منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   { منتدى الخيمة الرمضانية } (https://www.profvb.com/vb/f142.html)
-   -   وللجمعة أعرافها (https://www.profvb.com/vb/t167637.html)

express-1 2016-06-27 00:40

وللجمعة أعرافها
 
رمضانيات رفيقي: وللجمعة أعرافها

- عبد الوهاب رفيقي -

http://qushq.com/wp-content/uploads/.../foshaabou.jpg
لما كانت الجمعة طقسا احتفاليا أسبوعيا، يجتمع فيه الناس ويلقى بعضهم بعضا، ويتزودون فيه من الإيمانيات والروحانيات بما يواجهون به نصب ما يلاقونه طيلة الأسبوع من ضغوط مادية وأعباء حسية، كان من الطبيعي أن تضاف إلى طقوس الجمعة الأصيلة في التعبد بعض السنن الحسنة والمحدثات الجميلة، بما يتناسب وخصوصيات كل بلد وطبيعته وما استقر عليه العمل عند فقهاء ذلك البلد وعلمائه.
وكذلك كان شأن المغاربة، فأضفوا على الجمعة بعض اللمسة الجميلة والإضافة الحسنة، فإذا كانوا في انتظار الإمام اجتمعوا على قراءة القرآن، تذكيرا للحافظ وتسميعا للجاهل، حتى إذا حان وقت الصلاة خرج الإمام إلى المنبر، فقام المؤذن في الناس مصليا على النبي، عليه السلام، ومذكرا بضرورة الإنصات إلى الخطبة وعدم اللغو فيها. ثم يرفع الأذان ثلاثا، قبل أن يخطب الخطيب خطبته ويصلي بالناس صلاته، فيتفرّق الناس بعد أن يسلم بعضهم على بعض، تسود بينهم المحبة وتحفهم الرحمة.
وعلى عادة المتدينين الجدد في نسف هذه العادات والسنن الحسنة، فقد رأوا في كثير من هذه الطقوس بدعة، فحاولوا في بعض مساجدهم استبدال قراءة القرآن جماعة بقارئ واحد؛ وثلاثة أذانات بأذان واحد، وعدّوا تدخل المؤذن بدعة، ورفع اليد أثناء الدعاء بدعة، رغم أن هذا ما عليه المغاربة منذ عشرة قرون على الأقل، في ما نقله أهل التاريخ، وليس في كل ذلك ما هو سيء أو يخالف مقصدا من مقاصد الدين أو كلية من كلياته، فقراءة القرآن جماعة سنة حسنة كما سبق بيانه، وتذكير المؤذن للمصلين تنبيه حسن لا ضرر فيه.. وتعداد الآذان لا حرج فيه، في الجمعة وفي غير الجمعة، لأنه وسيلة ومقصد وليس غاية لذاتها؛ فإذا استحسن الناس إضافة أذان آخر لمصلحة رأوها فليس هناك ما يمنعهم من ذلك. وقد أضاف الخليفة الراشد عثمان بن عفان أذانا ثانيا إلى الجمعة لمصلحة رآها دون أن ينكر عليه أحد ذلك، لِما كانوا يرون من سعة الأمر وعدم التضييق فيه.
والعجب أن كثيرا من هؤلاء المنكرين على المغاربة تديّنهم وخصوصيتهم قد يصلون الجمعة في المسجد الحرام، حيث يرفع لصلاة الجمعة أذانان، ولا ينكرون ذلك ولا يعُدّونه بدعة، مع أنه أمر محدث عند القوم، وجمعة النبي الكريم لم يكن لها إلا أذان واحد.. فهل ما أحدثه أهل الحرم مما استحسنوه واعتادوا عليه ليس بدعة وما اختاره المغاربة بدعة لمجرد أن هؤلاء يسكنون عند الحرم؟ وقل مثل هذا في ما يقام من التراويح والتهجد ودعاء الختم مما لم يكن على عهد النبي ولا سنه للأمة، فلِمَ لا تُشهَر في حقهم سيوف التبديع والتضليل؟ أم أنهم اكتسبوا مناعة ضد ذلك بشرف المكان؟ رغم أن المبدأ واحد والعلة متحدة؛ فالبدعة بدعة في شرق الأرض وغربها، ولكنه الافتتان بكل ما هو قادم من الشرق والتحسس من كل ما هو من عادات أهل البلد!.. وهذا مدخل من مداخل التشدد والتعسير على الناس… تقبل الله منا ومنكم.


الساعة الآن 13:40

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd