منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى التنمية البشرية والتغيير نحو الأفضل (https://www.profvb.com/vb/f143.html)
-   -   وقفات وتأملات ...مع الإبتكار (https://www.profvb.com/vb/t168137.html)

صانعة النهضة 2016-07-26 10:38

وقفات وتأملات ...مع الإبتكار
 
مفهوم الإبتكار


https://modo3.com/thumbs/fit630x300/...8%A7%D8%B1.jpg



http://www.mawhopon.net/wp-content/u.../1%2890%29.jpg



http://www.mawhopon.net/wp-content/u.../1%2890%29.jpg


استخدمت البحوث لفظين مختلفين لمفهوم واحد تقريباً هما الابتكار والإبداع كترجمة للمصطلح اللاتيني Creativity .


والابتكار في اللغة مشتق من بَكَرَ ومنه أبْكَرَ وابتكر ، والبكر هو (أو لكل شئ) أو (كل فعلة لم يتقدمها مثلها) يقول الشاعر ابن الرمة :



(( أنتم تشاهدون تلك المقالة علي موقع موهوبون دوت نت )) وقوفا لدى الأبواب طلاب حاجة عوان من الحاجات أو حاجة بكراً


(وأصل الابتكار الاستيلاء على باكورة الشيء وأول الشيء باكورته)


والإبداع عند الحكماء إيجاد شئ غير مسبوق بمادة ولا (بَدَعَهُ) : أنشأه على غير مثال سابق.
و(بَدُعَ) : بداعة ، بُدُوعاً : صار غاية في صفته ، خيراً كان أو شراً ، فهو بديع والبديع : المُحْدَثُ العجيب ، والبديع : المُبْدِع ، والبديع من أسماء الله عز وجل لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها

، وفي التنزيل: {بديع السموات والأرض} (البقرة 117 ، الأنعام 101) ، وقال أبو إسحاق : يعني أنه أنشأهما على غير حذاء ولا مثال


و(الابتداعِيَّة ُ) : في الأدب والفن : هي الخروج عن أساليب القدماء باستحداث أساليب جديدة

وبالرغم من محاولات العلماء والفلاسفة والتربويين وعلماء النفس لفهم ظاهرة الابتكار وتفسيرها وبيان العوامل المؤدية إليها ، إلا أن الابتكار ظل مفهوماً بعيداً عن الوضوح .



ولم يتم دراسته دراسة علمية يتوافر لها قدر من الموضوعية والمنهجية العلمية إلا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وربما كانت أول دراسة منهجية لموضوع الابتكار قد قام بها فرنسيس جالتون Francis Galton (1883).


وإن من أهم الصعوبات التي تواجه الباحثين في تعريف الابتكار هو تعدد جوانب هذه الظاهرة ، واختلاف النظريات والمدارس النفسية التي انطلق منها الباحثون لدراسة الابتكار ، والتي نتج عنها العدد الهائل من التعريفات التي قدمها علماء النفس للابتكار ، مع ازدياد في غموض هذا المفهوم .


ففي عام 1953 استطاع مورجان Morgan أن يصنف 25 تعريفاً للقدرة على التفكير الابتكاري ، وفي عام 1956 جمع رهودس Rhodes ما يقرب من 32 تعريفاً للابتكار، وفي عام جمع سيد خير الله ما يقرب من 60 تعريفاً لهذه القدرة ، وفي عام 1963 جمع عبدالسلام عبدالغفار ما يقرب من 100 تعريف لهذه القدرة ، وجمع احمد عبادة عام 1984 ما يقرب من 150 تعريفاً للقدرة على التفكير الابتكاري. وقد قام تايلور Taylor 1959 وهو أحد علماء النفس الاجتماعي بتحليل ما يزيد على مائة تعريف للابتكار وصنفها إلى خمسة مستويات ، وكان يعتقد أن الابتكار يختلف في العمق والمجال وليس في النوع ، أي أن الاختلاف من النوع الرأسي وليس من النوع الأفقي ،



وهذه المستويات هي :



1- الابتكارية التعبيرية Expressive Creativity :


وهي التعبير الحر الذي لا تشكل المهارة أو الأصالة عنصراً أساسياً فيها مثل رسوم الأطفال .



2- الابتكارية الإنتاجية Productive Creativity :


وهنا تبدأ القواعد والقيود التي تقيد اللعب الحر وتضبطه وتحسن من أسلوبه وتتمثل في المنتجات الفنية والعلمية كذلك .



3- الابتكارية الاختراعية Inventive Creativity :



ويخص هذا المستوى المخترعين الذين تظهر ابتكاريتهم في استخدامهم للخامات والمواد وطريقتهم في هذا الاستخدام وفي الطرق التي يسلكونها في إنتاج مبتكراتهم.





4- الابتكارية التجديدية (الابتداعية)Inn ovative Creativity :



وهو مستوى ليس شائعاً بل لا يظهر إلا عند قليل من الناس لأنه يتطلب تعديلاً هاماً في الأسس والمبادئ الأساسية التي تحكم مجالا عاما في الفن أو في العلم ويتضمن استخدام المهارات الفردية .



5- الابتكارية الانبثاقية(البز وغية)Emergentiv e Creativity:


وهي أعلى مستويات الابتكارية حيث نجد مبدأ أو افتراضاً جديداً ينبثق عنه المستوى الأكثر أساسية والأكثر تجريدية .
وقد قام عدد من الباحثين بمحاولات متعددة لتصنيف تعريفات الابتكار بهدف التسهيل في فهم جوانب هذه الظاهرة ، ومنهم تورانس Torrrance 1970 ، ماكينون Mackinnon 1970 ، وجيلفورد Guilford 1977 ، سيد خير الله 1990 ، عبدالسلام عبدالغفار 1977، ومحيى الدين حسين 1982 ، احمد عبادة 1984 ، 1992 ،



ويمكن الجمع بين هذه التصنيفات في خمس جوانب رئيسية وهي :



أولاً : الابتكار كعملية عقلية .
ثانياً : الابتكار كقدرة عقلية .
ثالثاً : الابتكار كسمة من سمات الشخصية .
رابعاً : الابتكار كنتاج مادي محسوس .
خامساً : الابتكار كأسلوب للحياة .
سادسا : النظرة الشمولية للابتكار .


يتبع




صانعة النهضة 2016-07-26 10:45

رد: وقفات وتأملات ...مع الإبتكار
 
صفات المبتكر




https://pbs.twimg.com/media/CYjAZuIWQAAC3ij.jpg


إذا كان الإبتكار هو المقدرة على تطوير فكرة أو عمل أو تصميم أو أسلوب أو أي شيء آخر وبطريقة أفضل وأيسر وأكثر إستخداماص وجدوى، وهناك لبس كبير بين الإبتكار والإختراع عند عموم الناس؛ فالإبتكار هو ما أشرنا له سابقاً أما الإختراع فهو إيجاد الفكرة أو التصميم أو الأسلوب من العدم بحيث أنه لم يكن له مثيل من قبل وليس شرطاً أن يكون الإختراع قابلاً للتنفيذ فإذا ما عدل عليها وأضيف لها تحسينات تسمى هذه الإضافات بالإبتكار.فما هي صفات المبتكر ؟


صفات المبتكر ولكي يكون الشخص مبتكراً لابد من أن يتمتع بعدة صفات أبرزها :

●المبادرة والريادة.

●الدافعية للإنجاز.

●الإحساس بالمسؤولية.

●التفكير الإيجابي.

●المقدرة على التشارك والتفاعل مع الآخرين.

●الإصرار والمثابرة.

●الطموح والهمة العالية.

●الثقة بالنفس والشعور بالقدرة على تحقيق إنجاز ما. فالشخص المبتكر هو الشخص الذي يمتلك صفات الشخصية الإبتكارية ويسعى لتحقيق حلمه وتحويله إلى شيء حقيقي ملموس يمكن الاستفادة منه ويعود بالنفع عليه وعلى المجتمع. بيئات خلق الإبتكار ويبدأ العمل على غرس صفات الشخصية الإبتكارية منذ الطفولة من خلال عدة محاور : ●الأسرة.
●المدرسة.
●الأصدقاء والزملاء.

وهذه المحاور الثلاث تتضافر جهودها لهدف واحد هو المفتاح الرئيسي للإبتكار ألا وهو تعزيز تقدير الطفل لذاته ليتمكن من تكوين صورة ايجابية عن ذاته وعن قدراته وإمكانياته في التفكير وحل المشاكل والمقدرة على تحقيق هدفه دون مبالغة أو إنتقاص لذاته. دور الأسرة ويتمثل دور الأسرة في تعزيز الشخصية الإبتكارية لدى طفلهم من خلال عدة جوانب أبرزها : ●توفير البيئة المنزلية التي تتسم بالحوار وتعطي كل فرد حقه في التعبير عن الذات والأحاسيس والمشاعر.
●تحفيز الطفل على الإستقلالية والاعتماد على الذات في جميع شؤونه الخاصة.
●إشادة الوالدين بالايجابيات والسلوك الصائب وتشجيع الطفل على الإستمرار في ممارستها ومحاولة التغاضي عن السلوكيات الغير صائبة أو السلبيات ما لم يكن لها ضرر على الطفل أو الأسرة أو المحيطين.
●الإبتعاد عن عقد مقارنة بين الطفل وأقرانه من زملاء وأقارب وأصدقاء حتى ولو كان الهدف هو دفع الطفل إلى التميز لأن ذلك يعود بنتائج سلبية على الطفل ومشاعره وبالتالي ينخفض تقديره لذاته.
●الإبتعاد عن توجيه أي إنتقاد للطفل أمام الآخرين، وفي حال غضطر الوالدين لتوجيه الإنتقاد يجب ألا يكون أمام إخوته أو أياً كان ويكون الإنتقاد للسلوك والتصرف دون توجيه إنتقاد إلى ذات الطفل أو نعته بصفات معيبة أخلاقياً أو خلقياً، مع الحرص على أن يكون الإنتقاد بلغة الحوار وضرب المثال ومحاولة الإقناع وليس من خلال فرض الأمر الواقع أو إستخدام الضرب أو الإهانة.
●إظهار الإعجاب بإبتكارات الطفل وإنجازاته مهما كانت وعدم الإستخفاف بما يحاول القيام به وذلك لدفعه لمزيد من الإجتهاد.
●تقبل الوالدين لفكرة أن الطفل كيان مستقل له ما يريد.
●تشجيع الطفل على الحوار والتحدث وابداء الرأي وممارسة الهوايات والنشاطات التي يفضلها والابتعاد عن إلزامه بشيء ما.



http://www.mawhopon.net/wp-content/u...46486dfb0d.jpg


دور المدرسة
يتبع


صانعة النهضة 2016-07-26 19:28

رد: وقفات وتأملات ...مع الإبتكار
 
دور المدرسة

أما المدرسة البيت الثاني فلها دور بارز في تعزيز صفات الشخصية الإبتكارية عند الطفل من خلال :

●إبراز قدر من الإحترام للطلاب في سياسة المدرسة.

●العمل على تدريس مواد تخدم التفكير الإبتكاري وتحفز الإبتكار مثل (مهارات التواصل والإتصال، حل المشاكل،ادارة الوقت،القدرة على كتابة واعداد التقارير، المقدرة على الاستنتاج والتنبؤ،.....).

●معاملة جميع الطلاب بنفس الاسلوب والطريقة حتى تكون المدرسة بيئة محببة لهم تدفعهم للابتكار،وتطبيق القوانين المدرسية بطريقة تحافظ على احترام الذات ولا تقلل من شأن الطلاب وتكون العقوبة في حالة الخطأ مناسبة للخطأ ودون التجريح أو التشهير بين الطلاب.

●العمل على تعزيز المسؤولية الشخصية بحيث يكون الوازع الشخصي هو المحرك للطلاب لإجادة التصرف في حال عدم وجود السلطة المدرسية.

دور المعلم
يتبع


صانعة النهضة 2016-07-26 19:31

رد: وقفات وتأملات ...مع الإبتكار
 
دور المعلم

ولكل معلم على حده في المدرسة دور كبير لتعزيز الشخصية الإبتكارية لدى الطلاب من خلال :

●المعلم هو المفتاح الأساسي في العملية التعليمية لذلك إذا كان المعلم يشعر بأنه قادر على الإبتكار ويمتلك صفات الشخصية الإبتكارية فإن ذلك الاحساس ينتقل تلقائيا إلى الطلاب.

●مدح أو ذم الطالب له دور مهم في تعزيز تقدير الطالب أو عدمه لذاته وأيضاً توقعات المعلم لطلابه بالمقدرة على الإبتكار له أثر إيجابي في تحفيزهم والدفع بهم قدماً نحو الأمام.

●الإبتعاد عن إعتبار أن الدرجات التحصيلية هي مقياس التقييم الوحيد للتفوق والتميّز بين الطلاب.

●مساعدة الطلاب على حل المشاكل ووضع الأهداف وتنمية القدرات في مجالات مختلفة حسب ميول كل طالب .

دور الأصدقاء
يتبع


صانعة النهضة 2016-07-26 19:34

رد: وقفات وتأملات ...مع الإبتكار
 
دور الأصدقاء

وأخيراً دور الأصدقاء والزملاء يبرز من خلال :

●مساعدة بعضهم البعض على حل المشاكل العلمية.

●التفكير الإبتكاري الجماعي،والعمل على إيجاد حلول ووضع مشاريع قد يكون معلم المدرسة طلب إليهم ذلك.

●إطلاع الأصدقاء بعضهم البعض على كل ما تصل له أيديهم من معرفة من خلال بحثهم على شبكةالانترنت أو مطالعتهم للكتب أو قيامهم بنشاط علمي أو إستنتاج رياضي ومحصلة ذلك كله هو الحصول على طفل يتسم بالمقدرة على النجاح في الحياة الشخصية الإجتماعية والنجاح في الحياة العلمية والعملية



صانعة النهضة 2016-07-26 19:48

رد: وقفات وتأملات ...مع الإبتكار
 
تأملات في فلسفة الابتكار


عبدالله الحلوي
الاثنين 25 يوليوز 2016 - 11:42






النقد .. والإبتكار
ماهي أسهل مهنة في الوجود؟ ... إنها مهنة "النقد". تستطيع أن تنتقد أي شيء بدون أن تكون مضطرا لبذل جهد ذهني كبير. مثلا، يمكنك أن تنتقد الكأس التي تشرب فيها الشاي لأنها قابلة للانكسار إذا ما سقطت أرضا. ويمكنك أن تنتقد شركة مايكروسوفت لأنها لم تنتج بعد حواسيب تخزن المشاعر كما تخزن المعلومات. ويمكنك أن تنتقد باعة الحلويات لأنهم أول المسؤولين عن انتشار أمراض السكر. النقد مهنة رخيصة جدا.


المهنة التي تحتاج إلى تكوين قوي وتتطلب بذل مجهود خاص هي "صناعة التصميم" (design making) عندما "تصممِّم" فإنك تفعل ذلك لخلق "قيمة مضافة". مثلا، عندما تبحث عن بديل مُبْتَكَرٍ لوسائل الفرجة المعاصرة (المسرح، السينيما، التلفزة، الحلقة) ـ بديلٍ يجعلك "وسط" الأحداث بدل أن تكون أمام الأحداث فستكون قد بدأت "تصمِّم". قد لا تستطيع تحقيق تصورك الجديد للفرجة، لكنك بدأت المساهمة في "تصميم" عالم جديد. نستطيع أن نخدع أنفسنا، من طبيعة الحال، ونقول بأن نقدنا هو نقد "بنّاء"... هذه هي العبارة التي نستعملها عندما نريد أن نمارس أسهل مهنة في العالم بنوع من "المشروعية". إذا أردت أن تكون "بنّاء" فما عليك إلا أن "تبني" ... "البناء" هو أن نلاحظ وجود مشكلة فننهض لحلها بتصميم "قيَم" جديدة.




الذكاء .. والإبتكار
ستقولون لي ... قدرة الفرد على الابتكار قسمة غير عادلة ... لأن الناس يختلفون في درجات ذكائهم وبالتالي فسيختلفون في قدرتهم على الابتكار! ... ولكن، من قال لكم بأن القدرة على الابتكار تتوقف على مستوى الذكاء؟ فقد أثبتت الدراسات الإحصائية الدقيقة (ڭريدزل) منذ الثمانينيات أن التلاميذ المتفوقين في الدراسة إما أنهم من فئة التلاميذ بمستوى عال من الذكاء ومستوى منخفض من القدرة على الابتكار، وإما أنهم ذوو مستوى عال من القدرة على الابتكار ومستوى منخفض من الذكاء ... ممّا يدل على أن "الذكاء" و"القدرة على الإبتكار" ملكتان متمايزتان ... هذا فضلا على أن "الذكاء" أنواع مختلفة (الذكاء التجريدي، الذكاء البصري، الذكاء الحركي، الذكاء الميتافيزيقي ... نظرية "ڭاردنر" في الذكاءات المتعددة)، عليك فقط أن تعرف نوع الذكاء الذي تتفوق فيه لتعرف بأن هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم أذكى منك هم في الحقيقة أذكى منك في نوع من الذكاء بعينه لا بإطلاق ... القدرة على الابتكار قسمة عادلة بين الناس لأننا نستطيع أن نتعلمها ولأنها لا تعتمد على درجة نوع معين من الذكاء!




الشر .. والإبتكار
ابتليت إحدى المدن الأمريكية بالمشكلة التالية: كان اللصوص يسرقون مصابيح الإضاءة في الشوارع. المشكلة أن هاته المصابيح كانت ذات قواعد حلزونية (فيلطاج) مما كان يسهل عمية سرقتها. ماذا يفعل المهندس لحماية المصابيح من السرقة؟ لم يكن من الممكن تغيير مكانها مثلا! ... ابتكر المهندس حلا اقتصاديا فعالا ... صمَّم مصابيح بقواعد حلزونية (فيلطاج) بخطوط حلزونية معكوسة. لم يعرف اللصوص ذلك لذلك يئسوا من محاولة تفكيك المصابيح ... الابتكار هو أن تجعل الشر ييأس من التسلط على أحوال الناس .. وبأقل التكاليف.
نضيف ممرات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ( = المعوقين) في مداخل البنايات ... نجعل الكراسي مريحة بشكل أفضل ... نخفف درجة حرارة الأماكن العمومية في المناطق الحارة ... نُنقص من المواد الملوثة للبيئة ... نجعل الشوارع العمومية مليئة بالأشياء المُبهِجة التي تجعل الناس يبتسمون... إذا كنت تتوفر على وعي ابتكاري، فهذه بعض "القيم" التي ستسعى إلى "إضافتها" إلى الحياة العامة. الابتكار هو أن تنمِّي إحساسا مرهفا بما ينفع الناس.




الجرأة .. والإبتكار
سنة 1920 تساءل شاب اسمه مايكل كالن: لماذا لا نسمح للزبناء أن يجولوا في محلاتنا التجارية ليبحثوا بأنفسهم عما يحتاجون إليه بدل أن يمدهم "مول الحانوت" بطلباتهم؟ تعرضت فكرة كالن لوابل من الانتقادات "البناءة": هل يعقل أن أطلق العنان لزبنائي وأدعهم يجولون بحرية في محلي التجاري؟ ... أليس المطلوب هو خدمة الزبون، فكيف ندفعه إلى خدمة نفسه بنفسه؟ ... ألن يحدث ذلك إرباكا كبيرا للزبناء ولأصحاب المحل التجاري كليهما؟ ... هل من المعقول أن نغامر بمواردنا ورؤوس أموالنا في مثل هذه الأفكار الحمقاء؟ ... تمسك كالن بفكرته وأسس أول سوق ممتاز (supermarket) في العالم وهو King Kullen في نيو جورزي.
هل تريد أن تكون مالكا لسوق ممتاز أم مجرد "مول الحانوت"؟ المفتاح هو: الجرأة على الابتكار.




الحواس .. والإبتكار
كانت سيدة تكتشف خيانة زوجها من طول ربطة عنقه. كانت تلاحظ طولها في الصباح، وتقارنه بطولها عندما يعود في المساء. فإذا تغير هذا الطول، فإن تقلق لأن ذلك يعني أن زوجها ربما خلع ملابسه في مكان ما لسبب ما! ذات يوم اكتشفت المرأة أن ربطة زوجها قد صارت أطول مما كانت عكيه في الصباح.. حزنت كثيرا وواجهت زوجها بالأمر. رد عليها بأن كوب شايه قد اندهق على الربطة مما اضطره إلى خلعها وغسلها بالماء.
لم تقتنع آلزوجة 100%، ولكن قلقها خف بشكل كبير وزاد أملها في وفاء زوجها.
لاحظوا معي أن الحواس تستطيع أن تغير مشاعرنا في طرفة عين. للحواس منطق غير منطق العقل. من المثير أن الأنظمة التربوية المعاصرة لم تلعب أي دور يذكر في تطوير حواسنا ..تعلمنا كيف نحل معادلات من درجات معقدة، ولكننا لم نتعلم شيئا مهما بعد عن منطق الحواس.
تعلمت في تجربتي التعليمية أن الطلبة لا يتمثلون المفاهيم تمثلا كاملا إلا إذا نجحت في تحويل هذه المفاهيم إلى كائنات حسية يمكن أن أشير لها بأصبعي. قد أتذكر مفهوما من المفاهيم التي تعلمتها في مراهقتي إذا ما ذكرتني بها. لكن إذا شم أنفي عطرا كنت أضعه في مراهقتي فلن أتذكر العطر فقط بل سأتذكر معه كثيرا من القصص والمشاعر.
الابتكار في التعليم هو أن تمكن المتعلم من الاستمتاع الحسي بما يتعلمه




الكفايات .. والإبتكار
ما يسمى ببداغوجيا الكفايات هو مجرد جزء من كل بيداغوجي لا ينبغي أن نحرم تلاميذنا منه .. فصحيح، مثلا اننا ان التلميذ يحتاج لتفعيل مكتسباته السابقة وتطوير قدراته (التواصية والإستراتيجية وغيرهما ..)، كما تقترح بيداغوجيا الكفايات، ولكنه يحتاج أيضا إلى اكتساب القدرة على حل المشاكل باستعمال المكتسب (بداغوجيا حل المشاكل)، وعلى الإنخراط في عملية إنتاج المعرفة (بيداغوجيا لورنينغ تو لورن)، ولتعلم استثمار المكتسب في المحيط (بيداغوجيا المشروع)، ولتعلم ربط المكتسبات بعضها ببعض (بيداغوجيا الإدماج) ... لذلك فنحن في حاجة إلى توليفة ذكية تجمع بين كل هذه الثمار الطيبة ... هذا ما أسميه ببيداغوجيا الثقافة الإبتكارية.




العقل .. والإبتكار
اكتشف الفيلسوف الأمريكي جون سورل أمرا مهما يهمُّ العقل الإنساني. كان اكتشافه مبنيا على أبحاث طبيب باحث اسمه بينفيلد. لاحظ بينفيلد أن المرضى المصابين بنوع من الصرع يدعى (petit mal seizures) يفقدون وعيهم بشكل كامل وهم ينجزون مهام مثل قيادة الدراجة أو العزف على البيانو، ولكنهم يستمرون في أداء هذه المهمة بشكل روتيني وميكانيكي حتى مع فقدانهم لوعيهم بشكل كامل! ... ماذا يعني هذا؟ يستنتج جون سورل من هذا أن الوظيفة الأساسية للوعي ليست هي إنجاز المهام المعقدة بشكل كامل، بل تمكين الفرد من إنجازهذه المهام بشكل مرِن ومبتكر. العقل، إذن، هو القدرة على الإبتكار. إذا سلمنا بأن الإنسان حيوان عاقل، علينا أيضا أن نسلم بأن الإنسان حيوان مبتكر ... ماذا يعني هذا بالنسبة للأنظمة التربوية التي لا تشجع على الابتكار ولا تعرف كيف تفعل ذلك؟
الموارد .. والإبتكار
منذ عشرات السنوات، واجهت رواد الفضاء الأمريكيين المشكلة التالية: كانت أقلام الحبر لا تكتب كلما اتجهوا في رحلة فضائية لأن نزول الحبر يحتاج إلى الجاذبية التي عادة ما تكون في مستويات جد منخفضة عندما تبتعد المركبات الفضائية عن الأرض. ما العمل إذن؟ .. شرعت الأنازا في تصميم وصناعة أقلام حبرية لا يحتاج نزول الحبر فيها إلى الجاذبية بل ينزل بتأثير من الضغط فقط. كانت هذه الأقلام الجديدة تعمل بشكل جيد ... مشكلتها الوحيدة أن صناعتها كلّفت أموالا طائلة! ... هنا أثبت الروس أنهم كانوا أكثر ابتكاراً من الأمريكيين! ماذا فعلوا؟ ... استعملوا أقلام الرصاص في رحلاتهم الفضائية لأن هذه الأقلام لا حبر فيها أصلا .. لقد حلوا مشكلة "الكتابة" في الفضاء بدون مصاريف إضافية. مشكلتنا الجوهرية ليست مشكلة إمكانيات وموارد، بل مشكلة أفكار جيدة ...


القيمة .. ولإبتكار
عندما يلطخ طفل صغير جدران المطبخ بالطين أو ما شابه ذلك، نمسح الطين وتنتهي المشكلة. عندما نصاب بالحمى، نذهب عند الطبيب فيصف لنا البينيسيلين مثلا، فتذهب الحمى. عندما يزعجنا شخص ما بالاتصال الهاتفي المستمر، نغلق الهاتف ونتجنب بذلك هذا الازعاج ... لكن ماذا سنفعل إذا كنا نعيش في عالم مليء بالأشرار؟ ... نقتلهم جميعا فينتهي المشكل؟ ... لا تظنوا أني أمزح ... كثير من الناس يفكرون بهذه الطريقة لأنهم يفكرون ب"المنطق" فقط لا بذكائهم القيمي.قتلنا للناس لن ينهي المشكل، بل سيولد سلسلة جديدة من المشاكل لن نخرج منها أبدا. من فضائل الذكاء الابتكاري أنه يمكننا من الارتقاء إلى مستوى الذكاء الروحي (نعم "الروحي") الذي لا يقيم صدق الكلام فقط، بل يقدر قيمة الأشياء أيضا.


خلاصة
عندما نطلب من مهندس أن يهيء لنا تصميما لبيت نريد أن نبنيه، فإننا لا نتوقع منه أن يخرج دليلا من درج مكتبه لنختار منه تصميما جاهزا. لكل بيت تصميم فريد ينسجم مع احتياجات صاحبه ورغباته وذوقه. كل تصميم ينتجه المهندس هو تصميم مبتكر يوفق فيه المهندس بين موارد الزبون وأحلامه ... الابتكار هو فن التوفيق النافع بين الموارد والأحلام.


صانعة النهضة 2016-07-28 12:00

رد: وقفات وتأملات ...مع الإبتكار
 

كوردية 2016-07-28 20:42

رد: وقفات وتأملات ...مع الإبتكار
 
ابداع , ابتكار , ذكاء ,قدرة , مهارة ,موهبة ...وغيرها من المصطلحات التي تتعدد او تتداخل تعريفاتها ,ويصعب الفصل بينهم ولكن الاهم ,ان الله اختص عباده بملكات معينة , وهنا ياتي دور الاسرة لاكتشاف تلك الهبات و من ثم تنميتها وتصقيلها بشكل مجد والا فسوف تضمحل وتذهب سدى , فكم من طاقات تبددت لعدم الانتباه في وقت نحن احوج ما يكون اللى المواهب لتنمية مجتمعاتنا ....
شكرا اختي صانعة النهضة العزيزة ..
...

elqorachi zouaouia 2016-08-05 21:33

رد: وقفات وتأملات ...مع الإبتكار
 
بحث متكامل عن الابتكار شكرا لك صانعة
وكما ذكرت الاخت كوردية فان للاسرة دور هام في تنمية ملكة الابتكار والقدرة على التفكير فيه ، وياتي بعده دور المدرسة حيث يقوم المدرس بغرس هذه القيم والدفع بها الى النماء والتطور ليتم التفتح والظهور في المجتمع لان دوره النهائي جد مشجع ومحفز على النجاح والفوز .

صانعة النهضة 2016-08-10 10:04

رد: وقفات وتأملات ...مع الإبتكار
 


بريطانيا: كيف تتعامل مع الابتكار في مجال التعليم؟


مديرو المدارس الذين استغلوا الفرص الجديدة سيعملون على خدمة الطلاب بأفضل الطرق الممكنة

http://archive.aawsat.com/2012/01/01...er1.656871.jpg
الطريق إلى تحقيق الفرص الإبداعية للمعلمين الراغبين في الابتكار لن يكون مفروشا بالورود
بريطانيا: لويس كافيه

اجتمع مئات المعلمين في مؤتمر الابتكار في التعليم الذي استضافته صحيفة الـ«غارديان» البريطانية يوم الخميس الماضي، واتسم الاجتماع بجو من الإثارة والأمل والحماس الممزوج بالخوف من المستقبل وضعف التطبيقات الحالية والفضول حول المطالب العملية للثورة التكنولوجية التي تسير بوتيرة متسارعة.

وقد أظهر المؤتمر شيئا في غاية الأهمية، هو أننا لم ننجح في اللحاق بركب التغييرات الكبيرة التي تحدث في كيفية قيام البلدان الأكثر ديناميكية بتثقيف شبابها.

وقال لورد بوتنام، وهو المتحدث الرئيسي في المؤتمر: «إننا لم نعد أنفسنا لمعدل التغيير أو العواقب المترتبة على التغيير»، مؤكدا أن الساسة الذين التقاهم في الآونة الأخيرة في وزارة التعليم «لا ينظرون إلى الواقع الحالي، لكنهم ينظرون إلى التعليم كما تمنوا أن يكون عليه التعليم، وإلى حال التعليم في السابق».

وأضاف بوتنام أن «الخطر الحقيقي يكمن في أن التعليم نفسه سوف يعاني، ولن يعتمد علينا الشباب بعد ذلك».

ومع ذلك، سوف يعمل المدرسون ومديرو المدارس الذين استغلوا الفرص الجديدة بكل شجاعة لكي يكون لديهم إعادة تصور لكيفية تطوير التعليم، وسوف يعملون على خدمة الطلاب بأفضل الطرق الممكنة.

وقد ركز المؤتمر على التكنولوجيات الحديثة والفرص الإبداعية المقدمة للمعلمين الذين يرغبون في الابتكار، واعترف المؤتمر بأن الطريق لتحقيق ذلك لن يكون مفروشا بالورود، لكنه سيكون في غاية الصعوبة.

وقد تم تخصيص إحدى الجلسات لمناقشة الدور الحاسم الذي يلعبه مديرو المدارس في تقبل الابتكار الذي قد يشكل تحديا هائلا لهياكل السلطة التقليدية. وقال راسل هوبي، الأمين العام للرابطة الوطنية لمديري المدارس: «إن التكنولوجيات تسبب الدمار والخراب؛ لذا فهناك حاجة ملحة إلى طريقة جديدة للتفكير».

وقال ستيفن كراون، رئيس شركة «سيسكو»: إنه يجب أن يكون هناك إعادة تصور للتطوير المهني وبسرعة، مع التركيز على كيفية تقديم الدعم للمعلمين؛ لأنهم يسعون إلى اعتماد طرق جديدة للعمل.

وألقت إحدى الجلسات الضوء على تأثير التغييرات في المناهج الدراسية على مهارات الطلاب في القرن الحادي والعشرين. وقد أشار سام دوتون، الذي يعمل مطورا في شركة «غوغل» العملاقة، إلى حقيقة أنه في حين يستخدم الأطفال التطبيقات بكل سهولة، فإن «الحوسبة ليست مجرد مهارة رقمية، لكنها تقوم بإعادة تشكيل عالمنا بطرق لا نتمكن من فهمها على الدوام». ولهذا السبب يجب أن يدرك الأطفال ما هو أكثر من مجرد القيام بالعمليات العملية فقط في مجال الحوسبة، وفي هذه الحالة فقط يمكنهم التأثير في كيفية تغيير التكنولوجيات الجديدة لحياتهم عندما يكبرون، وفي الوقت نفسه يكتسبون مهارات جذابة من الناحية التجارية.

وقد تم تخصيص إحدى الجلسات لإلقاء الضوء على الحوافز التي تحث على الابتكار، وتحدث أربعة خبراء، كل منهم لمدة 10 دقائق؛ حيث قال ستيفن بريسلين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «فيوتشر لاب»: إنه من الصعوبة بمكان أن تترجم اختبارا جديدا وغير مترابط إلى تطبيق عملي؛ لذا فهناك حاجة ملحة إلى من يقود الإبداع الحقيقي، على حد قوله.

علاوة على ذلك، قام بعض التربويين بإلقاء الضوء على العقبات النفسية التي تواجه عملية التغيير، وتحدث أحد الخبراء عن كيفية الاعتماد على ألعاب الكومبيوتر في المناهج الدراسية؛ لأنها ستجذب اهتمام التلاميذ، في حين أوضح خبير آخر أنه يمكن استخدام أجهزة الـ«آي فون» في تعزيز عملية التعلم في جميع الدروس.

في الواقع، لا يكمن الإبداع الحقيقي في تطور التكنولوجيا والانتهاء بمناقشة من خلال أسئلة وأجوبة، لكنه يتلخص في وجود رغبة غير محدودة في قبول الطرق الجديدة في الفصول الدراسية.

ويعني هذا أيضا أن مديري المدارس منفتحون على الأفكار الجديدة وحريصون بشكل إيجابي على تعزيز الديناميكا والإبداع اللذين يواجههما المعلمون والتلاميذ؛ حيث إنهم يعملون على نحو متزايد كمتعلمين مشاركين في رحلة التعليم التي تتغير بسرعة كبيرة.

* خدمة «الغارديان» - خاص بـ«الشرق الأوسط»


الساعة الآن 15:24

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd