منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   مختارات الدكتور محمد عابد الجابري (https://www.profvb.com/vb/f315.html)
-   -   في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار (https://www.profvb.com/vb/t166862.html)

صانعة النهضة 2016-05-04 18:57

في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار
 
في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار

http://t1.hespress.com/files/abdejabri_403907818.jpg



I

حلت أمس(3ماي 2016) الذكرى السادسة على رحيله عنا، ولا يملأ الفراغ الكبير الذي تركه في الحقلين الثقافي والسياسي غير العودة إلى ما خلفه من ذخيرة فكرية ثرية تجمع بين النقد والتحليل والبحث العميق في النصوص التراثية والحديثة المعاصرة، وبين المواقف المبدئية والعقلانية والواقعية من قضايا عالمنا المعاصر بتناقضاته وتحولاته الكبرى.


الراحل محمد عابد الجابري، المثقف/السياسي، هو اليوم ذلك الغائب الحاضر دوما فينا؛ فهو مرجع في أي بحث، وفي تناول أي قضية أو مفهوم، لأنه ببساطة يشكل أحد نماذج المفكر النسقي متعدد الأبعاد.


و"لو" كان اليوم بيننا وعاش "ثورات وخيبات" ما يسمى بالربيع العربي لأضاء لنا بقراءاته الفاحصة لمسارها ومعطياتها الكثير من الزوايا المعتمة والمساحات الرمادية فيها، وجادل مختلف القوى المحركة لها والفاعلة في تحديد وجهتها دون أية مهادنة منه للاستبداد سواء كان باسم المصلحة القومية أو باسم الدفاع عن الهوية في بعدها الديني.





II
في دراسة تحت عنوان المشروع الرباعي، كتب حسن حنفي بمناسبة الذكرى الأربعينية لفقيدنا الجابري:


"العزاء يقوم على ذكر ألمآثر، والدراسة تقوم على الحوار والمناقشة (...) والمهم هو تطوير الجابري وليس تقليده، إعادة قراءته، وليس تكراره، فتح المجال لأجيال (جابرية) قادمة لمناقشة المؤسس" (مجلة الدوحة-عدد 34- غشت 2010).



وفي السياق والمناسبة نفسيهما، كتب طيب تيزيني: "إن الوفاء للمفكر الراحل الجابري يعني، ضمن ما يعينه، متابعة ما أشعله من مواقف وقضايا"، معتبرا ذلك "واجبا فكريا وأخلاقيا وقوميا...".


إنهما شهادتان معبرتان في حق الفقيد، ودعوتان لمن يرى نفسه معنيا بمشروعه الفكري التنويري النهضوي إلى عدم تحنيط هذا المشروع، أو التعاطي معه بتجزيئية "نفعية" أو انتقائية إيديولوجية، وإنما بمواصلته، اجتهادا ونقدا وتعميقا لأطروحته وتوضيحا للأفق الذي رسمه لنفسه. "فلو قلد الهيجليون الشبان"، يضيف الدكتور حنفي، "هيجل وكرروه، كما فعل اليمين الهيجلي، لمات".


إن الطبيعة النسقية للفكر "الجابري" توفر أرضية ثقافية خصبة وصلبة لحوار حقيقي حول كل القضايا والإشكاليات التي تواجه مشروع النهضة المعاق في مجتمعات التأخر التاريخي؛ بحيث لا يمكن لأي باحث أن يتناول تلك القضايا خارج "الإرث الجابري" المتنوع ومتعدد الأبعاد والمقاربات، ولكن واحد الرؤية والأفق.


III
فعلى مدى ثلاثة عقود من البحث والتأليف؛ أي منذ صدور كتاب "نحن والتراث" سنة 1980، مرورا بالمشروع الرباعي حول نقد العقل العربي، وصولا إلى مشروع قراءة القرآن الكريم، نجد أنفسنا أمام مفكر نسقي يتبنى استراتيجية فكرية أطرت مختلف حلقات مشروعه الفكري المتنوعة، إنها إستراتيجية "إعادة بناء الذات العربية من داخل التراث العربي الإسلامي"، وعبر "الانتظام فيه" بعد تفكيك مسلماته ونقد مطلقاته، لأجل تجديد العلاقة به في أفق التوظيف الخلاق له في سياق حاجيات الحاضر وتحدياته التاريخية ومتطلباته الحيوية والمصيرية، وفي مقدمتها العقلانية والحداثة والديمقراطية.


يقول فقيدنا في هذا السياق:
"مشروعنا هادف إذن، فنحن لا نمارس النقد من أجل النقد، بل من أجل التحرر مما هو ميت ومتخشب في كياننا العقلي وإرثنا الثقافي. والهدف فسح المجال للحياة كي تستأنف فينا دورتها وتعيد فينا زرعها" (بنية العقل العربي- الطبعة الأولى- ص585).



إن "الانتظام في التراث" ليس، كما ظل يوضح ذلك في مختلف أبحاثه، "استسلاما لنظامه"، وإنما إجراءا منهجيا لأجل "تجاوز مطلقاته، فهو (التراث) ليس شيئا مضى وانقضى (...) فنحن قوم لم يتجاوزوا آباءهم بعد على الصعيد الثقافي"، (مواقف عدد 28 - يونيو 2004).


إن رفض الجابري لدعوات "القطيعة مع التراث "، ودعوته إلى منهجية "الوصل معه من أجل الفصل"، فرضا على المفكر الراحل تعبئة أدوات منهجية متنوعة، تسلح بها في عملية ذهاب وإياب شاقة من الحاضر إلى الماضي، ومن الماضي إلى الحاضر فاحصا النصوص القديمة والحديثة، مستنطقا الأحداث التاريخية المرتبطة بها، ومحققا في وقائع كل حقبة تاريخية بعينها، محاورا ومنتقدا أعلام ثقافتنا العربية الإسلامية، ومتسائلا حول المفاهيم الكبرى المؤطرة للفكر العربي المعاصر بهدف استجلاء مرجعياتها. فكما يؤكد الجابري في أكثر من مكان، "لا معنى للحديث عن أي شيء لا يرتبط بمرجعية، لا يستند إلى أصل".


وهكذا وفي مختلف مفاصل مشروعه الفكري، أولى الراحل عناية كبرى بمفاهيم خطابه (وخطابات الآخرين)، فهو لا يأخذ بها كمعطى جاهز ومباشر، وإنما يسائلها ويفككها ليوضح دلالاتها المعجمية في علاقة مع معطيات الإطار التاريخي والنسق المعرفي الذي تأسست داخله وانحدرت لنا منه. بمعنى آخر، كان الجابري حريصا في إطار النقد الإبسيمولوجي على النظر إلى المفاهيم من خلال تطورها في مرجعيتها مضفيا عليها طابع التاريخية والنسبية. وبهذه المقاربة المفاهيمية لمختلف الخطابات الفكرية، قديمها وحديثها، يمثل أمامنا الجابري بوجهين متكاملين متفاعلين:


وجه الباحث المتمكن من أدواته المنهجية والمحدد بدقة لأسئلته المندرجة ضمن وحدة الإشكالية، والتي يجوب بها بمختلف أروقة نصوص الثقافة العربية الإسلامية القديمة والحديثة والمعاصرة،


ووجه البيداغوجي المحنك والديداكتيكي المجرب الحامل دوما لهاجس التبليغ الواضح من خلال التفسير والشرح الميسرين لفهم المتلقي، دونما إخلال بعمق الموضوع المبحوث وللإشكالية المؤطرة له.


لقد قادت عناية الجابري بمفاهيم الخطاب، ونظرته إليها في دينامكيتها ونسبيتها وتاريخيتها، إلى قناعة عبر عنها في أكثر من مناسبة وترجمها إلى أعمال، وهي ضرورة تبيئة المفاهيم الحديثة في ثقافتنا، وتعني التبيئة عنده، كما يقول، "ربط المفهوم بالحقل المنقول إليه ربطا عضويا، وذلك ببناء مرجعية له تمنحه المشروعية والسلطة في آن واحد"؛ أي "بناء مرجعية له داخل الحقل المنقول إليه".


وقد خصص الراحل كتاب "المثقفون في الحضارة العربية" ليكون بمثابة تطبيق لعملية التبيئة. يقول في هذا الصدد "عمدنا قصدا في تحليلنا لمفهوم المثقف إلى سلوك خطوات تطبيقية بيداغوجية الطابع"، (ص14)، والهدف من ذلك هو إزالة ما يلف هذا المفهوم في الخطاب العربي المعاصر من لبس وضبابية، لكونه- يضيف الجابري- "لا يرتبط بمرجعية واضحة في الثقافة العربية الماضية والحاضرة" (الصفحة نفسها).


إن عملية التأصيل والتبيئة للمفاهيم الحديثة (الديمقراطية العقلانية، العلمانية ... إلخ) ولقيم الحداثة المعاصرة، كما باشرها الجابري في جل أعماله، دفعت الكثير من الباحثين والمهتمين بالمشروع الفكري للجابري الى إبداء عدة ملاحظات نقدية حوله، أوجز بعضها هنا بصيغة تساؤلية:


ألا تنطوي عملية التبيئة للمفاهيم الحديثة على ثنائية الأصالة والمعاصرة التي ظلت تؤطر وتأسر الفكر العربي الحديث والمعاصر؟ وكيف يمكن تأصيل مفاهيم الحداثة العقلية والفكرية والعلمية المرتبطة بفضائها التاريخي الخاص دون الوقوع في التوفيقية الفجة ذات الخلفية الايديولوجية؟ ودون السقوط في انتقائية تصيب الفكر بالتأرجح والارتجاج "والهشاشة" في ظل الاختلاف الجذري بين فضاء الحداثة الأوروبي، وبين فضائنا التاريخي والثقافي الذي مازال مستعصيا على استيعاب أسسها (أي الحداثة) والتمثل الخلاق لنتائجها وقيمها؟


ألا يقتضي النقد الإبستيمولوجي للتراث نقدا جذريا لبديهيات العقل العربي الإسلامي ومسلماته، وللمحتوى المعرفي للفلسفة أو الميتافيزيقا التي تأسست عليها تلك البديهيات، بدل التعامل معه من زاوية التوظيف الإيديولوجي البحث، تحت ضغط حاجات الحاضر المأزوم والمتردي "للذات العربية "؟


كيف يمكن نقد الحداثة الأوروبية ومفاهيمها وقيمها من جهة، ونقد الذات التاريخية العربية الإسلامية من جهة ثانية دون السقوط في النزعة الانتقائية، كانتقاء مثلا ما يجوز تبيئته من مفاهيم الحداثة، وما لا يقبل أو لا يجوز تبيئته، فالعلمانية عند الجابري مفهوم يستحيل نقله أو إيجاد مرجعية له في ثقافتنا، لهذا دعا إلى الحاقها أو"تذويبها" في العقلانية والديمقراطية.


يقول في هذا الصدد، بوضوح ما بعده وضوح: "ما زلت أؤمن بأن العلمانية بالنسبة للحضارة العربية الإسلامية موضوع التباس، فالمفاهيم في النهاية فائدتها قائمة في إجرائيتها، ومفهوم العلمانية بدون وجود كنيسة فيه كثير من الالتباس"، ويضيف جازما بعدم صلاحية مفهوم العلمانية واستحالة استنباته في ثقافتنا وفي بناء الحداثة السياسية:


"أعتقد أن المناداة بالعلمانية في المجتمع العربي الاسلامي يشبه المناداة بالخلافة والإمامة في أوروبا" (حوار مع مجلة الآداب البيروتية-مارس 1996 ومواقف ع 28)،



وعليه فإن ما ينبغي التطلع والعمل من أجله هو عدم توظيف الدين في السياسة، حسب الجابري، أما فصل الدين عن الدولة، كما في السياق الأوروبي، فذلك، كما يقول، "لن يجد له قوته الإجرائية" (المرجع نفسه)،


أليس موقف الجابري هذا من العلمانية تعبيرا عن المآزق المعرفية والمنهجية والثقافية لدعوة "تأصيل الحداثة"؟


إذا كانت قيم الحداثة كما، يؤكد الجابري، قيما إنسانية كلية عالمية، ألا يصبح المدخل إليها هو الحداثة ذاتها، العقلية والفكرية، والتي تضم في جوفها تراث العرب والمسلمين وإنجازاته الكبرى، وفي مقدمتها العقلانية الرشدية التي تشكل مرجعية أساسية للحداثة العقلية والسياسية الأوروبية، ونقطة التقاء بين الحضارتين العربية الإسلامية والأوروبية المسيحية؟


إنها تساؤلات من بين أخرى، تؤكد أن الراحل الجابري ما زال حاضرا، ينفث روحه النقدية فينا، ويحفز على التفكير والنقد والتساؤل. وكيفما كانت قوة بعض الانتقادات التي تناولت المشروع الفكري العقلاني للراحل، سواء على المستوى المنهجي أو المعرفي والإيديولوجي، فإنها لا تنقص من قيمته ونوعية إضافاته التنويرية في التراكم الفكري والثقافي الهادف إلى ما كان يدعو إليه: "كسر بنية العقل المنحدر إلينا من عصر الانحطاط"، و"التخلي عن الفهم التراثي للتراث"، و"إعادة بناء الذات العربية والإسلامية" على أسس العقل والحرية والديمقراطية بما يصالحها مع ماضيها وحاضرها ويفتح أمامها أفقا تاريخيا جديدا.





جليل طليمات
الأربعاء 04 ماي 2016 -


صانعة النهضة 2016-05-04 21:19

رد: في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار
 

صانعة النهضة 2016-11-22 17:27

رد: في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار
 
محمد عابد الجابري.. سيرة مفكر



http://www.aljazeera.net/mritems/ima...36673_1_34.jpg





ولد محمد عابد الجابري نهاية عام 1935 في مدينة فكيك شرقي المغرب، وارتقى في مسالك التعليم في بلده، حيث قضى فيه 45 سنة مدرسا ثم ناظر ثانوية ثم مراقبا وموجها تربويا لأساتذة الفلسفة في التعليم الثانوي، ثم أستاذا لمادة الفلسفة في الجامعة.


حصل عام 1967 على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة، ثم دكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970 من كلية الآداب التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، وعمل أستاذا للفلسفة والفكر العربي والإسلامي بالكلية نفسها.


انخرط الجابري في خلايا المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي للمغرب بداية الخمسينيات من القرن الماضي, وبعد استقلال البلاد اعتقل عام 1963 مع عدد من قيادات حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، كما اعتقل مرة ثانية عام 1965 مع مجموعة من رجال التعليم إثر اضطرابات عرفها المغرب في تلك السنة.
كما كان قياديا بارزا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فترة طويلة، قبل أن يقدم استقالته من المسؤوليات الحزبية في أبريل/نيسان 1981، ويعتزل العمل السياسي ليتفرغ للإنتاج الفكري.
وكان له أيضا نشاط في المجال الإعلامي، حيث اشتغل في جريدة "العلم" ثم جريدة "المحرر"، وساهم في إصدار مجلة "أقلام"، وكذا أسبوعية "فلسطين" التي صدرت عام 1968.



جوائز حصل عليها:
- جائزة بغداد للثقافة العربية، اليونسكو، يونيو/حزيران 1988.
- الجائزة المغاربية للثقافة، مايو/أيار 1999.
- جائزة الدراسات الفكرية في العالم العربي، نوفمبر/تشرين الثاني 2005.
- جائزة الرواد، مؤسسة الفكر العربي، ديسمبر/كانون الأول 2005.
- ميدالية ابن سينا من اليونسكو بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، نوفمبر/تشرين الثاني 2006.
- جائزة ابن رشد للفكر الحر، أكتوبر/تشرين الأول 2008.


من مؤلفاته:
- العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي، وهو نص أطروحته لنيل الدكتوراه.
- أضواء على مشكل التعليم بالمغرب.
- مدخل إلى فلسفة العلوم (جزآن).
- من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية .
- نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي.
- الخطاب العربي المعاصر: دراسة تحليلية نقدية.
- تكوين العقل العربي
- بنية العقل العربي
- السياسات التعليمية في المغرب العربي.
- إشكاليات الفكر العربي المعاصر.
- المغرب المعاصر: الخصوصية والهوية.. الحداثة والتنمية.
- العقل السياسي العربي.
- حوار المغرب والمشرق: حوار مع د. حسن حنفي.
- التراث والحداثة: دراسات ومـناقشات.
- مقدمة لنقد العقل العربي.
- المسألة الثقافية.
- المثقفون في الحضارة العربية الإسلامية، محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد.
- مسألة الهوية: العروبة والإسلام... والغرب.
- الدين والدولة وتطبيق الشريعة.
- المشروع النهضوي العربي.
- الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- قضايا في الفكر المعاصر (العولمة، صراع الحضارات، العودة إلى الأخلاق، التسامح، الديمقراطية ونظام القيم، الفلسفة والمدينة).
- التنمية البشرية والخصوصية السوسيوثقافية: العالم العربي نموذجا.
- وجهة نظر: نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر.
- حفريات في الذاكرة، من بعيد (سيرة ذاتية من الصبا إلى سن العشرين).
- الإشراف على نشر جديد لأعمال ابن رشد الأصيلة مع مداخل ومقدمات تحليلية وشروح.
- ابن رشد: سيرة وفكر 1998.
- العقل الأخلاقي العربي: دراسة تحليلية نقدية لنظم القيم في الثقافة العربية.
- سلسلة مواقف (سلسلة كتب في حجم كتاب الجيب).
- في نقد الحاجة إلى الإصلاح.
- مدخل إلى القرآن.
- فهم القرآن: التفسير الواضح حسب ترتيب النزول.

المصدر:الجزيرة



خادم المنتدى 2017-01-31 20:36

رد: في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار
 
محمد عابد الجابري .. مجموعة مهمة من كتب

http://4.bp.blogspot.com/-IHGz8s6XI-...%25D9%258A.jpg

ه






محمد عابد الجابري مفكّر وفيلسوف أثرى وأثّر في العقل العربي، وفي هذا الموضوع تطرح مكتبة خالدية مجموعة من كتب الجابري...
"ولد محمد عابد الجابري نهاية عام 1935 في مدينة فكيك شرقي المغرب، وارتقى في مسالك التعليم في بلده، حيث قضى فيه 45 سنة مدرسا ثم ناظر ثانوية ثم مراقبا وموجها تربويا لأساتذة الفلسفة في التعليم الثانوي، ثم أستاذا لمادة الفلسفة في الجامعة.

حصل عام 1967 على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة، ثم دكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970 من كلية الآداب التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، وعمل أستاذا للفلسفة والفكر العربي والإسلامي بالكلية نفسها.
انخرط الجابري في خلايا المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي للمغرب بداية الخمسينيات من القرن الماضي, وبعد استقلال البلاد اعتقل عام 1963 مع عدد من قيادات حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، كما اعتقل مرة ثانية عام 1965 مع مجموعة من رجال التعليم إثر اضطرابات عرفها المغرب في تلك السنة.
كما كان قياديا بارزا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فترة طويلة، قبل أن يقدم استقالته من المسؤوليات الحزبية في أبريل/نيسان 1981، ويعتزل العمل السياسي ليتفرغ للإنتاج الفكري.
وكان له أيضا نشاط في المجال الإعلامي، حيث اشتغل في جريدة "العلم" ثم جريدة "المحرر"، وساهم في إصدار مجلة "أقلام"، وكذا أسبوعية "فلسطين" التي صدرت عام 1968..
توفي يوم 3 مايو 2010 ودفن بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء" (تقديم منقول)


لتحميل الكتاب اضغط على العنوان


محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد


Democracy Human Rights and Law in Islamic Thought


إشكاليات الفكر العربي المعاصر.الجابري


ابن رشد. الجابري


التراث والحداثة. الجابري


الجابري..مقالات منوعة.


الخطاب العربي المعاصر. الجابري


الديمقراطية وحقوق الإنسان. الجابري


الدين والدولة وتطبيق الشريعة. الجابري


الرؤية الاستشراقية في الفلسفة الإسلامية


العصبية والدولة. الجابري


الفكر السياسي العربي من خلال الجابري. رسالة

http://www.blogger.com/img/blank.gif
المثقفون في الحضارة العربية. الجابري. نسخة أخرى


حفريات. الجابري


عقائد الملة. الجابري


في غمار السياسة 1. الجابري

في غمار السياسة 2. الجابري


في غمار السياسة 3. الجابري


قضايا في الفكر المعاصر. الجابري


مدخل إلى القرآن ج 1. الجابري


مدخل إلى فلسفة العلوم. الجابري


مقالات الجابري. 1


مقالات الجابري. منوعة 2


نحن والتراث. الجابري


نقد العقل العربي 1. تكوين العقل العربي


نقد العقل العربي 2. بنية العقل العربي


نقد العقل العربي 3. العقل السياسي العربي


نقد العقل العربي 4. العقل الأخلاقي العربي

خادم المنتدى 2017-01-31 20:47

رد: في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار
 
محمد عابد الجابري : الصحراء المغربية .. نقطة اللارجوع


https://alazmina.com/wp-content/uplo.../abd-jabri.jpg

كتبه محمد عابد الجابري · 2016 - 03 - 23
نعيد نشر هذه المجموعة من المقالات للمفكر الراحل محمد عابد الجابري تزامنا مع الضجة التي خلقتها تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الصحراء المغربية. و قد نشر هذا المقال بعنوان « الصحراء المغربية… نقطة اللارجوع » يوم الثلاثاء 31 يوليو 2007.
بعد التحالف الإسباني الفرنسي في موضوع الصحراء الغربية أواخر خمسينيات القرن الماضي، انتقل المغرب في بداية الستينيات بهذه القضية إلى لجنة الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار، وكان موقف إسبانيا رفض المطالبة المغربية بينما فضل المغرب الانتظار حتى سنة 1974 حين اكتشفت إسبانيا الفوسفات في بوكراع قريباً من العيون. حينها قبلت مبدأ تقرير المصير للصحراء على أساس تكوين دولة مصطنعة تحت النفوذ الإسباني. ولكي تضمن إسبانيا فرانكو حياد الجزائر أو استمالتها، طرحت فكرة استغلال مشترك لفوسفات الصحراء بين إسبانيا والجزائر مدة 50 سنة تحت علم دولة مصطنعة تعيش تحت النفوذ الإسباني والجزائري.
كان الموقف خطيراً بالنسبة للمغرب، وقد اهتدى المرحوم عبد الرحيم بوعبيد، قائد المعارضة، إلى فكرة يتجاوز بها المغرب الوضع الجديد في المهد، سرعان ما اقتنع بها الملك الحسن الثاني، وذلك بالطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تستصدر من محكمة العدل الدولية بلاهاي فتوى في الخلاف بين المغرب وإسبانيا حول الصحراء الغربية: المغرب يقول إن الصحراء كانت دائماً مغربية، تربطها بملك المغرب علاقات البيعة إلى أن احتلتها إسبانيا أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر. أما إسبانيا فتقول إنها وجدت الصحراء أرضاً خلاءً غير منضوية تحت أية دولة. وقد وافقت الأمم المتحدة على الاقتراح المغربي فوجهت سؤالاً في الموضوع إلى محكمة العدل الدولية يوم 13 ديسمبر 1974. شكلت المحكمة لجنة لتقصي الحقائق والاستماع إلى شهادة الدول المجاورة، وهي إسبانيا والجزائر وموريتانيا. وكانت النتيجة أن انقسم الشهود في المحكمة إلى فريقين: فريق يتكون من إسبانيا والجزائر، وفريق يتكون من المغرب وموريتانيا. وبعد مداولات ماراثونية أصدرت المحكمة رأيها في 16 أكتوبر 1975 تقول فيه: « الصحراء لم تكن أرضاً سائبة، هناك علاقات بيعة من بعض القبائل لسلطان المغرب، لكن ليست هناك سيادة ترابية قد تؤثر على تطبيق مبدأ تقرير المصير وتعبير السكان عن إرادتهم ».
لن نتابع هنا المتاهات التي عرفتها القضية في الأمم المتحدة. فقد كانت سياسة « نعم » و »لا » تحكم مسارها منذ البداية وإلى اليوم…
والتصريح الأخير لمجلس الأمن، الصادر قبل شهرين، حول مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الذي قدمه المغرب كان من هذا النوع: الثناء على المقترح المغربي في بداية التصريح، وتأكيد حق تقرير المصير في نهايته.
لن نتابع هنا تطورات القضية على المسرح الأممي، وهل يفيد في شيء التأريخ لقضية فلسطين كما عاشتها أروقة الأمم المتحدة! سنكتفي بالتذكير ببعض اللحظات الرئيسية من تاريخ القضية داخل المغرب. فمباشرة بعد إعلان محكمة العدل الدولية رأيها في القضية واعترافها بوجود علاقة بيعة بين قبائل الصحراء وسلطان المغرب، أعلن المرحوم الملك الحسن الثاني مساء يوم 17 أكتوبر 1975 عن تنظيم مسيرة شعبية سلمية إلى الصحراء. ولما كان جيش الاحتلال الإسباني يعد ثمانين ألف جندي، وسكان الصحراء نحو خمسين ألفاً، قرر الملك المرحوم إبراز الطابع السلمي للمسيرة بحيث لا يحمل المشاركون فيها سوى المصحف الشريف.
انطلقت المسيرة يوم 6 نوفمبر 1975 وضمت مئات الآلاف، وأحدثت رجة إعلامية كبرى في العالم أجمع. وكان الوقع في إسبانيا أكبر، مما اضطرت معه الحكومة الإسبانية إلى إرسال رسالة إلى الأمم المتحدة قالت فيها إنها ستسلم إدارة الصحراء إلى « أي مطمح شرعي ». وبالفعل سلمتها –بعد مفاوضات- إلى المغرب وموريتانيا بموجب اتفاقية أبرمت بين البلدان الثلاثة في مدريد بتاريخ 14 نوفمبر 1975، وقد تم ذلك في إطار من الشرعية الشعبية تمثلت في حضور أغلبية « الجماعة » التي كانت بمثابة برلمان لسكان المنطقة. ثم بدأت إسبانيا في إجلاء قواتها بينما أخذ المغرب في إرساء إدارته في الساقية الحمراء. أما وادي الذهب فقد تسلمته موريتانيا أولاً، ثم سلمته فيما بعد للمغرب بتاريخ 14 أغسطس 1979 بعد مباحثات توجت بقدوم وفد كبير إلى الرباط يمثل مختلف قبائل وادي الذهب لتأكيد انتماء السكان إلى المغرب، الشيء الذي تلاه انسحاب موريتانيا وإعلان حيادها التام إزاء قضية الصحراء.
ونعود لنختم القول في هذه القضية بما بدأناه، أعني الترابط بين قضية الصحراء وقضية الديمقراطية في المغرب.
نجحت المسيرة الشعبية وأدت مهمتها واسترجع المغرب صحراءه، وحان موعد تدشين « المسلسل الديمقراطي » بالانتخابات المحلية، وقد تزامن ذلك مع تطورات معاكسة للمغرب على الصعيد الدولي، فاقترح حزب المعارضة « الاتحاد الاشتراكي » بهذه المناسبة، تمتين عرى الجبهة الداخلية بتوسيع مدى التجربة الديمقراطية لتشمل الصحراء المسترجعة، وذلك بإقامة نوع من الحكم اللامركزي فيها « يعطي لإخواننا الصحراويين –كما قال رئيس المكتب السياسي للحزب عبد الرحيم بوعبيد- صورة عن المغرب غير الصورة التي يعرفونها اليوم، صورة تجعلهم يطمئنون على مستقبلهم… وفي هذا الإطار نرى أنه يجب التفكير منذ الآن في نوع من اللامركزية الواسعة التي يجب إقامتها في الصحراء، تجعل سكانها يقتنعون بأنهم يمارسون بكل اطمئنان صنع مستقبلهم كجزء لا يتجزأ من الشعب المغربي. إننا إذا فعلنا ذلك سنضع حداً للدعايات المغرضة التي تشوه نوايا الشعب المغربي. إن إقامة نظام لا مركزي ديمقراطي في الصحراء، شيء أساسي وضروري لأن الوضع الجغرافي والاقتصادي والبشري يفرض ذلك ».
وقد تولى كاتب هذه السطور توضيح الفكرة على صفحات جريدة الحزب التي كان يشرف على التوجيه فيها، فكان مما أكد عليه في هذا الصدد « أن الصحراء كانت دائماً وستظل دائماً مغربية، لكن هناك واقعا تاريخيا جغرافيا اجتماعيا لا يمكن نكرانه. فمن الناحية السياسية كانت الصحراء المغربية تابعة للسلطة المركزية. كان السلطان يعين نائباً عنه هناك يكلفه مع المواطنين الصحراويين بالسهر على الأمن والقيام بمختلف الواجبات الوطنية. كانت هناك لامركزية تفرضها طبيعة المنطقة، فعلاقة المنطقة لم تكن مع السلطان مباشرة بل عبر نائب له واسع الصلاحيات. ومن الناحية الجغرافية فإن الصحراء مترامية الأطراف قليلة العمران صعبة المواصلات، فكيف تمكن السيطرة مركزياً على إقليم من هذا النوع. ومن الناحية الاجتماعية ما يزال معظم سكان الصحراء المغربية بدواً رحلاً يتنقلون بإبلهم وخيامهم في هذه الصحراء المترامية الأطراف تنتظمهم نظم وعادات وتقاليد وأعراف هي نسيج وحدتهم الاجتماعية. إن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والبشرية في الصحراء تشكل نمطاً خاصاً: لا يمكن مثلاً منع الصحراويين في إقليمنا المسترجع من الاتصال، بالمصاهرة أو بالتجارة أو بغيرهما، مع السكان الصحراويين في موريتانيا أو في الجزائر، ولا يمكن إقامة حدود جمركية فعالة… ». ذلك ما كتبناه في 1976.
والآن وقد قدم المغرب مشروعاً للحكم الذاتي أوسع، يتساءل المراقبون عما ستكون عليه نتيجة طرحه على مجلس الأمن؟
بالنسبة للمغاربة، النتيجة معروفة. فمن جهة لا ينتظر أن يتوصل مجلس الأمن إلى قرار حاسم، إذ لا ينتظر أن يتحول « المجتمع الدولي » من سياسة « نعم، ولا » إلى قرار حاسم. لكن المغاربة ينظرون إلى القضية من منظور الواقع: لقد استرجعوا صحراءهم، وجيشهم حاضر فيها وقد حصنها بجبال من الرمل ليس من السهل اختراقها. هذا من جهة، ومن جهة أخرى أعادوا بناءها –بل بنوها ابتداء لأنها لم تكن مبنية- بنوها عمرانياً وإدارياً واقتصادياً وثقافياً، بأموال من ميزانية الدولة المغربية ككل.
نعم لقد كانت هناك أخطاء ارتكبت في حق الشباب الصحراوي الذي كان يدرس في الجامعات المغربية، أخطاء ارتكبت منذ الحقبة الاستبدادية التي كان فيها أوفقير وزيراً للداخلية واستمرت الأخطاء ترتكب إلى أواخر عهد المرحوم الحسن الثاني. لكن هناك حقيقة تاريخية لا يمكن الجدال فيها وهي أن الشعب المغربي بقيادة الحسن الثاني ومشاركة فعالة من المعارضة في عهده قد استرجع صحراءه منذ أزيد من ثلاثين سنة، استرجاعاً نهائياً ليس فيه مكان لاحتمال الرجوع إلى الوراء.
أما مشروع إقامة دولة في هذه الصحراء، فلم يعد له مكان في السياسة الدولية: لقد كان ذلك المشروع يهدف إلى إقامة بؤرة « ثورية » تكون منطلقاً لـ »تحرير » ما حولها، في إطار محاربة الإمبريالية زمن الحرب الباردة. كانت هناك « بؤر ثورية » مماثلة على الصعيد العالمي، مثل غينيا وإثيوبيا في إفريقيا الخ. هذا المشروع قد مات بسقوط الاتحاد السوفييتي. وقد استخلص سكان المناطق التي كانت معنية به الدرس اللازم. ولا أعتقد أن الشباب الصحراوي، الذي كان قد انخرط في هذا المشروع، سيتأخرون أكثر مما فعلوا، عن استخلاص الدرس.


الساعة الآن 09:28

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd