منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   { منتدى الخيمة الرمضانية } (https://www.profvb.com/vb/f142.html)
-   -   لا بدعة في الذكر والدعاء (https://www.profvb.com/vb/t167638.html)

express-1 2016-06-27 00:43

لا بدعة في الذكر والدعاء
 
رمضانيات رفيقي: لا بدعة في الذكر والدعاء

- عبد الوهاب رفيقي -

http://qushq.com/wp-content/uploads/.../foshaabou.jpg
يذهب المضيقون لمفهوم البدعة إلى أن تخصيص أي مناسبة بدعاء خاص، أو إحداث طريقة مبتكرة في الدعاء، أو استعمال أي وسيلة معينة على الدعاء، بدعة محدثة ضلالة في النار، فعسروا بذلك على الناس ما يسر عليهم، وضيقوا عليهم ما وسع لهم؛ فباب الذكر والدعاء من أوسع الأبواب وأيسرها على الخلق.
وعلى هذا التوسيع جرى العمل في كل عهود الإسلام؛ بدءا بعصر النبوة، حيث كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يتحرجون في ابتكار ما شاءوا من الأدعية المقيدة لأوضاع معينة، ولم يكن ينكر عليهم ذلك، بل كان يثني عليهم ويشكر لهم فعلهم، فلما رفع رأسه يوما من ركوعه وقال: سمع الله لمن حمده، سمع خلفه رجلا يقول: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ولم ينكر عليه هذه الزيادة المبتدعة، بسأل عنه وأثنى على فعله فقال: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول، ففيه إشارة إلى أن باب الدعاء واسع لا تضييق فيه.
وهذا ما فهمه الصحابة عن نبيهم، فاجتهدوا في ابتكار الأدعية والأذكار دون تقيد بالمأثور، فكثير من الأدعية والأذكار التي نرددها إلى اليوم ليست منقولة على النبي الكريم، بل هي اجتهادات شخصية لبعض الصحابة أنتجتها قرائحهم، فدعاء الاستفتاح المشهور: (لا إله إلا أنت سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) ليس دعاء نبويا، بل هو من إبداع علي بن أبي طالب، والدعاء المأثور عند سماع الرعد ( سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته) كانت عادة لعبد الله بن الزبير وليست سنة نبوية، وما يقال عند جنازة الطفل ( اللهم اجعله سلفا وفرطا ودخرا لوالديه) كان اجتهادا من الحسن بن علي، وقل مثل ذلك في كل ألفاظ التلبية في الحج غير التلبية المشهورة.
ومما جرت به عادة المغاربة الاجتماع على الذكر والدعاء، ورجاء البركة بالاجتماع، وتلقينا وإعانة لمن لا يحفظها ولا يعرفها، وهي سنة حسنة توارثتها الأجيال قرونا طويلة، أقل ما فيها من بركة أن تنزل عليهم السكينة وتحفهم الرحمة، ويذكرهم الله فيمن عنده كما جاء في الحديث، ولا معنى لأن ينكر البعض على هؤلاء المجتمعين على موائد الذكر والدعاء اجتماعهم، سواء كان ذلك بعد الصلاة أو عند اختتام مجالس الفرح والحزن، أو خلال حلقات التربية والتزكية، فكل ذلك من الخير الذي ينبغي تشجيعه، والبر الذي ينبغي صيانته.

ومما اعتاده الناس في باب الدعاء والذكر من مغاربة وغيرهم الاستعانة بالمسبحة في العد، وهو عرف إسلامي توارثه الناس بعضهم عن بعض منذ العصور الأولى للإسلام، دون أن ينكر أحد ذلك أو يستهجنه، حتى ظهرت هذه الدعوات الجديدة والنابتة المستحدثة، ممن زعموا أن العد بالسبحة بدعة منكرة، فضيقوا على الناس ما وسع عليهم، ومن ضيق ضيق الله عليه… تقبل الله صيامكم


الساعة الآن 06:33

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd