لاأحد ينكربأن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم بوجه عام وبالدول العربية على وجه التحديد ,ولكن هل تساءلنا عن السر في ذلك ؟
الإجابة نجدها في كتاب "سيكولوجية الإنسان المقهور" لصاحبه مصطفى حجازي ,الذي يرى بأنها وسيلة اهتدى إليها الحكام لصرف نظر شعوبها عنها حتى تفعل بهم ما تشاء وتحقق ما تريد وتحافظ على النسق الإجتماعي الكائن أو ما سماه بيير بورديو reproduction (إعادة الإنتاج).
إنها أفيون الشعوب العربية حقا ومتنفسهم الوحيد عن القهروالظلم الذي يعيشونه ووسيلة التعبير الأنسب لمعاناتهم , لقد ضخموا حجم الغباوة في نفوس مجتمعنا ،فترى طفلا يحفظ عن ظهر قلب أسماء الأندية ولاعبيها ومدربيها و......ولايعرف مثقال ذرة عن ابن خلدون أو ابن سينا أو الرازي أو.........والله إنه لشئ يندى له الجبين.

نعم لقد أصبحت كرة القدم أفيون الشعوب العربية "المقهورة" ..حيث تعوض بشكل لا واعي عن خيبة املها في مواجهة واقعها المعيشي المليئ بالهزائم المتتالية ..وبالعجز المتواصل في تحقيق الغداء والكساء والحاجات الضرورية من مسكن وتطبيب وتمدرس وعمل لابنائها ..وفقدان الحريات العامة في مجتمعاتها ...فهي اذن تعوض عن كل هذه النكسات اليومية المعيشية ..بتقمص دور البطولة الوهمية ..وذلك في محاولة تخديرية لبلوغ نشوة "النصر الزائف" ..وبالتالي التغني والاحتفال المصطنع بنخبه ..وتعمل الانظمة الديكتاتورية ولا ديموقراطية في البلاد العربية على تغدية هذا الشعور ..وتأجيجه ليعمي الشارع عن مشاكله الحقيقية والتحديات التي تواجه ابناءه ..في محاولة لكسب الوقت الميت من التسلط على عقول الشعوب المقهورة ، وعلى خيراتها..وهكذا نجد القنوات العربية هي المنافس الاقوى في اسواق شراء حقوق البث المشفر للبطولات الرياضية لكرة القدم العربية والاوربية والعالمية ..وان عدد القنوات والبرامج الرياضية اكبر من عدد القنوات والبرامج التعليمية في الوطن العربي