منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى النقاش والحوار الهادف (https://www.profvb.com/vb/f65.html)
-   -   الحداثة الفكرية بين الإفراط والتفريط (https://www.profvb.com/vb/t168302.html)

صانعة النهضة 2016-08-08 12:01

الحداثة الفكرية بين الإفراط والتفريط
 


إخوتي ...أخواتي ...آل الأستاذ
يعرف المغرب اليوم صراعا وتدافعا قويا على المستوى الفكري مما أظهر إفراطا فكريا يقابله تفريط ،هكذا وجد المغاربة اليوم أنفسهم يعيشون تحديات فكرية لا يستهان بها ،وأكثرهم يتساءلون عن مقومات الحفاظ على ميزان الأصالة والمعاصرة دون المساس بثوابت الدين الإسلامي باعتبارنا مسلمين مع قبول التقدم والحداثة .

فكيف يمكن الجمع بين ما هو أصيل وهوياتي ،وبين ما هو جديد حديث ؟
وبالتالي أليست هناك ضرورة لتحديد المفاهيم حتى لا تضيع المعاني ؟ إذ هناك من يفهم الحداثة أنها مسايرة الآخر وقبول كل ما عنده ولو على حساب الثوابت والهوية ...
إذن ما هو مفهومنا للحداثة ؟
وما سر تخوف المحافظين من هذا المفهوم؟
وهل يمكن حقا المزاوجة بين الما هو أصيل وثابت وبين ما هو حديث ؟
وهل الحداثة الفكرية استيرادا من الغرب ؟


هذه إخوتي بعض التساؤلات أطرحها كأرضية للنقاش أدعوكم إلى النتفاعل معها ومع الموضوع باعتباره إشكالية تؤرق الكثير من المغاربة ...

فلا تحرمونا آراءكم الثاقبة بارك الله فيكم



صانعة النهضة 2016-08-08 12:05

رد: الحداثة الفكرية بين الإفراط والتفريط
 
آثرت أن أبدأ بطرح رأي لأحد المتأثرين بالفكر العلماني المقدس للحداثة ،وبما أنه محلل نفساني وله رأي في الموضوع ،أدعوكم إخوتي لمناقشة رأيه والتعبير عن آرائكم ...أنتظر تجاوبكم



ا
لحداثة الفكرية ليست استيراداً غربياً

جواد مبروكي
الجمعة 05 غشت 2016 - 15:01


كمحلل نفساني، حين أتمعن في ثقافة بلدنا ألاحظ تفاوتاً بين الحداثة الفكرية ومواكبتنا لتطور عالم الماديات بما فيه من علوم وفنون وتكنولوجيا وحتى نمط العيش العصري. وما هو مثير جداً أنه كلما تحدث مفكر مغربي عن رؤيته لتغيير وتقدم مجتمعنا وخاصة في المجال الفكري، سرعان ما يتم اتهامه بـ التغريبي أي مقلد للغرب أو وصفه بالعلماني و يتطور الأمر في كثير من الأحيان إلى نعته بالكافر!

و حينما يتعلق الأمر بالمساواة بين الرجل والمرأة يتم تصنيف المفكر الذي يتناول هذا الموضوع بـ أنه متأثر ومتشبع بثقافة الغرب وهدفه هو إدخال التغريب والفتن إلى وطنه وهدم أركان أمته. وهذا يعني أنه حينما يدعو المفكر أخواته وإخوانه المواطنين لمحاولة تحديث أفكارهم والانفتاح على قيم التعايش ومراجعة الأفكار المتوارثة والتحرر من التقاليد البالية يتم اعتبار دعوته تلقائياً مؤامرة ضد ثقافتهم وهويتهم . ولكن ما هي هذه ألمؤامرة ومن هم أطرافها ودوافعها؟ وهل هي موجودة أصلاً؟

إن الاصل في هذا التصور هو الاعتقاد الشائع بأن ثقافتنا مهددة في كل ثانية من أعدائنا المتربصين الذين يشحنون أذهان مفكرينا لهدف واحد هو زعزعة مجتمعنا وهدم قيمه وأركانه من داخله. أليس هذا الاعتقاد مجرد هلاوس وهمية بعيدة كل البعد عن الواقع؟

الآن إذا فتحنا جيداً أعيننا ونظرنا إلى ما يجري في حياتنا اليومية، ألن نكتشف أنها مملوءة بوسائل المعرفة والرفاهية والرخاء في جميع الميادين، التكنولوجية والحقول الصناعية والفلاحية والمرافق الطرقية والادارية والمدرسية والجامعية...الخ؟ فمن أين أتت كل هذه الأشياء ؟ أليست قائمة على تكنولوجيات وتقنيات وصلتنا من العالم الصناعي المتقدم ؟ وحتى ألبستنا المريحة أليست مستوردة أيضاً؟ فهل هذه الوسائل المادية الحيوية كذلك مؤامرة ضد ثقافة وطننا وأمتنا؟ استعمال الحواسيب والهواتف الذكية "سمارتفون" وركوب القطارات والطائرات والإطلاع على آخر الدراسات والأبحاث في مجالات العلوم والفنون والطب هل هو أيضاً مؤامرة غربية ضد مجتمعنا؟

لكن ومع الأسف حينما يتعلق الأمر بالحداثة الفكرية وحقوق المرأة وقيم المساواة وحرية العقيدة فهذا الفكر التنويري يتم تصنيفه تلقائياً على أنه منتج غير مرغوب فيه مستورد من الغرب!

ولا داعي لنطالب كل فرد منا بـ مراجعة نفسه والقيام باختيار واحد من بين الخيارين التاليين:

1- اعتبار ما يأتينا من ثمار العالم الغربي هو نتاج ازدهار حضاري وثقافي عالمي يجب علينا أن نستفيد منه ونطوره كما فعل الغرب منذ قرون حين انفتح على الحضارات الأخرى بما فيها الحضارة الإسلامية وانطلق في نهضة شاملة لمختلف الميادين العلمية والفكرية.

2- اعتبار كل ما يأتي من الغرب مؤامرة شريرة وفي هذه الحالة نترك كل منتجات الحداثة ونعود الى ما يراه البعض حياة "نزيهة وسليمة وبسيطة" دون وسائل التكنولوجيا ونقتصر على تراثنا التقليدي من العلوم والمعارف القديمة ونعود بعجلة الزمان إلى الوراء فنكتفي بمشاعل النار بدلا من الإنارة الكهربائية في ليالينا. ونهجر السيارات والطائرات والبواخر ونركب الدواب ونعود للأشكال التعليمية التقليدية وللطب التقليدي ونسلك نفس المسلك في كل الأمور بما في ذلك الملابس و الأحذية منزوين عن العالم المعاصر وهكذا فإننا سنتواصل مع بعضنا البعض بواسطة الرسائل الخطية المكتوبة على الجلود وننتظر لشهور وسنين لتلقي الردود. ولا مانع حينها من إعادة نظام الرق والعبودية لتعويض غياب الآلات.

إن هذا التفكير "الدهاني"( la psychose) مسؤول عن تفككنا وعن توعكنا الداخلي والخارجي وعن عدم انسجامنا وتناغمنا مع ذواتنا ومتطلبات الحياة في عالمنا المعاصر، فساعة نتوجه الى اليمين وساعة أخرى ننعطف الى اليسار. إننا نعاني من "دهان الفكر" لسببٍ واحدٍ هو أننا "نؤمن" بأننا ضحية صراع تيارين في أنٍ واحد: تيار الفكر التقليدي وتيار الفكر الحداثي. لكن هذا الإيمان أو بالأصح هذا "الاعتقاد الهلوسي" يرتكز في الواقع على أي شيء؟ فالاعتقاد أياً كان نوعه يرتكز على الفكر وليس مثل العلوم الطبيعية التي ترتكز على أدلة تجريبية وملموسة. ففكرنا هو الذي يقيدنا ويغلق علينا عنق زجاجة الحقيقة المطلقة ويصيبنا بالشلل ويمنعنا من التقدم نحو الأمام ويحرمنا من الانفتاح على قيم التسامح والتعايش. وللأسف نحن من يصنع هذا "العدو" بأفكارنا السلبية ونتآمر بأنفسنا على مصيرنا بدون وعي منا وهذا هو عين "الهلوسة"!

صحيح أن لكل فرد كامل الحرية في اختيار نمط عيشه وفكره ومعتقداته ومن واجبنا أن نحترمه كما تفرضه علينا أخلاقيات الإنسانية ومواثيق حقوق الإنسان لكن ليس من حق أي فرد أن يفرض علينا هيمنة اختياراته وقناعاته مانعاً فيحرم علينا بالقوة والإرهاب تحديث فكرنا ومواكبة الحضارة الحديثة ودليله وحجته الوحيدة هو "المؤامرة" المزعومة أو الانحراف والكفر الموهوم الناجم حسب رؤيته عن اتباع سبل الحداثة القادمة من الغرب وهذا ظلم وتعسف عظيم يرتكز على مجرد اعتقادات وهمية وهذا هو جوهر الفكر المتطرف الظلامي الذي يعاني من ويلاته الكثير.

أما إذا سمحنا لأفكارنا بالانفتاح الواعي على الحداثة سوف لن نفقد شيئاً من كنوز هويتنا الثقافية، بل على العكس من ذلك سوف نتحرر من الحِمل الوهمي المحافظ القائم على مجرد "معتقدات فكرية وهمية " لا حجة ولا سند لها، وسوف نتسامح مع تقاليدنا الإيجابية ونعززها أكثر فأكثر ونثريها بثروات الانفتاح الفكري وقيم التعايش وسنكون حينها من الفائزين.

ألم يملي علينا "وحي" الحكمة" بأن نجاهد في "الإعتدال" في كل الأمور و نتجنب التطرف المدمر؟ ألم يوصينا كذلك بالتسامح والتعايش مع أي إنسان كان وأن نجهد في طلب العلم والمعرفة ولو في أبعد البلدان ونرجع لنفع أوطاننا والناس كافة؟ هل الذي يطيع "وحي الحكمة" ويذهب بعيداً لطلب العلم في وسط ثقافة تختلف عن ثقافتنا، سوف لا يتأثر فكره ويتطور ويتغير؟ هل سيناقض "وحي الحكمة" بحداثة فكره آنذاك؟ هل من المعقول أومن العدل إثر عودة طالب العلم الى وطنه محاولاً منفعة البلاد بما تعلمه من علمٍ وآدابٍ وفنون وبما اكتسب من خبرة و تجاربٍ و حداثة فكرية أن نتهمه بأنه الخائن العميل المتآمر مع الأعداء ضد مجتمعه؟

إن الحداثة الفكرية ضرورة واجبة علينا لا مفر منها شئنا أم أبينا وبلوغها هو مسألة جهد و وقت فقط. فإذا سرنا في اتجاه رياح نسيم تقدم الفكر بجناحي الاعتدال والحكمة سوف نربح وقتاً ثميناً ونتجنب الكثير من ويلات الانحلال المجتمعي والتخلف الحضاري أما إذا عاكسنا نسيم الانفتاح وعاندنا مسيرة التقدم سوف نتعرض الى عذاب أليم وحداثة الفكر تأتي رغماً عنا لأنها سنة تطور المجتمع الإنساني وليس لها تبديل . والآن الاختيار بين أيادينا ولا وقت لنضيعه!


صانعة النهضة 2016-08-09 10:59

رد: الحداثة الفكرية بين الإفراط والتفريط
 
مآخذ على الحداثة

في إطار التدافع بين الحداثة والمحافظة تظهركثير من المؤاخذات على الفكر الحداثي من طرف دعاة الفكر المعتدل ،هذه المؤاخذات على الحداثة والحداثيين يمكن تلخيصها فيما يلى:

أ أن الحداثة كما يريد موجهو دفتها علمانية وتنكّرُ للدين، فالحداثة فى جانبها النظرى ومعظم نماذجها التطبيقية تقوم على فكر مادى علمانى، وعلى تصورات تخالف الأديان والشرائع، وتنبذ الصدور عن قيمها التى تعدها رجعية متخلفة، يقول الروائى السعودى عبد الرحمن منيف: أول معنى من معانى الحداثة هو الجديد فى مواجهة القديم، وعلمانية فى الفكر والسلوك، لأن مركز الثقل أخد ينتقل من السماء إلى الأرض كما يقولون خلال تلك الفترة.

ويقول أدونيس فى معرض الإشادة بالرصافى: الأديان بالنسبة إليه ليست موحاة، وإنما هى وضع قام به أشخاص أذكياء، وإذ ينكر الوحى ينكر بالضرورة النبوة، وينكر وجود الأنبياء، والنتيجة الطبيعية لإنكار الدين وحيا ونبوة هى إنكار التعاليم والمعتقدات التى جاء بها، لذلك لا يؤمن بفكرة الحشر أو البعث، ويرفض فكرة الثواب والعقاب. ويصور أحدهم الحداثة التى يريدونها بقوله: هى حداثة وريثة لكل معطيات الدين والسحر والفلسفة، إنها روح الإنسان التى تعيش بتوتر، وبخير وسلام، لكن دون آلهة ومطبات طبيعية لا معنى لها.

ب أن الحداثة قطعية وهدم للتراث إذ لا يفتأ دعاة الحداثة يرددون الدعوة إلى القطيعة، الانقطاع، الخروج، المغايرة، الانحراف، الانزياح، ونحو ذلك من ألفاظ التمرد على التراث والثورة على المرجعية الدينية والثقافية والفكرية وكل ما يمت إلى الماضى العربى والإسلامى بصلة، هادفين إلى فصم الأمة عن دينها وحضارتها وقيمها وأخلاقها وعزلها عن ماضيها الذى يمثل أيام عزها ومجدها لكى تنساق بلا وعى منبهرة بالمظاهر الخادعة لحضارة أعدائها حتى دون أن تستفيد من المكونات الحيوية لهذه الحضارات.

ج الثورة العارمة على اللغة وعلى ضوابط الشعر العربى.

يقول كمال أبو ديب: تكون الحداثة بين ما تكونه تدميراً للغة من الداخل، تدميراً للقواعدية فيها، ومحاولة لإعادتها إلى بناها اللاقاعدية، اللامتشكلة، ويتم ذلك فى الحداثة عن طرق تدمير بنية الجملة الدالة بما هى نسق واضح من القواعد المنفذة، وتحويل الجملة إلى سلسلة من الإمكانات والتداخلات.

هذه بعض مؤاخذات المعتدلين من المفكرين وليس المتشددين ،فما رأيكم إخوتي ؟
أنتظر آراءكم سواء مع الرأي أو الرأي الآخر ...
تحيتي ...والتقدير


صانعة النهضة 2016-08-09 11:03

رد: الحداثة الفكرية بين الإفراط والتفريط
 
مؤاخذة أخرى لللمفكرين المعتدلين...

هجوم سافر

جاء الهجوم على لغة القرآن الكريم قاسيا وجريئا وسافرا يمثل محاولات خبيثة للتطاول على لغة القرآن الكريم وضرب الإسلام فى لغته، التى هى كما يقول أسلافنا جزء لا يتجزأ من هذا الدين، وقد تبنى محاربة العربية أناس فتنوا ببريق الحضارة الغربية وزخارفها المادية، فأخذوا يرددون مع أرباب هذه الحضارة القول بأن التمسك بالفصحى يعوق مسيرة التقدم والرقى، ويعد من أقوى الأسباب التى أدت إلى تخلف أمتنا وتأخر مكانتها بين الأمم، متناسين أو متجاهلين أن حضارتنا العربية الإسلامية قادت العالم وأضاءت ربوعه قرونا طويلة، وأن هذه اللغة كانت حينئذ هى اللغة الأولى فى العالم وأن أبناءها قادرون على مواصلة المسيرة لو أن الله هيأ لهم من أمرهم رشدا فعادوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم وتاريخهم المجيد يستنبطون منها العظات والعبر، ويجعلون ذلك فى خدمة واقعهم وحاضرهم وأمتهم ومجتمعهم، بعيدا عن المظاهر الخادعة والمزايدات الرخيصة
.

روبن هود 2016-08-09 20:03

رد: الحداثة الفكرية بين الإفراط والتفريط
 

لدي بعض الملاحظات بعضها مرتبط بما قاله المحلل النفسي:
ـ الآلة والتقانة ليست هي الحداثة بحمولتها الفلسفية، والتقانة ترتبط بالعصرنة أكثر مما ترتبط بالحداثة.
ـ الحكم على الحداثة ينبغي أن يكون بناء على مرجع، أي أن تقاس الحداثة بوضع سابق لها. فمثلا إذا أردنا أن نقول هل نعيش مرحلة الحداثة، فعلينا النظر إلى الوضع ما قبل الحداثة، وهل هذا الوضع هو الذي أنتج الحداثة في سياق التطور الطبيعي، أم أنها حداثة مستوردة ومفروضة ومتكلفة.
ـ الحداثة نسبية في الزمان، ولكل زمان حداثته، وما هو حداثة في لحظة تاريخية يصبح تراثا أو إرثا ماضويا بعد فترة قصيرة أو طويلة حسب استجابته لمتطلبات المجتمع.
ـ الكلام عن المساواة بين الرجل والمرأة كأحد أعمدة الحداثة كلام سطحي. أولا مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة غير واضح ولا ندري كثيرا ما المراد به. أما ربطه بالضرورة بالحداثة، فسيكون علينا إخراج الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا من لائحة الدول الحداثية. فأمريكا ما زالت تعرف اختلافا في الأجور بين الرجل والمرأة في نفس الوظيفة، على الرغم من قانون الأجور المتساوية Equal Pay Act. أما في أحد كانتونات سويسرا، فقد أصبح مسموحا للنساء بالتصويت قبل سنوات فقط، إذ كانت المرأة ممنوعة من الإدلاء بصوتها بفعل قرار الرجال الذين كانوا يستفتون حول إعطاء حق التصويت للمرأة. الرجال كانوا يرفضون وهم من قبلوا أخيرا.

كوردية 2016-08-09 21:44

رد: الحداثة الفكرية بين الإفراط والتفريط
 
شكرا لموضوعك القيم اختي صانعة النهضة واسئلتك السديدة في موضوع لم يعد قضية المغاربة فقط ' بل اضحت قضية من قضايا العصر '
ابدأ من العنوان ' حيث يشي بالكثير 'ففعلا اصبحت قيمة الحداثة بين الافراط والتفريط ' الذين هما نقيضا الوسطية التي هي روح الاسلام في كل شئ '*
والكاتب العلماني الذي اضفت اراءه لنا قدم حلين قطعيين ولكن هناك مابين الاثنين ' فليس كل ماهو حداثي يكون علمانيا بالضرورة والحديث عن الحداثة يجرنا الى قضية في غاية الاهمية 'وهي تمييز الثابت من المتغير 'فذلك يجنبنا الكثير من الالتباس *يقول الدكتور العلامة القرضاوي بهذا الصدد ان %5من الاحكام القطعية فقط هي التى لا يجوز اختراقها في ديننا الحنيف اما البقية فمتغيرة *
ان فهم الاسلام فهما متوازنا ' متغيب في عقول الكثيرين من مسلمين اليوم ' وهذا ما جرت الويلات الى عالمنا المتنامي .
ن في ديننا دوما هناك مراعاه للزمن والمكان *
والاسلام ليس جامدا ابدا وما علينا سوى اختيار الانسب لنا كمسلمين * والاسلام دين الوسطية بين الروح والمادة ' فالاهتمام بالروح ليس على حساب متطلبات الجسد والماديات *
لا يعتبر منطقيا ان لا نركب السيارات لمجرد ان الكفر ة يركبونها*
كما اقترح الكاتب العلماني *
فماذا لو اعتمدنا على انفسنا في العيش ؟
وماذا عندنا من الصناعة ؟
الجواب واضح ''''''
لذا دعيني اقول باننا يجب ان نكون انتهازيين في ذلك الامر ! ' نستغل اي شئ يسهل علينا معيشتنا ويطورنا ' حتى لو كان من عندهم ' من الة وواختراعات وما الى ذلك ''' والخط الحمراء هنا هو الدين فلا يجوز تقليدهم في شعائرهم ''' وبما انك اثرت قضية المؤامرة فبرايي ان من يحس بان امرهم كله مؤامرة يعيش في وهم ' فالمهوسيين بفكرة المؤامرة اضحوا مشلولين لا يحركون ساكناا 'وهذا عين الخطاء ' فالمؤامرة حجة الضعفاء ' وياليتها كانت حجة للتقدم والرقي
ان الايمان بالحداثة قضية حساسة جدا فكم من العلمانيين استخدموها كاداة للتلاعب بقيمنا الاسلامية او بالاحرى استغلوها *خلاصة قولي : ان الاقرار بوجوب الحداثة لا يعني ابدا تركها دون تقنين وضوابط

صانعة النهضة 2016-09-02 18:50

رد: الحداثة الفكرية بين الإفراط والتفريط
 

نلاحظ في بلدنا كما باقي دول العالم الإسلامي كيف أن العلمانية ساهمت كفكر والعلمانيين كمفكرين في الترويج بشكل حثيث والتسويق لمشاريع إعادة الهيكلة الدينية والإنقلاب على النصوص الشرعية التي تعادي الحياة وتخاصم الآخر وتبث التطرف وتنشر الإرهاب كما يزعمون ،

ثم ما لبثوا أن عملوا على الدفع بظاهرة الدعاة الجدد إلى الواجهة والنفخ فيهم إعلاميا وفتح كل المنابر أمام أقدامهم وأفمامهم وأقلامهم وأفهامهم.

وهم مؤمنون كل الإيمان بل ومتشبثون بأهداب صنمهم المعبود " وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان "وبالضبط ما جاء في مادته الأولى والتي ورد فيها بالحرف:

"يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وُهبوا عقلا وضميرا وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء".

وكأن هذه الوثيقة هي التي أخرجت العالم من وحل الهمجية والفوضى ، كأن القوانين الإلهية التي نزلت على سيدنا محمد منذ قرون لتكون نورا يهتدي به الإنسان كأنها لم تكن حتى جعل هؤلاء العلمانيون من القوانين الكونية (الأمريكية) صنما يعبدونه ضاربين عرض الحائط القوانين السماوية .

ويهمنا التنبيه على أن فعل «وُهبوا» جاء في السياق مبنيا للمجهول لمناسبة مقيدا بصراع في دائرة التركيبة المتنوعة المشارب للجنة التحضيرية بين طائفتين:.

طائفة ترى أن من وهب هو الطبيعة،
وطائفة ترى أن من وهب هو الله، وبقي الأمر معلقا وموقعا بالبناء للمجهول .

وليس المقام هنا مقام تصريح بقدر ما هو مقام تلميح بعبارة :

أن من اعوج أصله اعوج ظله، ومن استساغ أن تكون الطبيعة خالقة واهبة فانتظر منه أكثر من خرجات الاستدراك على نصوص الإرث،
وإنما هي مسألة وقت ويستوعب الاستدراك كل أركان الدين وأحكامه وشريعته وشعائره نسفا ونسخا وإبطالا وتنحية..

وحبل المعطوفات طويل الذيل عريض المنكبين.





محسن الاكرمين 2016-09-04 20:42

رد: الحداثة الفكرية بين الإفراط والتفريط
 
تحياتي ....
تحية للاخوة القيمين على منتديات الاستاذ ،واسف للغياب الذي له عذره الرصين ...

صانعة النهضة ، تحية الحفظ ...لك بمكونات الاسم ، ارجع الى الجداثة ببينة الافراط او التفريط ، انه الموضوع القديم الذي يجدد نفسة عبر الازمنة والامكنة ، موضوع اسال مداد نصف الاقلام العالمية ولم ينفك لحدود الان ايجاد حل نهائي توافقي له ...
لن اعود الى ما قيل من اراء الكتاب والفلاسفة ، ولكن أسأل ، ألا نرى ان الماضي يحكمنا ؟ الا نرى ان المغييب في التفكير الجماعي لنا (العالم العربي / الاسلامي ) هو الانسان؟ الا نرى أن فكرنا الفلسفي والاجتماعي لم يتحرك من عصر النهضة ؟ الا نرى ان افكار دعاة اليقظة العربية محمد عبدو...الافغاني لا زلنا نستهلك خلاصاتهم للاصلاح بتديد المصطلح وتلوينه بالفعل السياسي؟

صانعة النهضة :
فاليقظة الفكرية الحديثة لم تكن وليد وعي فجائي عفوي (عربي ) بل هي نتيجة التحدي الذي فرضه الغرب القوي في كافة المجالات ... انه الفكر الوافد علينا كرهنا ام احببنا ، انه الصراع الحضاري ( صراع الحضارات ) بين الاثر الاجتماعي /الديني المتحصن بالمحراب ،وبين العالم الازرق الذي كسر الحواجز بدون جواز سفر و انشأ مملكة التجديد بدون سلطة حاكم ...
لما الخوف من الحداثة ؟ انه السؤال البكر الذي يجب ان يطرح على اهل العمامة من رجالات الحل والعقد؟ انه الخوف من الحداثة المفترسة التي تطوح بالسلطة الدينية المتحكمة في رقاب العباد ... ، انه التحصن بجلباب المصلح الداعية (مفهوم الشيخ / العروي ) واستدعاء الفكر المعياري في حديث الاصلاح ، في حين الافعال تندي الجبين .....

صانعة النهضة ومريدي المنتدى
ليس في الحداثة افراط ولا تفريط ، ولكننا نحن من نصنع بعبع التفريط ،نحن حينما تهوي الرمال من تحت اقدامنا نستنجد بالماضي وبه نحتمي كما نحتمي بالمظلة ...ونضع علامة لا لكل تحديث !!!!!
لنترك للفكر الانساني سلطة توطين الحرية ، لنترك للتجديد تاسيس كرامة الانسان ، وبناء اخلاق العناية بلا محفزات سياسية ولا مذهبية ، لنكن عادلين في تفكيك سبحة كل من يشد بيده كمشة على التغيير الحياتي ، لا لشيء الا في امر في نفس يعقوب ......


تحياتي رايي قابل للتعديل والتصويب (استسمح لم اراجع المكتوب )

صانعة النهضة 2016-09-07 11:10

رد: الحداثة الفكرية بين الإفراط والتفريط
 
يا مرحبا ...يا ألف مرحب بمن غابت عنا أفكاره الوازنة وآراؤه الجريئة ...أ
بن رمتك الأقدار ؟وقد اشتقنا لقلمك المدرار؟

أخي الكريم محسن ...

وأنا أقرأ مداخلتك العميقة كعادتها أثارني سؤال وجيه:


فاليقظة الفكرية الحديثة لم تكن وليد وعي فجائي عفوي (عربي ) بل هي نتيجة التحدي الذي فرضه الغرب القوي في كافة المجالات ... انه الفكر الوافد علينا كرهنا ام احببنا ، انه الصراع الحضاري ( صراع الحضارات ) بين الاثر الاجتماعي /الديني المتحصن بالمحراب ،وبين العالم الازرق الذي كسر الحواجز بدون جواز سفر و انشأ مملكة التجديد بدون سلطة حاكم ...
لما الخوف من الحداثة ؟

لماذا الخوف من الحضارة؟؟؟

لا أخفيك القول أخي الكريم أنني جلست طويلا بيني وبين نفسي :هل بالفعل من يرفض هكذا حضارة بسلبياتها ومخاطرها وضربها للثوابت هل هو يرفض الحضارة؟
لكنني وعيت أنني لست أرفض الإنفتاح والحداثة والحضارة بمفهومها الشامل والواسع ...فكلها تنضوي تحت سنن الله في الكون .
لابد من التغيير وسنن التغيير محتمة
لكن...هل تعني الحضارة أن نتعرى من لباسنا لنلبس لباس غيرنا ؟ وأي تغيير وأي تجديد وأية حضارة اخترناها لنا وهي مجرد ذوبان في حضارة الآخر؟؟؟


لقد لمست حرقتك وأنت تعاني من تخلف شعوبنا وأمتنا ،وهذا صحيح كلنا نتقاسم معك الحرقة بل والألم ...ولكن هل تحضرنا يكمن في تقليد الآخر والذوبان فيه وطمس هويتنا والدعوة للضرب في ثوابتنا التي نموت ونعيش عليها .؟
لا يا أخي الكريم ...قبولنا للحداثة يعني أن نساير الحضارة وننفتح على الآخر ولكن في حدود الحفاظ على هويتنا وإلا سنصبح يوما نسيا منسيا ...

الحضارة لا يعني الإنسلاخ من ذواتنا ومن هويتنا ومن ديننا ...
والتمسك بالهوية والدين لا يعني الإنغلاق ولا رفض الإنفتاح ولا رفض الحضارة .



الساعة الآن 10:36

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd