2016-06-17, 02:02
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: القراءة والنهل من المعارف ميزة ثقافية تستهوي الصائمين بجهة طنجة | ومن وجهة نظري كاحد سكان طنجة، وبالرغم من ملاحظتي لانتشار معارض للكتاب في بعض المراكز والساحات وبعض المحلات ..وبالرغم من ملاحظتي لازدحامها بالرواد خاصة من كبار السن المصحوبين باطفالهم - كما دأبت على ذالك شخصيا كل رمضان مع بناتي- الا ان اقتناء الكتب تيقى امرا نادرا كما ألاحظ لغلاء الأثمان وبخاصة للمؤلفات الادبية والتراثية وكتب التاريخ والكتب المترجمة وغيرها من الكتب المفيدة..اذ يفوق سعرها المائة درهم ،وتبقى قصص الاطفال والمجلات العربية والمطبوعات الخاصة التي لا تحمل اسماء مؤلفين معروفين أو كتيبات الأبراج والشهيوات والتلوين والادعية وما الى ذلك هي ما تعرف اقبالا لرخص سعرها الذي لا يتعدى 20 درهما. وخارج المعارض تبقى الجرائد الوطنية سيدة المبيعات لتوفرها على صفحات خاصة برمضان وصفحات للتسلية التي يجزي بها القارئ وقته خصوصا قبيل المغرب..
هذا وهناك الوجه الاخر لمدينة طنجة -وانا لا اتحدث هنا لا على طنجة وليس تطوان او الحسيمة- وهو وجه قبيح جدا في رمضان من كل عام يطبعه العنف وسقوط الضحايا جراء استخدام السلاح الابيض نتيجة تاثر بعض الجانحين من غياب استعمال المخدرات بكل انواعها وعدم تمكنهم من الحصول عليها..فقذ عرفت طنجة خلال هذا الشهر الفضيل لهذه السنة لحدود الان سقوط عدة ضحايا منهم قتلى او في حالة خطيرة ..وكذالك انتشار التسول بشكل رهيب حتى ان كل الشوارع والساحات والجنبات تكتض بالمتسولين نساءا واطفالا ، مغاربة وافارقة ، اصحاء ومعاقين ..لا يتركون لك فرصة فعل الخير فيمن يستحقه..كما ينتشر الباعة العشوائيين في كل مكان من طنجة يعرضون كل انواع المبيعات من البطبوط الى الكرموس الى الالبسة والادوات المستعملة..اما حركة المرور فالى جانب الأشغال التي تعرفها الكثير من مناطق المدينة والتي تعيق الحركة فان عصبية السائقين والراجلين تزرع فوضى لا مثيل لها وذلك باطلاق أصوات المنبهات بشكل هستيري وصاخب ، تتبعها لعنات وصيحات الراجلين مما يجعلك المشهد أشبه بفيلم هيتشكوكي...هذا ولا يجب أن ننسى حوادث السير الدرامية التي عرفتها بعض الشوارع على سعتها بسبب فقدان السائقين وأغلبهم من الشباب المتهور وابناء الاعيان والمحظوظين...وحتى سائقي الطاكسيات الكبيرة والصغيرة ومركبات النقل المختلفة الدين يتحولون الى اشباه المجانين ، وكلنا يتذكر ما حدث في السنة الفارطة من مقتل شرطي قام بجره سائق بعربته في الاتجاه الممنوع وأرداه قتيلا..
ولا ننسى ما يقع في شهر رمضان من ارتفاع مهول للاسعار في كل الفواكه والأسماك واللحوم والمنتجات الغدائية بكل اصنافها في غياب اية رقابة تذكر..اضافة الى ترويج منتجات فاسدة مستوردة أو محلية في الأسواق والدروب الشعبية دون حرص من السلطات على صحة المواطن رغم بعض الحملات الخجولة والمخجلة التي لا تؤتي اكلها..
وبعد كل هذا وذاك تنشط اللصوصية والنشل نهارا وبشكل ظاهر ، يكون من بين ضحاياها في الغالب السياح كبار السن او الفتيات..
خلاصة القول ، هده هي طنجة كما اراها وانا الذي أداوم على التجول بين جنباتها كل يوم بعد العصر في كل رمضان ، واجدها قد تحولت الى جحيم بل سعير..اقول قولي هذا وأقسم اني لم أقل الا بما أشهده وليس بما تنقله وكالات الانباء ، او ممن لا يفارق مقعده امم بيته..وما اقصد بشهادتي تشويه سمعة المدينة ولا اهلها وأنا منهم بل أسفا على رمضان طنجة كما ألفته ، شهر العبادات والرخاء والامن وزيارة الاحباب والعطف على المساكين من دون الطمع في اصواتهم المكتومة..شهر كانت النسوة والاطفال يجدون في ساحاتها وحدائقها التي اختفت مجالا لتبادل الحديث والالعاب والتفرج على فنون الحلقة ..ياحسرة على طنجة .. | |
| |