منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - التراويح بدعة حسنة والأفضل أداؤها في البيت

رمضانيات رفيقي: التراويح بدعة حسنة والأفضل أداؤها في البيت

- كشك -

http://qushq.com/wp-content/uploads/.../foshaabou.jpg
صلاة التراويح من العبادات المؤثثة لشهر رمضان، تضفي على أجواء الشهر الكريم جمالا وتبعث في المساجد حيوية ونشاطا وإقبالا، فتتهيأ المساجد والمصليات لاستقبال الصائمين كل ليلة بعد الإفطار، ويتنافس القراء والأئمة في إطراب السامعين وتشنيف آذانهم بأصواتهم العذبة وقراءاتهم المتنوعة، وتحرص النساء، كما الرجال، على حضور تلك الأجواء البهية والطقوس الروحانية.
كل هذا جميل ومبهج، والصور التي تنقل من بعض المساجد تقر العين وتسر الفؤاد، ولكن الذي لا يروقني في الموضوع هو اعتبار التراويح عند البعض وكأنها أحد شروط الصيام أو أركانه، بل كأنها واجب يأثم تاركه، علما أن التراويح ليست فريضة شرعية ولا حتى سنة نبوية؛ وما حدث من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه لليلتين متواليتين قيام رمضان لم يكن صلاة تراويح ولا جمع النبي أصحابه عليها، كل ما في الأمر أنه كان يصلي فصلى الناس بصلاته ليلتين، ثم تخلى عن ذلك في اللية الثالثة خشية أن يفرض عليهم الحال، ولهذا عاد الصحابة لأداء قيام الليل فرادى متوزعين ولو داخل المسجد، إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ما عرف بـ”صلاة التراويح” خلف إمام واحد، فكانت بدعةً حسنة محمودة من عمر الفاروق، توارثها المسلمون بعده، وما زالوا عليها إلى اليوم، دون نكير أو تنطع.
ولذلك ذهب المالكية إلى أن أداء صلاة التراويح في البيت أفضل من أدائها في المسجد، بشرط ألا يهجر المسجد؛ والأمر واسع في الباب، من شاء صلى في المسجد، ومن شاء صلى في بيته، ومن شاء جمع بينهما، ومن شاء اكتفى بالمفروضة.
وليس لقيام الليل في رمضان وغيره حد، وصلاته، عليه الصلاة، أحد عشرة ركعة لا دليل فيه على التحديد، كما أننا لسنا ملزمين بقراءة قدر ما كان يقرأ عليه الصلاة والسلام، ولذلك اختلفت عادة المسلمين بين البلدان في عدد ما يصلى من الركعات، فمنهم من يصليها أربعين، ومنهم من يؤديها عشرين، ومنهم من يكتفي بالثلاث عشرة أو الإحدى عشرة ركعة، وللمصلي أن يصلي من الركعات ما ينشُط له، وليس عليه البقاء إلى انصراف الإمام.
ولما كان اجتماع الناس للتراويح من المصلحة المرسلة فتنظيم ذلك وتوزيعه وتقسيمه إلى ركعات بعد العشاء وأخرى قبل الفجر لا حرج فيه، وهو بدعة حسنة ما زال عليها المغاربة قرونا، فالإنكار على ذلك تنطعٌ وتشدد وتأثر بأنماط تدَيّن مخالفة لما عليه أهل البلد. ولا حرج في حمل المصحف أثناء التراويح للإمام والقراءة منه، ولا حرج في ذلك على المأموم، أيضا، إذا أراد متابعة الإمام، لأنه يرخَّص في الحركة في النافلة ما لا يرخص في الفريضة.
تقبل الله قيامكم