،فصمت رجال التعليم وهم المعنيون بالأساس لن يفيد في شيئ بل على العكس يسهم في نماء الفكر المتطرف الداعي إلى حصر التربية الدينية في حنجرة ضيقة لا تتسع لزمننا هذا .
لرجل التعليم رأي في الموضوع لأن التلميذ داخل المدرسة لا بد وأن يتربى على قيم دينية واضحة فالأولى أن يدلي المربي بدلوه في الموضوع

وأترككم مع اقتراح السيد عصيد

ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟





أحمد عصيد
الثلاثاء 16 فبراير 2016 - 01:45


انطلاقا من أن الإسلام المنصوص عليه في الدستور المغربي وفي ميثاق التربية والتكوين هو الإسلام "السمح"، "الوسطي" و"المعتدل"، وبناء على بديهية أنّ المقررات الدراسية منتوج بشري لمؤلفين يمكن أن يخطئوا التقدير، وليست جزءا من الدين، لأنها مبنية على قراءات تحكمها سياقات تاريخية واعتبارات إيديولوجية و شروط سياسية، يمكن رصد العناصر والمضامين التي ينبغي تعديلها في المقررات الدراسية المتعلقة بالتربية الدينية من خلال اعتماد المعايير التالية:


ـ كل ما يتعارض مع الغايات السامية للأديان والمتمثلة في تشريف الإنسان وتكريمه، وتثبيت السلم والإخاء والتعاون بين البشر.


ـ كل ما يتناقض مع التزامات الدولة في مجال حقوق المواطنة والمساواة والعدل واحترام الحريات الجماعية والفردية.


ـ كل ما يخرق المنظومة الدولية لحقوق الإنسان كما يقرها الدستور المغربي، باعتبارها "كلا غير قابل للتجزيء".


ـ كل ما يؤدي إلى إشاعة الكراهية والعنف وإذكاء الصراع بين المواطنين، وإلى تهديد السلم الاجتماعي واستقرار البلاد، ويحول بالتالي دون احترام الآخر المختلف في معتقده أو لغته أو لونه أو أصله أو نسبه العائلي.


ـ كل ما يرتبط بسياق اجتماعي أو سياسي كان موجودا في الماضي ولم يعد قائما اليوم، والذي استجابت له نصوص دينية في ظل دولة الخلافة، ولم يعد يمكن أن تستجيب له اليوم بسبب اختفاء البنيات الحاضنة لها.
هذه المعايير في اعتقادنا أساسية وضرورية للتمييز في المضامين الدراسية بين ما يساهم في تقوية حقوق المواطنة في بلادنا، وفي إنجاح الانتقال نحو الديمقراطية، وما يعمل عكس ذلك على تحريف الوعي المواطن وتوجيهه وجهة مغايرة للتعاقد الموجود بين الدولة الحديثة والفرد المواطن.
بناء على المعايير المذكورة يمكن الإشارة إلى العناصر المنهجية والموضوعاتية التالية:


من الناحية المنهجية:
ـ ضرورة القطع مع الفهم التراثي للدين، وإقامة دروس التربية الدينية على أساس فقه جديد وفكر ديني متنور وحديث، يتم إبداعه من طرف فقهاء وأهل اختصاص مجدّدين ومنخرطين في مسلسل التطورات التي عرفها بلدهم، ولا يجدون أي تعارض بين قيم حقوق الإنسان ومكتسبات عصرنا الإيجابية ومضامين النصوص الدينية.
ـ اعتبار الدين وسيلة وليس غاية وهدفا في حدّ ذاته، ووضع الإنسان في مركز الاهتمام باعتباره قيمة عليا، وجعل التربية الدينية وسيلة لزرع القيم الإنسانية النبيلة في الناشئة.
ـ ضرورة التراجع عن فكرة "الخصوصية الإسلامية" بمفهومها الضيق، والتي تهدف إلى أن تكرس لدى المتمدرسين العداء لمكتسبات المجتمع العصري والدولة الحديثة، مما يؤدي إلى جعل درس التربية الإسلامية حصّة للترويض الإيديولوجي ضد العقل والعلم والقيم الإنسانية التي تساوي بين بني البشر.
ـ ضرورة اعتبار أن الهدف الرئيسي للتربية الدينية هو بناء المواطن الصالح الذي يتمتع بالأخلاق الفاضلة، وبالقدرة على التفكير المنهجي والنقدي السليم، وليس الفرد الذي يستظهر التراث ويقدس الماضي بكل سلبياته، ويقاوم أي تغيير لصالح الإنسان.
ـ عدم الانطلاق من كون الدرس موجها لأطفال يعيشون داخل جماعة دينية مغلقة ومنسجمة، واعتباره درسا في المواطنة المبنية على الأخلاق الحسنة والفضائل التي لا تتناقض مع مقتضيات الحياة العصرية، في مجتمع يحكمه الاختلاف والتعدد في كل شيء، لان فكرة الجماعة تتناقض مع المبدأ الذي يقوم عليه المجتمع والدولة العصريان، وهو مبدأ العيش المشترك.
ـ جعل درس التربية الدينية منفتحا على العلوم الأخرى وعلى مكتسبات الحضارة، واعتماد المعارف العلمية الحديثة التي اكتشفت في عصرنا من أجل تقوية وعي التلميذ بالانتماء إلى حضارة العلم والمعرفة والاكتشاف. والتوقف عن اعتبار مكتسبات الحضارة الإنسانية من حيث الحقوق والحريات "غربية"، واعتبار الدين وحده من يمثل "الأصالة" و"الجذور".


ـ جعل درس التربية الإسلامية منفتحا على الديانات الأخرى من أجل ربط القيم الإسلامية بالقيم المشتركة مع باقي الديانات، والقطع مع الفكرة التي تعتبر أن مصداقية الإسلام تقوم أساسا على نقض الديانات الأخرى والتصادم معها.


ـ جعل التربية الدينية ثقافة للحياة والمحبة والإبداع والابتكار والجمال، وليست ثقافة تحتفي بالموت والترهيب والتخويف واتباع الأجداد في كل شيء وكراهية الآخر.


ـ عدم إسناد مراجعة المقررات الدراسية الخاصة بالمادة الدينية للمسؤولين عن الأخطاء السابقة، حتى لا يقع لتعليمنا ما وقع للتعليم في العربية السعودية، حيث قامت أمريكا بضغوط كبيرة على هذه الدولة منذ بداية تزايد الإرهاب الدولي من أجل تطهير مقرراتها الدراسية الدينية من الأفكار الداعية إلى العنف والكراهية، فقامت السعودية بإسناد تلك المراجعة لنفس فقهاء الوهابية المتشدّدين، الذين وضعوا المقررات التي تمت إدانتها، والنتيجة لا تعديل على الإطلاق سوى إعادة صياغة بعض الجمل بطريقة مغايرة مع الإبقاء على نفس المضامين.


من ناحية المضامين:
ـ لعل أولى المضامين التي ينبغي مراجعتها وحذفها من مقررات التربية الدينية تلك التي تقوم على أساس العنف بنوعيه المادي والرمزي، حيث تلجأ المقررات الدراسية لمادة التربية الإسلامية في موضوع العقيدة إلى الإفراط في استعمال آيات العذاب والترهيب للأطفال الصغار، وهو ما يتناقض كليا مع مبادئ المدرسة العصرية، كما ينبغي إعادة النظر في استعمال النصوص التي تتحدث عن الغزوات الدينية وتصف قتل المسلمين لغيرهم باعتباره من مظاهر عزة الإسلام ومجده، لأنها من الناحية التربوية تؤدي إلى ربط الدين بالعنف والغزو، كما تجعل الغزو جزءا من العقيدة في إدراك الطفل الذي لا يتوفر على إمكانية ربط النصوص بسياقاتها التاريخية.


ـ في هذا الإطار من الأفضل التفكير في ربط العقيدة بالمحبة عوض الخوف، وبالتسامح عوض العنف، وبالحرية عوض الترهيب والإكراه، حيث يصبح الله رمزا للخير المطلق وللجمال المطلق، كما يصبح الإيمان مسؤولية، فيتمّ توجيه الطاقات العاطفية للطفل نحو فكرة الفضيلة في التعامل مع الآخرين، عوض فكرة الصراع والتصادم والمفاضلة المعيارية بين المؤمن و"الكافر"، بين المسلم وأهل الكتاب، إلى غير ذلك من الأخطاء القاتلة التي لا تصلح أن نتوجه بها للأطفال في نظام تربوي متوازن.


ـ لا كذلك من مراجعة كل المضامين التي تتعارض بشكل واضح مع القوانين المتبناة من طرف الدولة، فلا يجوز مثلا تعديل مدونة الأسرة مع الإبقاء في المقرر الدراسي على مضامين تعود إلى الفقه القديم الذي تم تجاوزه عمليا في المدونة، أو كمثل الحكم على السارق بالسجن بينما يحيل المقرر الدراسي على الـ"الحدود".


ـ من المضامين التي يجب حذفها كذلك كل ما يتعلق بالتنقيص من قيمة اليهود والمسيحيين وأهل الديانات الأخرى، فعوض التركيز على أن الإسلام هو وحده الدين الصحيح، وأن الديانات الأخرى "محرّفة" و"مزيفة"، يستحسن تبني فكرة تكامل الأديان، لأن الاعتبار السابق يمنع الطفل من احترام غيره من أهل الديانات الأخرى، بل يربي فيه مشاعر الكراهية والنفور من الآخرين، وهو أمر لا يستقيم في المجتمع المعاصر المبني على فكرة العيش المشترك كما أسلفنا.


ـ ضرورة القطع النهائي مع المضامين التي تفضل الرجال على النساء، أو تخصهم بأعمال لا ينبغي أن تقوم بها النساء، أو تعتبر الفوارق الفيزيولوجية بين الجنسين عامل تمييز ضدّ المرأة، بل المطلوب أن يلتحق درس التربية الدينية بتطورات المجتمع، وبوضعية المرأة التي أثبتت كفاءتها في كل المجالات. كما ينبغي للصور المعبرة عن المرأة أو الفتاة في المقرر الدراسي أن تنسجم مع واقع المجتمع، فلا يجوز مثلا تصوير المرأة بألبسة خاصة بتيار معين، بينما النساء والفتيات المسلمات يلبسن ألبسة مختلفة من كل نوع في مجتمعنا. فالإسلام والإيمان الديني ليسا مرتبطين بلباس معين أو بمظاهر خارجية خاصة، وهو أمر يثبته الواقع الاجتماعي اليومي بشكل لا جدال فيه.


ـ من المضامين المشوّشة على التربية الدينية السليمة تلك التي يتمّ فيها تحريف بعض مفاهيم حقوق الإنسان وإعطائها دلالات أخرى خاصة لا تنسجم مع معانيها المتعارف عليها، وذلك مثل اعتبار أن التسامح هو "التسامح مع أخيك المسلم"، حيث يتم تجريد المفهوم من الدلالات الإنسانية السامية التي يحملها وإعطائه دلالة خصوصية تجعل التسامح مرتبطا بقيمة نقيضة هي التمييز بالدين، وهو ما جاء التسامح من أجل إنهائه.


ـ الحرص على البعد عن التناقضات داخل الدرس الواحد، لأن هذا يتنافى مع الأهداف البيداغوجية المسطرة في مرجعيات التربية والتكوين، فلا يجوز مثلا في درس الأسرة الدعوة إلى التناكح وتكثير النسل، وفي نفس الوقت إلى "تنظيم الأسرة"، لأن تنظيم الأسرة مفهوم وُجد أصلا من أجل الحدّ من التكاثر الذي يفوق الحاجة، والذي لا يمكن معه العناية بالأطفال بالشكل المطلوب في الحياة المعاصرة.
هذه مضامين نعتقد أنها تعزل الفرد عن سياق التطور الذي يحكم المجتمع والدولة معا، كما قد يوقعه في تصادم يومي مع محيطه مما يذكي لديه النزعات العنيفة واللاعقلانية، ولا شك أن هناك مضامين أخرى سنتعرض لها عند تقديم بعض النصوص والأمثلة التشخيصية، مع الإحالة على الكتب والمستويات التي وردت فيها.




صانعة النهضة 2016-02-17 18:19

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
وما زلت مع عرض بعض أفكار ومقترحات الحداثيين الذين ينعتون التعليم الديني(مادة التربية الإسلامية ) في المدرسة المغربية بأقبح النعوتات بعيدين كل البعد عن العلمية والموضوعية .لا أقول هذا الكلام حقدا عليهم أو زيادة ولكنني بعدما أنتهي من نقل افكارهم سأطرح هنا في هذه الصفحات مقرر وبيداغوجية التدريس لمادة التربية الإسلامية بأسلاكها الثلاث لنقارن هذه المغالطات مع واقع المادة المدرسة باعتباري أستاذة مادة التربية الإسلامية مدة طويلة أهلتني التجارب التربوية أن أقول كلمتي في الموضوع .ولنتعرف هل هناك أحاديث ضعيفة أو مكذوبة تدرس للتلاميذ على حد قول بعضهم .


وإليكم مقال محمد بودويك في الموضوع:

مراجعة المقرر الديني في المدرسة المغربية: الخطوة التي تنتظرها خطوات


محمد بودويك
الأحد 14 فبراير 2016 - 18:42
خطوة جبارة تلك التي قامت بها الدولة أو ستقوم بها في شخص رئيسها ملك البلاد. خطوة حداثية وديمقراطية وإنسانية وإن تأخر موعدها وميقاتها كثيرا. إنها خطوة إعلان الدولة عن وجوب مراجعة مادة التربية الدينية في كل الأسلاك التعليمية التي تلقن وتلقم للتلاميذ، للنشء الصاعد، للأغرار، من دون نقاش ولا حوار ولا سؤال، حيث إن الأمر يتعلق بالمقدس، بالكتاب الإلاهي، بالوحي، بما يوجب ويقتضي الإذعان والرضوخ، والتصريف والإجراء والتطبيق في مرحلة لاحقة. وفي التربية الدينية التي درسنا وحفظنا واستظهرنا، ثم حفظناها، ولقناها لتلاميذنا، ما فيها من صنوف وضروب الجهاد، وعدم احترام الآخرإذا لم يكن مسلما، ويصلي على نبينا.
إن المسألة لم تعد متصلة بآيات السيف والجهاد فقط، والتي نزلت تبعا ووفقا لسياقات وشروط تاريخية واجتماعية ودينية معروفة ومحددة، بل تعدت ذلك إلى أحاديث " نبوية "، لا يملك المدرس أن يشكك فيها، ويسائل صحيحها من سقيمها ومدسوسها. وفي الأحاديث مافيها من دسائس، وأكاذيب، وترهات وخرافات، وآراء ومواقف تعارض معنى وروح الذكر الحكيم. يستوي في ذلك ما أورده البخاري ووضعه بين دفتي صحيحه، ومسلم وابن ماجة والنسائي والترمذي ، والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم. فما كل ما في بخاريات البخاري صحيح إذ تتعارض جملة معتبرة من الأحاديث المسطورة والمروية مع آيات تشاكلها في أبوابها ودلالاتها ومجالاتها ومقاصدها. ونفس الشيء ينسحب على الإمام مسلم وأحمد في مسنده، وقائمة مخيفة من الذين اشتغلوا بالسنة والإجماع وعليهما.


وإذا نحن عرفنا أن أحاديث الرسول الأكرم إنما جمعت ودونت بعد وفاته بما يزيد على القرن، سقط العجب والاستفهام، وتأكد بالمنطق، ما يمكن أن تصنعه اليد، وتدسه الأهواء والسياسة والأغراض. وليس من شك في أن أكثر الأحاديث النبوية وضعها مغرضون منتفعون سياسيا وماديا، " فقهاء" سوء تابعون لبني أمية مزينون لولايتهم وعهدهم باعتباره عهدا ربانيا، وبأنهم مستخلفون في الأرض، وظل الله فيها.


حزمة كبيرة من هذه الأحاديث ترصع كتب" التربية الدينية"، وليس في التسمية ما يغري، ويدفع إلى الإقبال على الكتب المقررة إياها إذ تعلي ـ بما لا يقاس ـ من شأن المسلم حتى ولو كان مجرما، أفاقا، كذابا، مرابيا، زانيا، وآكلا لمال اليتيم، وتحط، في المقابل، من شأن الآخرين، من شأن الغير لأنه يعتنق ديانة أخرى حتى ولو سلَّم بمصدرها الإلهي، وسماويتها، ونزولها على أنبياء بأعيانهم، فسرعان ما يصِمُها بالانحراف والدس، والغلو، والخروج عما دعا إليه نبينا بوصفه خاتم النبيين والمرسلين. كأن الإسلام لم يأخذ من تلك الديانات الإبراهيمية السابقة عليه، ولم يحترم مظانها ومضامينها، وأسسها، ومقاصدها التشريعية وأحكامها.


يِؤيد ما نقول وَسْمُها بالجمع وبالإفراد، بالديانة المشركة، وبالمكتوبة بشريا، وبالمكذوبة، ما يستوجب معاملة معتنقيها معاملة تفاضلية، استعلائية، بوصفهم أدنى وأحط، وأهل ذمة لا يميزهم عن طبقة العبيد سوى عقاراتهم وضيعاتهم، وتجاراتهم، ونوقهم وجمالهم، ونسائهم. وما يستوجب ، بالتبعية والتلازم، مقاتلتهم، وترصدهم، والإثخان فيهم قتلا، وإن لم يكن، فنفياً وطردا وتهجيرا واقتلاعا. هذا، على رغم ما ساد بعض الأحقاب الإسلامية من وئام، وتعايش، واحترام للاختلاف، وإفساح المجال لحرية معتقدهم، وإيمانهم من خلال تزكيته بطقوسهم وعباداتهم، ومعاملاتهم معاملة البشر والآدميين، وأحيانا، معاملة الأنداد والأشباه والنظائر والأصحاب.


إن احتفاظ كتب التربية الدينية المقررة، في بلادنا وفي البلاد العربية الإسلامية، بما يسمى آيات السيف والجهاد، والقتال والتربص، والإرغام، فضلا عن " ركام " من الأحاديث الصحيحة والسقيمة المدسوسة التي تحتل الصفحات الكثار جنبا إلى جنب، في واقع إسلامي متخلف ومنحط، ومشبوه، ومتهم بالإرهاب وتغذيته بالمرجعيتين الدينيتين المذكورتين، هو، بمعنى من المعاني، تزكية ومباركة مضمرة وسافرة ، في آن، وتأييد مدبر لِما يجري من سفك مريع للدم، دم الأبرياء، دم مسلمين، ومسيحيين، وزيديين، وأكراد، وأقليات دينية وثقافية أخرى، ولِما يدور بين العوام من أن الدين عند الله هو الإسلام، وغيره خزعبلات، وأكاذيب، وزور وبهتان. حتى الكون قبل أن يكون، وبعد أن كان، وما فيه من خلائق وصنائع، وأقدار، وآجال وأفلاك، ومراتب وأبراج، وآزال، وآباد، موجود ووجد قبل أن يوجد بفضل سيد الآنام محمد الخاتم.
إذاً، آن الأوان ـ مغربيا ـ في الأقل ـ بعد الأمر الملكي، أن نقطع مع عهد الأفضلية، ولغة : " كنتم خير أمة"، و" أعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، ونحمل أبناءنا وبناتنا على الإيمان بالديانات السماوية الأخرى، واحترام معتنقيها، ومداورة السلام والمحبة والإحسان بين بني الإنسان أنَّى وُجِد وحيثما وكيفما كان.


لكن، ينبغي أن يصل الأمر السامي الحضاري إلى الإعلام، ما يعني أن تُنْتَظَمَ في القناة الأولى والثانية، وقناة محمد السادس، والقناة الأمازيغية، على سبيل المثال، ندوات ولقاءات دينية تنويرية، تقوم على تصحيح كثير من الأفكار والمعتقدات الخاطئة والمحرفة التي يحملها المسلمون والمسلمات من جراء ما حُشيتْ به أذهانهم من ترهات، ومغالطات، وفتاوى موظفة كاذبة تجرح الآخر، المختلف دينيا وعقديا وثقافيا وحضاريا، في صميم وجوده، كما تجرح أبناء جلدتهم من مفكرين ومثقفين ومبدعين وحقوقيين وديموقراطيين، وحاملي الفكر العلماني والحداثي. وتقوم، من جهة أخرى، على توصيل منظومة الحقوق الإسلامية التي تصب في مدونة الحقوق الإنسانية العالمية. وتقطع مع احتقار المرأة نهائيا، واستبشاع تزويج القاصرات، واعتبار كل من يدعو إليه، مريضا جنسيا، مهلوسا، شبقا وجب عرضه على محلل نفسي، وعزله حتى لا يمس الطفولة البريئة بِشَرٍّ، ويسيء إلى العقل والتمدن والحضارة، والإنسان.


وأنتظر كغيري ممن نبش في هذه الأمور والقضايا، ولا يزال ينبش، من موقع المثقف الحر المسؤول، المعتز بإسلامه في بعده التنويري الرفيع، وبالثقافة الإنسانية الغنية في بعدها النقدي والحقوقي والفكري الخلاق، أنتظر أن يصل الأمر الملكي إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ليكف ألسنة أئمة الجمعة عن اللعن الأبدي الموجه لليهود في نغمة مكرورة فجة مهترئة متحشرجة نشاز لاتني تعود كل جمعة بل جمعات منذ مئات السنين، والتي مفادها الدعاء على اليهود، وهو دعاء مقرف ومضحك، بتفتيتهم، وتشتيت شملهم، وإبادة نسلهم، والحال أن اليهود لم يتشتتوا، ولم يتفتتوا قيد أنملة، ولا قلامة ظفر. بل هاهم يتأبدون ويتمكنون من أرض اغتصبوها، بينما نتشرذم نحن ونتفتت، ونتحول يوما عن يوم شذر مذر.
خطب الجمعة ينبغي أن تكون أنيقة منورة، بسيطة اللغة، مؤيدة بالآيات البينات الكريمات، والحديث المصحح الصحيح، والأمثلة الحية من المعيش، والواقع الحي، والعصر الذي ننتسب إليه.






صانعة النهضة 2016-02-17 18:29

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
بوصوف يدعو إلى تعليم ديني بالمغرب مُرتبط بحقوق الإنسان
هذا نص مقال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، كما وصل إلى جريدة هسبريس
:


ظل موضوع إصلاح التعليم منذ مدة ليست بالقصيرة موضوع العديد من النقاشات، وعرف تطبيق إستراتيجيات مختلفة وبرامج مستعجلة لم تحقق كافة النتائج المتوخاة، وزادت الهوة بين التعليم العمومي والتعليم الخصوصي.
اليوم هناك حديث عن توجه جديد يطمح إلى مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع، دون الأخذ بعين الاعتبار الواقع التعليمي الحالي الذي جعل من التوجه نحو التعليم الخصوصي وسيلة للأسر المغربية المتوسطة، أو ذات الدخل العالي، من أجل إيجاد الجودة التي افتقدتها المدرسة العمومية التي كانت مشتلا للكفاءات والأطر، وأصبحت مختبرا لتجريب الوصفات والاستراتيجيات.
أعتقد بأنه لا يمكن الحديث عن تكافؤ الفرص خصوصا بالنسبة للطبقات المتوسطة السفلى والطبقات الفقيرة في ظل وجود تعليم خصوصي ليس متاحا للجميع، ولا يتعامل بمبدأ الحق في التعليم الذي تتبعه المدارس الخصوصية الفرنسية على سبيل المثال، والتي تأخذ بعين الاعتبار الدخل الشهري للأسر في تحديد مبلغ الأداء بناء على تصريح ضريبي.
مسألة أخرى تطرح بعض الاستفهام في الوصفة الجديدة لإصلاح التعليم في المغرب هي التوجه نحو التكوين المهني. فالتوجه نحو التكوين المهني قد يكون سببا في حرمان الكثير من المغاربة من ولوج التعليم الجامعي خاصة في البوادي وأبناء الطبقات الفقيرة.
وهو توجه قد يعيد ما عاشه المهاجرين في بلدان الإقامة حيث كان توجيههم محو التخصصات التقنية والمهنية بمثابة إقصاء لهم من التعليم العالي مما جعل عبارة التكوين المهني تقترن بعبار من la voie de garage؛ وهو ما قد ينتج عنه مغرب من حقه أن يقرأ لأنه يتوفر على الإمكانيات من أجل متابعة الدراسة وفق معايير التعليم الخاص؛ ومغرب ليس من حقه أن يقرأ خصوصا في الأحياء الهامشية والمناطق القروية.
من جهة أخرى فقد أصدر جلالة الملك، مؤخرا تعليماته بضرورة مراجعة مناهج وبرامج مقررات تدريس التربية الدينية، سواء في المدرسة العمومية أو التعليم الخاص، أو في مؤسسات التعليم العتيق، في اتجاه إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة، والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات.
وفي هذا الإطار فإن إصلاح التعليم الديني يجب أن يبنى على ثوابت الدين الإسلامي الوسطي وفق المذهب المالكي، مع تعليم الأديان والثقافات الأخرى، ووضع بيداغوجية وتكوين للأساتذة في هذا المجال.
إن تدريس الإسلام يجب أن يتطور وفق عمليات إصلاحية تأخذ بعين الاعتبار العلوم الإنسانية، من خلال ربط الدين بحقوق الإنسان وتدريس الأديان الأخرى، انطلاقا من مصادرها اللاهوتية، وليس من القراءات التي أعطيت لهذه المصادر، مع استحداث قسم لتدريس الظاهرة الدينية يقدم المعرفة الدينية الضرورية؛ وكذا إنشاء وحدات متخصصة في الجامعات، وكليات الشريعة والمعاهد الدينية؛ بالإضافة إلى اعتماد العلوم المساعدة.
لأنه من غير الممكن تدريس الدين بمعزل عن علوم الاجتماع، والاقتصاد، وتاريخ الأديان، والعقلانية، حتى نتمكن من تكوين مواطن سليم محصن يستطيع فحص جميع الإشكاليات الدينية والدنيوية المطروحة بشكل علمي وعقلاني، وبحس نقدي.

صانعة النهضة 2016-02-17 18:35

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
وفي تقرير أعدته الجزيرة نت نقرأ الموضوع التالي ...
الحسن أبو يحيى-الرباط


وضع المغرب نفسه أمام تحدي إخراج مناهج وبرامج للتربية الدينية بعيدة عن التبعية الثقافية والانغلاق، في وقت تتعاظم فيه تأثيرات العلمانية المتشددة والتيارات الدينية المتطرّفة.


ويأتي الدور على هذه المناهج والبرامج بعد الإصلاح الذي عرفه المجال الديني إثر التطورات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وتفجيرات 16 مايو/أيار 2003 بالدار البيضاء، إذ تمّ إقرار قانون مكافحة ما يسمى "الإرهاب"، وقوانين تهم التعليم الإسلامي وبناء المساجد ودور العبادة.
وجاء قرار مراجعة المناهج والبرامج الدينية بناء على تعليمات صادرة عن ملك المغرب محمد السادس إلى وزيري الأوقاف والشؤون الإسلامية والتربية الوطنية، تقضي بأن تذهب هذه المراجعة في اتجاه إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة والانفتاح الذي لا يعني التبعية والانجرار وراء الآخر، أو التزمت والانغلاق.




هوية المغرب
مدير مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث منتصر حمادة، فسّر هذا الأمر بالتطورات المرتبطة بصعود الخطاب الديني المتشدد، وبروز أصوات تنهل من مرجعية دينية تتسبب للمغاربة بمشاكل تتعلق بهويتهم، وتؤثر سلبا على علاقة المغرب مع محيطه العربي والغربي.

أما القيادي في حزب العدالة والتنمية محمد يتيم، فأكد أن جعل قضية إصلاح منظومة التربية والتكوين موضوع تداولٍ في مجلس وزاري يرأسه الملك، يفيد بأن هذا الملف يعلو على الحسابات والتقلبات السياسية والقراءات التجزيئية.
وأضاف للجزيرة نت أن إصلاح التعليم الديني يبعث إشارات واضحة بأن قضية التعليم مسألة تتجاوز الزمن الحكومي وتعلو على الاستقطابات والتقلبات السياسية أو خدمة مصالح ثقافية أو لغوية.
من جانبه، أكد الباحث خالد يايموت أن الأمر يتعلق بمحاولة جديدة لخلق وعي جماعي يخضع لمفهوم الخصوصية المغربية كما تطرحه الدولة، وهو في الوقت ذاته تعبير عن حاجة التنشئة الدينية المدرسية إلى معالجة منهجية من منتجي السياسة التعليمية.
وأضاف للجزيرة نت، أن الإشكالات التي تعرفها التنشئة الدينية في المغرب تشمل كل مستويات التكوين الديني المدرسي، سواء ذلك الذي يخضع لإدارة وإشراف وزارة التربية الوطنية، أو الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وربط يايموت بين إصلاح المناهج والبرامج الدينية وبين التصدّي لما أسماه "التدين المشرقي" الذي يختلف عن التديّن في المغرب العربي وشمال أفريقيا، وخاصة في باب العقيدة والمذهب والسلوك.
وأردف قائلا "يتوجب أيضا مواجهة الأيديولوجيات العلمانية المتشددة التي تجد لها بعض الدعم والمساندة في الخارج، فضلا عن ضرورة وضع مضامين للتعليم الديني تكون منسجمة مع مستجدات حقل حقوق الإنسان بما يحافظ على الخصوصية الإسلامية".


http://www.aljazeera.net/App_Themes/...s/top-page.gif




مواجهة الإرهاب
بدوره رأى رئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية محمد زباخ، أن موقع المغرب الجغرافي يحتم عليه التفاعل مع التطورات التي تعرفها المنطقة، خاصة أن الرباط انخرطت منذ وقت مبكر في مكافحة ما يسمى "الإرهاب" وفق مقاربة لا تقف عند البعد الأمني المحض، بل تعتمد آليات متنوعة منها المقاربة التعليمية التربوية التي تعتبر تغيير المناهج والبرامج مدخلها الأساس.

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- غالبا ما تبرز أطراف نافذة في الداخل والخارج تطالب بحذف مضامين أصيلة من المناهج الدينية، وتحملها بشكل متعسّف معاني الغلو والعنف والإكراه والكراهية ورفض الاعتراف بالآخر، وهذه الأطراف إما معادية للإسلام بالكلية، أو جاهلة بمقاصده وحقائقه وبمضامين مادة التربية الإسلامية ودورها في تحقيق الأمن الروحي، وغلق أبواب التطرف والغلو.
وبالرغم من إقرار الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بحاجة هذه المناهج والبرامج إلى إصلاح تأخذ بعين الاعتبار معالجة النقص في تأطير وتكوين الموارد البشرية، فإن زباخ انتقد دعوة البعض إلى حذف هذه المادة من برامج التعليم في المغرب بدعوى أن محتوياتها تحرض على العنف وتدعو إلى التزمت والانغلاق.
وشدد على أن الوقوف عند الانتقادات الموجهة لمقررات التربية الدينية الحالية يقتضي دراسات أكاديمية من قبل مختصين، بعيدا عن أي مزايدات أيديولوجية أو سياسية.http://www.aljazeera.net/App_Themes/...s/top-page.gif




المصدر : الجزيرة



صانعة النهضة 2016-02-18 09:56

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 

أرجو سماع هذا الشريط الهام



elqorachi zouaouia 2016-02-18 16:39

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
التغيير في مناهج التعليم لا يساعد على محاربة التطرف ، وانما يساهم في الحداثة والاستمرارية والتجديد وخلق البدائل من اجل تعليم مساير للقضاء على الجهل والبطالة والفقر ....

روبن هود 2016-02-19 16:13

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
لم تثر أي دعوة إلى إصلاح البرامج التعليمية مثل ما أثارته هذه الدعوة المتعلقة بالتربية الإسلامية. وهذا دليل على أن الإثارة تتعلق بالمادة نفسها ذاتها وليس في منهاجها ومقرراتها.
مقال اليساري محمد بودويك لا يتطلب نقدا لأنه مجرد دردشة خالية من أي خيط منهجي. أفضل دليل على هذا قوله:
"وليس من شك في أن أكثر الأحاديث النبوية وضعها مغرضون منتفعون سياسيا وماديا" ومعروف لدى من لديهم حد أدنى من التفكير والكتابة المنهجية أن الحكم بأن أكثر الأحاديث (كذا) يحتاج إلى رقم. ومعروف أيضا أن عبارة"ليس من شك"عبارة لاغية من الزاوية المنهجية. فمن حق أي كان أن يشك في كلام بودويك. وعندما يصدر كلامه بتلك العبارة، فكأنه يقول لك: اقرأ وآمن.
سأعود إن شاء الله إلى تناول كلام الناشط العلماني أحمد عصيد.


express-1 2016-02-20 23:59

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 

في إصلاح مناهج التربية الدينية

محمد مغوتي


http://lakome2.com/files.php?file=mo...article_medium
منذ أحداث 16 ماي 2003، وقبل ذلك أيضا بدا أن الحاجة إلى إعادة النظر في مناهج وبرامج مادة " التربية الإسلامية" بالمدرسة المغربية بات أمرا ملحا وضروريا، وذلك ارتباطا بتنامي مد التطرف الديني، غير أن القائمين على الشأن التربوي في بلادنا لم يمتلكوا جرأة التصدي لهذا الموضوع بسبب الحساسية المفرطة التي يثيرها من جهة، وبسب (وهذا هو الأهم) غياب الإرادة السياسية لدى الدولة في التعاطي مع هذا الملف من جهة ثانية... واليوم، وبعد قرار الملك القاضي بالعمل على تعديل برامج التربية الدينية في المدرسة المغربية، عاد الموضوع إلى الواجهة من جديد. ولابد أنه سيثير نقاشا واسعا بين الفاعلين التربويين والحقوقيين والدينيين في ظل بيئة ثقافية مازالت غير مستعدة للتعاطي النقدي مع حضور الخطاب الديني وتأثيره في تشكيل وعي المغاربة وتوجيه سلوكهم. فما دلالة هذا القرار الداعي لإصلاح مناهج التربية الدينية؟. وما الذي ينبغي تعديله بالتحديد؟ وما منتظرات هذا الإصلاح المرتقب؟.
الدعوة إلى إعادة النظر في برامج تدريس التربية الدينية يؤكد أن الدولة قد اقتنعت أخيرا أن التصدي للإرهاب والتطرف والتكفير ينبغي أن يبدأ من المدرسة. وهذا يعني أن الخطاب الرسمي بدأ يتوجه إلى اعتماد مقاربة جديدة مرافقة للمقاربة الأمنية التي جنبت بلادنا خلال السنوات الأخيرة خطر الضربات الإرهابية في عدد كبير من المناسبات. لكن الإعتماد على النهج الأمني وحده لم يعد كافيا، مادامت المقدمات التي تؤدي إلى السلوك الإرهابي ثاوية في الثقافة السائدة التي لا تقبل الإختلاف والتعدد... لذلك من الضروري أن يتم التعامل مع منابع الإرهاب قبل التعاطي الزجري مع الإرهابيين. ولا يختلف إثنان عن الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسة التعليمية في تحقيق هذا المسعى. لكن ينبغي أيضا التأكيد على أن سياسات الدولة المنتهجة في التربية والتعليم ساهمت في تنامي ظاهرة التطرف، فقد اختارت الدولة في فترة من الفترات أن تستعمل مادة " التربية الإسلامية" كأداة لمحاصرة ومواجهة المد اليساري خصوصا في سبعينيات وكذا بداية ثمانينيات القرن الماضي. أي أن حضور التربية الإسلامية كمادة مدرسية لم يرتبط بالتزام بيداغوجي وتربوي، بل فرضه اختيار سياسي بالدرجة الأولى. وبهذا المعنى، فإن القرار الرسمي بمراجعة مناهج التربية الدينية هو اعتراف بفشل السياسات والإختيارات التربوية للدولة. وهو تأكيد أيضا على أن الشكل الذي تحضر به مادة "التربية الإسلامية" في المدرسة المغربية له دور ما في تنامي خطر التطرف والإرهاب.
استعمال صيغة: "دور ما" له ما يبرره هنا، لأن الوقائع تثبت أن الإرهاب أصبح يشكل تهديدا دوليا بإشراطات ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية أيضا، لذلك لا يمكن تحميل المنظومة التربوية وحدها كامل المسؤولية في استفحال الظاهرة. ومع ذلك فإن إصلاح وتعديل البرامج التربوية المتعلقة بمادة التربية الإسلامية في مختلف الأسلاك التعليمية سيكون له تأثير كبير في التأسيس لجيل جديد يتربى على قيم الإختلاف والتسامح والحرية ونبذ العنف والكراهية والإنغلاق. لذلك فإن مجالات هذا التعديل ينبغي أن تتوجه إلى إصلاح وتغيير كل ما من شأنه أن يؤول بشكل أو بآخر إلى سلوك يتعارض مع نبل الإسلام وسماحته وإنسانيته، لأن كثيرا من المفاهيم والدروس التي تلقن لتلامذتنا تبدو حاملة لبذرة التطرف والكراهية سواء كان ذلك عن وعي أو بدونه. وفي هذا المقام أرى أن تقديم المادة في أقسام المدرسة الإبتدائية على وجه الخصوص ينبغي أن يحظى بالأولوية في هذا الإصلاح المرتقب، لأن حقنة اللقاح ضد سلوك التطرف والكراهية والحقد يكون لها مفعول أكبر في هذه المرحلة العمرية المبكرة...
إن قيم ومبادئ حقوق الإنسان كماهي متعارف عليها في المواثيق الدولية هي التي ينبغي أن توجه إصلاح مناهج التربية الدينية. وينبغي أن نلاحظ هنا أن قرار الإصلاح تحدث عن تربية "دينية" وليست "إسلامية"
وعندما نتفحص نوعية البرامج التي تلقن للتلاميذ المغاربة في التعليم الإبتدائي في مكون القرآن الكريم مثلا، نتوقف عند الحمولة المفاهيمية العنيفة التي يتعلمها الأطفال في هذه المرحلة بسبب التركيز على برمجة سور قرآنية فيها مجال مكثف من التخويف والترهيب من خلال تضمنها لمشاهد القيامة وعذاب القبر وثنائية المؤمن والكافر والجنة والنار... لذلك من الأجدر أن يتم في هذه المرحلة التركيز على تلقين التلاميذ سورا وآيات قرآنية وتعريفهم من خلال مشاهد من حياة النبي صلى الله وعليه وسلم في مكوني السيرة النبوية والآداب الإسلامية بكل القيم التي تحمل معاني الرحمة والتضامن والتعاون والإحترام والمحبة... أما في المستوى التأهيلي فينبغي إعادة النظر في كل ما يمكن تأويله بعيدا عن سياقه الثقافي والتاريخي مثلما هو الشأن في مؤلف السيرة الموجه لتلاميذ السنة الثانية باكلوريا وتحديدا في موضوع الغزوات الذي يتم توظيفه لتقديم فهم مغلوط لدلالة الجهاد في الإسلام... وتأسيسا على هذا يبدو لي أن زرع قيم الإسلام السمح في سلوك التلميذ يقتضي تربيته على كل ما من شأنه أن يعزز لديه ثقافة احترام الآخر والتسامح والحوار وتقبل النقد والإختلاف... وكلها مبادئ يتقاطع فيها الإسلام الصحيح مع الحقوق الإنسانية في دلالتها الكونية.
إن قيم ومبادئ حقوق الإنسان كماهي متعارف عليها في المواثيق الدولية هي التي ينبغي أن توجه إصلاح مناهج التربية الدينية. وينبغي أن نلاحظ هنا أن قرار الإصلاح تحدث عن تربية "دينية" وليست "إسلامية". وفي هذا دلالة على ضرورة تجاوز الخطاب التربوي التقليدي الذي يضع الخصوصية في مواجهة الكونية. أي أن مادة التربية الإسلامية كما يتم تدريسها اليوم لا تحقق التناغم بين الخصوصي والكوني، وينبغي في أحد مداخل الإصلاح أن تنفتح على الديانات الأخرى المختلفة في إطار حوار تربوي يسمح باحترام مختلف الأديان لا بنبذها وتكفير معتنقيها وتقديمهم كأعداء. فقد آن الأوان لأن نجعل خصوصيتنا المغربية منسجمة مع مطلب الكونية. أي أن نجاح هذا الإصلاح لن يتحقق إلا من خلال الإلتزام الكامل بمنظومة القيم الإنسانية ونبذ كل ما يمكن أن يتناقض من داخل التراث الإسلامي مع مطلب حقوق الإنسان. وتبقى خطوة تعديل البرامج التربوية مقدمة مهمة لبناء مغرب يتسع للجميع بدون وصاية أو مصادرة أو ترهيب. لكن من المؤكد أن محاربة الإرهاب يقتضي أيضا مزيدا من التدابير في مراقبة الشأن الديني وعقلنته وتشجيع الإجتهاد والتاسيس لقراءة جديدة للتراث تنسجم مع متطلبات العصر ومقتضياته.

صانعة النهضة 2016-02-22 11:02

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
وما زلت أستجمع آراء المغاربة ذوو الحمولة الخاصة تجاه مادة التربية الإسلامية أو التعليم الديني في المغرب ،فإليكم رأي إحدى الباحثات في القضايا الدينية وقضايا المرأة :


مقررات التربية الإسلامية بالمغرب


يامنة كريمي
الجمعة 19 فبراير 2016 - 15:55


الواقع والآفاق


توافدت على الإعلام المغربي ملاحظات واقتراحات كثيرة لدعم تجديد مقررات التربية الإسلامية كما دعت لذلك أعلى سلطة بالمغرب من أجل قطع الطريق على تفريخ الإرهاب في المؤسسات التعليمية المغربية كما حدث في السنوات الأخيرة "على عينك يا ابن عدي"، رغم تنديدات مجموعة من الأساتذة والآباء والمجتمع المدني... ويدخل هذا المقال في ذلك السياق.
تتقاطع مادة الاجتماعيات في الثانوي الإعدادي مع التربية الإسلامية في مجموعة من النقط سنحاول الوقوف على إحداها وهي الآيات القرآنية التي تشكل جوهر التربية الإسلامية وتمثل إحدى دعامات بناء درس التربية على المواطنة. الأمر الذي يضع أستاذ الاجتماعيات وجها لوجه مع أستاذ التربية الإسلامية في ثلاث محطات على الأقل، وهي النص القرآني والتراث الإسلامي والمتلقي. مما كان سببا في تكوين فكرة ولو بسيطة عن التحديات التي تواجه تعليم التربية الإسلامية بالمغرب وهي:
-الانتماء الوهابي لمجموعة من الأساتذة يتقدمهم أساتذة التربية الإسلامية.
- استغلال النصوص القرآنية في تدريس التربية على المواطنة وكذلك التربية الإسلامية لا يتم على الوجه الصحيح إما لسوء انتقاء الآيات المناسبة لكل سياق أو مقام أو موضوع أو تقصير الأستاذ في شرحها واستقراء دلالاتها العميقة وعدم الاكتفاء بظاهر النص.
- طغيان ظاهرة أسلمة المقررات الدراسية حيث حتى في حالات غياب نص صريح في الموضوع لكونه من النوازل المعاصرة فإنهم يضعون نصا إسلاميا بشكل عشوائي لا ينتبه له الملقي فقط وإنما حتى المتلقي. وقد لا مسنا دلك في مواضيع عديدة خاصة موضوع المساواة والتسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان...ونسبيا في العدالة لأنها قيمة إنسانية حاضرة عبر التاريخ وإن كانت دلالاتها تعرف نوعا من الاختلاف بين الأمس واليوم.
-استعمال نصوص تراثية على أساس أنها في مستوى النص القرآني مما يولد لدى المتعلم نوعا من القلق والخلط بين النص المؤسس المنزل والذي جوهره المبادئ العامة التي تربط الله بخلقه والناس مع أنفسهم وغيرهم. والتراث كعمل بشري يعكس ثقافة محيط المجتهد خاصة فيما يتعلق بالجزئيات ولسوء الحظ فعلي هذا الجانب ركز معظم المجتهدين المسلمين على حساب المقاصد.
*عدم ضبط المفاهيم حيث يتم إسقاط دلالات المفاهيم المعاصرة على مفاهيم فترات زمنية سابقة مثل الخلط بين المسامحة (التي هي التنازل عن الحق) والتسامح الذي هو احترام الآخر مهما كانت نقط الاختلاف بينك وبينه...أو مفهوم حقوق المسلم أو المؤمن وحقوق الإنسان حيث نجدهم يستشهدون بآيات تبدأ ب (أيهما المؤمنون...) فيسقطون في مشكل التمييز بمعيار حقوق الإنسان حاليا.
أما عن بعض الاقتراحات التي يمكن تبنيها لمعالجة هذه الإشكالية الكبيرة- بحكم أن التعليم هو قطاع استراتيجي لدى المجتمعات التواقة للاستقرار والنمو وضمان حقوق الإنسان،
-تجريم إقحام التلوينات السياسية والمذهبية في التعليم خاصة التربية الإسلامية لأن ذلك له مجاله الخاص وله نظامه وقوانينه كما أن المدرسة لها قوانينها وضوابطها وأخلاقياتها، ولا يصح لأي كان وتحت أي ذريعة ان يحولها لمجال للدعوة والإرشاد والمزايدات السياسية.
-تكوين الأساتذة والإدارة والأعوان وجمعية الآباء والإعلام ... وتحميلهم مسؤولية التحديات الراهنة في هذا الباب لأنهم يمررون للناشئة خطابا كله تمييز وإقصاء وعنف وكراهية وانغلاق. وينمون فيهم سلوك التخريب والدمار عوض الترميم والبناء. والامثلة كثيرة وقد جاء بعضها في مجموعة من المقالات الأخرى وإن كان ما لم يذكر أسوأ ربما سنتعرض له في مقال آخر.
-منع بعض الشارات التي ما هي إلا قشور الإسلام والتي تشكل تمظهرا للتطرف ككتابة باسم الله الرحمان الرحيم والأدعية وسور القرآن على الدفاتر وفي أوراق التحرير...
- التدقيق فيما يقدم من شهادات أو دعامات قرآنية حيث يجب أن تناسب سياق الموضوع وتعطي قيمة إضافية للقيم الكونية التي انخرط فيها المغرب الأمر الذي لن يتحقق إلا بدراسة وفهم جديد لدلالات الاحكام القرآنية على ضوء القراءة السياقية.


* باحثة في الديانات وقضايا المرأة



صانعة النهضة 2016-02-22 11:09

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
تغيير مناهج التربية الاسلامية، بأي معنى؟



محمد بولوز
الخميس 18 فبراير 2016 - 12:23


في الواقع لا أحد من عقلاء الدنيا يرفض التطوير والاصلاح والمراجعة والنقد وخصوصا للمناهج التعليمية والتربوية في زمن سريعة تحولاته وكثيرة تحدياته، وخصوصا إذا مرت فترة معقولة وتم تشخيص محكم وتقويم علمي سليم لمجمل المنظومة التربوية بمدخلاتها ومخرجاتها ومناهجها ومضامينها وفي ظل طموحات المواكبة والريادة، ويكون الأمر من أهل الشأن المشهود لهم بالنزاهة الفكرية والموضوعية العلمية والبعد عن الأغراض غير المناسبة لهذا المقام، وتوفر لهم الوقت الكافي لهذه المهام الجليلة، وباستقلالية كبيرة عن الاملاءات والضغوط.


فأول شيء يجب فحصه وتمحيصه هو هذه الأهداف المعلنة للتغيير والإصلاح، ألا وهو الانسجام مع مقاصد الاسلام وقيمه السمحة وروح العصر، فبحسب ما أراه أن هذا الذي يطلب، موجود أصلا في منهاج التربية الاسلامية في مختلف المراحل التعليمية من المستوى الأول إلى مستوى الباكالوريا في التعليم العمومي، وأتحدى من يأتيني بشيء في هذه المستويات يتنافى مع مقاصد الاسلام وقيمه السمحة والمفهوم الايجابي لروح العصر الذي يحترم خيارات الانسان وحقه في الخصوصية الثقافية والحضارية بما يفيد التثاقف والتنوع في إطار وحدة التعايش الانساني، ولهذا يطرح على هذه الرغبة في المراجعة والتغيير، الجواب على جملة من التساؤلات المشروعة:ماذا يقصد بالضبط عند الراغبين في التغيير بمقاصد الاسلام وبالتسامح وبروح العصر؟ هل المعيار في تحديد معاني هذه المحددات هي نصوص الشرع ومنطوق الوحيين القرآن والسنة الصحيحة وإجماع السلف في القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخيرية، أم معاني مملاة علينا من خارج المنظومة الاسلامية؟


وهل تمت فعلا مراجعة علمية لهذه المناهج ووجد تنافيها مع المعاني السليمة للأهداف المعلنة؟ ثم هل تم التأكد علميا من أن بعض المظاهر السلبية المعزولة كالعنف والارهاب مثلا هي نتاج منهاج التربية الاسلامية المعمول به في بلادنا؟ أم أن عينات من المدانين في تلك الأعمال تأكدت مستوياتهم التعليمية المتدنية وبأنهم في عمومهم ليسوا من خرجي المنهاج العمومي ولا منهاج التعليم العتيق، وإنما معظمهم نتاج مناهج أخرى تجري في سرية وعشوائية وبغير نظام ومن غير متخصصين، وبزاد إسلامي ضحل للغاية؟
ثم ما هو الأسلم علميا في بعض المواضيع التي يراد لها أن تكون حساسة كموضوع الجهاد والموقف من الآخر اليهودي والنصراني وغيرهما وبعض الأحكام التي فيها تميز الرجال عن النساء والنساء عن الرجال مثل موضوع الارث وتعدد الزوجات وغيرها، والعقوبات في الاسلام ونحو ذلك؟ هل يتم شطبها والسكوت عنها، أم يتم تحريفها والتعسف في تأويلها، أم تطرح بنظرة علمية رصينة وبسياقها التاريخي والحضاري وفي شمولية الدين وتوازن أحكامه؟


فالسكوت والتشطيب ليس حلا، مادام القرآن والسنة الصحيحة محفوظان من رب العالمين، فإن لم نفهم الناس نصوصهما بالفهم السليم المتوازن، ومن أهل النزاهة والاختصاص،بحث الناس عن معانيهما بالطريقة التي تتيسر لهم وبالشكل الذي لا ندري كيف يكون، ويبقى على كل حال طريقا محفوفا بكل المخاطر.


ثم التسامح المتحدث عنه هل يشمل أيضا المعتدين من الناس على الأعراض والأموال والعقول والأديان والبلاد والأوطان والمقدسات أم أننا نسالم من سالمنا ونقاوم من هاجمنا وعادانا وتجاوز كل الحدود لإهانتنا؟


وحديث البعض عن حذف ما يتعلق بجهنم والنار والعذاب وفتنة القبر للأطفال، حديث من لا يعرف طبيعة هذا الدين وكيف يربي النفوس بمن فيهم الاطفال، بالترغيب والترهيب، وأحيانا في الآية الواحدة كما قال تعالى( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم) وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها أن تقول وقد كانت عنده مابين التاسعة والثامنة عشر من عمرها أن تقول: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات "وهناك من يجعله بعد التشهد وقبل السلام، والصلاة تعلم للأطفال وهم أبناء سبع سنين وأول ما يحفظون قصار السور وفيها الزلزلة والقارعة والهمزة والتكاثر والغاشية والبينة والكوثر والماعون وغيرها وفيها ذكر للجنة والنار والعذاب، حتى ينشأ في النفس الطمع في نعيم الله والخوف من غضبه وعقابة، ونشأ أطفال المغاربة وغيرهم من المسلمين على هذا قرونا متعاقبة وبنوا حضارة وتقدما وأفادوا البشرية فما كان لهم من عقد أو أمراض نفسية أو شيء مما يتوهم بعض بني علمان. بل كانوا أسوياء بناة ومبدعين.


فإذا كان من إصلاح حقيقي وتغيير جاد، فليكن في اتجاه أن نسمع المسلم في مختلف المراحل التعليمية وحي ربه وسنة نبيه الصحيحة، بشكل كامل غير منقوص، في العقيدة والعبادة والسلوك والمعاملات والأخلاق والمؤسسات والعلاقات الدولية وغيرها من المجالات، وبفهم سليم كما فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم التنزيل ومارسه في سيرته، وفهمه الصحب الكرام فيما اجتمعوا عليه وبمدلولات العربية كما كانت أيام نزول الوحي وبضوابط أصول الفقه ومقاصد الشريعة كما حددها العلماء الأعلام وعلى منهج مالك رحمه الله الذي ارتضاه المغاربة مذهبا، وبما يناسب حالنا وزماننا بتوازن واعتدال، وأي شيء نتركه من الدين لا نعلمه أطفالنا وأبناءنا هو مصدر الخوف والخطر. وأي تحريف للنصوص الشرعية هو إشاعة لفقدان الثقة في مؤسساتنا التعليمية الرسمية ورمي لفلذات أكبادنا في سراديب الغلو والتطرف، وزرع لألغام لا ندري متى تنفجر في وجه هذا البلد الأمين، والأنسب جدا أن توضع مهمة الإصلاح في أيد كفأة وأمينة وليس في مخالب من يعادي هويتنا الأصيلة ويشكك في مقدساتنا وثوابتنا وأصولنا ويطعن نبينا الذي تتشرف دولتنا ومملكتنا بالانتساب إليه، وحذاري أن نمكن المغرضين من قطع الشجرة التي نجلس عليها ونتفيأ ظلالها، وحق لنا غيرة ومحبة ان نقول متمثلين بعض ما قاله البصيري رحمه الله: واخش الدّسائس كلها "من بني علمان داخل البلاد وخارجها":


ولا تطع منهما خصما ولا حكما ... فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّة ٍ لِلْمَرءِ قاتِلَة ً من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ.


صانعة النهضة 2016-02-22 11:45

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
أية آفاق لمراجعة برنامج التربية الدينية؟


سعيد الكحل



تأتي توجيهات الملك في وقت استفحلت فيه دعاوى التطرف وتغلغلت في المدرسة العمومية . وأعتقد أن الملك تفاعل إيجابيا مع إعلان مراكش والتوصيات التي وضعها أمام الحكام العرب والمسلمين ، والتي تروم مراجعة المناهج والمقررات الدراسية والقطع مع الاجتهادات الفقهية المحرضة على الغلو والتكفير والكراهية (المؤسسات العلمية والمرجعيات الدينية إلى القيام بمراجعات شجاعة ومسؤولة للمناهج الدراسية للتصدي لأخلال الثقافة المأزومة التي تولد التطرف والعدوانية، وتغذي الحروب والفتن، وتمزق وحدة المجتمعات). فالأنظمة العربية/الإسلامية لا تقوى على خوض تجربة الاجتهاد خارج الموروث الثقافي الذي يأسر العقول ويحجز تطور المجتمعات وانفتاحها على قيم العصر وثقافته . وإذا ما حاولت الأنظمة الاقتراب من الخطاب الديني ، ظلت محاولاتها محتشمة لأنها تستفيد من الظروف التي يؤطرها الخطاب الديني المتحجر ، وليس في مصلحتها تحرير العقول . فبعد أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية ، عرفت مقررات التربية الإسلامية تغييرا بسيطا بحذف التحريض على تطبيق الحدود والذي لا يختلف كلية عما تفعله داعش وكل التنظيمات الإرهابية من رجم الزناة وقتل المرتد ، علما أنها عقوبات بشعة لم يرد لها أثر في كتاب الله تعالى .


والدليل على تغلغل هذه العقائد الترهيبية في كل المؤسسات التعليمية على مختلف درجاتها ، أن المجلس العلمي الأعلى أفتى بقتل المرتد ضدا على منطوق القرآن الكريم وأحكامه ( إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) وضدا على بنود الدستور الذي يقر بصيانة حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا .



لقد تحولت المؤسسات الدينية ومقررات التربية الإسلامية مصدرا للتطرف ولعقائده التخريبية حتى إن الطلبة المتخرجين من هذه المؤسسات والشعب الدينية ،هم في غالبيتهم يحملون نفس عقائد داعش ويتطلعون إلى تطبيقها . بل إن أعدادا من مدرسي مادة التربية الإسلامية التحقوا بداعش .


فالمقررات الدراسية المبرمجة في مادة التربية الإسلامية تفتح المجال للمدرسين بترهيب التلاميذ وإدخالهم في دوامة التحريمات مثل تحريم الموسيقى وتحريم الاختلاط وتحريم سلام التلميذات على زملائهن أو محادثتهم أو الجلوس بجانبهم في الطاولات حتى إن أغلبية المدرسين يفصلون الإناث عن الذكور داخل الفصول الدراسية وحتى المدرجات في الكليات المغربية . فلم يعد التلاميذ في مأمن من عقائد التطرف والتحريض على الكراهية داخل المؤسسات ، وقد اشتكى كثير من الآباء من غلو أبنائهم تأثرا بما يتلقونه في المدارس على أيدي مدرسي مادة التربية الإسلامية .



وقد تناولت المواقع الاجتماعية حوادث شاذة لكنها تنتشر تدريجيا في المدارس مثل إجبار عدد من الأساتذة تلاميذهم وتلميذاتهم على ارتداء زي معين والتنقيط على أساس الالتزام بما يعتبرونه "لباسا شرعيا" حتى إن الآباء اضطروا لتنقيل بناتهم . كل هذا يحدث داخل المؤسسات التعليمية الرسمية دون أن يأخذ القانون مجراه الطبيعي رغم ارتفاع الأصوات المنددة بهذه الممارسات المشينة والترهيبية .


من هنا ، فتوجيهات الملك تكتسب أهميتها في حماية أبنائنا ومؤسساتنا من التطرف والغلو . ولا يمكن لهذه الخطوة الهام أن تأتي أكلها وتحقق أهدافها إلا بتطبيق القانون في حق كل المدرسين الذين يحولون الحجرات الدراسية إلى مقرات للتأطير والتحريض على الكراهية . والأمر لا يقتصر فقط على المدارس العمومية والخاصة ، بل يتوجب أن يسري على الجامعات وعلى الإذاعات الخاصة التي بات عدد منها اشد خطورة من المدارس على عقول المواطنين . فلا بد من مراقبة البرامج الدينية مراقبة صارمة ومعاقبة الشيوخ والفقهاء الذي ينفثون سموم التطرف والكراهية على أمواج هذه الإذاعات.


إن خطوة الملك في اتجاه مراجعة المقررات الدراسية للتربية الدينية ، خطوة مهمة لأنها كسرت الحاجز الذي يضعه "حراس العقيدة" ويتحصنون داخله حتى يبقى موضوع الخطاب الديني حكرا عليهم ؛ لكن هذه الخطوة الملكية لن يكون لها أثر حقيقي في الواقع إلا إذا رافقتها وهيئت لها إجراءات إدارية وقانونية ضرورة ،أهمها:


1 ـ تشكيل هيئة خبراء مكلفة بوضع البرامج تضم كافة التخصصات من مختلف الحقول المعرفية ولا تكون لممثلي القطاع الديني سلطة القرار أو الأفضلية عن بقية ممثلي التخصصات العلمية والمعرفية والحقوقية .


2 ـ دعم عمل الهيئة بإجراءات قانونية وإدارية تتصدى لكل مقاومة من التيار الديني الذي غزا المؤسسات التعليمة وبات مستحكما فيها .


3 ـ إخضاع البرامج الدينية التي تبثها الإذاعات الخاصة لمراقبة صارمة تلتزم بما تخرج به الهيئة المكلفة بمراجعة الخطاب الديني ومضامين المقررات الدراسية من توصيات وقرارات ، مع اتخاذ عقوبات حازمة ضد أي خرق للالتزام أو تحايل عليه . فهذه الإذاعات لا تقل خطورة الخطاب الديني الذي تروج له عن خطورة المقررات الدراسية في تنميط الفكر ومناهضة القيم السامية وتعاليم الإسلام السمحة التي تميز بها الشعب المغربي وطبعت ، كما جاء في توجيهات الملك ( عاداته وتقاليده العريقة، القائمة على التشبث بمقومات الهوية الوطنية الموحدة، الغنية بتعدد مكوناتها، وعلى التفاعل الإيجابي والانفتاح على مجتمع المعرفة وعلى مستجدات العصر).








صانعة النهضة 2016-02-23 09:16

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
أعادت تعليمات الملك محمد السادس لمراجعة مناهج وبرامج التربية الإسلامية، الجدل بين الإسلاميين والعلمانيين حول المضامين الدينية، التي ينبغي أن يتلقاها التلاميذ في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية.



وفي هذا الصدد، نشر الصحافي، خالد الجامعي، مقالا على موقع “الأول” بعنوان “من يزرع الوهابية يحصد داعش”، هاجم فيه مضامين التربية الإسلامية، التي تلقن للتلاميذ في المدارس هذا نصه:



- خالد الجامعي: من يزرع الوهابية يحصد “داعش”


http://yennayri.com/images/newspost_...halidjamai.jpg



خالد الجامعي
أزيد من ألف ساعة من التعليم في مادة التربية الإسلامية، تلك التي يتلقاها، أو بالأحرى “يتعرض” لها التلميذ المغربي على امتداد فترات تمدرسه، منذ التعليم الأولي وإلى غاية الباكالوريا. تعليم يضطلع في معظم الأحيان بتلقيه للتلاميذ، معلمون معظمهم متخلفون، ومحافظون متأثرون بالفكر الوهابي. تعليم هو بالأصح مَذهبَةٌ حقيقية (un vrai endoctrinement).

ألف ساعة من حشو الجماجم. خندقةٌ بكل المقاييس، بما لا يَدَعُ أيَّ مجالٍ للنقاش أو التفكير أو المُساءلة. يحدث هذا من قِبل معلم “مقدس” لأنه “يمتلك” الحقائق المطلقة التي كرست وتكرس إسلاما غير متسامح، إسلاما ذكوريا، مفتولَ العضلات، مُعاديا للنساء، ومتشبعا بالكُره، إسلاما يدعو إلى تطبيق صارم للشريعة*، التي هي صنيعة إنسانية في جلها، أو على الأقل أكل عليها الدهر وشرب، بحدودها الهمجية التي تنتمي إلى عصر مضى: قطع الأيادي والرجم والجلد إلى ما غير ذلك من “الهزليات”.. شريعة لا ترسم في الأفق مصائر أخرى غير جهنم والأغلال والعذاب الأبدي.

وقد أدت مقولة “كاد المعلم أن يكون رسولا”، لصاحبها الشاعر الكبير أحمد شوقي، إلى استقواء أمثال هؤلاء الجاهلين. مقولة “قدست” المعلم بأن رفعته إلى رتبة رسول، فجعلت بذلك كلامه، كلاما ذا طابع شبه إلهي، وخال، بالتالي، من أي خطأ ولا يقبل أي جِدال. مقولة، تقتل في عمقها كل حس نقدي، وتتغلغل في عمق اللاوعي الشعبي كحقيقة لا تقبل النقاش، وتتحول إلى قاعدة عامة للتصرف.

التعليم الذي نحن بصدد الحديث عنه، هو تعليم يتجاهل العمل بالعقل، كما نص عليه النص القرآني نفسه. إنه تعليم يطمس كل معالم الرحمة وحب الآخر، واحترام حقوق الإنسان أيا كان لون هذا الإنسان أو جنسه أو عرقه أو دينه، متجاهلا ومستغنيا بذلك عن الآية القرآنية القائلة:”إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.

إن هذه “القولبة التكفيرية” (endoctrinement takfiriste) ذات “التشعبات الوهابية”، تعود إلى سنوات الستينيات، وتندرج في نفس السياق الذي جاء فيه تشميع معهد علوم الاجتماع بالرباط، الذي اعتُبِر إذاك بؤرة للتخريب والهدم. هي إجراءات عمدت من خلالها المؤسسة الملكية إلى مواجهة المد اليساري ومعه كل محاولة لدمقرطة فعلية للبلاد. هي قولبة محافظة للغاية، بل شديدة التخلف، ستبلغ أوجها مع تعيين الدكتور عز الدين العراقي، المنشق عن حزب الاستقلال، على رأس الحكومة سنة 1980، حيث ألغى تدريس مادة الفلسفة واستقدم مدرسين مقربين من حركة الإخوان المسلمين، من مصر وسوريا والسودان.

“إصلاحات صارمة”، أسهمت بشدة، على المدى الطويل، في صعود نجم إسلام متطرف. في نهاية المطاف، فالذي حدث هو نفسه ما تحدث عنه عالم الاجتماع الراحل محمد العيادي حين قال: “من التعليم الابتدائي وإلى غاية التعليم العالي، نعتبر التلميذ مسلما غير مكتمل، نستمر في تذكيره بفرائض الوضوء ونواقضه، وننسى أن نُعرِّفه بتاريخ الفكر الإسلامي، وبمختلف مدارس التأويل في الفلسفة الإسلامية والمعارف العلمية لمختلف المفكرين المسلمين”.

أما في ما يتعلق بالأديان الأخرى (السماوية منها على الأقل)، فما هو مكانها بين مكونات التعليم الديني؟ لا توجد أي إشارة لها، كيف يعقل هذا!!؟؟

جدير بالذكر أن هذا “التعليم” الديني قد شهد بعض المحاولات الضئيلة للإصلاح، محاولات كانت بلا أفق…

من جهة أخرى، لقد حان الوقت لأن نجعل من هذا التعليم موضوع إصلاح أساسي وشامل، على غرار ذلك الذي قاده محمد الشرفي في تونس. فقد أسس هذا الأخير لمشروعه الإصلاحي على مستوى مضامين البرامج التعليمية، والمقررات المدرسية، وتكوين المعلمين، وعيًا منه “بأننا نُدرِّس ما نحن أكثر مما نُدَرِّس ما نعرفه” (أي أننا نُلقن الهوية أكثر مما نُدرِّس المعرفة). وهنا نتوقف عند حتمية “إعادة تأطير” المدرسين بإخضاعهم لـ”غسيل دماغ” وتكوين مستمر بناء ومنفتح.

ويبقى هناك سؤال يطرح نفسه من ضمن أسئلة أخرى: هل هذا هو ما يطمح إليه الملك بدعوته إلى إعادة النظر في التعليم الديني، أي بشكل يشمل مساءلة البرامج التعليمية والمقررات. في التعليم العمومي كما في الخاص والتعليم الأصيل. مراجعة يكون هدفها هو “إعطاء أهمية كبيرة لتلقين قيم الإسلام المتسامح، في إطار المذهب السني المالكي، الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال والتسامح، ويؤكد على التعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية”؟

لكن، هل سنتمكن من بلوغ الأبعد والمرتجى، وهو حرية العقيدة والمعتقد، استنادا إلى الآيتين القرآنيتين: “لا إكراه في الدين” و”لكم دينكم ولي دين”؟؟

سؤال آخر يجب الوقوف عنده: ألا يمكن أن يكون الوازع من وراء هذه المراجعة المقترحة للتعليم الديني هو وازع تفرضه ضرورات أمنية؟ بحيث أن الدعوة إلى إسلام متسامح، منفتح، يحترم الأديان الأخرى وينبذ التكفيرية الوهابية، المفعمة بالكره والعنصرية، ذات الطرائق الهمجية، هي وسيلة لـ”تلقيح” و”تحصين” الأجيال الشابة، الأجيال التي تستهدفها “داعش” و”النصرة” وما جاورهما، بأن “تغويها” و”تُمَذهبها” وتستقطبها عبر الأنترنت؟

علاوة على هذا وذاك، وحتى تكون هذه المراجعة فعالة، يجب أن يوكل التفكير فيها إلى فريق متعدد التخصصات، يضم علماء دين مجتهدين متفتحين تقدميين ومبدعين، إلى جانب متخصصين في البيداغوجيا، وخبراء في اللسانيات، وأخصائيين في علم النفس، ومؤرخين ومتخصصين في الأديان، وكذلك ممثلين عن المجتمع المدني (جمعيات حقوق الإنسان وجمعيات مناهضة العنف ضد المرأة إضافة إلى جمعيات أخرى). فريق، ستكون مهمته هي إرساء البرامج الضرورية لإعادة بناء وفلترة أجيال من مدرسي التربية الدينية، والذين يعتبرون مفاتيح العمل الأساسية لمثل هذه الثورة.

للتذكير، فإن عصر الجاهلية عرف تأسيس أول جمعية للدفاع عن حقوق الإنسان، هذه الأخيرة رأت النور عقب “حلف الفضول”، والذي كان نوعا من التعاقد الكوني للتضامن، أقرته قبائل مكة، المشركة حينها، لدعم كل مظلوم سواء كان مواطنا مكيا أم لم يكن، إذا ما تعرضت حقوقه للانتهاك، وقد نال هذا التعاقد إعجاب النبي محمد، الذي أقر بأنه ودّ لو كان قد شارك فيه.

إضافة إلى ذلك، لما لايتم، في إطار هذه المراجعة، إدراج برامج لتدريس التربية الجنسية، كوسيلة لتفكيك هذا الطابو العبثي. وهنا وجب التذكير بأنه، حتى في القرآن، لا تمثل الجنسانية شيئا مخزيا، (وتحتوي كل من سورة البقرة وسورة النساء على عدد من الآيات التي تفصل في هذا الموضوع). وجب التذكير أيضا بـ”لا حياء في الدين”، وبأن فقهاء راسخين في العلم والدين قد أصدروا مئات الكتب عن الجنسانية باعتبارها مسألة ينخرط فيها الشريكان؛ حيث استمتاع المرأة فيها لا تقل أهميته على استمتاع الرجل، ونذكر من بين هؤلاء جلال الدين السيوطي صاحب أزيد من اثني عشر منشورا في علم “الإيروتيسم”، وابن فُليطَة وتعليماته للعاشق في معاشرته الحميمة للمعشوقة(l’Instruction de l’amant en vue de la fréquentation intime de l’aimé(e) », un texte du XIVe siècle d’Ibn Foulayta) ثم، أقرب إلينا، مالك شبل صاحب “موسوعة الحب في الإسلام” و”الكاماسوترا العربي”، إضافة إلى الشيخ عبد العزيز بن الصدّيق صاحب كتاب ” “ما يجوز وما لا يجوز في الحياة الزوجية”، وآخرين..

في ذات السياق، وجب التذكير بالأحاديث النبوية الكثيرة التي تنظر للجنسانية، من قبيل:” لا ترتموا على نسائكم كالبهائم، بل اجعلوا بينكم و بينهم رسولاً، فقيل: وما هو الرسول يا رسول الله، فأجاب: القبلة”.

إن مراجعة التعليم الديني وإعادة بنائه، تُحتّم ضرورة التمكن من اللغات الأجنبية سيرا على الحديث النبوي: “اطلبوا العلم ولو في الصين”، خصوصا وأن القرآن نفسه يحتوي على عدد من المصطلحات غير العربية، كما أوضح ذلك السيوطي وغيره، منها: الإبريق، الأكواب، البعير، التنور، جهنم، الرحمان، السيرة، المسك، الياقوت..

في النهاية، ومرة أخرى، فإن الملك هو الذي يأخذ زمام المبادرة لإعادة بناء التعليم الديني وإسقاط طابع الطابو عن هذا الموضوع، الذي يعتبر ورشا حساسا ومصيريا في آن، يلامس عمق البنية العقلية للمغاربة، كما هو الحال بالنسبة لمسألة مدونة المرأة وموضوع الإجهاض.. ومرة أخرى، يتقدم الملك عن بنكيران، تاركا إياه غافلا، عن مثل هذه النقاشات المحورية، غارقا ومتخبطا في ترهاته وتفاهاته عن “تماسيحه” و”عفاريته”…

*كلمة الشريعة، والتي تعني الطريق نحو منبع الماء، لم ترد في القرآن غير مرة واحدة، وأما تشريعاتها فلم يتم وضعها إلا بعد مرور أزيد من قرن على وفاة الرسول.

====
وقد رد عليه أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، بمقال ناري بعنوان “التربية الإسلامية.. حرقوها وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين”، نشره الموقع الإلكتروني لحركة التوحيد والإصلاح.هذا نصه:
يتبع




صانعة النهضة 2016-02-23 09:17

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
الريسوني : الجامعي اختار مهاجمة التربية الاسلامية لجلب الانتباه والتأييد



http://www.hibapress.com/upload/2122016-93e72.jpg


عبد الله عياش ـ هبة بريس

رد الريسوني الفقيه المقاصدي بقوة على خالد الجامعي الذي هاجم التربية الاسلامية بمقال تحت عنوان : (مَن يزرع الوهابية يحصد داعش) وقال الاول عن الجامعي أنه" تمترس خلف “الوهابية وداعش” ووضعهما في عنوانه ليقول ما قال، وليجلب الانتباه والتأييد لما قال "

الريسوني وبعد اطلالة قصيرة على ماجاء به الجامعي في مقاله الاخير اوضح أن ما يزيد عن 1200 كلمة اختارها الجامعي للهجاء والسب واللعن في حق التربية الاسلامية وأصلها وفصلها وأهلها .

الريسوني قيم مقال الجامعي واشار أن صاحبه "مع كل ما قذف به وجلد به التربية الإسلامية وأهلها — لم يذكر مثالا واحدا، ولا فكرة واحدة، ولا جملة واحدة، من المضامين والأوصاف التي رمى بها مادة التربية الإسلامية، ولم يذكر أي نموذج من وهابيتها وداعشيتها المزعومة، ولم يبرهن ولو على واحد بالمائة من هذيانه وهيجانه ضد التربية الإسلامية

ويرى الريسوني ان مقال الجامعي يستدعي اكثر من سؤال واشار انه" اراد به أولا أن يُمطر التربية الإسلامية ويرجمها وأهلها بما تقدم ذكره. وثانيا أن يمر بنا وباللجنة المشكلة لمراجعة مادة التربية الإسلامية، إلى الحل الأمثل والنموذج الأفضل لديه

والحل السحري والجذري الذي يقترحه على المغرب، لأجل الوصول إلى التخلص من التربية الإسلامية وأوصافها المذكورة وأساتذتها “المتخلفين الوهابيين”، هو ما عبر عنه بقوله: “لقد حان الوقت لأن نجعل من هذا التعليم موضوع إصلاح أساسي وشامل، على غرار ذلك الذي قاده محمد الشرفي في تونس"
وتساءل الريسوني في رده عن الجامعي " لماذا الأجيال التي تخرجت من المشروع السياسي والثقافي والتعليمي للشُّرفي، وتشَرَّبته من الروض إلى الجامعة، لماذا هم الأكثر إقبالا على داعش، وهم الأشد تطرفا وهمجية، سواء في العراق وسوريا، أو في تونس نفسها؟ لماذا تونس هي الأكثر إنتاجا للشباب العربي الداعشي؟ أين ذهب التنوير الحداثي اللاديني لصاحبك ونموذجك؟ أليس قد أنار للشباب التونسيين شيئا واحدا، هو الطريق إلى الداعشية؟

وأيضا: لماذا الشباب الذين ولدوا وتربَّوا وتعلموا في المجتمعات الأوروبية ومدارسها، وتقلبوا في محاضن الحرية والخمر والجنس والمخدرات، لماذا يصبحون فجأة داعشيين وقاعديين؟ هل تعرضوا هم أيضا لألف ساعة من التربية الإسلامية المغربية؟ أم أنهم أصبحوا جهاديين إرهابيين في سبعة أيام بدون معلم؟

وختم الريسوني بالقول " في سنة 2003 — المعلومة بالمغرب — كنت في مجلس يضم مجموعة من أساتذة الدراسات الإسلامية، وكان محدثُنا — وهو عالم فقيه رسمي أو شبه رسمي، معروف جدا — يؤكد لنا أن المواد الشرعية وخاصة المادة الفقهية، هي سبب الإرهاب ومصدر الإرهابيين، فلما أطال وأثقل علينا بتكرار هذا المعنى ومحاولة إقناعنا به وبما يجب أن نفعله.. قلت له: يا أستاذ هل سمعتَ عن إرهابي واحد تخرج من الأزهر، أو من القرويين، أو من شُعب الدراسات الإسلامية، أو من دار الحديث الحسنية؟ أليس هؤلاء هم وأساتذتهم يقضون أعمارهم كلها مع الفقه والفقهاء؟ لماذا لم يصبحوا كلهم إرهابيين؟ قال: فمن أين يأتي الإرهابيون إذن؟ قلت: من الفيزياء والكيمياء والهندسة، وأكثر من هذا وقبله: يأتون من القهر والبؤس واليأس، ومن التطرف اللاديني، ومن سحق القيم والأخلاق وإبطال مفعولها…"


صانعة النهضة 2016-02-23 09:21

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
عمر القزابري: قولُ أحمد عَصيد ... أبشعُ من ضَحك القُرود

http://www.hibapress.com/upload/1522016-00bcc.jpg



رشيد أكشار : هبة بريس

انضم إمام مسجد الحسن الثاني المقرئ و الشيخ عمر القزابري إلى قائمة المنددين بخرجة العلماني أحمد عصيد، في دعواه إلى إلغاء العمل بالتفسير النبوي لسورة الفاتحة، واصفا إياها بـ"المعلفة بالمسخ" و متهما عصيد بالتجاسر على ثوابت الأمة و مقدساتها.

استهل الزابري رده الذي نشره على صفحته الفيسبوكية الخاصة بوصف قول عصيد بـ"الرجس" و "قلة الأدب و الرقاعة و الوقاحة"، مذكرا إياه بتشبت الشعب المغربي بالنبي صلى الله عليه و سلم و سنته أبا عن جد، و بتدينه و الفطري و حبه للمصطفى بالسليقة، معتبرا المردود عليه أكثر الناس اعتداء على الثوابت الدينية بالمغرب.

ذكَّر القزابري أحمد عصيد بمن سبقوه في حياكة أمثال هذه النفثات السامة التي يلقي بها بين الفينة و الأخرى، كما ذكره بمصيرهم الذي آل إلى الزوال، ليبقى ذكر المصطفى و سنته و كتاب الله بتفسيره النبوي ثابتا لا تهزه هرطقاتهم و خرجاتهم المدفوعة، واصفا عصيدا بالمتجاسر و القاصر ، كلامه بالذي تضحك منه القرود.
ختم إمام مسجد الدار البيضاء تدوينته بدعوة أحمد عصيد إلى التوبة إلى الله قبل أن تطأ قدماه قبره الذي لن ينفع فيه من يدعه اليوم دعا إلى الهاوية، ممن يتستر وراءهم و يستقوي بهم.

من جهة أخرى، علق عبد الحكيم بولوز الباحث في أحوال الحركة السلفية بالمغرب على تدوينة القزابري بقوله: "أخشى عليك من سطوة الأوقاف اذا ما اتسعت شعاع هذه التغريدة فيما يعتبر تدخلا من مسائل خلافية ما دام موضوع نقاش عمومي. وضعك الاعتباري قد يمنعهم عكس الخطيب المسكين صاحب الزلزال ولك، قد يحدث الأمر بعض القلاقل . فدليل الإمام والخطيب مدونة جنائية بما أنها تعطن في رأسمالكم معشر الائمة.



صانعة النهضة 2016-02-23 09:34

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
لا تفرح يا عصيد، إن الله لا يحب الفرحين

http://www.hibapress.com/upload/2122016-d3377.jpg



المطفى محبوب ابو هبة

استقبل كثير من العلمانيين المغاربة الدعوة الملكية الداعية إلى إعادة النظر في برامج التربية الإسلامية، التي يدرسها تلاميذنا بمختلف الأسلاك التعليمية، بكثير من الابتهاج زائد عن اللازم إلى حد فتح شهيتهم و مخيلتهم لبث هرطقيات لا تدل إلا عن جهلهم أولا بحقيقة الدين الإسلامي الحنيف أو تجاهلهم لرسالته التي هي رسالة رحمة للعالمين، وثانيا كعنوان لتصوراتهم التي لا ترى في الدين سوى التطرف والإرهاب والتخلف ولا تقيم له وزنا، وثالثا لأن خلفياتهم الفكرية النتنة لا يمكن لها أن تبرز أو تقوم إلا برفع شعار العداء لهذا الدين.


طبعا ليس بمقدورهم أن يعلنوا هذا العداء علانية وسط مجتمع مسلم محافظ ودولة ينص دستورها على أن الإسلام هو الدين الرسمي للبلد، لكن خرجاتهم تدل على هذا العداء الذي يصل في كثير من الأحيان إلى التجرؤ على كتاب الله وسنة رسوله.


ولا أدل عن ذلك من مطالبة بعضهم بالنظر في قضايا الإرث رغم أنها لم تكن في يوم من الأيام مطلبا شعبيا وليست من الأولويات التي تقض مضجع الشعب المغربي.

وربما يوحي هذا بأن أصحاب هذه الدعاوى يريدون أن يشغلوا الرأي العام عن مشاكله الحقيقية كالفقر والبطالة ومشاكل التعليم والصحة وغيرها من المشاكل التي وجب على المجلس - المجلس الذي لا يجد من حائط قصير يعلق عليه فشله في مقاربة مثل هذه القضايا الكبرى سوى الإسلام - التعاطي معها بكل جرأة وجدية .

أما كبيرهم عصيد، فإنه يفتخر بكونه السباق لهذه المراجعة التي دعا إليها منذ ما يربو عن عشر سنوات! لكن الشيء الذي يجب أن يعلمه عصيد أن دعوته هاته لا يمكن لها أن تلبى أو تتحقق وإنها حتما ستختلف مع الدعوة الملكية التي ستأخذ بعين الاعتبار لا محالة قيم المجتمع الإسلامي المغربي وتقاليده وأعرافه وتنتصر للدستور الذي ينص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للمملكة، لا كما يحلم عصيد مثلا بإلغاء تدريس الغزوات: تلك الغزوات التي علمتنا حب الوطن والدفاع عنه من أجل الكرامة.


ألم تكن هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هروبا من أذى المشركين؟ ألم يخرج عليه السلام وهو يتأمل مكة ويخاطبها بأحب أرض الله إليه ولولا أن قومه أخرجوه منها ما خرج؟

ألم تعلمنا الغزوات الوفاء بالعهود والجنوح للسلم الذي هو الأصل؟ ﴿وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله﴾

ألم نتعلم من الغزوات قيم التسامح و العفو و الصفح؟ (اذهبوا فأنتم الطلقاء) قالها عليه السلام و هو في أوج عزه و قوته و هو يفتح مكة! لمن قالها؟ للمخالفين الأعداء الذين أخرجوه من دياره و حاصروه و عذبوا أصحابه..

فهل بعد كل هذا نقول أن تدريس الغزوات يعلم الكراهية و العنف و التطرف؟ يجب أن يعلم عصيد و زمرته أن الإسلام دين يحرم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و أن من اعتدى عليها أو قتلها فحكمه كمن قتل الناس جميعا .


أما قوله أن الفاتحة تحرض على العنف و الكراهية في قوله تعالى ﴿غير المغضوب عليهم و لا الضالين﴾ في ثنايا تفسير المغضوب عليهم: "باليهود" و الضالين: "بالنصارى"، فأقول: هذا قول الله وحكمه فيهم و هو خالقنا و خالقهم و حسابهم عنده، العبرة فيه للمسلمين الموحدين حتى لا ينحرفوا عن الصراط المستقيم و يتبعوا طريقة اليهود و النصارى، أما في الدنيا فإننا مأمورون شرعا بالتعامل و التعايش معهم بالحسنى و المودة .


و لا يجب أن يفهم من الكلام أن نغضب عليهم في كل وقت و حين و نقسو عليهم بلا مبرر. و المودة شعار المسلم .يقول الله سبحانه و تعالى:

﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ .

الخطاب هنا موجه إلى الناس كافة بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو دينهم و لسانهم .

الهدف من الخلق و اختلافه شعوبا و قبائلا كما تنص عليه الآية هو التعارف والتعايش في الدنيا على أساس المصالح المشتركة من أجل تعمير الأرض بعيدا عن كل فساد أو إفساد. و لا فضل لأحد على الآخر إلا بالتقوى التي تحسم الأمور يوم القيامة لا في هذه الدنيا.

و قد وصل الحقد بهؤلاء العلمانيين حد مطالبة أحدهم بحذف التربية الدينية و استبدالها بالتربية على المواطنة ملفقين أسباب التطرف و الإرهاب و الغلو-الغلو الذي يذمه الإسلام - إلى هذه المادة التي يدرسها الطلبة في المدارس بضع ساعات في الأسبوع. و الأدلة و الواقع يكذبهم . أتحداهم أن يقدموا لنا اسم إرهابي فجر نفسه أو قام بأعمال إجرامية، تخرج مثلا من القرويين بفاس أو من إحدى كليات الشريعة التابعة لها .أتحداهم أن يقدموا لنا اسم إرهابي تخرج من كليات الدراسات الإسلامية أو من المعاهد الدينية العتيقة و ما أكثرها و لله الحمد بالمغرب .

إن من بين أسباب التطرف التي يغفل عنها الكثيرون، التطرف العلماني الحداثي الذي لا يكف عن استفزاز مشاعر المسلمين بادعاءاته الباطلة الغريبة عن المجتمع و التي تصدم الشباب المندفع المثقل أصلا بهموم و مشاكل لا قبل له بها، و عوض أن يتعاطى المفكر العلماني مع المشاكل الحقيقية لهذا الشباب، نراه يزيد الطين بلة باحتقار هذا الشباب في معتقداته و هي أغلى و أعز ما يملك ويفتخر بها .

ما الذي دفع ثلة من الشباب المسلم غير المتمكن من علوم الدين بحكم نشأته في الغرب أن يقوم بأعمال إرهابية بحق "شارلي إيبدو بفرنسا"؟ أليست هذه الوكالة من أعطتهم الضوء الأخضر باستفزازهم في شخص إنسان عزيز عليهم يحبونه أكثر من حبهم لأنفسهم؟ . لا نبرر هذه الأعمال بقدر ما نود أن نفسر لهؤلاء العلمانيين أن تطرفهم الفكري و تكفيرهم الحداثي هو الذي يؤجج الأوضاع و يخلق فتنا و تطرفا مضادا .

قلت تكفير حداثي لأنهم أي العلمانيين يرمون هم أيضا مخالفيهم بأحكام قاسية و دليلي ما حدث في لقاء بين عصيد و الوزير الداودي .

إن سبب ما نعانيه في المشرق و المغرب من حروب و قتال و إرهاب كما يحدث في سوريا و العراق و اليمن و ليبيا هو بسبب الاستبداد العلماني لسنوات طوال، و لم يثبت أن شعبا عربيا خرج في مظاهرة يطالب بالتمكين للعلمانية ببلاد العرب و المسلمين.
فالعلمانية دخلت إلى البلاد الإسلامية على ظهر الدبابات و حكمت بالسلاح و النار رافعة شعارات الوحدة كافرة بالدين . الم يقل أحد شعرائهم:
مرحى بكفر يوحد بيننا و أهلا و سهلا بعده بجهنم
فلا الوحدة تحققت و لا فلسطين تحررت و لا الشعوب تقدمت و لما ضاقت الشعوب بهذا الاستبداد ثارت و خرجت في ربيع عربي يروم التغيير نحو الأفضل و القطع مع عهد العلمانية الفاشلة التي أدت بنا إلى كل هذه الويلات. و هنا فتح المجال لكل غاضب ورافض لا يعرف كيف تنتزع الحقوق إلا بالعنف و باسم الإسلام و لا يضر الإسلام في شيء أن يرتكب جاهل متطرف جرائم بإسمه، فالإسلام لا يؤخذ من أعمال المنتسبين إليه . و صدق أحد الفلاسفة حين قال: (حتى السارق حينما يضع المفتاح في قفل الخزانة ليسرق يقول باسم الله). لتكن لك الجرأة يا عصيد فتعلن أن سبب ما وصلنا إليه هو علمانية أمثال صدام حسين و بشار الأسد و معمر القدافي و زين العابدين بن علي و مبارك ... كل هؤلاء علمانيون و إلا فأين يصنفهم عصيد؟ .

لتكن لعصيد الجرأة لإدانة التطرف و الإرهاب الصهيونيين و يعلن للرأي العام موقفه من تلميذه النجيب المدعو منير كجي الذي أخذ صورا تذكارية و ببشاشة مع المجندات الإسرائيليات اللواتي لم تجف بعد أياديهن من دماء أطفال فلسطين! .لتكن لعصيد الجرأة فيعمد إلى نقد أفكاره المتطرفة و العنصرية و التي جسدها أحد المعجبين بمشروعه الأمازيغي حين دعا بمؤتمر في مركش إلى حمل السلاح لطرد العرب من المغرب .

لأنه أوهمه كما أوهم معه الكثيرين من الأتباع أن المغرب بلد أمازيغي . لتكن له إذن الجرأة و يتحمل مسؤوليته المعنوية.


أما أن جيل الحسن الثاني رحمه الله، الذي لا يعول عصيد عليه في تنفيذ مشروع إصلاح برامج التربية الدينية، لأنه و حسب زعمه جيل متشبع بأفكار متطرفة زرعت فيه زمن النظام السابق لمحاصرة المد اليساري، فأقول له إن عشيقتك -مليكة مزان- من ذلك الجيل أي جيل الحسن الثاني، ومن المفارقات العجيبة أنها كانت أستاذة للتربية الإسلامية ولم تكن متطرفة دينيا و إنما متطرفة علمانية خارجة عن إجماع الشعب المغربي، إذ قُذف في قلبها (حب إسرائيل و حب إلهها أكوش) بل و أخذتها العزة بالإثم إلى عرض جسدها على مقاتلين أكراد تجسيدا لحقدها لكل ما هو عربي و إسلامي، و إعلانها لتضامنها مع شعب تعتقد أن معاناته تشبه معاناة الأمازيغ الذين تنتمي إليهم و تنعتهم بالنعاج و الدجاج لأنهم ليست لديهم شجاعة الأكراد فيحملون السلاح و يطرون الأعداء الذين هم بطبيعة الحال العرب ( رؤية انفصالية ).
فهل تعلمت مزان هذه الأفكار من التربية الإسلامية التي درستها؟ . و هل عشيقتك هي التي تصلح لحمل مشروع إصلاح برامج التربية الدينية؟. و أنت أيضا: ألست خريج جيل الحسن الثاني؟ و لست أدري: هل من حسن حظنا أو من سوء حظنا أنك لست متطرفا دينيا و إنما متطرف علماني؟. لا تستغرب أيها المغربي المسلم، إذا خرج علينا عصيد يوما يدعو إلى منع صلاة الجمعة لأنها تجمع غير مرخص و جلسات تعلم دينا متطرفا يخالف المواثيق الدولية التي يقدسونها أكثر من كلام الله! .لا تستغرب أيها المغربي المسلم إذا خرج علينا عصيد يوما فيحذو حذو معلمهم الأكبر كمال أتاتورك ليطالب باستبدال حروف اللغة العربية بتيفناغ كما فعل أتاتورك بحروف اللغة التركية التي كانت تكتب بالعربية!لا تستغرب أيها المغربي المسلم إذا خرج علينا عصيد يطالب بإستبدال عيد الاضحى بعيد الحب، نتبادل فيه التهاني بإسم إلهه أكوش كما فعل مؤخرا مع عشيقته مزان!.

لا تفرح يا عصيد إن الله لا يحب الفرحين نحن شعب مسلم عربا و أمازيغا نثق في ملكنا الذي لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يستجيب لهرطقتك و يترك المجلس العلمي الأعلى الذي يترأسه و الحريص دوما على ثوابت الأمة التي لن تتبدل حتى يرث الله الأرض و من عليها . ﴿يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون﴾ . صدق الله العظيم .




صانعة النهضة 2016-02-23 09:49

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صانعة النهضة (المشاركة 826141)



- خالد الجامعي: من يزرع الوهابية يحصد “داعش”


http://yennayri.com/images/newspost_...halidjamai.jpg



خالد الجامعي
أزيد من ألف ساعة من التعليم في مادة التربية الإسلامية، تلك التي يتلقاها، أو بالأحرى “يتعرض” لها التلميذ المغربي على امتداد فترات تمدرسه، منذ التعليم الأولي وإلى غاية الباكالوريا. تعليم يضطلع في معظم الأحيان بتلقيه للتلاميذ، معلمون معظمهم متخلفون، ومحافظون متأثرون بالفكر الوهابي. تعليم هو بالأصح مَذهبَةٌ حقيقية (un vrai endoctrinement).

ألف ساعة من حشو الجماجم. خندقةٌ بكل المقاييس، بما لا يَدَعُ أيَّ مجالٍ للنقاش أو التفكير أو المُساءلة. يحدث هذا من قِبل معلم “مقدس” لأنه “يمتلك” الحقائق المطلقة التي كرست وتكرس إسلاما غير متسامح، إسلاما ذكوريا، مفتولَ العضلات، مُعاديا للنساء، ومتشبعا بالكُره، إسلاما يدعو إلى تطبيق صارم للشريعة*، التي هي صنيعة إنسانية في جلها، أو على الأقل أكل عليها الدهر وشرب، بحدودها الهمجية التي تنتمي إلى عصر مضى: قطع الأيادي والرجم والجلد إلى ما غير ذلك من “الهزليات”.. شريعة لا ترسم في الأفق مصائر أخرى غير جهنم والأغلال والعذاب الأبدي.

وقد أدت مقولة “كاد المعلم أن يكون رسولا”، لصاحبها الشاعر الكبير أحمد شوقي، إلى استقواء أمثال هؤلاء الجاهلين. مقولة “قدست” المعلم بأن رفعته إلى رتبة رسول، فجعلت بذلك كلامه، كلاما ذا طابع شبه إلهي، وخال، بالتالي، من أي خطأ ولا يقبل أي جِدال. مقولة، تقتل في عمقها كل حس نقدي، وتتغلغل في عمق اللاوعي الشعبي كحقيقة لا تقبل النقاش، وتتحول إلى قاعدة عامة للتصرف.

التعليم الذي نحن بصدد الحديث عنه، هو تعليم يتجاهل العمل بالعقل، كما نص عليه النص القرآني نفسه. إنه تعليم يطمس كل معالم الرحمة وحب الآخر، واحترام حقوق الإنسان أيا كان لون هذا الإنسان أو جنسه أو عرقه أو دينه، متجاهلا ومستغنيا بذلك عن الآية القرآنية القائلة:”إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.




في تعميم خالد الجامعي بالقول أن التربية الاسلامية يدرسها معلمون غير أكفاء، أو كما قال متخلفين، دليل على مستواه للأسف .

وكوني أستاذة (امرأة تعليم ) وأدرس مادة التربية الاسلامية ، أظن أنني لست متخلفة، بل منفتحة على الثقافات الإنسانية، أحترم الآخر وأقدره على اختلاف عرقه أو ديانته كما كل أساتذة مادة التربية الإسلامية الذين ينخرطون في المنظومة التربوية انخراطا إيجابيا يدرسون وفق آخر البيداغوجيات ومهمتهم قائمة على كون المتعلم هو محور العملية التعليمية ويحاولون جاهدين تحقيق الكفايات المحددة في التعلمات كما باقي المواد الأخرى ...

لذلك أتمنى منك يا جامعي أن تتراجع عما قلته وأن تعتذر لأسرة التربية والتعليم الذين علموك في يوم كنت فيه لا تفقه قراءة ولا كتابة.

الظاهر أن خالد الجامعي وصل الى مرحلة الخرف السياسي والفكري وأصبح يهذي هذيانا في كل اتجاه , خرج بهذا التصريح قصد إثارة بعض الغبار حول شخصه المنسي ظنا منه أنه سيجلب الأنظار ويشد اليه الانتباه.

والحقيقة أن هذا الرجل انتهى كما يقر أصحابه ومعارفه منذ زمان ...منذ أن زار إسرائيل في بداية التسعينات وأصبح يطالب بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.

أقول أن هذا الشخص ليس بصاحب فكر ولا صاحب سياسة فمستواه الثقافي لا يتجاوز مرحلة الباكلوريا ،فاذا استمعت الى تصريحاته يخيل اليك أنه في المرحلة الابتدائية لايستطيع أن يتكلم بلغة فصيحة أوسلسة لذا تجده متلعثما وعاجزا عن قول جملة صحيحة رغم أن والده رحمه الله من علماء القرويين.
أقول : فخيرإجابة عن هذا الجاهل هوالسكوت.
ولكن قبلها عليه أن يعتذر لأساتذته الذين كان لهم الفضل عليه حتى وصل لما وصل إليه .

صانعة النهضة 2016-02-24 10:14

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
علمنة التربية الإسلامية توليد للداعشية

http://t1.hespress.com/files/mohamma..._945778747.jpg
محمد عوام



لما قرأت مقال خالد الجامعي المعنون بـ(من يزرع الوهابية يحصد "داعش") وقد انطوى على جملة من الانتقادات غير السليمة واللامعقولة في حق التربية الاسلامية، وقد أزبد فيها الرجل وأرغد بكل سماجة على رجال التعليم المدرسين لمادة التربية الإسلامية، والحق أني وجدته قد اتخذ التربية الإسلامية مطية للنيل من الشريعة الإسلامية نفسها، وهذا ما لم يتطرق إليه أستاذنا أحمد الريسوني حفظه الله بتفصيل في رده على الجامعي في مقاله الموسوم بـ(التربية الإسلامية: حرقوها وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين)


ولعل الأستاذ فعل ذلك لاعتبارات مقاصدية وواقعية يعلمها هو، حتى لا يجتر إلى متاهات لا قبل له بها.

وأنا أرى من مقاصد الشريعة الكشف والبسط عند المنازعة والمجادلة، وأعني به كشف شبهات المخالف وبسط الرد عليها، وهذا المقصد يظهر من خلال تتبع مواطن مجادلة المخالف في القرآن الكريم.


ينبني على هذا أن خالد الجامعي حين فكر وقدر للنيل من التربية الإسلامية كان يقصد إلى ما يلي:


أولا: التنقيص من الشريعة والسخرية والاستهزاء بأحكامها على اعتبار أنها على حد قوله: "صنيعة إنسانية في جلها، أو على الأقل أكل الدهر عليها وشرب" وكلمة (جلها) في كلام الجامعي لا ترفع الالتباس والغموض، إذ لم يوضح ماذا يقصد بالشريعة، فالمعروف والمشهور عند العلماء والباحثين أن لفظ الشريعة إذا أطلق قصد به كل ما ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . وحتى إذا ما زعم صاحب المقال أنه يقصد اجتهادات الفقهاء فإن ما جاء بعد من كلامه يعكر عليه هذا القصد، حيث ينقض وينسخ أقرب مذكور من كلامه، فتكون النتيجة أن خالد الجامعي ينكر أحكاما شرعية ثابتة قطعية في كتاب الله تعالى، ويصفها بالهمجية ولو كانت صادرة من لدن حكيم خبير، وضرب لنا مثلا في ذلك (قطع الأيادي والرجم والجلد إلى غير ذلك من الهزليات) فكأننا اليوم على وشك تطبيق هذا الجزء من أحكام الشريعة وهو ما يعرف بالحدود يعني قسم الجنايات، من غير ارتباطه بالمنظومة العامة للشريعة، ولا بناء الإنسان وفق ما أراده له خالقه عز وجل.


وهذا أقل ما يقال فيه تدليس للحقائق الشرعية، وتشويه لأحكامها.

وهذا قطعا لا يصدر عن إنسان مطلع على الشريعة الإسلامية ومتشبع بروحها ومقاصدها، بل هو قطعا من ضيق العطن في فهم الشريعة. والجامعي حين يصدر عنه مثل هذا التجني بحق الشريعة الإسلامية والنيل من ثوابتها فإنه يتجاهل أو يجهل قوله تعالى: "وما كان لمومن ولا مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلال مبينا " (الاحزاب: 36) وغيرها من الآيات الكريمات الدالة على الانصياع والخضوع والامتثال ﻷوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.




ثانيا: تجاهل إعمال العقل في تعليم التربية الإسلامية: "العقلانية الكبيرة" للجامعي جعلته ينظر إلى كون تعليم التربية الإسلامية "يتجاهل العمل بالعقل" وتكون النتيجة حتما -حسب زعمه- طمس "كل معالم الرحمة وحب الآخر" وهذه المسألة تحصيل حاصل. إذ جميع الأحكام الشرعية مناط العمل بها، أو مناط التكليف بها العقل، فإذا انعدم العقل انعدم معه التكليف تباعا، لذلك قال علماء الشريعة: "العقل مناط التكليف" ويبدو أن مراد الجامعي من العقل العقل "التنويري الحداثي" الذي يلغي جميع "الأحكام الهمجية" التي أتت بها الشريعة على طريقة شيخه "المتنور" عبد المجيد الشرفي.

ومن له مسكة من عقل لا يطوح بنفسه في هذا الخضخاض، الذي لا طائل من ورائه سوى الطعن في الشريعة والانتقاص من معقوليتها، بل الذي لا يعلمه الجامعي قطعا أن تصحيح أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمد فيه كذلك على العقل، ودونه كتب مصطلح الحديث، حتى قال ابن الجوزي: "إذا رأيت الحديث يباين المعقول، أو يخالف المنقول، أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع" ثم إن مادة التربية الإسلامية ما تلقنه للتلاميذ يتم عن طريق إعمال العقل، إذ لا يعقل أن يجعل الأستاذ ولا التلاميذ عقولهم وراء ظهورهم من غير أن يتطرقوا أو يضعوا قضايا وإشكالات واقعية أثناء الشرح والتحليل تستوجب الرد والجواب، لكن طبعا ليست على طريقة الشرفي ولا غيره من العلمانيين. فالعقل آلية للنظر وأداة للفهم.

المهم مما سبق أن الجامعي لا يريد من العقل وتعليم العمل به سوى التحرر من كل الضوابط والأصول والعقل الفطري المركوز في الجبلة الإنسانية، بإتباع الهوى والإغراق في نزعة التمرد على كل ما هو شرعي وديني.





ثالثا: من له حق إصلاح التعليم ومراجعة مناهجه ومنها مادة التربية الإسلامية؟. لا ريب أن العقلاء يتفقون على أن من له الحق في ذلك العلماء والأساتذة الكبار من ذوى التخصص، فمنهم من يراجع المادة العلمية، ومنهم من ينصب اهتمامه بالمنهجية وكيفية التلقين. وكل هذا معروف عند خبراء التعليم، لذا فمراكز تكوين المعلمين والأساتذة تضطلع بهذا الدور الذي يعرفه الخاص والعام. لكن الجامعي يقترح علينا فريقا (كوكتيل) متعدد التخصصات، حتى يشمل "جمعيات حقوق الإنسان وجمعيات مناهضة العنف ضد المرأة..." وكل هذا يتم بحضور "علماء دين مجاهدين متفتحين تقدميين ومبدعين" ونحن نتساءل هل هذا اقتراح أم وصاية وتحجير على أولئك "اﻷيتام" من العلماء وأساتذة التربية الإسلامية، أليس دخول أولئك"المتنورين" ممن يقترحهم الجامعي يرمي إلى أدلجة المراجعة وتسييس القضية من بدايتها، أليس هذا نوعا من الداعشية الأرثودوكسية في التعامل مع مادة التربية الإسلامية، بنوع من المكر والخديعة والنسف من الداخل.


أنا لا أشك أبدا في كون هذا الاقتراح هو من يساهم في نشر وإذاعة التطرف والداعشية، فالتطرف اللاديني والعلماني هو أكبر عامل لتوليد وتفريخ التطرف الديني في غياب وصمت العلماء. فالمراجعة ينبغي أن تكون وفق ثوابت الأمة وعلى رأسها وأجلها كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهدي السلف من الصحابة الكرام والتابعين اﻷخيار، وهذا لا يقوم به إلا العلماء والأساتذة البررة الغيورين على دينهم ووطنهم وأمتهم، طبعا مع مراعاة مستجدات الواقع وتغير الأحوال مما هو يقتضي ذلك، لا على طريقة الشرفي التي لا تفرق بين ثابت ومتغير، ولا قطعي وظني، حتى صرح في مناظرة مع أستاذنا أحمد الريسوني على القناة الثانية لما سأله:
هل (قل هو الله أحد) قطعية أم ظنية؟ قال: "نعم ممكن أن تكون ظنية. نعوذ بالله من الخذلان.


والذي لا ريب فيه أن كل تغيير أو مراجعة للتربية الإسلامية في غياب أصول الشريعة ومقاصدها وكلياتها وثوابت الأمة المغربية التي ينص دستورها على أن الإسلام دين الدولة، لا جرم أنه سيولد التطرف ويفرخ الدواعش، قال تعالى: " أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ."


صانعة النهضة 2016-02-27 10:59

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
شاءت الأقدار الإلهية أن يتزامن صدور هذا الكتاب (والمُحرّر منذ سنوات خلت)، مع التعليمات الملكية الأخيرة الخاصة بفتح ورش تعديل مناهج التعليم، بما في ذلك التعليم الديني. وسوف نتوقف في بعض مضامين هذا العمل، مع اجتهاد، ضمن اجتهادات أخرى، بخصوص مقتضيات هذا التعديل.

ونبقى مع كتابه من الإنسان الأبتر إلى الإنسان الكوثر

التأسيس للنظرية التربوية الإسلامية بأعين فلسفة طه عبد الرحمن

http://t1.hespress.com/files/tahaabd..._416988115.jpg
منتصر حمادة
السبت 27 فبراير 2016 - 04:30


موازاة مع صدور كتابه الأخير "شرود ما بعد الدهرانية: النقد الائتماني للخروج من الأخلاق" [المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط 1، 2016]، صدر للفيلسوف المجدد طه عبد الرحمن، عن نفس المؤسسة، عمل آخر، تحت عنوان"من الإنسان الأبتر إلى الإنسان الكوثر"، جمع وتقديم رضوان مرحوم [1، 2016]


والعمل تجميع لفصلين اثنين مرفق بأربع مقالات، وهكذا جاء الفصل الأول تحت عنوان: "فقه التربية: تأسيس فلسفي"، وتفرع على بابين اثنين: شروط تأسيس النظرية التربوية الإسلامية، والمبادئ الفلسفية للنظرية التربوية الإسلامية؛


أما الفصل الثاني، فجاء تحت عنوان: "فقه الفلسفة: تأسيس علمي"، وتفرع على باين اثنين: علم الفلسفة (وتضمن بدوره علم القول الفلسفي وعلم الفعل الفلسفي)، ثم فقه الفلسفة، وتفرع بدوره على مسلّمة تداولية الفلسفة واستنباط التقنية الفلسفية، ومسلمة نقدية الفلسفة الإسلامية وإنشاء فلسفة إسلامية).


أما ملحق الكتاب، فقد تضمن أربعة مقالات، أقرب إلى شهادات، وألقاها طه عبد الرحمن في بعض المناسبات الاحتفالية التي تطرقت لمشروعه العلمي، وجاءت هذه المقالات تحت العناوين التالية: الوجود شاهد ومشهود؛ الكلمة غامرة كالبحر وسامقة كالشجر؛ إنسانية واسعة وإيمانية فاعلة؛ وأخيراً لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا؟


واعتبر الباحث رضوان مرحوم الذي جمع هذا العمل، في معرض التعليق على هذه المقالات الأربعة، أو الورقات الأربعة كما نقرأ في التقديم [ص 19] أنه امتزج فيها الذوق بالعقل امتزاج الروح بالتجليات؛ إذ أن مضائمه المحررة جاءت مرصوصة جامعة بين حسّ شاعري وأسلوب غاية في الجمال، وبين استدلال منطقي وكلمات قمة في الجلال؛ أو قُلْ، إن لغة هذه الضمائم جمعت بين لغة ذوقية منسابة انسياب الماء الدافق، وبين لغة عقلية صارمة صرامة البناء الشاهق، ونحن في الواقع، إزاء سمة غلبت على المكتوب الطاهائي منذ بداية تشكله؛ فعلى خلاف ما يُعتقد، فإن طه عبد الرحمن لم يبرح أرض الشعر قَطّ، وذلك منذ أن انقطع عنه وهو طالب في الثالثة والعشرين من عمره، بعد الهزيمة النكراء للعرب في حربهم ضد العدو الصهيوني سنة 1967؛ لكن شاعرية مكتوبِه بعد انقطاعه عن الشعر إنما كانت، هذه المرة، ثمرةً لانفعاله الوجداني القوي ومكابدته الصادقة لما آل إليه حال الأمة من هدر الطاقات وضيق العقل وقصور النظر وتضييع الإيمان واستلاب الإرادة وخور العزم؛ وهو الحال الذي استحثه، كمفكر يستهدف إحياء "الإنسان الكوثر" [عنوان الكتاب] فينا، لكي يفتح الأمة على طور جديد من أطوار "السؤال الفلسفي المسؤول".




بخصوص سياقات إصدار هذا العمل، نرى ضرورة التوقف عند إشارة توقف عندها مُحرّر التقديم، مفادها أن طه عبد الرحمن أخرج منتوجه الفكري إلى جمهور قرائه منذ سنوات مضت ونشره في صيغ متعددة، حيث وزع هذا العقد على أشكال أحصى منها ثلاثة أنواع:


1 أولهما صيغة الكتب المتسلسلة، حيث أصدر نتائج تأملاته ونظراته في شكل مشاريع أعلنها، وتولى هو نفسه الاشتغال عليها كما هو الحال بالنسبة لمشروع "فقه الفلسفة" [صدر منه حتى الآن جزءان اثنان: الأول بعنوان "الفلسفة والترجمة (1995)؛ والثاني بعنوان "القول الفلسفي، كتاب المفهوم والتأثيل" (1999)]، فضلاً عن كتابي "اللغة والفلسفة" (بالفرنسية، 1979)، و"الحق العربي في الاختلاف الفلسفي" (2002)، وفصول كثيرة بين هذا الكتاب أو ذاك.


2 والثاني، صيغة الكتاب الجامع، فقد يكتفي د. طه، في طرْق مسألة أو معالجة استشكال أساسي، بكتاب واحد كما هو الحال مع كتاب "تجديد المنهج في تقويم التراث (1994)، وكتاب "في أصول الحوار وتجديد علم الكلام" (1987) بالنسبة لمشروع "تكامل التراث".


3 والثالث، صيغة المحاضرات أو الورقات؛ ونذكر منها مما أخرجه الأستاذ طه في هذه الصيغة المختصرة جملة من الدراسات تطرق فيها، على سبيل التمثيل لا الحصر، لبعض المواضيع الهامة كاشتغالهبـ"الأسس الأخلاقية لنظرية المقاصد في أصول الفقه" أو "الأصول المنطقية لنظرية الدلالة في أصول الفقه"، أو "الصياغة المنطقية لمنهج المناظرة في علم الكلام"، واللائحة تطول.


وواضح أن الكتاب الذي نتوقف عنه في هذه المقالة، من الصنف الثالث سالف الذكر، أي صنف المحاضرات أو الورقات التي تفتح للقارئ [ونخص بالذكر منهم الأساتذة الباحثين والطلبة] السير على نهج لم يُقتَفَ من قبل في دراستهم الجامعية وبحوثهم الأكاديمية.


النظرية التربوية بين المشروعية والشرعية



في تمهيد الفصل الأول من الكتاب، يتوقف طه عبد الرحمن عند حاجة كل نظرية تربوية إلى تأسيس فلسفي، لأن هذا التأسيس يتضمن المبادئ الأساسية التي تنبني عليها هذه النظرية، والتي تجعل وجودها مشروعاً وبناءها معقولاً؛ وعليه، فإن النظرية التربوية الإسلامية وكغيرها من النظريات التربوية، تحتاج إلى مثل هذا التأسيس الفلسفي، حتى تكتسب مشروعيتها العقلية، فضلاً عن شرعيتها الدينية.


يروم هذا الفصل استجلاء بعض ملامح هذا التأسيس، متوقفاً عند أربعة شروط لتأسيس هذه النظرية اللصيقة لمجالنا التداولي، وجاءت كالتالي:


1 ـ أن هذا التأسيس تأسيس من داخل الدين، لا من خارجه؛



2 ـ أنه مقيّد بالتاريخ، غير مستقل عنه؛



3 ـ أنه تأسيس تربوي، لا تأمل تجريدي؛ وأخيراً،


4 ـ أنه تأسيس ضروري، لا تعليل كمالي.


وبعد ذلك، ينتقل بنا المؤلف، الفيلسوف المُجدد طه عبد الرحمن إلى استعراض المبادئ الفلسفية للنظرية التربوية الإسلامية، وهذه الأصول هي عبارة عن مبادئ عليا خمسة تندرج تحتها مبادئ أخرى تفصلها، وجاءت كالتالي:


1 فأما المبدأ الأعلى الموجه:


ينبغي أن يكون كل مقوِّم تربوي إسلامي عنصراً ثابتاً ومستقلاً وحياً ومبدعاً، ليبسط حينها الكلام في مضامين هذه المبادئ الأربعة: مبدأ الثبات ومبدأ الاستقلال ومبدأ الحياة ومبدأ الإبداع.


2 يُفيد المبدأ الأعلى الثاني



أنه ينبغي أن تشتغل النظرية التربوية الإسلامية بالتأصيل الإيماني للخطاب التربوي، وعند عرض المؤلف الخطاب التربوي المتداول على ميزان النقد الإيماني، يتبين أن هناك آفات ثلاث دخلت عليه، وينبغي للنظرية التربوية الإسلامية [المرجوة] العمل على دفعها، وهي كالتالي:


أ ـ فصل الحداثة لكثير من المقولات والمسائل التربوية عن أصلها الديني؛


ب ـ إهمال جملة من المفاهيم والأحكام التربوية الواردة في النصوص الدينية؛ يذكر منها طه لائحة عريضة من المفاهيم، ومنهل، على سبيل المثال لا الحصر: الحكمة، التدبير، التفكر، التذكر، الاعتبار، التطهر، النور، الفؤاد، الكن، أولوا الألباب، أولوا الأبصار.. إلخ [ص 39]؛


ج ـ تجاهل التحريفات التي لحقت جملة من المفاهيم والأحكام الدينية الأساسية.
الإنسان الكوثر والإنسان الأبتر


3 أما المبدأ الأعلى الثالث، فصاغه المؤلف كما يأتي:


ينبغي أن تُجدّد النظرية التربوية الإسلامية، في المتعلّم المسلم، الإنسان بكليته، ومرد هذا المبدأ الأعلى، أن المتعلم المسلم يحمل رسالة وجودية لا يحملها غيره، وهي رسالة استكمال الإنسان لإنسانيته، وفي تفاصيل الترحال التأملي مع هذا المبدأ الأعلى الثالث، سوف نُعرج على عنوان الكتاب، حيث يتحدث طه عبد الرحمن هنا عن الإنسان الجديد المؤيّد الذي تريد هذه النظرية إخراجه إلى الوجود بصفتين جامعتين:


نحن إزاء إنسان كوثر، لا إنسان أبتر، والمقصود بالإنسان الأبتر هو الإنسان الذي لا يستثمر من قواه ولا يُحقق من إمكاناته إلا قدراً ضئيلاً، إما لتعطل بعض قدراته واستعداداته أو لصرفها كلها في وجهة مخصوصة أو لوجود ضيق في تصوُّره لمكنونات الإنسان الواسعة، ويبدو، يضيف المؤلف، أن العصر الحديث حصَّل تقدمه المادي بفضل هذا الإنسان الأبتر. [ص 44]
أما الإنسان الكوثر، فهو، بخلاف الإنسان الأبتر، لا يكتفي بأن يستثمر كل قواه وملكاته، إحساساً ووجداناً، خيالاً وعقلاً، ذاكرة وإرادة، ويحقق مختلف إمكاناته ومكنوناته، بل يذهب بهذا الاستثمار للقوى والتحقيق للإمكانات إلى أقصاهما، بحيث يُتاح له أن يتقلب في أطوار سلوكية مختلفة، وينهض بوظائف متعددة، كل ذلك يورِّثه القدرة على أن يحقق التكامل لذاته. [ص 45]


ويبدو أن مصطلح "الإنسان الكوثر" أدل مقصود النظرية التربوية الإسلامية من مصطلح: "الإنسان المتعدد الأدوار" المنقول عن اللغة الأجنبية، لاعتبارات عدة، أهمها أن الإنسان الكوثر يجعل للإيمان دوراً جوهرياً، بل ينزله منزلة الأصل الذي تتفرع عليه كل الأدوار، بحيث لا عبرة لهذه الأدوار ما لم تتجلَّ فيها آثار هذا الإيمان.


4 بالنسبة للمبدأ الأعلى الرابع، فصيغته كالتالي:


يقتضي تجديدُ الإنسان، في المتعلّم المسلم، الاشتغال بإحياء روحه، ولذلك بات من اللازم وضع مبدإ جديد يعارض "مبدأ التفريغ" الحداثي، ويُسمى هذا المبدأ بمبدإ الربط، ومقتضاه أن كل فعل إدراكي موصول بالقلب، أياً كان هذا الفعل، ضداً في مبدأ التفريغ، ويقضي بفصل قِوَى الإدراك لدى الإنسان عن مصدرها الأصلي الذي هو الروح أو القلب باعتباره محلاً للروح.


5 وأما المبدأ الأعلى الخامس والأخير، فصيغته كالتالي:


يقتضي إحياء الروح، عند المتعلّم المسلم، توسيع عقله وتثبيت إرادته.


يتعين على النظرية التربوية الإسلامية ترويض عقل المتعلم المسلم وتربيته على أن يزدوج بعقل ثان يؤسِّس ما أدركه عقله الأول، مستمداً هذا التأسيس من الأصل نفسه الذي انقطع عنه قله أي القلب؛ ويكون هذا الاستمداد عبارة عن مقاصد ومعان وقيم ومُثُل تعيد إلى العقل اتساعه؛ ولا عجب أن يستعمل الخطاب القرآني بهذا الشأن أفعالاً لها أبنية تفيد التكثير والأخذ بقوة مثل "تفكَّر" و"تدبَّر" و"تذكَّر". [ص 55].


ويشير فيلسوف الأخلاق في هذا السياق أن العلم الذي لا تصحبه أخلاق مؤسِّسة يضر أكثر مما ينفع؛ ويجري هذا الحكم على العلم الشرعي كما يجري على العلم الوضعي، ذلك أن العقل المضيَّق، كما أنه ينشئ العلم الوضعي بالجمود على ظاهر الأشياء، فكذلك ينشئ العلم الشرعي بالجمود على ظاهر الأخلاق، ومعلوم أن الظاهر، خَلقياً كان أو خُلقياً، لا تثبت فائدته إلا إذا تأسس على الباطن؛ ولما لم يكن هذا الباطن إلا جملة المعاني والقيم التي ينبغي أن توجِّه العلم في مساره، فإنه، متى تحقق بها العلم، ثبتت منفعته ثبوتاً قطيعاً".[ص 63]


نحو فهم الفلسفة وفقه الفلسفة




نأتي للفصل الثاني من الكتاب، وجاء تحت عنوان: "فقه الفلسفة: تنظير علمي"، حيث افتتح الفصل بالإشارة إلى تفرع اشتغال المسلمين، منذ القرن الثاني من الهجرة، بالفلسفة، ترجمة وتأليفاً، لولا ن مجال الفلسفة أضحى منحصراً في الجزء الفكري من المعارف الإنسانية، وصار التقليد والتبعية السمة المميزة للفلسفة الإسلامي برمتها، قديماً وحديثاً، إلى درجة أن بعض المتقدمين من فلاسفة الإسلام قرَّر الفصل بين المعرفة التي ينطوي عليها الدين الإسلامي والمعرفة التي ينتجها الفكر الفلسفي كما لو أن الأصل في العلاقة بين المعرفتين هو التعارض، داعياً إلى الاكتفاء بحفظ المنقول الفلسفي اليوناني على وجهه الأصلي كما يُحفظ المنقول العلمي. [هامش ص 71].




ومن باب دفع هذا الموت الفلسفي الذي بات يُهدد الفلسفة الإسلامية، يرى المؤلف أنه لا سبيل إلى دفعه إلا بأن يُحصل مفكروها القدرة على الاستقلال عما ينقلون وعلى الإبداع فيما ينتجون، علماً بأنه لا إبداع إلا مع وجود الاستقلال، ولا استقلال إلا مع وجود الإبداع. [ص 72]




والقول الجامع في هذا الفصل، أنه ليس بمقدور أهل الاشتغال بالفلسفة من مثقفي الأمة أن يُحصلوا القدرة على الإبداع فلسفي مستقل ما لم يتعاطوا، بكل ما أوتوا من وسائل، تأسيسَ "علم الفلسفة" بفرعيه: أحدهما، فرع "فهم الفلسفة"، وهو علم ينظر في سياقات إنتاج الفيلسوف لأقواله وأفعاله قصدَ التوصل إلى بيان مضامين هذه الأقوال والأفعال؛ والثاني، فرع "فقه الفلسفة"، وهو علم ينظر في آليات إنتاج الفيلسوف لأقواله وأفعاله قصْدَ إلى كشف بنيات هذه الأقوال والأفعال؛ وتشمل هذه الآليات "الترجمة"، نقلاً وتحويلاً؛ و"المفهوم"، اصطلاحاً وتأثيلاً؛ و"التعريف"، تقريراً وتمثيلاً؛ و"الدليل"، استنتاجاً وتخييلاً؛ كما تشمل "السيرة"، نموذجاً وشذوذاً.




ليس هذا وحسب، بل إن فقيه الفلسفة، بحكم توجُّهه العملي، لا يشتغل بعلم الفلسفة لذاته، وإنما لكي يُدرك رتبة الفيلسوف المبدع والمستقل؛ لذلك، لا يقف عند حدّ استخراج هذه الأليات الفلسفية، بل يتعداه إلى استخدامها في وضع فلسفة فيها من الإبداع بقدر ما هي عليه من الاستقلال؛ وقد أخذَتْ أعمال طه عبد الرحمن هذه الآليات بقوة، موضحة كيف أنه يمكن الانطلاق من نقد الواقع العالمي، "حداثة" و"عولمة" و"عَلمانية" و"دهرانية" و"ما بعد دهرانية"؛ ومن ثَمَّ، إنشاءُ فلسفة أخلاقية إسلامية بديلة من الفلسفة غير الإسلامية التي تأسّس عليها الواقع العالمي، فلسفة تكون قادرة على التصدي لما يكتنف هذا الواقع من التحديات الخُلُقية والأزمات الروحية. [ص 92]


صانعة النهضة 2016-03-01 10:54

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 

إن ورش الإصلاح الديني شبيه بإصلاح الدستور وما صاحبه من مبادرات فارقة في مغربنا الحبيب بعد الربيع العربي مثل: الحوارات الوطنية حول القضاء والمجتمع المدني والتعليم والمصالحة الحقوقية، فتأهيل تدين المغاربة وجعلهم مواطنين صالحين مصلحين ـ حقا لا كلاماـ وصيانة تدينهم من خطابات "داعش وفاحش"، وما تستلزمه مواعظ "الواتساب" والفيسبوك"، يستحق وقفة تقويم ومراجعة لما سلف واستشراف ما سيأتي

.

ولذا يمكن إطلاق دورة جديدة من الإصلاح الديني، تقطع مع سلبيات التدبير السابق وتثمن إيجابياته، ولكن يجب انتداب لهذه المسؤولية خيرة علمائنا المنضوين بالمجالس العلمية، وحكماء من الجماعات الإسلامية، وإعلاميين مهتمين، وخبراء متخصصين، مع الاستفادة من خبرات وتجارب شخصيات لها اهتمام قريب بموضوع مقالنا مثل: وزيري الأوقاف: التوفيق والمدغري، والأساتذة:محمد السوسي، سعيد بن سعيد العلوي، إدريس الكتاني، أحمد الريسوني، وشخصيات مهتمة من هيئات المجتمع المدني والسياسي دون إقصاء أو رؤية منغلقة

.

فما ينتظر أبناءنا وأحفادنا من استقطابات واصطفافات تخلل الخطاب الديني الهش يدفع من يريد إصلاح البلد إلى المناداة بالشروع دون تأجيل بإطلاق ورش الإصلاح الديني، برؤية تضع التصورات العامة للمشترك المغربي، ثم الاتفاق على معايير اختيار الأكفاء للمسؤولية الدينية دون حسابات السياسة والإديولوجيا أو إملاءات خارجية ترتبط بتقلبات السياسة الدولية.

.

صانعة النهضة 2016-03-01 18:40

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
وأنا أصول كعادتي في عالم النت وأجول عثرت على ورشة تخص إصلاح المناهج التربوية في العالم العربي ، الذي فهمت من هذا المشروع أنه ليس مشروعا وطنيا ولكنه مشروع إقليمي (عربي ) ...وقد أقيمت عدة أوراش كل منها يختص بدولة عربية كالتالي:


إصلاح المناهج والعملية التربوية كأداة لمحاربة التطرف والإرهاب - الجلسة الرابعة (حالة تونس والمغرب)








الجلسة الأولى: إصلاح المناهج والعملية التربوية كأداة لمحاربة التطرف والإرهاب/حالة الأرن وفلسطين







الجلسة الثالثة: إصلاح المناهج والعملية التربوية كأداة لمحاربة التطرف والإرهاب/حالة العراق ولبنان




الجلسة الخامسة:إصلاح المناهج والعملية التربوية كأداة لمحاربة التطرف والإرهاب (حالة مصر والسودان)




ويبقى السؤال الجوهري من وراء هذا المشروع ؟والسؤال مهم للغاية لمعرفة مدى النوايا التي وراء مراجعة وإصلاح المناهج التربوية عموما والدينية خصوصا .


صانعة النهضة 2016-03-01 18:44

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 

صانعة النهضة 2016-03-05 12:03

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
نعم لتجديد الخطاب الديني ... لكن !

الصادق بنعلال


أضيف في 22 فبراير 2016 الساعة 11:51




مرة أخرى تشهد الساحة الإعلامية المغربية اهتماما ملفتا بموضوع الدعوة إلى تجديد مقررات التربية الإسلامية في المدارس التعليمية ، في ظل بقاء و تمدد تنظيم " الدولة الإسلامية " ، و أشكال العنف و مظاهر الإرهاب الدموية ، التي تروم إشغال الناس وإشعال الدنيا رعبا و دمارا .


و الحال أن الوضع الإسلامي و الإنساني الأليم ، كفيل بحث المعنيين بالشأن السياسي الوطني و الإقليمي و الدولي نحو استقراء ظاهرة الإرهاب العالمي و تمظهراته الدراماتيكية في راهن الشعوب و مآلها . و هكذا فإن الانشغال المغربي الحالي و على جميع المستويات ، بهذه الآفة المهددة لقيم السلم و الاستقرار و التعايش ، هو انشغال سليم و راجح ، شريطة أن ينظر إلى الظاهرة الإرهابية المقيتة بقدر كبير من العقلانية و الموضوعية ، بعيدا عن أي مسلك سياسوي ضيق ، و تمترس أيديولوجي نزق .
×××


و لعل أول ما يجب أن نستند إليه في هذا السياق هو انتهاج المقاربة العلمية المتمثلة هنا و الآن ، في التخلي عن إضفاء القداسة على الفكر الإسلامي ، و تبجيل نجومه المتلألئة في مجال الإبداع الفلسفي و الأدبي و العلمي و الديني .. كما يتوجب القطع مع النزعة العدائية الممنهجة ضد المعطى الديني في غياب رؤية حيادية حصيفة ! و لئن كان صاحب هذه السطور يزعم زعما أن لظاهرة الإرهاب أسبابا سياسية و حضارية و تاريخية ، أقلها الاحتلال و انتفاء العدالة الاجتماعية و انتشار الفساد و الاستبداد إقليميا و عالميا ، إلا أنه يؤمن إيمانا راسخا بحتمية " نقد العقل العربي و الإسلامي " ، و إعادة النظر في المنظومة التربوية و التعليمية الوطنية و العربية من منظور استبطاني متوازن .
×××


و بعودتنا إلى موضوع المطالبة بتطوير مادة التربية الإسلامية في التعليم المغربي ، يمكن القول دون تردد ، إن التخوف من الامتدادات و الانعكاسات السلبية للمنجز الدين المدرسي أمر مشروع ، في غياب القدر الكافي من المستلزمات البيداغوجية و المعرفية ، و التسلح بأول و آخر ما جادت به القريحة البشرية من إنجازات في ميدان العلوم و الثقافة بعموم المعنى ، خاصة و أن الدين الإسلامي العظيم جاء للماضي و الحاضر و المستقبل ، و بالتالي فهو في حاجة إلى قراءات متجددة لوقائع إنسانية متجددة ! بيد أنه يخطئ من يصف كل مقررات المادة الدينية عندنا بالغلو ..



فبعد عودتنا إلى عدد كبير من كتب التربية الإسلامية و في مختلف الأسلاك ، لتحري الحقيقة ، لم نجد فيها ما يدعيه البعض من كراهية و إقصاء و انغلاق و ابتعاد عن روح العصر ، صحيح قد نجد بعض المواضيع الدينية تخصص لتلاميذ غير مؤهلين وجدانيا و عقليا لإدراك دلالاتها و وظائفها ، كما قد نجد بعض الدروس النوعية لا تناسب تمام المناسبة الفئات العمرية المستهدفة ، لا بل إن بعض المحتويات الدينية في أمس الحاجة إلى إعادة صياغتها بقدر غير يسير من الذكاء الإيجابي .. لكن كل ذلك لا يطعن في المجهودات الجبارة التي يبذلها عدد غير قليل من خيرة رجال التعليم المغربي ، في التأليف و البرمجة و التوجيه .
×××


و في المحصلة ، فإن جل المقررات ذات الصلة بالمادة الدينية المدرسية ببلادنا ، ترتكز في الغالب على القراءة السليمة للقرآن الكريم و الأحاديث النبوية الصحيحة ، و مختلف الوثائق الوطنية الرفيعة و على رأسها الدستور أسمى قانون في البد . و عليه فإذا كنا نقر بوضوح لا لبس فيه بأن هناك تطرفا دينيا يدعي امتلاك المعرفة و حق الحديث باسم الله و ممارسة أبشع الجرائم في حق الدين و الإنسانية جمعاء ، فإننا نرى في الآن عينه أن هناك تعصبا لا دينيا يزرع بذور الإستئصال و النزعات الطائفية و العرقية البدائية ، و يتحين " الفرص " لتصفية الحساب مع خصمه السياسي .



إن القضاء على عواصف الإرهاب لا يمكن أن يتحقق إلا في إطار عمل تشاركي حضاري طويل النفس ، و على يد كل الأطراف و الهيئات السياسية و المدنية الإسلامية و العلمانية المعتدلة ، في ضوء مواصلة الإصلاح الفكري و التربوي و السياسي و الاجتماعي ، و احترام فعلي للديانات السماوية كلها ، باعتبارها نبراسا للمحبة و التآخي و السلام ، و الانفتاح على كل ما سطرته الإنسانية جمعاء من قوانين و مواثيق و حقوق دولية ترفع من شأن الإنسان و تصون كرامته !


صانعة النهضة 2016-03-29 11:16

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 

مراجعة برامج التربية الإسلامية..إصلاحات منهجية أم تهديد للهوية ؟







العرائش سيتي: السبت 12 مارس 2016


غصة مريرة تلك التي شعرت بها ، وأنا أطالع هنا وهناك موضوعا أسال كثيرا من المداد ، وأثار زوبعة إعلامية جعلت منه مادة دسمة ، الأمر متعلق بدعوة من جهات رسمية إلى مراجعة لبرامج مادة التربية الاسلامية ، دعوة فهمت فهمًا مغلوطا عند البعض -من الذين ليس بينهم وبين التربية الإسلامية إلا الخير والإحسان – فسلطوا ألسنتهم ، وأشهروا أقلامهم في وجه برامج المادة وأساتذتها ، زاعمين بلا حجة – قل هاتوا برهانكم إن كُنتُم صادقين – أن مقرارات التربية الإسلامية في المدارس الثانوية بسلكيها الإعدادي والثانوي تحوي دروسا تشجع على التطرف وتساهم في صنع الإرهابين .



افتراء وبهتان ينم عن تطرف أرباب هذا الكلام ، وعن بعدهم بسنوات ضوئية عن المادة خاصة وعن المجال عامة . إن الناظر إلى عناوين وموضوعات الدروس النسقية (نظري – أنشطة – تطبيقي) لن يحتاج إلى كثير من الوقت ليستنتج أن ما يطبع هذه الدروس هي خصائص الاعتدال والانفتاح ، وقيم التسامح والسلام والقبول بالآخر .


دروس انتظمت في وحدات ( تعبدية -تواصلية-منهجية-حقوقية …) تقدم في حصص نظرية يكتسب فيها المتعلم الموارد الأساس التي يتم استثمارها في دروس الأنشطة ( ندوات ، ورشات ، مطويات ، زيارات ميدانية …) وفي تحليل ومقاربة الدروس التطبيقية . هذا التسلسل المنطقي للدروس تؤطره كفاية نوعية واحدة تروم تحقيقها عند المتعلم . وفيما يلي عناوين بعض الدروس المبرمجة في السلك الثانوي التأهيلي والكفايات التي تروم تحقيقها حتى يتضح بما لا يدع مجالا للشك أن مادة التربية الإسلامية لا تشم منها رائحة التطرّف والإرهاب ، وإنما روائح الانفتاح والتسامح والاعتدال والوسطية .



الوحدة التعبدية : فقه الصلاة ، فقه الزكاة … الوحدة الاعتقادية : الخصائص العامة للإسلام :العالمية والتوازن والاعتدال، التجديد والانفتاح الوحدة التواصلية : أدب الاختلاف – من أساليب الحوار في القرآن والسنة … الوحدة الحقوقية : حفظ الضروريات الخمس ، حقوق الإنسان في الإسلام … الكفايات المستهدفة : -استيعاب المتعلم للتصورات الإسلامية عن الكون والحياة والمصير ،لتعديل مواقفه وسلوكه وفق هذه التصورات – استثمار المتعلم لمفاهيمه وقيمه الإسلامية المكتسبة في علاقاته مع محيطه الداخلي والخارجي ، وانفتاحه الإيجابي على الثقافات الأخرى -تعميق وتأصيل المتعلم لمفاهيمه الإسلامية في مختلف مجالاتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، مع الانفتاح على الثقافات الأخرى .. هذه نماذج لبعض الدروس والكفايات التي تقدمها مادة التربية الاسلامية إلى التلاميذ . فهل بهذه الدروس نصنع المتطرفين والإرهابيين ؟ إنه الحمق بعينيه .





لا أعارض شخصيا دعوة الإصلاح والمراجعة ، بشرط أن تلامس الجوهر لا الشكل ، وأن يساهم فيه أهل مكة لأنهم أدرى بشعابها، وأن يكون مدخل الإصلاح هو إعادة الاعتبار للمادة ولمدرسيها ، وذلك بالحفاظ على تسميتها ” التربية الإسلامية ” فيها يتلقى المتعلم تعاليم دينه الحنيف ، وعبرها نرمي إلى تكوين متعلم متشبع بقيم الدين الإسلامي ،ومعتزا بهويته الدينية والوطنية ،محافظا على تراثه الحضاري ،محصنا ضد كل أنواع الاستلاب الفكري ،منفتحا على قيم الحضارة المعاصرة في أبعادها الإنسانية،ملما بقيم الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان المنسجمة مع خصوصيته الدينية والوطنية والحضارية ،متمسكا بالسلوك الإسلامي القويم والمثل العليا المستمدة من روح الدين الإسلامي. فلماذا تصرون على تسميتها “التربية الدينية ” ؟



هل هذا منطق الاعتدال والوسطية أم تهديد للهوية ؟ بل هو كذلك تهديد للهوية “تريدون أن تطفؤوا نور الله والله متم نوره ولو كرهتم ” . وإصلاح مادة التربية الإسلامية لن تنضج ثماره إلا بإعادة الحياة إلى روحها ، وروحها هو القرآن الكريم الذي لا يحضر في المادة إلا كنصوص إنطلاق لبناء الدروس ، أو دعامات لشرح المحاور أو للاستدلال والاستشهاد .. إن ربط المتعلمين بالمادة يمر عبر ربط قلوبهم بالقرآن الكريم حفظا وتلاوة وتدبرا . وهذا لن يتأتى إلا بتخصيص غلاف زمني أكبر للمادة بمختلف المستويات الدراسية . إن الحصيص الزمني المخصص لمادة التربية الإسلامية أكاد أجزم أنه غير كاف ، خذ على سبيل المثال فقط تلاميذ السنة الثانية بكالوريا مسلك العلوم الفيزيائية لا يدرسون إلا ساعة واحدة التربية الإسلامية .. فهل ساعة واحدة كافية لتلقين هؤلاء المتعلمين قيم ومبادئ ديننا الحنيف؟! أكيد لا تكفي .





مداخيل إصلاح ومراجعة مقررات مادة التربية الإسلامية كثيرة ، لكن ينبغي أن تنصب على الجوهر لا الشكل ، على الكيف لا الكم ، ولن يكتب لأي مبادرة في هذا الباب النجاح إلا بإشراك أهل الاختصاص من أساتذة المادة وعلماء الأمة الأفاضل لما راكموه من تجربة وخبرة في مجال التربية والتعليم ،تشفع لهم بمراجعة منهجية لواقع تدريس مادة التربية الإسلامية في الأسلاك التعليمية وإعادة الاعتبار لمدرسيها .


قلم: ذ.نورالدين الطبيلي



صانعة النهضة 2016-06-27 10:58

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
بلمختار يشعلها من جديد بتغييره اسم مادة “التربية الإسلامية”



http://www.hibapress.com/upload/2662016-b7a08.jpg


هبة بريس ـ الرباط

راسلت " الجمعية المغربية لاساتذة التربية الاسلامية " وزير التربية الوطنية والتكوين المهتي، رشيد بلمختار بعدما عمد المسؤول الحكومي الى تغيير اسم مادة "التربية الإسلامية" وتعويضها بـ"مادة التربية الدينية"، وذلك انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل.

وترى الجمعية في مراسلتها ان سياق "التربية الإسلامية تعبير صريح وبليغ عن تشبث المغاربة بالإسلام على مدى أربعة عشر قرنا، وممارسة كاملة لسيادتهم وترسيخ متواصل للهوية الإسلامية للشعب المغربي في إطار وحدة المذهب المالكي في الفقه والمذهب الأشعري في العقيدة، وإمارة المؤمنين، ومن ثم فلا بد من الانتصار للدستور المغربي بالاستناد إلى مرجعياته والالتزام بمبادئ وبنوده في مراجعة وصياغة المناهج خاصة على مستوى القيم والثوابت الوطنية والدينية في مقدمتها العقيدة الإسلامية"، مشددة على أن " المغرب ليس دولة دينية أو طائفية تجنبا لإذكاء الصراعات الهامشية بما يتناقض وجوهر الدستور الذي يراهن على الوحدة الوطنية".

وحسب ذات المراسلة فالجمعية تعتبر "أن تغيير هذا الاسم مخالف لكافة دساتير المملكة ومنها دستور 2011، ومتعارض مع كافة الوثائق المرجعية لنظام التربية والتكون (الميثاق مثالا)، وفيه تعارض أيضا بين قرار الوزير بلمختار الأخير رقم 16. 52 بتاريخ 4-1-2016 بشأن تنظيم امتحانات نيل شهادة البكالوريا والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 6470 بتاريخ 2 يونيو 2016 والذي يرسخ تسمية المادة “التربية الإسلامية” وبين مبادرة وزارتي التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية باستبدال التربية الإسلامية بالتربية الدينية في الوثائق الجديدة ومحاولة تكريس المصطلح في مشروع مراجعة مناهج التربية الدينية بمختلف أسلاك التعليم العمومي، وفيه أخيرا خرق قانوني مسطري إذ كيف يمكن لمذكرة صادرة عن أي مديرية وغير صادرة في الجريدة الرسمية أن تلغي آو تنسخ آو تعدل ما يخالف الدستور آو المراسيم والقرارات الوزارية".

وعبرت الجمعية عن رفضها لقرار تغيير الاسم مبررة هذا الرفض بكون الوزارة لم تقدم أي مسوغات تربوية للرأي العام حول استبدال التربية الإسلامية بالتربية الدينية مبنية على دراسة جدية علمية وموضوعية منشورة حول مقترح في هذا الاتجاه"، مؤكدة "صعوبة بل استحالة كسب رهان إخراج هذه الكتب مع انطلاق الموسم التربوي المقبل كما عبر عن ذلك اغلب الحاضرين".


صانعة النهضة 2016-06-27 11:00

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
ماء العينين : هل يعاني بلمختار من مشكل مع دين المغاربة

http://www.hibapress.com/upload/2662016-5c70e.jpg


هبة بريس ـ الرباط


Jun 26-2016

غردت امنة ماء العينين القيادية في حزب العدالة والتنمية فيسبوكيا وتوجهت بالحديث لوزير التربية الوطنية رشيد بلمختار داعية الاخير الى اقناع المغاربة بالاسباب التي جعلته يقدم على تغيير اسم " التربية الاسلامية " الى " التربية الدينية "

الاخيرة وفي تدوينة لها على حسابها بالفيسبوك تساءلت بالقول " هل يعاني بلمختار من مشكل ما مع دين المغاربة الذي أقره الدستور؟" مضيفة " "ويستمر مسار الارتجال و التسرع و غياب الرؤية في إصلاح التعليم المغربي، ما الذي يخطط له بلمختار؟ و ما مشكلته مع التربية الاسلامية؟".

وربطت القيادية بحزب العدالة بين اقدام الوزير على تغيير اسم التربية الاسلامية والتوجيه الملكي مبرزة أن الملك " دعا إلى مراجعة مناهج التعليم الديني في اتجاه تعزيزها وتطويرها وتنقيحها من الشوائب التي تمنعها من أداء وظيفتها الأساسية، وهي غرس التشبث بثابت دستوري يتبوأ مكان الصدارة وهو الدين الإسلامي لدى عموم الناشئة".

واعتبرت البرلمانية أن لليهود (وهم أقلية) ولأبناء المهاجرين من جنوب الصحراء غير المسلمين، كامل الحق في تلقي أسس دياناتهم وعقائدهم، كما لهم الحق في عدم تلقي حصص التربية الإسلامية، وهو أمر تسهل معالجته بيداغوجيا وعلى مستوى البرمجة، وفق تعبيرها.






صانعة النهضة 2016-09-26 10:20

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
"حديث الساعة" يكشف حقيقة الجدل حول تعديل مناهج التربية الاسلامية مع بلال التليدي







صانعة النهضة 2016-09-26 10:34

رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟
 
د. الريسوني يكشف رأيه حول: مراجعة مقررات التربية الإسلامية والإرث ومسودة القانون الجنائي








الساعة الآن 08:15

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd