الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الثقافة والفنون والعلوم الإنسانية > الفكر و التاريخ و الحضارة > مختارات الدكتور محمد عابد الجابري



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2017-01-31, 22:16 رقم المشاركة : 16
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار


في العلاقة بالآخر.. وضرورة "الكتلة التاريخية"





لم تقتصر مقاربة الجابري لإشكالية "العلاقة بالآخر" على الجانب المتعلق بالتأسيس النظري، بل تعداه إلى مستوى إبداع شكل "الكتلة التاريخية" كتعبير متقدم ورائد لفكرة الاعتراف بالآخر.. وفهمنا من نص الجابري أن لهذه الكتلة سندين اثنين:
سندا تاريخيا: حيث إن فكرة "الكتلة التاريخية" بينت نجاعتها من خلال الثورة الإيرانية؛ حيث قامت بها كتلة تاريخية؛ أي الشعب الإيراني كله: علماء الدين ومجاهدو خلق وأصحاب البازار الذين يمثلون الطبقة الرأسمالية.. لكن -كما يقول الجابري- بعد مرور سنوات من الثورة بدأ التخلص من فصائل شاركت فيها (رئيس الجمهورية الأول، بنو صدر، المرجعيات الدينية ذات التوجه الإصلاحي مثل آية الله شريعاتي وآية الله منتظري...).
سندا واقعيا: وهو أن المجتمع العربي والإسلامي المقسم إلى طوائف وأحزاب لا يمكن لأي فصيل من فصائله -قبيلة كانت أم حزبا سياسيا، أم حركة دينية- أن يقوم بمفرده بالإصلاح المطلوب.
ويعتقد الجابري أن الثورة في الثمانينيات كررت نفس الخطأ الذي ارتكبه القوميون العرب في الخمسينيات والستينيات، وارتكبه اليساريون العرب في الستينيات والسبعينيات.. ويتمثل هذا الخطأ في إقصاء الآخرين.
وفي رأي الجابري يعتبر الاعتراف بالاختلاف مقدمة لقبول الآخر.. ولما سئل من بعض الصحفيين الذين احتاروا في أنجع السبل للتعامل مع الحركة الإسلامية رد عليه، قائلا: "إن الحركة الإسلامية ليست بضاعة تباع وتشترى يا أخي!!".
وذكره بأن الاختلاف في الإسلام قاعدة شرعية ومؤسسة.. وأن الحاكم المستبد هو الذي يفكر بهذا المنطق وهو الذي يتساءل: كيف نتعامل مع هؤلاء الذين في رؤوسهم سخونة أو برودة؟!
ولم يقف الجابري عند هذا الحد؛ بل ذهب بعيدا حين قال بالحرف الواحد: إننا نحن من نسمى بالمعاصرين والحداثيين ننسى أننا أقلية، لا نمثل سوى 10%.. ويضيف: وأكثر من ذلك يتناقص عددنا.. الإسلاميون موجودون لأنهم هم الشعب. ثم يتساءل مستغربا: هل سنقول: هم جميعا غير صالحين، ونحن فقط الصالحون؟!!
في مساهمة الفلسفة في عملية الحوار مع الآخر

في الاتجاه نفسه يعتقد الجابري أن الفلسفة التي تضم قطاعات معرفية ضرورية، ليس فقط لفهم النصوص وفكر الآخر؛ بل أيضا لبناء ذهنية الفرد لكي يتعود على التحليل الموضوعي والمنطقي.. ويضيف معتبرا أن الفلسفة تضم قضايا إسلامية مستلهمة من علم الكلام، وهي القضايا التي تتميز بقبول الرأي الآخر، إضافة إلى اكتساب نوع من المرونة والنسبية في رؤية العالم والأشياء، والنظر إلى الشيء الواحد من زوايا متعددة.
فبنية الفلسفة -في تصور الجابري- تقود إلى قبول الآخر. وإذا لم يقتنع المرء بكون الفلسفة كذلك؛ فسيفاجئه الجابري بالقول بأن التطرف ظهر بقوة في كليات العلوم وفي الكليات التي فيها "القولبة الذهنية"!! طبعا لم يسلح الجابري رأيه هذا بالأرقام والمعطيات أو على الأقل أن يقدم تعريفا محددا لما يقصده من كلمة "التطرف". ونقول: ما رأي الجابري في تلك الزمرة من "الحداثيين" المتطرفين الذين تخرجوا في أقسام الفلسفة؟! على أي حال تبقى ملاحظة الجابري جديرة بالعناية، ووجب أخذها بعين الاعتبار.





    رد مع اقتباس
قديم 2017-01-31, 22:18 رقم المشاركة : 17
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار


جوائز وتكريمات

  • جائزة بغداد للثقافة العربية اليونسكو. يونيو 1988
  • الجائزة المغاربية للثقافة. تونس مايو 1999
  • جائزة الدراسات الفكرية في العالم العربي، مؤسسة MBI تحت رعاية اليونسكو في 14-11-2005
  • جائزة الرواد. مؤسسة الفكر العربي بيروت في 07-12-2005
  • ميدالية ابن سينا من اليونسكو في حفل تكريم شاركت فيه الحكومة المغربية بمناسبة اليومالعالمي للفلسفة الرباط/الصخيرات : 16 نوفمبر 2006
  • جائزة ابن رشد للفكر الحر. أكتوبر 2008. برلين ألمانيا.
أعماله

له العديد من الكتب المنشورة التي أحدثت قفزة في أسلوب نقد التراث العربي:
1- العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي 1971. وهو نص أطروحتي لدكتوراه الدولة في الفلسفة والفكر الإسلامي، كلية الآداب جامعة محمد الخامس- الرباط 1970، وكانت بعنوان: "علم العمران الخلدوني: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي"
2- أضواء على مشكل التعليم بالمغرب 1973.
3– مدخل إلى فلسفة العلوم : جزآن 1976
- الأول: تطور الفكر الرياضي والعقلانية المعاصرة.
- الثاني : المنهاج التجريبي وتطور الفكر العلمي).
4- من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية 1977.
5- نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي 1980. (ترجم إلى الإسبانية). الطبعة العاشرة مع إضافة 2006
6- الخطاب العربي المعاصر: دراسة تحليلية نقدية 1982 (ترجم إلى التركية)
7- تكوين العقل العربي. 1984. (ترجم إلى التركية، وتحت الترجمة إلى الفرنسية).
8- بنية العقل العربي: 1986. (ترجم إلى التركية وتحت الترجمة إلى الفرنسية).
9- السياسات التعليمية في المغرب العربي 1988. *
10- إشكاليات الفكر العربي المعاصر 1988.
11- المغرب المعاصر: الخصوصية والهوية.. الحداثة والتنمية 1988. *
12- العقل السياسي العربي : 1990 (ترجم إلى التركية والفرنسية والإندونيسية).
13- حوار المغرب والمشرق : حوار مع د. حسن حنفي 1990 *
14- التراث والحداثة: دراسات ومـناقشات 1991.
15- مقدمة لنقد العقل العربي نصوص مترجمة إلى اللغة الفرنسية تحت عنوان:
Introduction à la critique de la Raison arabe* : traduit de l’arabe et présenté par Ahmed Mahfoud et Marc Geoffroy, éd. La Découverte. Paris. 1994
(ترجم إلى الإيطالية والإنجليزية والبرتغالية، والإسبانية والترجمة إلى اليابانية والإندونيسية).
16- المسألة الثقافية 1994.
17- المثقفون في الحضارة العربية الإسلامية، محنة ابن حنبل و نكبة ابن رشد 1995.
18- مسألة الهوية : العروبة والإسلام ... والغرب 1995.
19- الدين والدولة وتطبيق الشريعة 1996. (ترجم إلى الكردية، كردستان العراق. الترجمة اإنجليزية تحت الطبع).
20- المشروع النهضوي العربي 1996.
21- الديموقراطية وحقوق الإنسان 1997.
22- قضايا في الفكر المعاصر 1997.العولمة، صراع الحضارات، العودة إلى الأخلاق، التسامح، الديموقراطية ونظام القيم، الفلسفة والمدينة)
23- التنمية البشرية والخصوصية السوسيوثقافية : العالم العربي نموذجا. 1997 (نشر الأمم المتحدة، الإيسكوا، ترجم إلى الإنجليزية)
24- وجهة نظر : نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر 1997.
25- حفريات في الذاكرة، من بعيد (سيرة ذاتية من الصبا إلى سن العشرين) 1997.
26- الإشراف على نشر جديد لأعمال ابن رشد الأصيلة مع مداخل ومقدمات تحليلية وشروح 1997 / 1998
- فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال.
- الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة.
- تهافت التهافت.
- كتاب الكليات في الطب.
- الضروري في السياسة: مختصر سياسة أفلاطون
27- ابن رشد: سيرة وفكر 1998.
28- العقل الأخلاقي العربي: دراسة تحليلية نقدية لنظم القيم في الثقافة العربية. 2001.
29- سلسلة مواقف * (سلسلة كتب في حجم كتاب الجيب: انظر الصفحة الأولى)
30 - في نقد الحاجة إلى الإصلاح سبتمبر 2005
31- مدخل إلى القرآن. سبتمبر 2006
32- فهم القرآن: التفسير الواضح حسب ترتيب النزول القسم الأول مارس 2008، القسم الثاني أكتوبر من نفس السنة.
-**********************************************-





    رد مع اقتباس
قديم 2017-01-31, 22:24 رقم المشاركة : 18
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار


محمد عابد الجابري: حياته، مؤلفاته، مماته
يعتبر محمد عابد الجابري من كبار مفكري القرن العشرين و كذا الواحد و العشري، و صاحب أبرز مشروع فكري نهضوي، مما يدعو للاهتمام بهذا المفكر، و بمشروعه الفكري. و انطلاقا من هذا ارتأينا إلى ضرورة التعريف بهذا المفكر و ذلك لرصد لحظات أساسية من حياته، و كذا رصد مسلسل مشروعه.
و إذا كان الأستاذ الجابري قد اهتم بالتراث العربي الإسلامي، فإننا بدورنا يجب أن نهتم بمفكرينا العرب. و لم يكن اهتمامنا بالجابري محض صدفة، و إنما بناءا على مكانته داخل الساحة الفكرية و الثقافية، و جدية المشروع الذي قدمه، و أهمية المواضيع التي تناولها.

و كانت المراحل الأولى لتعلم محمد عابد الجابري على يدي جده من أمه الذي حرص على تلقينه بعض السور القصيرة من القرآن، و بعض الأدعية، ثم ألحقه فيما بعد بالكتاب ليتعلم القراءة و الكتابة و حفظ القرآن. و في سن السابعة انتقل إلى كتاب آخر حيث تزوجت أمه من شيخ الكتاب، و بذلك تعلم على يد زوج أمه لكن لفترة قصيرة، لأن عمه سيلحقه بالمدرسة الفرنسية التي سيقضي بها سنتين في المستوى الأول يدرس الفرنسية و الرياضيات... فكانت سمات التفوق و الذكاء بادية عليه حيث برع في الرياضيات، كما أتقن القراءة باللغة الفرنسية، علما أن الدراسة بالمدرسة الفرنسية تعد في ذلك الوقت عقوقا للوطن و الدين، مما كان يدفع العديد من الآباء يخفون أبناءهم و لا يسمحون بتسجيلهم في هذه المدرسة إلا تحت ضغط السلطات الاستعمارية الفرنسية.
إلتقى الجابري بالحاج محمد فرج و هو من رجال السلفية النهضوية بالمغرب، و من الإصلاحيين الذين جمعوا بين الإصلاح الديني و الكفاح الوطني و التحديث الاجتماعي و الثقافي، و الذي كان إماما بمسجد ازناكة الجامع آنذاك، فواظب محمد عابد الجابري و هو لا يتجاوز سن العاشرة حضور دروسه بعد صلاة العصر. بعد ذلك فكر الشيخ محمد فرج في إنشاء مدرسة حرة وطنية تحمل اسم "النهضة المحمدية" غير تابعة للسلطات الفرنسية و لا تطبق برامجها التعليمية، حيث كان رجال الحركة الوطنية هم الذين يشرفون عليها، و كانت بدورها مدرسة عصرية تشكل بديلا للتعليم الفرنسي بالمغرب، فالتحق الجابري بالمدرسة و تخرج منها بعد أن حصل على الشهادة الابتدائية سنة 1949.


بالنسبة لحياة الجابري الثقافية فقد بدأت في وقت مبكرة، و تمثلت في كتاباته و اشتغاله بالعديد من الجرائد، إضافة إلى مجموعة من القراءات التي تعتبر من أبرز مؤلفاته، هذا إلى جانب اشتغاله بسلك التدريس.







إن كل ما رأيناه لا يؤرخ إلا للقليل من الحياة الثقافية للأستاذ محمد عابد الجابري، لأن البداية الحقيقية ستنطلق فعليا في سنة 1970 حيث سيحصل الأستاذ على شهادة دكتوراه دولة في الفلسفة، و كانت لجنة المناقشة مزدوجة:مغربية – فرنسية، فقد كان من فرنسا الأستاذين : هنري لاووسون و روجي أرلنديز، و من المغرب، الأساتذة: نجيب بلدي و أمجد الطرابلسي و ابراهيم بوطالب عميد الكلية آنذاك.

و في إطار حديثنا عن الحياة الثقافية للجابري يجب أن نشير إلى نقطة أساسية و هي المتعلقة بالجوائز التي نالها، ففي يونيو 1988 نال جائزة بغداد للثقافة العربية التي تمنحها اليونسكو و قيمتها خمسة ألاف دولار، ثم الجائزة المغاربية للثقافة التي تمنحها تونس في ماي 1999 و قيمتها ستة عشر ألف دولار، و قد اعتذر عن جوائز أخرى، و عن ترشيحه لها، ففي الثمانينات اعتذر عن الترشيح لجائزة صدام حسين و قيمتها مئة ألف دولار و ذلك لأنها لم تكن تضم تخصص الفلسفة، كما اعتذر عن جوائز بالمغرب رغم إلحاح المسؤولين على ترشيحه.

أما بالنسبة لحياة الجابري السياسية فتتمثل في كون الأستاذ شكل رمزا بارزا من رموز الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، و بالحديث عن الحياة السياسية للأستاذ، فإننا نتحدث عن عضويته في الإتحاد و أشغاله معه، و البداية كانت سنة 1959 حيث ساهم الأستاذ في انتفاضة 25 يناير، و التحق بجريدة "التحرير" منذ تأسيسها يوم 2 أبريل 1959 كسكرتير تحرير متطوع. و انتخب عضوا في المجلس الوطني للإتحاد الوطني للقوات الشعبية في المؤتمر الثاني مايو 1962، و في سنة 1963 قرر الإتحاد ترشيحه للانتخابات البرلمانية، لكنه اعتذر رغبة منه بمواصلة مساره الثقافي دون مشاغل إضافية، و في 16 يونيو 1963 تعرض للاعتقال مع باقي المسؤولين و أطر الإتحادية في مؤامرة تصفية الإتحاد، وتم إطلاقه بعد مضي أكثر من شهرين نظرا لفراغ الملف. و في يونيو 1964 صدرت جريدة "المحرر" كأسبوعية بصفة مؤقتة، ( و كانت "التحرير" قد توقفت بصفة نهائية في أكتوبر 1963) و كان الأستاذ ابراهيم الباعمراني أحد مناضلي الإتحاد الوطني البارزين، قد أخد مبادرة إصدار جريدة يومية باسمه هي "المحرر"، و بعد الانفراج النسبي الذي حدث في أعقاب حوادث 23 مارس 1965 بالدار البيضاء، و إطلاق سراح المحكوم عليهم في محاكمات اعتقالات 16 يوليوز 1963، أخدت "المحرر" تصدر مرتين في الأسبوع، لتصدر يوميا ابتداء من 10 سبتمبر 1965. و على إثر أحداث مارس 1965 تم اعتقال الجابري ضمن مجموعة من رجال التعليم، لكن تم إطلاق سراحه لفراغ الملف.


هذه هي إذن حياة محمد عابد الجابري السياسية، فهو لم يكن مناضلا و حسب بالحزب بل كان من أبرز المنظرين فيه، انطلاقا من قراءاته السياسية للواقع المغربي، و محاولة إيجاد حلول للمشاكل التي يعيشها المغرب بوضع مجموعة من البرامج و المخططات، و التي كانت في عمقها ذات حمولة إيديولوجية ثقيلة، خصوصا و نحن نتحدث عن الحزب الاشتراكي للقوات الشعبية الذي مثل أحد أبرز الأحزاب اليسارية في المغرب سابقا.
بعد تتبع مختلف المحطات التي عاشها الجابري ثقافيا و سياسيا، سنعرض فيما يلي عناوين أهم الكتب التي ألفها، و التي تتمحور ضمن مجالات مختلفة: منها ما هو سياسي، و منها ما هو تربوي، لكن الشق الأكبر يهم مسألة النهضة.
فإلى جانب المؤلفات التي ذكرناها سابقا هناك كتاب "الخطاب العربي المعاصر" و هو عبارة عن دراسة نقدية تحليلية، و قد صدر سنة 1982، و بعد سنتين صدر كتاب "تكوين العقل العربي" و بعده "بنية العقل العربي"، و بعد سنتين تم إصدار كتاب "إشكاليات الفكر العربي المعاصر" الذي حاول من خلاله مقاربة مجموعة من القضايا العربية، و دائما في إطار مسلسل المشروع النقدي فبعد "تكوين العقل العربي" و "بنية العقل العربي" صدر للأستاذ كتاب "العقل السياسي العربي" سنة 1990، و بعد سنة صدر كتاب " التراث و الحداثة: دراسات و مناقشات"، و في سنة 1994 تم إصدار كتاب "المسألة الثقافية"، تلاه بعد سنة كتاب "المثقفون في الحضارة العربية الإسلامية: محنة ابن طفيل و نكبة ابن رشد" و هو عبارة عن بحث في التراث الفلسفي العربي القديم، ثم كتاب "مسألة الهوية: العروبة و الإسلام... و الغرب"، و في سنة 1996 صدر كتاب "الدين و الدولة و تطبيق الشريعة"، ثم "المشروع النهضوي العربي"، و بعد سنة صدر كتاب "قضايا في الفكر المعاصر" و ناقش من خلاله الجابري مسألة العولمة، صراع الحضارات، العودة إلى الأخلاق، التسامح، الديمقراطية، نظام القيم، و قضية الفلسفة و المدينة... ثم كتاب "وجهة نظر: نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر"، و في نفس السنة أيضا (1997) صدر كتاب "حفريات في الذاكرة من بعيد" و هو عبارة عن سيرة ذاتية من الصبا إلى سن العشرين.

-"فصل المقال فيما بين الحكمة و الشريعة من اتصال"
-"الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة"
-"تهافت التهافت"
-"الكليات في الطب"
-"الضروري في السياسة: مختصر سياسة أفلاطون"



إذن، و من خلال ما ذكرناه، نلاحظ أن الأستاذ محمد عابد الجابري كان شغوفا بالكتابة، و أن كل مواضيعه تناولت الواقع العربي: إشكالياته، قضاياه، همومه... كما أن السؤال الحاضر في ذهن الجابري دائما هو: ما السبيل إلى النهضة؟


عبد العالي كركوب
أستاذ الفلسفة ولد محمد عابد الجابري سنة 1935 بقصر سيدي لحسن ازناكة بمدينة فكيك (جنوب شرق المغرب)، و ترعرع عند أخواله نظرا لانفصال والدته عن والده، لكن هذا لم يمنع من تلقيه عناية فائقة من أبويه. و في أكتوبر 1953 و بعد إغلاق السلك الثانوي بالمدرسة المحمدية بالدار البيضاء على إثر نفي محمد الخامس، التحق محمد عابد الجابري بنفس المدرسة معلما في القسم التحضيري، ثم في أقسام الشهادة الابتدائية، و بعد ثلاث سنوات (1956) حصل على الشهادة الثانوية (البروفي)، كما حصل على شهادة الكفاءة في التعليم الابتدائي مما خول له الالتحاق بسلك التعليم بوزارة التربية الوطنية كمعلم رسمي ابتداء من فاتح أكتوبر 1957، و قد حصل في يونيو من نفس السنة على شهادة الباكالوريا كمترشح حر. و بهذا نكون قد تتبعنا حياة الجابري إلى حدود بلوغه 22 سنة، و ما سيأتي من حياته يمكن تقسيمه إلى عدة مجالات، فمنها ما هو ثقافي، و منها ما هو سياسي.ففي سنة 1957 عمل الأستاذ بجريدة "العلم"، و لكنه سيتوقف في أكتوبر من نفس السنة إلى يونيو 1958 حيث أخد تفرغا للتعليم، و قضى السنة الأولى في دمشق، و حصل على شهادة "الثقافة العامة"، ثم عاد من جديد في صيف 1958 إلى جريدة العلم. و انطلاقا من أكتوبر 1958 التحق الأستاذ بكلية الآداب قسم الفلسفة لمتابعة الدراسة الجامعية. كما التحق في نفس السنة بمعهد ليرميطاج بالدار البيضاء كقائم مقام مدير، و في سنة 1959 توقف عن العمل به. و في ربيع 1960 سافر الأستاذ إلى باريس بغرض الالتحاق بالسوربون، لكنه تخلى عن الفكرة لعدة أسباب. حصل الأستاذ على الإجازة في الفلسفة سنة 1961، كما حصل على شهادة السنة الرابعة (الإضافية) سنة 1962، و في نفس السنة قرر العودة إلى التعليم، و متابعة الدراسة العليا، و قد عين أستاذا للسلك الثاني ثانوي ابتداء من أكتوبر، و ذلك على إثر تأميم المعهدين البلديين و إدماج العاملين بهما في سلك موظفي وزارة التعليم. و في أكتوبر 1964 عين الجابري أستاذا للسلك الثاني ثانوي في ثانوية مولاي عبد الله بالدار البيضاء، و في يناير 1965 اشتغل كقائم مقام مدير في ثانوية المقاطعة السادسة بالدار البيضاء. و في نونبر سنة 1966 قام الأستاذ الجابري إضافة إلى أحمد السطاتي و مصطفى العمري بتأليف كتاب "دروس الفلسفة" لطلاب الباكالوريا في جزأين: الجزء الأول في الأخلاق و الميثافيزيقا، و الثاني في مناهج العلوم و علم الاجتماع و علم النفس، ثم تبعه بعد ذلك مؤلف أخر و هو: "الفكر الإسلامي و دراسة المؤلفات" في يناير 1967 و قد أقرت الوزارة بهذين الكتابين. و رغم انشغالات الأستاذ المتعددة فهو لازال يتابع دراسته، حيث سيحصل في يونيو 1967 على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة، و سيلتحق في أكتوبر بكلية الآداب الرباط كأستاذ مساعد، بالإضافة إلى عمله بالجامعة فقد تولى في سنة 1968 مهمة مفتش الفلسفة في التعليم الثانوي المعرب بالمغرب كله. و في سنة 1969 ترقى إلى درجة محاضر بنفس الكلية... في سنة 1971 عين الجابري أستاذا للتعليم العالي، و ظهر له أول كتاب و هو أطروحته لدكتوراه الدولة، و قد طبع بعنوان: "العصبية و الدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي". و في سنة 1973 أصدر كتابا بعنوان: "أضواء على مشكل التعليم"، و في سنة 1976 ظهر له كتاب "مدخل إلى فلسفة العلوم" في جزأين: الأول بعنوان: "تطور الفكر الرياضي و العقلانية المعاصرة" و الثاني بعنوان: "المنهاج التجريبي و تطور الفكر العلمي". و بعد سنة نشر كتابا بعنوان: "من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية و التربوية". ثم في سنة 1980 أصدر كتاب "نحن و التراث". و انطلاقا من سنة 1981 توالت إصدارات الأستاذ و تنوعت مجالات اهتمامها، كما قام في سبتمبر 1997 بإصدار مجلة "فكر و نقد" إلى جانب محمد ابراهيم بوعلو و عبد السلام بنعبدالعالي، و في سنة 2002 أحيل الجابري على التقاعد. و قد تم تكريم الجابري في الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة يوم 16 نونبر سنة 2006 من طرف اليونسكو بناءا على المشروع الذي قدمه "نقد العقل العربي"، و إلى جانب الجابري تم الاحتفال أيضا بالفيلسوفة الألمانية حنا آرندت (1906-1975) بمناسبة الذكرى المئوية لميلادها. و في 11 أكتوبر 1968 صدرت جريدة أسبوعية باسم "فلسطين" تولى إدارتها المناضل محمد الأسفي، و كان عمر بنجلون يشرف عليها و يحرر افتتاحيتها، كان الجابري من بين المساعدين فيها. و بعد مرور أربع سنوات (1972) كان الجابري من بين المساهمين في الإعداد لانتفاضة 30 يوليوز، إلى جانب عمر بنجلون و آخرون... و في خريف 1974 ساهم الجابري كذلك في الإعداد للمؤتمر الاستثنائي للإتحاد، و في كتابة التقرير الإيديولوجي الذي تولى صياغته النهائية، و بمناسبة انتخابات مجلس النواب سنة 1977 رشح الجابري لهذه الانتخابات لكنه اعتذر و أكد في اجتماع للمكتب السياسي على قراره منذ أوائل الستينات بعدم الانخراط في سلك النواب أو الوزراء. و في 8 أكتوبر 1978 قدم الجابري استقالته من المكتب السياسي، لكنها لم تقبل، و كان قد تولى الإشراف على سير أعمال المؤتمر الوطني الثالث للإتحاد الاشتراكي الذي انعقد أيام 8-9-10 ديسمبر من نفس السنة. قدم الجابري استقالته للمرة الثانية من المكتب السياسي في 6 أكتوبر 1980 لكنها لم تقبل رغبة من أعضاء المكتب في بقاءه معهم، لكن في 5 أبريل 1981 قدم استقالته للمرة الأخيرة و أصر على موقفه، فخرج من المكتب السياسي، و رغم تفرغه للعمل الثقافي إلا أن علاقته مع أعضاء الحزب بقيت مستمرة، و من بينهم: الكاتب الأول للإتحاد عبد الرحيم بوعبيد، ثم عبد الرحمان اليوسفي، كما كانت له علاقات مع المهدي بنبركة و محمد اليازني و كذا الحبيب المالكي... و غيرهم من رموز الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. و ما بين سنة 1997- 1998 أشرف الجابري على نشر جديد لأعمال ابن رشد الأصيلة مع وضعه لمداخل و مقدمات تحليلية و شروح، وضمت الكتب التالية: في سنة 1998 كتب الجابري "ابن رشد، سيرة و فكر"، و هذا يدخل ضمن اهتماماته بالفلسفة العربية الإسلامية، وبابن رشد خاصة، و إكمالا لمشروعه الفكري نشر الجابري سنة 2001 المؤلف الرابع في سياق مشروع نقد العقل العربي و هو كتاب "العقل الأخلاقي العربي" الذي يعتبر دراسة تحليلية نقدية لنظم القيم في الثقافة العربية الإسلامية. و في سنة 2005 ألف كتاب "في نقد الحاجة إلى الإصلاح". في أواخر 2006 قدم الجابري كتابا يمكن اعتباره بداية مشروع جديد يدخل ضمن المشروع السابق، و هو مشروع إعادة كتابة تاريخ الثقافة العربية الإسلامية، و بما أن المرجع الأساس في هذه الثقافة هو القرآن، فالكتاب كان عنوانه "مدخل إلى القرآن"، و بعد سنتين سيليه مؤلف آخر وهو " فهم القرآن: التفسير الواضح حسب ترتيب النزول" (القسم الأول و الثاني، أما القسم الثالث فكان في مارس 2009) و هناك مؤلفات أخرى لا تقل أهمية ككتاب "السياسات التعليمية في المغرب العربي" الذي صدر سنة 1988، و كذلك كتاب "المغرب المعاصر: الخصوصية و الهوية... الحداثة و التنمية". بالإضافة إلى كتاب "حوار المغرب و المشرق، حوار مع حسن حنفي" سنة 1991، و كتاب "التنمية البشرية و الخصوصية الثقافية: العالم العربي نموذجا" سنة 1997.و يمثل 3 مايو 2010 حدثا بارزا في تاريخ الفكر المغربي و العربي، بحيث استأثر اهتمام كل المتتبعين للساحة الفكرية، إنه حدث رحيل الأستاذ محمد عابد الجابري بعد أن قضى 75 سنة من عمره. هذا العمل جاء بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاة الجابري (3-5-2010 == 3-5-2014) و أذكر بأنني نشرت سابقا مقالا عن مشروع الجابري و هو بعنوان: محمد عابد الجابري ومشروع نقد العقل العربي: الجزء الأول، مكونات و بنيات العقل المعرفي العربي.





    رد مع اقتباس
قديم 2017-01-31, 22:28 رقم المشاركة : 19
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار


ردا على شبهة محمد عابد الجابري في مسألة "فتنة المرأة"



بقلم عبد السلام أجرير
بداية يقول المرحوم محمد عابد الجابري، (وهو أحد الفلاسفة المغاربة المعاصرين المشهورين المهتمين بفلسفة ابن رشد الحفيد وبالعقل العربي)، يقول في مقال له حول "المرأة" بعنوان "المرأة... المفترى عليها":
«... ليس في القرآن إذن ما ينص على أن المرأة "فتنة"، ولا أنها تفتن الرجل، بل الرجل هو الذي يُفتتن بها. وإذا كانت تجذب الرجل ليفتتن بها فالمسؤولية أولا على الرجل؛ لأن المطلوب منه "غض البصر". أما القول بضرورة فرض نوع من الحجاب على المرأة حتى لا يفتتن بها فهذا يخالف نص القرآن {ولا تزر وازرة وزر أخرى}. فلماذا نحمّل المرأة وزر الرجل لكونه لا يستجيب للآية التي تدعوه إلى غض البصر؟. أما إذا فرضنا أن امرأة استثارت عمدا أحد الرجال وأنه استجاب لإغرائها فالذنب ذنبه تماما كما إذا استثارت قنينة خمر شهوة الرجل فشرب منها، فالذنب ليس ذنب القنينة»(1). انتهى الاقتباس.
* الوقوف عند هذا المقال بالرد والتعقيب:
هنا أكتب ردا سريعا وأخُطّ وقفات مختصرة موجِّهة لهذه الجملة الجابِريّة. وقبل ذلك نسأل من الله تعالى أن يرحم الفقيد ويغفر له، ونحن نحسن به الظن رغم أخطائه، وقد قدّم –على كل حال- أمورا نافعة، وقد كان صادقا ومخلصا ومُجدا في حياته كما يعلم أصدقاؤه الأقارب، ولكنه لو اكتفى بتخصصه الفلسفي لـما وقع في هذه السقطات، مثله في ذلك مثل غيره ممن تربوا في أحضان الفلسفة وعلم الاجتماع، وأرادوا أن يفهموا القرآن وفق مقايـيسهما، كمحمد أركون وحسن حنفي وعبد المجيد الشرفي وغيرهم.
ثم أقول وبالله أستعين:
1- الوقفة الأولى:
بداية، ينبغي لكل مسلم باحث عن أمور دينه أن يأخذ كلام غـيـر علماء الشريعة من فلاسفة ومفكرين وفنانين وسياسيين وغيرهم ممن لا علم له بالشريعة وحقائقها، أن يأخذه كما يأخذ كلام الراعي أو الفلاح إذا تكلم في مجال الطب والفزياء ولا فرق، فهذه حقيقة لا ينبغي إغفالها؛ لأن لكل علم تخصصه ورجاله الذين يعرفون دقائقه وأسراره، ولا يُعقل أن يأتي من لم يدرس كتابا واحدا في الشريعة على يد متخصصين فيها فيبين لنا شرع الله! ولا يكفي الإنسان أن ينظر في هذا الكتاب أو ذاك فيصير عالما، كما لا يكفي أن يطلع الإنسان على كتب الطب والفزياء دون القراءة على أستاذ متخصص فيصير طبيبا وفزيائيا.
وقديما قيل: «لا تَأْخُذِ العلم من صُحُفيّ، ولا القرآن من مُصْحَفي». والصُحفي هو الذي أخذ العلم من الصحف والأوراق والكتب، لا عن العلماء مباشرة، كما حال صاحبنا هذا رحمه الله مع الشريعة، والـمُصحفي هو الذي أخذ القرآن من المصحف وليس من فم الشيخ القارئ ، فيلحن في التلاوة ولا شك.
2- الوقفة الثانية:
قال الجابري غفر الله لنا وله: «ليس في القرآن إذن ما ينص على أن المرأة "فتنة" ولا أنها تفتن الرجل، بل الرجل هو الذي يُفتتن بها».
هذه الجملة غاية في التخبط والتناقض، وبيان ذلك ما يلي:
إن لفظ "الفتنة" في اللغة يأتي على عدة معان وأوجه، منها الاختبار والابتلاء والقتل...(2) فإذا نظرنا إلى معنى "فتنة المرأة" في سياق نصوص الشريعة هذه وجدناها تنطبق على الاختبار والامتحان والابتلاء، وهذا المعنى موجود في القرآن الكريم وفي آيات كثيرة، في المرأة وغيرها من أمور الدنيا، حيث سمى الله تعالى المال والولد والدنيا والخير والشر... فتنة، أي: بلاء واختبارا، وليس بالضرورة أن ذلك مصيبة، كما يُفهم من ظاهر كلام صاحبنا غفر الله لنا وله. والنصوص على هذا كثيرة من القرآن والسنة، وهذه بعض منها:
أ- من ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ، وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (سورة التغابن: 15). وتكررت هذه الآية أيضا نفسها في سورة الأنفال (الآية 8)، وبلفظها.
ب- ثم هناك آية أخرى أكثر صراحة في أن النساء فتنة للرجال، إضافة إلى فتنة البنين والمال والمراكب... والفتنة فيها بمعنى الاختبار لهم والامتحان، قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}، (آل عمران: 14). فجعل الله تعالى المرأة من بين الشهوات التي تفتن الرجل، فهي فاتنة له، كما أنه هو فاتن لها ولا شك، والاكتفاء بذكر المرأة هنا إنما من باب التمثيل، ولا يعني أن الرجل ليس فتنة للمرأة، ولكن فتـنـتها هي أشد عليه، لذلك كان التمثيل بها أولى.
ج- وما يؤكد هذا المعنى ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلام قال: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ». وهذا النص ناطق صريح لا يحتاج إلى تأويل ولا مزيد بيان.
د- وكل ما يلهي الإنسان عن الواجب فهو فتنة، سواء كان خيرا أو شرا، ألم يقل ربنا تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً، وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (الأنبياء: 35)، فالخير فتنة، والشرّ أيضا فتنة. ولا بدّ من حمل الفتنة هنا على الاختبار والابتلاء، وإلا لما استقام المعنى.
فإذن توضح لنا بالدليل من القرآن وبالملموس من الواقع أن المرأة فتنة للرجل، والرجل أيضا فتنة للمرأة، أي كل منهما ابتلاء واختبار وامتحان للآخر، وهذا لا ينكره عاقل، وإلا لما كان التحرش والزنا والاغتصاب... ولما كانت الأوامر بالعفة والحجاب وغض البصر وعدم سفر المرأة بدون محرم....
3- الوقفة الثالثة:
في كلام صاحبنا تناقض، وهو في قوله: «... ولا أنها تفتن الرجل، بل الرجل هو الذي يُفتتن بها». هكذا ببناء الفعل للمجهول في قوله "يُفتتن"، إذْ كيف يُفتتن الرجل بها إذالم تكن هي فاتنة له؟! ومن الذي فتَنَه وكان فتنة له إذن غيرها؟ لم نسمع بهذا الفهم من قبل، فكونه افتُتن بالمرأة هذا يعني أن المرأة من طبعها أنها فاتنة للرجل، وهذه مسألة طبيعية وفطرية، وهذا لا يحتاج إلى دليل ولا برهان.
4- الوقفة الرابعة:
أما قوله: «أما القول بضرورة فرض نوع من الحجاب على المرأة حتى لا يفتتن بها، فهذا يخالف نص القرآن {ولا تزر وازرة وزر أخرى}. فلماذا نحمّل الـمرأة وزر الرجل لكونه لا يستجيب للآية التي تدعوه إلى غض البصر؟».
كلامه هذا لا يستقيم إلا إذا كان صاحبنا يرى أن الحجاب غير واجب على المرأة، وهو -غفر الله له- عندي من الذين يقولون بذلك حسب ما لامسته في مقالاته، وممن يرونه عرفا وعادة ليس إلا، وهذا إن صح عنه فهو باطل، والدليل عليه من القرآن والسنة، بل والإجماع لا يحتاج إلى بسط كلام.
وقد اختلف العلماء في حكم تغطية وجه وكفّ المرأة: هل ذلك من العورة فيجب سترهما أم لا؟ ونعلم أن مذهب الجمهور من العلماء على أن الوجه والكفين ليسا بعورة، ولا يجب على المرأة تغطيتهما إلا خوفا من فتنة زائدة أو احتراما لعرف متّبع. ولكن –على كل حال- الأصل فيهما أنهما ليسا بعورة ولا يجب سترهما.
وافتـتان الرجل بجسد المرأة وزينتها أمر طبعي وفطري وواقعي، ولا ينكره إلا من كان باردا جنسيا، أو مخْصِيّا لا تتحرك فيه غريزة، أو ناعقا يهْرِف بما لا يعرف.
وها هم رجال الغرب الذين يرون أن تعري المرأة من حريتها ولا حرج فيه، لا يستطيعون كبح جماح الشهوة تجاهها، فلا بد أن يكون لكل واحد منهم خليلة أو عشيقة على الأقل، فيخلو بها ويقضي معها وطره في آخر الأسبوع، أو آخر الشهر على أبعد تقدير، وهذا أمر معروف ومقبول عندهم ولا شك. وأتحدّى كل غربي أن يصبر عاما كاملا دون أن يزني، لينظر هل جسد المرأة فتنة له أم لا حينها؟
5- الوقفة الخامسة:
يقول الجابري رحمه الله: «أما إذا فرضنا أن امرأة استثارت عمدا أحد الرجال وأنه استجاب لإغرائها، فالذنب ذنبه، تماما كما إذا استثارت قنينة خمر شهوة الرجل فشرب منها، فالذنب ليس ذنب القنينة».
في هذا الكلام تشبيه -لو انتبه إليه الكاتب- لعلم أنه فيه تناقض ورد على فكرته، حيث شبه المرأة بقنينة خمر. (وهذا فيه حطّ من كرامة المرأة بداية، ولكن نقبله من حيث أنهما معا يشتركان في الإغراء، ونغض الطرف عن هذا التشبيه). ولو فكر الكاتب مليا في تشبيهه هذا لعلم أنه يؤكد بالدليل أن المرأة فتنة للرجل، تماما كما كانت الخمر فتنة للشارب.
ثم إن هذا التشبيه وهذا القياس لا يصح، إذْ هو قياس مع وجود الفارق، فقنينة الخمر ليست عاقلة ومكلّفة، بعكس المرأة، فهي مكلفة وعملها محاسبة عليه، فكيف لا تُلام وهي من قصدت فعلها بإرادتها وتعلم أن الرجل سوف يُفتن بها؟ أما قنينة الخمر فمفعول بها ولا حول لها ولا قوة، ولا عقل لها ولا تكليف.
إن الكاتب -غفر الله لنا وله- أراد أن يتخطى فطرة الإنسان، فالإنسان من طبعه إن أُغوي وفُتن، فإنه في الغالب يفتتن، لذلك أمره خالقُه -عز وجلّ- أن يبتعد عن الشبهات والفتن ولا يقربها، وأمرنا أن نحارب كل ما يوقعنا في الفتن: فأمر المرأة بالحجاب والتستر حتى لا تفتن الرجل، وأمر الرجل أن يغض البصر (وكذا المرأة) حتى لا تكون النظرة سهما من سهام إبليس... وحرم علينا البيع والشراء في الخمر حتى لا نشربها... ونهانا عن الرفقة السئية حتى لا تسقطنا في المحذورات... كل ذلك من أجل أن تنقُص الفِتن وتقلّ، ولا تكون مساعِدة لضعاف الإيمان على الوقوع في المحذور.
فكيف يلقي الكاتب المسؤولية كلها على الرجل ويجعله مسؤول نفسه ويعطي الحرية للمرأة في أن تستفزّه؟ يكون إذن كمن رُمي في البحر وقيل له "إياك أن تغرق". أو مثل أن تجوّع كلبا ثم تطلقه وتضع أمامه لحما طازجا ثم تستغرب أكله له. فكذلك الرجل.
وهذا كله لا يُعفي الرجل من المسؤولية والمحاسبة، لا أبدا، وإنما هو ملام ومحاسب ولا شك، ولكن المرأة إن هي كانت سببا في افتـتانه بلباسها أو كلامها... فهي الملامة أكثر، ووزرها مضاعف وأغلظ. ولذلك كانت فاحشة الزنا أقبح في حق المرأة منها في حق الرجل؛ لأنها أصل التمنع والخوف والحشمة... والرجل أصل الطلب والإقدام والبحث عنها...
* خاتمة:
وفي الأخير نقول لمثل هذا الرجل ولأصحاب التكوين البعيد عن العلوم الشرعية: إن الشريعة الإسلامية لا يُنظر إليها بنظرة تجزيـئـية كما في فلسفتكم وعلم اجتماعكم، فالشريعة الإسلامية شريعة واقعيّة وفطرية، علِمت أن المرأة نقطة ضعف للرجل، وأن الرجل سبب افتـتان المرأة، فلم يعطها الحرية التامة في التصرف، ولم يقبرها في البيت ويخنقها فيه، بل أمرها بأن تتصرف عادية ولكن بالحشمة والوقار والسترة، وأمر الرجل بغض البصر والاحترام... وهكذا ينصلح الحال بدون هذه الفلسفات المجزأة الناظرة إلى قشور الأمر لا إلى لبه، أو المجزئة للنصوص من باب {نومن ببعض ونكفر ببعض}.
والله تعالى وحده العاصم من الزلل، والهادي إلى الصواب، نسأله تعالى أن يغفر لنا ولجميع المسلمين. آمين. والحمد لله رب العالمين.





    رد مع اقتباس
قديم 2017-01-31, 22:31 رقم المشاركة : 20
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري .. عندما يغيب الكبار


سؤال النهضة عند المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري


عصام عابد الجابري

لا يخفى على المطلع على إشكاليات الفكر العربي المعاصر أن السؤال المحوري الذي تحاول النخب الفكرية بمختلف تياراتها الإجابة عليه، هو سؤال النهضة والتقدم. ومما لا شك فيه أن الإجابة عن سؤال كهذا يتجاوز مقدرة مفكر أو باحث واحد أيا كانت إمكانياته، لذلك تجد كل واحد يحاول أن يدلي بدلوه ويقدم تفسيره الخاص. والمفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري من بين هؤلاء الباحثين الذين ساهموا بشكل كبير في إثراء النقاش حول هذا الموضوع من خلال مشروعه الضخم "نقد العقل العربي".
الجابري يعتبر أن هذا السؤال سيظل ناقصا ومحدود الآفاق ما لم يطرح على الصعيد الابستيمولوجي، ما لم يتجه مباشرة إلى "العقل العربي" ذاته؛ ذلك أن العرب إنما بدؤوا يتأخرون حينما بدأ العقل عندهم يقدم استقالته، وأخذوا يلتمسون المشروعية الدينية لهذه الاستقالة، في حين بدأ الأوروبيون يتقدمون حينما بدأ العقل عندهم يستيقظ ويسائل نفسه.
طرح هذا السؤال- في الإطار الابستيمولوجي المحض- يتطلب بالنسبة لصاحب نقد العقل العربي، إعادة صياغته حتى يكون مستوعبا كامل الاستيعاب داخل هذا الإطار؛ وهكذا يصبح السؤال عنده كالتالي: لماذا لم تتطور أدوات المعرفة (مفاهيم، مناهج، رؤية...) في الثقافة العربية خلال نهضتها في "القرون الوسطى" إلى ما يجعلها قادرة على إنجاز نهضة فكرية وعلمية مضطردة التقدم على غرار ما حدث في أوروبا ابتداء من القرن الخامس عشر؟
معروف أن فيلسوف "العقل العربي" كان قد انتهى، من خلال دراسته لتاريخ الثقافة العربية، إلى تصنيف العلوم وجميع أنواع المعارف في الثقافة العربية إلى ثلاث مجموعات: علوم "البيان"، وعلوم "العرفان"، وعلوم "البرهان"؛ لذلك فهو يرى أن الجواب على السؤال المطروح يمر بالضرورة عبر توجيهه إلى كل صنف على حدة.
أما في ما يخص "علوم البيان"، من نحو وفقه وكلام وبلاغة، فإن الجابري يلاحظ أنها بلغت قمتها مع بداية تاريخها، وأن العقل العربي لم يضف جديدا إلى ما أبدعه فيها بعد عصر التدوين. ويرجع المفكر الراحل ذلك إلى أسباب عدة يمكن تلخيصها كما يلي:
طبيعة موضوع هذه العلوم؛ أي النص اللغوي بالنسبة للنحو واللغة والنص الديني بالنسبة للفقه والكلام، الذي لا يقبل التجربة؛ ذلك أن هذه العلوم تعتمد على ديالكتيك الفكر وتعرض عن التجربة التي هي وحدها قادرة على تصحيح مسار ذلك الديالكتيك وفتح المجال للعقل ليراجع نفسه وبالتالي ليتجدد وينمو. وهكذا فقد بقيت هذه العلوم سجينة لإنتاج "عصر التدوين" الذي تشكلت واكتمل تكوينها فيه.
تسرب العرفان لعلوم البيان
الأساس المنهجي- المنطقي الذي قامت عليه هذه العلوم؛ أي القياس أو الاستدلال بالشاهد على الغائب. آلية القياس هاته يكاد ينحصر دورها، عند العرب، في البحث عن قيمة ثالثة أو "علة" أو دليل يكون جسرا بين الشاهد والغائب حتى يتسنى للباحث الانتقال من الحكم الأول إلى الحكم الثاني، أي تمديد حكم الشاهد على الغائب. إذن، فالمنطق العربي؛ أي طريقة استدلالهم، لا يهدف إلى البحث عن نتيجة كما هو الشأن في القياس الأرسطي، بل هدفه البحث عن الحد الأوسط (العلة)؛ ذلك أن النتيجة معطاة سلفا، وهي الحكم الشرعي الوارد في القرآن والسنة بالنسبة إلى الفقه، والنص القرآني بالنسبة للمتكلمين، والنص اللغوي– بما فيه القرآن- بالنسبة إلى النحاة. وهكذا فما أن انتهى عصر التدوين بفترة قصيرة حتى بدأت عملية الاجترار و"الجمود على التقليد" في علوم "البيان".
تقنين اللغة قبل اكتمال تطور آدابها، مما قيد العقل في إطار معين لا يجوز اختراقه؛ ذلك أنه عندما اكتمل البناء في اللغة والتشريع ولم يعد هناك مجال للمزيد، اكتمل البناء أيضا في مجال التشريع للمشرع فأصبح العقل البياني العربي سجين هذا البناء الذي طوق به نفسه، فلم يكن من الركود مناص ولا مفر من "التقليد".
وفي ما يخص علوم العرفان، فالجابري يرى أنها كانت تصدر عن نظرة سحرية للعالم تقوم على الاعتقاد في إمكانية "قلب الأعيان وخرق العادات"؛ أي على إنكار "السببية"، وبالتالي فهي لا يمكن أن تساهم في تحقيق النهضة.
أما في ما يخص علوم البرهان التي تضم المنطق والرياضيات والطبيعيات والميتافيزيقا، فإن الجابري يميز هنا بين نوعين من العلوم:
نوع أول كان مؤطرا بالمنظومة الأرسطية التي لم تكتمل وتتحرر من شوائب "العقل المستقيل" إلا مع ابن رشد؛ أي في الوقت نفسه الذي أخذت تسود فيه المصالحة بين "البيان" و"العرفان"، الشيء الذي جعل تكسير وتجاوز المنظومة الأرسطية من أجل تحقيق"نقلة" يتجاوز بفضلها اللاحق السابق غير ذي موضوع.
ونوع غير مؤطر بتلك المنظومة وقد بقي من أول الأمر حتى نهايته خارج مسرح الصراع في الثقافة العربية، وبالتالي فلم تتح له الفرصة ليساهم في تكوين العقل العربي ولا في تجديد قوالبه وفحص قبلياته ومسبقاته. فاللحظات الحاسمة في تطور الفكر العربي الإسلامي لم يكن يحددها العلم، وإنما كانت تحددها السياسة؛ ذلك أن صاحب "نقد العقل العربي" يعتبر أن المعارك النظرية في الفكر العربي كانت دائما وأبدا في الواقع معارك سياسية في النظرية؛ بمعنى أن ما وراء المعارك النظرية هو في الحقيقة معارك سياسية، والرهان السياسي الذي يوجد في الخلف، هو صراع إيديولوجي سياسي بين الدولة العباسية، وخصومها السياسيين (الشيعة الباطنية).
وهكذا يخلص الجابري إلى أن الجواب عن سؤال النهضة والتقدم يكمن في نقد العقل العربي، نقد بنيته التاريخية، ومن هنا تبرز أهمية وراهنية دعوته إلى عصر تدوين جديد. فما لم نصنع عقلا جديدا، وما لم نغير طرق تفكيرنا وآلياته ومفاهيمه ومناهجه وتصوراته ورؤاه، فلن نستطيع أن ندشن نهضة حقيقية.





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 19:41 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd